logo
بلبلة تطال "البراندات" العالمية فهل تُقفل أبوابها في لبنان؟

بلبلة تطال "البراندات" العالمية فهل تُقفل أبوابها في لبنان؟

ليبانون 24٢٤-٠٤-٢٠٢٥

في خضم الحرب التجارية التي أطلقتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، اجتاحت الرسوم الجمركية العالم كإعصار اقتصادي، وكانت الصين في قلب العاصفة، إذ بلغت الرسوم المفروضة على منتجاتها 145%. وردّت بكين سريعًا بفرض رسوم انتقامية بنسبة 125% على السلع الأميركية، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار المنتجات الفاخرة داخل السوق الأميركية. غير أن الرد الصيني لم يقتصر على الإجراءات الاقتصادية التقليدية، بل جاء هذه المرة من بوابة "تيك توك"، حيث تحوّلت المنصة إلى أداة لكشف حقائق صادمة عن كبرى العلامات التجارية العالمية.المصانع الصينية تكشف المستورفقد خرج عدد من أصحاب المصانع الصينية عبر مقاطع مصوّرة ليؤكدوا أن المصانع المتهمة بتقليد المنتجات الفاخرة، هي نفسها من تُنتج هذه السلع لصالح ماركات عالمية مثل هيرمس، شانيل، لوي فيتون، برادا، غوتشي وديور. وأوضحوا أن كلفة تصنيع هذه المنتجات تتراوح بين 6 و1000 دولار، بينما تُباع بأسعار قد تصل إلى 50 ألف دولار وأكثر. وكان الكشف الأبرز يتعلق بحقيبة "بيركن" الشهيرة من هيرمس، التي يُباع بعضها بسعر يصل إلى نصف مليون دولار، فيما لا تتجاوز كلفتها الفعلية 460 دولارًا فقط. وأظهرت الفيديوهات أن الخامات والحرفية واحدة، وأن الفارق الحقيقي يكمن فقط في اسم العلامة التجارية. وقد شجعت هذه الحملة المستهلكين على التوجه نحوشراء المنتجات مباشرة من المصانع الصينية، بعيدًا عن الوكلاء.
ولم تقتصر الحملة على القطاع الخاص، بل انخرطت فيها الحكومة الصينية بشكل غير مباشر، عندما كُشف أن قبعات "اجعلوا أميركا عظيمة مجددًا" التي ارتداها ترامب ، والفستان الأحمر الذي ظهرت به المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت خلال مؤتمر هاجمت فيه الصين، كلاهما من صناعة صينية، ما تسبب بموجة سخرية وأحرج الإدارة الأميركية أمام الرأي العام.مواقع جديدة تبيع المنتجات الفاخرة بأسعار منخفضة في أعقاب هذا الجدل، سرعان ما بدأت تنتشر مواقع وتطبيقات إلكترونية مثل "DHgate"، "Voghion"، و"Taobao"، تروّج لبيع نفس المنتجات العالمية التي ظهرت في مقاطع "تيك توك"، ولكن بأسعار أقل بكثير. وبحسب ما يُشاع، فإن هذه المنصات توفّر السلع نفسها المصنعة في الصين، مع إمكانية شحنها إلى مختلف أنحاء العالم، ما دفع الملايين من المستهلكين إلى التهافت على طلبها.
وفي موازاة هذا التوجّه، اشتعلت حملة سخرية واسعة النطاق على مواقع التواصل، استهدفت المؤثرين والأثرياء الذين دأبوا على استعراض حقائبهم الفاخرة التي أنفقوا عليها مبالغ طائلة. ورفع رواد الإنترنت شعارًا ساخرًا مفاده أن "كل شيء يُصنع في الصين".رد الشركات العالمية
إلا أن الشركات العالمية المعنية لم تلتزم الصمت، وسارعت إلى نفي هذه الادعاءات بشكل قاطع، مؤكدة أنه لا علاقة لها بأي من المصانع الصينية التي ظهرت في المقاطع المنتشرة. وشدّدت على أن تصنيع منتجاتها يتم حصريًا في دول أوروبية أو أميركية، أو في الحد الأدنى خارج الأراضي الصينية. من جهة أخرى، حذّر خبراء في القطاع من الانجرار وراء هذه الحملات، معتبرين أن ما يُباع عبر هذه المنصات ما هو إلا نسخ مقلدة تستغل حالة البلبلة الحاصلة نتيجة تصاعد الحرب التجارية، وتبيعها للمستهلكين. إلّا أن هذا النفي لم يكن كافيًا لاحتواء أثرالحملة التي أطلقها عدد من أصحاب المصانع الصينية، والتي سرعان ما خلخلت ثقة المستهلكين ب"البراندات" العالمية. فالصورة اللامعة التي لطالما ارتبطت بالفخامة والهيبة بدأت تتشوش، خصوصًا في نظر الجيل الجديد، الذي يجد في "تيك توك" منصته الأولى والأكثر تأثيرًا. ومع هذا التحوّل، بدأ كثيرون ينظرون إلى هذه "البراندات" كرموز للاستغلال، وبدأوا بإعادة التفكير في قيمة هذه العلامات.مصير "البراندات" في لبنانوأثارت شائعات متداولة مؤخرًا مخاوف في لبنان والمنطقة من انسحاب محتمل لبعض العلامات التجارية العالمية من السوق المحلي، خاصة بعد أن كانت قد عادت إلى بيروت إثر غياب فرضته الأزمة المالية في 2019. هذه المخاوف طالت شريحة واسعة من المتابعين والمؤثّرين، لا سيّما أن العديد منهم يملكون قطعًا فاخرة تُستخدم أحيانًا كوسيلة استثمار، مثل الحقائب التي تُشترى بأسعار وتُباع لاحقًا بأعلى منها.
للتحقّق من صحة هذه المعلومات، تواصل " لبنان 24" مع أحد المسؤولين في شركة وكيلة لعدد من هذه العلامات في لبنان، الذي نفى وجود أي نيّة للانسحاب، مؤكدًا أن استمرارية هذه البراندات تقوم على الحملات التسويقية الكبرى، الحماية القانونية لأسمائها وشعاراتها، بالإضافة إلى فرق التصميم التي تصنع هوية كل منتج. كلّ هذه العوامل تضمن لها ولاء الزبائن وحضورا دائما في الأسواق.
أما موجة الشائعات المتداولة على الإنترنت، فهي لا تتعدى كونها حملة تهدف إلى الترويج لمنتجات معيّنة من قبل بعض الأفراد، ولا علاقة لها بواقع عمل الشركات في لبنان. فهذه "البراندات" تستثمر مليارات الدولارات حول العالم، وتوظّف ملايين الأشخاص، ومن غير المنطقي الحديث عن انسحابها بهذه السهولة.
المصادر وصفت ما يجري بأنه "حرب دعائية مؤقتة"، تتكرر بين الحين والآخر لأهداف تسويقية، ولا تعكس تهديدًا فعليًا لاستمرارية هذه العلامات التجارية في السوق اللبناني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كبار حلفاء إسرائيل قد يقلبون الطاولة.. صحيفة تكشف المفاجأة
كبار حلفاء إسرائيل قد يقلبون الطاولة.. صحيفة تكشف المفاجأة

بيروت نيوز

timeمنذ 39 دقائق

  • بيروت نيوز

كبار حلفاء إسرائيل قد يقلبون الطاولة.. صحيفة تكشف المفاجأة

قالت صحيفة واشنطن بوست إن عددا من كبار حلفاء إسرائيل وشركائها التجاريين أعلنوا هذا الأسبوع أنهم سيعيدون النظر في الاتفاقيات التجارية معها، نظرا للأوضاع الإنسانية والأزمة الحادة في قطاع غزة. وأكدت بريطانيا أن الحصار الإسرائيلي على غزة والعملية البرية الجديدة سيعرقلان 'مباحثات متقدمة' بشأن اتفاقية تجارية جديدة معها، دون التأثير على اتفاقيتهما الحالية، كما أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن الاتحاد، المكون من 27 دولة، سيجري مراجعة لاتفاقيته التجارية مع إسرائيل. ومع أن الآثار الكاملة لإعادة النظر في الاتفاقيات التجارية لا تزال غير واضحة، فإن الدول المعنية من أهم شركاء إسرائيل التجاريين، إذ تمثل نحو 31% من صادراتها العام الماضي و37% من وارداتها، وفقا لبيانات المكتب المركزي للإحصاء في البلاد. وقد نددت إسرائيل بهذه التحركات من قبل أوروبا، وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين إن تصريحات كالاس تعكس 'سوء فهم تاما للواقع المعقد الذي تواجهه إسرائيل'، وأبلغت السلطات الإسرائيلية الوكالات الإنسانية أنها قد ترسل 100 شاحنة يوميا إلى غزة هذا الأسبوع، بعد تجميد تام دام قرابة 3 أشهر. غير أن جماعات الإغاثة تقول إن هناك حاجة إلى مزيد، كما أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ذكر بأن نحو 500 شاحنة كانت تدخل غزة كل يوم عمل قبل الحرب، وحذرت الأمم المتحدة من أن القطاع بأكمله معرض لخطر المجاعة، خاصة أن بعض المرافق الطبية القليلة المتبقية شهدت زيادة في عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. وذكّرت الصحيفة بأن أجهزة الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية والبصرية كانت أكبر فئة من صادرات إسرائيل العام الماضي، إذ مثّلت ما يقرب من 17 مليار دولار من إجمالي صادرات البلاد البالغة 60 مليار دولار، وفقا للمكتب المركزي للإحصاء. وحسب إدارة التجارة الخارجية الإسرائيلية، فإن الدوائر الإلكترونية المتكاملة كانت أكبر منتج صدرته إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي، في حين كانت 'بوليمرات البروبيلين وغيرها من الأوليفينات، بأشكالها الأولية'، هي أكبر الصادرات إلى المملكة المتحدة، تليها الفواكه الطازجة والمجففة. (الجزيرة نت)

الإسلامي للتنمية تٌفند تقديم 3 مليارات دولار للجزائر
الإسلامي للتنمية تٌفند تقديم 3 مليارات دولار للجزائر

بنوك عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • بنوك عربية

الإسلامي للتنمية تٌفند تقديم 3 مليارات دولار للجزائر

بنوك عربية فند محمد سليمان الجاسر رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية أن يكون قد تحدث عن قرض للجزائر بقيمة ثلاث مليارات دولار أمريكي، مضيفا، مؤكدا أن 'هناك إطار تعاون بين الجزائر والبنك الاسلامي للتنمية بسقف 3 ملايير خلال 3 أعوام'. وفي رده على سؤال صحفي لمعرفة ما إذا كانت هذه الخدمات المالية مرادفا لقروض وبالتالي للجوء الجزائر إلى الإستدانة الخارجية، أوضح الجاسر قائلا: 'لم أتكلم عن قروض ولا حتى عن تمويلات، فقط ذكرت أن هناك إطار تعاون بين الجزائر والبنك الاسلامي للتنمية بسقف 3 ملايير خلال 3 أعوام، في حال ما إذا قررت الجزائر الاستفادة من هذه المبالغ'، مضيفا: 'أما إذا لم ترد الجزائر الاستفادة من هذه المبالغ فتبقى في البنك'. وأفاد في السياق ذاته 'هذا ما نقوم به مع اغلب الدول الاعضاء لكي نؤطر طريقة التعاون مستقبلا ونضع فيه اشياء ممكنة الحصول، لكنها تعتمد على احتياجات الدولة وقراراتها' قبل أن يختم: 'هذا كل ما قيل وغير ذلك يعتبر لغطا'. وفي تعقيبه على السؤال نفسه، الذي تطرق لتصريحات الرئيس الجزائري حول انعدام المديونية الخارجية للجزائر، شكر وزير المالية الجزائري بوالزرد رئيس البنك على 'ازالة سوء الفهم' الذي تلى التصريحات الأخيرة الجاسر حول إطار التعاون الجديد مع الجزائر.

الإسلامي للتنمية يوقّع اتفاقيات تمويل بقيمة مليار دولار بالجزائر
الإسلامي للتنمية يوقّع اتفاقيات تمويل بقيمة مليار دولار بالجزائر

بنوك عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • بنوك عربية

الإسلامي للتنمية يوقّع اتفاقيات تمويل بقيمة مليار دولار بالجزائر

بنوك عربية وقّعت مجموعة البنك الإسلامي للتنمية بالعاصمة الجزائرية إتفاقيات تمويلية بقيمة تفوق مليار دولار أمريكي مع عدد من الدول الأعضاء، بهدف دعم مشاريع في قطاعات حيوية تشمل البنية التحتية، الفلاحة، الصحة، ومكافحة تغيّر المناخ. وجرت مراسم التوقيع على هامش الإجتماعات السنوية للبنك، التي تحتضنها الجزائر بالمركز الدولي للمؤتمرات 'عبد اللطيف رحّال'، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تحت شعار 'تنويع الاقتصاد وإثراء الحياة'. اتفاقيات متنوعة مع عدة دول · فلسطين: تمويل المرحلة الأولى من مشروع مستشفى خالد الحسن لأمراض السرطان بـقيمة 26.6 مليون دولار، لتطوير النظام الصحي وإقامة مركز وطني للتدريب والبحث. · سلطنة عمان: تمويل مشروع سدود الحماية من الفيضانات بقيمة 632 مليون دولار، لتحسين ظروف المعيشة والفرص الاقتصادية. · بنغلاديش: تمويل إنشاء خمسة جسور في منطقة ميمينسينغ بـ241.3 مليون دولار، لتحسين التنقل وربط المجتمعات. · سيراليون: تمويل مشروع تطوير الثروة الحيوانية وسبل العيش بـ38.1 مليون دولار، للحد من الفقر وتحقيق الأمن الغذائي لصالح 60 ألف أسرة، مع تمكين النساء الريفيات. · موريتانيا: تمويل مشروع تعزيز التدريب المهني وتشغيل الشباب بـقيمة 37 مليون دولار، لتحسين فرص التوظيف ودعم ريادة الأعمال وزيادة تنافسية المؤسسات. دعم اللاجئين عبر مساهمة جديدة كما وقع البنك، بصفته أمينًا للصندوق الإسلامي العالمي للاجئين، اتفاقية مع منظمة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، تتضمن مساهمة مالية قدرها 10 ملايين دولار في رأسمال الصندوق. وتهدف هذه المساهمة إلى تعزيز جهود دعم اللاجئين والنازحين وتمكينهم في الدول الأعضاء، حيث تنضم بموجب الاتفاقية منظمة الإغاثة إلى اللجنة التوجيهية للصندوق، التي تُعنى بتمويل مشاريع مستدامة موجهة للنازحين والمجتمعات المضيفة. وقد جرت مراسم التوقيع بحضور رئيس البنك، محمد سليمان الجاسر، ومسؤولين من المجموعة، إلى جانب محافظي البنك وممثلي الدول الأعضاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store