logo
محمد أنور.. قصة نجاح إماراتية بدأت  من شوارع أم القيوين

محمد أنور.. قصة نجاح إماراتية بدأت من شوارع أم القيوين

الإمارات اليوم٠٧-٠٥-٢٠٢٥

قصة طويلة يرويها المهندس الميكانيكي وخبير تدريب الكلاب البوليسية، الإماراتي محمد أنور، مع عشق الحيوانات، وتحديداً الكلاب، حيث انطلق منذ الطفولة إلى الاهتمام بها، إذ جمعها وتبناها من شوارع إمارة أم القيوين، وصولاً إلى تربيتها وتنشئتها، لتأخذ حيزاً مهماً من حياته، وتؤسس لمسيرته المهنية التي توجها محمد في عام 2017، بتأسيس مشروعه الخاص بتدريب الكلاب البوليسية والمنزلية، الذي تحول اليوم إلى أول مشروع إماراتي بسواعد مواطنة، متخصص في «إنتاج الكلاب البوليسية المدربة في جميع الاحتياجات»، في الوقت الذي كشف محمد عن فخره بمشروعه الذي كسب ثقة متعامليه، وتحدي نظرة المجتمع المستهجنة للعاملين في هذا المجال.
شغف ورفض
وحول بداية ظهور هذا الشغف، أكّد الإماراتي محمد أنور: «بدأت تجربتي الطويلة مع الكلاب منذ الطفولة المبكرة، وعلى الرغم من معارضة والدي وأهلي لوجودها في البيت، فإنني بادرت للمرة الأولى آنذاك إلى التقاط جروين من الشارع، بغرض الاحتفاظ بهما وتربيتهما، لكن شاءت المصادفات أن يموت الأول، ويكبر الكلب الثاني (سيزر) معي، وبحكم صغر سني آنذاك، فقد كنت أجهل كيفية التعامل مع الكلاب وحتى تغذيتها، فكنت أترك لـ(سيزر) ما تبقى من طعام البيت»، وتابع ممازحاً: «إضافة إلى جهلي بطرق تربية الكلاب والاعتناء بها، فإنني عوقبت في البداية أكثر من مرة على جلبها إلى البيت وصولاً إلى رسوبي بعد مرور بضع سنوات في أحد الصفوف الدراسية، جرّاء الأزمة النفسية التي عشتها بسبب انتزاع والدي لكلبي (سيزر)، الأمر الذي سرعان ما أصلحه لاحقاً الوالد، عبر تعويضي بكلب آخر مكافأة لي على تفوقي في المدرسة، والهدية وقتها كانت كلباً من سلالة (الراعي الألماني) سمّيته (جاك)».
خطوة التدريب
أكّد محمد أنور أن بداياته في عالم تدريب الكلاب كانت وليدة مفارقة فريدة ومحض مصادفة غريبة فوجئ خلالها محمد بالتزام كلبه «جاك» بالجلوس للمرة الأولى، حال رفع محمد يده فوق رأسه من دون قصد، الأمر الذي تحمس له، فانطلق في تدريبه على الاستجابة لبعض التعليمات البسيطة، مؤكداً: «بعد هذه التجربة، بدأت في بناء علاقة خاصة مع الكلاب، وشاءت المصادفات أن أتعرض وأنا بعُمر 15 عاماً للضرب المبرح إثر فوزي على بعض الشباب في إحدى مباريات كرة القدم، وعلى الرغم من هروب الأصدقاء آنذاك خوفاً على أنفسهم، فإن الكلب (جاك) بادر إلى قطع الحبل الذي رُبط إليه في الساحة، والركض لإنقاذي، مُصدراً صوتاً يحاكي النحيب، وقتها توطدت علاقتي به وبالكلاب عموماً، وأيقنت قدرتها على استشعار أحاسيس الإنسان، وتقدير فضل صاحبها عليها»، وتابع محمد: «وبعدها انطلقت إلى الاشتغال على نفسي، واقتناء المزيد من الكلاب وتربيتها والبدء في المشاركة بمسابقات (جمال الكلاب) التي نُظّمت في الإمارات وروسيا والتي حللت فيها أكثر من 25 مرة، في المركز الأول على القائمة وصولاً إلى عام 2017، عند افتتاح مشروعي الخاص بتدريب الكلاب البوليسية والمنزلية، وفوز أحد كلابي في بطولة العالم (كي أن بي في) الخاصة بكلاب الشغب وكلاب البحث والإنقاذ في هولندا، بالمركز الأول عالمياً في عام 2022 الذي أهديته طبعاً لوطني الإمارات».
مشروع إماراتي رائد
وأضاف محمد: «بعد ملاحظة اعتماد عدد من المؤسسات على استيراد الكلاب المدربة من الخارج، وبعضها يكون غير مؤهل للعيش في بيئة الإمارات وتحمل درجات الحرارة العالية، قررت إنتاج كلاب محلية متخصصة ومؤهلة للعمل باحترافية في مجالات مختلفة، عبر توليد جراء وتدريبها على التكيّف مع بيئة وتضاريس ومناخ دولة الإمارات، وشملت هذه الخطوة، كلاباً من سلالتَي (الراعي البلجيكي) و(الراعي الألماني)، وسلالات متخصصة أخرى، وكان الهدف طبعاً تحقيق الاكتفاء الذاتي محلياً من هذه الكلاب البوليسية المدربة».
جاهزية وتميّز
قبل بناء مشروعه الخاص خضع محمد، على امتداد أربع سنوات، للتعلم والتدريب المتواصلين، قائلاً: «سافرت إلى هولندا للمشاركة في عدد من الدورات التدريبية المتخصصة بتعليم الكلاب، وتطوير مهاراتها وفرز فئاتها المنزلية من العملية، والحمد لله حظيت في النهاية بشهادة المدرب المحترف، وشهادة الخبير في تدريب الكلاب وتصحيح سلوكها، وصولاً إلى شهادة حصلت عليها من هولندا في تعليم الكلاب البحث عن الممنوعات والمخدرات والمتفجرات».
فخر واعتزاز
لم يخفِ رائد الأعمال وخبير تدريب الكلاب، الإماراتي محمد أنور، اعتزاز عائلته وأهله بنجاح مشروعه، مشيراً إلى اعتماده على طاقم عمل إماراتي بالكامل محترف ومؤهل، ويتمتع بمهارات عالية في مختلف مجالات التدريب، مختتماً بالقول: «الحمد لله، لقد بات مركزنا اليوم وكوادره المحلية، محل ثقة متعامليه والمشروع الوحيد في منطقة الخليج الذي (ينتج) الكلاب محلياً».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مهرجان دلما التاريخي.. لمسة وفاء لتراث الآباء والأجداد
مهرجان دلما التاريخي.. لمسة وفاء لتراث الآباء والأجداد

البيان

timeمنذ 44 دقائق

  • البيان

مهرجان دلما التاريخي.. لمسة وفاء لتراث الآباء والأجداد

نجح سباق دلما التاريخي للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً، على مدار سبعة أعوام، في ترسيخ مكانته الرائدة كأبرز المحطات الرئيسية ضمن "مهرجان دلما التاريخي"، مستقطباً اهتماماً واسعاً من شرائح المجتمع كافة، ومحافظاً على حضوره القوي في الساحة التراثية، ليشكل علامة فارقة في المشهد البحري الإماراتي. ويجسد المهرجان الذي يشمل السباق والفعاليات المصاحبة، لمسة وفاء صادقة لتراث الآباء والأجداد، ويأتي تأكيداً على التمسك بالموروث البحري الأصيل، من خلال تعزيز الهوية الوطنية، ودعم فئة الملاك والبحارة، عبر تقديم جوائز مالية ضخمة. ويحظى المهرجان برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ما شكل رافداً أساسياً لتحقيق النجاحات المتتالية على مدى النسخ السابقة، حيث يشهد تفاعلاً واسعاً ومشاركة آلاف البحارة. ويتميز المسار البحري للسباق بخصوصيته، حيث يمر عبر 8 جزر إماراتية بدءاً من جزيرة دلما، مروراً بجزر: صير بني ياس، وغشة، وأم الكركم، والفطاير، والبزم، والفياي، وجنانه، ما يضفي على الحدث طابعاً فريداً يجمع بين التنافس الرياضي والاستكشاف الجغرافي للمعالم الوطنية التاريخية. وفي موازاة السباق، تنظم اللجنة المنظمة باقة متنوعة من الفعاليات المصاحبة، أبرزها القرية التراثية التي تحتضن أنشطة تنافسية وثقافية، وأجنحة الجهات المشاركة والراعية، بالإضافة إلى السوق الشعبي الذي يتضمن محال الأسر المنتجة، ومجموعة من المسابقات البحرية التقليدية والحديثة، والأنشطة الرياضية والشعبية، وبيت النوخذة، وقرية الطفل، فضلاً عن المسابقات التراثية المقامة في قلب السوق، وفرق الفنون الشعبية التي تضفي على المهرجان أجواء تراثية أصيلة. وتحرص اللجنة المنظمة على تطبيق أعلى معايير السلامة، وتوفير المستلزمات اللوجستية والتنظيمية لإنجاح السباق، من خلال تحديد المسارات المناسبة، وتزويد البحارة بالتعليمات والإجراءات، واعتماد خطط تطويرية تضمن استمرارية التميز والرضا لدى البحارة والنواخذة. وقال سعادة عارف حمد العواني، الأمين العام لمجلس أبوظبي الرياضي، إن سباق دلما التاريخي يمثل حدثا وطنيا بارزا يُجسد قيم الهوية الإماراتية، ويُبرز الإرث البحري الثري، من خلال مسيرته المتواصلة منذ عام 2017، وما يحمله من معانٍ تراثية راسخة في ذاكرة النواخذة والبحارة. وأضاف، أن المهرجان يمثل منصة بحرية متميزة تجمع بين التنافس والترفيه، وتتيح لأفراد الأسرة فرصة التفاعل والمشاركة. وأشاد العواني بالجهود الكبيرة التي تبذلها اللجنة المنظمة، من خلال إعداد برنامج ثري بالفعاليات الثقافية والترفيهية، بما يعكس الأصالة والعراقة التي يتسم بها المهرجان، ويعزز استمرارية نجاحه عاماً بعد عام. من جانبه، أكد ماجد عبد الله المهيري، نائب رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للرياضات البحرية، أن سباق دلما التاريخي للمحامل الشراعية نجح منذ عام 2017 في حجز مكانة مرموقة في خارطة الفعاليات الوطنية، وذلك بفضل المشاركة الواسعة من البحارة والنواخذة، والتفاعل المجتمعي الكبير. ووصف المهيري المهرجان بأنه كرنفال بحري تراثي، يجتمع فيه أبناء البحر في مشهد وطني مهيب، حاملين رسالة دعم التراث البحري ونقله إلى الأجيال، والتعريف بمكانة جزيرة دلما التاريخية في حضارة الدولة. وفي ذات السياق، أكد عدد من البحارة والنواخذة، أن سباق دلما التاريخي يمثل مناسبة وطنية فريدة، تُجسد القيم الإماراتية والهوية التراثية من خلال صور خالدة في ذاكرة أهل البحر. وأشادوا بما تبذله اللجنة المنظمة من جهود متواصلة في إعداد وتنفيذ برنامج متكامل من الفعاليات التي تعكس روح الأصالة، وتُسهم في تقديم تجربة متكاملة للزوار. وأوضحوا أن الحدث يعد من أبرز المهرجانات التراثية التي تحتفي بالتقاليد البحرية في دولة الإمارات، وتسهم في تعزيز الوعي بها لدى الفئات العمرية المختلفة من خلال فعاليات متنوعة مستمدة من التراث الثقافي العريق للمنطقة.

الحرف.. طاقة جمالية تفيض بالنور
الحرف.. طاقة جمالية تفيض بالنور

صحيفة الخليج

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة الخليج

الحرف.. طاقة جمالية تفيض بالنور

الشارقة: علاء الدين محمود بعض اللوحات الخطية تمثل حالة روحية متكاملة، حيث يتفاعل النص العامر بالإشراقات مع إبداعات الفنان وأسلوبيته التي استوعبت تلك الأبعاد الوجدانية والروحية في النص سواء كان آية من القرآن الكريم، أو حديثاً شريفاً أو أقوالاً مأثورة أو جانباً من الشعر والنثر، إذ يبدع الخطاط في تلك الحالة في توظيف القلم المعين من أجل صناعة أو تكوين لوحة نابضة بالحياة وحافلة بالمعنى. خط الثلث هو من الخطوط التي يركز عليها العديد من الخطاطين العرب والمسلمين، لكــون هذا الخط يتيح قدراً كبيراً مــن الحريــة الإبداعية للخطاط بما يملك من إمكانيات كــبيرة على مستــوى وضيعة التكوين والتعامل مع الحروف من حيــث المد والتـــدوير، إذ ينفرد بتلك القدرة على صناعة الأشكال الهندسية المتعددة، وباستيعاب التشكيلات الفنــية الأخــرى في اللوحة من تذهــيب وزخرفـــة وغير ذلك، ولأجل هذا كان أكثر الخطوط تناولاً مــن قبل الفنـــانين الذين برع الكثير منهم وخلّد اسمه عبر العديـــد من اللوحات الحــروفيـــة التــي تحفل بالكــثير من التجهيزات والتكوينات. الخطاط د. بلال مختار، هو واحد من الذين أبدعوا في توظيف العديد من الخطوط وعلى رأسها خط الثلث من خلال تكوينات ولوحات نالت صدى كبيراً في كل المحافل المهتمة بالخط العربي، ومن ضمن هذه اللوحات الشهيرة تلك التي أبدعها باستخدام خط الثلث الجلي، والتي تحمل نصاً هو عبارة عن حديث شريف يقول: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها»، والنص يحمل العديد من الدلالات الروحية والأبعاد الجمالية ويحتشد بالمعاني السامية والراقية، فهو يحدثنا عن ما يقال للمؤمنين في الجنة، ومعنى الحديث أن المسلم ترفع درجاته ويحصل على المعاني العالية بحسب الآيات التي قرأها، حيث إن الناس تتفاوت مكانتهم في الجنة بحسب تفاوتهم في حفظ القرآن وتدبره والعمل بما جاء فيه، وهذه اللوحة من الأعمال التي شارك بها مختار في العديد من المعارض على رأسها ملتقى الشارقة للخط في عام 2022. وكان تخيّر ذلك النص من قبل الخطاط لما يحمل من أنوار وإشراقات روحية، حيث وعاه وتمثله وعمل على تحويله إلى لوحة خطية تخلد بالنص، وإبداع الخطاط الذي استفاد من سمات ومميزات خط الثلث الجلي في إنجاز هذه القطعة الفنية التي تُدخل السرور والبهجة في نفس المشاهد بما تحمل من تذكير بالجنة وأصحابها، وبما تحمل من الحكمة والمعاني، فهي تدعو الناظر للتأمل والتعمق والتدبر وتصحبه في رحلة عامرة بالروحانيات. درجات لعل براعة الخطاط تكمن في التعامل الهندسي والتكويني مع اللوحة من حيث تقسيمها إلى ثلاثة أبعاد، حيث قام بتجزئة النص ليجعل في الأعلى عبارة «يقال لأصحاب الجنة»، والتي تبرز باللون الأحمر وكأنها استهلالية لما يأتي بعدها من قول، ثم في المنتصف وفي موقع قلب اللوحة تظهر عبارة «اقرأ وارتق»، باللون الأزرق، حيث يظهر التركيز على هذه العبارة ووضعها في موضع أكثر بروزاً لما تحمله من دلالات روحية كبيرة، فهي تحمل معاني السمو والارتقاء في محبة الله وطاعته، حيث أبدع الفنان في وضع كلمتي «اقرأ» و«ارتق»، بصورة متناظرة، بكل ما يحمل هذا التناظر والتقابل من جماليات فنية وإشارات روحية مستفيداً من تكرار بعض الأحرف في الكلمتين، حيث تعانق القاف أختها القاف الأخرى وتشتبك معها في مشهد نابض بالتفاعل والحيوية، وكذلك الراء في اقرأ مع ذات الحرف في«ارتق»، والألف مع الألف، بما يجعل العبارة في اللوحة تفيض جمالاً وألقاً، وتصنع نوعاً من الراحة البصرية والمشهدية. أما في الجزء الأخير فقد استخدم الخطاط أسفل اللوحة كقاعدة لبقية الحديث: «ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها»، موظفاً اللون الأسود، ولعل مُشاهد اللوحة يُدهش من قدرة الخطاط على مراعاة التسلسل القرائي، والتعامل الفائق مع الكتلة والفراغ وصناعة الانسجام بين الحروف وإبراز الحركات وعلامات الإعراب والتناسق بحيث يتداخل كل جزء من نصوص اللوحة مع الآخر بطريقة فنية مميزة مع خلفية ناصعة لتظهر جماليات هذا المشهد البصري البديع. إضاءة د. بلال مختار هو من مواليد عام 1982، في مصر، حصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة التربية ودبلوم التذهيب في الخط العربي بترتيب الثاني على مستوى جمهورية مصر العربية، وهو عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للخط العربي بين 2014 و2017، وعضو النقابة العامة للخطاطين بمصر، كما كان عضواً بلجنة تحكيم مسابقة سوق عكاظ الدولية لفن للخط العربي في دورتها العاشرة لعام 2016، وحصل على جوائز كثيرة من بينها: الجائزة الثانية في خط الثلث الجلي، بالمسابقة الدولية لفن الخط العربي ببلدية أسكُدار في إسطنبول 2017، والمركز الأول في مسابقة الخط العربي ضمن ملتقى المدينة المنورة للفنون البصرية عام 2013.

أنشودة اليقين!
أنشودة اليقين!

صحيفة الخليج

timeمنذ 6 ساعات

  • صحيفة الخليج

أنشودة اليقين!

هأنذا أمامكم ثمرة البدايات التي سقاها الرائعون بثقتهم الذهبية، فنضجتُ على ضوء تشجيعهم ودعمهم وتهانيهم القلبية، فجاء فضل الله أولاً ثم أهلي وأصدقائي وقبلهم الوطن، لاسيما الذين كانت كلماتهم نبراساً مضيئاً لا يقدر بثمن ولا بد أن أشيد بأن شخصية اليوم من أكثر الفنانين الحقيقيين الذين ساندوني وحفزوني أنا الدكتورة إيمان الهاشمي أول ملحنة إماراتية! ولا أزال أذكر دعمها منذ 2011 وسأتذكره دائماً طوال العمر، حيث صرحت قديماً الفنانة الكويتية «البيتهوفنية» قبل أن تصبح ابنة الإمارات على ما هي عليه الآن كاتبة بخط يدها الدافئ: (يسعدني أنني استمعت إلى الألحان الجميلة من تأليف السيدة إيمان الهاشمي وهي ملحنة متميزة، حيث إنها لم تدرس الموسيقى قط وبذلك أشيد لها بإعجابي بموهبتها الإلهية في التلحين، كما أتمنى لها مستقبلاً باهراً وأن تمثل دولتها الحبيبة عبر ألحانها الفريدة حول العالم). هي الدكتورة «البيتهوفنية» خلود عبد السلام، مؤنث «بيتهوفن» وأميرة السلام، برقت عيناها بالفطنة اللامعة والموهبة اللامة والجامعة، منذ كانت في عمر التاسعة، والدها هو معلمها الأول، بل هو الأهم والأفضل، تعلمت منه مهارات العزف الأولية ومبادئه الأساسية وإن لم يعلمها حرفياً معاني الرقة والشفافية، فقد وُلدت بروحٍ مميزة وجبارة وعظيمة، مبنية على الإنسانية والفطرة السليمة، ففي 1996 استثمرت رحلتها الفنية بكل عزمٍ وجدية والتحقت بالمعهد العالي للفنون الموسيقية وبعد 3 سنوات من الاجتهاد والتدريب بين المعهد والبيت، حازت على الجائزة الثالثة لمسابقة شوبان في الكويت وهكذا استمرت إلى أن نالت درجة البكالوريوس في 2001 عن جدارة، لتنضم إلى أعضاء هيئة التدريس في نفس المكان والإدارة، ثم أكملت دراستها العليا لتكتمل هنا الصورة، بعدما حصلت على الماجستير والدكتوراه، وكذلك المستوى التاسع في عزف البيانو مع مرتبة الشرف وهو نفس رقم عمرها حين بدأت قراءة النوتة كنطقها للحرف، فاستحقت الرائعة (خلود) منصب «رئيس القسم»! لتستقر أعمالها في (الخلود) بالفعل والاسم! كما أسهمت في العديد من المحافل المحلية والعربية والدولية، وأهمها دولة الإمارات ولبنان وتركيا وشاركت كعضوٍ في لجنةٍ للتحكيم، لتعكس وجهاً مُشرقاً للتعليم، والجميل أنها ما زالت تنهل رحيق الموسيقى من جميع أزهار العالم، لتؤكد أن عسل الألحان حتماً فيه شفاء للعالم. شكراً يا «أنشودة اليقين» فقد غدوتُ نغماً إماراتياً فوق مقامات المستحيل، أعزفه من «وطني» أرض الإبداع إلى كل البقاع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store