
الاغتراب ليس Menu à la carte
فالمغترب ليس Menu à la carte، بل هو جزء لا يتجزأ من النسيج اللبناني الداخلي. له الحقوق نفسها كما عليه الواجبات ذاتها تجاه وطنه الأمّ مثله مثل أي لبناني. وهذا ما لحظه الدستور اللبناني، وهذا ما شدّدت عليه كل البيانات الوزارية، التي علقّت الآمال الكبيرة على الدور الاغترابي في عملية التعافي. وهذا ما قام به الاغتراب في أقسى الظروف التي مرّ بها لبنان. ولولا هذا الدعم المعنوي والممادي لما استطاع اللبنانيون الصمود في وجه العواصف العاتية، التي كادت تطيح به.
لا شكّ على الاطلاق بأن للصوت الاغترابي تأثيره الفاعل على العملية الانتخابية في لبنان، وإن كانت تفصل بين المغترب والمقيم آلاف الأميال والمحيطات. وهذا ما أظهرته نتائج الانتخابات الأخيرة في ربيع سنة 2022. وهذا ما ستبّينه أي نتيجة مستقبلية، حيث سيكون للصوت الاغترابي التأثير المباشر، لأن صوته "بيودي لبعيد".
أمّا ما يحاول بعض الأفرقاء السياسيين من الترويج له عبر مغالطات دستورية لا تنطبق على الواقع الاغترابي، الذي له حيثيته المميزة، وهو يتمتّع بكامل حقوقه المدنية والسياسية كأي لبناني في آخر بلدة أو قرية لبنانية، فإنها ستؤول إلى الفشل الحتمي.
لم تكن الغربة بالنسبة إلى المغترب اللبناني أينما وجد خيارًا أو ترفًا، بل أجبرته الظروف القاسية، التي يعاني منها لبنان والتي تتكرر في حقبات زمنية متقاربة حيناً ومتباعدة أحياناً، على ترك وطنه والبحث عن أماكن أكثر امانًا واستقرارًا في أصقاع الأرض قاطبة. ومن حقّ هذا المغترب، إلى أي طائفة أو حزب انتمى، أن يشارك في اختيار نواب الأمة، وأن يكون لمشاركته المباشرة مساهمة في صنع القرار الداخلي لما لهذه المشاركة من أثر فاعل في الحياة السياسية اللبنانية.
فالمغترب يصوّت بكل حرية ومن دون أن تُمارس عليه أي ضغوطات مادية أو معنوية. فهو صاحب القرار، وينتخب وفق قناعاته الشخصية والسياسية. وهذا ما يحتاج إليه الناخب المقيم حتى تستقيم الحياة السياسية، وحتى يكون التمثيل صحيحًا مئة في المئة. وهذا ما يؤّمنه القانون الحالي على رغم ما فيه من ثغرات.
فالجلسة التشريعية أمس أدخلت البلاد في متاهات سياسية لها أول وليس لها آخر، خصوصًا بعدما رفض الرئيس نبيه بري إدراج الاقتراح القانون المعجّل المكرّر القاضي بتعديل المادة 122 من قانون الانتخاب، الأمر الذي دفع بنواب " القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب اللبنانية" وعدد من النواب التغيريين والمستقلين إلى الانسحاب من الجلسة، التي لم تفقد نصابها.
وهذا الموضوع الخلافي الساخن قد أضيف إلى المواضيع الخلافية الأخرى، بعدما تحوّل إلى عنوان مبارزة وليّ أذرع بين كتل أساسية أبرزها "القوات اللبنانية" والكتائب والحزب التقدمي الاشتراكي والعديد من النواب المستقلين والتغييريين من طوائف واتجاهات عدة من جهة، و"الثنائي الشيعي" و" التيار الوطني الحر" من جهة مقابلة، على خلفية المطالبة بانتخاب المغتربين لجميع النواب أسوة بالمقيمين. إلاّ أن إصرار الرئيس بري على اسقاط الاقتراح ينذر بعاصفة سياسية لن تهدأ قبل تحقيق هذا المطلب. وهذا ما أعلنه النواب جورج عدوان وسامي الجميل وميشال معوض وعدد آخر من النواب، الذين أبدوا خشيتهم من أن يكون هذا الأمر مقدمة لتطيير الانتخابات النيابية في ربيع 2026.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 34 دقائق
- بيروت نيوز
إضراب غدًا… إليكم ما دعت إليه رابطة موظفي الإدارة العامة
اصدرت رابطة موظفي الادارة العامة، بيانا حمل الرقم 2، جاء فيه: 'ايها المواطنون، شركاؤنا بالوطن وبالألم والظلم، نتمنى عليكم عدم الحضور الى الادارات ايام الاربعاء والخميس والجمعة٢، ٣ و٤ تموز. نحن لخدمة المواطن، ولكن نحن بحاجة ايضا لدعمكم في تحصيل حقوقنا المنهوبة، رواتبنا لا تتعدى ٣٠% من قيمتها الاساسية قبل الازمة. زملاء لنا يحالون على التقاعد بتعويض لا يتجاوز الالف دولار بينما بالمقابل دولتنا تصرف رواتب خيالية للمجالس والهيئات الناظمة تتعدى ال ٧ آلاف دولار شهريا. شغور الادارات يفوق ٧٠%، ورواتب لا تشكل اكثر من ٣% من الموازنة، نحن من ياتي بالواردات، و نحن عماد الدولة!! زملاءنا في القطاع العام في كافة الوزارات وهيئات الرقابة، يا من حملتم الدولة على أكتافكم سنينًا من دون تقدير، يا من صمدتم في وجه الجوع، وواجهتم القهر، ورفضتم الإذلال، الظلم يجمعنا وحقوقنا واحدة، وفي ظلّ استمرار التجاهل الممنهج لحقوقنا، وفي ظلّ غياب أي بوادر لحلول جذرية تعيد لنا الحدّ الأدنى من الكرامة والقدرة على العيش، بات من الواضح أن لا أمل يُرتجى من صمتنا، ولا نتيجة تُرجى من انتظارنا! إنّ رابطة موظفي الإدارة العامة ،وقد طفح الكيل، تدعوكم إلى رصّ الصفوف، وشدّ الهمم، والمشاركة الكاملة في التحركات القادمة، دفاعًا عن: كرامتنا المهدورة، حقوقنا المسلوبة، مستقبلنا المجهول، دورنا في بناء الدولة لا في هدمها كما يريد البعض! لم نعد نملك ترف السكوت، لم نعد نحتمل مماطلة ولا خداعاً ولا وعوداً فارغة. إنها لحظة القرار: إما أن نُصان وإما أن نُنسى، لذلك، فإننا نهيب بجميع الموظفين والموظفات، في كافة الوزارات والإدارات، أن يهبّوا إلى المشاركة في كل تحرّك تقرّه الرابطة، وأوله التوقف التحذيري عن العمل،من الاربعاء ٢ تموز الى الجمعة٤ تموز الجاري واعتباره صرخة إنذار أخيرة. معًا… نرسم مستقبل الإدارة العامة'.


المنار
منذ 36 دقائق
- المنار
مجلس الشيوخ الأمريكي يقر مشروع قانون الموازنة الذي اقترحه ترامب وسط انقسام حاد
حقق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتصارًا تشريعيًا مهمًا، بعد إقرار مجلس الشيوخ مشروع قانون الموازنة الذي اقترحه، والذي يتضمن تخفيضات ضريبية كبيرة واقتطاعات شاملة في قطاع الرعاية الصحية. وجاء التصويت بعد أكثر من 26 ساعة من مناقشة عشرات التعديلات على مشروع القانون، حيث نجح أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون في تجاوز خلافاتهم، وتم إقرار المشروع بفارق ضئيل، إذ انتهى التصويت بالتعادل 50-50، وكسر نائب الرئيس جاي دي فانس التعادل بصوته المؤيد. وقال زعيم الجمهوريين في المجلس جون ثون إن المشروع ينفذ التفويض الذي منحه الناخبون في انتخابات نوفمبر الماضي. في المقابل، تواجه النسخة المعدلة من مشروع القانون معارضة ديمقراطية موحدة وعدداً من الجمهوريين في مجلس النواب، حيث ينتقدون الاقتطاعات الكبيرة في الرعاية الصحية التي سيحرم منها ملايين الأمريكيين ذوي الدخل المحدود. وكان ترامب قد حثّ المشرعين على إقرار المشروع قبل العيد الوطني في الرابع من يوليو، بينما يسعى الديمقراطيون لتأخير التصويت النهائي. ويتضمن مشروع القانون تمديد تخفيضات ضريبية ضخمة أقرت خلال ولاية ترامب الأولى، وإلغاء ضريبة الإكراميات، وزيادة التمويل في قطاعات الدفاع والهجرة، مقابل خفض إنفاق كبير على برامج الرعاية الصحية ومساعدات الغذاء، بالإضافة إلى إلغاء حوافز ضريبية للطاقة المتجددة التي أقرت في عهد الإدارة السابقة. ويحذر خبراء من أن المشروع سيزيد العجز المالي الاتحادي بأكثر من ثلاثة تريليونات دولار خلال العقد المقبل، بحسب تقديرات مكتب الموازنة في الكونغرس. وفي رد فعل حاد، وصف زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر المشروع بأنه أكبر تخفيض ضريبي للمليارديرات، تم تمويله على حساب حرمان ملايين الأمريكيين من الرعاية الصحية والمواد الغذائية. كما أثار المشروع خلافات داخل المعسكر الجمهوري، حيث أعرب الملياردير إيلون ماسك، الحليف السابق لترامب، عن معارضته الشديدة، وهدد بتأسيس حزب جديد وتمويل حملات انتخابية ضد أعضاء الكونغرس الذين يدعمون القانون. ورد ترامب بحدة، ملوحًا بإجراء تحقيقات في تعاملات ماسك مع الحكومة الفدرالية. المصدر: أ.ف.ب.


سيدر نيوز
منذ 39 دقائق
- سيدر نيوز
صرخة إنذار: رابطة موظفي الإدارة العامة تدعو إلى تحركات حاسمة دفاعًا عن الحقوق والكرامة
اصدرت رابطة موظفي الادارة العامة، بيانا حمل الرقم 2، جاء فيه: 'ايها المواطنون، شركاؤنا بالوطن وبالألم والظلم، نتمنى عليكم عدم الحضور الى الادارات ايام الاربعاء والخميس والجمعة٢، ٣ و٤ تموز. نحن لخدمة المواطن، ولكن نحن بحاجة ايضا لدعمكم في تحصيل حقوقنا المنهوبة، رواتبنا لا تتعدى ٣٠% من قيمتها الاساسية قبل الازمة. زملاء لنا يحالون على التقاعد بتعويض لا يتجاوز الالف دولار بينما بالمقابل دولتنا تصرف رواتب خيالية للمجالس والهيئات الناظمة تتعدى ال ٧ آلاف دولار شهريا. شغور الادارات يفوق ٧٠%، ورواتب لا تشكل اكثر من ٣% من الموازنة، نحن من ياتي بالواردات، و نحن عماد الدولة!! زملاءنا في القطاع العام في كافة الوزارات وهيئات الرقابة، يا من حملتم الدولة على أكتافكم سنينًا من دون تقدير، يا من صمدتم في وجه الجوع، وواجهتم القهر، ورفضتم الإذلال، الظلم يجمعنا وحقوقنا واحدة، وفي ظلّ استمرار التجاهل الممنهج لحقوقنا، وفي ظلّ غياب أي بوادر لحلول جذرية تعيد لنا الحدّ الأدنى من الكرامة والقدرة على العيش، بات من الواضح أن لا أمل يُرتجى من صمتنا، ولا نتيجة تُرجى من انتظارنا! إنّ رابطة موظفي الإدارة العامة ،وقد طفح الكيل، تدعوكم إلى رصّ الصفوف، وشدّ الهمم، والمشاركة الكاملة في التحركات القادمة، دفاعًا عن: كرامتنا المهدورة، حقوقنا المسلوبة، مستقبلنا المجهول، دورنا في بناء الدولة لا في هدمها كما يريد البعض! لم نعد نملك ترف السكوت، لم نعد نحتمل مماطلة ولا خداعاً ولا وعوداً فارغة. إنها لحظة القرار: إما أن نُصان وإما أن نُنسى، لذلك، فإننا نهيب بجميع الموظفين والموظفات، في كافة الوزارات والإدارات، أن يهبّوا إلى المشاركة في كل تحرّك تقرّه الرابطة، وأوله التوقف التحذيري عن العمل،من الاربعاء ٢ تموز الى الجمعة٤ تموز الجاري واعتباره صرخة إنذار أخيرة. معًا… نرسم مستقبل الإدارة العامة'.