الدكتور أمحمد المالكي يكتب في جريدة « le12» حول قضية 'جامعة ابن زهر'

لأزيدكم من الشعر بيتًا، هناك شكاية سرقة علمية وُضعت على مكتب رئاسة جامعة ابن زهر منذ نهاية يوليوز الماضي، تتعلق بأستاذ في كلية الحقوق قام، حسب مضمون الشكاية، بمسح اسم أستاذه من مؤلف علمي ووضع اسمه بدلًا عنه.
*
الدكتور
ترددت كثيرًا قبل الانخراط في ما قيل ويُقال ويُكتب عن المتهم في كلية الحقوق بجامعة ابن زهر.
ولأنني تشرفت بالتدريس في أربع جامعات مغربية، ولمدة 35 سنة في كلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش.
كما تشرفت بأن كنت عميدًا للكلية وأستاذًا بجامعة السلطان قابوس في سلطنة عمان لمدة ثمانية أعوام.
وكان من حظي أن زرت وشاركت في برامج جامعات كبرى في العالم العربي والعالم، فقد عزّ عليّ أن أختار الصمت، رغم أنني لا أميل إلى الكلام غير المسؤول أو غير الدقيق.
لكنني قلت: لماذا لا أُساهم بدوري في تنوير الرأي العام الجامعي والوطني في قضية نرجو أن يذهب فيها القضاء والسلطات المختصة بعيدًا في فهم مصادرها والاجتهاد في إيجاد حلول جذرية لها؟
وبما أنني أصبحت أمارس المحاماة بعد تقاعدي الإداري، فأنا أعرف جيدًا حدود الكلام في ملف من هذا النوع، وأدرك تمامًا ما يصح قوله وما لا يصح.
ثمة قاعدة قانونية وأخلاقية أساسية في أنظمة العدالة الجنائية، تقضي بأن: 'المتهم بريء حتى تثبت إدانته'.
والحكمة من هذه القاعدة أن المتهم لا يُعامل بوصفه مذنبًا من الوهلة الأولى، بل يُعتبر بريئًا إلى حين تقديم أدلة قوية ضده، ويصدر في حقه حكم من محكمة عادلة.
حتى لا يُفهم كلامي بشكل خاطئ، أقول: علينا أن ننتظر انتهاء العدالة من عملها المهني، باعتماد كل خطوات الإثبات، واستدعاء كل من شارك في نسج خيوط هذه القضية، مهما كانت رتبته أو مكانته.
وحينها فقط يمكن أن نحكم على حكم العدالة. علمًا أن المتهم، وكل من سيتهم لاحقًا، يتمتعون بموجب دستور البلاد بكافة ضمانات المحاكمة العادلة، وفي مقدمتها حقهم في الدفاع عن أنفسهم.
قضية الفساد في
وقد أُجريت حولها دراسات وخبرات دولية أثبتت، بمنهجيات علمية موثوقة، وجود مظاهر متعددة للفساد في الجسم الجامعي المغربي.
الكل يعلم هذا، لكن أغلبنا يلتزم الصمت لأسباب كثيرة.
والأسوأ من ذلك أن العديد من ملفات الفساد التي طفت على السطح خلال السنوات الأخيرة لم تجد طريقها إلى المعالجة القانونية، فظلت مثل سحابة صيف غير ممطرة.
جامعة ابن زهر، التي أشهد شخصيًا بوجود كفاءات علمية فيها تشرف البلاد وتقوم بواجباتها المهنية خير قيام، تعيش بدورها على وقع ملفات فساد متعددة.
وأُشدد هنا أنني لا أُحابي أحدًا، فأنا لا أجيد فن المحاباة، بل أتكلم من موقع المعرفة، فالكثير من أساتذتها كانوا طلابًا عندنا في مراكش أو جامعات أخرى، وأعرف جيدًا معادنهم.
لكن للأسف، هناك أكثر من شكاية مقدمة من أساتذة وطلبة ضد مظاهر فساد داخل الجامعة، بل وسبق لبعض الأساتذة أن دخلوا في اعتصامات لمناهضة هذا الفساد، دون أن يجدوا من يصغي إليهم.
ولأزيدكم من الشعر بيتًا، هناك شكاية سرقة علمية وُضعت على مكتب رئاسة الجامعة منذ نهاية يوليوز الماضي، تتعلق بأستاذ في كلية الحقوق قام، حسب مضمون الشكاية، بمسح اسم أستاذه من مؤلف علمي ووضع اسمه بدلًا عنه، ويدرّسه منذ الموسم الجامعي 2019-2020، ولا يزال يحتفظ به ضمن ملفاته الأكاديمية المنشورة على الشبكة.
ما نرجوه اليوم هو أن تمضي العدالة قُدمًا في معالجة هذا الملف، وأن تمارس بكامل المهنية والضمير الوطني الصلاحيات الدستورية والقانونية المخولة لها، بهدف استرجاع هيبة الجامعة المغربية، ومكانتها المركزية في بناء مجتمع المعرفة، وترسيخ قيم الاستحقاق والكفاءة وتكافؤ الفرص.
نتمنى أيضًا أن يكون ملف
فالكثير منهم معروفون، وأفعالهم المشينة في حق البلاد والعباد لم تعد خفية، بل بدأ يُشار إليهم بالبَنان.
كان من قدري أن أزور جامعات كثيرة في محيطنا العربي، وحتى على المستوى الدولي، ووقفت على القيمة الكبرى للجامعة المغربية في تكوين كفاءات أصبحت اليوم أسماء وازنة في بلدانها، وتشرف المغرب وسمعته.
وحتى تبقى جذوة الجامعة المغربية مشتعلة وساطعة، علينا، كمجتمع وسلطات، أن نجعل من ملف فساد جامعة ابن زهر بداية تاريخ جديد لتطهير الجامعة المغربية وإعادتها إلى أدوارها المطلوبة في البناء والتحصيل.
ألم نكن بناة أول جامعة في العالم؟.
ألم تكن جامعة القرويين مفخرة الأمة؟.
*
فقيه دستوري وعميد سابق لكلية الحقوق في جامعة القاضي عياض في مراكش

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

ألتبريس

منذ 34 دقائق

• ألتبريس

الكحص مرشح لقيادة الاتحاد

مع قرب موعد عقد المؤتمر الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، واحتمال عدم التجديد لإدريس لشكر لولاية جديدة برغبة منه، بدأ اسم محمد الكحص، القيادي الاتحادي الذي ارتد سلاحه التنظيمي والسياسي إلى الخلف لسنوات، لأسباب مختلفة، يروج في الكواليس، مرشحا للكتابة الأولى لحزب 'الوردة'. وتدفع قيادات 'تاريخية' لحزب القوات الشعبية، في هذا الاتجاه، من أجل تحقيق 'مصالحة' كبيرة داخل الحزب، وعودة كل بناته وأبنائه إلى حضنه، والاستعداد لخوض معركة استحقاقات 2026 في وضع تنظيمي متقدم، والبحث عن مشاركة محترمة 'للوردة' في حكومة 'المونديال'. متابعة

جريدة الصباح

منذ 41 دقائق

• جريدة الصباح

تفريخ نصابات محترفات

صار النصب وسيلة لتحقيق الثراء دون بذل أي مجهود أو تضحية، فقط يحتاج إلى ذكاء وكلام معسول ووعود توحي للضحية أنه على وشك دخول الفردوس المفقود، قبل أن يستيقظ على وقع صدمة فقدانه كل ما يملك. لم يعد النصب حكرا على الرجال، بل هناك قضايا تفوقت فيها

جريدة الصباح

منذ 41 دقائق

• جريدة الصباح

إحصاء 2024 يخلط أوراق انتخابات 2026

اوضعت أرقام المندوبية السامية للتخطيط خارطة الانتخابات المرتقبة في خريف السنة المقبلة، في مهب رياح الإحصاء العام للسكان لسنة 2024، إذ نبه حبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إلى أن المعطيات الإحصائية، خاصة ما يتعلق بالتحولات العميقة في البنية الديموغرافية للمغرب وتوزيع السكان