
Wicked: نحن في طريقنا لرؤية الساحرات
مع القرود الطائرة والأحذية السحرية، أصبحَت قصة «ساحر أوز» جزءاً لا يتجزّأ من المُخيِّلة الشعبية لأكثر من قرن. فهي، في النهاية، أسطورة أميركية نموذجية: ملحمة عن الخير والشر، راحة (وكآبة) الوطن، إغراء (وحرية) الطريق، مخاطر السلطة، والتَوق إلى التحوّل.
فيلم عام 1939 من بطولة جودي غارلاند، خصوصاً، متأصّل بعمق في الحمض النووي للسينما الأميركية، وألهم شخصيات بارزة مثل مارتن سكورسيزي، ديفيد لينش، سبايك لي، وجون ووترز، الذي وصف ذات مرّة، وبشكل دقيق، الساحرة الشريرة بأنّها «حُلم الشهرة والأناقة لكل ولد وبنت سيّئَين».
أتساءل عمّا سيظنّه ووترز بشأن «ويكيد» وبطلتها الجادة ذات اللون الأخضر، إلفابا، وهي آلة جاهزة لصناعة الميمات تلعب دورها سينتيا إيريفو في أداء يخطف الأنظار. كل من الشخصية والممثلة هما العنصران الأكثر جذباً في هذا الفيلم المبهر، المسلي إلى حدٍ كبير، لكنّه متبايِن النغمة وطويل بشكل غير مبرَّر، وهو الجزء الأول من اقتباس ثنائي الأجزاء للمسرحية الغنائية «ويكيد».
افتُتح ذلك العمل المسرحي الضخم في مسرح جيرشوين عام 2003، ولا يبدو أنّه سيُغلق أبداً؛ ويُرجّح أن يظل يحقّق نجاحاً عندما يُعرض «ويكيد الجزء الثاني» في تشرين الثاني 2025.
مثل المسرحية الغنائية، التي كتب ستيفن شوارتز موسيقاها وكلماتها، وكتبت ويني هولزمان نصّها، يُركّز الفيلم على إلفابا وجليندا، اختصاراً لغاليندا (أريانا غراندي المتألقة بحيوية)، الساحرتَين من أرض أوز المسحورة.
يبدأ السيناريو، الذي كتبته هولزمان ودانا فوكس، مباشرة بعد إعلان وفاة إلفابا، المعروفة أيضاً باسم الساحرة الشريرة للغرب (دوروثي ليست في المشهد). تصل غليندا، المعروفة أيضاً باسم غليندا الطيبة، لتؤدّي أغنية «لا أحد يأسف على الشريرة» الجذابة، ثم تعود بنا إلى ذكرياتها لتروي قصتها مع إلفابا، مُركّزةً على الفترة التي قضتاها في جامعة شيز، الحرم الجامعي الذي يعجّ بشخصيات ثانوية مجتهدة ويحوط به قصر مستوحى من عالم ديزني بجوار الماء.
يستند «ويكيد» إلى رواية غريغوري ماغواير لعام 1995 «ويكيد: حياة وأزمنة الساحرة الشريرة للغرب»، والمفاجأة الكبرى في كل من الرواية والفيلم، أنّ إلفابا ليست سيئة كما تُصوَّر. إنّها قصة كلاسيكية عن سوء الفهم أُعيدت صياغتها لتناسب الحساسيات المعاصرة، وهي سرد للعزلة والانتماء، والرغبة الغامضة والمواعظ المباشرة التي تبدأ على الشاشة في مونشكينلاند عندما كان والدها حاكماً، ووالدتها خائنة، وكانت إلفابا النتيجة غير المرغوب فيها.
في مرحلة ما، تموت والدتها، كما هو شائع في القصص الخيالية، وتنمو إلفابا لتصبح طفلة جادة ترتدي نظارات، بلوَن الهليون الطازج (كاريس موسونغولي)، وسرعان ما تتحوّل إلى شابة كئيبة موهوبة للغاية.
يفتتح المخرج جون إم. تشو «ويكيد» بشكل كبير ولا يتوقف عن التكبير، وأحياناً إلى حدٍ الإفراط. تشمل أعماله «أغنياء آسيويّون مجانين» والموسيقي «في المرتفعات»، لكنّ «ويكيد» نوعٌ مختلف تماماً من التحدّيات، إذ يَزخر بمجموعات ضخمة، وما يقرب من 12 أغنية، والعديد من العناصر المتحرّكة التي يعرفها أجيال من المعجبين جيداً. منذ البداية، يمنح تشو «ويكيد» إيقاعاً متسارعاً، ويُعزّزه بحركة كاميرا نشطة للغاية، ويغمره بزخم من كل شيء، من الأجساد التي لا تتوقف عن الحركة إلى الديكورات المبهرجة. هناك الكثير ممّا يُمكن الإعجاب به، سواء كان نظّارات إلفابا ذات التصميم الحلزوني، أو طياتها الجميلة على طراز إيسي مياكي، لكنّ الإفراط في التفاصيل لا يترك مساحة كافية للاستمتاع بها.
يبدأ الفيلم في الاستقرار بمجرّد أن تبدأ إلفابا وغليندا في التقارب (بعد أن أُجبرتا على مشاركة الغرفة)، وتنصهر عدائيّتهما الأولية بسرعة كما تذوب الساحرة عند ملامستها للماء.
غليندا، التي تمثل نموذجاً مغايراً لكليشيه «الشقراء الغبية»، لا تجعل الأمور سهلة. غراندي تلقي بنفسها في الدور، مستخرجةً الكوميديا من سطحية غليندا وغرورها، لكنّ الشخصية تفتقر إلى الذكاء أو الحوارات اللاذعة التي تُعيد تشكيل الصورة النمطية كما هو الحال في «السادة يفضلون الشقراوات» أو «الشقراء قانونياً».
بدلاً من ذلك، يستغل تشو وغراندي تفاهة غليندا، معتمدَين على حركات الشعر والمبالغات المسرحية، فيسخران من غرورها حتى بينما تستمتع الكاميرا بصناديقها الممتلئة بالمقتنيات.
على رغم من العثرات، يظل الفيلم مسلّياً ببساطة لأنّه مرتبط بـ»ساحر أوز»، ومن الممتع مشاهدة الشخصيات الغريبة الملوّنة وهي تغني وترقص وأحياناً تطير في الهواء (من دون بدلة بطل خارق).
مع تقدّم القصة، يظهر خط فرعي حول الحيوانات الناطقة في أوز - بيتر دينكليغ يؤدّي صوت الدكتور ديلاموند، الأستاذ الماعز - وتتحوّل إلفابا إلى بطلة، ويُصبح «ويكيد» أكثر رقة وتأثيراً. تتعاون إيريفو وغراندي بشكل جيد منذ البداية، وتزداد كيمياؤهما إقناعاً مع تحوّل الكوميديا إلى مواضيع أكثر جدّية، ويتحوّل السرد من قصة امرأتَين متنافستَين إلى قصة صداقة نسائية متينة.
أداء إيريفو ضروري لنقل التحوّل ولإضفاء التأثير العام على الفيلم. مرفوضة من والدها ومستهجنة من الآخرين، تعاني إلفابا من اختلافها منذ الطفولة، وهو محنة وجودية تعزلها كما لو كانت محبوسة في فقاعة خضراء مجازية. وتُعبِّر إيريفو عن ذلك بإحساس من الحذر والانطواء الجسدي، الذي يتناقض بشكل واضح مع صوتها الغنائي الدافئ والمعبِّر، ممّا يفتح نافذة على داخلها.
عندما تركض عبر الحقل أثناء أداء «الساحر وأنا»، تستحضر المشهد صورة جولي أندروز وهي تندفع عبر المروج في «صوت الموسيقى»، بينما تعكس نبرة صوتها الشوق الذي أظهرته جودي غارلاند في دوروثي.
قد لا يعالج «ويكيد» موضوع العِرق بشكل مباشر، لكنّه يترك الأمر للمشاهدين للتفاعل معه. ومع ذلك، يظل هناك الكثير على المحك، والمستقبل لا يبدو مشرقاً، لكنّني آمل أن تصمد إلفابا وغليندا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
٠٧-٠٣-٢٠٢٥
- الجمهورية
Wicked: نحن في طريقنا لرؤية الساحرات
مع القرود الطائرة والأحذية السحرية، أصبحَت قصة «ساحر أوز» جزءاً لا يتجزّأ من المُخيِّلة الشعبية لأكثر من قرن. فهي، في النهاية، أسطورة أميركية نموذجية: ملحمة عن الخير والشر، راحة (وكآبة) الوطن، إغراء (وحرية) الطريق، مخاطر السلطة، والتَوق إلى التحوّل. فيلم عام 1939 من بطولة جودي غارلاند، خصوصاً، متأصّل بعمق في الحمض النووي للسينما الأميركية، وألهم شخصيات بارزة مثل مارتن سكورسيزي، ديفيد لينش، سبايك لي، وجون ووترز، الذي وصف ذات مرّة، وبشكل دقيق، الساحرة الشريرة بأنّها «حُلم الشهرة والأناقة لكل ولد وبنت سيّئَين». أتساءل عمّا سيظنّه ووترز بشأن «ويكيد» وبطلتها الجادة ذات اللون الأخضر، إلفابا، وهي آلة جاهزة لصناعة الميمات تلعب دورها سينتيا إيريفو في أداء يخطف الأنظار. كل من الشخصية والممثلة هما العنصران الأكثر جذباً في هذا الفيلم المبهر، المسلي إلى حدٍ كبير، لكنّه متبايِن النغمة وطويل بشكل غير مبرَّر، وهو الجزء الأول من اقتباس ثنائي الأجزاء للمسرحية الغنائية «ويكيد». افتُتح ذلك العمل المسرحي الضخم في مسرح جيرشوين عام 2003، ولا يبدو أنّه سيُغلق أبداً؛ ويُرجّح أن يظل يحقّق نجاحاً عندما يُعرض «ويكيد الجزء الثاني» في تشرين الثاني 2025. مثل المسرحية الغنائية، التي كتب ستيفن شوارتز موسيقاها وكلماتها، وكتبت ويني هولزمان نصّها، يُركّز الفيلم على إلفابا وجليندا، اختصاراً لغاليندا (أريانا غراندي المتألقة بحيوية)، الساحرتَين من أرض أوز المسحورة. يبدأ السيناريو، الذي كتبته هولزمان ودانا فوكس، مباشرة بعد إعلان وفاة إلفابا، المعروفة أيضاً باسم الساحرة الشريرة للغرب (دوروثي ليست في المشهد). تصل غليندا، المعروفة أيضاً باسم غليندا الطيبة، لتؤدّي أغنية «لا أحد يأسف على الشريرة» الجذابة، ثم تعود بنا إلى ذكرياتها لتروي قصتها مع إلفابا، مُركّزةً على الفترة التي قضتاها في جامعة شيز، الحرم الجامعي الذي يعجّ بشخصيات ثانوية مجتهدة ويحوط به قصر مستوحى من عالم ديزني بجوار الماء. يستند «ويكيد» إلى رواية غريغوري ماغواير لعام 1995 «ويكيد: حياة وأزمنة الساحرة الشريرة للغرب»، والمفاجأة الكبرى في كل من الرواية والفيلم، أنّ إلفابا ليست سيئة كما تُصوَّر. إنّها قصة كلاسيكية عن سوء الفهم أُعيدت صياغتها لتناسب الحساسيات المعاصرة، وهي سرد للعزلة والانتماء، والرغبة الغامضة والمواعظ المباشرة التي تبدأ على الشاشة في مونشكينلاند عندما كان والدها حاكماً، ووالدتها خائنة، وكانت إلفابا النتيجة غير المرغوب فيها. في مرحلة ما، تموت والدتها، كما هو شائع في القصص الخيالية، وتنمو إلفابا لتصبح طفلة جادة ترتدي نظارات، بلوَن الهليون الطازج (كاريس موسونغولي)، وسرعان ما تتحوّل إلى شابة كئيبة موهوبة للغاية. يفتتح المخرج جون إم. تشو «ويكيد» بشكل كبير ولا يتوقف عن التكبير، وأحياناً إلى حدٍ الإفراط. تشمل أعماله «أغنياء آسيويّون مجانين» والموسيقي «في المرتفعات»، لكنّ «ويكيد» نوعٌ مختلف تماماً من التحدّيات، إذ يَزخر بمجموعات ضخمة، وما يقرب من 12 أغنية، والعديد من العناصر المتحرّكة التي يعرفها أجيال من المعجبين جيداً. منذ البداية، يمنح تشو «ويكيد» إيقاعاً متسارعاً، ويُعزّزه بحركة كاميرا نشطة للغاية، ويغمره بزخم من كل شيء، من الأجساد التي لا تتوقف عن الحركة إلى الديكورات المبهرجة. هناك الكثير ممّا يُمكن الإعجاب به، سواء كان نظّارات إلفابا ذات التصميم الحلزوني، أو طياتها الجميلة على طراز إيسي مياكي، لكنّ الإفراط في التفاصيل لا يترك مساحة كافية للاستمتاع بها. يبدأ الفيلم في الاستقرار بمجرّد أن تبدأ إلفابا وغليندا في التقارب (بعد أن أُجبرتا على مشاركة الغرفة)، وتنصهر عدائيّتهما الأولية بسرعة كما تذوب الساحرة عند ملامستها للماء. غليندا، التي تمثل نموذجاً مغايراً لكليشيه «الشقراء الغبية»، لا تجعل الأمور سهلة. غراندي تلقي بنفسها في الدور، مستخرجةً الكوميديا من سطحية غليندا وغرورها، لكنّ الشخصية تفتقر إلى الذكاء أو الحوارات اللاذعة التي تُعيد تشكيل الصورة النمطية كما هو الحال في «السادة يفضلون الشقراوات» أو «الشقراء قانونياً». بدلاً من ذلك، يستغل تشو وغراندي تفاهة غليندا، معتمدَين على حركات الشعر والمبالغات المسرحية، فيسخران من غرورها حتى بينما تستمتع الكاميرا بصناديقها الممتلئة بالمقتنيات. على رغم من العثرات، يظل الفيلم مسلّياً ببساطة لأنّه مرتبط بـ»ساحر أوز»، ومن الممتع مشاهدة الشخصيات الغريبة الملوّنة وهي تغني وترقص وأحياناً تطير في الهواء (من دون بدلة بطل خارق). مع تقدّم القصة، يظهر خط فرعي حول الحيوانات الناطقة في أوز - بيتر دينكليغ يؤدّي صوت الدكتور ديلاموند، الأستاذ الماعز - وتتحوّل إلفابا إلى بطلة، ويُصبح «ويكيد» أكثر رقة وتأثيراً. تتعاون إيريفو وغراندي بشكل جيد منذ البداية، وتزداد كيمياؤهما إقناعاً مع تحوّل الكوميديا إلى مواضيع أكثر جدّية، ويتحوّل السرد من قصة امرأتَين متنافستَين إلى قصة صداقة نسائية متينة. أداء إيريفو ضروري لنقل التحوّل ولإضفاء التأثير العام على الفيلم. مرفوضة من والدها ومستهجنة من الآخرين، تعاني إلفابا من اختلافها منذ الطفولة، وهو محنة وجودية تعزلها كما لو كانت محبوسة في فقاعة خضراء مجازية. وتُعبِّر إيريفو عن ذلك بإحساس من الحذر والانطواء الجسدي، الذي يتناقض بشكل واضح مع صوتها الغنائي الدافئ والمعبِّر، ممّا يفتح نافذة على داخلها. عندما تركض عبر الحقل أثناء أداء «الساحر وأنا»، تستحضر المشهد صورة جولي أندروز وهي تندفع عبر المروج في «صوت الموسيقى»، بينما تعكس نبرة صوتها الشوق الذي أظهرته جودي غارلاند في دوروثي. قد لا يعالج «ويكيد» موضوع العِرق بشكل مباشر، لكنّه يترك الأمر للمشاهدين للتفاعل معه. ومع ذلك، يظل هناك الكثير على المحك، والمستقبل لا يبدو مشرقاً، لكنّني آمل أن تصمد إلفابا وغليندا.


النهار
٠١-٠٣-٢٠٢٥
- النهار
10 أفلام مرشحة لـ"أوسكار" أفضل فيلم
في الآتي، قائمة الأفلام العشرة المتنافسة على الجائزة الأهم في هوليوود، في النسخة الـ97 من حفل جوائز الأكاديمية. هذه التراجيديا الكوميدية للمخرج شون بيكر تسلط الضوء على معاناة راقصة تعرٍّ، وهي أشبه بسندريلا عصرية يحتقرها النظام الرأسمالي، ما أكسبها إعجاب الجمهور. حصد الفيلم السعفة الذهبية في مهرجان كانّ في أيار/مايو، ليكون أول فيلم أميركي ينال الجائزة منذ عام 2011. لكن طريقه نحو الأوسكار لم يكن سهلاً. في كانون الثاني/يناير، خرج "أنورا" خالي الوفاض من جوائز غولدن غلوب، لكنه عاد ليصبح من أبرز المنافسين بعد أن حصد جوائز من نقابات المخرجين والمنتجين وكتّاب السيناريو في هوليوود. "المجمع السرّي" (كونكلاف) هذا الفيلم التشويقي الذي يكشف كواليس الانتخابات البابوية، حيث يجسّد رالف فاينس دور كاردينال وسط العاصفة، دخل المنافسة بقوة في اللحظات الأخيرة. استند الفيلم إلى رواية للكاتب روبرت هاريس، ولاقى استحساناً عند عرضه في مهرجان تيلورايد، لكنه لم يكن مرشحاً بارزاً للأوسكار. إلا أنّ ذلك تغيّر عندما هيمن الفيلم على جوائز "بافتا" – التكريم البريطاني المعادل لجائزة "سيزار" الفرنسية – وعلى جوائز "SAG" التي تمنحها نقابة الممثلين في هوليوود. "الوحشي" (ذي بروتاليست) ملحمة سينمائية مدتها 3 ساعات ونصف ساعة، صُوّرت بميزانية تقلّ عن 10 ملايين دولار، تتبع قصة مهندس معماري يهودي هنغاري يهاجر إلى الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. يُتوقع أن يضمن هذا الدور للممثل أدريان برودي فرصته الثانية للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل. يستعرض الفيلم قضايا كبرى مثل معاناة الناجين من الهولوكوست، الإدمان، العنف الجنسي، وضع المهاجرين، هشاشة الحلم الأميركي، والعلاقة المضطربة بين الفن والتمويل. "غريب تماماً" فيلم سيرة يتناول سنوات شباب بوب ديلان، حظي بدعم نجم الفولك الأسطوري نفسه، وحصل على ثمانية ترشيحات. يقدّم تيموتيه شالاميه أداءً مبهراً، متقمصاً صوت ديلان المتردّد والمميز، ويغني ببراعة أغاني خالدة مثل "Blowin' in the Wind" و"Mr. Tambourine Man". يعدّ شالاميه (29 عاماً) مرشحاً قوياً لجائزة أفضل ممثل، لكن البعض يعتقد أنّ الفيلم قد يفاجئ الجميع ويفوز بالجائزة الكبرى. "ويكد" اقتباس سينمائي لمسرحية موسيقية شهيرة من برودواي، يروي قصة الساحرة الشريرة من "ساحر أوز"، وحقّق نجاحاً ساحقاً في شباك التذاكر العالمي بإيرادات بلغت 730 مليون دولار. لكن الفيلم يبدو بعيداً عن سباق أفضل فيلم. وبينما يترقب الجمهور الجزء الثاني، من المتوقع أن تشعل نجمتي الفيلم أريانا غراندي وسينتيا إيريفو مسرح الأوسكار بأدائهما لأغاني "ويكيد" الشهيرة. "إميليا بيريز" الملحمة الموسيقية للمخرج جاك أوديار عن تحول مهرب مخدرات مكسيكي إلى امرأة، كانت من أبرز الأفلام المرشحة للفوز. روّجت "نتفليكس" للفيلم بقوة، وحقق نجاحاً كبيراً في مهرجان كانّ وفي جوائز غولدن غلوب، كما حصل على 13 ترشيحاً للأوسكار. لكن حملته تأثرت بشدّة بعد ظهور تغريدات قديمة لبطلة الفيلم كارلا صوفيا غاسكون تحمل طابعاً عنصرياً وإسلاموفوبياً. كما واجه الفيلم انتقادات من المكسيك، حيث اعتُبرت معالجته لاختفاء الأشخاص بسبب تجارة المخدرات سطحية. "المادة" منذ فيلم "ذي إكزورسيست" (طارد الأرواح الشريرة)، لم تُرشَّح أفلام رعب كثيرة لجائزة أفضل فيلم. لكن فيلم "المادة" للمخرجة الفرنسية كورالي فارغيات كسر هذه القاعدة، رغم أنّه فيلم دموّي للغاية. تؤدّي ديمي مور دور نجمة سينمائية سابقة تدمن سيروماً خطيراً يعيد الشباب، وهي مرشحة قوية لجائزة أفضل ممثلة، لكن الفيلم قد يكون دموياً أكثر ممّا تحتمله جائزة الأوسكار الكبرى. "لا أزال هنا" هذا الفيلم الدرامي للمخرج والتر ساليس، الذي يتناول قصة عائلة ممزقة بسبب الديكتاتورية العسكرية في البرازيل، كان من أقوى المرشحين لأوسكار أفضل فيلم دولي. لكنه ذهب أبعد من ذلك، ودخل في سباق أفضل فيلم وأفضل ممثلة، بفضل الأداء الاستثنائي للممثلة فرناندا توريس. وأثار ذلك موجة حماس وطنية في البرازيل، إذ سيتم بث حفل الأوسكار مباشرة خلال كرنفال ريو. "كثيب: الجزء الثاني" حقق الجزء الثاني من سلسلة "ديون" (كثيب) نجاحاً هائلاً بإيرادات 715 مليون دولار عالمياً، وحظي بإشادة واسعة من النقاد. لكن الفيلم حصل على خمسة ترشيحات فقط، ولم يُرشَّح مخرجه دينيس فيلنوف. ربما لم يساعده توقيت إصداره في شباط/فبراير الماضي، إضافة إلى أنّ الأوسكار قد ينتظر الجزء الثالث المتوقع قبل منحه التكريم الأكبر. "أولاد النيكل" (نيكل بويز) نال الفيلم الذي يتناول قضايا الظلم العرقي في الولايات المتحدة استحسان النقاد. يروي "نيكل بويز" معاناة المراهقين السود في ستينيات القرن الماضي داخل مدرسة إصلاحية في فلوريدا. ما يميزه هو أنه يعرض القصة بالكامل من منظور الضحايا، وهو ما جعله تجربة سينمائية فريدة ومؤثرة ساهمت في نجاحه.


النهار
٢٤-٠١-٢٠٢٥
- النهار
أزياء إيسي مياكي حوار بين التراث والحداثة جمع بين فنّ الابتكار والتكنولوجيا
أبهرت تصاميم دار "إيسي مياكي" Issey Miyake العريقة والمميّزة بنظرة الدار المستقبليّة، عشاق الموضة في باريس، وذلك من خلال مجموعة خريف وشتاء 2025-2026 التي تمّ تقديمها خلال أسبوع الموضة الباريسي المخصّص للألبسة الرجّاليّة، وكانت بمثابة تكريم لإرث المصمّم الراحل مع تبنّي فكرة الابتكار للمستقبل. التفاعل بين الفنّ والتكنولوجيا وقد احتفلت دار "إيسي مياكي" Issey Miyake من خلال مجموعة IM Men، بفلسفتها الشهيرة: "التفاعل بين الفن والتكنولوجيا وقابلية الارتداء" في عرض طليعي، تخلله حضور روبوتات مستقبليّة ولوحات رمزيّة، كما قدّم خطاً جديداً يجمع بسلاسة بين الخياطة المشغولة بحرفيّة قابلة للتفكيك ومتعدّدة الاستعمال والأقمشة الأنيقة التي تميّز العلامة اليابانيّة الفاخرة. سار عارضو الأزياء بحريّة وحيويّة على منصّة العرض، ما أكّد على الجودة والبراعة في تقديم تصاميم تحاكي التراث والحداثة معاً، احتفالاً بالإبداع الفنّي والهندسة المتأصلّة في رؤية في "مياكي". في المجموعة الجديدة، هيمنت المعاطف الكبيرة الحجم ذات الاكتاف العريضة والمنظمة، والملابس المحبوكة المنسّقة على شكل طبقات متداخلة تعزّز الأناقة. ألوان الطبيعة كانت لوحة الألوان المستوحاة من العناصر الطبيعيّة جذابة، تجمع بين الأناقة والحيويّة، من خلال الرمادي المرمري، والأزرق بلون المحيطات، والأخضر المستوحى من لون الغابات، والصدأ الترابي. أمّا الألوان المعدنيّة وتلك النيونيّة فألمحت إلى المستقبل، وتحقيق التوازن بين الخامات العضويّة والصناعيّة. دمج التكنولوجيا مع الحرفيّة الخالدة الميزة البارزة في المجموعة كانت المنسوجات المبتكرة المصنوعة من النيلون النباتي بنسبة 100%، والتي تمّ تطويرها بالتعاون مع شركة Toray Industries, Inc. تضمنّت هذه القطع متعدّدة الاستخدامات، بطانات قابلة للفصل والتفكيك وإعادة الطي لارتدائها بأسلوب مختلف مثل السترات. وعزّزت الأقمشة المعدنيّة وتلك المصنوعة من البوليستر المشتق من قصب السكّر، والرداءات المضادة للماء، روح العلامة التجاريّة في دمج التكنولوجيا مع الحرفيّة الخالدة. كما أضافت الأكسسوارات كالحقائب والأوشحة الهندسيّة لمسة معاصرة تعزّز الأناقة. تجربة حسيّة من خلال هذا العرض المذهل، نجحت مجموعة "إيسي مياكي" Issey Miyake في توثيق فكرتها بأنّ الموضة ليست مجرّد ملابس بل هي تجربة حسيّة متجذّرة في الحركة والابتكار والجمال الخالد.