
مقترح الـ60 يوم تهدئة.. مفاوضات تبحث 'الأمور الفنية' وضمانات شفهية فقط بوقف الحرب
من المرجح أن تتكلل جهود الوسطاء الحالية بالنجاح، وتثمر عن إعلان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، يدوم لـ60 يوما، ويكون بداية لمفاوضات تنهي الحرب كليا، ما لم يحدث أي تعقيدات من الجانب الإسرائيلي على غرار المرات السابقة، وذلك بعد تقديم مقترح جديد يوازي بين مطالب الطرفين.
والمقترح الجديد الذي قدمه وسطاء التهدئة، يستند إلى خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بوجود بعض التعديلات، التي تقارب بين وجهات نطر حماس وإسرائيل، حيث لا يشمل المقترح الجديد على بند يشير صراحة إلى وقف إطلاق النار، وهو ما تطلبه إسرائيل، لكنه يحمل تطمينات قوية وتعهدات بعدم العودة مجددا للحرب، والاستمرار في التفاوض حتى الوصول إلى هذه الغاية، وهو أمر يحقق ما تطلبه حركة حماس.
الأمور الفنية
وفي حال الإعلان عن موافقة الطرفين على المقترح رسميا، سيسار إلى عقد مفاوضات 'غير المباشرة'، والتي يسعى الوسطاء لتحديد موعدا لها، وستكون سريعة جدا، في حال سارت الأمور على الشكل المطلوب، لبحث 'الأمور الفنية'، وفقا لمصدر فلسطيني مطلع تحدث لـ'القدس العربي'.
وتشمل 'الأمور الفنية'، كيفية إطلاق سراح الأسرى من الطرفين، وأسماء الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية، المنوي الإفراج عنهم، وكيفية اختيارهم من بين الأسرى المتواجدين في سجون الاحتلال، كما تشمل الاتفاق على الطريقة التي ستتم فيها العملية، إلى جانب بحث خطط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، ومناطق تواجد جيش الاحتلال.
وعلمت 'القدس العربي' أن فصائل المقاومة بعد مشاورات سابقة، أبلغت الوسطاء أنها تقبل بأن تكون انسحابات جيش الاحتلال مشابهة للانسحاب الذي حصل خلال التهدئة الماضية التي دخلت حيز التنفيذ يوم 19 يناير الماضي، كخطوة أولى، يتبعها انسحابا كاملا من القطاع، وأن يجري أيضا انسحاب جيش الاحتلال من 'محور فيلادلفيا' الفاصل بين قطاع غزة ومصر، فيما يتوقع أن تضع إسرائيل اعتراضات على ذلك، بتمسكها في التواجد هناك، وفي بعض المناطق في القطاع، فيما ستطلب حماس التي تفاوض باسم فصائل المقاومة بضمانات قوية لوقف الحرب.
وكان القيادي في حركة 'حماس' طاهر النونو، قال إن الحركة 'مستعدة وجادة بشأن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة'، وأنها مستعدة لقبول أي مبادرة تؤدي بوضوح إلى إنهاء الحرب بشكل كامل.
ومن المقرر أن يجري خلال المفاوضات 'غير المباشرة'، بحث تنفيذ 'البروتوكول الإنساني' الخاص بإدخال المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، حيث تطلب حماس أن ينفذ البروتوكول بالكامل، وألا تقوم إسرائيل كما المرة السابقة بتعطيل هذا الاتفاق، وتنفيذ بعض بنوده ورفض تنفيذ أخرى.
ويشمل ذلك تحديد عدد الشاحنات التي ستدخل قطاع غزة خلال التهدئة وهي تقل مساعدات إنسانية وطبية وغذائية، إضافة إلى الشاحنات التي تقل خيام للنازحين، والتي عطل الاحتلال إدخالها في التهدئة الماضية، هي والبيوت المتنقلة 'الكرفاتات' التي كان يفترض إدخالها لإيواء النازحين، إضافة لآليات ثقيلة تستخدم في فتح الشوارع المغلقة والمساهمة في إصلاح البنى التحتية المدمرة.
مشاورات في تركيا
هذا وقد بدأت حركة 'حماس' حسب ما أعلنت في بيان رسمي، إجراء مشاورات داخلية وأخرى مع فصائل المقاومة، حول المقترح الجديد، فيما يواجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو معارضة قوية داخل أركان ائتلافه، برفض الوزراء المتطرفين هذا المقترح، وتلويح الوزير إيتمار بن غفير بالانسحاب من الحكومة، بعد طلبه الاستمرار في الحرب وتوسيع رقعة العمليات البرية ضد غزة.
وأعلنت 'حماس' أنها تتعامل 'بمسؤولية عالية'، مشيرة إلى أنها تجري مشاورات وطنية لمناقشة المقترحات المقدمة من الوسطاء من أجل الوصول لاتفاق يضمن إنهاء العدوان وتحقيق الانسحاب وإغاثة الشعب بشكل عاجل في قطاع غزة.
قيادة حماس تجري مشاورات داخلية وتلتقي مع مسؤولين أتراك كبار في أنقرة
وتلا ذلك أن أعلنت 'حماس' في إطار تحركاتها السياسية والدبلوماسية لوقف الحرب، عن عقد وفد قيادي برئاسة محمد درويش رئيس مجلس الشورى والمجلس القيادي للحركة، سلسلة لقاءات مهمة مع القيادة التركية في العاصمة أنقرة، التقت خلالها هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي، وإبراهيم كالن، رئيس جهاز المخابرات التركية، وقالت إن اللقاءات تناولت 'تطورات العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، والجهود الدولية المبذولة من أجل وقف الإبادة الجماعية ورفع الحصار، إلى جانب سبل تعزيز التحرك الإقليمي والدولي لوقف هذه الحرب الظالمة، وتقديم الدعم الإنساني العاجل لأبناء شعبنا المحاصر'.
بنود الاتفاق
ووفق المعلومات التي يجري تناولها، يتضمن العرض الجديد إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين، على فترات أيام التهدئة التي تمتد لـ60 يوما، وتشمل إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء في اليوم الأول، وتسليم خمسة جثامين أسرى إسرائيليين في اليوم السابع، وفي اليوم الـ30 يجري تسليم خمسة جثامين أخرى، أما في اليوم الـ50 فيجري إطلاق سراح أسيرين أحياء، فيما تسلم حماس في اليوم الـ60 جثامين ثمانية أسرى.
ويشمل المقترح انسحابا إسرائيليا من قطاع غزة في اليوم الأول، وبعد تسليم ثمانية أسرى أحياء، سيبدأ الانسحاب من شمال غزة وفقًا للخرائط المتفق عليها، أما في اليوم السابع، وبعد تسليم خمسة جثامين، سيبدأ الانسحاب من جنوب غزة وفقًا للخرائط المتفق عليها، على أن تعمل الفرق الفنية على ترسيم حدود الانسحاب خلال مفاوضات سريعة بعد الموافقة على مقترح الإطار.
وبخصوص المساعدات الإنسانية، ينص على أن تبدأ المساعدات فور موافقة حماس على الاقتراح. وفقًا لاتفاق 9 يناير، بكميات كافية وبمشاركة الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
ويشمل المقترح أن تتم عمليات التبادل دون أي استعراض أو مراسم رسمية، كما عملت 'حماس' في المرة السابقة، وأن تقوم حماس بتقديم معلومات في اليوم العاشر للتهدئة، عن كل أسير في غزة تشمل إثبات إن كان حيا أو ميتا، على أن تقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين منذ 7 أكتوبر.
ويضع المقترح تصورا لانطلاق مفاوضات خلال فترة التهدئة، تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل دائم، بحيث يجري تقديم مقترحات الطرفين على طاولة التفاوض، مع إعلان الرئيس الأمريكي عن تعهد بضمان استمرار وقف إطلاق النار طوال هذه الفترة.
ويشمل المقترح تقديم الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) ضمانات لإجراء مفاوضات جادة لإنهاء الحرب خلال فترة وقف إطلاق النار، وفي حال لم يكن الوقت كافيًا، فيمكن تمديده وفقًا للإجراءات المتفق عليها، وأنه في حال التوصل إلى اتفاق نهائي، سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين، على أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق، بتأكيد الولايات المتحدة التزامها بضمان استمرار المفاوضات، والتي سيقودها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بهدف إنهاء الحرب.
وتشمل هذه المرحلة الاتفاق على مفاتيح تبادل الأسرى المتبقين، والإعلان عن وقف إطلاق نار دائم، وعن ترتيبات أمنية طويلة الأمد في غزة، والتزامات دولية لذلك، خاصة وأنها تشمل الاتفاق على إعادة إعمار غزة.
تجدر الإشارة إلى أنه رغم إعلان الرئيس ترامب موافقة إسرائيل على المقترح، إلا أن نتنياهو لم يخرج بشكل رسمي معلنا موقفه من المقترح، في وقت يواجه فيه ضغوط داخلية من حلفاءه في الائتلاف، لرفض الخطة والمضي في توسيع الحرب ضد غزة.
وكان ترامب كتب على موقع 'تروث سوشيال' منشورا حذر فيه 'حماس' من رفض المقترح، بعد زعمه موافقة نتنياهو، وقال 'آمل من أجل الشرق الأوسط، أن تقبل حماس الصفقة، لأنه إن لم تفعل، فستزداد الأمور سوءًا بالنسبة لهم، لا أن تتحسن'.
وحتى اللحظة لم يثار ملف سلاح المقاومة في غزة، ولا نفي قيادة حماس في الخارج، ولا يعرف إن كانت إسرائيل ستثير هذه الملفات في المفاوضات 'غير المباشرة' التي يجري العمل على تحديد موعد لها، أم أنه سيجري تجاوزها في المرحلة الحالية.
لكن نتنياهو قال إن حكومته ستعمل على 'القضاء التام على حماس' وعدم السماح بعودتها إلى السيطرة على قطاع غزة، مشددا في الوقت نفسه على أن إسرائيل ستنجح في تحرير جميع الأسرى.
يشار إلى أن اجتماعا عقد قبل يومين بين المبعوث الأمريكي ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه دي فانس، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وذكرت تقارير عبرية أن ديرمر وافق على بند في المقترح الجديد يتناول المساعدات الإنسانية وانسحاباً تدريجياً للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة خلال فترة التهدئة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
"تركيا وإسرائيل تخاطران بالانزلاق نحو المواجهة"
نبدأ جولتنا من صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، ومقال بعنوان "تركيا وإسرائيل تخاطران بالانزلاق نحو المواجهة" بقلم أصلي أيدن طاشباش. تستهل الكاتبة المقال بالإشارة إلى الحرب الأخيرة التي اندلعت بين إسرائيل وإيران، وأسفرت عن "إعادة رسم ميزان القوى في الشرق الوسط"، معتبرة أن النتيجة الأخطر لتلك الحرب قد لا تكمن في مزيد من القتال بين هاتين الدولتين، بل في ظهور منافسة أشد ضراوة بين تركيا وإسرائيل. وقد عبّر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مؤخراً عن المزاج الجديد في أنقرة، قائلاً في قمة منظمة التعاون الإسلامي: "لا توجد مشكلة فلسطينية أو لبنانية أو سورية أو يمنية أو إيرانية، لكن من الواضح أن هناك مشكلة إسرائيلية". وقالت الكاتبة: "يعكس هذا الشعور تحولاً في التفكير التركي بشأن مكانة إسرائيل في المنطقة، فبعد أن كانت حليفاً، ثم منافساً، يُنظر إليها الآن بشكل متزايد على أنها خصم صريح". وترى الكاتبة أن أنقرة تشعر بعدم ارتياح إزاء إسرائيل وهويتها الجديدة، باعتبارها قوة مهيمنة في المنطقة تتسم بالجرأة والحزم، وهو دور طالما طمح إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وتستشهد باتهام وجهه السياسي التركي دولت بهجلي، وهو حليف رئيسي لأردوغان، لإسرائيل مؤخراً بمحاولة "محاصرة الأناضول" وزعزعة استقرار تركيا، معتبرة أن هذا التفكير لم يعد هامشياً داخل البيروقراطية التركية ووسائل الإعلام الرئيسية. وتقول الكاتبة إن هناك صورة معاكسة لهذا الهوس تتجلى في إسرائيل، حيث تنظر أجزاء من المؤسسة الأمنية بشكل متزايد إلى النفوذ الإقليمي التركي على أنه تهديد طويل الأمد "أخطر من إيران". لقد أثار دعم أردوغان العلني لحماس ردود فعل حادة من حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهو ما أثار تبادلا لانتقادات لاذعة، وعزز التواصل الإسرائيلي مع الأكراد السوريين، الذين طالما اعتبرتهم أنقرة تهديداً، وفق الكاتبة. وكتبت: "في منطقة غير مستقرة بالفعل، قد يؤدي صراع بين اثنين من أقوى جيوش المنطقة - وكلاهما حليف للولايات المتحدة - إلى مزيد من تآكل توازن القوى الهش". وتعتبر الكاتبة أن الصراع بين القوتين الإقليميتين هو صراع أيديولوجي وجيوسياسي، وأن سوريا – بعد سقوط نظام بشار الأسد - هي الساحة الأكثر إلحاحاً للمواجهة المحتملة، فبينما تسعى تركيا لتعزيز نفوذها في سوريا، داعمةً حلفائها الذين يتولون السلطة الآن، ومطالبةً بحكومة مركزية مستقرة ومتحالفة مع أنقرة، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية وأعربت عن دعمها للحكم الذاتي للأكراد والدروز، وتنظر إلى حكام سوريا الجدد بعين الريبة نظراً لجذورهم الجهادية. وتقول الكاتبة: "بلغت التوترات ذروتها في أبريل/نيسان، عندما قصفت إسرائيل موقعاً مُخصصاً لقاعدة تركية (في سوريا). يوجد الآن خط عسكري ساخن، لكن التعاون الدبلوماسي الأوسع مُجمد (بين تركيا وإسرائيل)". وترى الكاتبة أن تركيا استخلصت دروسها الخاصة من حرب إيران، إذ يُعدّ قتل إسرائيل للقيادات العسكرية الإيرانية تذكيرا صارخا بتفوقها الجوي وقدراتها الاستخباراتية، الأمر الذي يجعل "أنقرة تتحرك الآن لمعالجة نقاط ضعفها بشأنه". وتدعو الكاتبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى استخدام علاقته الجيدة مع كل من نتنياهو وأردوغان لإدارة هذه المواجهة. واختتمت: "مع إضعاف إيران، يجب على واشنطن وحلفائها إدراك أن الاختبار التالي للشرق الأوسط قد يأتي من التنافس بين اثنين من أقرب شركائهما - تركيا وإسرائيل". حظر منظمة مؤيدة للفلسطينيين في بريطانيا ننتقل إلى صحيفة الغارديان، التي كتبت افتتاحية بعنوان "رأي صحيفة الغارديان في حظر منظمة "فلسطين أكشن": الخلط بين مفهومي العصيان المدني والإرهاب خطوة خطيرة". ينتقد المقال قرار مجلس العموم البريطاني، الذي اتخذه يوم الأربعاء الماضي، بحظر منظمة "فلسطين أكشن"، المؤيدة للفلسطينيين، معتبرة أنه تجاوز مقلق من جانب الدولة. وكتبت: "صوّت أعضاء البرلمان يوم الأربعاء - بأغلبية 385 صوتا مقابل 26 صوتا - على حظر منظمة فلسطين أكشن بموجب تشريع صدر عام 2000". يُشار إلى أن القرار- الذي سينظره مجلس اللوردات في وقت لاحق - يجعل الانضمام إلى الجماعة أو دعمها، جريمةً جنائيةً يُعاقَب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً. وقال المقال: "أُعلن الحظر بعد أيام من إعلان منظمة فلسطين أكشن مسؤوليتها، عن اقتحام قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، ورشّ طلاء على طائرات زعمت أنها تدعم الحملة العسكرية الإسرائيلية (على قطاع غزة). وقد وُجّهت تهم إلى أربعة أشخاص". وأشارت الصحيفة إلى أن مئات من المحامين والشخصيات الثقافية وجماعات - مثل منظمة العفو الدولية - أدانت ذلك الحظر. ونقلت الصحيفة تحذيرا من خبراء بالأمم المتحدة، هذا الأسبوع، من أن "أعمال الاحتجاج التي تُلحق الضرر بالممتلكات، والتي لا تهدف إلى قتل أو إصابة الناس، لا ينبغي اعتبارها إرهاباً". وكتبت: "لا يبدو صب الطلاء على الطائرات والمباني العسكرية، وإلقاء قنابل الدخان، من الأعمال المتطرفة التي يصفها الجمهور، عن حق، بالإرهاب. بل يبدو أن الحظر مصمم ليس فقط لإسكات المؤيدين، بل لتقليل التعاطف العام (مع الفلسطينيين)، من خلال وضع الجماعة على قدم المساواة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجماعة العمل الوطني اليمينية (البريطانية) المتطرفة". وترى الصحيفة أن الاحتجاجات التي تنظمها مجموعة "فلسطين أكشن" تُحرج الحكومة البريطانية، "إذ تواصل بريطانيا توريد المعدات للجيش الإسرائيلي الذي يذبح الفلسطينيين". واختتمت: "ينبغي على الحكومة بذل كل ما في وسعها لإنهاء هذا الصراع (في قطاع غزة)، لا لتجريم الاحتجاجات ضده. لكنك لستَ بحاجة إلى التعاطف مع أهداف "فلسطين أكشن" للاعتقاد بأن حظرها يُشكّل سابقةً مُرعبةً ويقوّض الديمقراطية". "مشروع قانون ترامب سيجعل الصين عظيمة مجددا" وأخيرا ننتقل إلى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ومقال بعنوان "كيف سيجعل مشروع قانون ترامب الضخم والجميل الصين عظيمة من جديد؟"، بقلم توماس فريدمان. يتناول المقال مشروع قانون الموازنة الأمريكية، الذي تبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأقره الكونغرس مؤخرا، وخاصة ما يتعلق منه بإلغاء العديد من الإعفاءات الضريبية والحوافز الداعمة للاستثمار في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، التي أُقرت في عهد الرئيس السابق جو بايدن. وكتب: "لا يصدق الصينيون حظهم: ففي فجر عصر الذكاء الاصطناعي المُستهلك للكهرباء، قرر الرئيس الأمريكي وحزبه الانخراط في واحدة من أخطر عمليات الإضرار الذاتي الاستراتيجية التي يمكن تخيلها. لقد أقرّوا مشروع قانون ضخم، من بين أمور أخرى، يُقوّض عمدًا قدرة أمريكا على توليد الكهرباء من خلال مصادر الطاقة المتجددة - الطاقة الشمسية وطاقة البطاريات وطاقة الرياح على وجه الخصوص". وانتقد الكاتب مشروع القانون، باعتباره يُلغي تدريجياً أيضا الإعفاءات الضريبية التي تتمتع بها السيارات الكهربائية، وهو عكس ما تفعله الصين تماما، حسب قوله. وكتب: "هذا يضمن عملياً أن تمتلك الصين مستقبل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والسيارات والشاحنات الكهربائية، بالإضافة إلى المركبات ذاتية القيادة". وأضاف: "باختصار، من المؤكد أن مشروع القانون هذا - الذي تم تمريره على عجل دون جلسة استماع واحدة في الكونغرس مع خبراء طاقة مستقلين، أو حتى عالم واحد - سيُعرّض استثمارات بمليارات الدولارات في الطاقة المتجددة للخطر... وقد يُؤدي إلى فقدان وظائف عشرات الآلاف من العمال الأمريكيين". وأشار الكاتب إلى ما اعتبره تقدم الصين على أمريكا، في مجال إنتاج الكهرباء من مصادر نظيفة وصديقة للبيئة ومتجددة. وتابع: "قليلٌ من الأمريكيين يدركون مدى تقدم الصين علينا بالفعل في هذا المجال، وأنها تتقدم أكثر فأكثر، وبسرعة أكبر، كل يوم". واختتم: "لكل هذه الأسباب، فأنا على يقين من أن هناك حزبين سياسيين فقط في العالم اليوم يرحبان بإقرار هذا القانون: الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب والحزب الشيوعي الصيني ــ لأن لا شيء أكثر قدرة على جعل الصين عظيمة مرة أخرى من مشروع قانون ترامب"، والذي سماه الكاتب "أميركا الكبيرة الجميلة تستسلم لبكين فيما يتعلق بمستقبل الكهرباء".


BBC عربية
منذ 3 ساعات
- BBC عربية
ترامب يتوقع رد حماس خلال 24 ساعة بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة
صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح الجمعة، بأنه يتوقع معرفة رد حركة حماس على مقترح واشنطن لوقف إطلاق النار في غزة، خلال 24 ساعة. وأعلنت حماس أنها تتشاور مع الفصائل الفلسطينية الأخرى قبل تقديم رد رسمي، قائلة إنها تدرس المقترح الأمريكي. وجاء في بيان، نشرته عبر قناتها على تليغرام، أن الحركة تُجري مشاورات مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية بشأن العرض الذي تسلمته من الوسطاء، وأنها ستسلم القرار النهائي لهم بعد انتهاء المشوارات، وستعلن ذلك بشكل رسمي. ويُعتقد أن مقترح ترامب يشمل إطلاق سراح تدريجي لما لا يقل عن 10 رهائن إسرائيليين أحياء، مقابل عدد غير محدد من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى انسحاب عسكري إسرائيلي جزئي من مناطق في غزة. وتريد الحركة الفلسطينية ضمانات بعدم استئناف الحرب بعد وقف إطلاق النار الذي من المقرر أن يستمر 60 يوماً، كما تطالب باستئناف إدخال المساعدات الغذائية والطبية غير المقيدة إلى غزة. وفي حال موافقة حماس، فإن هذا يعني استئناف المحادثات الرسمية غير المباشرة، قبل الزيارة المقررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل. وعلى الصعيد الميداني، قالت وكالات محلية إن الغارات الإسرائيلية منذ فجر الجمعة أدت إلى مقتل 21 على الأقل في أنحاء قطاع غزة. ونقلت وكالات محلية عن مجمع ناصر الطبي مقتل اثنين بنيران إسرائيلية قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح الجنوبية. وكانت هيئة الدفاع المدني في غزة قد قالت إن القوات الإسرائيلية قتلت 25 شخصاً على الأقل يوم الخميس، من بينهم 12 في غارة على مدرسة مصطفى حافظ التي تؤوي نازحين في حي الرمال. وجدد الدفاع المدني في غزة مناشدته الوسطاء بالعمل على إعلان هدنة إنسانية "فورية وشاملة"، مضيفاً أن المدنيين ليسوا طرفاً في هذه الحرب "ولا يجوز أن يدفعوا ثمن تأخر التفاهمات السياسية". كما ناشد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، بضرورة التحرك الدولي العاجل لإنقاذ المدنيين في قطلع غزة "الذي يتعرض للموت في كل لحظة". مستشفى ناصر تحول إلى "جناح ضخم لعلاج الإصابات" في السياق ذاته، قالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن مستشفى ناصر في غزة يعمل كـ "جناح ضخم لعلاج الإصابات" بسبب تدفق المصابين في مواقع توزيع الأغذية غير التابعة للأمم المتحدة، في إشارة إلى مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أمريكياً والمثيرة للجدل. وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة، للصحفيين في جنيف: "لقد شهدنا بالفعل منذ أسابيع إصابات يومية، معظمها قادم مما يُسمى بمواقع توزيع الأغذية الآمنة غير التابعة للأمم المتحدة. ويعمل المستشفى الآن كجناح ضخم لعلاج الإصابات". وأضاف الدكتور بيبركورن، الذي بدا عليه الضيق بوضوح خلال إحاطته، أن آباء المصابين توسلوا إلى الفرق الطبية لإجلاء أبنائهم، لكن منظمة الصحة العالمية واجهت تحديات هائلة في الحصول على إذن لإجلاء عدد قليل من المصابين بجروح خطيرة. في الوقت نفسه، صرح مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الجمعة، بأنه سجّل ما لا يقل عن 613 حالة قتل، سواءً في نقاط الإغاثة التي تديرها مؤسسة غزة الإنسانية أو بالقرب من قوافل المساعدات الإنسانية. وأضافت رافينا شامداساني، المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، في جنيف، أن "هذا الرقم حتى 27 يونيو/حزيران. ومنذ ذلك الحين، وقعت حوادث أخرى". وقال الدكتور ريك بيبركورن إن المصابين كانوا في الغالب من المراهقين والشباب الذين توجهوا إلى مواقع مؤسسة غزة الإنسانية للحصول على الطعام؛ وقد أصيب العديد منهم بطلقات نارية في الرأس أو الرقبة أو الصدر، وكانوا مصابين بالشلل الرباعي أو النصفي. وأقرّ الجيش الإسرائيلي في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع بتعرض مدنيين فلسطينيين للأذى في مواقع توزيع المساعدات، إلا أنه يقول إن قواته لم تستخدم الذخيرة الحية إلا عند وجود تهديدٍ لهم، كاقتراب عشرات "المشتبه بهم" من القوات خارج الطرق المخصصة لمواقع المساعدات التي تديرها المؤسسة، أو خارج ساعات عملها. من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل الرقيب يائير إلياهو، البالغ من العمر 19 عاماً، وهو جندي في سلاح الهندسة القتالية في اللواء الشمالي، خلال قتال مساء الخميس شمال قطاع غزة، ولا تزال ملابسات الحادث قيد التحقيق.


القدس العربي
منذ 6 ساعات
- القدس العربي
ترامب: سنعرف رد 'حماس' على مقترح وقف إطلاق النار خلال 24 ساعة
واشنطن: قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إنه من المحتمل معرفة ما إذا كانت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قد وافقت على ما أسماه 'الاقتراح النهائي' لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والحركة في غزة خلال 24 ساعة. وقال الرئيس الأمريكي أيضًا إنه تحدث مع السعودية بشأن توسيع نطاق اتفاقيات أبراهام، وهي اتفاقيات لتطبيع العلاقات تفاوضت عليها إدارته بين إسرائيل وبعض دول الخليج خلال ولايته الأولى. وقال ترامب، يوم الثلاثاء، إن إسرائيل قبلت بالشروط اللازمة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لوقف إطلاق النار مع 'حماس' لمدة 60 يومًا، يعمل خلالها الطرفان على إنهاء الحرب. وعندما سُئل اليوم عمّا إذا كانت 'حماس' قد وافقت على أحدث إطار لاتفاق وقف إطلاق النار، قال: 'سنرى ما سيحدث، سنعرف ذلك خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة'. وقال مصدر مقرّب من 'حماس'، أمس الخميس، إن الحركة تسعى للحصول على ضمانات بأن الاقتراح الجديد لوقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة سيفضي إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة. وقال مسؤولان إسرائيليان إنه لا يزال يجري العمل على هذه التفاصيل. وأفادت السلطات في غزة بمقتل عشرات الفلسطينيين، أمس، جراء غارات إسرائيلية. واندلعت أحدث موجة من العنف في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المستمر منذ عقود، في أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما هاجمت 'حماس' إسرائيل، ما أسفر، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 250 رهينة. وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي اللاحق على غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 56 ألف فلسطيني. كما تسبب في أزمة جوع ونزوح جميع سكان غزة داخليًا، وصاحبته اتهامات بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وبارتكاب جرائم حرب في المحكمة الجنائية الدولية. وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات. اتفاقيات أبراهام أدلى ترامب بهذه التصريحات بشأن اتفاقيات أبراهام عندما سُئل عن التقارير الإعلامية الأمريكية التي أفادت، في وقت متأخر من أمس، بأنه التقى بوزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، في البيت الأبيض. وقال ترامب: 'إنه أحد الأمور التي تناولناها'. وأضاف: 'أعتقد أن الكثيرين سينضمون إلى اتفاقيات أبراهام'. وذكر موقع 'أكسيوس' أنه بعد الاجتماع مع ترامب، تحدث المسؤول السعودي عبر الهاتف مع رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عبد الرحيم موسوي. وجاء اجتماع ترامب مع المسؤول السعودي قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن الأسبوع المقبل. (رويترز)