
تحركات برلمانية عاجلة للتعامل مع «حادث المنوفية»: «لن يمر دون عقاب»
شهد مجلس النواب عدة تحركات للتعامل مع الحادث المأساوى الذى وقع على الطريق الدائرى الإقليمى بنطاق مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وأدى إلى مقتل ١٨ فتاة فى مقتبل أعمارهن، كن فى طريقهن للعمل فى مرزعة عنب قريبة.
وقدم المستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، باسمه وباسم أعضاء المجلس، خلال الجلسة العامة، اليوم، خالص التعازى وصادق المواساة لأهالى ضحايا الحادث الأليم، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمدهن بواسع رحمته، ويلهم أهاليهن الصبر والسلوان، ويعجل بشفاء المصابات، قبل أن يدعو المجلس إلى الوقوف حدادًا على أرواحهن الطاهرة.
ودعا «جبالى» لجنة «النقل والمواصلات» فى مجلس النواب إلى استمرار الانعقاد والاجتماعات؛ من أجل إعداد تقرير شامل عن الحادث، وعرضه على المجلس فى أقرب جلسة.
زعيم الأغلبية: هناك أخطاء.. ولا بد من المحاسبة
وصف الدكتور عبدالهادى القصبى، زعيم الأغلبية البرلمانية، حادث فتيات المنوفية بـالمفجع، والذى تسبب فى ألم كبير لدى كل المصريين، متقدمًا بخالص التعازى لأسر الضحايا، وداعيًا الله أن يتغمدهن بوافر رحمته. واعترف «القصبى» بأن هناك أخطاء، ولا بد من المراجعة والمحاسبة، لكن يظل الحق حقًا، وهو أن مصر انتقلت نقلة نوعية فى التصنيف الدولى للطرق، ولديها شبكة طرق قللت الكثير من الكوارث والحوادث. وأضاف: «ندعو للتحقيق من أجل المحاسبة، وليعلم الجميع أن مجلس النواب لا يخشى فى الله لومة لائم، وتصدى إلى ملفات عديدة لم يجرؤ مجلس آخر على فتحها. ولا يوجد أحد فوق القانون، ولدينا سلطات نمارسها، فلا داعى للمزايدة أو المتاجرة أو التقليل من عمل المجلس».
«نقل النواب»: انعقاد على مدار الساعة لمعرفة الأسباب
تقدم علاء عابد، رئيس لجنة «النقل والمواصلات» بمجلس النواب، بخالص التعازى لجميع أهالى الضحايا، مؤكدًا أن اللجنة منعقدة على مدار الساعة منذ الحادث، بتوجيهات من رئيس المجلس، المستشار حنفى جبالى، للوقوف على أسبابه واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنه. وأضاف «عابد»: «تم تشكيل لجنة من الحكومة للتحقيق فى هذا الحادث، ولجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب تتابع عمل هذه اللجنة»، مشيرًا إلى القبض على سائق سيارة النقل الثقيل المتسببة فى الحادث، وتبين أنه متعاطى مخدرات، وأن رخصته منتهية. وواصل: «لا يمكن أبدًا أن هذا الحادث، ووفاة ١٨ فتاة فى عمر الزهور، يمر مرور الكرام، دون اتخاذ أى إجراءات»، مشددًا على أن «الحكومة اتخذت إجراءات حاسمة، ولجنة النقل فى انعقاد مستمر لإزالة جميع ما يتسبب فى الحوادث»، موجهًا الشكر لإعلام مصر الواعى، الذى نقل مشاعر المصريين وتفاصيل الحادث بدقة.
«مستقبل وطن»: نطالب بتحقيق على أعلى مستوى
قال فخرى طايل، عضو مجلس النواب عن محافظة المنوفية: «فوجئنا بحادث مروع أودى بحياة ١٨ زهرة من بناتنا، خرجن سعيًا وراء لقمة العيش، تلك الفاجعة التى أوجعت قلوبنا جميعًا، وجعلت محافظة المنوفية ومصر كلها تتشح بالسواد». وأضاف «طايل»: «أعلن باسمى وباسم الهيئة البرلمانية لحزب (مستقبل وطن)، ونواب محافظة المنوفية، عن تقديم خالص العزاء، وأطالب بفتح تحقيق على أعلى مستوى للكشف على حالة الطريق الدائرى الإقليمى، والأسباب التى أدت لهذا الحادث، خاصة أنه كان هناك حادث آخر قريب».
وزير الشئون النيابية: لجنة فنية لمعاينة الطريق.. وإحالة السائق للنيابة
تقدم المستشار محمود فوزى، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى، باسم الحكومة، بالعزاء والمواساة لأسر الشهيدات، ولكل بيت مصرى فى حادث الطريق الإقليمى بمحافظة المنوفية الأليم.
وأكد «فوزى»، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، أن الفقيدات شابات كن يطلبن الرزق بشرف، ويعملن لتأمين مستقبلهن ودراستهن، مشددًا على أن هذا الحادث هز الوطن.
وقال: «الحكومة تتفهم ما حدث، ونتضامن مع أهالى الضحايا والمصابين، والرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بزيادة التعويض، ومراجعة الطرق وإصلاحها، بما فيها الطريق الإقليمى، وإزالة العوائق التى تتسبب فى الحوادث».
وأشار إلى أن الحكومة تحركت فورًا، ووزير النقل قطع زيارته من الخارج وعاد، وجرى صرف تعويضات استثنائية لأسر الضحايا والمصابين. وذكر أنه جرى تشكيل لجنة فنية موسعة لمعاينة الطريق، وكذلك إحالة السائق إلى النيابة العامة.
وتابع: «الحكومة استجابت بشكل سريع، ونحن لا نقلل من الحادث، ولكن من المهم أيضًا أن يعلم الجميع أن الطريق الإقليمى جرى إنشاؤه ٢٠١٨، ولا يعتبر طريقًا جديدًا، وطوله أكثر من ٣٥٠ كيلومترًا».
وبين أن الوصلة التى يتحدث الناس عنها تنقسم إلى ٧ حارات فى الاتجاهين، وجرى غلق حارات الاتجاه الجنوبى للصيانة، والسماح بالسير فى الاتجاه الشمالى بعد تقسيمه لحارتين.
وشدد على أنه «بالرغم من الحادث، لا يمكن أن نغفل النهضة فى قطاع الطرق؛ فمصر قفزت ١٠٠ مركز وأصبحت رقم ١٨ فى جودة طرق».
وأشار إلى أن هناك أكثر من ٦٠٠ كيلومتر طرقًا جديدة، وجرى تطوير ٨ آلاف كيلومتر، وقال: «هذه الطرق سبب انخفاض الوفيات بنسبة ٣٠٪، كما انخفضت الإصابات بنسبة ١٨٪».
وقال: «الكلام مهما كان لا يعبر عن فاجعة الحادث الجلل، والحكومة لن تتهاون وستكون هناك مساءلة ومحاسبة ومكاشفة»، مضيفًا: «الحكومة ستظل على تواصل دائم مع أسر الضحايا لتقديم كل أوجه الدعم المادى والمعنوى.. والعزاء الوحيد لهم ألا يتكرر الحادث مرة أخرى».
واختتم: «نعاهدكم على العمل من أجل حماية أبناء وبنات مصر، وضمان أمنهم وسلامتهم فى كل بقعة من بقاع البلاد».
نواب: نطالب بمحاسبة المقصرين وتحديد مواعيد لسير سيارات النقل
شدد النائب أحمد حجازى، على أن الأمر لا يمكن اختزاله فى أنه حادث سير، لأنه يكشف عن وجود إهمال جسيم أسفر عن حصد أرواح عدد من أبنائنا، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل شفاف من قبل النيابة العامة، وإعلان نتائجه للرأى العام.
كما طالب «حجازى» بمراجعة أوضاع العمالة اليومية، وضرورة أن يكون لها تأمين صحى واجتماعى، وتقديم مزيد من الدعم لمتضررى الحادث. وطالب كذلك بضرورة محاسبة المقصرين وتقديمهم للمحاكمة العاجلة، وتحديد مواعيد لسير سيارات النقل على الطريق.
وأضاف النائب عصمت زايد، أن على وزارة النقل مراجعة حالة الطريق بالكامل، لأن هناك حوادث كثيرة مرتبطة به، مع ضرورة تحديد مواعيد لسير سيارات النقل، وسحب الرخصة نهائيًا ممن يثبت تعاطيه المخدرات من السائقين.
من جهتها، استعرضت النائبة سلمى مراد، عن حزب «التجمع»، بيانها البرلمانى العاجل والموجه إلى مجلس الوزراء، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النقل والصناعة، بشأن الحوادث اليومية التى تحدث على الطريق الدائرى الإقليمى.
وقالت النائبة، فى كلمتها بالجلسة العامة: «منذ شهر تقدمت ببيان عاجل لنفس السبب، لأن هناك نزيفًا كل يوم على هذا الطريق، دون تحرك من الحكومة، وجاء الحادث الأخير وفقدنا ١٩ إنسانًا، وهو ما أصابنا جميعًا بالحزن»، موضحة: «تقع الحوادث فى الوصلة الواقعة بين الخطاطبة بمركز السادات، ومدينة بنها، مرورًا بمركزىّ أشمون والباجور، والتى تجرى عليها أعمال صيانة حاليًا».
وأضافت: «هناك حوادث بشعة تقع على هذه الوصلة يوميًا، بسبب سوء حالة الطريق وعدم كفاية التحذيرات فى مناطق الصيانة، مع عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لتنبيه السائقين وعدم وجود رقابة مرورية لمتابعة المتغيرات واتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة متغيرات الطريق، إذ تعد فترات الصيانة من فترات الطوارئ التى يجب التشديد على متابعتها». وتساءلت: «هل يمكن للحكومة أن تكف عن التهاون فى حماية الأرواح واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على أرواح المواطنين ووقف نزيف دمائهم على الطريق؟».
وطالبت النائبة بإيقاف تشغيل الطريق وتشكيل لجنة تقصى حقائق، يضاف إليها متخصصون من كليات الهندسة وخبراء متخصصون فى مجال الطرق والمرور؛ للوقوف على نقاط الخطر على الطريق وإصلاحها بأقصى سرعة لوقف نزيف الدم المستمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البشاير
منذ 22 دقائق
- البشاير
أحمد الرخ: سيدنا النبي نهى عن هذه التصرفات على الطريق
أكد الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن الطريق ليس ملكًا لأحد، بل هو مساحة مشتركة بين جميع الناس، موضحا أن الشريعة الإسلامية قد حددت حقوقًا واجبة على كل مسلم يمر في هذا الطريق، حتى على من يسكن بالقرب منه، وهذه الحقوق ستُسأل عنها كل نفس أمام الله تعالى يوم القيامة. وأوضح خلال حلقة برنامج 'مع الناس'، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجلوس في الطرقات، ليس لأن الجلوس بحد ذاته محرم، ولكن لما قد ينتج عن هذا الجلوس من إعاقة للحركة أو تعريض الآخرين للأذى. فإثقال الطريق بالجلوس أو تعطيل حركة المرور يعد من الأمور التي تُسبب ضررًا للمجتمع، وهو ما يوجب على المسلم أن يتجنبها. وأضاف أن الطريق له حق واجب على كل من يمر به، سواء كان يسير فيه أو حتى من يسكن بالقرب منه. يجب على المسلم أن يتحلى بالآداب والحقوق المنصوص عليها في الشريعة، مثل كف الأذى عن الطريق، وغض البصر، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون هدفه في المرور أو التواجد في الطريق هو المساهمة في حفظ السلام والاحترام بين الناس. و دعا إلى أن يتحمل المسلم مسؤولية الحفاظ على حقوق الطريق ويُحاسب نفسه دائمًا على كيفية تعامله مع هذا الحق، لأننا جميعًا سنُسأل أمام الله تعالى يوم القيامة عن أفعالنا في هذه المساحات المشتركة.

يمرس
منذ ساعة واحدة
- يمرس
في خطابه بذكرى الهجرة النبوية وآخر التطورات.. قائد الثورة : الإسلام سينهض من مرحلة الغُربة وتعلو رايته
وبقراءة فاحصة لتطورات الأوضاع في المنطقة والعدوان الصهيوني السافر على ايران لخص السيد القائد ذلك بأن الهدف الأبعد والأخطر للعدوان الاسرائيلي على ايران هو السعي للسيطرة على "الشرق الأوسط".. وأكد ان انتصار ايران هو انتصار للأمة الإسلامية التي افشلت اهداف كيان العدو الرامية الى السيطرة على المنطقة واستباحة الدول المناهضة للمشروع الصهيوني والمساندة للشعب الفلسطيني.. قضايا ومواضيع عديدة تضمنها الخطاب فإلى التفاصيل: 26 سبتمبر – متابعات توّجه قائد الثورة ، بأطيب التهاني والتبريكات للأمة الإسلامية كافة بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد 1447ه. وبارك السيد القائد في كلمته بذكرى الهجرة النبوية الشريفة وآخر التطورات والمستجدات، للجمهورية الإسلامية في إيران قيادة ونظامًا وحرسًا وجيشًا وشعبًا بالانتصار الكبير الذي منّ الله به عليهم على العدو الإسرائيلي المعتدي الغاشم المجرم الظالم. انتصار عظيم كما بارك للأمة الإسلامية كافة بالانتصار العظيم لإيران الذي هو بحق انتصار لمصلحة الأمة الإسلامية بكلها.. مؤكدًا أن الهزيمة التي مني بها العدو الإسرائيلي وشركاؤه المجرمون وفي مقدمتهم الأمريكي والبريطاني والألماني والفرنسي تمثل انتصارًا للأمة الإسلامية جميعًا. الاستثمار للوقت وقال "قدوم عام جديد يُذكّرنا بحقيقة وجودنا في هذه الحياة وأهمية الاستثمار الصحيح للوقت والعمر في العمل الصالح بدلاً من أن، يضيع الناس أعمارهم عامًا بعد عام، ولا يملك الإنسان تمليكًا ولا تعويضًا من خلال تجاهله للأعمال الصالحة التي فيها الفوز العظيم في الآخرة". وأضاف "ينبغي أن تكون نهاية عام وبداية عام جديد مما يُذكّرنا ويلغت نظرنا تجاه إدراك أهمية الوقت وقيمة الوجود والحياة ومسؤولياتنا وكيف تتجه اهتماماتنا العملية - في إطار مسؤولياتنا نفسها بعيدًا عن اللهو والضياع والعبث – نحو السعي للاهتمام الواعي". واستعرض قائد الثورة، الدروس والعبر من ذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم.. لافتًا إلى أن هذه المرحلة تحمل في طياتها الكثير من المتغيرات فيما يتعلق بالمسلمين في مسيرة عمل المجتمع البشري بشكل عام. حالة مؤسفة وعبر عن الحالة المؤسفة لواقع المسلمين في أن تغيب عنهم الكثير من الاهتمامات والأهداف والكثير من القضايا ذات التأثير المهم.. مضيفًا "هناك مساع كبيرة للأعداء فيما يتعلق بتتويهنا كأمة وفي تشتيت انتباهنا وإلهائنا وصرف اهتماماتنا عن الأمور المهمة". وتابع "واقع أمتنا في مستوى الاهتمامات وطبيعتها يغرق في اهتمامات جزئية على حساب الاهتمامات الكلية والكبيرة التي تحل الكثير من المشاكل، وواقع الآخرين من الأمم يختلف عنا، فهي تُدرّك أهمية الزمن وقيمة الوقت، وتجعل من الوقت من أهم المقاييس لمستوى الإنجاز العملي". وأشار إلى أن البلدان الناهضة لديها اهتمام وإدراك لأهمية الوقت واستثماره إلى أقصى حد ممكن لتحقيق إنجازات مهمة.. مؤكدًا أن " الأمم من حولنا كمسلمين تحدد أولوياتها بوعي وتضبط على أساس ذلك أهدافها واهتماماتها العملية وتسعى عملياً إلى تحقيق أهدافها". القيمة العالية للوقت وأردف قائلًا "في واقعنا نحن كمسلمين تمر عشرات الأعوام وبعض الشعوب غارقة في أزمات معينة هندس لها الأعداء، وللأسف الشديد المسلمون هم من أكثر الشعوب إضاعة للوقت مع أن القرآن الكريم يعلمنا القيمة العالية جدا للوقت". وقدّم السيد القائد نبذة موجزة عن الدروس والعبر من ذكرى الهجرة النبوية المتصلة بمسألة الوقت والزمن وماذا يعني نهاية عام ودخول عام جديد والحرص على التقييم الواقعي كأشخاص أو مجتمعات أو فئات أو كأمة تُدّرك أهمية وقيمة الزمن. وقال "يُفترّض بنا كمسلمين أن نكون أكثر الأمم على وجه الأرض استيعابًا لمدى أهمية الوقت والزمن والعمر وللأسف أن المسلمين هم أكثر الشعوب إضاعة للوقت وهدرًا للجهود ومؤسف جدًا أن يستثمر البعض وقته في الذنوب والمعاصي، وهذا خدمة للباطل وشر على الإنسان". تعبير عن هوية الأمة وأعرب عن الأسف الشديد في أن الكثير من المسلمين لا يعتمدون التاريخ الهجري مع أنه يُعبر عن هوية الأمة.. مستعرضًا وضع الإسلام والمسلمين قبل الهجرة النبوية الشريفة. من دروس الهجرة وأضاف "من دروس الهجرة النبوية، اليقين بأن كلمة الله هي العليا، وبأن التمسك بها يرفع الأمة مهما كانت التحديات والمخاطر، ومن دروس الهجرة أن من يتحرك بالإسلام، وإن كان يعيش غربة وظروفاً عصيبة، فهو مشروع انتصار لأنه متصل برعاية الله وتأييده ومعونته". وتابع "كما سيطر الإسلام وانتصر في المرحلة الأولى، كذلك سينتصر مع عودته في ظروف الغربة وتعلو رايته، وكل الخيارات والبدائل البعيدة عن كلمة الله هي خسارة وضياع وتساعد الأعداء على المزيد من السيطرة على أمتنا".. مشددًا على ضرورة أن تحظى مناسبة الهجرة النبوية وغيرها بالاهتمام كمحطة للهداية واستلهام الدروس. سقف عال وتحدث السيد القائد عن حجم تحضيرات العدو الإسرائيلي للعدوان على إيران في إطار الدعم الأمريكي.. مؤكدًا أن التحضيرات كانت كبيرة امتدت لعام وأكثر، وقد حضّر العدو الإسرائيلي للعدوان على إيران بسقف عال. ولفت إلى أن الأخطر في العدوان على إيران هو مساعي العدو الإسرائيلي لإزاحة الجمهورية الإسلامية من طريقه بهدف السيطرة على المنطقة.. مشيرًا إلى الموقف الباكستاني من العدوان الإسرائيلي على إيران ، مقارنةً ببقية الأنظمة والدول والذي كان موقفًا متقدمًا وواعيًا. هزيمة لأمريكا والغرب وبين أن الموقف التركي كان موقفًا يمتاز بالوضوح والصراحة والوعي بما يسعى له الأعداء ويخططون له وعن حقيقة أطماعهم.. مؤكدًا أن هزيمة العدو الإسرائيلي هي هزيمة له وللأمريكي معه ولداعميه الغربيين. وقال "ما عبر عنه الكافر ترامب هو الذي يبين السقف الأعلى في أهداف الأعداء عندما تحدث عن استسلام غير مشروط، كما كان سقف العدوان هو الاستسلام الكامل بغير شروط ثم في نهاية المطاف أوقفوا عدوانهم إيقافاً غير مشروط بدون أي شروط". وأفاد قائد الثورة بأن الهزيمة على المستوى العسكري للعدو الإسرائيلي واضحة في أنه فشل في تحقيق أهدافه في تدمير ما يريد أن يدمره في إيران.. موضحًا أن العدو الإسرائيلي عجز عن حماية نفسه من الصواريخ الإيرانية ، وتكبد خسائر كبيرة جداً. خوف ورعب وأضاف "الموجات الصاروخية الإيرانية كانت كابوساً كبيرا جدا للعدو الإسرائيلي وجعلت واقعه في حالة غير مسبوقة، والصهاينة اليهود كانوا خلال مدة العدوان على إيران في وضع غير مسبوق من الخوف والرعب والاختباء في الملاجئ". إيران انتصرت وأشار إلى أن الصهاينة اليهود عاشوا الأجواء التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فيما يتعلق بالقصف والدمار.. مؤكدًا أن هزيمة العدو الإسرائيلي كبيرة، وإيران انتصرت بقيادتها والحرس الثوري والنظام الإسلامي والشعب الإيراني. واعتبر السيد القائد انتصار الجمهورية الإسلامية في إيران ، نصرًا للمسلمين جميعاً وللعرب وللقضية الفلسطينية.. مشيرًا إلى أن إسقاط النظام الإسلامي في إيران أو استسلامه وإخضاعه هو الشيء المستحيل في الواقع والبعيد عن التنفيذ. وتابع "لو تحققت أهداف العدوان على إيران لانعكس ذلك على واقع المنطقة بشكل كبير، والعنوان الأساس للعدوان على إيران هو تغيير الشرق الأوسط، ومعنى ذلك أنهم سيتجهون إلى بقية الأنظمة والبلدان". وذكر "أن منظمة التعاون الإسلامي لم تصدر سوى بيان إدانة للعدوان على إيران ، وما ينقص المنظمة هو التعاون على خلاف اسمها، كما أن ما ينقص أمتنا هو التعاون، سواء مع الشعب الفلسطيني أو في القضايا الجامعة" الإسلام سينهض ومضى بالقول "من النعمة الكبيرة والنصر الإلهي أن ينهزم العدو الإسرائيلي بالرغم من جبروته وعدوانيته وحقده وما بحوزته من إمكانات ووقوف ودعم أمريكي وغربي".. مؤكدًا أن الإسلام سينهض من مرحلة الغُربة كما بدأ من مرحلة الغربة. جرائم بشعة وعرّج السيد القائد على استمرار العدوان الصهيوني، المدعوم أمريكيًا وأوروبيًا على قطاع غزة.. مؤكدًا أن الأسبوع الماضي شهد عددًا كبيرًا من الجرائم البشعة والوحشية كسابقاته من الأسابيع المأساوية المصبوغة بالظلم والوحشية والإجرام من قبل كيان العدو الإسرائيلي. وأوضح أن حصيلة كبيرة ممن استشهدوا الأسبوع الماضي في مصائد الموت الأمريكية التي هندس لها الأمريكي بأكثر من 600 شهيد في بعض الإحصائيات وعدد كبير من الجرحى، وهم يذهبون بجوعهم للبحث عمّا يسد رمق جوعهم، وإذا بالعدو يجهز عليهم ويقتلهم. مصائد الموت واعتبر قائد الثورة، مراكز المساعدات في قطاع غزة مصائدًا للموت بهندسة أمريكية لقتل وإبادة الفلسطينيين، وهذا فظيع ومأساوي جدًا.. مشيرًا إلى استمرار الاقتحامات والانتهاكات لباحات المسجد الأقصى من قبل العصابات الصهيونية. ولفت إلى أن اعتداءات العدو الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية مستمرة بكل أشكالها وأنواعها، وكذا الاعتداءات على لبنان وسوريا أيضًا مستمرة.. مؤكدًا أن عمليات المجاهدين في قطاع غزة مستمرة ومتنوعة في كل محاور التوغل. خسائر مباشرة وذكر أن المقاومة الفلسطينية كبدّت العدو الصهيوني خسائر مباشرة الأسبوع الماضي بتفجير العبوات في آليات ومعدات العدو واستهدافه بقذائف الهاون وعمليات القنص والاشتباك من المسافة صفر، وحدوث خسائر في صفوفه من القتلى والجرحى وتدمير آلياته. وأكد السيد القائد أن من أبرز العمليات ومن أشدها فتكاً بالعدو، الكمين النوعي المركب الذي نصبه مجاهدو القسام الثلاثاء الماضي في خان يونس، وقتل وجرح فيه أكثر من 20 من جنود العدو بالرغم من محاولات التكتم والتعتيم الإعلامي على حجم خسائره. وبين أن العملية النوعية في خان يونس تجلى فيها مستوى استبسال وإقدام مجاهدي كتائب القسام، بوصولهم إلى آليات العدو المدرعة وإلقاء العبوات المتفجرة إلى داخلها واشتباكهم مع جنود العدو بشكل مباشر. 309 صواريخ وطائرات مسيرة وفيما يتعلق بجبهة الإسناد من يمن الإيمان والحكمة والجهاد خلال شهر ذي الحجة، أشار السيد القائد إلى أن العمليات العسكرية اليمنية النوعية نُفذّت ب25 صاروخاً بالستياً وفرط صوتي ومسيرة، ليصل إجمالي ما تم إطلاقه منذ بداية الجولة الثانية منذ 15 رمضان المبارك إلى 309 صواريخ بالستية وفرط صوتية وطائرات مسيرة. ثمرة اعداد لسنوات طويلة وقال "كنا سعيدين جداً بما نشاهده من موجات الصواريخ الإيرانية التي انهمرت بشكل كبير على العدو الإسرائيلي وألحقت به الدمار الهائل وهو ثمرة إعداد لسنوات طويلة".. مبينًا أن الروحية والنهج الجهادي والبناء المتحرر والمستقل انطلاقًا من قوله تعالى "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، وصل بالجمهورية الإسلامية إلى ما وصلت إليه من إمكانات وقدرات. وأضاف "لم يتمكن العدو الإسرائيلي من أن يستمر حتى لأسبوعين في العدوان على إيران رغم أنه أعلن في البداية عن أسبوعين، لكنه لم يستطع إكمالها". وجدد قائد الثورة التأكيد على أن إغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية، مستمر وبشكل تام وميناء أم الرشراش متعطل كذلك. 1108 مسيرات وبخصوص الأنشطة الشعبية في اليمن ، أكد قائد الثورة، أن الأنشطة الشعبية مستمرة بزخم عظيم على مستوى المسيرات والمظاهرات والوقفات القبلية والطلابية وغيرها.. مبينًا أن المظاهرات والمسيرات في الأسبوع الماضي بلغت 1108 مسيرات وكذلك الوقفات ومعها الأنشطة المستمرة للتعبئة العامة كذلك. وأفاد بأن الأسبوع الماضي خرجت مظاهرات في أربع دول مسلمة، وخرجت مظاهرات في 17 بلداً من بلدان أوروبا وأمريكا وأستراليا. وخاطب السيد القائد أبناء الشعب اليمني بالقول "في بداية العام الهجري الجديد أقول لشعبنا العزيز يا يمن الإيمان، ويا أحفاد الأنصار، دوركم ومشروعكم مرتبط بالإسلام، في تجسيد قيمه وحمل رايته والجهاد في سبيل الله، صِلوا الحاضر بالماضي العظيم والمشرف ولا تبتغوا عنه بدلاً". مؤكدًا أن نصرة الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم والمقدسات الإسلامية هي من الوفاء لرسول الله ومن الجهاد في سبيل الله.

يمرس
منذ ساعة واحدة
- يمرس
كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (2)
وفي كثيرٍ من تاريخ اليمن المكتوب نجد إشاراتٍ إلى نصوصٍ وكتبٍ ذات قانونٍ قبليٍّ مُميزٍ تتعارض مع الإسلام الحقيقي في جنوب اليمن حيث يبدو أن مصطلح المنْع استمر استخدامه للإشارة إلى القانون القبلي ربما اعتُبر الاثنان مُكمّلين لبعضهما في القرن الثالث عشر الميلادي ناقش ابن المجاور المنطقة بأكملها مُشيرًا إلى قانون المنْع بهدوءٍ كافٍ مع أنه يُعرّفه بالجاهلية ويقتبس رب سرجنت الذي كانت خبرته في الجنوب بشكلٍ رئيسي رسالةً من نفس الفترة تقريبًا مفادها أن على المُحكّمين الحكم بالشريعة فيما يتعلق بالشريعة وبالمنْع فيما يتعلق بالمنْع في اليمن العليا ومع ذلك في المجال الزيدي تم إدانة مثل هذا القانون في كثير من الأحيان باعتباره طاغوت، المصطلح الأخير في حد ذاته مثير للاهتمام لأنه على الرغم من أنه يظهر ثمان مرات في القرآن الكريم ويشير بوضوح إلى شيء مذموم إلا أن العلماء كانوا يتساءلون بالفعل عما يعنيه بالضبط في غضون 200 عام من وفاة النبي في العديد من الصيغ اليمنية اللاحقة. قد يكون الارتباط الواضح بالطغيان ولا يمكن لمعظم الإشارات أن تحسب بأمان على أنها تعني حكم المانع في أوائل القرن السابع عشر على سبيل المثال تم إدانة شيخ خولان باعتباره ينتمي إلى الأشرار وحكام الطاغوت وهو ما يعني بالكاد أكثر من أن شعب الإمام اعتقدوا أنه تأثير شرير ومع ذلك يُقال بشكل أكثر تحديدًا أن أحد المعينين من قبل الإمام القاسم قد أخذ من القبائل كتب الطاغوت الخاصة بها وأحرقها، اشتكى الإمام يحيى قبل فتح العصيمات في عشرينيات القرن العشرين من حكم الطاغوت وهو ما يعني على ما يبدو العرف القبلي ويقال إنه هدد في ثلاثينيات القرن العشرين أي شخص يمتلك كتب الطاغوت بالإعدام، تدفع مثل هذه التقارير بعض المؤلفين إلى افتراض وجود قانونين متميزين- حتى القانون المكتوب- متعارضين بشكل لا ينفصم عادةً في الواقع يكون هذا الصراع الظاهري مسألة اختصاص قضائي وبالطبع هو خطاب سياسي وأخلاقي أكثر من كونه تناقضًا نصيًا أو معارضة لشريعة الله، يهتم بعض المؤلفين المعاصرين بإظهار مدى توافق العرف القبلي مع الشريعة أو القانون الإسلامي؛ رجال القبائل من جانبهم لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم أقل من المسلمين الصالحين لطالما كان الأمر كذلك والأهم من ذلك للغرض الحالي أن الشريعة الإسلامية حرة في استخدام ما هو متاح من موارد عرفية شريطة ألا تتعارض مع مبادئ الشريعة وألا يكون أيٌّ من مجالي القانون مُصنفًا أو مُقيدًا لا يُمكن أن يكون هناك تعارض بسيط بين القوانين، في الواقع إن فكرة القوانين المتعارضة والمتماسكة هي عادةً نتاج الإمبراطوريات الغربية وهكذا حوّل الهولنديون في جزر الهند الشرقية مصطلح العادات أو العرف إلى أداتريخت. وقد حاول الفرنسيون في شمال إفريقيا إضفاء طابع رسمي على الاستخدام البربري كبديل للشريعة الإسلامية مما أثار غضبًا واسع النطاق لا سيما بين البربر في ذلك الوقت وسنتناول لاحقًا لماذا يجب أن تبدو المنتجات المحلية قوانين لمن يكتبونها ويبدو أن الشكل الشائع في اليمن كما في أماكن أخرى من الإسلام كان نوعًا من التسامح مع الأنماط القانونية الثانوية في وثائق المحاكم الرسولية التي جمعها وحررها محمد جازم ببراعة يجد المرء تلميحات لعرف أو عرف متقن للغاية يحكم أشياء مثل الأسواق أي شخص مطلع على النزاعات المعاصرة حول الرعي أو حقوق المياه يعرف كيف يستخدم القانون الإسلامي المعرفة المحلية: في هذا الصدد لم يُندد قانون صنعاء الشهير (1748م) على الرغم من التدقيق فيه عن كثب لكن عدم الثقة في السلطة المفروضة واضح في الممارسات القبلية وهو ما قد يفسر عداوة العلماء في النصين (أ و ب) أدناه نجد ذكرًا لجيران ضعفاء أشخاص من ذوي مكانة أقل من قبلية في برات كانوا يعيشون تحت حماية قبائل برات ويخبرنا القسم (أ) من النص أنه إذا اختلفوا فيما بينهم فلا ينبغي لرجال القبائل أن ينحازوا إليهم بل أن يدفعوهم إلى قاضي شرعي، كان هؤلاء الأشخاص معروفين في الواقع باسم جُهّال الشريعة والشريعة هي الشريعة الإسلامية والجهال هم الأطفال أو بالأحرى الجاهلون غير القادرين على رعاية أنفسهم، أن تكون ابنًا للشريعة يعني أن تكون عالةً على النقيض من ذلك كان على رجال القبائل حل مشاكلهم بأنفسهم إذا لجأوا إلى قضاة الشريعة على عكس الشرع التحكيم العرفي من قِبل معارفهم فإنهم يفعلون ذلك بمحض إرادتهم.