logo
المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب: في شأن الهتافات .. نظرة في العمق

المهندس عبدالحكيم محمود الهندي يكتب: في شأن الهتافات .. نظرة في العمق

وطنا نيوز٠٦-٠٤-٢٠٢٥

كتب المهندس عبدالحكيم محمود الهندي:
حتى من يحاول أن يصل إلى 'حدود' الحديث عن المسيرات والتظاهرات الداعمة لفلسطين، والمستنكرة للإبادة الصهيونية التي تعبث ليل نهار بدماء الأهل الطاهرة في قطاع غزة، فإنه بات لزاماً عليه أن يؤكد في مقدمة ما سيقول بأنه وبكل جوارحه ضد هذه الجريمة المروعة ومع الأهل في غزة، وفي كل فلسطين لنيل حقهم في مستقبل تعيشه كله شعوب الأرض عنوانه الاستقلال والكرامة وحقن الدماء والحياة التي وهبها الله لكل من دب على وجه هذه البسيطة، تلك مقدمة تخطت أن تكون تعبيراً عن حقيقة المشاعر، لتصبح حائط صد ودفاع عن الكاتب نفسه، خاصة إذا كان أردنيا حد النخاع، فقد بات الدفاع عن الوطن والصراخ بحتمية المحافظة عليه، في ظل هذا الشطط العالمي الذي يعيشه العالم عن بكرة أبيه مع كل التطورات التي تشهدها الدنيا من حرب أوكرانيا إلى حرب السودان وإلى اليمن وإلى لبنان وإلى سورية، وقبل ذلك العراق، وما جرى في تونس ومصر، ثم عودة رئيس أمريكي في قناعاته، أو في حساباته أن يعيد العالم إلى مربع مجهول، فإن الأردن وفي خضم كل تلك النار ما زال صامداً، وما زال أهله يعون بأن الإقدام على أي تحركات غير مدروسة، سيكون هو الانتحار بعينه، ولكن هناك من يرى بأن حق الأردنيين في الحفاظ على بلدهم هو وكأنه بمثابة 'خيانة'، فأي خيانة تلك التي تعمل فيها على حفظ بلدك، وأي خيانة تلك التي تهدف من خلالها إلى حقن دماء أطفالك وإلى صون شرفك وعرضك، وإلى قراءة المشهد بتمعن وبروية وبعقلانية حتى لا ترمي بأهلك إلى أتون النار.
أن يصل الأمر بالدعاء على أطفالنا بأن يصيبهم ما يصيب أطفال غزة، وأن يصل الأمر إلى شتم جيشنا العربي الذي ما زال يحمل صفة 'العروبة' منذ نشأته وحتى الآن، وأن يصل الأمر إلى الاعتداء على رجال أمن في الشارع بهدف إشعال جبهة الأردن داخليا، فإن كل هذا يضعك أمام مسؤولية تاريخية حين تشعر بأنك مستهدف وبأن المطلوب أن يُراق دم أبنائك وأطفالك في الشوارع، وأن تهدم البيوت وان تحرق البلد، فهذا ليس إلا الخيانة بعينها!
وبالمقابل فهناك من يخاطبك بسياسة وبعقلانية، ليقول لك بأنك إذا لم تتحرك الآن لتنهي العدو، فإن هذا يعني خطراً وجودياً على وطنك، وقد يقبل هذا في المنطق السياسي، وقد يقبل في المنطق العسكري، ولربما يحتاج إلى أكثر من محلل سياسي وعسكري، وإلى أكثر من قراءة سياسية وعسكرية، لكن الكارثة حين تشعر بأنه كلام يُغلّف بالمنطق، وأنه لا يهدف إلا لدفعك نحو تلك المواجهة التي يحلمون بها ويريدونها حتى يصلون بك إلى الخراب الذي يتخيلونه، بل ويريدونه على أرض الواقع!
وإذا ما قلت إن الأردن القوي هو حصن وعمق آمن وأمين لفلسطين وأهلها، قالوا لك إن تلك قراءة ناقصة، فلا قراءة دقيقة، بحساباتهم، إلا أن تدخل في أتون المعركة، وإذا ما سألت لماذا يطلب من الأردن أن يدخل تلك المعركة وأن يواجه الدمار وحده لأن دولة الاحتلال ليست دولة واحدة بل هي أميركا وأوروبا وكل العالم (الكبير والقوي) ، فهل من العدل أن يُطلب من الأردن لوحده أن يخوض هذه 'المجازفة'، ولماذا لا يُطلب من كل الوطن العربي، مصر وسوريا ولبنان والعراق والخليج العربي والمغرب العربي، أن يدخلوا تلك المعركة حتى يكون هناك هبة عربية واحدة، بل وإسلامية، لتحرير فلسطين ولإنهاء هذا الاحتلال، فإن هذه التساؤلات ستضعك حتماً في دائرة الخيانة والانهزام، وستتلقى، ما تتلقى، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر (كتائب إلكترونية) الله وحده يعلم أين تعمل وفي أي عواصم ، ومن يصول ويجول بها.
نعود ونؤكد بأن الأردن هو من ساند الأهل في غزة، وبأن الجيش الأردني هو من بدأ الانزالات التي نرى الآن كم هي (عزيزة) لتعود، وهو من أرسل المستشفيات الميدانية، وواجه أبناءه هناك الرصاص ليقوموا بواجبهم الإنساني الذي يُحتم عليهم مساعدة الأهل في قطاع غزة، بل وفي الضفة الغربية أيضا.
الأردن الآن أمام حقيقة لا تُقرأ ولا توضع خططها من على متن الحافلات أو 'البكمات'، فالأردن الآن أمام حقيقة يُخطط لها ويقودها، وينفذها أبناؤه في المؤسسات السياسية والعسكرية والأمنية 'المؤتمنة' على هذا البلد، وهي القيادة والمؤسسات التي كفلت بقاء الأردن وأمنه واستقراره عبر مائة سنة مضت.
الأردن تخطى أعتى المؤامرات حتى فيما عرف بالربيع العربي والذي ثبت فيما بعد بأنه كان وبالاً على الأمة العربية، هو نفسه الأردن الذي سيصمد الآن بوجه كل تلك الأحقاد والأحلام التي ستذهب في مهب الريح، فهنا قائد عربي هاشمي، وولي عهد هاشمي أمين يحملان أمانة ثورة عربية كبرى وحّدت الأمة في يوم ما، وستبقى على العهد في حفظ الوطن وأهله ومستقبلهم وأحلامهم

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في ذكرى استقلالنا المجيد...
في ذكرى استقلالنا المجيد...

جو 24

timeمنذ 2 ساعات

  • جو 24

في ذكرى استقلالنا المجيد...

د. أحمد أبو غنيمة جو 24 : نفرح باستقلالنا المجيد عام ١٩٤٦، كما نفرح باكتمال فرحتنا باستقلالنا عام ١٩٥٦؛ حين تم إلغاء المعاهدة الاردنية البريطانية وتعريب قيادة جيشنا العربي المصطفوي، فانتقلت القيادة فيه لابناء الاردن الغُر الميامين . ونستذكر دوما ذكرى الاستقلال العظيم، بما سبقه من تضحيات الأجداد ضد الانتداب البريطاني الذي جثم على صدور الأردنيين منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام ١٩٢١، فكان الاستقلال ثمرة تضحياتهم وعطائهم بلا حدود. نجدد العهد كل عام مع وطننا الغالي الأردن الحبيب؛ ونجدد الوفاء لإرث الآباء والأجداد لنكمل طريقهم في المحافظة على وطننا الحبيب. نغضب حينا من بعض السياسات، ولكننا لا نغضب ابدا من الوطن، يظلمنا بعض المسؤولين، ولكننا لا نظلم الوطن بظلم بعض مسؤوليه، ننصح قيادتنا ومسؤولينا بصدق وإخلاص، ونكتب بأمانة وموضوعية، وندعو الله دوما؛ ليكون اردننا الغالي وطنا تُرفرف فيه راياتنا خفّاقة، بانتماء شعبه العظيم لترابه الطهور، وتاريخه المضمّخ بتضحيات جيشنا العربي المصطفوي في دفاعه عن ثرى الاردن، وما قدمه أبطالنا من تضحيات على أسوار القدس، وفي معركة الكرامة الخالدة. ندعو دوما بان يحفظ الله لنا وطننا الغالي الأردن ليكون واحة امن واستقرار وعدل وحكمة، كما ندعو دوما ان يقيّض لقيادتنا الهاشمية من يُعينها على الخير، وان يُبعد عنها وعن وطننا الغالي وشعبنا الأردني العظيم كل من يريد بنا شرا وسوءا. تابعو الأردن 24 على

ذكرى الاستقلال  ..  إرادة لا تنكسر
ذكرى الاستقلال  ..  إرادة لا تنكسر

السوسنة

timeمنذ 2 ساعات

  • السوسنة

ذكرى الاستقلال .. إرادة لا تنكسر

المحامي نمي محمد الغول في الخامس والعشرين من أيار لا نُحيي ذكرى عابرة بل نُجدد عهدًا خالدًا مع وطن وُلد من رحم المجد وتربّى في كنف الفداء وشَبّ على الوفاء وطنٌ ما انحنى لظلم ولا باع كرامته في سوق التبعية. إنه الأردنذاك الوطن الذي لم يُكتب تاريخه بالحبر وحده بل بنبض القلوب ودماء الأبطال.يأتي عيد الاستقلال هذا العام ونحن أكثر تمسكًا براية العز التي رفعها الآباء المؤسسين يتقدّمهم المغفور له الملك عبدالله الأول ابن الحسين، طيّب الله ثراه، الذي ارتقى شهيدًا في باحات المسجد الأقصى، حارسًا للحق، وشاهدًا على صدق الوعد.في هذا اليوم، نستذكر شهداء جيشنا العربي المصطفوي الذين روَوا بدمائهم الطاهرة تراب فلسطين والجولان والكرامة نستحضر مآثر الشهيد الطيار فراس العجلوني الذي ارتقى في معركة السموع دفاعًا عن سماء الأمة والشهيد البطل راشد الزيود الذي واجه الإرهاب على ثرى السلط والشهيد أحمد المجالي أحد أبطال معركة باب الواد، وغيرهم من الذين سطّروا بدمائهم ملامح السيادة والعنفوان.الاستقلال لم يكن هبةً من مستعمر بل حصادُ نضالٍ مرير، ومعاناةٍ طويلة ونُضجٍ سياسي صاغته القيادة الهاشمية الحكيمة التي أدركت أن الكرامة الوطنية لا تُشترى بل تُنتزع انتزاعًا وتُحمى برجالٍ عاهدوا الله أن يظل هذا الوطن عصيًّا على الانكسار.اليوم نحتفل بالاستقلال لا لنُطرب للأناشيد بل لنعيد صياغة المعنى أن الوطن فكرة لا تموت وأن كل أردني هو وريث جندي في باب الواد أو مقاتل على أسوار القدس أو مرابط في حدود الكرامة وأن كل دمعة أمّ شهيد هي نبراس يقودنا نحو مستقبل أكثر صلابة.نقولها بثقة العارف لتاريخه الواثق بشعبه:هذا وطنٌ لا يُهزم... لأن إرادته لا تنكسر.

الاستقلال الأردني... ملحمة وطن وشعب
الاستقلال الأردني... ملحمة وطن وشعب

الدستور

timeمنذ 2 ساعات

  • الدستور

الاستقلال الأردني... ملحمة وطن وشعب

الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية نعيش فوقها، بل هو كيان حي تنبض فيه القيم والتضحيات والكرامة. ووطنٌ مثل الأردن، لم يكن استقلاله منحةً أو مصادفة، بل جاء تتويجاً لنضال طويل وسكب من دماء أبنائه الأحرار، الذين رفضوا أن يبقى وطنهم أسيراً تحت سلطة الانتداب، فسطّروا أروع صفحات العز والفداء. وفي كل عام، وتحديدًا في الخامس والعشرين من آذار، تطل علينا ذكرى الاستقلال الأردني، هذه الذكرى الخالدة التي رسخت هوية الوطن، وأعلنت ميلاد دولة ذات سيادة كاملة وقيادة حرة، ترفع راية العروبة والشرف. إنها لحظة مفصلية في تاريخ الأردن، تحولت فيها الأحلام إلى واقع، والعزيمة إلى مؤسسات، والرجال إلى رموز. نحتفل اليوم بالذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال، نستحضر خلالها بطولات الأجداد، ونعيش فخر الحاضر، ونستشرف أمل المستقبل. تسعة وسبعون عاماً من البناء والعطاء، من الاستقرار والسيادة، من الإنجاز والكرامة. وها نحن، قيادةً وشعباً، نحتفي بهذه الذكرى الخالدة بقلوب ملؤها الفخر والانتماء، نهنئ أنفسنا، ونرفع التهاني إلى قيادتنا الهاشمية الحكيمة، التي أثبتت على مرّ العقود أنها السند الأمين والدرب المستقيم. إن الشعب الأردني، بمختلف مكوناته، يقف اليوم صفاً واحداً، يعتز بهويته الوطنية ويقول بكل فخر: 'أنا أردني… ارفع رأسك'. هذه الجملة ليست مجرد شعار، بل تعبير عن شعور عميق بالكرامة والانتماء، نابع من ثقة الشعب بوطنه، واعتزازه بقيادته، ووعيه بدوره في حماية المنجزات. وفي هذا المقام العظيم، لا يسعنا إلا أن نحمد الله عزّ وجل دائماً وأبداً، على ما أنعم به علينا من نعمة الأمن والاستقرار، ومن قيادة راشدة يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، حفظهما الله وسدد خطاهما. ختامًا، إن ذكرى الاستقلال ليست مجرد وقفة للاحتفال، بل دعوة متجددة للعمل، للمحافظة على المكتسبات، ولصون الوطن، والارتقاء به نحو المزيد من الازدهار. فكل عام والأردن بخير، وكل عام ونحن نرفع راية الوطن عالية خفاقة، بقيادة حكيمة وشعب وفيّ لا يعرف إلا المجد

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store