logo
ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين

ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين

الجزيرةمنذ 8 ساعات

ريشون ليتسيون مدينة ومستوطنة إسرائيلية تقع في منطقة غوش دان جنوب ضاحية تل أبيب بوسط إسرائيل، ويعني اسمها بالعبرية "الأول إلى صهيون"، تتميز بكونها مركزا تجاريا وصناعيا هاما، إذ تشتهر بصناعة النبيذ، كما أنها موقع لعدد من المصانع والمناطق الترفيهية.
أقيمت هذه المستوطنة عام 1882 على يد مهاجرين يهود من حركتي أحباء صهيون وبيلو، وذلك على أراضي قرية عيون قارة، التي احتلتها العصابات الصهيونية كاملة عام 1948.
وردا على الهجمات الإسرائيلية على إيران يوم 13 يونيو/حزيران 2025، تعرضت المدينة إلى قصف صاروخي إيراني، في عملية سمتها طهران" الوعد الصادق"، ما خلف دمارا واسعا فيها وعددا من القتلى والمصابين.
الموقع
تقع المدينة في مركز إسرائيل إلى الجنوب من مدينة تل أبيب التي تبعد عنها مسافة 15 كيلومترا، وتخضع لإدارة المنطقة الوسطى، وهي جزء من منطقة غوش دان، وتحيط بها كل من مدن بات يام وحولون ونيس تسيونا، وتمتد على مساحة 59 كيلومترا مربعا.
ويتميز موقعها الجغرافي بأهمية كبيرة لوقوعها على الطريق الرئيس للسهل الساحلي، فضلا عن ارتباطها بمدن رئيسية كاللد ويافا من خلال السكة الحديدية الرئيسية، الأمر الذي زاد من أهميتها وضاعف من سرعة نموها سكانيا وعمرانيا.
كما تتميز المدينة باتساع مساحة أراضيها وغناها بالمياه الجوفية، فضلا عن قربها من تل أبيب، وكلها عوامل ساهمت في نموها وتوسعها.
تحتل المدينة الرتبة الرابعة من حيث عدد السكان في إسرائيل، إذ يتراوح عدد سكانها أكثر من 260 ألف إسرائيلي عام 2022.
نما عدد سكانها من 100 نسمة تنتمي لـ17 عائلة قدمت من شرق أوروبا في سياق الهجرة اليهودية الأولى عام 1882، إلى 500 نسمة عام 1897، وواصلت النمو إلى أزيد من ألفي نسمة عام 1917 و10 آلاف نسمة عام 1948، ثم ارتفع بحلول عام 1970 إلى أكثر من 46 ألف نسمة، ووصل في بداية الألفية الثالثة إلى 216 ألف نسمة، في حين بلغ عدد سكانها عام 2022 أكثر من 260 ألف نسمة.
التاريخ
سكنت المدينة في قرون ما قبل الميلاد، إذ عثر فيها على بقايا إنسانية وحيوانية تعود إلى حضارات غابرة وأطلق عليها اسم "عيون قارة".
وكانت ملكية أرض قرية عيون قارة البالغة 3340 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) تعود لعائلة الدجاني الفلسطينية، لكن بسبب تخلف أبنائها عن تسديد الضرائب، حجزت عليها الدولة العثمانية بأمر من المحكمة، وطرحتها للبيع بالمزاد العلني، فحاول مهاجر صهيوني روسي الأصل شراءها، لكن الوالي العثماني وقتها منعه من ذلك تنفيذا لأمر الدولة العثمانية، الذي كان يمنع بيع أراض عربية إلى اليهود.
ورسا المزاد على حاييم أمزلاغ نائب القنصل البريطاني وقتها، الذي حول ملكية الأرض إلى جمعية "أحباء صهيون"، فكانت بذلك أول مستوطنة لليهود في فلسطين، وأطلقت عليها الجمعية الصهيونية اسم "ريشون لتسيون"، ويعني بالعبرية "الأول إلى صهيون"، وهو مأخوذ من "سفر إشعياء" وهو نص رئيسي من العهد القديم.
سكنت المستوطنة 17 عائلة يهودية قدمت من شرق أوروبا في سياق الهجرة اليهودية الأولى عام 1882، وما لبثت هذه العائلات أن سيطرت على المزيد من أراضي الفلسطينيين، وجلبت العديد من الشباب اليهود من حركة "بيلو" للسكن في المستوطنة، التي أخذت تتوسع شيئا فشيئا، لا سيما في فترة الانتداب البريطاني على فلسطين ، إلى أن وصلت إلى مساحتها الحالية.
وعمل مستوطنو ريشون لتسيون في الزراعة، وبسبب نقص المياه وقلة خبرتهم في أمور الزراعة وتنامي جرائم السرقة بينهم؛ اندلعت صراعات داخلية بينهم، ما دفع أحد سكانها ويدعى يوسف فاينبيرغ، إلى السفر إلى أوروبا لجمع تبرعات للسكان.
وفي أعقاب لقائه ببارون روتشيلد في باريس وافق روتشيلد على مساعدة السكان بمبلغ مالي خصص لحفر بئر ومساعدة الفقراء، إلا أنه اشترط أن يتدرب السكان على الزراعة.
وبعد ذلك أرسل خبراء زراعيين من فرنسا لتدريب المستوطنين الجدد والمزارعين على زراعة القمح، لكنهم فشلوا في الزراعة، فاضطروا إلى رهن الأرض لبارون روتشيلد، مقابل أخذ أموال تبقيهم على قيد الحياة، فانتقلت ملكية الأرض إليه، ولاحقا نجح المستوطنون في زراعة كروم العنب، مما جعل الأرض تعود إليهم مرة أخرى.
عام 1886، أقيمت أول مدرسة عبرية ابتدائية في المستوطنة، وأطلق عليها اسم "حبيب"، وبعدها بـ12 عاما أسست بجانبها روضة للأطفال تدرس العبرية، وفيما بعد أقيم مصنع للخمر.
وفي عام 1920 أصبح لريشون لتسيون مجلس محلي، وتغير طابعها من الطابع الزراعي إلى العمراني.
ومع حرب النكبة عام 1948، سيطرت العصابات الصهيونية على القرية كلها، ومن يومها بدأ اليهود يتوافدون عليها من كل العالم إلى أن تحولت إلى إحدى أكبر المدن في إسرائيل.
وفي عام 1950 منحت ريشون لتسيون صفة مدينة، وبدءا من عام 1970 شهدت تطورا عمرانيا كبيرا، وتوسعت أراضيها.
الاقتصاد
عمل أوائل المستوطنين الذين سكنوا القرية لجعلها مستوطنة زراعية، من خلال زراعة كروم العنب فيها وحفر بئر مياه وتعلم فنون الزراعة، لا سيما بسبب خصوبة تربتها، ولكنهم فشلوا في ذلك بسبب قلة خبرتهم في الزراعة، وعدم كفاية الأموال التي كانت بحوزتهم، فضلا عن المشاكل التي دبت بينهم.
وبعد احتلال العصابات الصهيونية فلسطين عام 1948، تحولت المستوطنة من مدينة زراعية إلى صناعية، خاصة مع وجود مصنع للخمر فيها كان يصدر النبيذ المخصص لليهود في زجاجات مختومة إلى بولندا وروسيا، وتشكل إنتاجات معامل كرمل قرابة 70% من مجمل منتوجات النبيذ والخمور في إسرائيل.
يعتمد اقتصاد المدينة أيضا على التجارة والخدمات، فهي تضم منطقة صناعية ومناطق جذب ترفيهية تحتوي على فنادق ومطاعم ومنتجعات.
ورغم تحولها إلى منطقة صناعية وترفيهية، ما زال المئات من السكان يمارسون بعض الأنشطة الزراعية مستمرة، خاصة إنتاج العنب اللازم لصناعة النبيذ.
أبرز المعالم
معامل "كرمل"
عام 1889 أقامت شركة كرمل مزراحي معامل كرمل لصناعة الخمر على أراضي مستوطنة ريشون لتسيون، خاصة أنها كانت تشتهر بزراعة العنب، وسرعان ما حقق خط إنتاج النبيذ نجاحا، وأخذت الشركة تصدره في زجاجات مختومة إلى بولندا وروسيا، وسرعان ما افتتحت معامل في أوروبا وأميركا.
وفي عام 2015 أغلق معمل الخمر القديم في ريشون لتسيون وافتتح مكانه معمل جديد، وأصبح المبنى القديم موقعا أثريا.
حفرت تلك البئر في بداية ثمانينيات القرن التاسع عشر، بدعم من البارون روتشيلد، وأصبحت رمزا للمدينة.
كنيس ريشون لتسيون هو أول كنيس يهودي في إسرائيل وأسس عام 1885، وفي فترة الانتداب البريطاني لفلسطين جددت السلطات مبناه ورسمت على واجهته نجمة داود التي تعتبر أبرز رموز الديانة اليهودية.
وفي عام 2013 رممت السلطات الكنيس مرة ثانية ضمن مشروع تجديد شامل للمدينة وتوسيع متحفها.
أسس عام 1982 في الذكرى المئوية لتأسيس المدينة، ويمتد على مساحة 5 دونمات، ويضم عددا من المباني التاريخية للمستوطنين الذين سكنوا المدينة في بدايات احتلالها.
معارك وعمليات فدائية وقصف
شكلت المدينة مسرحا للعديد من المعارك و العمليات الفدائية ، أبرزها في نوفمبر/تشرين الثاني 1917، عندما وقعت على أراضيها معركة شهيرة بين العثمانيين والبريطانيين، أطلق عليها اسم عيون قارة، وذلك نسبة للاسم الفلسطيني للمدينة.
وفي 20 مايو/أيار 1990 ارتكب مستوطن إسرائيلي يُدعى عامي بوبر، مجزرة بحق مجموعة من العمال الفلسطينيين أثناء عملهم في المدينة، بعدما أطلق ببندقيته من طراز "إم 16" النار تجاههم فقتل سبعة منهم، وأصاب عشرة بجروح.
وفي 8 مايو/أيار 2002 أدى انفجار عنيف نفذه فدائي فلسطيني من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في أحد نوادي القمار في ريشون ليتسيون إلى مقتل 16 إسرائيليا وجرح 54 آخرين وصفت حالة 12 منهم بأنها خطيرة.
وبعدها بـ15 يوما قتل إسرائيليان وجرح أكثر من 30 آخرين في عملية فدائية نفذتها كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) استهدفت منطقة تجارية في المدينة، واستشهد منفذ العملية.
وفي 4 أبريل/نيسان 2023 أصيب جنديان إسرائيليان في عملية طعن نفذها فدائي في ريشون لتسيون، فيما اعتقلت قوات الاحتلال المنفذ.
وعلى مدار الحروب والعمليات العسكرية التي خاضتها إسرائيل ضد قطاع غزة ، تعرضت المدينة إلى قصف صاروخي من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية.
وردا على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع متعددة في إيران يوم 13 يونيو/حزيران 2025، تعرضت المدينة إلى قصف صاروخي من إيران، ما خلف دمارا واسعا في الممتلكات والمركبات وعددا من القتلى والمصابين.
وعلق رئيس بلدية ريشون ليتسيون على هذا الدمار بالقول "لم يسبق أن رأيت دمارا في المدينة كما هو الآن".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا فرضت إسرائيل حصارا تاما على الضفة أثناء قصف إيران؟
لماذا فرضت إسرائيل حصارا تاما على الضفة أثناء قصف إيران؟

الجزيرة

timeمنذ 23 دقائق

  • الجزيرة

لماذا فرضت إسرائيل حصارا تاما على الضفة أثناء قصف إيران؟

فرضت إسرائيل إغلاقا شاملا على الضفة الغربية المحتلة، حيث أغلقت مداخل العديد من المدن والقرى باستخدام بوابات حديدية وحواجز خرسانية، تزامنا مع تواصل غاراتها الجوية على إيران. وقد استمر الحصار الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي يوم أمس الأحد، حيث كثّفت قوات الاحتلال عملياتها في الأراضي الفلسطينية، وأسفرت حملتها عن استشهاد ما لا يقل عن 943 فلسطينيا، منهم أكثر من 200 طفل، حسبما أفادت الأمم المتحدة، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ويقول الفلسطينيون في الضفة الغربية، إن الإجراءات الإسرائيلية تهدف إلى ضم أراضيهم وتوسيع المستوطنات غير القانونية. ويقدر عدد الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية بنحو 3 ملايين نسمة. ومنذ بداية هذا العام، شهدت مناطق جنين وطولكرم في الضفة الغربية عمليات عسكرية إسرائيلية مستمرة في 3 مخيمات للاجئين. وحسب تقارير الأمم المتحدة، استشهد ما لا يقل عن 137 فلسطينيا هذا العام في الضفة الغربية، منهم 27 طفلا. ومع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، فرضت إسرائيل إغلاقا كاملا على الضفة الغربية، مما يثير قلقا متزايدا بشأن تأثير هذه الإجراءات على حياة الفلسطينيين. ماذا تفعل إسرائيل؟ تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاقا شاملا على الضفة الغربية. وتقوم إسرائيل بتقييد حركة الفلسطينيين بشكل شديد، إضافة إلى إغلاق المدن والقرى، حيث يتم نصب نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية، مما يعيق حركة الدخول والخروج إلى المناطق المختلفة، وفقا لتقرير مراسلة الجزيرة نداء إبراهيم. وقد زادت القوات الإسرائيلية من وجودها في مدن الضفة الغربية مثل البيرة ورام الله، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). كما أن نقاط التفتيش الصارمة تواصل إعاقة حركة التنقل في نابلس والخليل وقلقيلية ووادي الأردن، حيث تسببت تلك الحواجز في تعطيل عمل الفلاحين ونقل منتجاتهم الزراعية. وتستمر هذه الإغلاقات في شل الحياة اليومية في الضفة الغربية، حيث تحد كثيرا من حرية التنقل، وتعيق الوصول إلى الخدمات الأساسية، وتؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي في المنطقة. كما أن محاولات الاقتراب من نقاط التفتيش قد قوبلت بالرصاص الحي من جنود الاحتلال في بعض الأماكن، بينما تم استخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع في أماكن أخرى. وتتوالى التقارير عن إصابات، ففي مخيم طولكرم للاجئين، أطلقت قوات الاحتلال النار على شاب عمره 16 عاما في ساقه. كما نفذت القوات الإسرائيلية غارات ليلية في الضفة الغربية، حيث اعتقلت على الأقل 15 شخصا، وفقا لما أفادته وكالة وفا. وفي الوقت ذاته، استهدفت إسرائيل قطاع غزة يوم أمس الأحد، مما أسفر عن استشهاد 52 فلسطينيا، منهم 11 شخصا كانوا في انتظار الحصول على المساعدات. ومنذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن إسرائيل قتلت ما لا يقل عن 55 ألفا و297 فلسطينيا وأصابت 128 ألفا و426. لماذا الضفة الغربية تحت الحصار؟ قال الفلسطينيون، إن الهدف من الحصار المفروض على الضفة الغربية هو السيطرة عليهم وفرض المزيد من القيود على حياتهم. وفي تقرير أصدره مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس/آذار من هذا العام، أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية قد كثفت المستوطنات وعمليات الضم في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال عام 2024، في خطوة تُعد جزءا من سياسة إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى فرض المزيد من السيطرة على الأراضي الفلسطينية. وفي عدة مناطق من الضفة الغربية، طرد جنود الاحتلال عشرات الأسر من منازلها، وحولوا بعضها إلى مواقع عسكرية. وجاء في إحدى الملصقات الإسرائيلية عن الإغلاق: "الإرهاب لا يجلب سوى الموت والدمار"، في إشارة إلى أن حركة الفلسطينيين سيتم تقييدها حتى إشعار آخر. ووفقا لمراسلة الجزيرة نداء إبراهيم، قال الفلسطينيون إنهم هم من يتعرضون للهجوم، مشيرين إلى أن الإجراءات الإسرائيلية تمثل خطوة لفرض مزيد من العزلة عليهم. ما الذي تفعله إسرائيل لحصار سكان الضفة؟ قال قاسم عواد، من وحدة الاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية ، إن إسرائيل قد زادت عدد نقاط التفتيش والحواجز في الضفة الغربية من 600 نقطة إلى 900 منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023. وأضاف: "الآن هم يستخدمون هذه الفترة (الحرب مع إيران) لتشديد الإغلاق على الفلسطينيين، وتحويلهم إلى أقاليم معزولة عن بعضها بعضا". وفي الوقت نفسه، تكافح سيارات الإسعاف للوصول إلى الجرحى بسبب تعطل حركتها أيضا بسبب الحواجز. وقال فايز عبد الجبار، سائق إسعاف: "حتى عندما نحصل على إذن من جيش الاحتلال بالتحرك، يتم احتجازنا عند نقاط التفتيش مدة تتراوح بين 3 إلى 4 ساعات قبل السماح لنا بالمرور. الطريقة الوحيدة التي يمكننا العمل بها الآن، هي نقل المرضى من سيارة إسعاف إلى أخرى عند هذه الحواجز". ماذا عن عنف المستوطنين؟ العنف مستمر. فلا يزال المستوطنون الإسرائيليون يواصلون الهجمات على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم. حسب ما نقلته مراسلة الجزيرة نداء إبراهيم، فإن بعض المستوطنين يستغلون الحصار المفروض على الضفة الغربية لتأسيس وتوسيع نقاط الاستيطان غير القانونية. وفي مدينة سديروت يوم الخميس الماضي، عقد وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء الائتلاف الحكومي اجتماعا، تعهدوا فيه بضم الضفة الغربية وقطاع غزة، وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية. وقد صرح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الاتصالات شلومو كرعي أنهم يؤيدون الضم، بينما دعا وزير التراث عميحاي إلياهو إلى نفس الشيء في سوريا ولبنان أيضا. هل تؤثر الهجمات الإيرانية على الفلسطينيين؟ منذ الجمعة، أُضيئت سماء فلسطين وسوريا ولبنان والأردن بالصواريخ المتبادلة بين إيران وإسرائيل. وفي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل اعتراض الصواريخ الإيرانية، سقط بعض الحطام في الضفة الغربية، حيث لا يتوافر للفلسطينيين، على عكس الإسرائيليين، ملاجئ أو حماية من الصواريخ. وقد أصيب العشرات من الفلسطينيين في المنطقة من جراء الصواريخ المعترضة. وقالت نداء إبراهيم إن "الفلسطينيين يقولون إنهم عالقون بين الصواريخ الإيرانية والصواريخ الإسرائيلية المعترضة". ما دور الحكومة الفلسطينية في الوضع الحالي؟ قالت الحكومة الفلسطينية إنها تعمل على ضمان إدخال الغذاء والوقود إلى الضفة الغربية، في ظل القيود المفروضة من إسرائيل. ومع ذلك، يعبر الفلسطينيون عن قلقهم من قدرة حكومتهم على تقديم المساعدة في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على معظم جوانب حياتهم اليومية. هذه السيطرة جعلت القدرة على مساعدة السكان في مناطق مختلفة من الضفة الغربية أمرا صعبا للغاية. ما موقف المجتمع الدولي؟ في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وتبادل الهجمات بين الطرفين، كان المجتمع الدولي في معظم اهتماماته يركز على ما يحدث بين الدولتين. لكن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كانت قد أصدرت بيانا يوم الجمعة الماضي، أكدت فيه أن الضفة الغربية ليست منطقة حرب. وأضافت الوكالة، أن "الضفة الغربية تحكمها المعايير الدولية وقوانين السلوك الخاصة بإنفاذ القانون، والتي يتعين على القوات الإسرائيلية الالتزام بها". وقالت "إن هدف إنفاذ القانون هو حماية حقوق الإنسان، وليس انتهاكها. ويجب أن يسعى القانون إلى حماية الأكثر ضعفا وليس إلى زيادة معاناتهم. والأهم من ذلك، يجب أن يحافظ على كرامة الإنسان وحياته".

ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهميتها؟
ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهميتها؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهميتها؟

شنت إسرائيل، ليلة السبت 14 يونيو/حزيران 2025، هجمات جوية استهدفت منشآت طاقة إيرانية رئيسية، منها حقل "بارس الجنوبي" للغاز، أكبر حقل غاز طبيعي في العالم، ومستودعات وقود ومصافي نفط في طهران. وأدى القصف إلى اندلاع حرائق وتعليق جزئي للإنتاج، ما أثار مخاوف من اضطرابات في إمدادات الطاقة العالمية. وبدأ التصعيد العسكري يوم الجمعة، بهجمات إسرائيلية على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، واغتيال عدد من القادة والعلماء، ما دفع طهران للرد بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة على مدن إسرائيلية. وأسفرت المواجهات عن مقتل عشرات الأشخاص في إيران، منهم 20 طفلا على الأقل، و10 قتلى في إسرائيل، إضافة إلى أكثر من 800 مصاب من الجانبين. وتنذر هذه التطورات بتصعيد إقليمي واسع، وسط تحذيرات من تأثيرات خطِرة على أسواق النفط العالمية، في ظل تهديدات متبادلة بمزيد من الضربات. وتبقى منشآت الطاقة الإيرانية هدفا إستراتيجيا في هذا الصراع، لما لها من أهمية في استقرار سوق الطاقة العالمي. ما المنشآت الرئيسية التي استهدفتها الهجمات الإسرائيلية؟ تحتل إيران المرتبة الثانية في العالم من حيث احتياطات الغاز الطبيعي المثبتة، والمرتبة الثالثة في احتياطات النفط الخام، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وبُنيتها التحتية للطاقة كانت دائما هدفا محتملا لإسرائيل. قبل التصعيد الأخير في صراعهم، كانت إسرائيل قد تجنبت إلى حد كبير استهداف المنشآت الإيرانية للطاقة، نظرا لضغوط حلفائها، منهم الولايات المتحدة، بسبب المخاطر التي قد تنجم عن أي هجوم من هذا النوع على أسعار النفط والغاز العالمية. لكن الأمور قد تغيرت الآن. فقد حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الجمعة من أنه إذا ردّت إيران على هجماتها، فإن "طهران ستحترق". وفي وقت متأخر من السبت، نشبت حرائق كبيرة في طرفي العاصمة الإيرانية: في مستودع الوقود والغاز "شهران" شمال غرب طهران، وفي إحدى أكبر مصافي النفط الإيرانية في "الري" جنوب المدينة. بينما نفت شبكة الأخبار الطلابية الإيرانية لاحقا، استهداف إسرائيل مصفاة "الري"، وزعمت أنها كانت لا تزال تعمل، إلا أنها اعترفت بأن خزان وقود خارج المصفاة قد اشتعل. ولم تفسر الشبكة ما الذي أشعل الحريق. لكن وزارة النفط الإيرانية أكدت، أن إسرائيل استهدفت مستودع "شهران"، حيث لا تزال فرق الإطفاء تحاول السيطرة على الحريق. كما استهدفت الهجمات الجوية الإسرائيلية حقل "بارس الجنوبي" قبالة سواحل محافظة بوشهر جنوب إيران. ويُعد حقل الغاز الأكبر في العالم مصدر ثلثي إنتاج إيران من الغاز، الذي يُستهلك محليا. وقد أسفرت الضربات عن أضرار كبيرة وحرائق في منشأة معالجة الغاز الطبيعي في المرحلة 14، وأوقفت منصة الإنتاج البحرية التي تنتج 12 مليون متر مكعب يوميا، وفقا لوكالة تسنيم الإخبارية شبه الرسمية. وفي هجوم إسرائيلي منفصل، اندلعت النيران في مصنع غاز "فجر جم"، وهو واحد من أكبر منشآت المعالجة الإيرانية، أيضا في محافظة بوشهر، التي تعالج الوقود من حقل "بارس الجنوبي". وأكدت وزارة النفط الإيرانية، أن المنشأة تعرضت للهجوم. يُعد مستودع النفط "شهران" واحدا من أضخم وأهم مراكز تخزين وتوزيع الوقود في طهران. وللمستودع دور حيوي في ضمان استمرارية إمدادات الوقود إلى جميع أنحاء المدينة. حيث تبلغ سعة تخزينه ما يقارب 260 مليون لتر عبر 11 خزانا، مما يجعله أحد الأعمدة الأساسية في شبكة الوقود الحضري في العاصمة. وهو مسؤول عن توزيع البنزين، والديزل، ووقود الطائرات إلى عدة محطات في شمال طهران. أما مصفاة طهران، التي تقع إلى الجنوب من طهران في منطقة " الري"، والتي تديرها شركة طهران لتكرير النفط المملوكة للدولة، فهي واحدة من أقدم مصافي البلاد، ولديها قدرة تكرير تقارب 225 ألف برميل يوميا. ويحذر الخبراء من أن أي تعطيل لهذه المنشأة، سواء بسبب الهجمات أو أي سبب آخر، قد يؤدي إلى توتر في اللوجستيات الخاصة بالوقود وأزمة شديدة في منطقة "الري" الأكثر كثافة سكانية والأهم اقتصاديا في إيران. إلى الجنوب، يحتوي حقل الغاز "بارس الجنوبي" في الخليج على نحو 1260 تريليون قدم مكعب من الغاز القابل للاسترداد، مما يمثل ما يقرب من 20% من الاحتياطات العالمية المعروفة. ويُنتج هذا الحقل الجزء الأكبر من الغاز الذي تستهلكه السوق المحلية، وتعطيله سيؤثر على القدرة الإنتاجية للكهرباء والعديد من الصناعات الحيوية في البلاد. وفي الوقت نفسه، يُهدد الهجوم على مصفاة غاز "فجر جم" في محافظة بوشهر أيضا بتعطيل إمدادات الكهرباء والوقود المحلية في إيران، خاصة للمحافظات الجنوبية والوسطى، التي تواجه ضغوطا هائلة فعلا. وتكاد تكلف انقطاعات الكهرباء الاقتصاد نحو 250 مليون دولار يوميا، وفقا لتقديرات الحكومة. الأسواق العالمية غير مستقرة في ظل التوترات المتصاعدة في الأسواق العالمية، أشار مسؤولون إيرانيون إلى أنهم يدرسون إمكانية إغلاق مضيق هرمز وسط تصاعد النزاع مع إسرائيل، وهي خطوة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط ارتفاعا حادا. ويُعد مضيق هرمز المدخل البحري الوحيد إلى الخليج، ويشكل خطرا إستراتيجيا على الاقتصاد العالمي، حيث يمر من خلاله نحو 20% من استهلاك النفط العالمي. ويُعد هذا المضيق الذي يفصل إيران عن عُمان والإمارات شريانا حيويا للتجارة العالمية في الطاقة. ووفقا لتقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإنه يُعتبر "أهم نقطة عبور نفطية في العالم"، ويعكس هذا الوصف دور المضيق الحيوي في تأمين إمدادات الطاقة للعديد من الدول الكبرى. وقد أدت الهجمات الإسرائيلية يوم الجمعة، التي تجنبت استهداف منشآت النفط والغاز الإيرانية في اليوم الأول من القتال، إلى رفع أسعار النفط بنسبة 9% قبل أن تهدأ قليلا. ويتوقع المحللون أن ترتفع الأسعار ارتفاعا حادا عندما تُفتح أسواق النفط مجددا يوم الاثنين. وقال آلان إير، الزميل الدبلوماسي البارز في معهد الشرق الأوسط، لشبكة الجزيرة، إن إسرائيل تحاول دفع الولايات المتحدة للمشاركة في هجماتها على إيران. وقال: "في النهاية، السيناريو الأفضل لإسرائيل هو تشجيع، إن لم يكن تغيير النظام الإيراني، فعلى الأقل الإطاحة به". وأضاف إير في تحليله أن إيران، بالرغم من ردود أفعالها العسكرية القوية، تواجه تحديات كبيرة في هذا النزاع، حيث قال: "خيارات إيران محدودة جدا؛ فعليها الرد عسكريا لحفظ ماء الوجه داخليا، لكن من غير المحتمل أن تستطيع إيران إلحاق ضرر كافٍ بإسرائيل داخليا أو الضغط بما فيه الكفاية لوقف القصف". ووفقا لإير فإن "إيران ليس لديها العديد من الحلفاء في المجتمع الدولي وحتى لو كان لديها، فقد أظهرت إسرائيل أنها غير مستعدة للاستماع إلى الرأي الدولي"، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويجعلها أكثر خطورة في الساحة السياسية والدبلوماسية العالمية.

ترامب: الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل
ترامب: الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

ترامب: الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد، إن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، على حد تعبيره، لكنه في المقابل يأمل في أن تتوصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأضاف ترامب في حديث للصحفيين خلال توجهه إلى قمة مجموعة السبع في كندا، أنه في بعض الأحيان يتعين على الدول أن تخوض معركة قبل التوصل إلى اتفاق. كما رفض الرئيس الأميركي -بحسب وكالة رويترز- الكشف عمّا إن كان قد طلب من إسرائيل وقف الضربات على إيران. وفي تصريحات أخرى لشبكة "إيه بي سي"، أمس الأحد قال ترامب، إن الولايات المتحدة قد تتدخل لدعم إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن بلاده ليست منخرطة في المواجهة في الوقت الراهن، مشيرا إلى أنه ليس هناك موعد نهائي لإيران من أجل الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة. وأكد أنه "منفتح" على قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدور الوسيط لإنهاء هذا النزاع، وقال "إنه مستعد. لقد اتصل بي بشأن ذلك. وأجرينا محادثة طويلة". وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي، إن هناك اتصالات واجتماعات عديدة تُجرى الآن لوقف التصعيد، مشددا على أن "إيران وإسرائيل عليهما التوصل إلى اتفاق، وسنتوصل إلى سلام بينهما قريبا". ومنذ عودته إلى البيت الأبيض لولاية رئاسية ثانية، هدد ترامب مرارا بقصف إيران للقضاء على برنامجها النووي ما لم تبرم اتفاقا مع الولايات المتحدة. لكن الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي كان من المقرر عقدها أمس الأحد، في سلطنة عمان، أُلغيت بعد أن أطلقت إسرائيل، يوم الجمعة، هجمات غير مسبوقة على إيران استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية وأحياء سكنية، وأدت إلى مقتل العشرات، منهم قادة عسكريون كبار وعلماء نوويون. وتؤكّد طهران، أن الولايات المتحدة شريكة إسرائيل في هذه الهجمات، وهو ما تنفيه واشنطن، بيد أن تقارير أميركية وإسرائيلية ذكرت، أن هناك تنسيقا أميركيا إسرائيليا، وأن القدرات العسكرية الأميركية تدعم تل أبيب في الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ الإيرانية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store