logo
إيران وإسرائيل صراع على الحافة ..

إيران وإسرائيل صراع على الحافة ..

عمونمنذ 6 ساعات

في لحظة مفصلية من تاريخ الشرق الأوسط، أعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد دراسة الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، في تطور يعيد إلى الواجهة مناخ التوتر والحروب الوقائية، ويثير تساؤلات خطيرة حول الأهداف، والمآلات، وموازين القوة التي تتحرك في عمق هذا الصراع المعقّد.
في الظاهر، تبدو الضربة موجهة إلى منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، تلك المنشأة المحصّنة في عمق الأرض، والتي يُعتقد أن إسرائيل وحدها لا تملك القدرة على تدميرها من الجو. ولكن تحت السطح، تتداخل أهداف غير معلنة، وتشتبك الحسابات الإقليمية مع رغبات محلية لدى بعض القادة، وفي طليعتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرى في هذه الحرب المحتملة وسيلة لتصدير أزمته السياسية الداخلية، وتمديد بقائه في السلطة، في ظل احتقان شعبي وتصدّع مؤسساتي.
وقد جاء هذا التصعيد الإسرائيلي في توقيت حساس يطرح أكثر من علامة استفهام: فقبل أيام ، قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأول زيارة رئاسية له إلى الخليج العربي، شملت السعودية والإمارات وقطر، بينما تم استثناء إسرائيل بشكل لافت من الجولة، رغم أهميتها كحليف تقليدي لواشنطن. زيارةٌ أرادتها الإدارة الأميركية رسالة شراكة موجهة نحو الاستقرار وإعادة هندسة العلاقات الإقليمية، بعيدًا عن المغامرات العسكرية. كذلك، كانت المفاوضات الأميركية الإيرانية السرية، التي تحتضنها العاصمة العُمانية مسقط، قد بدأت تُحرز تقدمًا ملموسًا في مسارها الفني والدبلوماسي، خصوصًا في ما يتعلق بملف التخصيب النووي والرقابة، وهو ما أقلق تل أبيب بشدة.
وجاءت الضربة الإسرائيلية في لحظة بدت فيها واشنطن تميل أكثر نحو مسار التهدئة، لا التصعيد، بل إن إسرائيل خرقت اتفاق هدنة رعته واشنطن نفسها بين حماس وإسرائيل، مما اعتُبر تمردًا غير مباشر على الإشراف الأميركي. وهكذا، لم تعد إسرائيل فقط شريكًا منفّذًا في سياسات المنطقة، بل صارت في موقع القادر على إرباك المسارات الأميركية نفسها، سواء في الملف الفلسطيني، أو الإيراني، أو في علاقاتها مع حلفاء واشنطن الخليجيين. هذا التمرّد الإسرائيلي، في جوهره، هو ما أجبر الإدارة الأميركية على التفكير في العودة إلى الميدان، رغم إدراكها الكامل أن تكلفة أي تدخل مباشر ستكون باهظة.
في موازاة ذلك، تواجه إيران ثلاث جبهات داخلية وخارجية مترابطة: الصراع الساخن مع إسرائيل، الذي انتقل من مرحلة الحرب السيبرانية والاغتيالات النوعية إلى التصعيد الجوي المباشر؛ وحرب خفية ضد خلايا التجسس والعملاء داخل البلاد، إذ تشنّ طهران حملات واسعة لتعقّب عملاء الموساد الإسرائيلي، وتحبط عمليات اختراق أمنية حساسة؛ وانكشاف الجبهة الإقليمية لإيران، بعد أن أصبحت أدواتها التقليدية في المنطقة، مثل حزب الله والنظام السوري والحوثيين، إما مشغولة بأزماتها أو منهكة عسكريًا، ما قلّص من قدرة طهران على استخدام وكلائها كخط دفاع متقدم. في هذا السياق، قد تجد طهران أن الحل الوحيد لتعديل ميزان الردع هو تسريع إنتاج القنبلة النووية، ووضعها على الطاولة كورقة تفاوض، لا للاستخدام المباشر بل كأداة سياسية. وإذا ما أُدير هذا التصعيد النووي بحنكة، فإن إيران – رغم كل الخسائر – قد تخرج من المعركة منتصرة استراتيجيًا، أو على الأقل بموطئ قدم أقوى في أي تسوية دولية مقبلة.
الاعتداء الإسرائيلي لم يأتِ من فراغ. فإلى جانب ما سبق، كانت فرنسا تنسّق اجتماعًا أمميًا مهمًا لبحث الاعتراف الرسمي بقيام دولة فلسطينية، وهو ما اعتبره نتنياهو تهديدًا مباشرًا للسردية الصهيونية. إسرائيل، التي تجد نفسها محاطة بتحديات داخلية (احتجاجات، أزمة في القضاء، استقطاب سياسي حاد)، لم تجد مخرجًا سوى تصدير الأزمة نحو الخارج، عبر خلق صدام عسكري مع إيران، يكون كافيًا لتأجيل الاستحقاقات الدولية، وتوحيد الجبهة الداخلية خلف قيادة محاصرة سياسيًا.
الرهان على أن الضربات الجوية وحدها كفيلة بإنهاء المشروع النووي الإيراني هو وهم متكرر. حتى لو تم تدمير فوردو، فإن المعرفة والخبرة لا تُقصف، والمواد النووية موزعة، وإيران قادرة على إعادة بناء ما تهدّم. كما أن محاولة إسقاط النظام الإيراني عبر ضربة مركزة – أو استهداف خامنئي – هي مغامرة خطيرة، لن تؤدي بالضرورة إلى انهيار الدولة، بل ربما إلى إنتاج سلطة أشد تطرفًا. وفي الوقت نفسه، فإن أي عمل عسكري سيؤدي – على الأرجح – إلى انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وإطلاق برنامج سري بلا قيود تفتيش دولية. عندها لن يكون أمام واشنطن وتل أبيب إلا خيار الحرب المتواصلة، أو القبول بإيران نووية، وهو السيناريو الذي لطالما خشيتاه.
غير أن المفارقة تكمن في أن إيران، وبعيدًا عن موقع الضحية، قد تكون الطرف الأكثر قدرة على توظيف هذه الأزمة لصالحها إذا أحسنت إدارتها بعقلية براغماتية صارمة. فالحرب – وإن بدت في ظاهرها ضربة موجهة ضد العمق الإيراني – قد منحت طهران فرصة نادرة لإعادة ترتيب أوراقها الأمنية والسياسية والنووية. فالهجوم الإسرائيلي كشف لإيران شبكات تجسس كانت خامدة لسنوات، مما أتاح للأجهزة الأمنية تفكيك خلايا الموساد المزروعة في مفاصل حساسة داخل البلاد، وهو اختراق أمني كبير أعاد ترميم الثقة الداخلية في المنظومة الأمنية بعد سلسلة من الاختراقات السابقة. في الوقت ذاته، شكّلت لحظة التصعيد ذريعة مثالية لتسريع المشروع النووي تحت غطاء "الضرورة الدفاعية"، حيث أعادت إيران ترتيب أولوياتها العلمية والتقنية، وباتت أقرب من أي وقت مضى إلى لحظة إعلان نفسها "دولة عند العتبة النووية". كما أن ساحة المواجهة المفتوحة باتت فرصة لاستنزاف إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، خصوصًا مع طول أمد الحرب وتعدد جبهاتها، مما يُرهق الآلة العسكرية الإسرائيلية ويقوّض صورة "الجيش الذي لا يُقهر". بهذه الطريقة، تكون إيران قد استعادت عبر الأزمة بعضًا من توازنها الإقليمي المفقود، ونجحت في ترميم هيكلها الاستراتيجي داخليًا وخارجيًا، بل وتحولت من موقع المُستهدَف إلى لاعب يعيد صياغة شروط اللعبة الإقليمية والدولية.
الصراع الإيراني الإسرائيلي خرج من مرحلة الظل، ودخل طور المواجهة المكشوفة. ولكن الرابح لن يكون من يُطلق القنبلة الأولى، بل من يُحسن إدارة اللحظة السياسية بكل ما فيها من تعقيد وألغام. وأمام هذه الحقيقة، على الجميع أن يدركوا أن الشرق الأوسط لا يتحمّل مقامرات جديدة من نوع الحرب الكبرى.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل لترمب : لن ننتظر أسبوعين .. سنضرب فوردو بمفردنا
إسرائيل لترمب : لن ننتظر أسبوعين .. سنضرب فوردو بمفردنا

خبرني

timeمنذ 15 دقائق

  • خبرني

إسرائيل لترمب : لن ننتظر أسبوعين .. سنضرب فوردو بمفردنا

خبرني - أفاد مصدران مطلعان بأن المسؤولين الإسرائيليين أبلغوا الإدارة الأمريكية بعدم رغبتهم في انتظار المهلة التي حددها الرئيس دونالد ترمب للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وبحسب وكالة "رويترز" أشار المصدران إلى أن إسرائيل قد تتحرك منفردة قبل انتهاء المهلة، وذلك وسط استمرار الجدل داخل فريق ترمب حول مدى تدخل واشنطن. وكشف المصدران أن إسرائيل نقلت مخاوفها للمسؤولين الأمريكيين خلال اتصال هاتفي متوتر يوم الخميس، حيث أعرب المسؤولون الإسرائيليون عن عدم استعدادهم لانتظار المهلة التي أعلنها ترمب لاتخاذ قرار بالتدخل في الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، وفقا للمصدرين اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما. ووفقا لمصدر أمني، ضمت القائمة الإسرائيلية في الاتصال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير. وأوضح المصدران أن إسرائيل ترى أن لديها نافذة فرص ضيقة لضرب منشأة فوردو المحصنة تحت الجبل والتي تمثل جوهر البرنامج النووي الإيراني، علماً أن الولايات المتحدة تمتلك القنابل الاختراقية الوحيدة القادرة على استهداف الموقع. وفي سياق متصل، أفادت "رويترز" بنقل واشنطن قاذفات بي-2 إلى جزيرة غوام بالمحيط الهادئ، مما يعزز احتمالات مشاركتها مباشرة في أي هجوم. وتستطيع هذه القاذفات حمل القنبلة الأمريكية "جي بي يو-57" العالية الاختراق بوزن 30 ألف رطل والمصممة لتدمير الأهداف التحترضية على شاكلة "فوردو". كما أكد مصدر مطلع في واشنطن أن إسرائيل أبلغت الإدارة الأمريكية اعتقادها بأن مهلة الأسبوعين طويلة جدا وتتطلب تحركا أكثر إلحاحا، دون توضيح ما إذا تمت هذه المناقشة خلال الاتصال الرفيع المستوى. ووفقا للمصادر، عارض نائب الرئيس جي دي فانس خلال المكالمة التدخل المباشر للولايات المتحدة محذرا من جر البلاد إلى الحرب، بينما شارك وزير الدفاع بيت هيغسيث في المحادثة، دون إمكانية تحديد كافة المشاركين. وكانت صحيفة "جيروزاليم بوست" قد أشارت سابقا لحدوث الاتصال يوم الخميس. وأثارت احتمالات ضربة أمريكية ضد إيران انقسامات بين مؤيدي ترمب ، حيث دعا بعض أعضاء قاعدته إلى عدم التورط في حرب شرق أوسطية جديدة، بينما دافع فانس عن موقف ترمب أمام منتقديه الجمهوريين الذين يطالبون بالحياد. في المقابل، دعا جمهوريون آخرون مثل السناتور ليندسي غراهام إلى مساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النووي الإيراني. ويواجه ترمب - الذي حمل شعار عدم التورط في حروب خارجية "غبية" - حيرة بين الانضمام للهجوم الإسرائيلي أو التركيز على المسار الدبلوماسي، رغم تصاعد خطابه العدائي تجاه إيران مؤخرا. وبينما لم يستبعد نتنياهو علنا ضربة إسرائيلية منفردة ضد "فوردو" دون تفاصيل، أشارت أربعة مصادر إلى تزايد احتمالات عملية عسكرية منفردة، حيث تتفوق إسرائيل جويا على معظم الأراضي الإيرانية مما يجعل العملية ممكنة رغم مخاطرها. وأضاف مصدر أن التكاليف الباهظة للحرب تدفع إسرائيل للاستفادة من زخمها الحالي خلال الوقت المحدود. ولم يتضح ما إذا كانت العملية ستشمل قصفا أو قوات برية أو كلا الأمرين، حيث أشار مصدران إلى احتمال إلحاق أضرار جسيمة بالمنشأة بدلا من تدميرها بالكامل، بينما توقع محللون هجوما بقوات خاصة لتدميرها من الداخل. كما يدرس مخططون إسرائيليون - وفق مصدر - إسقاط ذخائر متتالية لاختراق الموقع المحصن على غرار اغتيال زعيم حزب الله حسن نصر الله العام الماضي، يليها اقتحام القوات الخاصة. ويشكك خبراء عسكريون ونوويون في امتلاك إسرائيل ذخائر قادرة على اختراق منشأة "فوردو" المحصنة دون مساعدة أمريكية، كما يعتقدون أن أي ضربة - حتى تلك المشتركة - لن تؤدي لسوى تأخير مؤقت للبرنامج الذي يخشى الغرب من توجهه لصنع قنابل ذرية رغم نفي إيران.

إسرائيل تُحذر واشنطن: قد نتحرك منفردين ضد إيران
إسرائيل تُحذر واشنطن: قد نتحرك منفردين ضد إيران

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

إسرائيل تُحذر واشنطن: قد نتحرك منفردين ضد إيران

السوسنة كشفت مصادر مطلعة أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برفضهم الانتظار لمدة أسبوعين حتى تتوصل إيران إلى اتفاق لتفكيك أجزاء محورية من برنامجها النووي. وأكدت المصادر أن الجانب الإسرائيلي لوّح بإمكانية التحرك بشكل أحادي قبل انتهاء المهلة المحددة، في ظل استمرار الانقسام داخل فريق ترامب حول ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة التدخل. وأوضحت المصادر أن المخاوف الإسرائيلية نُقلت خلال مكالمة هاتفية وُصفت بأنها اتسمت بالتوتر، جرت يوم الخميس مع مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية، مما يعكس تصاعد الضغوط والاختلاف في وجهات النظر بين الحليفين بشأن طريقة التعامل مع التهديد النووي الإيراني. وذكر المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما أن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إنهم لا يريدون الانتظار لحين انتهاء مهلة الأسبوعين التي أعلن عنها ترامب الخميس لتقرير ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في الحرب الإسرائيلية ضد إيران.وقال مصدر أمني إن قائمة الإسرائيليين الذين شاركوا في المكالمة تضمنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير.وذكر المصدران أن الإسرائيليين يعتقدون أنه لا توجد أمامهم سوى مدة زمنية محدودة لاستهداف منشأة فوردو الواقعة تحت الأرض، والتي تعد درة البرنامج النووي الإيراني.والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها قنابل خارقة للتحصينات قوية بما يكفي للوصول إلى المنشأة.وذكرت رويترز السبت أن الولايات المتحدة بدأت تنقل قاذفات (بي-2) إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي، مما يعزز احتمال مشاركتها في أي هجوم بشكل مباشر.ويمكن تجهيز القاذفة (بي-2) لحمل القنابل الأميركية (جي.بي.يو-57) زنة 30 ألف رطل المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، مثل موقع فوردو.وقال مصدر مطلع في واشنطن إن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية بأنها تعتقد أن مهلة ترامب التي تصل إلى أسبوعين طويلة للغاية، وإن هناك حاجة إلى إجراءات عاجلة.ولم يوضح المصدر ما إذا كان الإسرائيليون أشاروا إلى هذه النقطة خلال المكالمة رفيعة المستوى.ونقل المصدران عن نائب الرئيس الأميركي جيه.دي فانس قوله خلال المكالمة إنه لا ينبغي للولايات المتحدة التدخل مباشرة وألمح إلى أن الإسرائيليين سيجرّون البلاد إلى حرب.وقال مصدر أمني إن وزير الدفاع بيت هيجسيث شارك أيضا في المكالمة، ولم يتسن تحديد هوية المشاركين الآخرين في هذه المكالمة الهاتفية.

الحرب على ايران: أكثر من 400 قتيل غالبيتهم مـدنـيــون فـي هـجـمـات إسـرائـيـلـيــة مـتـواصـلـة
الحرب على ايران: أكثر من 400 قتيل غالبيتهم مـدنـيــون فـي هـجـمـات إسـرائـيـلـيــة مـتـواصـلـة

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

الحرب على ايران: أكثر من 400 قتيل غالبيتهم مـدنـيــون فـي هـجـمـات إسـرائـيـلـيــة مـتـواصـلـة

طهران - قتل أكثر من 400 شخص غالبيتهم مدنيون وأصيب أكثر من 3 آلاف آخرين، جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء الحرب على إيران في 13 حزيران/ يونيو، فيما تواصل تل أبيب هجماتها على منشآت نووية ومواقع عسكرية ومناطق أخرى ضد ما تقول إنه من أجل القضاء على البرنامجين النووي والصاروخي اللذين تعتبر أنهما يشكلان تهديدا وجوديا لها. وتسللت عدة طائرات إيرانية مسيّرة إلى إسرائيل، السبت، بينها اثنتان انفجرتا في مدينة بيت شان بمنطقة الأغوار حيث أصابت مبنى فيها ما أدى إلى اشتعال النار فيه، بينما الأخرى انفجرت في وادي عربة. وقال الجيش الإيراني إنه أطلق عشرات المسيّرات تجاه إسرائيل خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرا إلى أن غالبيتها أصابت أهدافها المحددة بدقة، فيما يعلن الجيش الإسرائيلي بشكل يومي اعتراضه مسيّرات في عدة مناطق بالجنوب والشمال والجولان السوري المحتل. وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية أن إسرائيل استهدفت أحد المواقع النووية في مدينة أصفهان، دون أن يسفر الهجوم عن أي تسرب لمواد خطرة. وأكد مصدر أمني لإذاعة الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو نفذ الليلة الماضية هجوما جديدا على المنشأة النووية في مدينة أصفهان الإيرانية. وأوضح المصدر أن المنشأة تُستخدم في عملية «إعادة تحويل اليورانيوم المخصب»، وهي عملية حيوية في البرنامج النووي الإيراني، يتم خلالها تحويل اليورانيوم المخصب إلى مادة قابلة للتركيب على صواريخ تحمل رؤوسا نووية. وأضاف المصدر الأمني أن المنشأة ذاتها كانت قد تعرّضت لهجوم سابق في الأيام الأولى من الحرب، وأن القصف الأخير استهدف مكونات إضافية داخلها. وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صباح السبت، اغتيال قائد فيلق فلسطين في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، سعيد إيزادي. وقال كاتس إن الجيش اغتال إيزادي الليلة الماضية خلال غارة على شقة في مدينة قم، وسط إيران جنوب العاصمة طهران. وأضاف أن إيزادي هو أكبر مسؤول في الحرس الثوري، وكان على علاقة بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي في قطاع غزة. وادعى أن إيزادي كان يموّل ويسلح حركتي حماس والجهاد الإسلامي لتنفيذ هجوم 7 أكتوبر 2023. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، اغتيال قائد لواء مسيرات بالحرس الثوري الإيراني. وقال متحدث إن الجيش الإسرائيلي «نفذ الجمعة غارة جوية، أسفرت عن مقتل أمين بور جوداكي، قائد اللواء الثاني للطائرات المسيرة في الحرس الثوري الإيراني»، على حد ادعائه. وذكر البيان أن جوداكي «أشرف في إطار مهام منصبه على إطلاق مئات المسيرات نحو الأراضي الاسرائيلية من منطقة أهواز، جنوب غرب إيران». وأضاف الجيش الإسرائيلي في بيانه أن الغارة التي استهدفت جوداكي جاءت بعد أيام من غارة أسفرت عن مقتل «طاهر بور، قائد مقر المسيرات في سلاح الجو التابع للحرس الثوري». وقال إنه قتل بور في غارات نفذها مع انطلاق عدوانه على إيران في 13 حزيران/ يونيو الجاري. وكالات

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store