logo
طفرة تقنية.. توقعات أدق وأسرع لمواجهة الكوارث المناخية

طفرة تقنية.. توقعات أدق وأسرع لمواجهة الكوارث المناخية

الاتحادمنذ يوم واحد

تقود شركات مثل «جوجل» و«مايكروسوفت» ثورة تقنية بتطوير نماذج تنبؤ بالذكاء الاصطناعي فائقة السرعة والدقة، يمكنها تقديم المساعدة قبل وقوع الكوارث المناخية التي ما زالت تمثل تحدياً كبيراً لهيئات الأرصاد الجوية حول العالم.
وفي ديسمبر 2024، أعلنت «جوجل» نموذجها الرائد «جين كاست»، الذي يستند إلى تحليل بيانات تاريخية لتقديم توقعات طقس دقيقة لمدة 15 يوماً، متفوقاً بنسبة 97% على المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى (ECMWF) في محاكاة لأكثر من 1300 كارثة مناخية لو كان فعالاً عام 2019. وفي الوقت نفسه، قدّم مختبر «مايكروسوفت» في أمستردام نموذج «أورورا»، الذي تفوق على سبعة مراكز حكومية في التنبؤ بمسارات الأعاصير لخمسة أيام. وفي حالة إعصار «دوكسوري» عام 2023، الذي تسبب في خسائر تجاوزت 28 مليار دولار، تنبأ «أورورا» بدقة بوصوله إلى الفلبين قبل أربعة أيام، بينما كانت التوقعات التقليدية تشير إلى اتجاهه نحو تايوان.
يقول باريس بيرديكاريس، العقل المدبر وراء «أورورا»، في تصريح لمجلة «نيتشر»: «خلال السنوات القادمة، سنعمل على تطوير أنظمة تستفيد مباشرة من بيانات الأقمار الصناعية وأجهزة الرصد لتقديم توقعات فائقة الدقة في أي مكان بالعالم». ويأتي هذا في وقت تفتقر فيه العديد من الدول إلى أنظمة تحذير موثوقة.
فيما تتطلب النماذج التقليدية ساعات من الحسابات على أجهزة كمبيوتر عملاقة تستهلك طاقة هائلة، تقدم نماذج الذكاء الاصطناعي حلاً أسرع وأكثر كفاءة. توضح لور راينو، الباحثة في هيئة «ميتيو فرانس» الفرنسية، أن هذه النماذج تعتمد على شبكات عصبية تحلل البيانات إحصائياً، مما يتيح إصدار توقعات متكررة يومياً بدقة عالية، خاصة للعواصف المدمرة التي يصعب توقعها. وتسعى «ميتيو فرانس» لتطوير توقعات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تصل دقته إلى بضع مئات من الأمتار.
بدوره، يعكف المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي خاص به، أقل تكلفة بألف مرة من النماذج التقليدية، ويُستخدم بالفعل منذ فبراير 2025 لإصدار تحذيرات مبكرة للسكان. ورغم دقته الأقل مقارنة بـ «أورورا»، فإنه يغطي مساحات شاسعة تصل إلى 30 كيلومتراً مربعاً. مع هذا التقدم المذهل، تؤكد راينو وفلورنس رابيه، مديرة المركز الأوروبي، أن الخبرة البشرية ستبقى لا غنى عنها لتقييم البيانات وحماية الأرواح والممتلكات.
(أ ف ب)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أبرز 7 مزايا جديدة أضافتها جوجل إلى المساعد الذكي Gemini
أبرز 7 مزايا جديدة أضافتها جوجل إلى المساعد الذكي Gemini

timeمنذ 3 ساعات

أبرز 7 مزايا جديدة أضافتها جوجل إلى المساعد الذكي Gemini

يتمتع مساعد جوجل الذكي Gemini بمجموعة من القدرات المتقدمة، من توليد النصوص وإنشاء الصور إلى إمكانية إجراء المحادثات المباشرة، والبحث العميق، وتحليل الملفات، ويُعد منافسًا قويًا لروبوتات الذكاء الاصطناعي الأخرى المتقدمة، مثل ChatGPT. تركز جوجل في تطوير مساعدها الذكي Gemini باستمرار، وفي مؤتمر I/O 2025 الذي عُقد قبل عدة أيام، كشفت الشركة عن مجموعة من المزايا الجديدة القادمة إلى مساعدها الذكي، وسنذكر أبرزها فيما يلي: 1- خطط اشتراك جديدة طرحت جوجل خطتين جديدتين للاشتراك في خدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها، هما: خطة Google AI Pro يبلغ سعر هذه الخطة 20 دولارًا شهريًا، وتقدم مزايا الذكاء الاصطناعي نفسها الموجودة في النسخة المجانية من Gemini، بالإضافة إلى حدود استخدام أعلى ومزايا خاصة. وتتضمن AI Pro أيضًا إصدار Gemini المتقدم المعروف باسم Gemini Advanced، وأدوات مثل NotebookLM ومحرر الفيديو الجديد Flow AI. خطة Google AI Ultra تسمح خطة AI Ultra بالوصول إلى أقوى النماذج اللغوية التي تطلقها الشركة، وتقدم حدود أعلى للاستخدام، وإمكانية الوصول المبكر إلى مزايا الذكاء الاصطناعي التجريبية، مثل: إمكانية تجربة وضع الوكيل (Agent Mode) الجديد الذي ينفذ المهام نيابةً عن المستخدم؛ إذ يمكن للمستخدم وصف طلبه، وسيتصفح الوكيل الويب، ويُجري أبحاثه الخاصة، ويتكامل مع تطبيقات جوجل الأخرى لتنفيذ مهام معقدة متعددة الخطوات. يبلغ سعر هذه الخطة 250 دولارًا شهريًا، لكن عند الاشتراك أول مرة يحصل المستخدم على خصم يبلغ 50% لأول ثلاثة أشهر. 2- تحديث وضع Gemini Live Gemini Live، هو وضع الدردشة الصوتية الذي يسمح لك بإجراء محادثات صوتية تفاعلية مع روبوت الذكاء الاصطناعي. في السابق، كان بإمكان مستخدمي أندرويد فقط مشاركة شاشة الهاتف أو التصوير عبر الكاميرا في أثناء طرح أسئلة على Gemini عبر وضع Gemini Live، وأما الآن فقد وسعت جوجل دعم هذه المزية لتشمل مستخدمي هواتف آيفون أيضًا. لتجربة ذلك، افتح تطبيق Gemini على هاتفك واضغط على أيقونة Gemini Live بجانب مربع إدخال المطالبات. تتيح لك أيقونة الكاميرا توجيه الهاتف نحو أي شيء وطرح أسئلة عنه. وأما الأيقونة الثانية فتمكنك من مشاركة شاشة جهازك ليحللها Gemini. وخلال الأسابيع المقبلة، ستدمج جوجل وضع Gemini Live مع تطبيقات جوجل الأخرى، مثل الخرائط والتقويم والمهام وتطبيق Keep. وهذا يعني أنه يمكنك أن تطلب من Gemini تحديد موعد في التقويم أو إعطائك الاتجاهات لموقعك التالي. 3- توليد الصور باستخدام نموذج Imagen 4 الجديد كان Gemini يستخدم سابقًا نموذج Imagen 3 لتوليد الصور بناءً على الأوصاف النصية. وأما الآن، فقد أصبح يعتمد على نموذج Imagen 4 الذي تقول الشركة إنه أسرع، وأكثر قدرة على عرض التفاصيل الواقعية، وأفضل في إنتاج النصوص داخل الصور. ويمكن لأي شخص الآن تجربة Imagen 4 من خلال تطبيق Gemini على الهاتف. 4- توليد مقاطع الفيديو باستخدام نموذج Veo 3 الجديد أصبح Gemini يعتمد على إصدار Veo 3 الجديد الخاص بتوليد مقاطع الفيديو، ويمكن لهذا النموذج توليد الأصوات بنفسه، ويشمل ذلك: الحوارات بين الشخصيات، والأصوات في الخلفية، والمؤثرات الصوتية. ووفقًا لجوجل، يمكن للمستخدم طلب تضمين أصوات المدينة المزدحمة أو حوارات الشخصيات من خلال الأوصاف النصية. لكن هذه المزية ستكون حصرية في الوقت الحالي لمشتركي خطة Google AI Ultra في الولايات المتحدة. 5- تحسينات في أداة Canvas توفر أداة Canvas من جوجل مساحة عمل تفاعلية وتعاونية لإنشاء الأكواد البرمجية وتصميم صفحات الويب والمحتوى المرئي، وتظهر النتائج مباشرة في أثناء العمل. وبالاعتماد على نموذج Gemini 2.5 الأحدث، أصبحت أداة Canvas أكثر ذكاءً وقوة؛ مما يمكنك الآن من إنشاء رسوم بيانية تفاعلية، واختبارات تعليمية، ومراجعات صوتية بأسلوب بودكاست بخمس وأربعين لغة. 6- إضافة Gemini إلى متصفح كروم سيبدأ Gemini بالظهور قريبًا داخل متصفح كروم المثبت على الحواسيب التي تعمل بنظام ويندوز أو macOS. وسيتمكن المستخدمون من طرح أسئلة على Gemini عن الصفحة التي يشاهدونها حاليًا. وفي المستقبل، سيكون بإمكان Gemini العمل عبر عدة علامات تبويب. هذه المزية ستكون محدودة الوصول، ومقتصرة على مشتركي خطتي Google AI Pro و Google AI Ultra داخل الولايات المتحدة، والذين يستخدمون اللغة الإنجليزية في المتصفح. 7- تحديث وضع البحث العميق (Deep Research) يعتمد وضع البحث العميق في Gemini على وكلاء ذكاء اصطناعي يمكنهم إجراء أبحاث عبر الإنترنت نيابةً عن المستخدم وتقديم النتائج في تقرير مفصل. في السابق، كان هذا الوضع يعتمد فقط على تصفح المواقع. وأما الآن، فيمكنه أيضًا تحليل ملفات PDF والصور الخاصة بالمستخدم. على سبيل المثال: يمكن لباحث في مجال التسويق تحميل ملف PDF يحتوي على بيانات مبيعات داخلية، لمقارنتها بتوجهات السوق. أو يمكن لباحث أكاديمي طلب تحليل مقالات علمية محفوظة على الجهاز.

«مايكروسوفت» و «Core42»: دور محوري للسحابة السيادية والـ «AI» بمشهد التحول الرقمي في الإمارات
«مايكروسوفت» و «Core42»: دور محوري للسحابة السيادية والـ «AI» بمشهد التحول الرقمي في الإمارات

الاتحاد

timeمنذ 4 ساعات

  • الاتحاد

«مايكروسوفت» و «Core42»: دور محوري للسحابة السيادية والـ «AI» بمشهد التحول الرقمي في الإمارات

دبي (الاتحاد) أطلقت شركة «مايكروسوفت»، بالتعاون مع «Core42»، التابعة لمجموعة «G42»، المتخصصة في الحوسبة السحابية السيادية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية، تقريراً بحثياً يُبرز كيف يمكن للمؤسسات أن تُوظّف تقنيات الذكاء الاصطناعي بطريقة تتماشى مع القوانين المحلية لحماية البيانات، وذلك من خلال حلول السحابة السيادية لـ «Core42» التي تستفيد من منصة «مايكروسوفت أزور». ويعرض التقرير عدداً من الرؤى الاستراتيجية والممارسات المتعلقة باستخدام هذه الحلول وتفعيلها بكفاءة.ويستعرض التقرير أهمية البنية السحابية السيادية بوصفها ركيزة أساسية لضمان الامتثال لقوانين السيادة الرقمية، من خلال تخزين البيانات ومعالجتها وإدارتها داخل حدود الدولة، بما ينسجم مع التشريعات المحلية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالمعلومات الحساسة مثل البيانات الشخصية، والملكية الفكرية، والمعلومات المالية. كما تعزز هذه السحب مستوى الأمان والخصوصية بفضل أنظمة تحكم مشددة وتشفير متقدم، مما يحول دون وصول الجهات غير المصرح لها، خصوصاً الأجنبية، إلى البيانات. وتطرق التقرير إلى تحول جذري في مفهوم السحابة السيادية، حيث لم تعد عائقاً أمام الابتكار، بل هي داعم له ضمن الإطار التنظيمي. واستعرضت حالات من الإمارات تُظهر كيف يمكن لتلك البنية أن تعزز من فعالية الخدمات، مثل رصد عمليات الاحتيال المالي عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز أدوات التشخيص الاستباقي في القطاع الصحي، وإتاحة حلول متقدمة لحماية البيانات الحكومية، إضافة إلى تقديم تحليلات فورية في قطاع الطاقة. ما يبرز الدور الفاعل للبنية السيادية في تعزيز كفاءة الأداء المؤسسي. وتمنح البنية السحابية السيادية المؤسسات تحكماً أكبر في عملياتها الرقمية، وتُسهم في الامتثال التنظيمي الكامل، مع الحفاظ على مستويات مرونة وكفاءة شبيهة بخدمات السّحُب التقليدية. كما تدعم البنية التحتية الرقمية الوطنية، وتشجع على الابتكار المحلي، وتقلل من الاعتماد على مزوّدي الخدمات العالميين. ويؤكد التقرير أن السحابة السيادية الحديثة تنهي المفاضلة التقليدية بين الابتكار والامتثال، إذ تسلط الضوء على حالات استخدام واقعية داخل دولة الإمارات، منها: اكتشاف الاحتيال باستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات المالية، والتشخيص الاستباقي في القطاع الصحي، وحماية بيانات المواطنين في القطاع الحكومي، وتحليلات فورية في قطاع الطاقة. وتُظهر هذه النماذج كيف يمكن للبنية التحتية السيادية أن تُحقق قيمة تحوّلية، دون المساس بالامتثال التنظيمي الكامل. كما يبرز التقرير كيف تسهم البنية السحابية السيادية في تمكين المؤسسات من خوض التحول الرقمي بثقة، بما يتماشى مع أولويات الدولة. وتتناول أيضاً استثمارات الإمارات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي والسحابة، ضمن مساعيها لتسريع المستقبل الرقمي، وعلى رأسها استراتيجية أبوظبي للتحوّل إلى أول حكومة في العالم تعمل بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2027، وتُجسد هذه التوجهات رؤية الدولة لاقتصاد رقمي يقوم على السيادة أولًا، من خلال ترسيخ مفاهيم حوكمة البيانات والامتثال التنظيمي والأمن الوطني في صلب التحول الرقمي، ما يجعل الإمارات نموذجاً عالمياً في الريادة الرقمية بعصر الذكاء الاصطناعي. وأشار التقرير إلى أن الإنفاق العالمي على حلول السحابة السيادية يُتوقّع أن يتضاعف تقريباً، من 133 مليار دولار في عام 2024 إلى 259 مليار دولار في عام 2027، ما يؤكد الحاجة الملحّة لتكامل السيادة الرقمية ضمن استراتيجيات التكنولوجيا لدى الحكومات والقطاعات حول العالم. وفي هذا السياق، أكد شريف توفيق، رئيس شؤون الشراكات الخاصة بالذكاء الاصطناعي والسحابة السيادية لدى مايكروسوفت، التزام الشركة التام بدعم رؤية دولة الإمارات في أن تكون رائدة عالمياً في التحول الرقمي، قائلاً: «تشكل السحابة السيادية من (Core42)، والمدعومة بمنصة مايكروسوفت أزور، تجسيداً لالتزامنا بتوفير حلول سحابية مبتكرة وآمنة ومتوافقة مع المتطلبات التنظيمية، تلبي احتياجات مختلف القطاعات المنظمة في الدولة، ومن خلال الاستفادة من إمكانات منصة مايكروسوفت أزور، نتيح للمؤسسات الإماراتية الاستفادة الكاملة من القدرات السحابية وإمكانات تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع تحولها الرقمي، مع ضمان سيادة البيانات وتحقيق الامتثال الكامل». ومن جانبه، أوضح «أدريان هوبز»، الرئيس التنفيذي للشؤون التكنولوجية في «Core42»، أن الشراكة مع مايكروسوفت تعكس التزاماً مشتركاً بدفع الابتكار الرقمي، قائلاً: «صمّمت (Core42) السحابة السيادية المدعومة من مايكروسوفت أزور، والتي ترتكز إلى منصة التحكم السيادي للبيانات (Insight)، لتلبية احتياجات القطاعات المنظمة في الإمارات». وأوضح أن هذه المبادرة تُمكّن الشركات من تحقيق طموحاتها الرقمية بأمان، ووفق أعلى معايير الامتثال. واختتم بالقول: «نفخر بدورنا في دعم مسيرة الدولة نحو ريادة التكنولوجيا على مستوى العالم». وجدير بالذكر أن حكومة أبوظبي قد أعلنت مؤخراً توقيع اتفاقية استراتيجية مع كل من مايكروسوفت و«Core42»، تهدف إلى تنفيذ نظام سحابي سيادي، يعزز من كفاءة الخدمات الحكومية، ويرتقي بمستويات الابتكار فيها، وتسعى الاتفاقية الممتدة لسنوات عدة إلى بناء بيئة موحدة للحوسبة السحابية، قادرة على إدارة أكثر من 11 مليون تفاعل رقمي يومياً بين الجهات الحكومية والمواطنين والمقيمين والشركات. ويؤكد هذا التعاون أن مايكروسوفت و«Core42» تواصلان التزامهما المشترك بتوفير بيئة سحابية مبتكرة، وآمنة، ومتوافقة مع المعايير المحلية، من خلال منصة «Insight» التي تمنح المؤسسات القدرة على التحكم الكامل بالبيانات في بيئة سحابية مصممة خصيصاً للقطاعات المنظمة في دولة الإمارات.

«كولوبا».. خبز تركي مقاوم للجفاف من رماد التاريخ (صور)
«كولوبا».. خبز تركي مقاوم للجفاف من رماد التاريخ (صور)

العين الإخبارية

timeمنذ 4 ساعات

  • العين الإخبارية

«كولوبا».. خبز تركي مقاوم للجفاف من رماد التاريخ (صور)

تم تحديثه الثلاثاء 2025/5/27 07:27 م بتوقيت أبوظبي اكتشف علماء آثار خبزاً عمره 5 آلاف عام في تركيا، حيث أصبح يُنتَج مجدداً، مما أثار الاهتمام بزراعة أنواع قمح قديمة أكثر ملاءمة للجفاف. وقال عالم الآثار ومدير حفريات كولوبا الواقعة على بعد 35 كيلومتراً من مدينة إسكيشهير (وسط تركيا) مراد توركتيكي "هذا أقدم خبز مخمر ومخبوز اكتُشِف خلال عملية تنقيب عن الآثار، وبقي شكله إلى حد كبير على ما هو عليه". وأوضح لوكالة "فرانس برس" خلال حديث عن الاكتشاف الذي أُعلن عنه الأسبوع الفائت أن "العثور على خبز خلال التنقيب نادر. فعادةً، لا نجد سوى الفتات. لكن هنا، بقي الخبز محفوظاً بعد حرقه ودفنه". ويعود إلى سبتمبر/أيلول 2024 اكتشاف خبز كولوبا، وهو دائري ومسطح مثل الفطيرة ويبلغ قطره 12 سنتيمتراً، وكان متفحماً ومدفوناً تحت عتبة مسكن بني في العصر البرونزي، قرابة العام 3300 قبل الميلاد. ونُزعت قطعة من رغيف الخبز قبل حرقه ثم دفنه أثناء بناء المنزل. ولاحظ توركتيكي أن ذلك "يذكّر بطقوس الوفرة". تأثرنا كثيراً بهذا الاكتشاف ولا يزال الغموض يكتنف إلى حد كبير الحضارة الأناضولية في كولوبا، نظراً إلى عدم تَوافُر أية آثار مكتوبة توضحها، وينطبق ذلك على عادات سكانها في دفن منازلهم قبل الانتقال إلى مكان آخر أو بناء مساكن جديدة على الهياكل القديمة، وبالتالي تشكيل تلال. خلال العصر البرونزي، عاش الحثيون، وهم شعب من الأناضول سبق الحيثيين، في منطقة إسكيشهير. وشرح عالم الآثار دنيز ساري أن "كولوبا كانت مستوطنة حضرية متوسطة الحجم، ازدهرت فيها أنشطة التجارة والحرف والزراعة والتعدين، ومن الواضح أن نظاماً عائلياً واجتماعياً كان يسود فيها". وأظهرت التحاليل أن رغيف الخبز صُنِع من دقيق النشا المطحون خشناً، وهو نوع قديم من القمح، ومن بذور العدس، مع استخدام أوراق نبات غير محدد الهوية حتى الآن كخميرة. ويُعرض رغيف الخبز المحروق منذ الأربعاء في متحف إسكيشهير للآثار. وقالت رئيسة بلدية إسكيشهير عائشة أونلوجيه "لقد تأثرنا كثيراً بهذا الاكتشاف. أثناء حديثي مع مدير الحفريات، تساءلتُ إذا كان بإمكاننا إعادة إنتاج هذا الخبز". وللوصول إلى أقرب ما يمكن من الوصفة الأصلية، ارتأت البلدية، بعد تحليل الخبز الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، استخدام قمح كافيلجا، وهو نوع قديم أيضاً مشابه للبرغل والعدس، نظراً إلى أن النشا القديم لم يعد موجوداً في تركيا. مقاوم للجفاف في "هالك إكمك" ("خبز الشعب" بالتركية)، وهو مخبز شعبي يقدم خبزا زهيد الثمن، كان الموظفون يعدّون يدويا 300 رغيف من خبز كولوبا يومياً على مدار الأسبوع الفائت. وقالت مديرة "هالك إكمك" سراب غولر إن "الجمع بين دقيق القمح التقليدي والعدس والبرغل يؤدي إلى خبز غني ويحقق الشبع، منخفض الغلوتين وخالٍ من المواد الحافظة". ولم تمض ساعات حتى نفدت الدفعة الأولى من أرغفة خبز كولوبا التي يزن الواحد منها 300 غرام ويباع بسعر 50 ليرة تركية (نحو دولار و27 سنتاً). وقالت سوزان كورو التي كانت بين الزبائن "عجّلتُ في الشراء مخافة ألا يبقى أي رغيف. لدي فضول لمعرفة مذاق هذا الخبز القديم". وعلّقت رئيسة بلدية إسكيشهير عائشة أونلوجيه قائلةً "لقد حفظت هذه الأرض رغيف الخبز هذا خمسة آلاف عام، ومنحتنا هذه الهدية. ومن واجبنا حماية هذا الإرث ونقله إلى الأجيال المقبلة". وتعاني محافظة إسكيشهير من الجفاف راهنا، بعدما كانت في ما مضى غنية بالكثير من مصادر المياه. وأضافت رئيسة البلدية التي تسعى إلى إحياء زراعة قمح كافيلكا في منطقتها، وهو قمح مقاوم للجفاف والأمراض "نواجه أزمة مناخية، لكننا ما زلنا نزرع الذرة وعباد الشمس اللذين يتطلبان كميات كبيرة من المياه. أسلافنا يُلقّنوننا درسا. علينا أن نتجه مثلهم نحو محاصيل أقل استهلاكا للمياه". ورأت أن ثمة "حاجة إلى سياسات عامة قوية جداً في شأن هذه القضية"، مشددةً على أن "زراعة القمح القديم ستكون خطوة رمزية إلى الأمام في هذا الاتجاه". aXA6IDgyLjI2LjI0My4yMjUg جزيرة ام اند امز GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store