
استنفار أمني تجاه حركة الإخوان بفرنسا
صالح أبو مسلم
صالح أبو مسلم
كانت البلدان الغربية تتعاطف مع حركة الإخوان أثناء ثورات الربيع العربي، وشمل هذا التعاطف سكوت السلطات الأمنية في بلدان أوروبية منها فرنسا على احتجاجات وتظاهرات حركة الإخوان المسلمين في فرنسا، والتي كانت تؤازر مثيلاتها في بلدان الربيع العربي، ومنها مصر التي انكوت بنار تلك الجماعة الإرهابية، والإسلام السياسي والتكفيري الذي كانت تتبناه تلك الجماعة، وعلى الرغم من تحذيرات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأمريكا والدول الغربية بعدم تعاطفها مع قيادات تلك الجماعة في الداخل والخارج، إلا أنهم كانوا يواصلون الدعم مع اتهام مصر والبلدان العربية بانتهاك حرية الرأي والتعبير، الديموقراطية، وحقوق الإنسان، وها هي تلك الدول ينكشف لها المستور، وتنكوي بنار تلك الجماعة وأنشطتها التي وصلت إلى حد تجنيد الأوروبيين إلى سوريا والعراق وغيرها، وعلى رأس تلك الدول فرنسا التي استفاقت مؤخراً لمواجهة خطر نشاط جماعة الإخوان في فرنسا، وفي إطار مكافحة فرنسا لما يسمى بالانعزالية الإسلامية، وخطرها على قيم العلمانية الفرنسية، وقيم الجمهوري الفرنسية، بل وفي إطار الخوف على الهوية والتعددية والنسيج الوطني الفرسي، اجتمع رئيس الجمهورية الفرنسي "ايمانويل ماكرون" داخل مجلس أمني مع حكومته وقيادات حزبية وفكرية، وذلك لمواجهة خطورة انتشار الفكر الإخواني المتشدد والمتطرف، وطموحاته السياسية وخطورته على فرنسا وعلى أوروبا، وقد جاء هذا الاجتماع بناء على تعزيزات أمنية واستخباراتية تفيد بإمكانية تعرض فرنسا لعمليات إرهابية وتخريبية مع انتشار لفكر الإخوان وأنشطته اللا محدودة في بعض المساجد والمدارس والملاعب الرياضية وبعض الجمعيات الخيرية، ومحلات المأكولات والأطعمة، وغيرها من الأماكن التي تستقطب في مجملها الشباب الذي يعاني من مشاكل اجتماعية وخدمية والقصر والعازفين عن التعليم، والعمل على تقويد القيم العلمانية الفرنسية، واستخدام أيديولوجية معينة تعمل على تغيير فكر هؤلاء الشباب وغيرهم تحت اسم الدين، وتحت شعار إقامة دولة الخلافة الإسلامية في أوروبا.
وقد انتهى الاجتماع الأمني باتخاذ إجراءات صارمة تجاه توجهات جماعة الإخوان، ومنها فرض رقابة مشددة على المدارس والجمعيات الخيرية وغيرها لمنع التمويل الأجنبي والتحقق من أنشطة المشاريع الإخوانية المشتبه بها، ومن ثمّ غلق بعض تلك المؤسسات التي تروج للكراهية والتشدد واختراق النسيج الوطني الفرنسي، ومنها منع فرنسا ارتداء الحجاب تحت سن 15 عامًا في الأماكن العامة، وبأن تواصل فرنسا روابطها ودعمها للمساجد والإسلام الروحي من خلال فرض ميثاق الجمهورية الفرنسية على المساجد والهيئات الإسلامية، والتواصل الأمني والثقافي مع تلك الجهات، وبالمقابل فإن تلك الإجراءات قد أثارت حفيظة الكثير من قيادات الأحزاب المعارضة بفرنسا التي اتهمت الحكومة اليمينية بإشغال الرأي العام بتلك القضية مع عجزها وفشلها في إدارة الدولة، والتسبب في نشر روح العداء والكراهية للجالية الإسلامية التي تتعرض للعنف والإرهاب والعنصرية من جانب اليمين المتطرف، أما رئيس مسجد باريس الكبير "شمس حافظ" فقد حذر باسم الجالية الإسلامية، وباسم أئمة المساجد بفرنسا من توظيف بعض من قيادات الأحزاب اليمينية المتطرفة تلك الشعارات لأغراض سياسية وانتخابية، واتباع سياسة الكيل بمكيالين للخلط بين الإسلام الروحي المنضبط وبين الأيديولوجية التي تتبعها جماعة الإخوان، والتي تستخدم الدين لأغراض سياسية وتكفيرية، وبالتالي التسبب في وصم الجالية الإسلامية الكبيرة بفرنسا بسبب أنشطة جماعة الإخوان، كما دعا عميد مسجد باريس السلطات الفرنسية إلى التحلي بالوعي والتماسك الوطني بسبب تداعيات التقرير، ومصرحًا بأن تاريخ ودور المسجد في فرنسا سيظل هادفًا ومدافعًا ومعبرًا عن رؤية الإسلام ومبادئه وقيمه السمحة التي تتوافق نصًّا وروحًا مع مبادئ وقيم الجمهورية الفرنسية، ومن ثمّ رفض الجالية الإسلامية بفرنسا توظيف الإسلام لأغراض سياسية، وتكفيرية تهدف إلى شق الاصطفاف الوطني بفرنسا، أي برفض الجالية الإسلامية لأفكار تلك الجماعة وأنشطتها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 21 دقائق
- بوابة الأهرام
بالتنسيق مع الأزهر الشريف.. تضامن الإسماعيلية ينظم قوافل دعوية لمكلفي الخدمة العامة
الإسماعيلية - خالد لطفي تواصل مديرية التضامن الاجتماعي بالإسماعيلية، تنظيم الندوات التوعوية لمكلفي الخدمة العامة، وذلك في إطار توجيهات اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، وبالتنسيق مع الأزهر الشريف. موضوعات مقترحة وأكدت مها الحفناوي وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالإسماعيلية، أن الندوة تناولت عدة موضوعات مهمة أبرزها: نشر الفكر الوسطي، والتصدي للفكر المتطرف، وتعزيز قيم المشاركة المجتمعية، والحفاظ على البيئة، إلى جانب كيفية التعامل الواعي مع وسائل التواصل الاجتماعي ومواجهة الشائعات والأفكار الهدامة. مضيفة، أن القوافل الدعوية بدأت أعمالها بالمحافظة أمس السبت ٢٤ مايو، وتستمر حتى ٣١ مايو، حيث تشمل زيارات ميدانية لعدد من الجهات التابعة للتضامن الاجتماعي؛ لنشر الوعي الصحيح، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الانتماء الوطني، وتسليط الضوء على جهود الدولة في مختلف القطاعات، مع التأكيد على حرص الإسلام على صحة الإنسان وكرامته. ومن المقرر أن تشمل القافلة زيارات لعدد من الدور والمراكز الاجتماعية مثل مديرية التضامن، ودار المسنين، ودار رعاية الأحداث، والشؤون الاجتماعية، وتنمية المجتمع بأبو آدم، ودار الرحمة للبنين. قوافل دعوية لمكلفي الخدمة العامة قوافل دعوية لمكلفي الخدمة العامة قوافل دعوية لمكلفي الخدمة العامة


الدستور
منذ 23 دقائق
- الدستور
كيف تتعامل الدولة مع التحديات الخارجية؟.. كاتب صحفي يوضح
قال الدكتور وجدي زين الدين الكاتب الصحفي، إن التحديات الخارجية لم تمنع مصر من الاستمرار في مسيرة التنمية، مؤكدًا أن مصر مهتمة ببرنامج ومشروع وطني شامل في مختلف المجالات، مستشهدًا بافتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي لمشروع مدينة "مستقبل مصر" ضمن مشروع "الدلتا الجديدة"، مؤكدًا أن المشروع بالغ الأهمية ويستهدف تحقيق الأمن الغذائي باعتباره أمنًا قوميًا. وأضاف، خلال حواره ببرنامج 'الحياة اليوم'، والمذاع عبر فضائية 'الحياة'، أن مشروع "الدلتا الجديدة" سيغطي زراعة 2.2 مليون فدان، وهي مساحة تعادل تقريبًا مساحة دلتا النيل القديمة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية لا تهمل الملف الداخلي رغم الضغوط الخارجية. الدولة تتعامل مع التحديات برؤية استراتيجية شاملة وأكد أن هذا المشروع لا يتعلق فقط بالزراعة والاكتفاء الذاتي، بل يتضمن أيضًا إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، وخروجًا من الوادي الضيق، إلى جانب إقامة مشروعات صناعية حول هذه المناطق، مشيرًا إلى أن الدولة مهدت لذلك بشبكة طرق كبرى من بينها محور الشيخ زايد، ما يؤكد أن الدولة تتعامل مع التحديات برؤية استراتيجية شاملة.


بلدنا اليوم
منذ 36 دقائق
- بلدنا اليوم
أوقاف كفر الشيخ تعقد ندوة توعوية عن «آداب مناسك الحج» بالحامول
نظّمت إدارة أوقاف الحامول غرب بمحافظة كفر الشيخ ندوة دينية موسّعة تحت عنوان: "فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج"، وذلك مساء أمس بمسجد تل منصور بقرية قلينى. يأتي ذلك في إطار اهتمام مديرية أوقاف كفر الشيخ بتعزيز الوعي الديني الصحيح ونشر تعاليم الإسلام السمحة. جاء تنظيم الندوة تحت رعاية الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبناءً على توجيهات الشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني بالوزارة، ومتابعة دقيقة من فضيلة الشيخ معين رمضان وكيل وزارة الأوقاف بكفر الشيخ. الندوة في إطار سلسلة من الفعاليات التوعوية التي تطلقها الوزارة قبيل موسم الحج، لتبيان الآداب والضوابط الشرعية لهذه الشعيرة العظيمة، وتأكيدًا على أهمية الخطاب الديني الوسطي المستنير الذي يعكس روح الإسلام الحقيقية. وشارك في الندوة عدد من قيادات الدعوة البارزين، حيث قدّم الدكتور عبد القادر سليم، مدير إدارة الدعوة مداخلة تناول فيها المعاني السامية التي تضمنتها الآية الكريمة، مشددًا على ضرورة التزام الحاج بالخلق القويم خلال أدائه للمناسك، باعتبار الحج محطة تهذيب روحي وأخلاقي. وتحدث أيضًا الشيخ صبحي أبو زامل، مدير إدارة أوقاف الحامول غرب، مؤكدًا أن الامتناع عن الرفث والفسوق والجدال هو أحد أهم مقاصد الحج، ويجسد رسالة الإسلام في السمو الأخلاقي والانضباط السلوكي. أما الشيخ ماهر مبروك، إمام المسجد، فقد تناول الجوانب الفقهية المتعلقة بالحج، موضحًا فضل هذه العبادة وأثرها في حياة المسلم. وافتُتحت الندوة بتلاوة مباركة من الشيخ السيد محمود الذي أبدع في تلاوة آيات من الذكر الحكيم، وأُختتمت بابتهالات روحانية قدّمها الشيخ محمد عبد الرازق، أضفت أجواء إيمانية خاصة على الحضور. سادت الندوة أجواء من الروحانية والفرح بقدوم موسم الحج، ورفع الحضور أكف الضراعة إلى الله داعين لمصر بالأمن والاستقرار والرخاء، في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، معبرين عن فخرهم بالجهود الدعوية والتنويرية التي تبذلها وزارة الأوقاف في مختلف ربوع البلاد.