logo
إسقاط النظام الإيراني رهن بطول أمد الحرب...من البديل المُرضى عنه؟

إسقاط النظام الإيراني رهن بطول أمد الحرب...من البديل المُرضى عنه؟

المركزيةمنذ 6 ساعات

المركزية - منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية-الإيرانية ارتسم السؤال الوجودي الأكثر إلحاحاً، كيف ستنتهي هذه الحرب وهل الهدف منها القضاء على البرنامج النووي ومنشآت تخصيب اليورانيوم في طهران أم إسقاط النظام بعدما بدأت ترتسم خارطة الشرق ألاوسط الجديدة بعيدا من الأنظمة المتشددة؟ وإلى أي مدى هناك قدرة لدى إسرائيل التي تخوض وحدها تلك الحرب الوجودية على إسقاط النظام الإيراني وهل تذهب إيران إلى رفع الراية البيضاء بعدما قضت إسرائيل على كل برنامج دفاعاتها الجوية وباتت طائراتها تسيطر على سماء طهران؟
واللافت أن منذ اندلاع الحرب لم تُنشر عبر القنوات الإيرانية الرسمية سوى حصيلة القتلى من كبار مسؤولي الحرس الثوري الإيراني وعدد من العلماء النوويين مع بيانات مجتزأة حول استهداف المنشآت العسكرية والنووية، وأرقام متفرقة عن القتلى والجرحى أعلنها بعض المحافظين، أو نوابهم، أو في بعض الأحيان مسؤولو الهلال الأحمر في المدن.وكثيرًا ما يحاول المسؤولون الإيرانيون عرض الحقائق بالطريقة التي يرونها "صائبة" لمنع ما يسمونه "اضطرابات" و"حربًا نفسية" و"إثارة البلبلة"، ولذلك نسمع باستمرار عبارات مثل "الأضرار طفيفة"، و"المدن آمنة"، و"لقد لقّنا العدو الآن درساً قاسياً". لكن، هل المدن فعلاً آمنة؟ وهل جرى حقاً تلقين "العدو" درساً قاسياً؟ وهل بدأت بداية نهاية النظام الإيراني ترتسم أم ستكون مجرد عملية تقليم أظافر؟
"إسقاط النظام الإيراني نتيجة الحرب مع إسرائيل أمر ممكن نظريًا، لكنه غير مرجّح عمليًا على المدى القريب" تقول مصادر جيوسياسية لـ"المركزية" وتضيف" في حال تطورت هذه الحرب إلى مواجهة شاملة، وترافقت مع انتفاضة شعبية داخلية قوية أو في حال حصل تغيير مفاجئ في الموقف الدولي، آنذاك يمكن ترجيح نظرية إسقاط النظام الإيراني لكن المرجّح أكثر هو أن هذه الحرب، مهما اشتدت، ستؤدي إلى تقليم أظافر إيران إقليميًا لا إسقاط النظام كليًا. وقد أظهر الإيراني مرونة وقدرة على البقاء على رغم الضغوط ومحاولات الإنقلاب التي انتهت باعتقال المتمردين وقادة المعارضة داخل إيران وزجهم في السجون أو تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم".
صحيح أن كثيرًا من دول العالم تتجه نحو أنظمة أكثر اعتدالًا، سواء في ما يتعلق بحقوق الإنسان، أو الحريات الشخصية، أو السياسات الخارجية الأقل عدوانية، وهذا التحول ناتج من ضغط شعبي داخلي، وتشابك الاقتصاد العالمي، و هيمنة خطاب حقوق الإنسان والديمقراطية في النظام الدولي، لكن الأهم هل تريد الدول إسقاط النظام الإيراني وفرض الأكثر اعتدالاً، وهل يملك المجتمع الدولي الحق القانوني في فرض نموذج سياسي معين، علماً أن هذا لا يحصل إلا في حالات قصوى مثل الإبادة الجماعية أو الاحتلال.
الباحث السياسي عباس هدلا يطرح جملة أسئلة قبل الوصول إلى الهدف من هذه الحرب التي يذهب البعض إلى تحديدها بإسقاط النظام الإيراني ويقول لـ"المركزية"، "الفكرة الأساسية التي يجب أن ننطلق منها هي أن إسرائيل بادرت بهذه الحرب وكانت تعلم أنها ستكون مكلفة بدليل أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قال عند بدء الهجمات الإيرانية على تل أبيب بالصواريخ الباليستية"ستأتي أيام صعبة علينا". والسؤال الذي يطرح، هل ثمة ضوء أميركي أو تنسيق أميركي-أوروبي- إسرائيلي في هذه الحرب؟".
حتى الآن لا وجود لأي دعم مباشر من أميركا، وإسرائيل تخوض الحرب وحدها فهل تكون أميركا على ثقة تامة بأن إسرائيل قادرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني وحدها؟ واللافت، يضيف هدلا أن " لماذا لا تبادر الدول إلى القضاء كليا على البرنامج النووي بعدما تمكنت إسرائيل من تدمير منشآت الدفاعات الجوية في إيران وباتت تتحكّم بالمجال الجوي الإيراني ؟ وهل إن هدف إسرائيل تدمير البرنامج النووي ومنشآت الصواريخ البعيدة المدى أم هناك اتفاق أميركي-إيراني-إسرائيلي تحت الطاولة ويصار إلى تظهيره تحت النار؟".
على الصعيد العسكري أظهر النظام الإيراني ضعف دفاعاته الجوية "وبالتالي فإن إسقاط النظام الإيراني ليس بالصعب لكن هل هناك رغبة في ذلك، أم أن هناك حاجة ملحة لإبقاء نظام متشدد سني أو شيعي في الشرق الأوسط؟".
من السيناريوهات المطروحة حول إمكانية أن تكون خواتيم الحرب الإسرائيلية -الإيرانية إسقاط النظام، حصول انفجار شعبي واسع النطاق يقود إلى سقوط النظام أو إضعافه بدرجة تجبره على التفاوض على دستور أو نظام جديد، وهذا يشبه ما حدث في أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. أما العوامل المساعدة فتتمثل بانفجار اقتصادي وانهيار العملة، وحصول انشقاقات داخل الجيش أو الحرس الثوري. والسيناريو الثاني هو دخول إيران في حرب شاملة ومباشرة مع أميركا وإسرائيل معا تؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة وسقوط النظام كما حدث في العراق عام 2003، والقيام بهجمات خارجية مركزة على القيادة والجيش، بالتزامن مع انتفاضة داخلية .
وفي هذا السياق، يوضح هدلا أن "الضربات التي تتلقاها إسرائيل اليوم موجعة ولا أحد يعلم مدى قدرتها على التحمل وقد تستمر الحرب لسنة وأكثر كما حصل في حرب غزة والجنوب، وقد تتطور الأمور وصولا إلى إسقاط النظام. لكن الضربة الأخيرة في نهاية المطاف هي لإسرائيل لأنها تملك القنبلة النووية. فهل تفعلها إسرائيل؟
ويختم: " الواضح أن النظام الإيراني أضحى غير مؤاتٍ لسياسات الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأميركية وكما هو ظاهر للعيان فإن الأنظمة غير قابلة للسقوط، إلا إذا أضحت غير ملائمة لسياسات الدول الغربية . فهل يسقط النظام الإيراني أم يقتصر الهدف على تقليم أظافره؟ وهل البديل المرضى عنه موجود؟
الأجوبة ترتبط بتطور الحرب فإذا ما استمرت لأسابيع معدودة ، هذا يعني أن أمورا ستتغير بعد فترة وجيزة ويجلس الأعداء إلى طاول مفاوضات. أما إذا طال أمد الحرب فالنهاية ستكون بإسقاط النظام ليوائم الشرق الأوسط الجديد ".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديفيد هيل: لا فكرة لدي عن معارضة ترامب لاغتيال خامنئي وإذا أطلق حزب الله صواريخ سترد إسرائيل بقصف لبنان
ديفيد هيل: لا فكرة لدي عن معارضة ترامب لاغتيال خامنئي وإذا أطلق حزب الله صواريخ سترد إسرائيل بقصف لبنان

صيدا أون لاين

timeمنذ 14 دقائق

  • صيدا أون لاين

ديفيد هيل: لا فكرة لدي عن معارضة ترامب لاغتيال خامنئي وإذا أطلق حزب الله صواريخ سترد إسرائيل بقصف لبنان

أشار السفير الأميركي السابق ​ديفيد هيل​، في حديث لـ"الجديد"، الى أنه "لا مصلحة لواشنطن في خوض الحرب حالياً ولا أظن أن الإيرانيين سيواصلون دعم نظامهم، ولا فكرة لدي عن معارضة ترامب لاغتيال خامنئي ولا يمكنني تأكيد ذلك". وذكر هيل، أن "هدف نتانياهو تدمير البرنامج النووي، وترامب لا يريد التدخل في الحرب حتى الآن لكن استهداف القوات الأميركية أو تخصيب اليورانيوم قد يدفعاه إلى ذلك". وأضاف "إذا أطلق حزب الله صواريخ سترد إسرائيل بقصف لبنان".

كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟
كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟

الديار

timeمنذ 41 دقائق

  • الديار

كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بالعين المجردة صورة بنيامين نتنياهو في وجه دونالد ترامب، وصورة دونالد ترامب في وجه بنيامين نتنياهو. لا التباس البتة في الرؤية، وقد لاحظنا الى أي مدى بلغ التماهي الايديولوجي والتماهي الاستراتيجي، بين الولايات المتحدة و"اسرائيل" ليبقى السؤال من هو فوهرر القرن بين الاثنين؟ مثلما سقط زعيم الرايخ الثالث على أبواب موسكو، هل يسقط زعيم "الليكود" على أبواب طهران، والا لكان علينا أن ننتظر أي شرق أوسط اذا انتصرت "اسرائيل". الاجابة لدى نائب رئيس الحكومة طارق متري بالنظرة العقلانية للاحتمالات. لا شك في وجود اختلال هائل في موازين القوى، ان على الصعيد العسكري أو على الصعيد الاستخباراتي. لا دولة في العالم تقف الى جانب ايران، ولا أي قوة حليفة، بعدما تم لنتنياهو الاحتواء الدموي لهذه القوى، وبعدما قدم بنيامين نتنياهو سورية هدية للرجل الذي دمر حتى أحذية الجنود في الجيش السوري، ليعتمد النظام الجديد في أمنه الاستراتيجي، على ذلك الكوكتيل العجيب من الفصائل، بالقادة الذين اشترتهم جهات خارجية شتى، بما في ذلك "اسرائيل". أجل "اسرائيل" في قلب المؤسسة العسكرية السورية، مثلما هي في قلب المؤسسة السياسية السورية، مع ما لذلك من تداعيات خطرة تهدد مناطق لبنانية بعينها، وطوائف لبنانية بعينها، بل وتهدد لبنان كله اذا أخذنا بالاعتبار كيف ينظر أصحاب العيون الصفراء للبنان. ومع ثقتنا المطلقة بالطريقة التي يتعامل بها رئيس الجمهورية جوزف عون مع مسألة نزع سلاح حزب الله، نقول لكل من يضغط للاسراع في العملية، أن هناك بين قادة الفصائل في سورية مَن يرى أن الأجواء مثالية للدخول الى لبنان، لتكتمل الحلقة الأولى من الولاية، ما دامت "اسرائيل" تلاحق قيادات وعناصر الحزب فردًا فرداً، وما دام الجيش اللبناني منشغلا في مهماته المعقدة على الجبهة الجنوبية، بما تنطوي عليه أيضا من احتمالات خطرة، خصوصا اذا اكتشف نتنياهو أن حربه ضد ايران تحولت الى الدوران داخل حلقة مقفلة. لا نتصور أن القيادة الايرانية (مع تأكيدنا أن القيادات الجديدة التي حلت محل القيادات التي اغتالتها "اسرائيل" أكثر تشدداً) يمكن لها في حال من الأحوال أن تستسلم، كما لا نتصور أن باستطاعة "اسرائيل" المضي لأشهر وربما لسنوات في تلك الحرب المكلفة، وعلى نحو كارثي. وهذا ما يخطط له الايرانيون الذين بدؤوا ينفذون استراتيجية الضربات البطيئة والنوعية، بعدما تمكنوا من استيعاب الضربات الأولى. لم نفاجأ بالاختراقات الاستخباراتية "الاسرائيلية" المروعة للجمهورية الاسلامية. وكنا قد لاحظنا مثل ذلك الخلل في أداء الأجهزة الاستخباراتية السورية، بتعددها وبهلهلتها، حين تركزت نشاطاتها في حماية النظام لا الدولة. سحق ومحق أي صوت معترض. هكذا تم تدجين الشعب السوري، لتتحول البلاد في لحظة ما، الى مسرح مفتوح إن للعبة الأمم أو للعبة القاتل، لتسقط أخيرا في قبضة السلطان العثماني. السلطان الذي ما زال يحلم بصفقة تاريخية مع نتنياهو، دون أن يدري أو دون أن يدرك ما يجول في رؤوس "الحاخامات"، وفي رؤوس "الجنرالات"، اذا تمكنوا من تقويض النظام الايراني وتفكيك الدولة الايرانية. تقويض النظام التركي وتفكيك الدولة التركية، بعدما لوحظ صدور أبحاث عن "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، والتابع "للوبي اليهودي"، حول القوة العسكرية التركية، وكذلك التكنولوجيا العسكرية التركية. الأميركيون يريدون للرئيس التركي أن يكون الأداة في يد "اسرائيل" لا الشريك لها. هكذا ينظرون أيضا الى الذين يهللون لها الآن، ويكادون يرقصون في الطرقات في لبنان أو غيره، ابتهاجا بضرب الدولة العدو ايران. يا لبهاء العاهل الأردني، سليل تلك العائلة ذات التراث الفذ بالولاء للقوى الغربية، وهو يفاخر بحماية "اسرائيل" من الصواريخ الايرانية، دون أن يأبه لمن حذره من "استراتيجية العقرب"، وحيث ازالة الدولة الأردنية لحساب الدولة الفلسطينية، اذا تذكرتم طرح ييغال آلون... كنا قد دعونا الايرانيين الى الخروج من ديبلوماسية حائكي السجاد الى ديبلوماسية بائعي السجاد. لكن الثابت أن استراتيجية حائكي السجاد ناجعة وفاعلة في المشهد العسكري. إشغال "اسرائيل" بالصواريخ النوعية وبأعداد محدودة. هكذا تبقى الدولة مشلولة، والى حد تحذير بعض الخبراء الماليين (وكما فعل جوزف ستغليتز حين تنبأ بالهزة المالية في أميركا عام 2008، بسبب تكلفة الحرب في أفغانستان والعراق) من حدوث هزة مالية قاتلة. وحتى عسكريًا الى متى يمكن لمخزون القنابل أن يكفي، حتى بالرغم من الامدادات الأميركية التي لا بد أن تكون لها حدود معينة. هنا ليس الشريط الشائك الذي يفصل بين "اسرائيل" وغزة، أو بين "اسرائيل" ولبنان، هناك مسافة نحو 2000 كيلومتر، وفي اتجاه أهداف موزعة على مساحة 1.648.195 كيلومتر مربع. الحسابات شديدة التعقيد، والاحتمالات شديدة التعقيد. اذا تمكن الايرانيون من الصمود، لا بد أن تكون نهاية الفوهرر "الاسرائيلي" أسوأ من نهاية الفوهرر الألماني، الذي اعتمد وبشكل مطلق على امكاناته الذاتية، لا على الامدادات الخارجية التي حملت جدعون ليفي على الكتابة في "هاآرتس" :"لولا أميركا لقاتلنا الفلسطينيين بالعصي والحجارة". ولكن ألا يعتبر دونالد ترامب أن حرب "اسرائيل" هي حرب أميركا. "فوكس نيوز "قالت "من رحم الحروب الكبرى تولد الصفقات الكبرى"!!

ديفيد هيل لـ الجديد: ترامب لا يريد التدخل في الحرب حتى الآن لكن استهداف القوات الأميركية أو تخصيب اليورانيوم قد يدفعاه إلى ذلك
ديفيد هيل لـ الجديد: ترامب لا يريد التدخل في الحرب حتى الآن لكن استهداف القوات الأميركية أو تخصيب اليورانيوم قد يدفعاه إلى ذلك

ليبانون 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون 24

ديفيد هيل لـ الجديد: ترامب لا يريد التدخل في الحرب حتى الآن لكن استهداف القوات الأميركية أو تخصيب اليورانيوم قد يدفعاه إلى ذلك

ديفيد هيل لـ الجديد: ترامب لا يريد التدخل في الحرب حتى الآن لكن استهداف القوات الأميركية أو تخصيب اليورانيوم قد يدفعاه إلى ذلك Lebanon 24

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store