
كيف تشلّ إيران "إسرائيل"؟
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
بالعين المجردة صورة بنيامين نتنياهو في وجه دونالد ترامب، وصورة دونالد ترامب في وجه بنيامين نتنياهو. لا التباس البتة في الرؤية، وقد لاحظنا الى أي مدى بلغ التماهي الايديولوجي والتماهي الاستراتيجي، بين الولايات المتحدة و"اسرائيل" ليبقى السؤال من هو فوهرر القرن بين الاثنين؟ مثلما سقط زعيم الرايخ الثالث على أبواب موسكو، هل يسقط زعيم "الليكود" على أبواب طهران، والا لكان علينا أن ننتظر أي شرق أوسط اذا انتصرت "اسرائيل". الاجابة لدى نائب رئيس الحكومة طارق متري بالنظرة العقلانية للاحتمالات.
لا شك في وجود اختلال هائل في موازين القوى، ان على الصعيد العسكري أو على الصعيد الاستخباراتي. لا دولة في العالم تقف الى جانب ايران، ولا أي قوة حليفة، بعدما تم لنتنياهو الاحتواء الدموي لهذه القوى، وبعدما قدم بنيامين نتنياهو سورية هدية للرجل الذي دمر حتى أحذية الجنود في الجيش السوري، ليعتمد النظام الجديد في أمنه الاستراتيجي، على ذلك الكوكتيل العجيب من الفصائل، بالقادة الذين اشترتهم جهات خارجية شتى، بما في ذلك "اسرائيل".
أجل "اسرائيل" في قلب المؤسسة العسكرية السورية، مثلما هي في قلب المؤسسة السياسية السورية، مع ما لذلك من تداعيات خطرة تهدد مناطق لبنانية بعينها، وطوائف لبنانية بعينها، بل وتهدد لبنان كله اذا أخذنا بالاعتبار كيف ينظر أصحاب العيون الصفراء للبنان.
ومع ثقتنا المطلقة بالطريقة التي يتعامل بها رئيس الجمهورية جوزف عون مع مسألة نزع سلاح حزب الله، نقول لكل من يضغط للاسراع في العملية، أن هناك بين قادة الفصائل في سورية مَن يرى أن الأجواء مثالية للدخول الى لبنان، لتكتمل الحلقة الأولى من الولاية، ما دامت "اسرائيل" تلاحق قيادات وعناصر الحزب فردًا فرداً، وما دام الجيش اللبناني منشغلا في مهماته المعقدة على الجبهة الجنوبية، بما تنطوي عليه أيضا من احتمالات خطرة، خصوصا اذا اكتشف نتنياهو أن حربه ضد ايران تحولت الى الدوران داخل حلقة مقفلة.
لا نتصور أن القيادة الايرانية (مع تأكيدنا أن القيادات الجديدة التي حلت محل القيادات التي اغتالتها "اسرائيل" أكثر تشدداً) يمكن لها في حال من الأحوال أن تستسلم، كما لا نتصور أن باستطاعة "اسرائيل" المضي لأشهر وربما لسنوات في تلك الحرب المكلفة، وعلى نحو كارثي. وهذا ما يخطط له الايرانيون الذين بدؤوا ينفذون استراتيجية الضربات البطيئة والنوعية، بعدما تمكنوا من استيعاب الضربات الأولى.
لم نفاجأ بالاختراقات الاستخباراتية "الاسرائيلية" المروعة للجمهورية الاسلامية. وكنا قد لاحظنا مثل ذلك الخلل في أداء الأجهزة الاستخباراتية السورية، بتعددها وبهلهلتها، حين تركزت نشاطاتها في حماية النظام لا الدولة. سحق ومحق أي صوت معترض. هكذا تم تدجين الشعب السوري، لتتحول البلاد في لحظة ما، الى مسرح مفتوح إن للعبة الأمم أو للعبة القاتل، لتسقط أخيرا في قبضة السلطان العثماني.
السلطان الذي ما زال يحلم بصفقة تاريخية مع نتنياهو، دون أن يدري أو دون أن يدرك ما يجول في رؤوس "الحاخامات"، وفي رؤوس "الجنرالات"، اذا تمكنوا من تقويض النظام الايراني وتفكيك الدولة الايرانية. تقويض النظام التركي وتفكيك الدولة التركية، بعدما لوحظ صدور أبحاث عن "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، والتابع "للوبي اليهودي"، حول القوة العسكرية التركية، وكذلك التكنولوجيا العسكرية التركية.
الأميركيون يريدون للرئيس التركي أن يكون الأداة في يد "اسرائيل" لا الشريك لها. هكذا ينظرون أيضا الى الذين يهللون لها الآن، ويكادون يرقصون في الطرقات في لبنان أو غيره، ابتهاجا بضرب الدولة العدو ايران. يا لبهاء العاهل الأردني، سليل تلك العائلة ذات التراث الفذ بالولاء للقوى الغربية، وهو يفاخر بحماية "اسرائيل" من الصواريخ الايرانية، دون أن يأبه لمن حذره من "استراتيجية العقرب"، وحيث ازالة الدولة الأردنية لحساب الدولة الفلسطينية، اذا تذكرتم طرح ييغال آلون...
كنا قد دعونا الايرانيين الى الخروج من ديبلوماسية حائكي السجاد الى ديبلوماسية بائعي السجاد. لكن الثابت أن استراتيجية حائكي السجاد ناجعة وفاعلة في المشهد العسكري. إشغال "اسرائيل" بالصواريخ النوعية وبأعداد محدودة. هكذا تبقى الدولة مشلولة، والى حد تحذير بعض الخبراء الماليين (وكما فعل جوزف ستغليتز حين تنبأ بالهزة المالية في أميركا عام 2008، بسبب تكلفة الحرب في أفغانستان والعراق) من حدوث هزة مالية قاتلة.
وحتى عسكريًا الى متى يمكن لمخزون القنابل أن يكفي، حتى بالرغم من الامدادات الأميركية التي لا بد أن تكون لها حدود معينة. هنا ليس الشريط الشائك الذي يفصل بين "اسرائيل" وغزة، أو بين "اسرائيل" ولبنان، هناك مسافة نحو 2000 كيلومتر، وفي اتجاه أهداف موزعة على مساحة 1.648.195 كيلومتر مربع.
الحسابات شديدة التعقيد، والاحتمالات شديدة التعقيد. اذا تمكن الايرانيون من الصمود، لا بد أن تكون نهاية الفوهرر "الاسرائيلي" أسوأ من نهاية الفوهرر الألماني، الذي اعتمد وبشكل مطلق على امكاناته الذاتية، لا على الامدادات الخارجية التي حملت جدعون ليفي على الكتابة في "هاآرتس" :"لولا أميركا لقاتلنا الفلسطينيين بالعصي والحجارة".
ولكن ألا يعتبر دونالد ترامب أن حرب "اسرائيل" هي حرب أميركا. "فوكس نيوز "قالت "من رحم الحروب الكبرى تولد الصفقات الكبرى"!!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 43 دقائق
- IM Lebanon
واشنطن: لن ندخل الحرب إلا بهذه الحالة
أبلغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدة حلفاء في الشرق الأوسط يوم الأحد أنها لا تنوي التدخل بنشاط في الحرب بين إسرائيل وإيران ما لم تستهدف إيران الأميركيين، وفقًا لما صرح به مصدران من دول تلقت رسالة الولايات المتحدة إلى موقع 'اكسيوس'.


IM Lebanon
منذ 44 دقائق
- IM Lebanon
بعد تغريدة ترامب.. هلع في طهران!
سادت حال من الهلع في العاصمة الإيرانية طهران، حيث بدأ المواطنون بمغادرة المدينة على عجل، ما تسبب بزحمة خانقة في مداخلها ومخارجها، وذلك عقب تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب. بعد تغريدة ترامب.. هلع في طهران! — IMLebanonNews (@IMLebanonNews) June 16, 2025 June 17, 2025 02:35 AM


IM Lebanon
منذ 44 دقائق
- IM Lebanon
أمر من ترامب: على الجميع إخلاء طهران فورا
طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من سكان طهران مغادرة العاصمة الإيرانية 'فورا'. وكتب ترامب في منشور على منصة 'تروث سوشال': 'كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق الذي طلبت منهم توقيعه'. وتابع: 'يا له من عار، يا له من إهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررت ذلك مرارا وتكرارا'، وختم منشوره قائلا: 'على الجميع إخلاء طهران فورا'.