logo
الروبل الروسي يكسر الطوق ويتفوق على الدولار

الروبل الروسي يكسر الطوق ويتفوق على الدولار

IM Lebanon٢٢-٠٤-٢٠٢٥

تحول دراماتيكي وغير متوقع شهدته أسواق المال العالمية؛ مع نجاح الروبل الروسي في أن يقلب الطاولة على توقعات المحللين والأسواق العالمية، ويتربع على عرش الأصول الأفضل أداءً منذ بداية هذا العام الجاري 2025.
هذه المفاجأة المدوية لم تستثنِ العملات الرئيسية كالدولار واليورو، بل امتدت لتشمل ملاذات آمنة تقليدية، ليصدم الجميع بصعوده الصاروخي في وجه العقوبات الغربية الشديدة ويصبح عن جدارة 'نجم الأسواق'!.
المفارقة أن عملة دولة رزحت تحت وطأة ما يقارب 19 ألف عقوبة اقتصادية فرضتها عليها قوى عظمى كأميركا وأوروبا وكندا وأستراليا، والتي طالت كافة قطاعات اقتصادها وتضمنت تجميد أصول روسية تقدر بنحو 300 مليار دولار، نجحت في كسر الطوق وتمكنت ليس فقط من الصمود، بل والتفوق على عملات واقتصادات الدول التي فرضت تلك العقوبات؟
الأرقام تتحدث بوضوح لا يقبل التشكيك؛ ومن أبرز ما يلفت الانتباه في هذا الإطار:
ارتفع الروبل أمام الدولار بنسبة مذهلة بلغت 34 بالمئة منذ بداية العام.. هذا الصعود القوي يأتي في ظل تراجع ملحوظ للدولار الأميركي.
معدلات الفائدة المرتفعة التي يتبناها البنك المركزي الروسي والتي تصل إلى 21 بالمئة، مما يجعل الروبل جذاباً للمستثمرين الباحثين عن عوائد مجدية.
اتباع سياسات صارمة للحد من الواردات وتعزيز استخدام العملة المحلية.. فبرغم استمرار العقوبات الغربية منذ عام 2022، حافظ الاقتصاد الروسي على استقرار عملته من خلال هذه السياسات النقدية المتشددة وإلزام المصدرين ببيع جزء من عائداتهم بالعملات الأجنبية. وقد جذبت هذه العوائد المرتفعة المستثمرين عبر 'تجارة الفائدة'.
في المقابل، تراجع الدولار إلى أدنى مستوى له في ستة أشهر، متأثراً بتقلبات السياسات الأميركية وتراجع ثقة المستثمرين في الأصول الأميركية وسندات الخزانة.
كما أسهمت إشارات التقارب بين موسكو وواشنطن في زيادة الثقة في الأصول الروسية وجذب رؤوس الأموال نحو الروبل رغم العقوبات.
إلى جانب ذلك، يلوح في الأفق تفاؤل حذر بإمكانية رفع بعض العقوبات عن الاقتصاد الروسي، خاصة مع التقارب المحتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذا الاحتمال يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتأثير ذلك على المشهد العالمي برمته.
سيناريو رفع العقوبات.. ماذا سيحدث؟
عن هذا التساؤل المحوري، تحدثت الدكتورة علا شحود، أستاذة العلاقات الدولية في معهد الاستشراق في موسكو، مع برنامج 'بزنس مع لبنى' على قناة سكاي نيوز عربية، والتي تقول إن التقدم الذي حققه الروبل كان مفاجئًا للجميع، خاصة بعد أن تجاوز سعر الدولار الواحد عتبة الـ 100 روبل في بداية العام، ليقف اليوم عند مستوى يتراوح بين 81 و 82 روبل حالياً.
سياسياً، تشير إلى أن الرئيس ترامب قد يتمكن من تحسين الوضع والعلاقات الاقتصادية وإزاحة بعض العقوبات عن روسيا، لكنه لن يستطيع فعل ذلك بشكل كامل؛ فـ 'الدولة العميقة' في الولايات المتحدة، على حد تعبيرها، تمارس ضغوطًا حقيقية عليه لعدم السير في هذا المسار، وهي غير راضية عن أي تقارب محتمل مع روسيا، خاصة بعد الوعود التي قطعها ترامب بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وتلميحاته لعقد حلف اقتصادي مع بوتين.
تخفيف العقوبات.. شرط أساسي للكرملين
وفي إجابتها على سؤال حول ما إذا كان تخفيف العقوبات يمثل شرطًا غير قابل للتفاوض بالنسبة للكرملين، تؤكد أن هذا ليس شرطًا أساسياً، مستشهدة بتحسن أداء الروبل على الرغم من وجود هذا الكم الهائل من العقوبات، مضيفة أنه بلا شك، فإن إزاحة بعض العقوبات الاقتصادية سيؤدي إلى تحسن ملحوظ في الوضع الاقتصادي الروسي وتعزيز قوة الروبل بشكل أكبر.
21 ألف عقوبة غربية مفروضة على روسيا منذ 2014
وتلفت أيضاً إلى التطورات الميدانية في أوكرانيا، حيث قامت روسيا بتمدد عسكري في بعض المناطق وفرضت سيطرتها الرسمية عليها، ما يؤكد أن روسيا تعتبر هذه الأراضي جزءًا من أراضيها ولا يمكنها التنازل عنها تحت أي ضغط أو صفقة.
وفيما يتعلق برد فعل ترامب المحتمل في حال الفشل في إنجاز اتفاق سلام مستقبلي مع الرئيس الروسي، ترى الدكتورة شحود أن وضع ترامب ليس مثالياً، خاصة إنه فشل في الوفاء بوعده بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة أثناء حملته الانتخابية، فهو الآن يقترب من إتمام 100 يوم في الحكم دون تحقيق أي تقدم ملموس في هذا الملف.
وتشير إلى أن ترامب هدد بالفعل بفرض المزيد من العقوبات حتى على الدول التي تتعامل تجاريًا واقتصاديًا مع روسيا، وهو ما اعتبرته تضييقًا من جانبه على بوتين شخصيًا. ورجحت هذا السيناريو في الأيام القادمة في ظل غياب أي أفق حقيقي لإنهاء الحرب.
عزل موسكو عن الصين
أحد الأهداف المعلنة لدونالد ترامب هو عزل موسكو عن الصين. وحول هذا السياق، توضح الدكتورة شحود، أن:
العلاقات بين روسيا والصين قوية ومتينة على الصعد الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية، وهي أقوى بكثير من العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
أي تحسن في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، حتى لو تحقق، سيكون مؤقتًا نظرًا للتاريخ الطويل من العداء الاقتصادي والسياسي بين البلدين.
في المقابل، فإن التحالف أو التعاون أو الصداقة بين روسيا والصين يمتد لأمد طويل وليس وليد اللحظة أو نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية.
العلاقات الصينية الروسية قد تلعب دورًا متقدمًا في إجراء محادثات سلام جديدة قد تحقق نتائج إيجابية أكثر من تلك التي يمكن توقعها مع ترامب، الذي يبحث عن مصالحه الاقتصادية الخاصة ويسعى لتصوير نفسه كقوة سلام لتحسين صورته الداخلية.
أوروبا تخسر.. وتترقب الصفقة
أما عن موقف أوروبا من أية صفقة محتملة تعقدها واشنطن مع موسكو، تشير إلى أن.
أوروبا ستكون الطرف الأضعف في حال تحقق أي تسوية أو محادثات سلام.
الاتحاد الأوروبي، الذي دعم أوكرانيا بشكل كبير وراهن على انتصارها، سيكون الخاسر الأكبر سواء انتهت الحرب أم لم تنته.
حتى في حال استمرار الحرب وعدم التوصل إلى حل سريع، ستضطر أوروبا إلى تزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة والأموال، ما يستنزف مواردها بشكل كبير.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الغارديان": كيف وُلدت فكرة برج ترامب في دمشق؟
"الغارديان": كيف وُلدت فكرة برج ترامب في دمشق؟

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

"الغارديان": كيف وُلدت فكرة برج ترامب في دمشق؟

صحيفة "الغارديان" البريطانية تنشر تقريراً يتناول فكرة بناء برج يصل ارتفاعه إلى 45 طبقة في دمشف باسم الرئيس الأميركي. ويذكر التقرير هدف بناء البرج. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرف: بارتفاع يصل إلى 45 طبقة، وبسعر محتمل يبلغ 200 مليون دولار، واسم "ترامب" مكتوباً بحروف ذهبية على قمته.. هذا هو "برج ترامب دمشق"، نصب تذكاري لامع يهدف إلى إعادة سوريا التي مزقتها الحرب إلى الساحة الدولية. وكما توحي الحروف الذهبية، فقد جرى تصميم المبنى البرّاق لجذب الانتباه: انتباه رئيس الولايات المتحدة. قال وليد محمد الزعبي، رئيس مجلس إدارة مجموعة "تايغر غروب" التي تتخذ من الإمارات مقراً لها وتقدّر قيمتها بـ5 مليارات دولار، والتي تطور برج ترامب دمشق، إنّ "هذا المشروع هو رسالتنا؛ أنّ هذا البلد، الذي عانى وتعب شعبه لسنوات طويلة، وخاصة في الخمسة عشر عاماً الأخيرة من الحرب، يستحق أن يخطو خطوة نحو السلام". تم اقتراح بناء البرج في محاولة لجذب اهتمام الرئيس الأميركي، بينما سعت الحكومة السورية الجديدة إلى إزالة العقوبات الأميركية وتطبيع العلاقات مع واشنطن. جاء ذلك جنباً إلى جنب مع عرض لتوفير الوصول الأميركي إلى النفط السوري وفرص الاستثمار، إضافة إلى ضمانات لأمن "إسرائيل". كانت سوريا تخضع لعقوبات أميركية منذ عام 1979، والتي اشتدت بعد عام 2011. وعلى الرغم من إطاحة الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر على أيدي المتمردين، فإنّ الولايات المتحدة أبقت على العقوبات ضد البلاد، متوجسة من الحكومة الجديدة ذات القيادة الإسلامية. لكن اقتراح سوريا، إلى جانب الضغط من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، نجح. في الأسبوع الماضي، أعلن ترامب إنهاء جميع العقوبات الأميركية على سوريا، والتقى بالرئيس السوري أحمد الشرع، واصفاً إياه بأنه "رجل جذاب" و"قوي". الآن، ومع رفع العقوبات وتعزيز العلاقات مع واشنطن، يمكن لبرج ترامب أن ينتقل من الورق إلى الواقع. الزعبي سيتوجه إلى دمشق هذا الأسبوع لتقديم طلب رسمي للحصول على تصاريح البناء للبرج الشاهق. اليوم 09:47 21 أيار 10:40 قال الزعبي: "نحن ندرس عدة مواقع. نقترح بناء 45 طبقة، مع إمكانية الزيادة أو النقصان بحسب التخطيط"، مضيفاً أنّ تكلفة بناء البرج التجاري ستراوح بين 100 مليون و200 مليون دولار. وبعد حصوله على تصريح البناء، سيحتاج الزعبي إلى التقدم للحصول على حقوق الامتياز التجاري لعلامة "ترامب". الصور التي جرت مشاركتها مع صحيفة "الغارديان" لنموذج المبنى لا تتضمن شعار ترامب، حيث لا تزال الموافقة على الامتياز قيد السعي. وقدّر الزعبي أنّ بناء البرج سيستغرق ثلاث سنوات بمجرد حصوله على الموافقات القانونية من الحكومة السورية والحقوق من منظمة ترامب التجارية. ومع ذلك، لا تزال العقبات قائمة، إذ إنّ عملية إزالة العقوبات لم تتضح بعد، كما أنّ الاقتصاد السوري المدمر والبيئة السياسية الهشة قد يعقّدان المشروع. وُلدت فكرة برج ترامب دمشق في كانون الأول/ ديسمبر، بعد أن طرح عضو الكونغرس الجمهوري جو ويلسون الفكرة في خطاب أمام الكونغرس. قال الكاتب السوري رضوان زيادة، القريب من الرئيس السوري، والذي عرض الفكرة على الزعبي وبدأ العمل معه على المشروع إنّ "الفكرة الرئيسية كانت جذب انتباه الرئيس ترامب". كان هذا جزءاً من حملة سحرية متعددة الجوانب تهدف إلى وضع سوريا في جدول أعمال ترامب. إذ لم يعلق ترامب كثيراً على سوريا بعد تولّيه منصبه، وكانت عملية رفع العقوبات التي تديرها وزارة الخارجية تبدو طويلة. ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، بدا أنّ برج ترامب وسيلة للفت انتباهه بطريقته غير التقليدية، مستغلّاً التداخل بين إمبراطوريته التجارية وموقعه السياسي، خصوصاً في الشرق الأوسط، حيث تلقّى طائرة فاخرة من قطر. وإضافة إلى كسب العقول والقلوب في الولايات المتحدة، يأمل السوريون أنّ مشروعاً عقارياً ضخماً مثل برج ترامب سيجذب المزيد من الاستثمارات الدولية في سوريا. ولا تزال سوريا بحاجة ماسة إلى استثمارات في البنية التحتية والخدمات الأساسية، إلى جانب المشاريع الاستثمارية البراقة. وتُقدّر الأمم المتحدة أنّ 90% من السوريين يعيشون في فقر ويقضون معظم يومهم من دون كهرباء أو رعاية طبية مناسبة. نقله إلى العربية: الميادين نت.

البتكوين تسجل مستوى قياسي جديد
البتكوين تسجل مستوى قياسي جديد

ليبانون ديبايت

timeمنذ 2 ساعات

  • ليبانون ديبايت

البتكوين تسجل مستوى قياسي جديد

ارتفع سعر عملة البيتكوين إلى أعلى مستوى له على الإطلاق متجاوزاً المستوى القياسي السابق الذي تم تسجيله في كانون الثاني، وذلك في ظل تحسن معنويات المخاطرة بعد موجة البيع التي شهدها السوق الشهر الماضي بسبب الرسوم الجمركية.وسجلت البيتكوين مستوى قياسيًا بلغ 109,760.08 دولاراً، وكان آخر تداول لها مرتفعًا بنسبة 1.1 في المئة عند 108,117 دولارًا. وجاء صعود البيتكوين مدفوعًا بمجموعة من العوامل، من بينها تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتخفيض وكالة موديز لتصنيف الدين السيادي الأمريكي، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن مصادر استثمار بديلة بعيدًا عن الدولار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store