
ماذا وراء قرار وكالة الطاقة الذرية بشأن إيران؟ وما السيناريو المتوقع؟
صب قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم امتثال إيران لالتزاماتها النووية مزيدا من الزيت على نار التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط ، مما يثير تساؤلات بشأن السيناريوهات المتوقعة مع قرب عقد جولة مفاوضات نووية جديدة بين طهران وواشنطن.
ووصفت طهران قرار الوكالة الدولية بأنه سياسي وخطير ويؤدي لطريق مسدود، كما قررت تشغيل مركز جديد لتخصيب اليورانيوم ردا على القرار، الذي حظي بتأييد أوروبي.
استدعاء ذرائع
وفي هذا السياق، أعرب المفكر والكاتب الصحفي فهمي هويدي عن قناعته بأن ما يجري مع إيران صورة طبق الأصل مما جرى في فلسطين، إذ دأبت إسرائيل على تحميل المقاومة مسؤولية عدم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ووفق هويدي، فإنه يتم محاسبة الضحية، إذ تستدعى ذرائع وتوظف لخدمة أهداف سياسية تصب في خدمة الموقف الإسرائيلي والانحياز ضد إيران.
وأشار إلى أن موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينطلق من "سوء نية"، إذ يتم وضع العالم أمام "افتراض سيئ، واتهام مسبق ضد طهران".
كما يراد أيضا تعويض فشل إسرائيل بتركيع الفلسطينيين بتركيع الإيرانيين -حسب هويدي- عبر المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.
وشدد على أنه "من حق إيران الدفاع عن مشروعها النووي الذي دفعت لأجله ثمنا باهظا"، مستدلا بعدم التزام إسرائيل والهند ب معاهدة حظر الانتشار النووي.
بدورها، وصفت روكسان فارمان فارمايان أستاذة العلاقات الدولية بجامعة كامبريدج البريطانية، رد فعل إيران على وكالة الطاقة الذرية بالمتوقع، إذ خططت طهران لكل ما فعلته، مشيرة إلى أنها اتهمت الوكالة بأنها تعمل بمعايير مزدوجة.
ولم تستبعد فارمايان قيام إيران بطرد كل المفتشين النوويين، لافتة إلى أنها استعدت لعمليات زيادة تخصيب اليورانيوم.
وأعربت عن قناعتها بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية – يريد إبعاد الأضواء عما يجري من انتهاكات في غزة، إذ إن "من مصلحة إسرائيل خلق مسرح حربي آخر بدلا من تركيز الأضواء عما يجري في غزة".
خيارات إيران
وتسعى إيران للتوصل إلى اتفاق -حسب فارمايان المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط- لكونه يصب في مصلحتها، ويزيل خطر تعرضها لضربة عسكرية، ويحسن وضعها الاقتصادي.
وأكدت أن إيران تحاول تقديم حل وسط مع تمسك بحقها في التخصيب، ولم تستبعد موافقتها على اتفاقية قصيرة المدى في سبيل ذلك.
وبشأن الضربة المتوقعة، قالت فارمايان إن إيران في حالة تأهب عسكري عالية، ونفذت مناورات عسكرية في ظل التهديدات الإسرائيلية المتواصلة.
وأشارت إلى أن طهران تريد تجنب أي حرب وتبدي استعدادا للتفاوض، لكن ليس التخلي عن المستوى المدني من تخصيب اليورانيوم.
ورجح هويدي استمرار التصعيد ودفع القضية إلى "حافة الهاوية"، مستبعدا أن تسفر الجولة المقبلة من المفاوضات بين واشنطن وطهران عن نتائج ملموسة، في ظل تمسك إيران بموقفها "حتى لو لم يلقَ قبولا من الوكالة الدولية أو الاتحاد الأوروبي".
وأقر بصعوبة تحرك إسرائيل عسكريا بمفردها ضد إيران، إذ تدرك أن ردا إيرانيا قادما، مشيرا إلى أن "أثمانا باهظة ستدفع خاصة في الشرق الأوسط".
وبناء على ذلك، أعرب عن قناعته بأن إسرائيل ستنفذ ضربة عسكرية بضوء أخضر أميركي، مما يضع المصالح الأميركية أهدافا للرد الإيراني، وخلص إلى أن المنطقة "تشهد جنونا إسرائيليا لا حدود له".
أما فارمايان فقالت إن تل أبيب وواشنطن تحاولان التأثير مسبقا على سير المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني ، في وقت تحاول فيه إيران تقليل كمية تخصيب اليورانيوم مع إبقاء حقها في التخصيب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إسرائيل
قبل سريان وقف إطلاق النار شنت إيران سلسلة هجمات صاروخية جديدة على مناطق واسعة في إسرائيل منذ فجر اليوم، وأصاب صاروخ إيراني مبنى في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، اقرأ المزيد المصدر: الجزيرة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ترحيب ودعوات لوقف التصعيد بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
رحبت دول أجنبية وعربية بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل الذي بدأ سريانه صباح هذا اليوم باقتراح من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ودعت إلى الالتزام به وتجنب مزيد من التصعيد. فمن جهته رحّب المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الثلاثاء بدعوة الرئيس الأميركي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وناشد الطرفين الالتزام به. وكتب ميرتس على منصة إكس"إذا نجح وقف إطلاق النار هذا بعد الضربات العسكرية الأميركية الحاسمة على المنشآت النووية الإيرانية، فسيكون تطورا إيجابيا للغاية". وأكد المستشار الألماني أنه سيناقش سبل استقرار الوضع مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) اليوم. بدوره اعتبر رئيس وزراء هولندا ديك شوف أن الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة جيدة لمنع مزيد من التصعيد في المنطقة. وفي ترحيب ضمني بالهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيراني قال شوف إنه "ينبغي ألا تمتلك إيران أسلحة نووية أبدا ومن المهم أن تعود إلى المفاوضات كسبيل وحيد للاستقرار". ورحبت اليابان كذلك بإعلان ترامب عن وقف إطلاق نار كامل بين إسرائيل وإيران، معربة عن " أملها القوي" أن يتم تطبيقه بحزم. وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أن كبير أمناء مجلس الوزراء يوشيماسا هاياشي قال إن اليابان ستستمر في مراقبة الوضع في الشرق الأوسط باهتمام بالغ، كما "ستبذل كل الجهود الدبلوماسية الممكنة" لضمان السلام والاستقرار هناك. من ناحيتها، دعت الصين كلا من إيران وإسرائيل للسعي إلى "حل سياسي" للنزاع، بعدما أعلنت تل أبيب موافقتها على اقتراح الرئيس الأميركي بوقف إطلاق النار. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية كوه جيا كون إن "الجانب الصيني يدعو الأطراف المعنية إلى العودة إلى المسار الصحيح لحل سياسي في أسرع وقت ممكن". ترحيب عربي على الصعيد العربي رحبت السعودية بإعلان الرئيس الأميركي وقفا لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وقالت الخارجية السعودية في بيان إن المملكة "ترحب بإعلان رئيس الولايات المتحدة التوصل لصيغة اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي التصعيد في المنطقة". وعبرت الخارجية عن أملها في أن "تشهد الفترة المقبلة التزاما من جميع الأطراف بالتهدئة والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها". كما رحبت مصر بإعلان ترامب التوصل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مشددة على كونه "تطورا جوهريا نحو احتواء التصعيد الخطير الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، ومن شأنه أن يشكل نقطة تحول مهمة نحو إنهاء المواجهة العسكرية بين البلدين واستعادة الهدوء بالمنطقة". وأكدت مصر، في بيان أصدرته وزارة الخارجية اليوم، أن "هذه الخطوة تمثل فرصة حقيقية لوقف دائرة التصعيد والهجمات المتبادلة، وتهيئة البيئة المواتية لاستئناف الجهود السياسية والدبلوماسية". ودعا البيان الطرفين إلى "الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس خلال هذه المرحلة الدقيقة، واتخاذ الإجراءات التي تسهم في تحقيق التهدئة وخفض التصعيد، بما يحافظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق تام بين إسرائيل وإيران على وقف إطلاق نار كامل وشامل، وذلك بعد هجوم إيران على قاعدة العديد في قطر. وقال ترامب -في منشور له- إن وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ في غضون 6 ساعات تقريبا، مضيفا أن وقف إطلاق النار يدوم أولا 12 ساعة ثم ستعتبر الحرب منتهية رسميا. ووجه ترامب تهنئة إلى إسرائيل وإيران على ما وصفه بامتلاكهما القدرة على التحمل والشجاعة والذكاء لإنهاء الحرب، مشيرا إلى أن هذه الحرب كان من الممكن أن تستمر لسنوات وأن تدمر الشرق الأوسط بأكمله. وكتب ترامب: حفظ الله إسرائيل وإيران. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني كبير أن طهران توافق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل بوساطة قطرية واقتراح أميركي. كما نقلت الوكالة عن مسؤول مطلع أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ضمن موافقة إيران على اقتراح وقف إطلاق النار الأميركي في مكالمة مع طهران. وأضاف المسؤول المطلع -وفق رويترز- أن ترامب أبلغ أمير قطر بأن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار، وأنه طلب من أمير قطر مساعدة لإقناع إيران بالموافقة أيضا. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن ترامب توسط لاتفاق وقف إطلاق النار باتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ظهر أمس الاثنين. وأشار المسؤول -وفق وكالة رويترز- إلى أن إسرائيل اشترطت التزام طهران بعدم شن هجمات مستقبلية، مؤكدا أن إيران أبلغت الولايات المتحدة أنها لن تشن مزيدا من الهجمات. وقال الوكالة إن جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أجروا محادثات مباشرة وغير مباشرة مع إيران لوقف النار. في المقابل نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن قطر شاركت بالتوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وهو ما أكد موقع أكسيوس الذي قال نقلا عن مصادر مطلعة أن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بوساطة قطرية وأميركية. من جهتها ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نتنياهو وترامب اتفقا على تفاصيل وقف إطلاق النار وأن ترامب حصل على موافقة إسرائيلية رسمية. وعقب الهجوم الإيراني على قاعدة العديد في قطر مساء أمس الاثنين أشاد ترامب بعدم وقوع قتلى أو مصابين أميركيين أو قطريين، مضيفا أنه ربما يكون باستطاعة إيران المضي نحو السلام الآن، وأنه سيشجع إسرائيل بحماس على أن تحذو حذوها. كما كتب ترامب في تغريدة على إكس "أود أن أشكر أمير قطر المحترم على كل ما بذله من جهد في سبيل السلام في المنطقة". وفي تفاصيل الضربة الإيرانية على قاعدة العديد، قال ترامب إنه تم إسقاط 13 صاروخا من أصل 15 أطلقتها إيران، وأضاف أن إيران "ردت رسميا على تدميرنا لمنشآتها النووية برد ضعيف للغاية وهو ما توقعناه وتصدينا له بفعالية كبيرة". أما نائبه جيه دي فانس فقال إن "غدا يوم جديد ونهاية للحرب"، وأضاف "الحرب أعادت ضبط المنطقة". ونقلت "إيه بي سي" عن مصادر متعددة أن إيران أبلغت مسبقا الولايات المتحدة عبر قطر عن الهجمات الانتقامية، مشيرة إلى أن الرسالة وصلت في وقت مكّن الولايات المتحدة من توقع الهجوم. تعليق إيراني من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أحدث تصريح على الإعلان الأميركي إنه إذا أوقفت إسرائيل عدوانها غير القانوني بموعد أقصاه الرابعة صباحا فلن يكون لدى بلاده أي نية لمواصلة ردها. وأضاف عراقجي أن "القرار النهائي بشأن وقف عملياتنا العسكرية سيتخذ لاحقا". ومساء أمس الاثنين، قصفت إيران قاعدة العديد في قطر في عملية سمتها "بشائر الفتح" ردا على الهجوم الأميركي الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية، في حين أعلنت الدوحة أن الدفاعات الجوية اعترضت الصواريخ الإيرانية بنجاح. وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، حيث استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين. وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان تدخلها المباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل، شنّت الولايات المتحدة، فجر الأحد، ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. وقد أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي في خطاب متلفز، في اليوم التالي، أن بلاده سترد بشكل "حاسم وقاطع" على الضربات الأميركية.