
الحرس الوطني يصل لوس أنجلوس.. ماذا يحدث في كاليفورنيا؟
بدأت قوات الحرس الوطني في الوصول إلى لوس أنجلوس بناء على أوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في الأيام الأخيرة ضد سلطات الهجرة الفيدرالية التي تسعى إلى تنفيذ عمليات ترحيل في المنطقة.
وتشهد المدينة منذ أيام موجة من التظاهرات الشعبية الرافضة لعمليات الترحيل التي تنفذها السلطات بحق المهاجرين، وسط توتر متزايد وانتقادات لاذعة من منظمات حقوقية تعتبر أن الإجراءات "قاسية وغير إنسانية".
وقد شُوهد أفراد الحرس الوطني في كاليفورنيا وهم يتجمعون في وقت مبكر من صباح الأحد ، في المجمع الفيدرالي بوسط مدينة لوس أنجلوس، الذي يضم مركز احتجاز متروبوليتان، حيث وقعت مواجهات خلال اليومين الماضيين.
ويأتي نشر الحرس الوطني في إطار تصعيد واضح من جانب الإدارة الأميركية للرد على الاحتجاجات، في وقت تتواصل فيه الدعوات من النشطاء والجمعيات المدنية لحماية حقوق المهاجرين ووقف عمليات الترحيل القسري.
ولم تصدر بعد أي تقارير عن وقوع اشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، لكن السلطات المحلية حثّت السكان على الالتزام بالسلمية وتجنّب مناطق التوتر.
وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس من أداء واجبيهما، وهو أمر يعلم الجميع عجزهما عنه، فإن الحكومة الفيدرالية سوف تتدخل لحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة التي يجب أن تحل بها".
وتستمر منذ، يوم الجمعة، الاحتجاجات في لوس أنجلوس، التي ندد بها نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر، ووصفها بأنها "تمرد" ضد الولايات المتحدة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
ترامب – ماسك: حكاية 'حب' انتهت بتغريدة!
في مشهد يليق بموسم جديد من مسلسل 'هاوس أوف كاردز'، يتصاعد الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير التكنولوجيّ إيلون ماسك ليأخذ أبعاداً سياسية واقتصادية دراماتيكية. فبعد علاقة بدت وكأنّها تحالف بين صانع قرارات وساحر وادي سيليكون، جاء انسحاب ماسك المفاجئ من دور المشارك في قيادة 'إدارة كفاية الحكومة' (DOGE) في حزيران 2025 ليُطلق شرارة صراع لا يقلّ عنفاً عن أيّ عاصفة شمسيّة تُهدّد مشاريع 'سبيس إكس'. يتصاعد الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك فيأخذ أبعاداً سياسية واقتصادية عميقة تُهدّد وحدة الحزب الجمهوري وتُربك وول ستريت وتُلقي بظلالها على علاقة السياسيين بكبار رؤساء شركات التكنولوجيا. الشرخ الذي بدأ بخلافات على السياسات الماليّة تفجّر بعد انسحاب ماسك من دور المشارك في قيادة 'وزارة كفاية الحكومة'، الذي مثّل نقطة تحوّل في علاقة كانت تُعدّ نموذجاً للتقاطع بين الابتكار والسلطة السياسية. يأتي الخلاف بين ترامب وماسك في لحظة حسّاسة بالنسبة للجمهوريين، إذ يهدّد بتعميق الانقسامات داخل الحزب. ماسك، الذي ساهم في ما يقدّر بنحو 290 مليون دولار في حملات انتخابية جمهوريّة، كان يُعتبر جسراً بين التيّار الشعبويّ وقاعدة شابّة من المحافظين التكنوقراطيّين. لاقت دعواته إلى خفض الإنفاق الحكومي وجعل الإدارة أكثر كفايةً صدىً لدى المحافظين الساخطين على البيروقراطية وتزايد حجم الحكومة. لكنّ انسحابه من DOGE وانتقاده العلنيّ لقانون التمويل الجمهوريّ الأخير، الذي وصفه بـ'المخيّب للآمال'، أثار غضب ترامب ودفعه للتهديد بقطع العقود الفدرالية مع شركات ماسك، محذّراً من 'عواقب وخيمة' في حال دعمه لحملات ديمقراطية. قد يُضعف هذا النزاع العلنيّ صورة الحزب أمام الناخبين في انتخابات منتصف 2026، خاصّة إذا استمرّ شعور الناخبين الجمهوريّين والمحافظين بوجود فوضى داخليّة. ترامب يستمتع بالمواجهات.. على الرغم من ذلك، يرى البعض أنّ تأثير ماسك سيستمرّ من خلال شخصيّات مثل نائب الرئيس جي دي فانس، الذي يعتبر نموذج DOGE إطاراً إصلاحيّاً لمستقبل الحزب، وهو ما يشير إلى صراع أيديولوجيّ بين الإصلاحيين الشعبويّين والتقليديين داخل الحزب. شكّل انسحاب ماسك من DOGE ضربة لوعود ترامب في ولايته الثانية بشأن تقليص الإنفاق الحكومي. و قد تدفع تهديدات ترامب بمعاقبة شركات ماسك، مثل 'تسلا' و'سبيس إكس'، رجال الأعمال الآخرين للابتعاد، وهو ما يُعرقل خطط ترامب الاقتصادية التي تعتمد على شراكات استراتيجيّة مع القطاع الخاصّ. يُهدّد هذا النزاع وحدة قاعدة ترامب الانتخابية. بعض مؤيّديه قد يتعاطفون مع موقف ماسك على أساس أنّه 'صوت خارجيّ ناقد' للنظام، لكنّ قدرة ترامب على السيطرة على الخطاب العامّ ربّما تُقلّل من هذا الانقسام. ومع ذلك، قد يُضعف استمرار التركيز الإعلامي على خلافاته مع ماسك الزخمَ التشريعي ويحوّل الأنظار عن إنجازاته السياسية، وهو ما قد يُعرقل فاعليّته حتّى عام 2028. لكنّ ترامب ليس غريباً على المواجهات. على العكس، يبدو أحياناً وكأنّه يستمتع بها أكثر من الإنجازات نفسها. ومع أنّ البعض من قاعدته بات يُظهر تعاطفاً مع ماسك لأنّه يرى فيه صوتاً 'من داخل النظام ضدّ النظام'، ما يزال ترامب قادراً على توجيه الدفّة الإعلامية لمصلحته، ولو من خلال تغريدة مشاغبة عند الثالثة فجراً. في لحظة صريحة من التهكّم السياسي، قال أحد مستشاري البيت الأبيض إنّ الرئيس يشعر بخسارة ماسك كما يشعر الرجل بخسارة جهاز تحكّم التلفاز: 'أحتاج إليه… لكنّني لا أريد أن أعترف بذلك'. أدوات الصّمود في المقابل، تلقّت شركات ماسك، خاصّة 'تسلا' و'سبيس إكس'، ضربات مباشرة نتيجة هذا الخلاف. فقد خسرت 'تسلا' 150 مليار دولار من قيمتها السوقية في يوم واحد بسبب مخاوف المستثمرين من فقدان الدعم الحكومي. وانخفضت شعبيّة ماسك 20 نقطة بين الديمقراطيين، نتيجة تسييسه العلني لأنشطته التجارية. على الرغم من ذلك، يمتلك ماسك أدوات للصمود: ثروته الهائلة، وانتشار 'تسلا' في الأسواق العالمية، واعتماد 'سبيس إكس' على عقود خاصّة خارج الحكومة الأميركية. لا يقتصر الصراع بين ترامب وماسك على الاقتصاد بشكل عامّ، بل يمتدّ إلى مجالات متقدّمة مثل التكنولوجيا الحيويّة، التي يقود فيها ماسك مشاريع مثل 'نيورالينك' التي تسعى لربط الدماغ البشري بالحاسوب. تعتمد هذه المشاريع على التمويل والموافقات الحكومية، والتهديدات التي أطلقها ترامب بسحب الدعم قد تؤخّر التطوير أو تعرقل التجارب. قد يبعث هذا الصراع برسائل سلبيّة للمستثمرين في القطاع، الذين قد يتردّدون في دعم شركات ذات علاقة بمشاريع سياسية حسّاسة. ومع ذلك، يرى مراقبون أنّ تركيز ماسك مجدّداً على الابتكار بعيداً عن السياسة قد يُعجّل بإنجازات تقنيّة كان من الممكن تأجيلها. تهديد لوحدة الجمهوريين.. كانت العلاقة بين ترامب وماسك فريدة منذ البداية: لأوّل مرّة نرى قطب تكنولوجيا لا يكتفي بالتأثير من وراء الكواليس، بل ينخرط في الإدارة بصفة مستشار رسميّ برتبة موظّف حكومي خاصّ. جعل هذا القربُ الانفصالَ أكثر دراماتيكيّة، وأظهر مدى هشاشة التحالفات بين السياسيين ورجال الأعمال عندما تتصادم الأجندات والغرور الشخصيّ. سيترك الخلاف بينهما أثراً على نمط العلاقة المستقبلية بين السياسيين والرؤساء التنفيذيين. قد يتردّد قادة التكنولوجيا الآخرون، مثل مارك زوكربيرغ أو ساتيا ناديلا، في قبول أدوار حكومية خشية التورّط في معارك سياسية تُهدّد أعمالهم. ومن المرجّح أن تتحوّل العلاقة بين وادي سيليكون والسياسيّين إلى نمط أكثر تحفّظاً وتأثيراً من خلف الستار. صراع ترامب – ماسك هو أكثر من خلاف بين شخصيّتين. إنّه لحظةٌ فاصلة تعيد تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي الأميركي، وتهديدٌ لوحدة الحزب الجمهوري، وتحدٍّ لمسار ولاية ترامب الثانية، وخطرٌ على مستقبل شركات ماسك، ومؤشّر تحذيريّ لقطاع التكنولوجيا الحيوية. الأهمّ من ذلك أنّه يُعيد تعريف العلاقة الحسّاسة بين عالم السياسة ومراكز القوّة التكنولوجيّة، ويُظهر أنّ التحالفات بين رؤساء الشركات والسياسيّين، على الرغم ممّا تحقّقه من نتائج، تحمل في طيّاتها قابليّة عالية للانفجار… والانقسام. ما نشهده ليس خلافاً بين رئيس وملياردير وحسب، بل عرض حيّ لفكرة: ماذا يحدث عندما تدخل السياسة عصر التكنولوجيا، لكن دون تحديث نظام التشغيل؟ ترامب يتعامل مع الإدارة وكأنّها برنامج لتلفزيون الواقع، بينما ماسك يتصرّف وكأنّ العالم بأسره مختبر تجارب مفتوح المصدر. يُذكّرنا هذا الصراع بين ترامب وماسك بأنّ تداخل السياسة مع عالم وادي سيليكون ليس دائماً وصفة للابتكار، بل أحياناً أقرب إلى خلل تقنيّ ينتج عنه نظام غير مستقرّ… أو كما وصفه أحد المغرّدين: 'عندما تضع شخصاً يريد غزو المرّيخ مع آخر يحنّ للقرن التاسع عشر… النتيجة ستكون انفجاراً في الكونغرس وميمز (memes) لا تنتهي'. موفق حرب -اساس انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


صوت بيروت
منذ ساعة واحدة
- صوت بيروت
حكام ديمقراطيون يتهمون ترامب بـ"إساءة استخدام السلطة" في لوس أنجلوس
استنكر حكام ولايات أميركية ينتمون إلى الحزب الديمقراطي، مساء يوم أمس الأحد، نشر الرئيس دونالد ترامب قوات من الحرس الوطني في لوس أنجلوس للتصدي للاحتجاجات المنددة باعتقال مهاجرين، مشيرين إلى أن الصلاحية في هذا الشأن تعود لحاكم الولاية. وقال الحكام في بيان مشترك إن 'تحرك الرئيس ترامب لنشر الحرس الوطني التابع لولاية كاليفورنيا يعد إساءة استخدام للسلطة تنذر بالخطر'. وأضافوا: 'من المهم أن نحترم سلطة الحكام التنفيذية التي تخولهم إدارة قوات الحرس الوطني في ولاياتهم'. في السياق نفسه، طالب حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، من وزير الدفاع بيت هيغسيث سحب الجنود من لوس أنجلوس، معتبراً أن وجودهم هو 'السبب في تفجّر الوضع'، في إشارة لاندلاع صدامات مع المحتجين. وطالب نيوسوم رسمياً إدارة ترامب بإلغاء أمر نشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس. وقدم الطلب عبر رسالة، شاركها على منصة 'إكس'، موجهة إلى وزير الدفاع. I have formally requested the Trump Administration rescind their unlawful deployment of troops in Los Angeles county and return them to my command. We didn't have a problem until Trump got involved. This is a serious breach of state sovereignty — inflaming tensions while… — Governor Gavin Newsom (@CAgovernor) June 8, 2025 وكتب نيوسوم: 'لم تكن لدينا مشكلة حتى تدخل ترامب. هذا انتهاك خطير لسيادة الولاية – يؤجج التوترات في حين يسحب الموارد من حيث هي في أمس الحاجة إليها'. وتابع 'ألغِ الأمر. أعد السيطرة إلى كاليفورنيا'. ويعتقد أن أمر يوم السبت هو المرة الأولى منذ 60 عاماً التي ينشر فيها رئيس الولايات المتحدة حرساً وطنياً تابعاً لولاية دون موافقة حاكمها. وكانت آخر مرة في عام 1965، عندما استخدم الرئيس ليندون جونسون القوات لحماية المتظاهرين ذوي الأغلبية السوداء خلال حركة الحقوق المدنية في ألاباما. في سياق متصل، تبادل الجمهوريون والديمقراطيون الانتقادات اللاذعة الأحد بعد نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس وسط الاحتجاجات على تزايد المداهمات التي تثير انقساماً. وقال السيناتور الديمقراطي كريس: 'من المهم أن نتذكر أن ترامب لا يحاول أن يعالج (مشكلة) أو يحافظ على السلم. إنه يتطلع إلى التأجيج والانقسام'، بحسب تعبيره. أما السيناتور الديمقراطي كوري بوكر فقد ندد بنشر ترامب للقوات من دون موافقة ولاية كاليفورنيا، محذراً من أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوتر. في المقابل، دافع رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، عن قرار ترامب، قائلاً إنه لا يشعر بأي قلق من نشر الحرس الوطني. وأضاف 'أحد مبادئنا الأساسية هو الحفاظ على السلم من خلال القوة. ونحن نفعل ذلك في الشؤون الخارجية والشؤون الداخلية أيضاً. لا أعتقد أن هذا إجراء متشدد'. بدوره، قال السيناتور الجمهوري جيمس لانكفورد إن ترامب يحاول تهدئة التوتر، مشيراً إلى مشاهد أظهرت المحتجين وهم يلقون بأشياء على قوات إنفاذ القانون. وأشار لانكفورد إلى اضطرابات مماثلة في 2020 بسياتل وبورتلاند، إذ دعم الحرس الوطني قوات إنفاذ القانون المحلية وسط احتجاجات مناهضة للعنصرية.


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
ترامب - نتنياهو أي مستقبل؟!
ناديا غصوب - نداء الوطن تشهد العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرحلة حساسة قد تكون الأخطر منذ سنوات، في ظل مؤشرات متزايدة على تباين في الرؤى السياسية، واتساع الهوة بين الحليفين التقليديين. وعلى الرغم من أن التعاون الأمني والعسكري لا يزال قائماً، فإن التطورات الأخيرة تطرح علامات استفهام حول مستقبل العلاقة بين ترامب ونتنياهو. إيران... قنبلة الخلاف الملف النووي الإيراني ظلّ لعقود قضية مشتركة تجمع الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه بات اليوم مصدر خلاف جوهري. ففي الوقت الذي يحاول فيه ترامب إعادة ترتيب العلاقات مع طهران عبر قنوات دبلوماسية، يصرّ نتنياهو على أن أي اتفاق جديد لا بدّ أن يقطع الطريق تماماً أمام طموحات إيران النووية. وتشير مصادر مطلعة إلى أن مكالمة هاتفية بين الرجلين مؤخراً شهدت نقاشاً محتدماً لم يخْلُ من التوتر. غزة على طاولة واشنطن بدون تل أبيب في خطوة مفاجئة، كشفت تسريبات دبلوماسية أن إدارة ترامب اقترحت إعادة توطين سكان غزة في مشاريع إنمائية خارج القطاع ضمن إطار ما سُمي بـ"الريفييرا الإقليمية". الطرح جاء بدون تنسيق مسبق مع إسرائيل، ما دفع نتنياهو إلى وصفه ضمنياً بأنه "تجاوز غير مقبول". مراقبون رأوا في ذلك مؤشراً إضافياً على أن التناغم بين الطرفين لم يعد كما كان. وجوه جديدة في البيت الأبيض... وقلق إسرائيلي زادت مخاوف الحكومة الإسرائيلية بعد أن أقدمت إدارة ترامب على إقالة عدد من المسؤولين المعروفين بمواقفهم الداعمة لإسرائيل، وهو ما رُصد في تل أبيب كمؤشر على تغيّر في التوازنات داخل الإدارة الأميركية، وربما تراجع النفوذ الإسرائيلي غير المعلن في صياغة السياسة الأميركية في المنطقة. محكمة لاهاي... والقلق المشترك المختلف عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق شخصيات إسرائيلية، من بينها نتنياهو، سارع ترامب إلى فرض عقوبات على القضاة، في ما بدا دفاعاً عن حلفائه. إلا أن مصادر سياسية رأت أن دوافع ترامب لم تكن بالكامل لصالح إسرائيل، بل لحماية مسؤولين أميركيين كذلك. هذا التباين في قراءة النوايا ساهم في تغذية أجواء الحذر بين الجانبين. الضاحية الجنوبية... قصف ورسائل متبادلة وسط هذه التوترات، نفّذت الطائرات الإسرائيلية غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، في عملية حملت رسائل تتجاوز حدود لبنان. لكن المفاجأة كانت في رد الفعل اللبناني الرسمي، حيث أوضح رئيس الجمهورية جوزاف عون أن ما جرى لم يكن مجرد عدوان عسكري، بل رسالة سياسية موجهة إلى الإدارة الأميركية. في المقابل، برزت آراء متباينة حول ما إذا كان الجيش اللبناني قد كشف على المواقع قبل تنفيذ الغارات الإسرائيلية. فبينما أشارت بعض المصادر إلى أن الجيش كان قد تفقد الموقع مسبقاً ولم يعثر على أي مؤشرات لوجود أسلحة أو نشاطات عسكرية، فإن مصادر أخرى نفت حصول أي كشف مسبق، معتبرة أن الضربات نُفّذت بدون تنسيق أو علم مسبق من الجانب اللبناني. هذا التناقض في المعطيات زاد من ضبابية المشهد. انهيار أم إعادة تموضع؟ رغم أن القنوات الرسمية لا تزال تروّج لصورة "التحالف المتين"، فإن التباينات الأخيرة تكشف أن العلاقات تمر باختبار غير مسبوق. وبينما تبحث واشنطن عن سياسة خارجية أكثر توازناً، تخشى تل أبيب من خسارة مكتسبات استراتيجية لطالما اعتبرتها من المسلمات. أما لبنان، فقد وجد نفسه وسط هذه المتغيّرات، يتبنّى موقفاً أكثر استقلالية وصلابة، مع رئيس جمهورية يرى أن بلاده لن تكون ورقة بيد أحد، لا في المواجهات ولا في التسويات. ما يجري اليوم قد لا يكون نهاية تحالف، لكنه بالتأكيد بداية مرحلة جديدة، قد تُرسم فيها خطوط العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، ومعها بيروت وطهران، بشكل أكثر براغماتية من أي وقت مضى. "فهل نحن أمام تحالف يعاد تشكيله، أم أمام بداية لقطيعة استراتيجية طويلة الأمد؟"