logo
استهداف ديمونة... كابوس الأمن القومي الإسرائيلي

استهداف ديمونة... كابوس الأمن القومي الإسرائيلي

Independent عربيةمنذ 4 ساعات

مع تكثيف إطلاق الصواريخ الإيرانية باتجاه مختلف المناطق الإسرائيلية من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب بالتركيز على بئر السبع وديمونة، باتت إسرائيل أمام خطر متزايد وربما أكبر مما تعرضت له منذ بداية حربها مع إيران. ووفق تقديرات إسرائيلية، فالخطر الأكبر إذا ما أصابت الصواريخ الإيرانية، وبينها العنقودية، مواقع استراتيجية وحيوية، كإصابة مصافي البترول في خليج حيفا، وهو ما حدث وأدى إلى إغلاق "بازان" جرّاء الدمار الذي تعرضت له وأسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين ووضع هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة أمام خطر متزايد.
في الجنوب الإسرائيلي، وفي أعقاب تهديدات إيرانية متزايدة بعد استهداف منشآتها النووية، تحديداً فوردو، بجعل مفاعل ديمونة النووي، ضمن أهدافها، أعيد من جديد طرح موضوع هذا الموقع الأخطر استراتيجياً وأمنياً في إسرائيل، حيث تتعمد تل أبيب نشر الضبابية والتعتيم حوله، على رغم التقارير التي تشير إلى وجود ما بين 200 و400 رأس نووي منتشرة في مختلف المناطق بينما المفاعل النووي يواصل عمله ونشاطه، كما أكد في حديث مع "اندبندنت عربية"، مدير معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية، عصام مخول، وعضو الكنيست السابق الذي يتابع النووي الإسرائيلي منذ عام 2000.
وبحسب مخول يكفي أن تملك إسرائيل 100 رأس نووي، فهذه كمية بحد ذاتها كبيرة، تفوق قدرة إسرائيل على استخدامها إذا قررت تدمير مواقع أخرى، وبذلك "تشكل إسرائيل اليوم مصدر خطر كبيراً على السلم العالمي. فالأخطار المحدقة في حال استهداف مفاعل ديمونة تتزايد اليوم بعد قرار الولايات المتحدة بدعم إسرائيل واستهداف المنشآت النووية وبينها فوردو".
ولماذا هذا الصمت أمام النووي الإسرائيلي في مقابل شن حرب لمنع إيران نووية؟ سألنا مدير معهد إميل توما فرد قائلاً إن "التفسير لعدم الاقتراب من النووي الإسرائيلي هو الادعاء بأن النظام في إسرائيل ليبرالي غربي متطور متحضر بينما في إيران نظام ديكتاتوري. هذا تبرير يجعل ما يقال سخرية عندما يجلس في حكومة إسرائيل وزراء يشكلون قوة حاسمة في مصير الحكومة وقراراتها أمثال وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وغيرهما، فهذه الحكومة التي تعد الأسوأ بل الأكثر فاشية في كل الموازين على مستوى الشرق الأوسط تجلس، اليوم، بالقرب من الأزرار النووية التي يمكنها أن تهدد فيها المنطقة برمتها".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى جانب ما ذكره مخول من خطورة الوزراء الذين يجلسون في هذه الحكومة وقراراتهم نذكر هنا بتصريح وزير التراث، عميحاي إلياهو، الذي دعا بعد أشهر من حرب طوفان الأقصى إلى قصف غزة بقنبلة نووية وتصريح عضو الكنيست، الأكثر تطرفاً منه، تالي غوطلب التي حثت الحكومة على فحص استخدام السلاح النووي ضد حركة "حماس".
أما عن أسباب الصمت الدولي، يقول مخول "هو ليس صمتاً إنما تواطؤاً مع إسرائيل ويعكس الدور الذي تلعبه تل أبيب في المنطقة والعالم. إذا أخذنا فرنسا مثلاً فلا يمكنها اليوم أن تبادر لخطوة ضد المفاعل النووي الإسرائيلي أو تهاجم تل أبيب لأنها هي من قدمت الهدية لإسرائيل في الستينيات في إقامة المفاعل النووي. أما ألمانيا فبأي حق تعترض أو تنتقد وهي التي زودت إسرائيل بالغواصات القادرة على حمل رؤوس نووية وترسو في عرض البحر. قادة مثل هذه الدولة يحاولون تبرير تلون موقفهم من خلال إظهارهم كدولة ضحية بينما الحقيقة أن هي مصدر الخطر".
ويضيف، "في إطار توازن الاستراتيجيات تبرز إسرائيل باعتبارها دولة تابعة للولايات المتحدة إلى حد أنها تسمح لنفسها بالطلب من واشنطن أن تضرب إيران وهذه المرة الأولى التي تتلقى الولايات المتحدة طلباً كهذا، فواشنطن التي سبقت واستخدمت الأسلحة النووية على هيروشيما تساند اليوم الدولة الوحيدة التي تملك ترسانة نووية في الشرق الأوسط. هذا تحطيم لكل قواعد الاتفاقات الدولية ولعب بالسلاح النووي، كذلك يقوض كل الأسس التي تقوم عليها العلاقات والمعاهدات الدولية".
لمنع خطر النووي فإن المطلوب بحسب مخول "تغيير اتجاه النقاش العالمي بالتركيز على الخطر النووي في الشرق الأوسط، وأن تكون مبادرة من إحدى الدول أو الجهات الناشطة في هذه المجال لعقد مؤتمر دولي أو مبادرة أخرى للإعلان عن شرق أوسط خال من السلاح النووي، وهذا يشمل إيران غير نووية وأيضاً تخلي إسرائيل عن سلاحها النووي، وبهذه الحالة لا يمكن لتل أبيب الاستمرار بسياسة التعتيم والضبابية وحيازتها مفاعل نووي خطورته ليس فقط بما يحتويه من رؤوس نووية إنما بسبب بنائه القديم الذي يعود لأكثر من 60 عاماً، علماً بأن مرور أكثر من 40 عاماً على مبنى مفاعل نووي يصبح خطراً كبيراً وغير صالح للاستخدام، ومن دون أن يصيبه صاروخ من الخارج. بحد ذاته يصبح قنبلة خطر انفجارها كبير".
سياسة الغموض ومساعدة إسرائيل
الخبير في شؤون الاستخبارات والأمن، يوسي ميلمان سبق وتناول مقالاً نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، حول مفاعل ديمونة وسياسة الضبابية التي تتبعها إسرائيل حوله، يقول ميلمان "منذ أن قررت حكومتا دافيد بن غوريون وليفي أشكول وضع إسرائيل، بمساعدة فرنسية سرية، بحسب وثائق أجنبية، على المسار النووي، فإن كل حكومات إسرائيل عرفت كيف تخفي نشاطاتها وتجنب أي نقاش عام.
ويضيف "سياسة الغموض النووية، التي من مهندسيها شمعون بيريز، هي قرار استراتيجي لامع ومهم بالنسبة لإسرائيل. هذه السياسة ساعدت الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى، وأيضاً روسيا والصين، على صد الضغوط من قبل دول عربية وإسلامية، وفي الواقع معظم دول العالم، التي طلبت فرض رقابة على المفاعل النووي في ديمونة، وإجبار إسرائيل على التخلص من السلاح النووي المنسوب لها".
وثائق كشفت وأخرى ما زالت سرية
قبل أشهر وفي ذروة تهديد إسرائيل بقصف النووي الإيراني، كشف أفنير كوهين، المؤرخ والشخصية الأكاديمية البارزة لمنع انتشار الأسلحة النووية والمختص في التاريخ النووي، عن مجموعة من الوثائق من أرشيف الأمن القومي الأميركي، تسلط الضوء على التفاصيل المخبأة في عالم السرية الغامض والإخفاء والخداع الذي أحاط بالبرنامج النووي الإسرائيلي في سنواته الأولى.
وكشف خلال عرضه الوثائق كيف تحايلت إسرائيل على الولايات المتحدة التي شككت وفود التفتيش التي بعثت بهم إلى ديمونة بشكل مكثف حتى عام 1969، بوجود صناعة نووية في ديمونة. وأشار كوهين إلى أن بعض البرقيات والرسائل الأميركية المتداولة بين تل أبيب وواشنطن ما زالت قيد السرية، أما ما سمح بالكشف عنها بحسبه "احتوت على معلومات دراماتيكية حول البرنامج النووي الإسرائيلي، وتطرقت إلى تقرير صادر عن مصدرين إسرائيليين ذكرا أن إسرائيل أقرب بكثير إلى القدرة على امتلاك أسلحة نووية مما كنا نعتقد".
ويسهب كوهين في عرضه الوثائق تفاصيل مذكرة سرية من خمس صفحات لمدير قسم الأبحاث والاستخبارات في الخارجية الأميركية، توماس هيوز، وهي تحلل وتقيم التقارير الواردة من تل أبيب إلى واشنطن، مشيراً إلى أن نحو ثلث المذكرة ما زالت سرية، بناء على طلب وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أي"، لكن، يضيف "هناك الكثير الذي يمكن أن نتعلمه منها. ليس فقط حول تقارير المصادر من تل أبيب، إنما أيضاً حول الطريقة التي تم قبولها وتقييمها في واشنطن".
وفق مذكرة هيوز، فإن "لإسرائيل منشأة فصل (لإنتاج البلوتونيوم)، تقع في مجمع ديمونة، ومفاعل ديمونة يعمل بكامل قوته" يقول كوهين "اتخذ هيوز موقفاً حذراً ولم يتمكن مكتبه من إثبات أو دحض التأكيد بوجود منشأة للفصل في ديمونة وأيضاً لم تكن لديه أدلة على صحة هذه التأكيدات. مع ذلك، كان الشعور أنه لا يمكن رفض هذه التقارير بشكل عرضي، وكان هناك احتمال كبير بأنها صحيحة. واختتمت المذكرة بتوصية (من وجهة نظر استخباراتية، هناك أهمية قصوى في زيارة المفتشين الأميركيين القادمين إلى ديمونة في أقرب وقت ممكن)".
يقول كوهين إنه من أجل تعزيز صدقية هذه الرواية، كان على إسرائيل أن تنفذ حملة خداع معقدة استمرت طوال العقد الذي زار فيه الأميركيون ديمونة، لا تهدف إلى إخفاء سر نواة ديمونة، فحسب، بل أيضاً ملاءمة العديد من المكونات التكنولوجية الموجودة في الموقع- عملياً الموقع بأكمله- لدعم الادعاء بأن هذا مركز أبحاث وليس مركزاً لإنتاج المواد الانشطارية.
ويضيف "كانت عملية الاحتيال المنهجية هذه، بعيدة كل البعد عن كونها تافهة من الناحيتين السياسية والتقنية، فقد بدأ هذا مع رئيسي الحكومة (بن غوريون وأشكول) على المستوى السياسي واستمر مع قيادة ديمونة ومسؤولين كبار، الذين كانوا مسؤولين عن بناء خطة لمخطط زائف لكن ذي صدقية لديمونة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما مدى الضرر الذي ألحقته الضربات الأمريكية بالمنشآت النووية الإيرانية؟
ما مدى الضرر الذي ألحقته الضربات الأمريكية بالمنشآت النووية الإيرانية؟

الدفاع العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • الدفاع العربي

ما مدى الضرر الذي ألحقته الضربات الأمريكية بالمنشآت النووية الإيرانية؟

ما مدى الضرر الذي ألحقته الضربات الأمريكية بالمنشآت النووية الإيرانية؟ بعد أن فضل في البداية الدبلوماسية، لجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استخدام القوة بشكل غير عادي ضد إيران ليلة السبت. حيث ضرب ثلاثة من المواقع النووية الرئيسية للنظام. وزعم ترامب أن المنشآت النووية الإيرانية 'دمرت'، ​​لكن بعض المسؤولين الإيرانيين قللوا من تأثير الضربات. – تمامًا كما فعلوا عندما ضربت إسرائيل المنشآت الإيرانية لأول مرة في 13 يونيو/حزيران. مع ظهور صور الأقمار الصناعية للضربات الليلية، إليكم ما نعرفه عن الأضرار التي ألحقتها الولايات المتحدة بالبرنامج النووي الإيراني. فوردو فوردو هي منشأة تخصيب اليورانيوم الأكثر أهمية في إيران، وهي مدفونة في عمق الجبل لحمايتها من الهجمات. يعتقد أن القاعات الرئيسية تقع على عمق يتراوح بين 80 و90 مترًا (262 و295 قدمًا) تحت الأرض. ولطالما صرّح المحللون بأن الولايات المتحدة هي الجيش الوحيد في العالم الذي يمتلك نوع القنبلة اللازمة لحفر هذا العمق – وهي قنبلة GBU-57 الضخمة، التي تزن 30 ألف رطل. وقال مسؤول أمريكي لشبكة CNN إن الولايات المتحدة استخدمت ست قاذفات من طراز B-2 لإسقاط 12 من تلك القنابل. 'التي تخترق المخابئ' على الموقع. وأظهر تحليل أجرته شبكة CNN لصور الأقمار الصناعية أن الضربات الأمريكية خلفت ما لا يقل عن ستة حفر كبيرة . في موقع فوردو، مما يشير إلى استخدام قنابل خارقة للتحصينات. وأظهرت الصور، التي التقطتها ماكسار، ست حفر اصطدام منفصلة في موقعين قريبين من فوردو. ويمكن رؤية هذه الحفر. على طول سلسلة تلال تمتد فوق المجمع تحت الأرض. وقال رافائيل جروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي الهيئة الرقابية النووية التابعة للأمم المتحدة، لشبكة CNN إنه كان هناك 'تأثير. حركي مباشر' على فوردو، لكن من السابق لأوانه الحكم على ما إذا كان قد تسبب في أضرار داخلية للموقع تحت الأرض. وقال 'بالطبع لا يمكن استبعاد (احتمال) وقوع أضرار كبيرة هناك'. صور الأقمار الصناعية وقال ديفيد ألبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، لشبكة CNN، إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى 'أن قدرًا كبيرًا من الضرر. ربما يكون قد لحق بقاعة التخصيب والقاعات المجاورة التي توفر الدعم للتخصيب'. وقال أولبرايت 'من المحتمل جدا أن يكون هناك تدمير كامل للقاعة تحت الأرض'، مؤكدا أن التقييم الكامل للأضرار سيستغرق وقتا. واتفق إن آر جينزن جونز، وهو متخصص في الذخائر ومدير شركة الأبحاث 'خدمات أبحاث التسليح' (ARES). ، على أن هناك ما لا يقل عن ست نقاط دخول إلى فوردو بعد الضربات الأميركية. وقال جينزن جونز لشبكة CNN: 'إن فتحات الدخول المركزية الأكبر في المجموعتين لها أشكال غير منتظمة . وتشير إلى أن ذخائر متعددة ضربت نفس الموقع الدقيق'. نظرية الهجوم على هدف مدفون وأضاف أن 'هذا يتوافق مع نظرية الهجوم على هدف مدفون على عمق كبير مثل موقع فوردو، والذي يتطلب استخدام . عدة ذخائر خارقة يتم إطلاقها بدقة ومعايرة بعناية لتحطيمها وتفجير طريقها إلى المناطق الأعمق والأكثر حماية في الموقع'. وأظهرت صور الأقمار الصناعية أيضًا تغييرات كبيرة في لون سفح الجبل حيث توجد المنشأة، مما يشير. إلى أن منطقة واسعة كانت مغطاة بطبقة من الرماد الرمادي في أعقاب الضربات. على الرغم من تصريح وزير الخارجية الإيراني بأن الولايات المتحدة تجاوزت 'خطًا أحمر كبيرًا'، قلل قادة إيرانيون. آخرون من شأن تأثير الضربات. وقال منان رئيسي، النائب عن مدينة قم القريبة من فوردو، إن الأضرار الناجمة عن الهجوم 'سطحية للغاية'. نطنز نطنز هو موقع أكبر مركز لتخصيب اليورانيوم في إيران، وقد استهدف في الهجوم الإسرائيلي الأولي على إيران في 13 يونيو/حزيران. ويضم الموقع ستة مبانٍ فوق الأرض وثلاثة هياكل تحت الأرض، والتي تضم أجهزة الطرد المركزي – وهي تقنية . رئيسية في التخصيب النووي، وتحويل اليورانيوم إلى وقود نووي. تضررت المنشآت فوق الأرض جراء الهجوم الإسرائيلي الأولي. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية . أن الضربات ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية الكهربائية في المحطة. ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية قد تسببت في أضرار مباشرة للمنشآت تحت الأرض، فإن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت إن انقطاع التيار الكهربائي عن قاعة الشلال تحت الأرض 'ربما ألحق الضرر بأجهزة الطرد المركزي هناك'. استهدفت الولايات المتحدة أيضًا نطنز في عمليتها ليلة السبت. وصرح مسؤول أمريكي بأن قاذفة من طراز بي-2 أسقطت قنبلتين . خارقتين للتحصينات على الموقع. كما أطلقت غواصات تابعة للبحرية الأمريكية 30 صاروخ كروز من طراز TLAM على نطنز. وأصفهان، وهو الموقع الإيراني الثالث الذي تستهدفه الولايات المتحدة. أظهر تحليل أجرته شبكة CNN لصور الأقمار الصناعية ظهور حفرتين جديدتين في الموقع، يرجَّح أنهما ناجمتان عن القنابل الخارقة للتحصينات.و تقع الحفرتان – إحداهما بقطر حوالي 5.5 متر، والأخرى حوالي 3.2 متر، وفقًا لصور ماكسار – مباشرةً فوق أجزاء من المجمع الواقع تحت الأرض. ولم يتضح بعد مدى الأضرار التي لحقت بالموقع تحت الأرض. أصفهان تعد مدينة أصفهان، في وسط إيران، موطنًا لأكبر مجمع للأبحاث النووية في البلاد. شيّد المرفق بدعم من الصين، وافتُتح عام ١٩٨٤، وفقًا لمنظمة مبادرة التهديد النووي غير الربحية. ويعمل في أصفهان حوالي ٣٠٠٠ عالم، ويُشتبه في أن الموقع 'يُشكّل مركزًا' للبرنامج النووي الإيراني. في أعقاب الضربات الأمريكية، ظهر ما لا يقل عن 18 مبنى مدمرًا أو جزئيًا في صور الأقمار الصناعية، وفقًا لتحليل أجرته شبكة CNN. وقد اسودّ الموقع بشكل واضح نتيجةً لكثافة الأنقاض التي قذفتها الضربات. وقال أولبرايت إن التقارير الأولية تشير إلى أن الولايات المتحدة ضربت أيضا مجمعات أنفاق بالقرب . من موقع أصفهان، 'حيث يخزنون عادة اليورانيوم المخصب'. إذا تأكد ذلك، قالت أولبرايت إن هذا سيُظهر أن الولايات المتحدة تسعى إلى التخلص من مخزونات إيران . من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% و60%. يُخصب اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة بنسبة 90%. وفي وقت لاحق من يوم الأحد، قال تقييم نشره معهد العلوم والأمن الدولي إن أصفهان 'تعرضت لأضرار جسيمة'. وقال المعهد في تقييمه إن منشأة تحويل اليورانيوم الرئيسية في المجمع، والتي تحول اليورانيوم الطبيعي إلى شكل يورانيوم. يدخل في أجهزة الطرد المركزي الغازية، 'تضررت بشدة'. كما لوحظت أضرار أيضًا في مداخل الأنفاق المؤدية إلى المجمع تحت الأرض، حيث انهارت ثلاثة على الأقل من مداخل الأنفاق الأربعة. وقال المعهد إنه رأى صورا التقطتها الأقمار الصناعية يوم الجمعة تظهر ردم مداخل النفق بالتربة. وأضافت أن 'هذا الإجراء من المرجح أن يكون إجراء احترازيا لاحتواء انفجار أو منع انتشار المواد الخطرة من الخروج من المنشأة'. الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook

«الطاقة الذرية» تطالب بالوصول للمنشآت النووية الإيرانية
«الطاقة الذرية» تطالب بالوصول للمنشآت النووية الإيرانية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

«الطاقة الذرية» تطالب بالوصول للمنشآت النووية الإيرانية

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الاثنين، إن القصف الأميركي ربما ألحق أضراراً «جسيمة» بأجزاء من منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وطالب بالوصول إلى المنشآت النووية الإيرانية للكشف على مخزون اليورانيوم العالي التخصيب. وأسقطت الولايات المتحدة أكبر قنابل تقليدية في ترسانتها على منشآت نووية إيرانية فجر الأحد، وذلك في أول استخداماتها لتلك الذخائر الخارقة للتحصينات في القتال، سعياً للقضاء على مواقع تشمل منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم المقامة أسفل جبل. وقال غروسي إنه «لا أحد، بما في ذلك الوكالة نفسها، يستطيع في الوقت الراهن تقدير حجم الأضرار التي لحقت بالمنشأة النووية الإيرانية تحت الأرض في فوردو»، والتي تعد الموقع الرئيس لتخصيب اليورانيوم ضمن البرنامج النووي الإيراني. ودعا غروسي إلى إبقاء باب الحوار والدبلوماسية مفتوحاً، قائلاً: «نحن أمام فرصة لاستئناف هذا الحوار، لأن إغلاق هذا الباب قد يؤدي إلى مستويات بالغة الخطورة من الدمار، ويقوض النظام الدولي لمنع الانتشار النووي». كان غروسي يتحدث صباح يوم الاثنين أمام اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 دولة في فيينا، حيث عرض النتائج الأولية التي توصّل إليها مفتشو الوكالة عقب الضربات الأميركية التي استهدفت المواقع النووية الإيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو. وقال: «تأكدنا من أن الولايات المتحدة استخدمت بالفعل أسلحة خارقة للتحصينات للوصول إلى هذه المواقع». وأعرب غروسي عن استعداده للتوجه فوراً إلى إيران برفقة فريق من المفتشين، بهدف التأكد من الطابع السلمي للمنشآت النووية الإيرانية. وشدد على أن «الشرق الأوسط بحاجة ماسة إلى الدبلوماسية، ولا بد من العودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات، والسماح لمفتشي الوكالة بالوصول مجدداً إلى المواقع النووية، لتوثيق وجود كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة». وخلافاً للاجتماع الطارئ الذي عقده مجلس محافظي «الوكالة الذرية» مطلع الأسبوع الماضي بطلب من روسيا وإيران، عقب الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية، جاء اجتماع هذا الأسبوع بناءً على طلب غروسي، وذلك في أعقاب تقارير وردت من خبراء الوكالة التابعة للأمم المتحدة بشأن التداعيات المحتملة للضربات الأميركية على الأمن والسلامة النوويين، وعدم قدرة المفتشين الموجودين حالياً في إيران على تقييم هذه الأضرار. ورأى دبلوماسيون معنيون بالملف النووي الإيراني في فيينا أن التحذير الذي تضمنته تصريحات غروسي من أن عدم العودة إلى طاولة المفاوضات قد يؤدي إلى دمار بالغ الخطورة، وهو ما لمح إليه أيضاً خلال مثوله أمام مجلس الأمن الدولي الأحد، ينطوي على تهديد مبطن بإمكانية تنفيذ المزيد من الضربات الأميركية ضد المنشآت النووية الإيرانية، والتي لا يزال الغموض يكتنف حجم الأضرار التي لحقت بها جراء الضربات الأولى. وقال غروسي في إحاطته إن العالم يعيش اليوم في خضمّ نزاع بالغ الخطورة، لكن لا تزال هناك فرصة سانحة للعمل الدبلوماسي لا ينبغي إهدارها قبل فوات الأوان. ودعا إلى تحرك عاجل يبدأ بالعودة إلى طاولة المفاوضات، يتبعه تمكين خبراء الوكالة ومفتشيها من العودة إلى المواقع النووية الإيرانية الخاضعة لنظام الضمانات بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. ونبّه غروسي إلى أن نقل المواد النووية الخاضعة لاتفاق الضمانات إلى مواقع أخرى يجب أن يتم تحت إشراف ومراقبة الوكالة، مشدداً على أن ذلك يستلزم وقف العمليات العسكرية، وضمان سلامة المفتشين الموجودين في تلك المواقع. وأفاد غروسي بأنه تم التأكد من وجود فوهات واسعة في موقع فوردو النووي، إلا أن تقدير حجم الأضرار بدقة لا يزال متعذراً في الوقت الراهن. وأوضح أن تقديرات الخبراء تشير إلى أن الأضرار قد تكون جسيمة، نظراً لنوع الذخائر التي استُخدمت في استهداف المنشأة، والحساسية العالية للمواد الموجودة فيها تجاه الاهتزازات والانفجارات. وأضاف غروسي أن الأنفاق المستخدمة لنقل اليورانيوم داخل الموقع تبدو مدمَّرة بالكامل. وفي بيانه أمام مجلس المحافظين، قال المندوب الأميركي إن التهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني لا يمكن تجاهله بأي شكل من الأشكال، مؤكداً أن بلاده لم تُقدم على ضرب المواقع الإيرانية إلا بعد دراسة متأنية شملت اتخاذ جميع التدابير الاحترازية الممكنة لحماية الشعب الإيراني. ورداً على الاتهامات الإيرانية التي وُجهت إلى الوكالة الذرية بأنها كانت على علم مسبق بخطوات الإدارة الأميركية، أو أنها متواطئة معها، قال المندوب الأميركي إن بلاده ترفض بشكل قاطع هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة. تجدر الإشارة إلى أن لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني كانت قد اقترحت على المجلس الأعلى للأمن القومي منع دخول غروسي إلى إيران بشكل دائم. ومن جانبه، استهل المندوب الإيراني كلمته أمام مجلس محافظي الوكالة بالرد على تصريح غروسي الذي أعرب فيه عن استعداده لزيارة إيران في أي لحظة، قائلاً: «أنصحك بعدم القدوم، حتى لو تمّت دعوتك رسمياً، لأنك قد تكون عرضة للضربات العشوائية التي تشنّها إسرائيل ضد المواقع المدنية في طهران». وأضاف المندوب الإيراني أن «زمن الإفلات من العقاب قد ولّى»، مشدداً على أن بلاده ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن نفسها. وفي بيان دول مجلس التعاون الخليجي، الذي تلاه محافظ الكويت لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دعت المجموعة الخليجية إلى الوقف الفوري للتصعيد، ومنع انزلاق المنطقة نحو الفوضى والدمار، وتقويض فرص السلام. وحذّرت الدول الخليجية من اتساع رقعة الصراع، وما قد يترتب عليه من تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي، مؤكدة على أهمية استخلاص الدروس من تجارب المنطقة السابقة في الحروب والنزاعات، وما تحمله من عِبَر يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. ونقلت وسائل إعلام إيرانية في وقت سابق عن رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف قوله: «نسعى في البرلمان إلى إقرار مشروع قانون مِن شأنه تعليق تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى نحصل على ضمانات موضوعية لتصرُّف هذه المنظمة الدولية بصورة مِهنية». وأضاف قاليباف أن طهران لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية. وقال: «العالم رأى بوضوح أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تفِ بأي من التزاماتها، وصارت أداة سياسية». وصرح النائب والقائد في «الحرس الثوري» الإيراني إسماعيل كوثري بأنه قدم اقتراحاً إلى المجلس الأعلى للأمن القومي لمنع دخول مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إلى إيران بشكل دائم.

إسرائيل تضرب قلب طهران ومحيط منشأة «فوردو» النووية
إسرائيل تضرب قلب طهران ومحيط منشأة «فوردو» النووية

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

إسرائيل تضرب قلب طهران ومحيط منشأة «فوردو» النووية

استهدفت إسرائيل، اليوم (الاثنين)، محيط موقع «فوردو» النووي الإيراني المحصّن في عمق جبل في جنوب طهران، وفق الإعلام المحلي الإيراني، فيما أكدت الدولة العبرية استهداف مقر قيادة لـ«لحرس الثوري» وسجن «إيفين»، وتكثيف الضربات على العاصمة، في اليوم الحادي عشر للحرب. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ ضربات جوية لـ«قطع طرق الوصول» إلى موقع فوردو الإيراني. يأتي ذلك غداة ضربات أميركية استهدفت منشأة «فوردو» المحفورة في جبل، مع منشأتين نوويتين أخريين، توعّدت إيران بأنّ عواقبها ستكون «وخيمة». ومع دخول الحرب بين إيران والدولة العبرية يومها الحادي عشر، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن الجيش يضرب «بقوة غير مسبوقة» أهدافاً تابعة للنظام في وسط العاصمة الإيرانية. وأكد كاتس أن من بين الأهداف «سجن إيفين... ومقرّات الأمن الداخلي لـ(الحرس الثوري)». وذكر الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 50 مقاتلة هاجمت مراكز قيادة عسكرية ومواقع لإنتاج الصواريخ والرادارات في طهران. من جانبها، أعلنت السلطة القضائية في إيران أنّ ضربات إسرائيلية استهدفت سجن «إيفين» في طهران، مما ألحق أضراراً في أجزاء منه. وقال موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية: «في أحدث هجوم للكيان الصهيوني على طهران، سقطت مقذوفات على سجن (إيفين) للأسف، مما تسبّب في أضرار في أجزاء من المنشأة»، وأفادت وسائل إعلام إيرانية بانقطاع للكهرباء في شمال طهران بعدما تعرض مصدر للكهرباء في حي «إيفين» بشمال طهران لضربة، فيما أعلن الدفاع الجوي الإيراني أنه تمكن من تدمير أكثر من 130 طائرة مُسيرة في مناطق متفرقة من البلاد منذ اندلاع المواجهات مع إسرائيل قبل أكثر من عشرة أيام. تصاعُد الدخان جراء غارة إسرائيلية على ميدان ونك في شمال طهران وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين، في بيان متلفز، إن الطائرات الإسرائيلية «تكثّف الضربات في منطقة طهران، مستهدفةً مقر قيادة (الحرس الثوري)». وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّه ينفّذ ضربات على مواقع عسكرية في كرمنشاه في غرب إيران، وعلى «أهداف عسكرية» في طهران، حيث أفاد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» بسماع دويّ انفجارات قوية. وأعلنت وكالة أنباء «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» استهداف منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم، وهي موقع محصّن تحت الأرض على عمق نحو 90 متراً، على بعد 180 كيلومتراً جنوب العاصمة الإيرانية. تصاعُد الدخان جراء غارة إسرائيلية على كرج في غرب طهران ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم هيئة إدارة الأزمات في محافظة قم، قوله: «هاجم المعتدي موقع (فوردو) النووي مجدداً». وتوعّد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية إبراهيم ذو الفقاري، اليوم، بـ«عواقب وخيمة» رداً على هذه الضربات. وأكد أن «هذا العمل العدواني... سيوسّع نطاق الأهداف المشروعة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية وسيفتح الطريق لتوسيع الحرب في المنطقة». وأفاد «الهلال الأحمر» الإيراني بأنّ غارة إسرائيلية أصابت موقعاً قرب مبناه في شمال طهران. وأرفق منشوراً عبر «تلغرام» بمقطع فيديو يُظهر تصاعد الدخان من موقع الهجوم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store