
اليمن: بارقةُ أمل في تغيير مفاهيمِ القوة والخوف لدى العرب
تشهد الساحة العربية منذ عقود طويلة حالة من الخوف والرهبة من القوى الكبرى في العالم، تلك القوى التي غرست في الذهنية العربية أنها القوة التي لا تقهر، وجعلت من نفسها محط رعبٍ. فالولايات المتحدة و(إسرائيل)، ومعهما الدول الغربية تتعمد عبر سيطرتها الإعلامية والسياسية إيصال رسائل بأن قوتها العسكرية والاقتصادية لا يمكن مواجهتها.
فأصبح العرب يتعاملون مع تلك الخدعة كحقيقة مسلِّم بها، غافلين عن قدرتِهم الذاتية على فرضِ واقعٍ مغايرٍ لو اتحدت الإرادَةُ والعزيمةُ وعرفوا مكامن ضعفهم. لكن اليمن، وفي ظل واقع من التحديات والمؤامرات وما رافقها من أزمات متعددة، استطاع أن يكسر هذا الحاجز الذهني ويعيد تعريف مفاهيم القوة والخوف.
فعلى الرغم من الهجمات المتكرّرة والتحالفات العسكرية المتعددة التي حاولت فرض وصايتها على اليمن ليكون إحدى أدواتها في المنطقة، وقف اليمن كأنه الجبل الشامخ، مؤكّـدًا أن قوة الإرادَة يمكن أن تُهزم أمامها كُـلّ الآلات الحربية. فالصمود الذي أظهره اليمن يعكس بوضوح أن الغلبة ليست دائمًا للأكثر عتادًا، بل للأكثر إصرارًا.
لقد شهد العالم تحالفًا غير مسبوق من قوى أجنبية كبرى وأُخرى عربية، اجتمعت جميعها في محاولة لفرض واقع التبعية على اليمن، مستخدمين في ذلك أسلحة وأموال تتجاوز بكثير الإمْكَانيات المتاحة لليمنيين.
ومع ذلك، كانت النتيجة على عكس المتوقع تمامًا؛ فقد وقف اليمن، رغم جراحه وما لحقه من دمار، كصخرة صلبة أمام كُـلّ تلك المحاولات، محطمًا جميع التوقعات
فالهزيمة التي لحقت بالتحالف الدولي ضد اليمن كانت مفاجأة بكل المقاييس، وكان وقعها كَبيرًا لدرجة أن الكثير لم يستطيعوا تصديقها. لقد أثبتت الأحداث أن الثقة بالله والتضامن الداخلي، والتمسك بالحق في مواجهة الباطل، يمكن أن يهزم كُـلّ قوة مهما بلغت من العظمة والجبروت.
هذه الحقيقة التي قدمها اليمن للعرب كهدية ثمينة قدم خلالها الكثير من التضحيات ليفتح أمامهم أبواب الوعي على مصراعيها، لتعيد تشكيل التصورات حول مفهوم الخوف والقوة، فقد خرج اليمن ليحطم هذه القيود الذهنية، مقدمًا مفهومًا جديدًا عن الصمود والتحدي.
في خضم الأزمات المتلاحقة التي شهدها وعلى مدار سنوات، استطاع اليمن أن يُظهر للعالم بأسره، والعرب على وجه الخصوص، أن قوة الإرادَة والصلابة لا تقاس فقط بالعتاد والجيوش، بل أَيْـضًا بالصمود والإصرار على نيل الكرامة والحرية.
ما حقّقه اليمن لم يكن مُجَـرّد مقاومة لأطماع خارجية، بل كان درسًا بليغًا في العزة والكرامة لكل عربي. ما فعله اليمن هو برهان قاطع أن الخوف من القوى الكبرى يمكن كسره، وأن العرب ليسوا مجبرين على التعايش مع واقع مرير يصنعه الآخرون لهم، وكان ذلك بمثابة إحياء للأمل وإعادة لروح الاعتزاز بالهوية والحق في الحياة. لأية أُمَّـة، مهما كانت ضعيفة أَو مستضعفة قادرة على تغيير مسار تاريخها إذَا توافرت لديها الإرادَة.
وهنا تظل الدروس التي قدمها اليمن حية وخالدة في ذاكرة كُـلّ عربي ومسلم يطمح إلى مستقبل ينعم فيه بالحرية والعزة بان من يجب أن نخافه هو الله ومن يجب أن نستعين به وبقوته هو الله سبحانه وتعالى. لقد حان الوقت للعرب كي يثقوا بالله ثم بقدراتهم، ويتجاوزوا حاجزَ الخوف الذي صُنع لهم منذ عقود.
إن إرادَة الشعوب، بوعيها وتضامنها، قادرة على رسم ملامح تاريخ جديد، تتوارثه أجيال المستقبل بفخر واعتزاز، وتكسر حاجز الخوف الوهمي لتعيش مستقلة بقرارها، مستغلة لثرواتها بعيدًا عن التبعية الفكرية والاقتصادية والابتزاز السياسي. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ شعفل علي عمير

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 3 ساعات
- المشهد اليمني الأول
"فلسطين حرة"... صرخة أخرى ترعب الصهاينة حول العالم
مع تنامي الوعي الشعبي عالميًا، تتعاظم أهمية الأصوات المطالِبة بتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، ويأتي في طليعة هذه الشعارات 'فلسطين حرة'، النداء الذي يردّده الأحرار في كل مسيرة دولية، وقد بات رمزًا للحرية، وهتافًا عابرًا للقارات يُعرّف بمظلومية أهل غزة وكل فلسطين المحتلة. لقد كان لعملية طوفان الأقصى الأثر الأكبر في كشف حقيقة ما يجري داخل فلسطين، حيث بات العالم أكثر إدراكًا للطرف المعتدي والطرف المعتدى عليه، في ظل مشهد دموي لا يترك مجالًا للحياد أو التبرير. ورغم أن الشعار بدأ كهتاف سلمي في التجمعات المتضامنة مع غزة، فقد سارعت دول غربية عديدة – وعلى رأسها الولايات المتحدة – إلى فرض حظر غير قانوني عليه، لتتحول حرية التعبير إلى جريمة. ولم يسلم النشطاء من الاعتقال، سواء في الجامعات أو الشوارع أو حتى على منصات التواصل، التي بدورها مارست عقوبات رقمية كتقييد الحسابات أو إغلاقها لمجرد ترديد شعارات داعمة للشعب الفلسطيني. ومؤخرًا، حظرت شركة مايكروسوفت استخدام أي بريد إلكتروني يحمل عبارات تنتقد إسرائيل، بما في ذلك كلمة 'فلسطين'. لكن هذه الإجراءات القمعية لم تُضعف صوت التضامن، بل زادت من شعبية الشعارات الفلسطينية، وعلى رأسها شعار 'فلسطين حرة'، الذي أصبح أكثر انتشارًا وتأثيرًا. كما ساهم في توسيع دائرة الوعي بقضية فلسطين، ورفع من معدلات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، وأدى إلى تعميق عزلة الكيان المحتل، وكشف تناقض الخطاب الغربي، خاصة في الولايات المتحدة ودول التطبيع، التي تدّعي الدفاع عن الحرية بينما تجرّم الهتاف من أجلها. وكما هي عادته، أشهر اللوبي الصهيوني في واشنطن ورقة 'معاداة السامية' لتبرير قمع المتضامنين، وهو الشعار ذاته الذي يُستخدم مرارًا لتغطية جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان المؤقت في فلسطين وخارجها. وقد أدى هذا الاستخدام الدموي والمسيّس لتهمة معاداة السامية إلى انكشاف زيف الادّعاءات، وتعزيز الوعي العالمي بحقيقة النفوذ الصهيوني داخل مراكز القرار الأمريكي، وفضح استغلال هذه التهمة كغطاء للإبادة لا كوسيلة لمنعها، كما يروج الإعلام الداعم لإسرائيل. لقد كشف شعار 'فلسطين حرة' عن أهمية الكلمة والهتاف كأداة من أدوات الحرب النفسية، حيث أثبت أن الصرخة في وجه الظلم ليست مجرّد تعبير، بل سلاحٌ لا دموي يرعب المجرمين، ويهزّ أركان منظومات الاحتلال والدعاية المضادة. فحين ترتفع الهتافات في الشوارع والجامعات، وتُدوّي في الفضاء الرقمي، يشعر المعتدي بأن صورته تنهار أمام الرأي العام، وأن الأكاذيب التي بناها لعقود تتفكك أمام وعي الشعوب. إنها مواجهة ناعمة في الشكل، لكنّها عميقة التأثير، لأنها تُسقط الشرعية الأخلاقية عن المحتل وتُجرده من غلافه الإعلامي والسياسي. وهنا يبرز تساؤل مشروع: إذا كان شعار 'فلسطين حرة' بكل سلميته وبساطته يثير هذا القدر من القلق والرعب في الكيان الصهيوني ومعسكره الداعم، فكيف هو الحال مع شعارات أكثر حدة وصراحة، كصرخة أنصار الله التي أطلقها السيد حسين بدر الدين الحوثي، والتي تضمنت عبارة 'الموت لإسرائيل'؟ إن عبارة 'الموت لإسرائيل' لا تعبّر عن رغبة في الإبادة، كما يزعم خصومها، بل تحمل مضمونًا سياسيًا وأخلاقيًا واضحًا: رفض الوجود الاستعماري، ومواجهة منظومة العدوان، وتعرية الاحتلال من شرعيته المزعومة. إنها صرخة تعبّر عن وعي عميق بأن إسرائيل ليست مجرد دولة محتلة، بل رأس حربة في مشروع عالمي يسعى للهيمنة واستعباد البشرية وتقسيم المنطقة ونهب ثرواتها. وقد أثبت الواقع أن هذه الصرخة كانت كفيلة بتعبئة أجيال كاملة على قاعدة الرفض والمقاومة، حتى تحوّلت إلى مصدر قلق مزمن لدى اللوبيات الصهيونية التي تخشى من انتشارها في وعي الشعوب أكثر من خشيتها من أي سلاح. إن ردود الأفعال الغاضبة والمرتبكة تجاه شعار سلمي كهذا تكشف هشاشة الكيان أمام الصوت الحر، وتؤكد أن مجرد الهتاف بالحق يشكّل تهديدًا استراتيجيًا لمن اعتاد على احتكار السردية وتزييف الوعي. فالكلمة التي تخرج من قلب الشعوب قد تكون أبلغ من الرصاص، وأبقى أثرًا من كل آلات الحرب. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ محمد محسن الجوهري


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 4 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
وقفات قبلية بمديريات محافظة صنعاء نصرة لغزة وإعلانا للبراءة من الخونة
صنعاء - سبأ : نظمت في عدد من مديريات محافظة صنعاء اليوم وقفات قبلية مسلحة، إعلاناً للبراءة من الخونة والعملاء، ودعماً ونصرةً لغزة تحت شعار "هم العدو فاحذرهم ". ورفع المشاركون في الوقفات التي نظمت في عزل الرسول الأعظم بمديرية سنحان وبني بهلول وجبل اللوز بمديرية الطيال، وغظران وذي مرمر بمديرية بني حشيش، العلمين اليمني والفلسطيني وشعار البراءة من أعداء الله. ورددوا الهتافات المنددة بالجرائم الوحشية والحصار بحق أبناء غزة ، معبرين عن استنكارهم للمواقف العربية والإسلامية المخزية من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها العدو الصهيوني في قطاع غزة. وأكدوا في الوقفات التي شارك فيها مديرو أمن المحافظة العميد مجاهد عايض وقائد فرع وحدات الأمن المركزي بالمحافظة العقيد عبد الحق السراجي ومديرو المديريات ومسؤولو التعبئة العامة والشخصيات الاجتماعية، جهوزيتهم والاستعداد الكامل لأي مواجهة أو تصعيد يستهدف الوطن وأمنه وسيادته واستقلاله. وأعلنوا البراءة من الخونة والعملاء وكل من يشارك أو يتخابر مع العدوان الأمريكي الإسرائيلي على الوطن، ممن قدموا مصالحهم الشخصية على المصلحة الوطنية، مؤكدين وجوب العقوبات المتعارف عليها في الوسط القبلي عليهم. وأعلن بيان صادر عن الوقفات التفويض للسيد القائد باتخاذ إجراءات الردع الصارمة لكيان العدو حتى يكف عن إجرامه بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وندد بتصعيد العدو الصهيوني من الجرائم البشعة والإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة، الذين يعانون من الجوع والعطش في حالة مأساوية غير مسبوقة إلى جانب جرائم القتل والتدمير المتواصلة في ظل موقف عربي وإسلامي مخزٍ، وتخاذل عالمي مهين. وأكد البيان استمرار الوفاء والثبات على الموقف المشرف المساند للشعب الفلسطيني، معبرا عن الاعتزاز بعمليات القوات المسلحة ضد كيان العدو الصهيوني، والتي ألحقت به الضرر الكبير، والتأييد المطلق والافتخار بها. كما أكد أن الشعب اليمني لن يتراجع عن مواقفه المساندة للحق الفلسطيني، بل سيواصل رفضه لتلك الجرائم بكل ثبات ويقين ووفاء، حتى يكتب الله النصر والفرج لغزة. ودعا البيان شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك والخروج من حالة الصمت، إلى تسجيل موقف عملي تجاه هذه الجرائم وغسل عار الصمت والتخاذل. وأشاد بالصمود الأسطوري والملاحم البطولية التي يسطرها أبناء غزة مقاومة وشعبًا أمام آلة الحرب والإجرام الصهيونية، داعياً الأمة إلى استلهام دروس الثبات والصبر والعطاء منهم. ودعا البيان إلى استمرار التحشيد والتعبئة للالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة والتعبئة والتدريب والتأهيل ورفد مراكز التدريب بالمقاتلين استعدادًا للمواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، والاستعداد للمشاركة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 5 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
طلاب الدورات الصيفية بالحداء يزورون العاصمة صنعاء وضريح الشهيد الرئيس الصماد
صنعاء - سبأ : زار عدد من طلاب المدارس الصيفية في مديرية الحداء بمحافظة ذمار اليوم، العاصمة صنعاء، ضمن برنامج التوعية الهادف إلى تعزيز الهوية الإيمانية والانتماء الوطني في نفوس الطلاب. وخلال الزيارة ومعهم عضو مجلس الشورى صالح بينون، والوكيلان المساعدان لوزارة الشباب والرياضة طارق حنش، وأمانة العاصمة ناجي القوسي، ومدير مكتب الشباب بمديرية الحداء عبد الله الأحمدي، وضع الطلاب إكليلا من الزهور على ضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد ورفاقه في ميدان السبعين، وقرأوا الفاتحة على أرواحهم تعبيرًا عن الوفاء لتضحياتهم في سبيل الله والدفاع عن الوطن. كما شملت الزيارة عددا من المعالم التاريخية والدينية في العاصمة صنعاء، من ضمنها الجامع الكبير في صنعاء القديمة، الذي يعد أحد أقدم المساجد الإسلامية، وكذا جامع الشعب في مديرية السبعين، واطلعوا على ما يحتويانه من معالم ونفائس أثرية. وأكد الزائرون أهمية مثل هذه الزيارات لتعريف الأجيال الصاعدة بتاريخ اليمن المجيد، وترسيخ الولاء للوطن.