logo
واشنطن تستعد لإخلاء سفاراتها في العراق والبحرين والكويت

واشنطن تستعد لإخلاء سفاراتها في العراق والبحرين والكويت

العربي الجديدمنذ يوم واحد

قال مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي اليوم الأربعاء إن
السفارة الأميركية
في العراق تستعد لإخلاء منظم نظراً لتزايد المخاطر الأمنية في المنطقة، وذلك بالتزامن مع استعدادات مماثلة تجريها
وزارة الخارجية الأميركية
لإصدار أوامر لموظفي سفارتي واشنطن في البحرين والكويت غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم بمغادرة البلدين، لكن سفارة واشنطن في الكويت نفت ذلك. وفي غضون ذلك، قال مسؤول أميركي لوكالة رويترز إنّ
الجيش الأميركي
سيسمح لعائلات العسكريين الأميركيين في البحرين بمغادرة المملكة مؤقتاً بسبب التوتر المتصاعد في المنطقة.
ونقل مراسل لموقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول دفاعي قوله إن القيادة المركزية الأميركية تعمل بتنسيق وثيق مع نظرائها في وزارة الخارجية، "بالإضافة إلى حلفائنا وشركائنا في المنطقة، للحفاظ على جاهزية دائمة لدعم أي مهام حول العالم في أي وقت"، مضيفاً: "تظل سلامة وأمن أفراد جيشنا وعائلاتهم على رأس أولوياتنا، وتراقب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) تطورات التوتر في الشرق الأوسط".
وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده قد قال، في وقت سابق اليوم الأربعاء، إنّ طهران ستستهدف قواعد أميركية في المنطقة إذا فشلت المحادثات النووية أو اندلع صراع مع واشنطن. وقال مسؤول أميركي آخر لـ"رويترز": "من المقرر أن تجري وزارة الخارجية إخلاء منظماً للسفارة الأميركية في بغداد. الهدف هو القيام بذلك عبر الوسائل التجارية، لكن الجيش الأميركي مستعد للمساعدة في حال طلب منه ذلك". وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفقاً لمقابلة نشرت اليوم الأربعاء إنه بات أقل ثقة تجاه موافقة إيران على وقف تخصيب اليورانيوم بموجب اتفاق مع واشنطن.
وقال مسؤول أميركي آخر إنه لم يطرأ أي تغيير على العمليات في قاعدة العديد الجوية في قطر، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، وإنه لم يصدر أي أمر إخلاء للموظفين أو العائلات المرتبطة بالسفارة الأميركية في قطر، والتي تعمل كالمعتاد. وهدد ترامب إيران مراراً بتوجيه ضربة عسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
الخارجية الأميركية لـ"العربي الجديد": القرار جاء بناءً على أحدث تحليلاتنا
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، ردًا على سؤال لـ"العربي الجديد"، إن إدارة ترامب قررت تقليص حجم بعثتها في العراق، وذلك "بناءً على أحدث تحليلاتنا"، على حدّ قوله. وأضاف المسؤول، في معرض رده على سؤال بشأن موقف المفاوضات مع إيران ومدى ارتباطه بقرار تقليص حجم البعثات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، أن "الرئيس دونالد ترامب ملتزم بالحفاظ على سلامة الأميركيين في الداخل والخارج، وتماشيًا مع هذا الالتزام نقيم الوضع الأمني المناسب في جميع سفاراتنا، وبناءً عليه اتخذنا قرار تقليص حجم بعثتنا في العراق". وأعرب ترامب في بودكاست لشبكة "نيويورك بوست" عن شعوره بإنه أصبح "أقل ثقة" بشأن احتمالات التوصل إلى صفقة مع إيران في ظل المفاوضات الحالية التي تستهدف الحد من قدرتها على تطوير سلاح نووي.
سفارة واشنطن في الكويت تنفي
من جهتها، أكدت السفارة الأميركية لدى دولة الكويت، اليوم الأربعاء، أنها لم تُجرِ أي تعديل على عدد موظفيها، وأنها تواصل عملها بشكل كامل "كالمعتاد". وجاء ذلك في بيان أصدرته السفارة عقب إعلان الإدارة الأميركية عن تقليص حجم بعثتها الدبلوماسية في العراق، في إطار ما وصفته بـ"إجراءات دورية لتقييم الأوضاع الأمنية".
وأوضح البيان أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "ملتزم بالحفاظ على سلامة الأميركيين في الداخل والخارج"، وأن تقليص عدد موظفي السفارة في العراق جاء بناء على "تحليلات محدثة"، لكن هذا القرار "لا يشمل السفارة الأميركية في الكويت"، بحسب البيان. وشدّدت السفارة على أن "وضع الموظفين لم يتغير"، وأن عملها مستمر "بكامل الجاهزية".
العراق لم يرصد أي حدث أمني
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء العراقية الرسمية، نقلاً عن مصدر حكومي، اليوم الأربعاء، أن العراق لم يرصد أي حدث أمني يستدعي إجلاء الموظفين الأميركيين من السفارة في بغداد. وكانت المصادر الأميركية والعراقية قد ذكرت أن قرار واشنطن بمغادرة مواقع في أنحاء الشرق الأوسط، يأتي بسبب تزايد المخاطر الأمنية في المنطقة.
بعثة إيران بالأمم المتحدة: التهديد باستخدام "القوة" لن يغيّر الحقائق
إلى ذلك، قالت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، إن التهديد باستخدام "القوة الساحقة" ضدها لن يغيّر الحقائق، مؤكدة أن طهران لا تسعى إلى امتلاك سلاح نووي، وأن السياسات العسكرية الأميركية تسهم في زعزعة الاستقرار الإقليمي. وأوضحت البعثة، في سلسلة منشورات على منصة إكس، أن "الدبلوماسية، وليس الوسائل العسكرية، هي السبيل الوحيد للمضي قدماً"، مشددة على أن "العسكرة الأميركية لا تؤدي إلا إلى تأجيج عدم الاستقرار". وجاء في بيان البعثة أن "إرث القيادة المركزية في تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي من خلال تسليح المعتدين وتمكين الجرائم الإسرائيلية، يجردها من أي مصداقية للتحدث عن السلام أو منع الانتشار النووي".
أخبار
التحديثات الحية
إيران تهدد بضرب القواعد الأميركية "عند المواجهة".. وثقة ترامب تتراجع
وهددت إيران، اليوم الأربعاء، بضرب القواعد الأميركية في المنطقة حال المواجهة مع واشنطن، في ظل ترقب ما ستفضي إليه المفاوضات النووية بين البلدين. وقال وزير الدفاع الإيراني: "في حال فُرضت علينا مواجهة، سنضرب جميع القواعد الأميركية في المنطقة"، مضيفاً أن "بعض مسؤولي الطرف الآخر لطالما يهددون بأنه إذا لم تتوصل المفاوضات إلى نتيجة، سيؤدي ذلك إلى مواجهة".
وأعرب العميد نصير زادة، في تصريحاته لوسائل الإعلام الإيرانية على هامش اجتماع الحكومة الإيرانية الأسبوعي، عن أمله في أن تفضي المفاوضات النووية إلى اتفاق، لكنه استدرك قائلاً: "أؤكد نيابة عن الشعب الإيراني والقوات المسلحة أنه إذا فرضت علينا مواجهة، فبكل تأكيد ستكون خسائر الطرف الآخر أكبر من خسائرنا، وحينها ينبغي على أميركا مغادرة المنطقة".
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عاجل: سماع أصوات انفجارات شمال شرق العاصمة طهران ووزير الدفاع الإسرائيلي يعلن حالة الطوارئ
عاجل: سماع أصوات انفجارات شمال شرق العاصمة طهران ووزير الدفاع الإسرائيلي يعلن حالة الطوارئ

BBC عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • BBC عربية

عاجل: سماع أصوات انفجارات شمال شرق العاصمة طهران ووزير الدفاع الإسرائيلي يعلن حالة الطوارئ

ورد الآن هذا الخبر العاجل. أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني، بسماع دوي انفجارات ضخمة شمال شرق العاصمة طهران في ساعة مبكرة من صباح الجمعة. ونقلت أكسيوس عن وزير الدفاع الإسرائيلي قوله، إنه في أعقاب الضربة الاستباقية التي وجهتها إسرائيل ضد إيران، من المتوقع وقوع هجوم صاروخي وطائرات بدون طيار ضد إسرائيل وسكانها المدنيين في المستقبل القريب. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن تغيير إرشادات السلامة المدنية والعامة إلى "أنشطة أساسية" تحظر الأنشطة التعليمية والتجمعات وأماكن العمل. التفاصيل بعد قليل.

الإدارة الأمريكية تُبلغ إسرائيل بأنها لن تشارك في أي ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وترامب يشير إلى "اقتراب" التوصل إلى اتفاق
الإدارة الأمريكية تُبلغ إسرائيل بأنها لن تشارك في أي ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وترامب يشير إلى "اقتراب" التوصل إلى اتفاق

BBC عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • BBC عربية

الإدارة الأمريكية تُبلغ إسرائيل بأنها لن تشارك في أي ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، وترامب يشير إلى "اقتراب" التوصل إلى اتفاق

أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكومة الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة لن تشارك بشكل مباشر في أي ضربة عسكرية إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، حسبما أفاد موقع أكسيوس يوم الخميس، نقلاً عن مصادر أمريكية وإسرائيلية. وأفادت صحيفة وول ستريت جورنال الخميس، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، أن إسرائيل مستعدة لمهاجمة إيران في الأيام المقبلة إذا رفضت طهران اقتراحاً أمريكياً للحد من برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، إن الضربة قد تُشن يوم الأحد ما لم توافق إيران على وقف إنتاج المواد الانشطارية، التي يمكن استخدامها لصنع قنبلة ذرية. ونقلت عن مسؤولَين أمريكيَين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار احتمال توجيه ضربات في محادثة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين الماضي. وأكّد ترامب الخميس أنّه لا يزال "ملتزماً التوصل إلى حلّ دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية". وكتب في منشور على منصّته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "ما زلنا ملتزمين التوصل إلى حلّ دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية! لقد صدرت توجيهات لإدارتي بأكملها بالتفاوض مع إيران"، مؤكداً أنّ الجمهورية الإسلامية "بإمكانها أن تصبح دولة عظيمة، لكن عليها أولا أن تتخلّى تماماً عن آمالها بامتلاك سلاح نووي". كما دعا ترامب إسرائيل، إلى عدم مهاجمة إيران مع "قرب" التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وقال للصحافيين في البيت الأبيض "نحن قريبون إلى حد ما من التوصل إلى اتفاق جيد للغاية". وعندما سئل عن مناقشاته الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أجاب ترامب "لا أريدهم أن يتدخلوا، لأنني أعتقد أن ذلك سينسف الأمر برمته"، قبل أن يضيف أن ذلك "قد يساعد في الأمر عملياً، لكن قد ينسفه أيضاً". ووصف ترامب نفسه مجدداً بأنه رجل سلام. وقال "أرغب في تفادي النزاع. وسيتعين على إيران التفاوض بجدية أكثر، مما يعني أنها ستضطر إلى تقديم شيء لا ترغب في تقديمه لنا حالياً". طهران تتعهد بزيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصب وفي إيران، أعلنت منظمة الطاقة الذرية ووزارة الخارجية في بيان مشترك، أن "رئيس المنظمة أصدر الأوامر اللازمة لإطلاق مركز جديد لتخصيب اليورانيوم في مكان آمن". وقال الناطق باسم المنظمة بهروز كمالوندي إن إيران ستستبدل "كل هذه الأجهزة من الجيل الأول بأخرى متطورة من الجيل السادس" في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران، مضيفاً في تصريحاته إلى التلفزيون الرسمي بأن ذلك يعني أن "إنتاجنا من المادة المخصّبة سيزداد بشكل كبير". وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة، تبنى قراراً قدمته دول غربية يدين "عدم امتثال" إيران لالتزاماتها. وحصل القرار على تأييد 19 من بين 35 دولة عضو، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس عن دبلوماسيين. قد يمهد القرار الطريق أمام الدول الأوروبية لاستخدام آلية العودة السريعة "آلية الزناد" التي تنتهي في أكتوبر/ تشرين الأول، ومن شأنها إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة التي تم تخفيفها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرم في عهد الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما. ودعت إسرائيل مجدداً إلى اتخاذ إجراء دولي، بعد أن اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها. وعليه، أفاد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني الأربعاء، بأن طهران ستفكر في "ردود متناسبة" حال إطلاق "آلية الزناد"، طارحاً إمكانية "بدء عملية الانسحاب" من معاهدة الحد من الانتشار النووي. وتخصّب إيران حالياً اليورانيوم حتى نسبة 60 في المئة، وهي أعلى بكثير من السقف الذي فُرض في اتفاق 2015 والبالغ 3,67 في المئة، علماً بأن النسبة ما زالت أقل من 90 في المئة التي يتطلبها تطوير رأس حربي نووي. وفي أعقاب تعهد إيران بشأن اليورانيوم، دعا الاتحاد الأوروبي طهران إلى "ضبط النفس". من جهته، ندد رئيس المنظمة الإيرانية محمد إسلامي بقرار الوكالة الدولية الذي اعتبره "متطرفاً" و"غير قانوني"، مشيراً إلى أنه جاء نتيجةً لـ"النفوذ" الإسرائيلي. وقال إن إيران أوفت بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، لكنها تراجعت عن الالتزام بالاتفاق المبرم عام 2015 بعد أن سحب ترامب بلاده منه خلال ولايته الأولى وفرض عقوبات مشدّدة على طهران. وأضاف إسلامي "لا يمكنهم أن يتوقعوا منا أن ننفّذ التزاماتنا دون أن تحترم (الدول الغربية) أيا من التزاماتها". وأكد إسلامي بأن التخصيب سيبدأ في الموقع "المنيع" الجديد "فور نصب الأجهزة الجديدة". من ناحيته، قال الباحث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية حميد رضا عزيزي "إذا فشلت المحادثات، فإن خطر التصعيد العسكري يصبح أكبر". ومن المقرر أن يقود مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وفدي البلدين في جولة سادسة من المحادثات في سلطنة عمان التي تؤدي دور الوسيط. وتعهد عراقجي الخميس، بـ "الدفاع عن حقوق" الإيرانيين في الجولة المقبلة من المباحثات النووية مع الولايات المتحدة المقررة في مسقط، يوم الأحد. وقال عراقجي: "سنكون في مسقط للدفاع عن حقوق الشعب الإيراني"، معتبراً أن قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإدانة طهران على خلفية "عدم الامتثال" لالتزاماتها "يزيد من تعقيد النقاشات".

التفاوض الأمريكي الإيراني: أسبوع الحسم
التفاوض الأمريكي الإيراني: أسبوع الحسم

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

التفاوض الأمريكي الإيراني: أسبوع الحسم

بدأت تتعالى أصوات ضربة عسكرية موجهة إلى البرنامج النووي الإيراني، أسبوعا قبل جولة الحسم في التفاوض الأمريكي الإيراني في مسقط. الولايات المتحدة الأمريكية بمختلف مسؤوليها الدبلوماسيين (الخارجية الأمريكية) والعسكريين (وزارة الدفاع) لوحوا بإمكان اشتعال حرب في المنطقة، وتوجيه إيران ضربات عسكرية إلى القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، وقرروا مغادرة أفراد عائلات العسكريين الأمريكيين الشرق الأوسط، والرئيس الأمريكي، أجاب عن أسباب هذا القرار بالقول: «سترون» ملمحا بإمكان حصول ضربة عسكرية أمريكية إلى البرنامج النووي الإيراني. من الواضح جدا، أن الرئيس الأمريكي يناور كعادته باستعمال لغة التهديد بعد أن وصل التفاوض إلى النقاط الحاسمة، أي موضوع التخصيب، الذي لحد الآن، لم تبد القيادة من أعلى مستوى في البلدين أي تنازل بخصوصها، سواء المرشد لقيادة الثورة الإيرانية علي خامنئي، أو الرئيس الأمريكي، فالأول يعتبر قضية الاستمرار في التخصيب خطا أحمر، والثاني يعتبر شرط التفاوض هو إيقاف التخصيب بشكل كامل. قبل يومين، أعرب الرئيس الأمريكي عن خيبة أمله من الموقف الإيراني، وقال إن إيران أضحت أكثر تشددا في المفاوضات في الملف النووي، في الوقت الذي أكد فيه قائد القيادة الوسطى الأمريكية أنه قدم للرئيس ترامب ووزير الدفاع خيارات للتعامل عسكريا مع طهران إذا فشلت المفاوضات. من الواضح أن الأمريكيين بعثوا برسالة واضحة إلى طهران، مفادها الاختيار بين السيئ والأسوأ، أي بين التنازل عن خطوطها الحمر في التخصيب، وبين مواجهة ضربة أمريكية أو ربما ضربة عسكرية مشتركة أمريكية وإسرائيلية، فيما التقطت إيران الرسالة، وحاولت استعمال اللغة نفسها، أي التهديد بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وضرب المواقع النووية الإسرائيلية، التي سبق وأن نشرت إيران معطيات استخباراتية تفيد بحصولها على وثائق سرية ضخمة تتضمن معطيات حساسة عنها. عمليا، إيران أبدت رغبتها في مواصلة التفاوض، لكن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت رفضها، حتى تنزل طهران من على الشجرة، بما يعني أن مستقبل الجولة الحاسمة سيبقى معلقا إلى أن تثمر لغة التهديد والتهديد المقابل تنازلات من طرف واحد أو من الطرفين. استراتيجيا، لا ترغب أمريكا في الحرب لأن من شأنها المجازفة بقواعدها العسكرية في الشرق الأوسط، والحكم على نفوذها في هذه المنطقة بالتقلص، إذ لا يمكن توقع المآل الذي يمكن أن تذهب إليه المواجهة بين البلدين، فيما التقدير الاستراتيجي الإيراني نفسه، يسعى ما أمكن تجنب التورط في مواجهة عسكرية في المنطقة، لأن من شأن ذلك أن يعزز تراجعها الإقليمي، وأن يعيد اقتصادها سنوات إلى الوراء، وأن يدخل تفاهماتها في الشرق الأوسط إلى مرحلة التوتر. إيران لم تقدم إجابات بخصوص بقايا اليورانيوم المخصب الذي وجدته الوكالة عالقا في أحد المواقع النووية التناقض والتقابل على مستوى الخطوط الحمر لا يترك مساحة كبيرة لتصور إمكان تنازل الطرفين، فالولايات المتحدة الأمريكية، لا تفتح المجال لتسقيف مستوى التخصيب كما فعلت إدارة باراك أوباما لحظة إبرامها للاتفاق النووي مع طهران سنة 2015، والتوافق الاستراتيجي على مستوى رفض الحرب، يحتم منطقة وسط بين الطرفين، لا تشجع لغة التهديد على تصورها، رغم أن التجربة تؤكد بأن الاتفاقات مع الرئيس الأمريكي، دائما ما تكون عقب تصعيد خطير واستعمال لغة التهديد. من الممكن لإيران أن تقبل تخفيضا لمستوى التخصيب، لكن واشنطن ترى حصول اتفاق نووي من منظور مختلف، فمدير الوكالة الذرية خرج بتصريحات مثيرة، تشير إلى أن مستوى التخصيب في إيران بلغ مستويات عالية، وأن الوكالة لا تعلم على وجه التدقيق المآل الذي انتهى إليه البرنامج النووي، وأن إيران لم تقدم إجابات بخصوص بقايا اليورانيوم المخصب الذي وجدته الوكالة عالقا في إحدى المواقع النووية، وهو ما حفز ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بتقديم مسودة مشروع قرار يدين عدم امتثال إيران للاتفاق النووي، ويشدد على ضرورة تعاونها الكامل والفوري مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا يعني أن واشنطن لعبت كل أوراقها من أجل الضغط على إيران وعزلها دوليا، وتهديدها عسكريا. تل أبيب، كانت تطمح منذ مدة طويلة لتوجيه ضربة استباقية للمشروع النووي الإيراني، وقد أعدت الخطط العسكرية لذلك، لكن واشنطن استقبلت رئيس الوزراء الإسرائيلي ببرودة شديدة، ولم تخف خلافها مع تل أبيب في هذا الموضوع، بل أن الرئيس الأمريكي، حذر الرئيس الإسرائيلي من توجيه ضربة عسكرية طهران بقصد إفشال المفاوضات بين واشنطن وطهران. الوقائع اليوم تغيرت بشكل كامل، فمن مصلحة واشنطن اليوم، أن تنشط، على الأقل من حيث الخطاب، إرادة تل أبيب لضرب المواقع النووية الإيرانية، وربما سيكون من مصلحة إيران هي الأخرى أن تستعمل لغة تهديد مقابلة، مثل ما استعملته عندما ظهرت بوادر الفشل في التواصل إلى اتفاق مع إدارة جو بادين حول البرنامج النووي، وذلك حين هددت بزيادة مستوى التخصيب، أو تسريع وتيرة التخصيب، أو إضافة طرود مركزية جديدة، وقد يكون في وارد خيارتها الإعلان عن منشأة نووية جديدة، هذا بتواز مع استعمال لغة تهديد مضادة ضد تل أبيب بتوجيه ضربات صاروخية مدمرة للمواقع النوية الإسرائيلية، وأيضا ضد واشنطن باستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط. قد يكون من أوراق واشنطن في حال فشلت أدوات الضغط المتعددة أن تقدم الاعتماد لتل أبيب لتوجيه الضربة العسكرية إلى المشروع النووي الإيراني وأن تكتفي بمجرد تقديم الدعم اللوجستي، فواشنطن تدرك أن لا خيار بعد فشل المفاوضات سوى الخيار العسكري، لأن اللاخيار، يعني أن الوقت يخدم عمليا مصلحة إيران في الرفع من مستوى التخصيب، وتدرك أيضا أن تدخلها العسكري سيضر مصالحها في الشرق الأوسط، وإيران في المقابل، لم تحسم قرارها بعد، وتنتظر قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى ترتب جوابها، لكنها في الآن ذاته تدرك أن تهديدات واشنطن ليست جدية، وإنما هي جزء من تكتيك سياسي قديم متجدد لإجبارها على تقديم تنازلات، وأن الرئيس الأمريكي استعمل لغة التهديد هذه حتى قبل أن تبدأ المفاوضات. في المحصلة، السيناريوهات المحتملة مفتوحة على ثلاثة اتجاهات، الأول حصول توافق بوساطة ما على منطقة وسط بين الطرفين، تماما كما حصل في صيغة الاتفاق زمن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تتنازل فيه إيران، وتقبل بخفض كبير لمستوى التخصيب، وفي هذه الحالة، سيتم استئناف التفاوض، وسيقدم هذا التوافق على أساس أنه انتصار للرئيس الأمريكي في إدارته التفاوض، وسيتم في المقابل التغطية على مقابل ذلك من التنازلات الأمريكية. والاتجاه الثاني، أن يفشل هذا التوافق والوساطة فيه، وأن يتم اللجوء إلى الخيار العسكري من طرف الجيش الأمريكي، لكن بطريقة سريعة وفورية، وربما غير حاسمة، حتى يتم احتواء التداعيات، يقدم هذا الخيار العسكري هو الآخر على أساس أنه تنفيذ للتهديد الأمريكي، وانتصار لأسلوب الرئيس الأمريكي، فواشنطن تدرك أن إيران براغماتية، وأنه سبق أن ضبطت النفس في كثير من الحالات التي تم فيها توجيه ضربات شكلية أو على الأقل غير حاسمة وأن ردها سيكون هو الآخر شكليا ضد قاعدة من القواعد العسكرية الأمريكية، ثم ينتهي الأمر عند حدود إعطاب جزء من المشروع النووي وقبول إيران بهذا المستوى من الضرر. والاتجاه الثالث، وهو منح الضوء الأخضر للقيام بالمهمة بالمناولة، وهو الخيار الأخف ضررا لواشنطن مقارنة مع شن الجيش الأمريكي ضربة عسكرية ضد المشروع النووي الإيراني. كاتب وباحث مغربي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store