
مستقبل استكشاف الفضاء.. هل يمكن للروبوتات أن تحل محل رواد الفضاء؟
شهدت البشرية لحظة فارقة في يوم 24 ديسمبر 2024، عندما حلقت مركبة فضائية ذاتية القيادة، وهي مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بالقرب من الشمس، مسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا لأقرب جسم من صنع الإنسان يصل إلى الشمس.
وقد كانت هذه المركبة، التي انخفضت عبر الغلاف الجوي للشمس، في مهمة لكشف أسرار النجم الأعظم في نظامنا الشمسي، بما يشمل تأثيره في الطقس الفضائي الذي يؤثر بدوره في كوكب الأرض، ولكن ما يجعل هذه اللحظة استثنائية، هو غياب أي تدخل بشري مباشر؛ فقد نفذت المركبة مهامها المبرمجة سابقًا دون أي تواصل مع الأرض، متحدية درجات حرارة وصلت إلى 1000 درجة مئوية خلال تحليقها الذي استمر عشرة أيام.
وقد شهدت العقود الستة الماضية إرسال العديد من المسبارات الآلية إلى مختلف أرجاء النظام الشمسي، إذ تمكنت من الوصول إلى وجهات كانت تُعدّ مستحيلة على البشر، ومع النجاح المتزايد للمركبات الفضائية الذاتية القيادة، بالتزامن مع التقدم المذهل في مجال الذكاء الاصطناعي، تُثار تساؤلات عميقة حول مستقبل استكشاف الفضاء، ودور الإنسان فيه.
فقد عبر بعض العلماء عن شكوكهم حول الحاجة إلى رواد فضاء بشريين في المستقبل، إذ يرى اللورد مارتن ريس، عالم الفلك الملكي في المملكة المتحدة، أن الروبوتات تتطور بسرعة، ومبررات إرسال البشر إلى الفضاء تضعف باستمرار، كما يعتقد أن تمويل مثل هذه المهمات لا يجب أن يكون من أموال دافعي الضرائب.، ويقول: 'إذا كان هناك مبرر لإرسال البشر إلى الفضاء فيمكن أن يكون كمغامرة شخصية للأثرياء، ويجب أن تُمول من القطاع الخاص وليس العام'.
ويشاركه الرأي البروفيسور أندرو كوتس، أستاذ الفيزياء في جامعة كوليدج لندن، الذي يؤكد تفضيله للروبوتات في استكشاف الفضاء، لأنها تتفوق في الوصول إلى أماكن بعيدة وتنفيذ مهام أكثر من البشر، ويجادل أيضًا بأنها أقل تكلفة مقارنة بالبشر، ومع تقدم الذكاء الاصطناعي، يزداد ذكاء هذه الآلات، مما يعزز من قدرتها على أداء المهام المعقدة بنحو مستقل.
ومع ذلك، يظل التساؤل قائمًا حول مستقبل أجيال رواد الفضاء الناشئين، فهل سيظل رواد الفضاء جزءًا لا يتجزأ من رحلاتنا إلى الفضاء أم سيقودنا الذكاء الاصطناعي إلى عوالم جديدة، حيث لا يجرؤ الإنسان على الذهاب إليها؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال وفقًا لأراء بعض العلماء:
مقارنة بين قدرات البشر والروبوتات في استكشاف الفضاء:
لقد أثبتت الروبوتات كفاءتها في استكشاف الفضاء، إذ زارت كل كوكب في النظام الشمسي، بالإضافة إلى العديد من الكويكبات والمذنبات، ومع ذلك، اقتصرت رحلات الإنسان إلى الفضاء على وجهتين فقط، وهما: مدار الأرض وسطح القمر.
فمنذ انطلاق الرحلة الفضائية الأولى في عام 1961، التي سجلت بداية عصر استكشاف الإنسان للفضاء بقيادة رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين، وصل نحو 700 شخص إلى الفضاء، وقد قضى معظمهم وقتهم في المدار – إذ تدور المركبات الفضائية حول الأرض لمدد متفاوتة – أو في رحلات مدارية فرعية، وهي رحلات قصيرة عمودية إلى الفضاء تستغرق دقائق معدودة، وتكون هذه الرحلات على متن مركبات فضائية مثل صاروخ (نيو شيبارد) New Shepard، الذي طورته شركة بلو أوريجين الأمريكية.
وترى الدكتورة كيلي وينرسميث، عالمة الأحياء في جامعة رايس في تكساس، والمؤلفة المشاركة لكتاب (مدينة على المريخ)، أن الرغبة في إظهار القوة السياسية والتفوق الوطني لا تزال دافعًا رئيسيًا لوجود الإنسان في الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، يجري رواد الفضاء أبحاثًا وتجارب علمية في مدار الأرض، كما هو الحال في محطة الفضاء الدولية، بهدف تطوير العلوم.
ومع أن الروبوتات يمكن أن تساهم في هذه الأبحاث العلمية، ولديها القدرة على السفر إلى أماكن لا يمكن للبشر تحمل ظروفها القاسية، واستخدام أدوات متخصصة لدراسة الغلاف الجوي والأسطح، تقول الدكتورة وينرسميث: 'إن الإنسان أكثر تنوعًا وقدرة على إنجاز المهام بسرعة أكبر من الروبوت، ومع ذلك، فإن الحفاظ على حياة الإنسان في الفضاء أمر صعب ومكلف للغاية'.
وقد عبرت الكاتبة سامانثا هارفي عن هذه الفكرة أيضًا بأسلوب شعري في روايتها (Orbital) الفائزة بجائزة البوكر لعام 2024، إذ وصفت الروبوت بأنه 'كائن لا يحتاج إلى ترطيب، ولا مغذيات، ولا نوم… إنه كائن بلا رغبات أو مطالب'.
ومع ذلك، فإن الروبوتات في الفضاء تواجه بعض التحديات، مثل بطء حركتها ومنهجيتها في تنفيذ المهام، فعلى سبيل المثال، لا تتجاوز سرعة المركبات الجوالة على سطح كوكب المريخ 0.1 ميل في الساعة، مما يجعلها بطيئة جدًا مقارنة بالقدرات البشرية.
ويتساءل الدكتور إيان كروفورد، أستاذ علوم الكواكب وعلم الأحياء الفلكية في جامعة لندن: 'قد يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على هزيمة البشر في الشطرنج، ولكن هل يعني ذلك أنه سيكون قادرًا على هزيمتهم في استكشاف البيئات الفضائية؟ لا أعتقد أننا نملك إجابة واضحة الآن'. ومع ذلك، فهو يعتقد أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تمكن المركبات الفضائية من أن تصبح أكثر كفاءة في المستقبل.
الذكاء الاصطناعي شريك وليس بديل:
يمكن للتكنولوجيا أن تؤدي دورًا حيويًا في تعزيز رحلات الفضاء البشرية، وذلك من خلال تخفيف العبء عن رواد الفضاء في أداء بعض المهام الروتينية، مما يتيح لهم التركيز في إجراء أبحاث علمية أكثر أهمية.
وتشرح الدكتورة كيري واجستاف، عالمة الحاسوب والكواكب في الولايات المتحدة التي عملت سابقًا في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في كاليفورنيا، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في هذا المجال، قائلة: 'يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المملة والمتكررة، فعلى سبيل المثال، قد يصاب البشر بالإرهاق وفقدان التركيز على سطح كوكب ما، لكن الآلات لا تفعل ذلك'.
ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو توفير الطاقة اللازمة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل النماذج اللغوية الكبيرة، التي تتطلب كميات ضخمة من الطاقة لمعالجة البيانات وإنشاء اللغة البشرية. وتشير الدكتورة واجستاف إلى أن القدرة على تشغيل نموذج لغوي كبير على متن مركبة جوالة على سطح المريخ لا تزال بعيدة المنال في الوقت الحالي'.
وتوضح ذلك قائلة: 'معالجات المركبات الفضائية التي تتجول على أسطح الكواكب تعمل بسرعة تعادل عُشر سرعة الهواتف الذكية الحديثة، مما يعني أنها غير قادرة على التعامل مع المتطلبات الحسابية الضخمة لتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة'.
الروبوتات الشبيهة بالبشر:
تمثل الروبوتات الشبيهة بالبشر، مثل روبوت فالكيري التابع لناسا الذي طورته عام 2013، نموذجًا آخر للتكنولوجيا التي يمكن أن تتولى المهام الأساسية في الفضاء، إذ صُمم روبوت فالكيري، الذي يبلغ وزنه 300 رطل، وطوله نحو 6 أقدام، ليحاكي القدرات الجسدية للبشر، مما يجعله قادرًا على أداء مهام معقدة.
وقبل تطوير فالكيري بوقت طويل، كان (Robonaut) التابع لوكالة ناسا يمثل قفزة نوعية في مجال الروبوتات الفضائية، فهو كان أول روبوت بشري مصمم خصوصًا للعمل في بيئة الفضاء، إذ بدأت ناسا بالعمل على مشروع هذا الروبوت في عام 1996 وأنتجت النسخة الأولى منه في عام 2000، وقد كُلف بتنفيذ المهام الروتينية والمعقدة التي كان رواد الفضاء يقومون بها يدويًا.
وقد صُممت أيدي الروبوت (Robonaut) لتمكينه من استخدام الأدوات نفسها التي يستخدمها رواد الفضاء، مما سمح له بتنفيذ مهام دقيقة ومعقدة، مثل: الإمساك بالأشياء وتحريك المفاتيح، وهي مهام كانت تمثل تحديًا كبيرًا للأنظمة الروبوتية الأخرى في ذلك الوقت.
وأرسلت ناسا نموذج لاحق من روبوت (Robonaut) إلى محطة الفضاء الدولية على متن مكوك الفضاء ديسكفري في عام 2011، إذ ساعد في مهام الصيانة والتجميع.
ويشير الدكتور شون عظيمي، قائد فريق الروبوتات ذات القدرات الحركية المتقدمة في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا في تكساس، إلى أن الروبوتات يمكن أن تؤدي مهام صيانة حيوية في الفضاء، مثل استبدال المكونات التالفة أو تنظيف الألواح الشمسية، وذلك بطريقة آلية، ويوضح أن الروبوتات تؤدي دورًا محوريًا في ضمان سلامة مساكن رواد الفضاء واستدامتها في غياب العنصر البشري.
ويؤكد الدكتور عظيمي أن الروبوتات لا تهدف إلى استبدال رواد الفضاء، بل إلى تعزيز قدراتهم وتوسيع نطاق استكشافهم، وذلك من خلال العمل معهم في مهام متنوعة.
وقد أثبتت الروبوتات بالفعل فعاليتها في استكشاف الكواكب الأخرى بنحو مستقل، إذ تقوم بعضها باتخاذ قرارات مستقلة دون تدخل بشري، فعلى سبيل المثال، يقوم مسبار (Curiosity) من ناسا، الذي يستكشف منطقة فوهة جيل على سطح المريخ، بإجراء تجارب علمية بطريقة مستقلة دون تدخل بشري من الأرض، مما يسهم في جمع بيانات قيمة عن الكوكب الأحمر.
وتوضح الدكتورة واجستاف ذلك قائلة: 'يمكن توجيه المسبار لالتقاط صور لمشهد معين، والبحث عن صخور قد تتوافق مع الأهداف العلمية للمهمة، ثم يقوم المسبار بتوجيه شعاع الليزر تلقائيًا نحو الهدف المحدد، كما يستطيع المسبار تحليل تركيبة صخرة معينة، وإرسال البيانات إلى الأرض، في حين لا يزال العلماء على الأرض في نوم عميق'.
ومع ذلك، فإن قدرات المركبات الفضائية الجوالة، مثل مسبار (Curiosity) تظل محدودة بسبب سرعتها البطيئة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك جانب آخر لا تستطيع الآلات المنافسة فيه، وهو قدرة البشر الفريدة على إلهام الناس على الأرض. ويؤكد البروفيسور كوتس أهمية هذا الجانب، قائلًا: 'الإلهام هو عنصر غير ملموس، ولكنه قوة دافعة لا يمكن تجاهلها'.
ويوافقه الرأي ليروي تشياو، رائد الفضاء المتقاعد من ناسا، الذي قام بثلاث رحلات فضائية في التسعينيات والألفينيات، قائلًا: 'يشعر الناس بالارتباط العاطفي عندما يرون بشرًا يقومون بشيء ما، ومع أن الجمهور العام يُظهر اهتمامًا بالبعثات الروبوتية، لكنني أتوقع أن يكون أول هبوط بشري على سطح المريخ حدثًا أكثر تأثيرًا وأهمية من أول هبوط على سطح القمر'.
سباق نحو القمر والمريخ:
لم يغامر البشر بتجاوز مدار الأرض منذ مهمة أبولو الأخيرة التي زارت القمر في ديسمبر 1972، ومع ذلك، تسعى وكالة ناسا جاهدةً إلى إعادة البشر إلى القمر خلال هذا العقد، وذلك عبر برنامجها الطموح (أرتميس) Artemis.
إذ ستشهد مهمة أرتميس التالية، المقرر إجراؤها في عام 2026، تحليق أربعة رواد فضاء حول القمر، في حين تهدف مهمة أخرى في عام 2027 إلى هبوط رواد فضاء تابعين لناسا على سطح القمر. وفي سياق متصل، تسعى وكالة الفضاء الصينية أيضًا إلى تحقيق إنجاز مماثل وإرسال رواد فضاء إلى القمر.
وعلى صعيد آخر، يتبنى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة (سبيس إكس) SpaceX، رؤية مستقبلية أكثر طموحًا، إذ يهدف إلى إنشاء مستعمرة بشرية على سطح المريخ.
ويعتمد ماسك في خطته على استخدام مركبة (ستارشيب) Starship، الضخمة التي تطورها شركته، والتي ستكون قادرة على نقل ما يصل إلى 100 شخص في الرحلة الواحدة، بهدف الوصول إلى مليون مستوطن على المريخ خلال 20 عامًا.
وتعلق الدكتورة وينرسميث على رؤية ماسك قائلة: 'يجادل ماسك بأن نقل البشر إلى المريخ ضروري لضمان بقاء الجنس البشري في حال وقوع كارثة مدمرة على الأرض. وإذا اقتنعنا بصحة هذا الطرح، فإن إرسال البشر إلى الفضاء يصبح أمرًا لا مفر منه'.
ومع ذلك، تشير الدكتورة وينرسميث إلى وجود العديد من التحديات التي تواجه فكرة العيش على المريخ، قائلة: 'لا تزال هناك العديد من التحديات التقنية التي لم تُحل بعد، بالإضافة إلى تساؤلات أخلاقية حول قدرة الأطفال على النمو في بيئة المريخ، التي لا نملك لها إجابات شافية. لذلك، أعتقد أنه من الأفضل أن نتحرك بحذر وتأنٍ'.
ومن جانبه، يطرح اللورد ريس رؤية مستقبلية مختلفة، إذ يتوقع اندماجًا بين الاستكشاف البشري والروبوتي، وصولًا إلى مرحلة يصبح فيها البشر أنفسهم جزءًا من الآلات، وذلك للتكيف مع الظروف القاسية في الفضاء. ويقول: 'أتوقع أن تُستخدم تقنيات التعديل الجيني والإضافات السيبرانية وغيرها، لتمكين البشر من العيش في بيئات فضائية معادية، وقد نشهد ظهور نوع جديد من البشر قادر على العيش بسعادة على المريخ'.
ومع ذلك، يرى اللورد ريس أنه حتى الوصول إلى تلك المرحلة المستقبلية، سيستمر البشر باتخاذ خطوات صغيرة ومحسوبة في استكشاف الفضاء، على غرار الخطوات التي اتخذتها الروبوتات الاستكشافية قبلهم.
الخلاصة:
يؤكد الكثير من العلماء والباحثين أن مستقبل استكشاف الفضاء سيشهد تعاونًا بين البشر والآلات، فبينما تتولى الروبوتات المهام الخطرة والروتينية، سيواصل البشر استكشاف الفضاء، مستفيدين من قدراتهم الفريدة على التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
ومع استمرار التطور التكنولوجي وخاصة الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن نشهد المزيد من المهام الفضائية التي تجمع بين الإنسان والروبوتات، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستكشاف الكون وفهم أسراره.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة العربية للأخبار التقنية
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- البوابة العربية للأخبار التقنية
مستقبل استكشاف الفضاء.. هل يمكن للروبوتات أن تحل محل رواد الفضاء؟
شهدت البشرية لحظة فارقة في يوم 24 ديسمبر 2024، عندما حلقت مركبة فضائية ذاتية القيادة، وهي مسبار باركر الشمسي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، بالقرب من الشمس، مسجلة رقمًا قياسيًا جديدًا لأقرب جسم من صنع الإنسان يصل إلى الشمس. وقد كانت هذه المركبة، التي انخفضت عبر الغلاف الجوي للشمس، في مهمة لكشف أسرار النجم الأعظم في نظامنا الشمسي، بما يشمل تأثيره في الطقس الفضائي الذي يؤثر بدوره في كوكب الأرض، ولكن ما يجعل هذه اللحظة استثنائية، هو غياب أي تدخل بشري مباشر؛ فقد نفذت المركبة مهامها المبرمجة سابقًا دون أي تواصل مع الأرض، متحدية درجات حرارة وصلت إلى 1000 درجة مئوية خلال تحليقها الذي استمر عشرة أيام. وقد شهدت العقود الستة الماضية إرسال العديد من المسبارات الآلية إلى مختلف أرجاء النظام الشمسي، إذ تمكنت من الوصول إلى وجهات كانت تُعدّ مستحيلة على البشر، ومع النجاح المتزايد للمركبات الفضائية الذاتية القيادة، بالتزامن مع التقدم المذهل في مجال الذكاء الاصطناعي، تُثار تساؤلات عميقة حول مستقبل استكشاف الفضاء، ودور الإنسان فيه. فقد عبر بعض العلماء عن شكوكهم حول الحاجة إلى رواد فضاء بشريين في المستقبل، إذ يرى اللورد مارتن ريس، عالم الفلك الملكي في المملكة المتحدة، أن الروبوتات تتطور بسرعة، ومبررات إرسال البشر إلى الفضاء تضعف باستمرار، كما يعتقد أن تمويل مثل هذه المهمات لا يجب أن يكون من أموال دافعي الضرائب.، ويقول: 'إذا كان هناك مبرر لإرسال البشر إلى الفضاء فيمكن أن يكون كمغامرة شخصية للأثرياء، ويجب أن تُمول من القطاع الخاص وليس العام'. ويشاركه الرأي البروفيسور أندرو كوتس، أستاذ الفيزياء في جامعة كوليدج لندن، الذي يؤكد تفضيله للروبوتات في استكشاف الفضاء، لأنها تتفوق في الوصول إلى أماكن بعيدة وتنفيذ مهام أكثر من البشر، ويجادل أيضًا بأنها أقل تكلفة مقارنة بالبشر، ومع تقدم الذكاء الاصطناعي، يزداد ذكاء هذه الآلات، مما يعزز من قدرتها على أداء المهام المعقدة بنحو مستقل. ومع ذلك، يظل التساؤل قائمًا حول مستقبل أجيال رواد الفضاء الناشئين، فهل سيظل رواد الفضاء جزءًا لا يتجزأ من رحلاتنا إلى الفضاء أم سيقودنا الذكاء الاصطناعي إلى عوالم جديدة، حيث لا يجرؤ الإنسان على الذهاب إليها؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال وفقًا لأراء بعض العلماء: مقارنة بين قدرات البشر والروبوتات في استكشاف الفضاء: لقد أثبتت الروبوتات كفاءتها في استكشاف الفضاء، إذ زارت كل كوكب في النظام الشمسي، بالإضافة إلى العديد من الكويكبات والمذنبات، ومع ذلك، اقتصرت رحلات الإنسان إلى الفضاء على وجهتين فقط، وهما: مدار الأرض وسطح القمر. فمنذ انطلاق الرحلة الفضائية الأولى في عام 1961، التي سجلت بداية عصر استكشاف الإنسان للفضاء بقيادة رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين، وصل نحو 700 شخص إلى الفضاء، وقد قضى معظمهم وقتهم في المدار – إذ تدور المركبات الفضائية حول الأرض لمدد متفاوتة – أو في رحلات مدارية فرعية، وهي رحلات قصيرة عمودية إلى الفضاء تستغرق دقائق معدودة، وتكون هذه الرحلات على متن مركبات فضائية مثل صاروخ (نيو شيبارد) New Shepard، الذي طورته شركة بلو أوريجين الأمريكية. وترى الدكتورة كيلي وينرسميث، عالمة الأحياء في جامعة رايس في تكساس، والمؤلفة المشاركة لكتاب (مدينة على المريخ)، أن الرغبة في إظهار القوة السياسية والتفوق الوطني لا تزال دافعًا رئيسيًا لوجود الإنسان في الفضاء. بالإضافة إلى ذلك، يجري رواد الفضاء أبحاثًا وتجارب علمية في مدار الأرض، كما هو الحال في محطة الفضاء الدولية، بهدف تطوير العلوم. ومع أن الروبوتات يمكن أن تساهم في هذه الأبحاث العلمية، ولديها القدرة على السفر إلى أماكن لا يمكن للبشر تحمل ظروفها القاسية، واستخدام أدوات متخصصة لدراسة الغلاف الجوي والأسطح، تقول الدكتورة وينرسميث: 'إن الإنسان أكثر تنوعًا وقدرة على إنجاز المهام بسرعة أكبر من الروبوت، ومع ذلك، فإن الحفاظ على حياة الإنسان في الفضاء أمر صعب ومكلف للغاية'. وقد عبرت الكاتبة سامانثا هارفي عن هذه الفكرة أيضًا بأسلوب شعري في روايتها (Orbital) الفائزة بجائزة البوكر لعام 2024، إذ وصفت الروبوت بأنه 'كائن لا يحتاج إلى ترطيب، ولا مغذيات، ولا نوم… إنه كائن بلا رغبات أو مطالب'. ومع ذلك، فإن الروبوتات في الفضاء تواجه بعض التحديات، مثل بطء حركتها ومنهجيتها في تنفيذ المهام، فعلى سبيل المثال، لا تتجاوز سرعة المركبات الجوالة على سطح كوكب المريخ 0.1 ميل في الساعة، مما يجعلها بطيئة جدًا مقارنة بالقدرات البشرية. ويتساءل الدكتور إيان كروفورد، أستاذ علوم الكواكب وعلم الأحياء الفلكية في جامعة لندن: 'قد يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على هزيمة البشر في الشطرنج، ولكن هل يعني ذلك أنه سيكون قادرًا على هزيمتهم في استكشاف البيئات الفضائية؟ لا أعتقد أننا نملك إجابة واضحة الآن'. ومع ذلك، فهو يعتقد أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تمكن المركبات الفضائية من أن تصبح أكثر كفاءة في المستقبل. الذكاء الاصطناعي شريك وليس بديل: يمكن للتكنولوجيا أن تؤدي دورًا حيويًا في تعزيز رحلات الفضاء البشرية، وذلك من خلال تخفيف العبء عن رواد الفضاء في أداء بعض المهام الروتينية، مما يتيح لهم التركيز في إجراء أبحاث علمية أكثر أهمية. وتشرح الدكتورة كيري واجستاف، عالمة الحاسوب والكواكب في الولايات المتحدة التي عملت سابقًا في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في كاليفورنيا، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم في هذا المجال، قائلة: 'يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المملة والمتكررة، فعلى سبيل المثال، قد يصاب البشر بالإرهاق وفقدان التركيز على سطح كوكب ما، لكن الآلات لا تفعل ذلك'. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو توفير الطاقة اللازمة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، مثل النماذج اللغوية الكبيرة، التي تتطلب كميات ضخمة من الطاقة لمعالجة البيانات وإنشاء اللغة البشرية. وتشير الدكتورة واجستاف إلى أن القدرة على تشغيل نموذج لغوي كبير على متن مركبة جوالة على سطح المريخ لا تزال بعيدة المنال في الوقت الحالي'. وتوضح ذلك قائلة: 'معالجات المركبات الفضائية التي تتجول على أسطح الكواكب تعمل بسرعة تعادل عُشر سرعة الهواتف الذكية الحديثة، مما يعني أنها غير قادرة على التعامل مع المتطلبات الحسابية الضخمة لتشغيل النماذج اللغوية الكبيرة'. الروبوتات الشبيهة بالبشر: تمثل الروبوتات الشبيهة بالبشر، مثل روبوت فالكيري التابع لناسا الذي طورته عام 2013، نموذجًا آخر للتكنولوجيا التي يمكن أن تتولى المهام الأساسية في الفضاء، إذ صُمم روبوت فالكيري، الذي يبلغ وزنه 300 رطل، وطوله نحو 6 أقدام، ليحاكي القدرات الجسدية للبشر، مما يجعله قادرًا على أداء مهام معقدة. وقبل تطوير فالكيري بوقت طويل، كان (Robonaut) التابع لوكالة ناسا يمثل قفزة نوعية في مجال الروبوتات الفضائية، فهو كان أول روبوت بشري مصمم خصوصًا للعمل في بيئة الفضاء، إذ بدأت ناسا بالعمل على مشروع هذا الروبوت في عام 1996 وأنتجت النسخة الأولى منه في عام 2000، وقد كُلف بتنفيذ المهام الروتينية والمعقدة التي كان رواد الفضاء يقومون بها يدويًا. وقد صُممت أيدي الروبوت (Robonaut) لتمكينه من استخدام الأدوات نفسها التي يستخدمها رواد الفضاء، مما سمح له بتنفيذ مهام دقيقة ومعقدة، مثل: الإمساك بالأشياء وتحريك المفاتيح، وهي مهام كانت تمثل تحديًا كبيرًا للأنظمة الروبوتية الأخرى في ذلك الوقت. وأرسلت ناسا نموذج لاحق من روبوت (Robonaut) إلى محطة الفضاء الدولية على متن مكوك الفضاء ديسكفري في عام 2011، إذ ساعد في مهام الصيانة والتجميع. ويشير الدكتور شون عظيمي، قائد فريق الروبوتات ذات القدرات الحركية المتقدمة في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا في تكساس، إلى أن الروبوتات يمكن أن تؤدي مهام صيانة حيوية في الفضاء، مثل استبدال المكونات التالفة أو تنظيف الألواح الشمسية، وذلك بطريقة آلية، ويوضح أن الروبوتات تؤدي دورًا محوريًا في ضمان سلامة مساكن رواد الفضاء واستدامتها في غياب العنصر البشري. ويؤكد الدكتور عظيمي أن الروبوتات لا تهدف إلى استبدال رواد الفضاء، بل إلى تعزيز قدراتهم وتوسيع نطاق استكشافهم، وذلك من خلال العمل معهم في مهام متنوعة. وقد أثبتت الروبوتات بالفعل فعاليتها في استكشاف الكواكب الأخرى بنحو مستقل، إذ تقوم بعضها باتخاذ قرارات مستقلة دون تدخل بشري، فعلى سبيل المثال، يقوم مسبار (Curiosity) من ناسا، الذي يستكشف منطقة فوهة جيل على سطح المريخ، بإجراء تجارب علمية بطريقة مستقلة دون تدخل بشري من الأرض، مما يسهم في جمع بيانات قيمة عن الكوكب الأحمر. وتوضح الدكتورة واجستاف ذلك قائلة: 'يمكن توجيه المسبار لالتقاط صور لمشهد معين، والبحث عن صخور قد تتوافق مع الأهداف العلمية للمهمة، ثم يقوم المسبار بتوجيه شعاع الليزر تلقائيًا نحو الهدف المحدد، كما يستطيع المسبار تحليل تركيبة صخرة معينة، وإرسال البيانات إلى الأرض، في حين لا يزال العلماء على الأرض في نوم عميق'. ومع ذلك، فإن قدرات المركبات الفضائية الجوالة، مثل مسبار (Curiosity) تظل محدودة بسبب سرعتها البطيئة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك جانب آخر لا تستطيع الآلات المنافسة فيه، وهو قدرة البشر الفريدة على إلهام الناس على الأرض. ويؤكد البروفيسور كوتس أهمية هذا الجانب، قائلًا: 'الإلهام هو عنصر غير ملموس، ولكنه قوة دافعة لا يمكن تجاهلها'. ويوافقه الرأي ليروي تشياو، رائد الفضاء المتقاعد من ناسا، الذي قام بثلاث رحلات فضائية في التسعينيات والألفينيات، قائلًا: 'يشعر الناس بالارتباط العاطفي عندما يرون بشرًا يقومون بشيء ما، ومع أن الجمهور العام يُظهر اهتمامًا بالبعثات الروبوتية، لكنني أتوقع أن يكون أول هبوط بشري على سطح المريخ حدثًا أكثر تأثيرًا وأهمية من أول هبوط على سطح القمر'. سباق نحو القمر والمريخ: لم يغامر البشر بتجاوز مدار الأرض منذ مهمة أبولو الأخيرة التي زارت القمر في ديسمبر 1972، ومع ذلك، تسعى وكالة ناسا جاهدةً إلى إعادة البشر إلى القمر خلال هذا العقد، وذلك عبر برنامجها الطموح (أرتميس) Artemis. إذ ستشهد مهمة أرتميس التالية، المقرر إجراؤها في عام 2026، تحليق أربعة رواد فضاء حول القمر، في حين تهدف مهمة أخرى في عام 2027 إلى هبوط رواد فضاء تابعين لناسا على سطح القمر. وفي سياق متصل، تسعى وكالة الفضاء الصينية أيضًا إلى تحقيق إنجاز مماثل وإرسال رواد فضاء إلى القمر. وعلى صعيد آخر، يتبنى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة (سبيس إكس) SpaceX، رؤية مستقبلية أكثر طموحًا، إذ يهدف إلى إنشاء مستعمرة بشرية على سطح المريخ. ويعتمد ماسك في خطته على استخدام مركبة (ستارشيب) Starship، الضخمة التي تطورها شركته، والتي ستكون قادرة على نقل ما يصل إلى 100 شخص في الرحلة الواحدة، بهدف الوصول إلى مليون مستوطن على المريخ خلال 20 عامًا. وتعلق الدكتورة وينرسميث على رؤية ماسك قائلة: 'يجادل ماسك بأن نقل البشر إلى المريخ ضروري لضمان بقاء الجنس البشري في حال وقوع كارثة مدمرة على الأرض. وإذا اقتنعنا بصحة هذا الطرح، فإن إرسال البشر إلى الفضاء يصبح أمرًا لا مفر منه'. ومع ذلك، تشير الدكتورة وينرسميث إلى وجود العديد من التحديات التي تواجه فكرة العيش على المريخ، قائلة: 'لا تزال هناك العديد من التحديات التقنية التي لم تُحل بعد، بالإضافة إلى تساؤلات أخلاقية حول قدرة الأطفال على النمو في بيئة المريخ، التي لا نملك لها إجابات شافية. لذلك، أعتقد أنه من الأفضل أن نتحرك بحذر وتأنٍ'. ومن جانبه، يطرح اللورد ريس رؤية مستقبلية مختلفة، إذ يتوقع اندماجًا بين الاستكشاف البشري والروبوتي، وصولًا إلى مرحلة يصبح فيها البشر أنفسهم جزءًا من الآلات، وذلك للتكيف مع الظروف القاسية في الفضاء. ويقول: 'أتوقع أن تُستخدم تقنيات التعديل الجيني والإضافات السيبرانية وغيرها، لتمكين البشر من العيش في بيئات فضائية معادية، وقد نشهد ظهور نوع جديد من البشر قادر على العيش بسعادة على المريخ'. ومع ذلك، يرى اللورد ريس أنه حتى الوصول إلى تلك المرحلة المستقبلية، سيستمر البشر باتخاذ خطوات صغيرة ومحسوبة في استكشاف الفضاء، على غرار الخطوات التي اتخذتها الروبوتات الاستكشافية قبلهم. الخلاصة: يؤكد الكثير من العلماء والباحثين أن مستقبل استكشاف الفضاء سيشهد تعاونًا بين البشر والآلات، فبينما تتولى الروبوتات المهام الخطرة والروتينية، سيواصل البشر استكشاف الفضاء، مستفيدين من قدراتهم الفريدة على التفكير الإبداعي وحل المشكلات. ومع استمرار التطور التكنولوجي وخاصة الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن نشهد المزيد من المهام الفضائية التي تجمع بين الإنسان والروبوتات، مما يفتح آفاقًا جديدة لاستكشاف الكون وفهم أسراره.


الاتحاد
١٦-٠١-٢٠٢٥
- الاتحاد
انطلاق صاروخ "نيو جلين" التابع لشركة الفضاء "بلو أوريجين" للمرة الأولى
انطلق صاروخ نيو جلين الفضائي التابع لشركة بلو أوريجين المملوكة لجيف بيزوس من قاعدة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا الأميركية في أولى رحلاته، بحسب ما أظهرته صور البث المباشر. وجرى تطوير الصاروخ البالغ ارتفاعه 98 متراً، المسمى على اسم جون جلين وهو أول رائد فضائي يدور حول الأرض، وهو قيد التطوير منذ نحو عقد. ويضم معززاً من المرحلة الأولى وهو مصمم لتنفيذ 25 رحلة كحد أدنى. وبعد مرحلة الانفصال، سوف تحاول بلو أوريجين الإقدام على الإنجاز الصعب المتمثل في هبوط المعزز على بارجة تسمى جاكلين تطفو في المحيط الأطلسي، والمسماه على اسم والدة بيزوس. وكتبت شركة بلو أوريجين عبر منصة إكس قبل عملية الإطلاق التي تمت في وقت مبكر من اليوم الخميس "هدفنا الرئيسي اليوم هو الوصول إلى المدار بأمان".


الوطن
١٠-٠١-٢٠٢٥
- الوطن
بلو أوريجين تستعد لإطلاق أول رحلة اختبارية لصاروخها
تأمل شركة الطيران الفضائي 'بلو أوريجين' في إجراء أول رحلة اختبار لصاروخها 'نيو جلين' اليوم الجمعة. وتأمل الشركة، التي أسسها جيف بيزوس، في أن يصل الصاروخ إلى المدار بأمان. وقال النائب الأول لرئيس الشركة، جارت جونز، إن الشركة استعدت 'بشكل دقيق' للإطلاق. وأضاف: 'لكن لا شيء من اختبارات الأرض أو محاكاة المهام يمكن أن يحل محل تجربة إطلاق هذا الصاروخ. حان وقت الإطلاق. بغض النظر عما يحدث، سنتعلم ونطور ونطبق تلك المعرفة على الإطلاق التالي'. وكان الصاروخ، الذي يبلغ ارتفاعه 98 متراً، والذي سمي على اسم جون جلين، أول أمريكي يدور حول الأرض، قيد التطوير لمدة تقارب العقد. ويتميز 'نيو جلين' بمعزز من المرحلة الأولى مصمم لإجراء ما لا يقل عن 25 رحلة. وستحاول 'بلو أوريجين' هبوط المعزز في المحيط الأطلسي على سفينة الاستعادة 'جاكلين'، التي سميت على اسم والدة بيزوس. وقالت الشركة: 'نعلم أن هبوط المعزز في محاولتنا الأولى في المحيط الأطلسي هو أمر طموح، لكننا سنخوضه.وكالات قبل 60 مليون سنة كان البشر ينجبون توائم في كل حمل قبل 60 مليون سنة، كانت معظم الرئيسيات تضع توأم تلقائياً، لكن أسلافنا من الثدييات توقفوا عن إنجابهم لمنحنا ميزة تطورية، وفقاً لنتائج دراسة جديدة. وأجرى علماء الأنثروبولوجيا من جامعة غرب واشنطن وجامعة ييل تحقيقاً شاملاً في المسألة، وبعد رسم الخرائط الشاملة والبحث والاختبارات، قلب الباحثون فعلياً الاعتقاد السائد بأن الرئيسيات مثل الليمور والقرد التي تلد بانتظام توأماً وثلاثة توائم كانت استثناءات للقاعدة العامة، وفق 'إنترستنيغ إنجينرينغ'. وبحسب الدراسة فإنه قبل 60 مليون سنة، كان إنجاب التوائم هو القاعدة بين الرئيسيات، مما غير كل مفاهيم علماء الأنثروبولوجيا، ويعد أكثر ما يلفت الانتباه هو أن تلك النقطة في تطورنا، عندما تحولت الرئيسيات إلى نوع يعتمد في المقام الأول على الحمل الفردي، تزامنت مع التكوّن الدماغي، أو الزيادة التطورية في حجم الدماغ وتعقيده. وقد تكون التوائم نادرة اليوم، لكن الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة Humans تُظهِر أن حجم الدماغ لعب دوراً أساسياً في تطور الثدييات وتحديد ما إذا كانت الأنواع ستتمتع بحياة بطيئة أو سريعة. وعكف الباحثان الرئيسيان جاك ماكبرايد وتيسلا مونسون، على الدراسة لسنوات، وكما نُقل عنهما في مجلة Live Science، قدما حجة مفادها أن 'تقييم سمة تاريخ الحياة هذه عبر شجرة تطور الثدييات، يمكن أن يلقي الضوء على العمليات التطورية التي تشكل التطور البشري'. ووفقًا للدراسة، فإن سمة تاريخ الحياة ترتبط بشكل كبير بطول فترة الحمل، حيث تتوافق حالات الحمل المتعددة للأجنة لدى الرئيسيات، أو التوائم، إن لم يكن التوائم الثلاثة، مع أدمغة وأحجام أجسام أصغر، وحمل قصير، ونمو سريع. ويتمتع البشر بعمر طويل، ونمو بطيء، وحمل طويل، وأحجام دماغ وجسم كبيرة، ونميل إلى إنجاب أطفال مفردين، فهل هناك علاقة بين هذه اللحظة شديدة التحديد في قدرتنا على التواجد هنا والانخفاض التطوري في حجم الإنجاب؟ اتضح أن الإجابة نعم فعند تاريخ 50 مليون سنة، بدأت أسلافنا من الرئيسيات في نهاية المطاف في تطوير أدمغة أكبر لتكون قادرة على ممارسة التعلم المعقد، وكان وجود طفل واحد في الرحم يعني أدمغة أكبر. وقال العلماء: 'إنجاب طفل واحد، كان بالفعل أكثر فائدة، لبقاء وتطور النوع من إنجاب طفلين، ومن الواضح أن الظروف تغيرت بشكل كبير في الستين مليون سنة الماضية، وزادت أساليب الخصوبة من ظاهرة التوائم، ولكن التوائم كانت ذات يوم هي القاعدة، لكننا تطورنا بشكل طبيعي لإنجاب طفل واحد حتى نتمكن من الوصول إلى النقطة التي نحن عليها اليوم'.وكالات السعال وسيلان الأنف من أعراض الالتهاب الرئوي البشري وسط بيانات متواترة تحذر من ارتفاع الإصابة بفيروس التهاب الرئة البشري HMPV في المقاطعات الشمالية الصينية في الأيام الأخيرة، خاصة بين الأطفال، حذّر خبراء بريطانيون من الأعراض الخفية لهذا الفيروس الذي يشبه الإنفلونزا. ورصد هذا الفيروس من قبل في حالات محدودة في شتاء 2001، لكن بيانات جديدة جديدة أنه وراء تزايد الزحام في المستشفيات في الصين خلال الأسابيع الأخيرة. ووفق 'دايلي ميل'، يسبب فيروس الجهاز التنفسي البشري عادة أعراضاً مشابهة لنزلات البرد الشائعة، بما في ذلك السعال وسيلان الأنف أو احتقان الأنف والتهاب الحلق والحمى التي تختفي بعد حوالي 5 أيام. ولكن يمكن أن تحدث أعراض أكثر شدة، مثل التهاب الشعب الهوائية، والتهاب القصيبات، والالتهاب الرئوي، حيث يعاني المصابون من ضيق في التنفس أو سعال شديد أو صفير، ما يشكل خطورة على الأشخاص الأكثر ضعفاً. وقال الدكتور جون تريغونينغ، الخبير في علم مناعة اللقاحات في إمبريال كوليدج لندن، إن الأعراض مشابهة جداً – عند الأطفال على الأقل – لفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، والذي يسبب عادةً أعراضاً خفيفة تشبه أعراض البرد. وعن الفيروس أضاف: 'إنه جزء من كوكتيل فيروسات الشتاء التي نتعرض لها، ومثل الفيروسات الأخرى، ينتقل عن طريق السعال والعطس والرذاذ'. وللوقاية قال تريغونينغ: 'إن حماية نفسك من خلال التواجد في أماكن جيدة التهوية، وتغطية فمك عند السعال، وغسل يديك؛ كلها أمور مفيدة'. وتابع: 'على غرار النصائح المتعلقة بكوفيد وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي، يجب على المصابين الراحة، والبقاء رطبين، ومحاولة عدم نشر الفيروس للآخرين'. و'إذا شعر الشخص بتوعك شديد، فليذهب إلى الطبيب العام. ونظراً لأنه فيروس، فلن يكون للمضادات الحيوية أي تأثير'. وعلى عكس كوفيد، لا يوجد لقاح حتى الآن، أو علاج مضاد للفيروسات محدد لفيروس الجهاز التنفسي البشري، ويتضمن العلاج في المقام الأول إدارة الأعراض. وقالت جايا دانتاس، أستاذة الصحة الدولية بجامعة كيرتن في أستراليا: 'نحن بحاجة إلى استخدام نهج حذر ومدروس، كما نعرف الكثير منذ جائحة كوفيد'. وتابعت: 'نحن بحاجة إلى إجراء الاختبار، والبقاء في المنزل بعيداً عن الآخرين، وارتداء قناع في الأماكن العامة، وحماية الأشخاص الأكثر ضعفاً'. وبالنسبة 'للأطفال الصغار، وكبار السن، والذين يعانون من ضعف المناعة، يمكن أن يؤدي فيروس الجهاز التنفسي البشري إلى حالات شديدة، وقد ينتقل إلى الجهاز التنفسي السفلي وقد يؤدي إلى الالتهاب الرئوي'.وكالات علماء يكشفون أسراراً عن مناخ الأرض قبل 300 مليون عام كشف فريق من الباحثين في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا عن دور ثاني أكسيد الكربون في ظواهر الاحترار على كوكب الأرض. واستخدم الفريق الحفريات لتحديد مقدار التغير في مستويات ثاني أكسيد الكربون خلال فترتي العصر الكربوني والعصر البرمي بين 335 إلى 265 مليون سنة مضت، في فترة تعرف باسم 'العصر الجليدي الجيولوجي المتأخر'. ووجد الفريق أن العصر الجليدي الجيولوجي المتأخر شهد مستويات منخفضة مستمرة من ثاني أكسيد الكربون حتى ارتفعت فجأة منذ 294 مليون سنة بسبب ثوران بركاني ضخم، ما أدى إلى تدفئة كوكب الأرض وذوبان الجليد. وقال الفريق إن أبحاثهم تظهر كيف يلعب ثاني أكسيد الكربون دورا محوريا في تنظيم المناخ والظروف البيئية على الأرض. وأضافت الدكتورة هانا يوريكوفا، الباحثة الرئيسية من جامعة سانت أندروز في استكتلندا: 'نهاية العصر الجليدي الجيولوجي المتأخر كانت نقطة تحول في تطور الحياة والبيئة، ما أدى إلى ظهور الزواحف. والآن نعلم أن هذا التغيير كان مدفوعا بثاني أكسيد الكربون'. واستخدم الفريق بصمات كيميائية محفوظة في أصداف الكائنات البحرية القديمة، مثل 'عضديات الأرجل' (brachiopod) وهي حيوانات شبيهة بالرخويات، والتي تعد من أقدم الحيوانات الموجودة التي ما تزال تعيش في المحيطات حتى اليوم. وتعد هذه الأصداف محفوظة عبر جميع فترات السجل الأحفوري، وتوفر دلائل حول كيفية تطور مناخ الأرض وبيئتها. ومن خلال دمج بصمات كيميائية متعددة، تمكن الفريق من حساب مقدار ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض في الماضي وكيف تغيرت تلك المستويات. وقال الدكتور جيمس راي، الذي شارك في تأليف الدراسة: 'انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الماضي تسببت في حدوث احترار عالمي كبير وارتفاع مستويات البحر، وإذا لم يتم اتخاذ إجراءات للحد منها، فإنها ستؤدي إلى حدوث ذلك مجددا في المستقبل.'وكالات الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع نجح نظام ذكاء اصطناعي يسمى «نويرون Noyron» في تصميم وتصنيع واختبار أحد أكثر محركات الصواريخ تحدياً في صناعة الطيران والفضاء: محرك دفع هوائي مبرد. من الناحية النظرية، يحافظ تصميم محرك الدفع الهوائي cryogenic aerospike thruster (محرك آيروسبايك)على كفاءة عالية عبر مجموعة واسعة من الارتفاعات، مما يجعلها مثالية للصواريخ التي يمكنها الانتقال من سطح الأرض إلى المدار على متن سفينة فضائية واحدة. هذا النوع من المركبات -المسمى مرحلة واحدة إلى المدار (بدلاً من المحركات الصاروخية المختلفة لمختلف المراحل)- هو أحد الأهداف «المقدسة» لاستكشاف الفضاء بسبب كفاءته وبساطته وفاعليته من حيث التكلفة. وعلى عكس مهندسي وكالة «ناسا» الذين قضوا سنوات في تصميم وتصنيع واختبار محرك هوائي مبرّد في التسعينات من القرن الماضي، نجح الذكاء الاصطناعي في إنجاز ذلك في دقائق معدودة. كنت قد تحدثت مع لين كايزر، المؤسس المشارك لشركة «ليب 71»، Leap71، حول نظام «نويرون»، في أكتوبر الماضي، عندما أخبرني بأن الهدف النهائي له ولشريكته جوزفين ليسنر، هو إنشاء نظام ذكاء اصطناعي هندسي متعدد الأغراض في العالم الحقيقي، يشابه «جارفيس» الخيالي الذي يعمل مع توني ستارك في أفلام «الرجل الحديدي»، Iron Man. ونجح المصممون، الخريف الماضي، في اختبار «تي كيه إل-5»، TKL-5، وهو محرك صاروخي مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد (الطباعة التجسيمية) بقوة 5 كيلونيوتنات، أنتجته الشركة باستخدام الإصدار الأول من نظام « نويرون». وقد استخدموا جميع البيانات التي حصلوا عليها في أثناء تطوير الصاروخ مجدداً لإعادتها بهدف تطوير نظام جديد هو Noyron 2.0. وقال لي كايزر، عبر البريد الإلكتروني: «كان معظم الشركات تركز على تحسين المحرك الحالي، ولكن نظراً لأن هدفنا هو إتقان نموذج الذكاء الاصطناعي الحسابي، فقد قررنا اتِّباع استراتيجية لتوسيع كمية البيانات التي سنحصل عليها». اقترح ليزنر أن يركزوا على ابتكار محرك مختلف جذرياً -وصعب للغاية- مثل فوهة «آيروسبايك». وعلى النقيض من «فوهة الجرس» التقليدية التي نعرفها جميعاً، فإن فوهة «آيروسبايك» توجِّه العادم الأسرع من الصوت على طول سنبلة مخروطية الشكل تمتد إلى الخارج. ويتناقص الشكل نحو الخلف، مما يضمن تدفق غازات العادم على طول سطحه، والتمدد بشكل طبيعي. ويتكيف هذا الشكل الخارجي مع تغيرات الضغط الجوي ويوفر أداءً متفوقاً في أثناء صعود المركبة الفضائية، من مستوى سطح البحر إلى فراغ الفضاء.وكالات النباتيون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب تشير دراسة إلى أن النباتيين قد يكونون أكثر عرضة للاكتئاب؛ لأنهم يشربون الحليب النباتي. ومع ذلك، فإن محبي المشروبات قليلة الدسم هم أقل عرضة للقلق والاكتئاب. تم جمع البيانات من أكثر من 350 ألف شخص مسجلين في دراسة «بيو بانك» في بريطانيا الذين تمت متابعتهم لأكثر من عقد من الزمان، وتقييمهم بحثاً عن علامات مشاكل الصحة العقلية. وجدت الدراسة أنه عند أخذ العمر والصحة والدخل في الاعتبار، فإن أولئك الذين يشربون الحليب قليل الدسم هم أقل عرضة للاكتئاب بنسبة 12 في المائة، وأقل عرضة للقلق بنسبة 10 في المائة. ومع ذلك، وُجد أن شرب الحليب منزوع الدسم ليس له أي فائدة، في حين أن شرب أنواع أخرى من الحليب، مثل حليب الصويا واللوز، كان مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 14 في المائة، حسبما أوردت صحيفة «تلغراف» البريطانية. وفي هذا الصدد، كتب العلماء من جامعة «ساوثرن ميديكال» في دراستهم: «الحليب مصدر غني بالعناصر الغذائية، مثل اللاكتوز والدهون والبروتين والمعادن، وهي ضرورية للحفاظ على صحة الإنسان». يقولون إن الحليب مصدر غني بمعدن الكالسيوم الذي ثبت سابقاً أنه ينشط مسارات في الجسم يمكنها زيادة إنتاج السيروتونين. والسيروتونين مادة كيميائية تلعب دوراً في الدماغ، فيما يتعلق بالمزاج والصحة العقلية. وتعمل المجموعة الأكثر شيوعاً من أدوية مضادات الاكتئاب على تعزيز امتصاص السيروتونين. والحليب غني بالدهون المشبعة، ويحتوي الحليب منزوع الدسم على نسبة أقل من هذه الجزيئات مقارنة بالحليب كامل الدسم. وارتبط تناول كثير من الدهون المشبعة في النظام الغذائي بكثير من الحالات الصحية، مثل ارتفاع نسبة الكولسترول والسكتة الدماغية وأمراض القلب، ولكن ثبت أيضاً أنه يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب. ويقول العلماء إن هذا قد يفسر سبب كون الحليب منزوع الدسم -ولكن ليس كامل الدسم- مفيداً للصحة العقلية؛ لأن المحتوى العالي من الدهون المشبعة في حليب البقر غير منزوع الدسم، يمكن أن يضعف إشارات الدوبامين في الدماغ ويسبب الالتهاب. لكن الحليب منزوع الدسم يحتوي أيضاً على «كمية كبيرة» من الدهون غير المشبعة، والتي غالباً ما يطلق عليها «الدهون الجيدة» وقد ثبت في الماضي أنها مفيدة لنظام الدوبامين في الدماغ. ويقول العلماء إن الحليب منزوع الدسم يحتوي على دهون جيدة أكثر من الحليب كامل الدسم، ودهون سيئة أقل من الحليب كامل الدسم، وهذا قد يعني أنه يقع في مكان جيد؛ حيث يحسن الصحة العقلية.وكالات دار بيتهوفن تشتري مخطوطاً قيماً للمؤلف الموسيقي اقتنت دار بيتهوفن بمدينة بون غربي ألمانيا مخطوطاً أصلياً مهماً للمؤلف الموسيقي لودفيج فان بيتهوفن، يتكون من 9 صفحات بمساعدة متبرعين من جهات عامة وخاصة. وقالت المؤسسة الثقافية للولايات الاتحادية الألمانية إن المخطوط يضم حركة كاملة من المقطوعة رقم 13 من مقطوعات الرباعيات الوترية لبيتهوفن في سلم سي المنخفض (بيمول) الكبير، من مؤلفه رقم .130 ويذكر أن المخطوط تمت كتابته في عام 1825، ويضم 9 صفحات بـ 15 وجهاً من الموسيقى المؤلفة. ويشتمل على ملاحظات وتعديلات أجراها المؤلف الموسيقي الأسطوري، الذي غيبه الموت في عام 1827. وتقع دار بيتهوفن، وهي محل ميلاد المؤلف الموسيقي، في بون بألمانيا، وتضم متحفاً وقاعة حفلات موسيقية ومركز أبحاث ودار محفوظات. وأوضح رئيس الدار دانيل هوب أن المخطوط كان آخر عمل كبير معروف من مخطوط بيتهوفن لدى جهة خاصة.وكالات انهيار جسر في ألمانيا يكشف عن قنبلة من الحرب العالمية الثانية ذكرت الشرطة الألمانية،أمس الأول الأربعاء، أن العمال الذين يحاولون تفكيك جسر كارولا الذي انهار بشكل جزئي، في مدينة لايبزج، شرق ألمانيا، عثروا على قنبلة غير منفجرة، يعود تاريخها على الأرجح إلى الحرب العالمية الثانية. وأضافت الشرطة الألمانية أنه تم تطويق ضفة النهر المحيطة بالمنطقة، وطلب من خبراء المفرقعات إزالة القنبلة. يشار إلى أنه من الشائع، العثور على ذخائر غير منفجرة، تعود للحرب العالمية الثانية، خلال أعمال البناء في ألمانيا. يذكر أن مدينة دريسدن، التي تقع على بعد حوالي 190 كيلومتراً جنوب برلين، تعرضت للقصف بشكل كثيف، من قبل الحلفاء أثناء الحرب. وقال متحدث باسم الشرطة إنه تم العثور على القنبلة تحت الجسر، في نهر 'إلبه'، صباح أمس الأول.وكالات العثور على ورق شديد الندرة في مكتبة أمريكية اكتشف الخبراء مؤخراً وجود نوع من الورق العتيق شديد الندرة، عن طريق الصدفة، في مكتبة 'نيوبيري' الأمريكية الشهيرة، التي تقع بمدينة شيكاغو في ولاية إلينوي، حيث صنعت منه مخطوطة قديمة ظلت موضوعة على أرفف المكتبة لأكثر من قرن من الزمان. وأوضحت صحيفة 'شيكاغو تريبيون' الأمريكية في تقرير نشرته مؤخراً، أن مكتبة الكونغرس قامت بتحليل أوراق المخطوطة هذا الخريف، وتوصلت إلى اكتشاف مذهل، وهو أن المخطوطة تمت طباعتها على ورق الماجوي، الذي يعود إلى ما قبل العصر الإسباني. ويشار إلى أن الماجوي هو نوع من الورق المصنوع من نباتات الأجاف (نوع من الصبار) المطحونة، وهو نادر جداً لدرجة أنه لا يوجد منه إلا 10 أوراق معروفة في الوقت الحالي: توجد 4 منها في مكتبة الكونغرس، و6 بالمكتبة الوطنية للأنثروبولوجيا والتاريخ في مكسيكوسيتي. ويبلغ طول مخطوطة مكتبة 'نيوبيري'، نحو 49 ورقة.وكالات اكتشاف رأس 'كائن مجهول' في الكويت يثير حيرة الباحثين خلال عملية تنقيب في الكويت، تم اكتشاف رأس غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يرجع إلى آلاف السنين، مما أثار حيرة علماء الآثار، والباحثين. ووجد باحثون من البعثة الأثرية الكويتية – البولندية هذه القطعة الأثرية في بحرة 1؛ وهو موقع أثري بمنطقة الصبية في الكويت. ويرجع تاريخ التمثال الصغير إلى فترة العبيد في بلاد الرافدين القديمة، التي تسبق العصر البرونزي، وتم إنجازه أثناء الألفية السادسة قبل الميلاد، بحسب تقدير العلماء، ما يجعل عمره يتراوح بين 7 و8 آلاف عام، ويعتبر الأول من نوعه الذي يُعثر عليه في منطقة الخليج، ويعود لفترة العبيد. وأوضح علماء الآثار أن اكتشافهم يشتمل على نوعَيْن مميّزين من الآنية والأعمال الفخارية في الموقع ذاته، مبينين أهمية الاكتشاف لدراسة فترة العبيد، حيث أثمرت عمليات التنقيب في الموقع منذ بدايتها عن نوعَيْن من الآنية الفخارية، هما عبيد، المعروف أنه كان يُستوردُّ من بلاد الرافدين، وآخر مختلف تماماً يُعرف باسم الآنية، وهي حمراء خشنة الملمس، جرت معرفتها من مواقع في شبه الجزيرة العربية؛ علماً بأنّ النوع الثاني يوصف بأنه محلّي الصنع في الخليج. وتُواصل البعثة الأثرية الكويتية – البولندية دراسة موقع بحرة 1، الذي يعد مهما وحيويا لفَهْم التبادل الثقافي بين مجتمعات العصر الحجري الحديث في الجزيرة العربية وثقافة العبيد الممتدّة من بلاد الرافدين إلى منطقة من الأناضول، ثم شبه الجزيرة العربية.وكالات عصير البلسان مكمل طبيعي لإدارة الوزن وتحمل الغلوكوز قد يكون عصير البلسان الأسود أداة فعالة لإدارة الوزن وتعزيز التمثيل الغذائي، وفق دراسة حديثة أجرتها جامعة ولاية واشنطن، استندت إلى تجربة سريرية. وأظهرت التجربة أن شرب 12 أونصة (340 غراماً) من عصير البلسان الأسود يومياً لمدة أسبوع يسبب تغييرات إيجابية في ميكروبيوم الأمعاء، ويحسن تحمل الغلوكوز، وأكسدة الدهون. وبحسب 'ستادي فايندز'، البلسان الأسود هو توت أرجواني غامق صغير يوجد على أشجار البلسان الأصلية في أوروبا، ويستخدم كنبات طبي ومكمل لتعزيز وظيفة المناعة. ومع ذلك، فإن فوائده الصحية المحتملة الأخرى لا تزال قيد الاستكشاف. وقال الباحث الرئيسي للدراسة باتريك سولفرسون: 'إن البلسان الأسود هو توت غير مقدر تجارياً. لقد بدأنا الآن في إدراك قيمته لصحة الإنسان، والنتائج مثيرة للغاية'. واختبر الباحثون تأثيرات البلسان الأسود على الصحة الأيضية في تجربة سريرية بمشاركة 18 شخصاً، متوسط أعمارهم 40 عاماً، يعانون من زيادة الوزن. وتناول المشاركون إما عصير البلسان أو دواء وهمياً بنفس اللون والطعم، تم تصميمه خصوصاً بواسطة مختبر ابتكار الأغذية بجامعة ولاية كارولينا الشمالية، مع الحفاظ على نظام غذائي موحد. وأظهرت الاختبارات بعد أسبوع أن المشاركين الذين تناولوا عصير البلسان زادوا بشكل ملحوظ من كميات البكتيريا المعوية المفيدة، بما في ذلك البكتيريا المعوية القوية والبكتيريا الشعاعية، وانخفضت كميات البكتيريا الضارة، مثل البكتيريا العصوية. ويعد ميكروبيوم الأمعاء الصحي ضرورياً لامتصاص العناصر الغذائية ويدعم الصحة البدنية والعقلية. وبالإضافة إلى التغييرات الإيجابية في ميكروبات الأمعاء، أدى تدخل البلسان إلى تحسين التمثيل الغذائي. وعكست النتائج ذلك، حيث تبين أن عصير البلسان قلل من مستويات الغلوكوز في الدم لدى المشاركين بمعدل 24%، ما يشير إلى تحسن كبير في القدرة على معالجة السكريات بعد استهلاك الكربوهيدرات. وأظهرت النتائج أيضاً انخفاضاً بنسبة 9% في مستويات الأنسولين. وأشارت النتائج إلى أن عصير البلسان يمكن أن يعزز قدرة الجسم على حرق الدهون، حيث أظهر من تلقوا عصير البلسان زيادة كبيرة في أكسدة الدهون، أو تحلل الأحماض الدهنية، بعد تناول وجبة عالية الكربوهيدرات وأثناء التمرين. ويعزو الباحثون هذه التأثيرات الإيجابية إلى التركيز العالي للأنثوسيانين في البلسان الأسود.وكالات