
بدء الرد الإيراني.. سقوط صواريخ بشكل مباشر على "تل أبيب"
صفا
أعلنت إيران إطلاق هجوم على مواقع إسرائيلية ردا على الغارات المتواصلة التي استهدفت طهران ومدنا إيرانية وأدت إلى استشهاد العشرات بينهم مجموعة من قادة الصف الأول العسكريين والخبراء النوويين، وأكدت إلحاق خسائر بـ"إسرائيل" من بينها إسقاط مقاتلة.
وفي ثلاث موجات متتالية، ضرب عشرات الصواريخ الإيرانية مناطق واسعة، بينها مقر وزارة الحرب الإسرائيلية.
وأعلنت وكالة الأنباء الإيرانية "بدء الرد الإيراني الساحق" بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية تجاه "إسرائيل"، وأكدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية رصد إطلاق صواريخ باتجاه "إسرائيل" وطالبت المواطنين بالدخول لغرفهم المحصنة.
وأعلنت الجبهة الداخلية إطلاق صفارات الإنذار في "تل أبيب" والقدس وعدة مدن، وأظهرت صور مباشرة تصاعد أعمدة الدخان من أحد المواقع في "تل أبيب".
وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية بأسر قائدة طائرة إسرائيلية في عملية استهداف مقاتلة إسرائيلية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة خبر
منذ ساعة واحدة
- وكالة خبر
أبرز عناوين الصحف الفلسطينية السبت 14/6/2025
أبرزت الصحف الفلسطينية (الحياة الجديدة، والقدس، والأيام) الصادرة صباح، اليوم السبت في عناوينها، استشهاد وإصابة العشرات إثر تواصل قصف الاحتلال أنحاء مختلفة من قطاع غزة، كما تناولت الصحف، استشهاد أسير من علار وفرض الاحتلال "إغلاقا شاملا" على الضفة وإغلاقه أبواب الأقصى. وفيما يلي أبرز العناوين: * "الحياة الجديدة": - الشيخ يبحث مع وزراء خارجية السعودية والأردن ومصر التطورات الأخيرة في المنطقة - ماكرون يعلن تأجيل المؤتمر الأممي بشأن الدولة الفلسطينية - مجرد عدس..!! استشهاد وإصابة العشرات إثر تواصل قصف الاحتلال أنحاء مختلفة من قطاع غزة - استشهاد أسير من علار والاحتلال يفرض "إغلاقا شاملا" على الضفة ويغلق أبواب الأقصى - الرئاسة ترحب باعتماد الجمعية العامة بأغلبية ساحقة قرارا يطالب بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على شعبنا - على شفا حرب شاملة: إسرائيل تقصف بالطائرات وإيران ترد بالصواريخ والمسيرات - مصطفى يبحث مع بن فرحان التطورات في المنطقة ويترأس اجتماعين لمتابعة جاهزية المؤسسات للتعاملمع التطورات الطارئة - إصابة 5 مواطنين عقب سقوط صاروخ في سعير * "القدس": - إيـــران تعلن تسجيل تـلـوث إشعاعي داخـــــــل مـــفـــاعـــل نـــطـــنـــز الــــنــــووي - وزارة الاقتصاد تطمئن الـمـواطـنـيـن: الــســلــع الأساسية تــكــفــي لــــــ6 أشــهــر - دمار غير مسبوق في تل أبيب - عمليات نسف وإبادة للمساكن فــــــي مدينتي رفح وخـــان يـــونـــس.. عشرات الشهداء بين منتظري المساعدات - الشيخ يبحث مع وزراء خارجية الــسـعــوديــة والأردن ومــصــر الـــتـــطـــورات الأخيرة فـي المـنـطـقـة - ماكرون: الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضرورة سياسية - إغلاق الــضــفــة وإخلاء "الأقصى" و"والإبراهيمي" - مستوطنون يعـتدون على أراضي قريـة سـالم.. تـوسـيـع عـمـلـيـات الـــهـــدم فـــي مـخـيـمـات الـشـمـال - هجوم إسرائيلي جديد عــلــى مـــواقـــع إيــرانــيــة * "الأيام": - إسـرائيـل: دمـار غيـر مسبـوق وعشـرات المصابين جراء هجوم صاروخي إيراني - إيـران تـعـلـن إسـقـاط مـقـاتـلـتـيـن إسرائيليتين وأسر قائدة إحداهما - إسرائيل تشّن عدوانا واسعا على إيران وطهران ترد بإطلاق عشرات الصواريخ - القطاع: 42 شهيدا وتواصل التدمير في خان يونس - الاحتلال يغلق الحرمين القدسي والإبراهيمي وعشرات الحواجز والبوابات العسكرية بالضفة - "الأيام" ترصد مشاهد جديدة توثق معاناة المواطنين في غزة _


وكالة خبر
منذ ساعة واحدة
- وكالة خبر
ندمر أنفسنا بأيدينا؟!
في زمن تتساقط فيه مدننا واحدة تلو الأخرى، وتُمحى أحياء غزة عن وجه الأرض، ويُسحق شعبنا تحت ركام الموت، لا يزال بعضنا مشغولاً بإحصاء أخطاء الآخر، لا في مواجهة الاحتلال، بل في مقارعة أبناء الوطن أنفسهم. نحن الفلسطينيين، وبعد أكثر من سبعة عقود من النكبة، وأكثر من سبعة عشر عاماً من الانقسام، أثبتنا للأسف أننا بارعون في تدمير ذواتنا بأيدينا، وكأننا نصرّ على أن نكون الخصم والقاضي والجلاد في معركة نحن ضحيتها جميعاً. لقد اعتدنا الحديث عن "العدو الخارجي"، عن إسرائيل التي تقتل وتحاصر وتنهب الأرض وتطمس الهوية، لكننا نتحاشى الحديث عن العدو الذي يسكن بيننا، بل فينا: الاقتتال الداخلي، الكراهية السياسية، التخوين، الحقد، التدمير الإداري، الانفصام الجغرافي، واللعب على الحبال الأجنبية. نقول إن الاحتلال هو السبب، لكن الحقيقة المُرّة هي أننا نمنح الاحتلال أعظم خدماته مجاناً، عندما نحول بنادقنا إلى صدور بعضنا، ونجعل من غزة سجناً ومن الضفة حقل تجارب بيروقراطية، ومن الوحدة الوطنية شعاراً خالياً من المضمون. الإعلام الفلسطيني تحوّل إلى سلاح دمار داخلي، كل طرف يحفر قبر الآخر على الهواء مباشرة. الأسير يُقسم، الشهيد يُعتمد حسب الجهة التي ينتمي إليها، والجريح يُهمّش إذا لم يكن "من تنظيمنا". أيّ مهزلة وطنية هذه؟ لقد صنعنا واقعاً عبثياً اسمه "الشرعيات المتعددة"، ورضينا أن نُحكم بعقليتين متناقضتين، كلٌّ منهما يدّعي أنه الممثل الشرعي والوحيد لشعب أنهكته الحرب والفقر والحصار. هل يحتاج الفلسطيني إلى أكثر من عدو؟ ألا تكفيه طائرات الـF16 والجدران الإسمنتية وبوابات الحواجز؟ لماذا نصرّ على تمزيق الجغرافيا والذاكرة والسياسة والأمل؟ الاقتتال الداخلي ليس فقط بالرصاص، بل بالصمت. بالصمت على الفساد، بالصمت على الطابور الخامس المنتشر بيننا لتدميرنا والحفاظ على ذاته، بالصمت على تغييب المحاسبة والمساءلة، بالصمت على إذلال المواطن، بالصمت على تحويل القضية إلى وظيفة، والسلطة إلى غنيمة، والنضال إلى "مضاربة". هذا الصمت هو خيانة باردة، أكثر فتكاً من الرصاص، لأنه يسمح للانهيار أن يتمدد بهدوء داخل عظام الوطن حتى يتحلل تماماً. من يراجع التاريخ الفلسطيني يدرك أن النكبة لم تكن لحظة واحدة عام 1948، بل كانت سلسلة متواصلة من التمزق الداخلي والخذلان الذاتي. فمن الثورة الكبرى في الثلاثينيات، حين تناحرت الفصائل والقيادات على الزعامة، إلى سنوات منظمة التحرير حين دخلت الصراعات الفصائلية على الخط، وصولاً إلى الانقسام الأسود في 2007 الذي قسم الوطن والوجدان، يتكرر المشهد ذاته: الفلسطيني لا يكتفي بمواجهة الاحتلال، بل يطعن نفسه بنفسه. لم يتعلم النظام السياسي الفلسطيني من دروس بيروت ولا من سقوط المخيمات في لبنان، ولا من خروج الثورة إلى المنافي. التاريخ الفلسطيني حافل بلحظات كان يمكن أن تُشكّل نقطة تحول نحو الوحدة، لكننا في كل مرة نختار الانقسام، كأن لعنة الانشقاق تسكننا، وكأننا نرفض أن نكون شعباً واحداً حتى في مواجهة الموت. اليوم، شعبنا في غزة يُذبح بلا رحمة، ويُهجّر من مكان إلى آخر، ويأكل من تراب الأرض، ويبحث عن حياة بين ركام الموت. ومع ذلك، لا زلنا عاجزين عن تشكيل حكومة وحدة وطنية. ونعقد المؤتمرات للحديث عن "رؤية وطنية" فيما الناس يدفنون أطفالهم بأيديهم. أية رؤية هذه التي لا تبدأ من وقف الاقتتال الذاتي؟ الفلسطينيون لا يحتاجون لمزيد من الخطب، بل لقرارات شجاعة تنهي الانقسام فوراً، توحّد المؤسسات، تحرّر القرار من الحسابات الحزبية، وتعيد الاعتبار للقضية الوطنية بعيداً عن الاستثمار السياسي الرخيص. نريد نظاماً سياسياً يعيد الكرامة للفلسطيني، لا يضاعف وجعه. نريد نخباً مثقفة تمتلك شجاعة النقد الذاتي لا أبواق دعاية رخيصة. إذا كنا نحن من يهدم بيته بيديه، فكيف نلوم العدو؟ إذا كنا نكفّن أحلامنا بالكراهية، فكيف نُطالب العالم بالعدالة؟ لقد آن الأوان لثورة فلسطينية جديدة، لا بالسلاح، بل بالعقل. ثورة تعلن أن العدو الأول هو الانقسام، وأن الطريق إلى التحرر تمر أولاً من شوارعنا، من مدارسنا، من مجالسنا، من أنفسنا. لقد خسرنا ما يكفي، وربما أكثر مما يحتمل شعب. فلنتوقف عن تدمير بعضنا، قبل أن نصحو على وطن لا مكان لنا فيه، لأننا نحن من دفنّه.


وكالة خبر
منذ ساعة واحدة
- وكالة خبر
متعهد أمني أميركي يفضح "مؤسسة غزة الإنسانية"
كشف متعهد أمني أميركي -لموقع زيتيو– تفاصيل وخفايا عمل الشركات الأميركية العاملة بتوزيع المساعدات في غزة ضمن برنامج "مؤسسة غزة الإنسانية" وتحدث عن مشاهداته في التعامل غير الإنساني مع الفلسطينيين الساعين للحصول على المساعدات، ودور جيش الاحتلال في الأمر برمته. وإلى تفاصيل ما تحدث عنه المتعهد والذي أخفى الموقع هويته لتجنيبه المضايقات والاستهداف: أنا واحد ضمن مئات المتعهدين الأمنِيّين الموجودين في غزة لتوفير الأمن ضمن البرنامج الجديد لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة. انضممت بسبب عرض لمهمة جيدة بأجر جيد عبر شركة تدعى UG Solutions. لم يتم تزويدنا بأية معلومات تقريبًا. وأُخبرت بأني التحقت بالوظيفة قبل يومين فقط من موعد المغادرة. وكان كل شيء في اللحظات الأخيرة. وعندما وصلت إلى واشنطن في 16 مايو/أيار، تلقّينا عرضًا أكثر تفصيلاً. وكان علينا توفير الأمن لمراكز توزيع المساعدات في غزة. وكان يتم التأكيد على "إذا كان هناك شخص يريد أن يحمل سلاحًا بسبب شغفه بالقتال، فعليه أن يجمع أغراضه ويعود إلى منزله، لأن مهمّتنا هي المساعدة". وكان هذا التقديم مرضِيًا بالنسبة لي. وفي اليوم التالي، غادرنا نحو الشرق الأوسط. وكان مجموع أفراد مجموعتنا يقارب 300 شخص من خلفيات مختلفة، أفراد سابقون في القوات الخاصة، عسكريون سابقون في الوحدات القتالية، أفراد لم يخدموا إطلاقًا في الجيش، بالإضافة إلى أفراد عملوا في تطبيق القانون. وكان بعضهم متقدّماً جداً في السن. وكان هناك نقص في الأفراد بالشركة، وكان يتم تجنيد أيّ كان دون تدقيق كافٍ. ولقد كان الحصول على العتاد صعبًا جداً. ولم تكن هناك بدلة عسكرية كافية للجميع. ولم يتم توفير منظار للتسديد على أسلحتهم (مثل النقاط الحمراء التي تساعد على التهديف). وكان السلاح بحدّ ذاته محطّ تساؤل. وتسلم كلٌّ منا سلاحًا هجوميًا (مثل AR) بالإضافة لمسدس صغير. ولكن لم يتم التحقق أبداً ما إذا كان أفراد الأمن يتقنون التعامل مع هذه الأسلحة حتى أن بعضًا منا تسلم أسلحة آلية. وفي وقت لاحق، تسلم أفراد آخرون أسلحة غير مميتة مثل رذاذ الفلفل والقنابل الصوتية. ولكن لم يتم التحقق أبداً مما إذا كان أفراد الأمن يعرفون كيفية استخدامها بشكل صحيح. وعلى أيّ مسافة يجب أن ترمي القنبلة الصوتية؟ وأين يتمّ رشّ الفلفل؟ ولأيّ مدَّى؟ ولم يخبروا أحدا بهذا إطلاقًا. ونتحدث هنا عمن يتعامل مع مجموعات مدنية محرومة حتى من الماء، ونحن على أهبة التجهّز لمهاجمتهم برذاذ الفلفل؟ لمَ؟ هؤلاء لم يأتوا إلا لتلقي المساعدات التي كان يجب أن نعطيها لهم. وكان هذا غير منطقي إطلاقًا. ولم يكن نقص التحقق من استخدام السلاح المشكلة الوحيدة. فقد كان أفراد الأمن المتقدمون للتعاقد يفتقرون للتدريب الثقافي -وهو أمر مهم للتواصل مع السكان المدنيين في مثل هذه الأوضاع- بما في ذلك أولئك الذين لم يسبق لهم أن تم نشرهم عسكريًا. حتى أن هؤلاء لم يتم إتاحتهم للتأكد من قدراتهم على النوم والراحة. وكان العمل يتم على مناوبة مدّتها 12 ساعة -4 مجموعات عمل يتبعها يومان إجازة- لكنّ في الحقيقة كان يصل العمل في بعض الأوقات إلى 20 ساعة دون توقف ولا إجازات على الإطلاق. وكان يقال لنا إنّ مهمّتنا تتّبع القانون الدولي، لكن لم يتم أبداً تحديد تلك القوانين أو التفاصيل التنظيمية. وكان التوجيه الواضح يتمثل في أنك اذا شعرت بخطر على نفسك، يحق لك الدفاع الذاتي وهو ما ترك مساحة واسعة للتفسير. وهكذا كان هناك أفراد يفتقرون إلى الفهم الثقافي والخبرات العملياتية، بالإضافة إلى ضعف التحقق من قدراتهم على التعامل مع السلاح في منطقة اليائسين التي يحتاج أبناؤها إلى المساعدات. وكان هناك احتمال أن تسير الأمور إلى أسوأ ما يتصور أحد، وهو ما حدث بالفعل. فوضى عارمة في اليوم الأول -وهو اليوم التالي على وصول مجموعتي رسميًا- كان المكان في حالة فوضى كاملة. وكان عند بوابة التقديم صفوف يتضمن أحدها الأطفال والنساء على جهة، وفي الأربع الأخرى كان هناك رجال. وكان يتم إدخال الناس على مجموعات صغيرة (5، 10، 20) حسب ما كان ممكناً في تلك الفوضى. وكان الترتيب سيئًا جداً، وكان الناس يتزاحمون ويسقطون بسبب التدافع. وفي النهاية، كان الازدحام عند البوابات يتزايد حتى انهارت. وتراجع أفراد الأمن بسبب الفوضى تاركين الناس تتناول موادّ الإغاثة. ولم يبدِ الناس أيَّ عدوان علينا إطلاقًا -كان هدفهم الوحيد أن يصلوا إلى تلك المساعدات التي تتكون في الغالب من الدقيق والأرز والعدس والأكياس الصغيرة للشاي والنودلز- وهي مواد تتطلب الماء. ولكن لم تكن هناك مياه متوفّرة إطلاقًا. وقد تراجع أفراد الأمن مرة أخرى إلى محيط أبعد. وعند تلك المرحلة، بدأ بعض الأفراد بإطلاق عيارات تحذيرية في الهواء. ثم تراجعوا مرة أخرى. وبينما كان الجمع يتدفق على المكان، تلقّينا الأوامر بدفع الناس خارج المكان، حتى لو كان هناك أفراد ما زالوا يلتقطون موادَّ إغاثية من الأرض. واصطففنا في خط واحد ودفعنا الناس للتراجع. وكان هناك نسوة تبكين بسبب محاولتهنَّ أن يلتقطنَ طعامًا لأطفالهنّ دون أن يتمكَّنَّ من ذلك. لقد كان هذا أبشع منظرٍ على الإطلاق. وكان أحد أفراد الأمن -وهو الأول الذي أطلق طلقة تحذيرية- كذلك الأوَّل في استخدام القوة البدنية مع فلسطينيّ كان يلتقط موادَّ إغاثية على الأرض، فقد دفعه بقوة حتى أسقطه على الأرض. إن فكرة أنَّ الجيش الإسرائيلي غير متدخل محض هراء. لقد كان متدخلاً بالفعل. وكان له مكاتب ضمن مقارّ شركتنا. وكُنَّا نتقاسم معه التردَّدات اللاسلكية في التواصل. وكان القادة يصرّحون بأنَّ الجيش غير متدخل، لكنه كان في الحقيقة يقف خلف الكواليس. وكان على مقربة منا -على بُعد بضع مئات الأمتار- هناك القناصة التابعون له بالإضافة إلى الدبابات التي تطلق نيرانها على مدار اليوم. لقد كان ما تبع تلك الفوضى مذهلاً. ولم يتم توزيع طعام على أفراد الأمن ضمن تلك المناوبة التي تستمرّ لساعات طوال. وكان يتم إعطاؤهم بدلاً ماليًا لكي يشتروا ما يريدون في إسرائيل، لكن لم تكن تتسع الأوقات للتسوق ولا النوم. وكان بعض أفراد مجموعتي يتناولون موادَّ إغاثية كان الناس يتركونها على الأرض. فخ إغاثي؟ لقد علق في ذهني موقف واحد: كنا نرصد موقعًا فارغًا على مدار اليوم. وفي وقت لاحق -بعد حلول الليل- وصلت شاحنات محمَّلة بالمساعدات الإنسانية. ثم أذاع الجيش الإسرائيلي عبر الراديو أنَّ 200-300 مدني يقتربون على بُعد كيلومترين تقريبًا نحو تلك المنطقة. ولاحقًا، لاحظنا طائرة إسرائيلية دون طيار تتجه نحو المكان. ثمّ تبع ذلك إطلاق مدفعية على تلك المنطقة. فهل كان التفسير حسن النيَّة؟ ربَّما كان الإسرائيليون يطلقون نيران التحذير لتفادي وصول الناس. ولكن هذا أبعد ما يكون على الأرجح. وفي النهاية، تطلق الدبَّابات نيرانها على مدار اليوم في محيط تلك المواقع. ويطلق القنَّاصة النار من أبنية كان يشغلها في السابق الأطباء في أحد المستشفيات، والنيران والقنابل تتساقط وتتجه نحو الفلسطينيين. ونعلم أنَّ الجيش الإسرائيلي يفرض بالفعل حظر تجوال في بعض أجزاء غزة. ولا أستبعد أن يتمَّ تسريب تلك المساعدات في الليل على وجه التعمَّد لجذب الناس للخروج لتلقِّي تلك المساعدات، فيعتبرون عندئذٍ مقاتلين ويطلق النار عليهم. وعلى أيَّ حال، يستغلّ الجيش أيَّ ذريعة للتأكد أنَّ هؤلاء يشكّلون خطراً على أمنه. وفي غياب الوجود الدولي للإعلام في تلك المناطق -وفي ظلّ فقدان مصداقية الإعلام الفلسطيني في عيون الغرب- يتمّ طمس الحقيقة. وفي الأثناء يتواصل إطلاق الدبَّابات والنيران والقنَّاصة دون انقطاع، دون أيّ إطلاق نار في الجهة الثانية. وفي البداية كان توزيع المساعدات محفّزًا للتفاؤل. وكان بإمكانِي أن أبكي بسبب عبارات الشكر التي كان يطلقها الفلسطينيون "شكراً.. نحبّ أميركا". ولكن هذا لم يستمر. وينبغي أن أكون واضحًا: لم تكن عندِي أيّ انحياز. فأنا أبغض المعاناة الإنسانية وأكره استمرارها. وكان كلّ ما أردت أن أفعله هو أن أقدم المساعدة. ولكن ما نفعله -هذه الشركات الأميركية والمتعهدون الأمنيّون- يزيد الألمَ والخراب ويؤدّي إلى المزيد من المعاناة والقتل في صفوف الفلسطينيين في غزة. المصدر: مواقع إلكترونية