logo
هل تكرر أمريكا سيناريو العراق في إيران؟

هل تكرر أمريكا سيناريو العراق في إيران؟

الدستورمنذ 4 ساعات

عقب الضربات الأمريكية المكثفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو، ونطنز، وأصفهان، سارعت طهران إلى احتواء الموقف داخليًا وخارجيًا، عبر الترويج لرواية رسمية مفادها أن الأضرار لم تكن جسيمة، وأن المواد النووية الحساسة جرى نقلها مسبقًا إلى مواقع آمنة.
هذه الرواية — التي يتبناها الإعلام الإيراني والمسؤولون الرسميون — تأمل قطاعات واسعة، سواء في الداخل الإيراني أو بين المتعاطفين مع طهران دوليًا، أن تكون حقيقية وأقرب إلى الواقع، لا مجرد محاولة لامتصاص الصدمة أو حجب الحقيقة.
لكن، وسط هذا المشهد الضبابي، يبرز سؤال محوري:
هل يخدم هذا المسار فعلًا مصالح طهران؟ أم أنه جزء من فخ أمريكي جرى تصميمه بعناية؟
من يراقب عن كثب تطورات الموقف الأمريكي، يدرك أن واشنطن لا تتحرك بعجلة أو انفعال. بل على العكس، يبدو أنها تعتمد 'صبرًا استراتيجيًا' مدروسًا، يتيح لها جمع المزيد من الأدلة، وبناء سيناريوهات دقيقة ومتكاملة.
فماذا لو كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية تملك بالفعل معلومات موثوقة عن عمليات نقل اليورانيوم المخصّب، أو عن إنشاء منشآت نووية سرّية جديدة داخل إيران؟
وماذا لو كان هذا الهدوء الأمريكي الظاهري مجرد تمهيد للحظة محسوبة، تُنفَّذ خلالها ضربة نوعية وعلنية ضد المنشآت النووية، في مشهد موجَّه للرأي العام الدولي؟
في حال تنفيذ ضربة عسكرية مركَّزة ومدروسة، قد تظهر — عن قصد أو من دون قصد — مؤشرات وأدلة على وجود أنشطة نووية غير مصرّح بها، أو يتم دفع إيران نحو اعتراف غير مباشر بوجود تلك الأنشطة.
عندها ستحصل واشنطن على ورقة سياسية وقانونية قوية، تخوّلها المطالبة بتفويض أممي للتدخل تحت شعار 'منع إيران من امتلاك السلاح النووي'، في سيناريو مألوف للمجتمع الدولي.
ليس هذا السيناريو جديدًا. ففي عام 2003، روّجت الولايات المتحدة لسردية امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وهي الذريعة التي انتهت بتدخل عسكري واسع النطاق.
أما اليوم، فالنسخة الأمريكية من هذا السيناريو تبدو أكثر تقدمًا ودهاءً؛ مدعومة بمعلومات استخباراتية أقوى، وبدعم دولي أوسع، وبآليات قانونية محكمة تحظى بشرعية أممية، في ظل بيئة إعلامية دولية مهيّأة تمامًا لتبنّي سردية 'الخطر النووي الإيراني' على الأمن الإقليمي والدولي.
إذا كانت الرواية الإيرانية الحالية تهدف إلى حماية البرنامج النووي من الاستهداف، فعلى صانع القرار في طهران أن يدرك أن أي تصعيد متهور أو تحرّك غير محسوب قد يُفسَّر كدليل إضافي يدين إيران، ويُستخدم ضدها لاحقًا في المحافل الدولية.
الحكمة في هذه المرحلة تكمن في قراءة النوايا الأمريكية بعمق، وتجنّب الوقوع في فخ التصعيد، حيث يمكن لواشنطن — بفضل أدواتها السياسية والإعلامية — دفع إيران إلى موقع الطرف المعتدي أو المراوغ أمام المجتمع الدولي.
إضافة إلى ذلك، يحتاج الخطاب الإعلامي والدبلوماسي الإيراني إلى قدر عالٍ من الانضباط والدقة، لا سيما مع تصاعد التصريحات الغربية بأن 'الوقت ينفد' لمنع طهران من بلوغ العتبة النووية.
رغم أن المشهد الحالي يبدو ظاهريًا تحت السيطرة، فإن أي خطأ صغير في قراءة المعطيات أو اتخاذ القرارات قد يؤدي إلى تداعيات كارثية، خاصة في ملف شديد الحساسية كملف السلاح النووي.
لذلك، على القيادة الإيرانية أن تُدير هذا الملف ببالغ الحذر، مع إدراك أن الرهانات اليوم أكبر بكثير من مجرد روايات إعلامية محلية أو تصريحات رسمية. فالنوايا الأمريكية — وإن بدت هادئة في هذه المرحلة — قد تُخفي مشروعًا لإعادة إنتاج سيناريو العراق، لكن بأدوات أكثر تطورًا، وبكلفة سياسية وعسكرية أعظم على مستقبل إيران والمنطقة بأسرها.
ويبقى السؤال الأهم: هل نشهد بالفعل بداية تحضير دولي لإعادة إنتاج تدخل عسكري… تحت لافتة منع 'الخطر النووي الإيراني'؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عملية 'بشائر الفتح'.. إيران تقصف قواعد أميركية في قطر والعراق
عملية 'بشائر الفتح'.. إيران تقصف قواعد أميركية في قطر والعراق

مراكش الآن

timeمنذ 38 دقائق

  • مراكش الآن

عملية 'بشائر الفتح'.. إيران تقصف قواعد أميركية في قطر والعراق

أعلنت إيران بدء عملية عسكرية للرد على الهجوم الأميركي على أراضيها، حيث قصفت قواعد أميركية في قطر والعراق، مساء اليوم الاثنين. وقال التلفزيون الإيراني إن القوات المسلحة بدأت 'ردا قويا على العدوان الأميركي'، ضمن عملية أطلقت عليها اسم 'بشائر الفتح'. وأضاف أن الرد بدأ باستهداف قاعدة العديد الأميركية في قطر وقواعد أميركية في العراق. ونقل موقع أكسيوس عن مصادر أميركية أن إيران أطلقت 6 صواريخ نحو قاعدة العديد. من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع القطرية أن 'الدفاعات الجوية القطرية اعترضت هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية'. وقالت 'بفضل الله ويقظة القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات'. وأكدت الوزارة أن أجواء وأراضي دولة قطر آمنة وأن القوات المسلحة القطرية على أهبة الاستعداد دائما. وتشن إسرائيل حربا على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، حيث استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية واغتالت قادة عسكريين كبارا -بينهم قائد الحرس الثوري ورئيس هيئة الأركان- وعلماء نوويين بارزين. وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان تدخلها المباشر في الحرب إلى جانب إسرائيل، شنّت الولايات المتحدة، فجر أمس الأحد، ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. وقد أعلن رئيس هيئة الأركان الإيرانية عبد الرحيم موسوي في خطاب متلفز، اليوم الاثنين، أن بلاده سترد بشكل 'حاسم وقاطع' على الضربات الأميركية.

إسرائيل تريد استغلال اللحظة..وقف الحرب بعد إنجاز الضربة الأميركية؟
إسرائيل تريد استغلال اللحظة..وقف الحرب بعد إنجاز الضربة الأميركية؟

المدن

timeمنذ 42 دقائق

  • المدن

إسرائيل تريد استغلال اللحظة..وقف الحرب بعد إنجاز الضربة الأميركية؟

تأمل إسرائيل عدم تضييع "إنجازاتها" العسكرية في إيران، خصوصاً بعد الضربة الأميركية للمنشآت النووية، وأن يدفع ذلك طهران نحو اتفاق، وتواصل بالمقابل عدوانها، إذ يستمر الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع في الجمهورية الإسلامية. ونقلت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، عن مسؤولين في المستوى السياسي الإسرائيلي، قولهم إنهم يأملون امتصاص إيران الضربات التي تلقتها من إسرائيل والولايات المتحدة، وأن تعود إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتفاهمات بشأن برنامجها النووي. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر مطّلع، أن المسؤولين الإسرائيليين، يعتقدون أن الرسائل التي بعثت بها إيران عقب الضربة الأميركية، لا تبشّر برغبة حقيقية في العودة إلى المحادثات، لكنهم يأملون أن يغيّر المرشد علي خامنئي موقفه. وقال أحد المصادر: "في إسرائيل لا يريدون إهدار ما حدث (الضربة الأميركية واعتبارها إنجازاً).. فعندما يقع حدث كهذا، يتجهون إلى مسار دبلوماسي، لأنه لم يعد هناك ما يمكن تحقيقه بالوسائل العسكرية". مضيق هرمز ومع هذا، لا يستبعد المسؤولون الإسرائيليون احتمال حدوث تصعيد في الأيام المقبلة، إذا قررت إيران تنفيذ تهديداتها والانتقام من الهجوم الأميركي، سواء عبر تعطيل الملاحة في مضيق هرمز، أو تنفيذ سلسلة هجمات ضد قواعد أو سفارات أميركية في المنطقة، أو ضد أهداف غربية حول العالم. ومن الخيارات الأخرى التي قد تلجأ إليها إيران، الحفاظ على مواجهة محدودة، عبر حرب استنزاف ضد إسرائيل تمتد لأشهر، باستخدام إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة بشكل متقطع، على غرار ما يفعله الحوثيون في اليمن. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لضربة كبيرة، "أعادته سنوات إلى الوراء"، مما سيُصعّب على طهران إنتاج قنبلة نووية أو صواريخ قادرة على حملها في المستقبل القريب، وهي الذريعة التي روجتها إسرائيل لتبرير عدوانها، فيما أدلى رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بتصريحات مشابهة خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن. تقييم فوردو ورغم اعتقاد إسرائيل أن الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية دمّرت المنشأة النووية الكبرى في نطنز، بما في ذلك الجزء الموجود تحت الأرض، إلا أن المؤسسة الأمنية تجد صعوبة في تقييم وضع منشأة فوردو. ونقلت "هآرتس" عم مصدر غربي مطّلع على البرنامج النووي الإيراني، أن "الإيرانيين ربما تمكّنوا نظرياً من إخلاء اليورانيوم المخصب من فوردو، لكن إخلاء أجهزة الطرد المركزي ليس ممكناً فعلياً". أما منشأة إنتاج الوقود النووي في أصفهان، فتُظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة، أنها تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة الهجوم الأميركي. في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصادر، أنه على الرغم من أن الهجوم الأميركي كان يهدف إلى الإشارة إلى نهاية الحملة العسكرية على إيران، ورغم أن المجتمع الدولي قد يزيد الضغط من أجل وقف إطلاق النار، فإن إسرائيل لم تستنفِد بعد بنك الأهداف الذي جمعته، وتدرس حالياً إمكانية استغلال نافذة "الفرصة النادرة"، التي تتيح لها العمل بحريّة في الأجواء الإيرانية لضرب أهداف إضافية. الخطة الأصلية لواشنطن من جهتها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الاثنين، بأن الهجوم الأميركي على المنشآت الإيرانية، خلّف أضراراً كبيرة تثير تساؤلات بشأن استمرار العدوان. ونقلت تقديرات مسؤولين إسرائيليين أن مئات الكيلوغرامات من المواد المُخصّبة دُمّرت خلال الهجمات، موضحين أنه "إذا أوقف خامنئي إطلاق النار غداً وقال إنه يريد إنهاء الحدث (الحرب)، فسنقبل بذلك". وأوضح مسؤولون إسرائيليون، وفقاً لذات الصحيفة، أنه رغم التقديرات الأولية، لا يوجد حتى الآن تأكيد قاطع لنتائج الضربة الأميركية، مشيرين إلى أن الصورة ستتضح خلال الأيام المقبلة. وقالوا: "تقدير الجهات الأمنية (الإسرائيلية) هو أن الإيرانيين لم يتمكنوا من إخراج المواد المُخصّبة، وإن فعلوا، فبكميات ضئيلة فقط". وأضافوا "تقديرنا أنّ الكتلة الكبيرة، التي تبلغ مئات الكيلوغرامات، لم تُنقل، وتم تدميرها خلال الهجمات". ولفتت الصحيفة إلى أن الخطة الأصلية للأميركيين كانت مهاجمة منشأة فوردو فقط، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أقنعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بتوسيع العملية لتشمل نطنز وأصفهان أيضاً، بذريعة علم إسرائيل بوجود منشأة تحت الأرض قرب أصفهان يُخزَّن فيها اليورانيوم المخصّب، لكنها لم تكن قادرة على استهدافها، وهو ما استكملته الضربة الأميركية. وقبل العملية، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل إزالة بطاريات الدفاع الجوي والرادارات الإيرانية من المسار المؤدي إلى المواقع، حتى لا يتمكن الإيرانيون من رصد تشكيل الطائرات الأميركية، الذي ضم 120 طائرة مرافقة لطائرات "بي-2". وبحسب المسؤولين الإسرائيليين: "تقديراتنا أننا أعدنا البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لأكثر من عقد من الزمن، وبالمقابل أعددنا الجمهور لحملة (عسكرية) طويلة. الأمر لا يتعلّّق بنا بل بالإيرانيين. إذا قرر الإيرانيون الدخول في حرب استنزاف معنا، فستكون حملة طويلة وسنحتاج إلى وقت. لكن هذا ليس ما نريده. نريد إنهاء الحدث في الفترة القريبة، هذا الأسبوع. الأمر يعتمد على خامنئي. إذا استمر في إطلاق النار دون توقف، فسيتوجب علينا الرد، إذ لا يمكننا أن نتحمّل. مصلحتنا هي عدم إطالة أمد الحرب".

إيران إلى أين؟
إيران إلى أين؟

قدس نت

timeمنذ 43 دقائق

  • قدس نت

إيران إلى أين؟

الإثنين 23 يونيو 2025, 01:50 م بقلم : مصطفى إبراهيم / في خطاب حماسي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن "الهدف كان شلّ قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووقف التهديد النووي"، وأن الضربة نُفذت بتنسيق كامل مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي سارع إلى التفاخر بـ"تحقيق الهدف الأساسي للعملية عبر تدمير منشآت فوردو ونطنز وأصفهان"، وكأن ثلاث ضربات جوية كفيلة بإغلاق ملف نووي شُيّد على مدى عقدين. وبعد أن أوفى ترامب بوعده، ووسط موجة من النشوة العارمة التي عمت إسرائيل وبعض دول الشرق الأوسط، بدأت تبرز أسئلة مصيرية: ماذا عن نصف طن من اليورانيوم المخصب الذي نُقل، على ما يبدو، من منشأة فوردوإلى موقع آخر؟ وكيف يمكن إنهاء هذه الحرب بعد انضمام الولايات المتحدة فعليًا، ولأول مرة في تاريخها، إلى الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد إيران؟ في هذه الاوقات وجدت إيران نفسها بعد الضربة الأميركية في عزلة خانقة. وعلى الرغم من الإدانة من كل من روسيا والصين، فإنهما عاجزتان عن تقديم ردّ عسكري أو مظلة دبلوماسية حقيقية. في الوقت نفسه، تتسم مواقف حلفاء طهران بالتردد. فحزب الله في لبنان والفصائل الشيعية في العراق اكتفوا ببيانات الإدانة، مؤكدين قدرة "الدولة الإيرانية القوية" على مواجهة التهديد. وحدهم الحوثيون أعلنوا تعليق اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة، دون تنفيذ هجمات حتى الآن. طوال السنوات الماضية، استثمرت إيران في برنامجها النووي وشبكة من الحلفاء، وما سمي محور المقاومة، ووحدة الساحات، من سوريا ولبنان وفلسطين إلى العراق واليمن. ورغم مشاركتها في مفاوضات مع القوى الكبرى، فقد تمسكت ايران بـ"ذخرها الاستراتيجي"، أي برنامجها النووي، ورفضت التخلي عنه، خاصة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في 2018. منذ عام 2021، عادت إيران لتخصيب اليورانيوم بمستويات عالية، وزادت وتيرة التصعيد بعد سلسلة ضربات إسرائيلية طالت منشأة نطنز وقادة بارزين في محور المقاومة، كان أبرزهم حسن نصر الله. وفي النصف الثاني من 2024، ومع سقوط نظام الأسد في دمشق، ارتفع منسوب القلق الإيراني، وردت طهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% – خطوة تُعد أقرب إلى عتبة السلاح النووي، وإن لم تبلغها بعد. عملية "شعب كاللبؤة"، التي انطلقت قبل عشرة أيام، سرعان ما تحولت من ضربة استباقية إلى مسار حربي مفتوح. ووفق وسائل الإعلام الاسرائيلية، حُددت أربعة أهداف رئيسية للعملية: تدمير البرنامج النووي الإيراني، وشلّ قدراته الصاروخية البالستية، وضرب محور المقاومة، وفرض ردع سياسي طويل الأمد. بل إن بعض المسؤولين الإسرائيليين تحدثوا صراحة عن إمكانية "الإطاحة بالنظام الإيراني" أو حتى اغتيال المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي وصفه وزير الأمن يسرائيل كاتس بـ"هتلر العصر". السؤال الجوهري اليوم هو: هل ستدفع الضربة الامريكية الكبرى الإيرانيين إلى تقديم تنازلات؟ أم أنها، على العكس، ستدفعهم إلى مزيد من التشدد؟ يرى الإيرانيون أن برنامجهم النووي كان بمثابة "مظلة حماية" تمنع القوى المعادية من إسقاط النظام. ومن وجهة نظرهم، فإن التخلي عنه يعادل الانتحار السياسي. وتنقل صحيفة هآرتس عن مصادر أمنية أن "الرهان الأميركي على تدمير المنشآت النووية كوسيلة لجرّ إيران إلى طاولة المفاوضات قد يكون خاطئًا"، وأن الإيرانيين لديهم تجربة طويلة مع الصبر، بارعون في سباقات النفس الطويل. وعلى الرغم من تراجع قدراتهم العسكرية نسبياً ، فإنهم لا يزالون يحتفظون بأدوات تهديد حقيقية: من الصواريخ والطائرات المسيرة، إلى إمكانية ضرب القواعد الأميركية أو إغلاق مضيق هرمز، وهو سيناريو سيهز الاقتصاد العالمي ويضر بالصين وحلفاء واشنطن في الخليج. منذ الثورة الايرانية في العام 1979، كان الهدف الأول للنظام الإيراني هو البقاء. وقد نجح في تخطي حربٍ مدمرة مع العراق، وموجات احتجاج متكررة، وعقوبات دولية خانقة، وظلّ أكثر صلابة. واليوم، يسعى إلى خوض معركة محسوبة تضمن بقاءه، في مشهد إقليمي ملتهب تحوّل إلى "حلقة نار" يصعب كسرها. الرهان على أن رجال الدين في طهران سيضعون مستقبلهم بيد رئيس أميركي، سواء كان ترامب أو أوباما، يبدو ساذجاً. ما لم تُجرد إيران من خيارها النووي بالكامل، فإنها ستبقى لاعباً مهدداً ومهدَّدًا في آنٍ واحد. وحتى هذه اللحظة، لا أحد يعرف كيف ستنتهي هذه الحملة الأميركية القصيرة، ولا ما إذا كان الشرق الأوسط سيتنفس فعلاً بحرية من الصراعات على المنطقة العربية المغيب أهلها، والغطرسة الامريكبة الاسرائيلية وفائض القوة، أم أنه سيشهد انفجاراً نووياً مؤجلاً. جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store