
م. احمد زهير ارجوب : غروك 3: هل نحن أمام أذكى روبوت ذكاء اصطناعي على وجه الأرض؟
أخبارنا :
أعلن إيلون ماسك عن أحدث إصدارات الذكاء الاصطناعي التوليدي «غروك 3»، واصفًا إياه بأنه «أذكى روبوت ذكاء اصطناعي على وجه الأرض». يأتي هذا التطور في ظل تنافس شديد بين عمالقة التكنولوجيا، حيث نشهد خلال الربع الأول من هذا العام سباقًا محمومًا بين أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بدءًا من ديبك سيك وحتى غروك 3، إلى جانب المنافسين التقليديين مثل ChatGPT.
لم يعد الذكاء الاصطناعي التوليدي مجرد أداة لإنشاء المحتويات المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، بل أصبح قوة تحليلية جبارة قادرة على حل المشكلات الرياضية المعقدة، وتقديم حلول متقدمة تغير معادلات البحث العلمي والهندسة والبرمجة. في طليعة هذه الثورة يأتي غروك 3، الذي يعتمد على تقنيات فائقة التطور، مستفيدًا من قاعدة بيانات ضخمة مستمدة من منصة X (تويتر سابقًا)، مما يمنحه قدرة غير مسبوقة على تحليل الاتجاهات والتفاعل مع المستخدمين في الزمن الفعلي، ما يتيح له فهم ومعالجة كميات هائلة من المعلومات بكفاءة عالية.
ولا تتوقف قوته عند ذلك، بل تمتد إلى بنية حاسوبية جبارة، حيث تعتمد xAI على مركز بيانات ضخم في ممفيس يضم 200,000 وحدة معالجة رسومية، تعمل بتناغم هائل لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا. إضافة إلى ذلك، يرتكز غروك 3 على خوارزميات التعلم العميق التي تُمكّنه من اكتشاف الأنماط الدقيقة، وإنتاج محتوى إبداعي عالي الجودة، فضلاً عن تقديم حلول ذكية تحاكي التفكير البشري بقدرة تحليلية غير مسبوقة.
يُتوقع أن يكون لغروك 3 تأثيرات كبيرة على العديد من القطاعات، إذ يمكن أن يسهم في تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية عبر تقديم حلول ذكية متقدمة، وتوفير الوقت والجهد والمال من خلال التشغيل الآلي والتحليل العميق للبيانات، إضافة إلى تقديم خدمات إبداعية جديدة، مما يسمح للشركات بالاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير المحتوى واتخاذ القرارات الاستراتيجية. ومع ذلك، فإن هذا التطور يحمل مخاطر كبيرة إذا وقع في الأيدي الخطأ، حيث يمكن أن يصبح أداة تدمير فعالة إذا تم استغلاله لأغراض ضارة مثل الهجمات الإلكترونية، وتزييف الحقائق، والتلاعب بالبيانات.
مع صعود هذه التقنيات، تبرز تساؤلات أخلاقية جوهرية، منها حقوق الملكية الفكرية، حيث يُطرح التساؤل حول ما إذا كان المحتوى المولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي ملكًا للبشر أم للآلة، كما يثير موضوع التحيز والخداع جدلًا حول كيفية تفادي استخدام الذكاء الاصطناعي في التضليل الإعلامي والتزييف العميق، إضافة إلى التأثير المحتمل على التفكير البشري، فهل سيؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى تراجع الإبداع البشري، أم أنه سيعزز من قدراتنا الفكرية؟
السؤال الأهم الذي يطرحه هذا التطور هو: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتفوق على البشر؟ في الوقت الحالي، يظل الذكاء الاصطناعي محدودًا بقدرته على تحليل الأنماط ومعالجة البيانات، لكنه يفتقر إلى الوعي والإبداع الفطري الذي يتميز به الإنسان. ومع ذلك، فإن التطور السريع لهذه الأنظمة قد يقربنا من مستقبل يكون فيه الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة مساعدة، بل شريكًا في الابتكار واتخاذ القرارات.
إن صعود غروك 3 يعكس تسارع المنافسة في عالم الذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقًا جديدة للبشرية، ولكنه في الوقت ذاته يطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة. فهل سيكون الذكاء الاصطناعي حليفًا لنا في الإبداع والابتكار، أم أنه سينافسنا ليصبح العقل المهيمن على المستقبل؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ يوم واحد
- أخبارنا
"OpenAI" تخطط لجعل "ChatGPT" رفيقا مدى الحياة!
أخبارنا : كشف الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI" الأمريكية سام ألتمان عن رؤيته الطموحة لتطوير "ChatGPT"، حيث يقترح تحويل روبوت الدردشة إلى مرافق دائم، يسجل مسيرة حياة المستخدم كاملة. بما في ذلك كل محادثة، وكتاب مقروء، ورسالة مستلمة، وحتى البيانات من مصادر أخرى. وحسب ألتمان، فإن الجهاز المستقبلي سيكون نظاما مدمجا خاصا بمعالجة المعلومات بسعة سياق هائلة تصل إلى تريليونات الوحدات ("الرموز"). وسيتمكن المستخدم من دمج كل حياته فيه: أي أحداث، سواء كانت محادثات، قراءة كتب أو لحظات أخرى. سيكون هذا النظام بمثابة مستودع شامل للذكريات، يوفر إمكانية العودة الفورية إلى أي حدث من الماضي بفضل واجهة مدروسة وآليات بحث سريعة. وأضاف أن الشركات يمكنها استخدام هذه التكنولوجيا لجميع بياناتها، مما يفتح آفاقا جديدة لتطبيقاتها واسعة النطاق على مستوى المؤسسة. كما أشار إلى توجه ملحوظ لاستخدام الأشخاص في سن 20-30 سنة روبوت الدردشة كمرشد للحياة، بينما يراه الجيل الأكبر سنا بديلا عن محرك البحث غوغل. وهذا الاختلاف في الاستخدام يسلط الضوء على كيفية تكييف الأجيال المختلفة مع الذكاء الاصطناعي وفقا لاحتياجاتهم. وتشمل الأمثلة العملية على استخداماته: التخطيط التلقائي لتغيير زيت السيارة. تنظيم رحلات لحضور حفلات الزفاف خارج المدينة مع طلب الهدايا. الحجز المسبق للمجلد التالي من السلسلة الكتابية المفضلة، وما إلى ذلك. كل هذه الأمثلة توضح كيف يمكن أن يصبح ChatGPT مساعدا لا غنى عنه في تبسيط المهام اليومية. ورغم الآفاق المثيرة، فإن الوثوق الكامل بشركة تكنولوجية كبيرة تثير مخاوف جدية. كما تظل مخاطر التلاعب والتحيز والمعلومات المضللة من قبل الذكاء الاصطناعي مشكلة كبيرة.


جو 24
منذ يوم واحد
- جو 24
"OpenAI" تخطط لجعل "ChatGPT" رفيقا مدى الحياة!
جو 24 : كشف الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI" الأمريكية سام ألتمان عن رؤيته الطموحة لتطوير "ChatGPT"، حيث يقترح تحويل روبوت الدردشة إلى مرافق دائم، يسجل مسيرة حياة المستخدم كاملة. بما في ذلك كل محادثة، وكتاب مقروء، ورسالة مستلمة، وحتى البيانات من مصادر أخرى. وحسب ألتمان، فإن الجهاز المستقبلي سيكون نظاما مدمجا خاصا بمعالجة المعلومات بسعة سياق هائلة تصل إلى تريليونات الوحدات ("الرموز"). وسيتمكن المستخدم من دمج كل حياته فيه: أي أحداث، سواء كانت محادثات، قراءة كتب أو لحظات أخرى. سيكون هذا النظام بمثابة مستودع شامل للذكريات، يوفر إمكانية العودة الفورية إلى أي حدث من الماضي بفضل واجهة مدروسة وآليات بحث سريعة. وأضاف أن الشركات يمكنها استخدام هذه التكنولوجيا لجميع بياناتها، مما يفتح آفاقا جديدة لتطبيقاتها واسعة النطاق على مستوى المؤسسة. كما أشار إلى توجه ملحوظ لاستخدام الأشخاص في سن 20-30 سنة روبوت الدردشة كمرشد للحياة، بينما يراه الجيل الأكبر سنا بديلا عن محرك البحث غوغل. وهذا الاختلاف في الاستخدام يسلط الضوء على كيفية تكييف الأجيال المختلفة مع الذكاء الاصطناعي وفقا لاحتياجاتهم. وتشمل الأمثلة العملية على استخداماته: التخطيط التلقائي لتغيير زيت السيارة. تنظيم رحلات لحضور حفلات الزفاف خارج المدينة مع طلب الهدايا. الحجز المسبق للمجلد التالي من السلسلة الكتابية المفضلة، وما إلى ذلك. كل هذه الأمثلة توضح كيف يمكن أن يصبح ChatGPT مساعدا لا غنى عنه في تبسيط المهام اليومية. ورغم الآفاق المثيرة، فإن الوثوق الكامل بشركة تكنولوجية كبيرة تثير مخاوف جدية. كما تظل مخاطر التلاعب والتحيز والمعلومات المضللة من قبل الذكاء الاصطناعي مشكلة كبيرة. المصدر: تابعو الأردن 24 على

السوسنة
منذ 2 أيام
- السوسنة
آبل تعيد بناء سيري لتواكب الذكاء الاصطناعي
السوسنة- تسعى شركة آبل إلى تصحيح مسارها في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد الإخفاقات التي صاحبت إطلاق مزاياها الأولى في هذا المجال خلال العام الماضي.ووفقًا لتقرير موسّع من وكالة بلومبرغ، تركّز جهود الشركة حاليًا على إعادة تصميم مساعدها الرقمي 'سيري' بالكامل، بإصدار جديد يعتمد على نماذج اللغة الكبيرة (LLM)، ويحمل داخليًا اسم 'سيري LLM'.وأشار التقرير إلى أن مشروع 'Apple Intelligence' واجه تحديات كبيرة، من أبرزها تردد كريج فيدريجي، رئيس قسم البرمجيات في آبل، في الاستثمار المبكر في تقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى انطلاقة الشركة المتأخرة مقارنة بمنافسيها، حيث لم تبدأ آبل فعليًا تطوير المشروع إلا بعد إطلاق ChatGPT أواخر عام 2022. وأشارت بلومبرغ إلى أن جون جياناندريا، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي في آبل، كان من المعارضين لفكرة المساعدات القائمة على الذكاء التوليدي، مؤكدًا لموظفيه أن المستخدمين غالبًا لا يرغبون في أدوات مثل ChatGPT، كما أن محاولات إدماج تقنيات الذكاء التوليدي في النسخة القديمة من سيري لم تُحقق النتائج المرجوة، وسط شكاوى من الموظفين بأن كل إصلاح تقني يتسبب بظهور مشكلات جديدة. ويبدو أن جياناندريا، الذي التحق بآبل قادمًا من جوجل عام 2018، لم يتمكن من التأثير في الدوائر القيادية للشركة، ولم يدافع بقوة للحصول على التمويل اللازم، بحسب التقرير. وقد اُستبعد جياناندريا من الإشراف على مشاريع سيري والروبوتات حديثًا، وسط حديث داخل الشركة عن توجه لوضعه على طريق التقاعد ، مع التخوف من مغادرة الفريق الذي جاء معه إلى آبل. وبهدف إنقاذ المشروع، تعمل آبل حاليًا على تطوير نسخة جديدة كليًا من سيري عبر فريق الذكاء الاصطناعي التابع لها في مدينة زيورخ، حيث تُبنى البنية الجديدة بالكامل على نموذج لغوي كبير لجعل المساعد أكثر قدرة على المحادثة، وفهم السياق، وتحليل المعلومات. وتسعى آبل إلى استخدام تقنيات تراعي الخصوصية، وتحسين جودة البيانات التي تُدرب بها نماذجها، من خلال مقارنتها محليًا مع رسائل البريد الإلكتروني للمستخدمين في أجهزة آيفون دون إرسال البيانات الأصلية إلى خوادمها. وتناقش الشركة أيضًا السماح لسيري الجديد بتصفح الإنترنت، وجمع البيانات من مصادر متعددة، مما يجعله أقرب إلى أدوات بحث ذكية مثل Perplexity، التي أشارت التقارير إلى أن آبل تدرس التعاون معها لإدماج مساعدها الذكي في سفاري. يُذكر أن آبل كانت قد بالغت في تسويق قدرات مزايا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها Apple Intelligence عند إعلانها، خاصةً في ما يتعلق بتحسينات سيري، قبل أن تضطر لاحقًا إلى تأجيل إطلاق تلك المزايا. اقرأ المزيد عن: