تحليل: متى ستنشب الحرب السادسة بين مصر و "إسرائيل"؟
كانت أمريكا قد أبلغت مصر قبل أسابيع بتقليص المعونات الأمريكية السنوية إليها بدءا من 1/1/2026 نظرا لرفضها تهجير الفلسطينيين واتخاذها إجراءات في سيناء اعتبرتها كل من واشنطن وتل أبيب خرقا لكامب ديفيد ..
الوفد المشار إليه فشل في إقناع المسؤولين في الخارجية الأمريكية بتغيير موقفهم ..
المعونة الأمريكية إلى مصر تبلغ 2.1 مليار دولار سنويا منها 1.3 مليار مخصصة للجانب العسكري ..
التهديد الأمريكي يتضمن وقف عمليات صيانة الأسلحة الأمريكية وحظر توريد قطع الغيار لها ..
لكن
مصر لديها في هذه المواجهة المحتملة والمفروضة عليها أمريكيا وإسرائيليا نقاط قوة ونقاط ضعف ..
أبرز نقاط القوة :
-- وجود جيش مصري قوي جدا وضخم جدا هو وفق قراءات المؤسسات البحثية العالمية المتخصصة اقوى من الجيش الإسرائيلي في البر وفي البحر وفي الدفاع الجوي ولكنه أقل نسبيا في السلاح الجوي
-- باستطاعة مصر حرمان الولايات المتحدة من المعاملة التفضيلية الممنوحة لها في عبور سفنها الحربية والتجارية قناة السويس وباستطاعتها منع السفن الإسرائيلية من عبور القناة استنادا إلى بند في اتفاقية القسطنطينية 1888 ينص على حقها في منع مرور سفن دولة معادية لها
-- لدى مصر بالفعل اتفاقيات لتوريد طائرات مقاتلة متطورة مع الصين من الجيل الرابع طراز J10c موقعة منذ اغسطس / اب 2024 ووصلت أول دفعة منها قبل أيام وهي افضل تقنيا من طائرات اف 16 الأمريكية التي تشكل عماد السلاح الجوي المصري وبنفس ثمنها .
أما أبرز نقاط الضعف :
-- عدم تهيئة أو تعبئة المجتمع العربي المصري ( الشعب والدولة ) للمواجهة مع أمريكا و" إسرائيل " لا سياسيا ولا إعلاميا وما سيترتب عليها اقتصاديا ومعيشيا والاكتفاء بتوجيه مظاهرات ضد التهجير من غزة وبرامج توك شو بائسة وهزيلة شكلا ومضمونا رغم أن الأغلبية الشعبية معادية فطريا ل " إسرائيل " ..
-- تصاعد المخاطر المحيطة بمصر من الجنوب بالعمل الجاري لتقسيم شمال السودان و التهديد الاثيوبي للنيل بتنسيق واضح مع " إسرائيل " ..( وزير خارجية أديس أبابا كان في الكيان الصهيوني قبل يومين للتنسيق ) ..
-- برمجة الاقتصاد المصري منذ السادات على الاعتماد على القروض الدولية والمعونات الأجنبية بدلا من السياسة التي اعتمدها عبد الناصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي زراعيا وصناعيا وتقنيا والتي انتهت عمليا منتصف السبعينات ، وتحول هذا الاقتصاد إلى خدمي وريعي لا انتاجي يقوده زواج المصلحة بين الحكومات المتتالية وأصحاب رؤوس الأموال الكبيرة ، و أمريكا ستلجأ إلى إغلاق " حنفية " قروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي تتحكم بها وسيتسبب ذلك في أزمة لفترة غير قصيرة في مصر ..
هذه مواجهة مفروضة على مصر من أمريكا الترامبية التي تبدو غير مكترثة باي شيء سوى مصالح الصهاينة الذين يريدون فرض تهجير الفلسطينيين من غزة وتوزيعهم ( كما هو معلن حتى الآن ) على كل من سيناء ( مؤقتا قبل دفعهم غربا إلى وادي النيل ) والجبل الاخضر في ليبيا وجمهورية ارض الصومال..
وهذا بوضوح تهديد خطير للأمن القومي العربي والمصري بالذات ..
لا أظن ان أمريكا تريد نشوب حرب بين مصر و " إسرائيل " ولكنها تريد نفس ما يريده نتنياهو : إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 27 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : قمة مجلس التعاون وآسيان والصين.. نموذج لبناء شراكات متوازنة ومستدامة
الثلاثاء 27 مايو 2025 06:01 مساءً نافذة على العالم - عربي ودولي 112 27 مايو 2025 , 09:13ص الدوحة - قنا تكتسب القمة الاقتصادية الأولى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والصين، التي تنعقد اليوم في العاصمة الماليزية كوالالمبور، أهمية استثنائية، حيث يتوقع أن تكون نقطة تحول استراتيجية في تعزيز التعاون الإقليمي وبناء شراكات أكثر تكاملا بين الأطراف الثلاثة. وتأتي القمة وسط ديناميكية إقليمية ودولية متغيرة، حيث يشهد التعاون بين دول مجلس التعاون والصين تسارعا ملحوظا، ويتزايد التنسيق مع دول جنوب شرق آسيا، ما يعزز الفرص لبناء شراكات متوازنة ومستدامة. وفي السياق، تطورت العلاقات الخليجية – الصينية بوتيرة متسارعة في السنوات الأخيرة، ما جعل من الصين الشريك التجاري الأول لدول المجلس في العديد من القطاعات الحيوية، وعلى رأسها الطاقة، البنية التحتية، والتكنولوجيا. وقد تجاوز حجم التبادل التجاري بين الجانبين 279 مليار دولار أمريكي في عام 2023، ما يعكس عمق العلاقات الاقتصادية ويوضح إمكانيات التوسع المستقبلي فيها. كما رسخت قمة قادة دول مجلس التعاون والرئيس الصيني شي جين بينغ، التي عقدت في ديسمبر عام 2022، أسس هذا التعاون عبر اعتماد خطة العمل المشتركة (2023 – 2027)، التي شملت مجالات السياسة، الاقتصاد، البيئة، والثقافة. ويشكل منتدى التعاون العربي – الصيني منصة إضافية لتبادل وجهات النظر وتعزيز التنسيق مع دول المجلس، خاصة من خلال آليته الأبرز، الاجتماع الوزاري الدوري الذي يعقد كل عامين. وتتوسع أطر التعاون لتشمل مجالات أكثر تقدما مثل الطاقة النووية السلمية، حيث يسعى الطرفان إلى تطوير الشراكة في هذا المجال بما يعزز أمن الطاقة في دول الخليج ويدعم أهداف التنمية المستدامة على المدى الطويل. ويواكب ذلك تصاعد حجم الاستثمارات الصينية في دول مجلس التعاون، والتي شملت قطاعات حيوية متعددة، من الصناعة إلى التكنولوجيا، كما عكسته استضافة مدينة شيامن الصينية لمنتدى التعاون الصناعي والاستثماري في مايو 2024. وعلى الصعيد السياسي، تبرز تطابقات لافتة بين الجانبين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية، إذ يتشارك الطرفان في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية. ويبرز دور دولة قطر كلاعب محوري في منظومة العلاقات الخليجية الآسيوية، حيث تقيم علاقات متقدمة مع كل من الصين ودول آسيان، إذ تستند الدبلوماسية القطرية إلى نهج الحياد الإيجابي والانفتاح، ما يمنحها قدرة على التفاعل المرن مع تكتلات دولية متعددة، ويجعلها منصة فعالة لتعزيز الحوار والتكامل الإقليمي. وتعد دول مجلس التعاون من أبرز موردي الطاقة إلى الصين، حيث تعتبر قطر في هذا السياق شريكا استراتيجيا رئيسيا في قطاع الغاز الطبيعي المسال، الذي تحتل فيه موقعا رياديا عالميا. وقد أسهمت العقود طويلة الأجل التي تم توقيعها بين البلدين في تعزيز هذا التعاون، مما يبرز الثقة المتبادلة ويؤكد مكانة قطر كمورد موثوق للطاقة على الساحة العالمية. وقد بلغ حجم صادرات الغاز القطري الطبيعي إلى الصين في العام 2023 نحو 17 مليون طن، مما يعزز دور قطر كمورد أساسي للطاقة في المنطقة. وبدأت العلاقات الدبلوماسية بين الصين وقطر في عام 1988، ومنذ ذلك الحين شهدت تطورا متسارعا على مختلف الأصعدة، بما يشمل مجالات التعاون السياسي والاقتصادي. وقد شكلت زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى الصين في نوفمبر عام 2014 نقطة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، حيث تم توقيع اتفاقيات استراتيجية أسست لشراكة قوية ودائمة بينهما. ويركز البلدان على توسيع شراكتهما الاستراتيجية في مجالات جديدة مثل الاقتصاد الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المتقدمة، حيث يطمح الجانبان إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال التعاون في هذه المجالات المبتكرة. ويعد التعاون المتنامي بين قطر والصين نموذجا عمليا قد تستفيد منه دول مجلس التعاون الخليجي في توسيع علاقاتها الاقتصادية مع دول آسيان، خاصة في ظل تنامي الحاجة إلى تنويع الشراكات وتعزيز التكامل الإقليمي، حيث يعكس هذا التعاون فرصا ملموسة في مجالات حيوية مثل الطاقة، البنية التحتية، والتكنولوجيا. وتعتبر الشراكة الاستراتيجية بين الدوحة وبكين، التي تشمل عقود توريد طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال وتعاونا متصاعدا في مجال الطاقة المتجددة، مثالا على إمكانات التعاون الاقتصادي متعددة الأطراف. وتسهم العوامل الجغرافية في دعم هذا التوجه، إذ يشكل الموقع الاستراتيجي لدول مجلس التعاون وقطر على وجه الخصوص نقطة وصل طبيعية بين الشرق والغرب، ما يمنحها دورا محوريا في تسهيل تدفقات التجارة والطاقة بين آسيا ومنطقة الشرق الأوسط. كما يتقاطع هذا المسار مع أهداف مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، التي تسعى إلى تعزيز الربط العابر للحدود وتكامل البنى التحتية في آسيا والشرق الأوسط، مما يفتح آفاقا جديدة للتعاون الاقتصادي واللوجستي بين الجانبين، وهو ما يعزز فرص بلورة تعاون خليجي - آسيوي يستند إلى المصالح المشتركة ويواكب التحولات العالمية. إضافة إلى ذلك، فإن الثقل الدبلوماسي لقطر يعزز من قدرتها على التأثير في محافل الحوار الإقليمي والدولي، ما يتيح لها أن تكون لاعبا رئيسيا في تنسيق العلاقات بين دول مجلس التعاون وآسيان والصين. وفي ظل هذه الديناميكيات المتسارعة، تبقى قمة كوالالمبور فرصة مهمة لتعزيز أطر التعاون بين دول مجلس التعاون وآسيان والصين، بما يسهم في بناء شراكات استراتيجية تسهم في مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة للمنطقة والعالم.


منذ 41 دقائق
أيمن الظواهري ابن الذوات.. من قصور المعادي إلى كهوف تورا بورا
في هذه السلسلة يطرح الدكتور خالد منتصر علامة استفهام كبرى حول علاقة الأطباء بالإرهاب، حيث تلاحظ أن كثيرا من الأطباء تحولوا من ملائكة رحمة إلى ملائكة حساب للبشر وقتل وتنكيل، وهي ظاهرة تحتاج إلى غوص في عقل وفكر بعض هؤلاء الأطباء الذين أًصبحوا رؤوسًا للإرهاب على رأسهم أيمن الظواهري، حيث يقدم الدكتور خالد منتصر دراسة متسفيضة حول نشأته وتشكل فكره وكيف وصل إلى ما وصل إليه، وهي دراسة تضمنها أحدث كتبه دماء على البالطو الأبيض. وإلى المقالة الأولى من هذه السلسلة: على الرغم من أن الطبيب سيد إمام كان أمهر الجهاديين في السرية والكتمان، إلا أن البحث في نشأته والمعلومات حول بدايات حياته، كانت أسهل من الطبيب أيمن الظواهري، وعلى الرغم من أن رأس الظواهري كان أغلى رأس مطلوب، إلا أن البحث في كيفية تشكل هذا الرأس مهمة غاية في الصعوبة. فمعظم المعلومات المتداولة عن بدايات وعائلة أيمن الظواهري تحتوي على أخطاء كثيرة، من كثرة تكرارها صارت من البديهيات، فمثلًا المتداول على الإنترنت أن أيمن هو ابن د. محمد الشافعي الظواهري، أشهر أستاذ جلدية في الوطن العربي، وهذا غير صحيح تمامًا. أيمن الظواهري هو ابن أستاذ الصيدلة محمد ربيع الظواهري، الذي هو وأستاذ الجلدية أبناء عمومة، وليسا أشقاء، المتداول والمكتوب أيضًا بكثرة أن أيمن الظواهري كان جراحًا للعيون، وبسؤال بعض رؤساء قسم العيون في قصر العيني وجد أنه لم يسجل درجة ماجستير طالب يحمل هذا الاسم، وأن عمه وواحد من أبناء قريبه أستاذ الجلدية هما اللذان مارسا جراحة العيون. هو لم يكن نابغًا في كلية الطب مثل د. سيد إمام، لم يكن مثله من الأوائل، لكنه مارس الجراحة العامة كطبيب حر، كما ثبت في تحقيقات النيابة معه في قضية اغتيال السادات، والطبيب الحر في العرف الطبي أقل مهارة وخبرة بكثير عن نائب الجراحة المعين في قصر العيني. المعلومة الخطأ المتداولة في المواقع الصحفية أن عبد الرحمن عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية هو جده، وهذه معلومة عارية تمامًا من الصحة، فالجد من ناحية الأم هو عبد الوهاب عزام وهو شخصية ليبرالية متسعة الثقافة رحبة الاستيعاب، متسامحة ومحبة وشغوفة بالبحث والسؤال. الغريب أن أيمن كان متعلقًا بعائلة الأم وخاصة هذا الجد الليبرالي الذي سنعود إليه فيما بعد، لأن علاقة الجد والحفيد هي علاقة مركبة تستحق التسجيل، أما الجد الأكبر من ناحية الأب فهو الشيخ محمد الأحمدي الظواهري إمام الأزهر في الفترة ما بين ١٩٣٠-١٩٣٥، هذه المعلومات عن ابن الذوات ساكن ضاحية المعادي المرفه. حاولت تصحيحها في البداية، لأن الظواهري كما كان صاحب شخصية معقدة، كانت حياته أيضًا معقدة، وبرغم توافر كل مقومات النجاح والصعود المجتمعي والذي تدعمه العائلة ذات النفوذ والحسب والنسب، إلا أننا نجد طفلًا في الخامسة عشر من عمره، ينتظم في تنظيم جهادي أو مجموعة مسلحة. لا أتحدث عن انتماء فكري، وقراءات دينية فقط، بل أتحدث عن انخراط فعلي، وهذا غريب على هذه السن الصغيرة، أن يقتنع وبتلك السرعة، وهذا الحماس، ولا يقع في حيرة سن المراهقة الذي دومًا لا يجد إجابات محددة على أسئلته تبدد حيرته، والعجيب أنه ظل على هذا الطريق بنفس إيقاع الحماس والاقتناع حتى وصل ثمن رأسه 25 مليون دولار مكافأة، ظل بدون توبة أو مراجعات كما فعل أميره وفيلسوفه سيد إمام!، بل وصل الأمر إلى هجوم عنيف من أيمن على إمام، تصاعد لدرجة التخوين!. جد مستنير وحفيد متطرف لماذا ذكرت جده عبد الوهاب عزام وصححت الخطأ المنتشر على الإنترنت ؟، لأن تعلق الحفيد الطفل بالجد البسيط في تعامله، العميق في ثقافته، لم يؤثر على الحفيد إنسانيًا، ولم يجعل مسام روحه متسعة لتقبل المختلف والآخر، لم يتأثر بالعلوم الإنسانية والأدب، كما تأثر الجد، ورث عنه فقط اتقانه للغات وحبه لها، وكان لإتقانه اللغة الإنجليزية الأثر الكبير في شهرته الإعلامية أكثر من رفاقه، فقد تحدث إلى وكالات الأنباء العالمية من قفص المحكمة في قضية اغتيال السادات. ثم واصل الظهور الإعلامي بعد ذلك كمتحدث مفضل للقنوات الأجنبية، أما حكاية الجد فتستحق التسجيل ولو سريعًا لبيان أنه لو كان لدى الظواهري ثغرة فكرية باتساع ملليمترات، ورغبة حقيقية في المعرفة لكان الحال غير الحال، فالمفروض أنه قد تربى في بيت تلميذ طه حسين ولطفي السيد وأحمد أمين!!، أهم مشاعل التنوير في هذا الجيل، فكيف نبتت هذه الثمرة السامة من هذا الجذر التنويري الخصب؟!. بدأ عبد الوهاب عزام حياته العملية مُعلِّما بمدرسة القضاء الشرعي سنة 1920، انتدب بعدها بثلاث سنوات إلى وزارة الخارجية، وابتُعث للعمل إمامًا لبعثة السفارة المصرية في لندن، وفي كتاب "الحب والحقد المقدس، حوار متخيل بين الجد والحفيد، يقول فيه الجد عن نفسه" وكأن التاريخ يُعيد نفسه فقبل مائة عام من سفري كان ابتعاث الشيخ رفاعة الطهطاوي إماما للبعثة المصرية إلى باريس. وكما فعل رفاعة حين اتجه لتعلّم اللغة الفرنسية للتعرّف على نتاج الفرنسيين الفكري، فقد التحقت بمدرسة اللغات الشرقية بجامعة لندن لتعلم الفارسية والأُردية حتى أتقنتهما إلى جانب إتقاني الإنجليزية، والتركية، والفرنسية، وتمكّنت من الحصول على درجة التخصص الماجستير في الأدب الفارسي من جامعة لندن سنة 1928، عدتُ إلى مصر بعد خمس سنوات في لندن لأجد دعوة من أستاذي الدكتور طه حسين للانضمام إلى أعضاء هيئة التدريس بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة بعد أن أصبحت جامعة حكومية، درّست في كلية الآداب اللغة العربية، واللغتين الفارسية والتركية كأول مصري يُدرِّس في الجامعة اللغات الشرقية، ترقيت في درجات السلم الجامعي حتى أصبحت أستاذ اللغات الشرقية في كلية الآداب ١٩٣٩، ثم عميدًا لكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة ١٩٤٥"، فضلًا عن اتساع أفق الجد من خلال الدراسة، فقد كانت هناك نافذة إضافية تتيح رحابة أكثر، وهي السفر، فقد انتقل الجد إلى وزارة الخارجية، وكان سفيرًا لمصر في السعودية وباكستان، وهما بالصدفة البلدان اللذان تنقل بينهما أيمن في بداياته بعد تخرجه في كلية الطب!. الظواهري في الجامعة.. طالب بلا تفوق أيمن الظواهري عند التحاقه بكلية الطب لم يكن القصة المكررة للطالب السلفي العادي، الذي يتشكل في الكلية، على العكس، كان أيمن متشكلًا جاهزًا، مطبوخًا على الطريقة الإخوانية، والتي بدأ الانخراط فيها مبكرًا، والانسلاخ منها مبكرًا، لأنها لم ترضِ طموحه، أو تشبع جوعه إلى التغيير الدموي العنيف من الجذور، مرت سنوات الكلية بلا تميز، أو تفوق بارز يتيح له التعيين برغم أن الواسطة موجودة، والعائلة طبية، والطريق ممهد، إلا أنه كان محددًا لطريقه، لا توجد حيرة، أو تشتت. لكن كانت لديه بعض العيوب وقتها، ضعف بنيته الجسدية، وحياته المرفهة منذ نعومة أظفاره، والتي جعلت رفاقه في السجن بعد ذلك يتهمونه بأنه كان يقر على زملائه ويبلغ عنهم بمجرد صفعة، وظلت حكاية إبلاغه عن صديقه الصدوق عصام القمري، وإفشاء مكانه، تمثل جرحًا لا يندمل وعقدة لا تنسى، وظل على عهده مخاصمًا لفكر جده الليبرالي المستنير، كارهًا لكتب الفلسفة وعلم النفس والرواية والمسرحية.. إلخ، وبالطبع الموسيقى والسينما. وكما تميز أيمن الظواهري بوضوح رؤيته الجهادية من قبل فترة الكلية، كان من القلائل الذين تشكل وعيهم وشخصيتهم القيادية خارج المدينة الجامعية، التي كانت بؤرة التجنيد، ومشتل التطرف، بدأ الظواهري حياته العملية طبيبًا في قرية الرزيقات بحري مركز أرمنت محافظة الأقصر، وسرعان ما عاد إلى القاهرة، فعمل بمدينة الصف قرب الشوبك مهد عائلة والدته آل عزام بمحافظة الجيزة، وجمع بين عيادته في شارع منصور بحلوان، وعيادة في منزل العائلة بالطابق الأول بميدان الحرية في حي المعادي، تركها بعد ذلك إلى عيادة بعيدة عن منزل العائلة لكن في الحي نفسه في شارع أحمد زكى. وإذا كان الـ"سي في" أو السيرة الذاتية الطبية للظواهري ضعيفة وفقيرة، فقد كانت سيرته الذاتية الجهادية الحركية غاية في الثراء، إن جاز هذا الوصف، باختصار شارك الظواهري في تأسيس أول خلايا جماعات الجهاد المصري في أواخر الستينات، وشارك في نشاط الجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة في السبعينات، وكان أحد مؤسسي جماعة الجهاد المصري بالخارج في منتصف الثمانينات، واختير ضمن مجلس شورى المجاهدين أكثر من مرة، وأسس لما سمي "الجبهة العالمية للجهاد ضد اليهود والنصارى" في أواخر التسعينات. وبعد اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة سنة 2011، أصبح زعيمًا لتنظيم قاعدة الجهاد وما تفرّع عنه من تنظيمات في عدد من البلدان، سافر إلى مدينة بيشاور الحدودية الباكستانية لعلاج المصابين من جراء الحرب الأفغانية سنة 1981، وسافر إلى المملكة العربية السعودية أوائل سنة 1985 للعمل في إحدى مستشفيات جدّة، حيث كان يبحث في شبه الجزيرة العربية عن ساحة للتدريب والإعداد العسكري، إلا أنه غادر بعد عام إلى مدينة بيشاور، ومنها إلى أفغانستان أواخر سنة 1986، وظل هناك حتى قتل في غارة أمريكية بتاريخ 31 يوليو 2022 متهما في عشرات الاغتيالات والتفجيرات حول العالم، بداية من تفجير سفارة أمريكا في كينيا وتنزانيا في 1998 حتى تفجير برج التجارة العالمي في 2001، مرورًا بمحاولة اغتيال عاطف صدقي رئيس الوزراء المصري، والأحداث الإرهابية ضد السياح في الأقصر وغيرها من العمليات الإرهابية التي أثرت على استقرار مصر وحركة السياحة فيها بشكل كبير، ما حدث بعد ذلك حتى لحظة اغتياله، هو حصاد لحالة العناد عند الظواهري الناتج عن حالة حسم الاختيار الواضح والانحياز الصارم عنده منذ مرحلة المراهقة، والذي لم يتزحزح لحظة. وللحديث بقية * من كتاب دماء على البالطو الأبيض للدكتور خالد منتصر


عالم المال
منذ ساعة واحدة
- عالم المال
شعبة القطن: 1800 شركة أمريكية في مصر باستثمارات 47 مليار دولار
قال ممدوح حنا، عضو شعبة القطن باتحاد الغرف التجارية،ق وعضو غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، وعضو اتحاد الاقطان، أن التكليفات الرئاسية تدفع العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وواشنطن إلى الأمام، مطالبا بضرورة تعريف مجتمع الأعمال الأمريكي بالإصلاحات التي تبنتها الدولة المصرية للتيسير على المستثمرين وتهيئة مناخ الأعمال.. يذكر أن رئيس الجمهورية، أعلن عن تطلع مصر لإنشاء منطقة صناعية أمريكية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مشددًا على استعداد الجانب المصري لتقديم كل التسهيلات اللازمة للمستثمرين الأمريكيين. جاء ذلك خلال استقبال 'السيسي'وفد رجال الأعمال الأمريكيين المشاركين في المنتدى الاقتصادى المصري الأمريكي المنعقد بالقاهرة، حيث ترأس الوفد 'سوزان كلارك'، رئيسة غرفة التجارة الأمريكية، و'جون كريسمان'، رئيس مجلس الأعمال الأمريكي المصري ورئيس شركة 'أباتشي'، وبحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية. وطالب حنا، بالمزيد من الإجراءات التيسيرية لزيادة معدلات التجارة البينية والاستثمارات المشتركة وبما يصب في مصلحة الاقتصادين المصري والأمريكي على حد سواء. أكد حنا في تصريحات صحفية له اليوم ، أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في حجم التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة، مما يعكس رغبة الطرفين في بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد قائمة على المصالح المشتركة. أكد حنا، أن التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة يلعب دورًا هامًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتسعى الحكومتان إلى زيادة حجم التبادل التجاري من خلال تسهيل الإجراءات الجمركية وإزالة العقبات التجارية. كما تعملان على تنويع السلع والخدمات المتبادلة لتحقيق التكامل الاقتصادي. أكد أن هناك 1800 شركة أمريكية في مصر، بإجمالي استثمارات أمريكية تجاوزت 47 مليار دولار، وسجّل إجمالي التبادل التجاري بين مصر وأمريكا 8.6 مليار دولار في عام 2024، منها 2.5 مليار دولار صادرات مصرية، بنمو سنوي قدره 6.7%، فيما بلغت الواردات الأمريكية إلى مصر 6.1 مليار دولار، بزيادة 36% مقارنة بعام 2023، – وفقا للدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء ـ ووفقاً لبيانات 'UN Comtrade' التابعة للأمم المتحدة، تصدّرت صادرت مصر من الملابس الجاهزة والإكسسوارات التابعة لها لأمريكا إجمالي يتجاوز 1.2 مليار دولار، وهو ما يجعل هذا القطاع من أكثر القطاعات تأثراً بالرسوم الجديدة. جاءت باقي الصادرات المصرية للسوق الأمريكية على النحو التالي: الأسمدة بقيمة 175.6 مليون دولار، والحديد بنحو 169.8 مليون دولار، ثم الخضروات والفواكه المُعلبة بقيمة 139.9 مليون دولار، والسجاد بنحو 138.9 مليون دولار، والفواكه والمكسرات بقيمة 114.5 مليون دولار، ثم المواد المحجرية (كبريت، أسمنت، مواد جبسية) بقيمة بلغت 103.4 مليون دولار، والبلاستيك بنحو 75.5 مليون دولار، إضافة إلى الزجاج ومصنوعاته بقيمة 67.3 مليون دولار، والخضروات الطازجة بنحو 59.7 مليون دولار.