logo
خارطة استثمار جديدة للأردن: من الفرص المتناثرة إلى منصة رقمية جاذبة

خارطة استثمار جديدة للأردن: من الفرص المتناثرة إلى منصة رقمية جاذبة

عمون٢١-٠٧-٢٠٢٥
في عالم يتسارع فيه جذب الاستثمارات نحو المنصات والفرص الجاهزة، لم يعد مجديًا الاكتفاء بتحديث التشريعات وانتظار أن "يكتشف" المستثمر الأجنبي الفرص الأردنية.
فالاستثمار لا يُجتذب بالقوانين وحدها، بل بالفرص الواضحة، والحوافز الفعلية، والحوكمة الشفافة، والبنية المؤسسية التي تمنح المستثمر الثقة والاستجابة السريعة.
لقد آن الأوان أن ننتقل من مرحلة الاكتفاء بالحديث العام عن "مزايا الأردن" و"موقعه الاستراتيجي" و"قوانينه الجاذبة"، إلى مرحلة أكثر واقعية وفعالية، تبدأ من فهم أنماط المستثمرين وتطلعاتهم، وتمتد إلى تسويق الفرص الحقيقية بوضوح واحتراف.
ويكون ذلك من خلال منصة استثمار رقمية تفاعلية تُقدّم محتوى حيًا وخدمات ذكية، وليس مجرد موقع إلكتروني ثابت (static website) لا يتفاعل مع المستثمر ولا يرافقه في رحلته.
منصة رقمية تقدم للمستثمر كل ما يحتاجه لاتخاذ قراره المبدئي، كما هو الحال في النماذج الحديثة لترويج الاستثمار التي باتت تعتمد على التفاعل الذكي والشفافية وسهولة الوصول للمعلومة.
أنماط المستثمرين وتطلعاتهم
أولًا: المستثمر الباحث عن الفرص الجاهزة ويشمل:
• صناديق الاستثمار الخاصة
• الصناديق السيادية والإقليمية
• مستثمرين أفراد من أصحاب الملاءة المالية العالية
• شركات تشغيل تبحث عن توسعة جغرافية أو دخول أسواق جديدة عبر شراكة جاهزة
هذا النوع يتخذ قراراته بناءً على الفرص الجاهزة الموثقة والمدروسة، ولا يهتم بالشعارات العامة.
هو بحاجة إلى أرقام واضحة، عوائد متوقعة، هيكل قانوني منجز، وشريك محلي أو حكومي محدد الهوية.
ثانيًا: المستثمر صاحب الفكرة
وهو من يملك فكرة مشروع أو منتج أو براءة اختراع، ويدرس تنفيذها داخل الأردن ويحتاج إلى:
• بيئة استثمار مرنة
• حاضنات أعمال متقدمة
• شراكات تقنية
• تسهيلات في التسجيل والتمويل والتنفيذ
وهنا يطرح السؤال: لماذا لا تُبنى المنصة لتخدم الفئتين معًا؟
بحيث تصبح بوابة استثمار حقيقية، لا مجرد واجهة لعرض فرص جامدة.
منصة الاستثمار الرقمية التفاعلية: التحوّل الرقمي هو الوسيط
لا يمكن تصوّر هذا التوجه دون تبنّي التحوّل الرقمي بجدّية.
نحن نتحدث عن منصة تفاعلية، أقرب في مفهومها إلى متجر إلكتروني يعرض فرصًا جاهزة وجاذبة، لا عن موقع تعريفي ثابت كما هو الحال حاليًا.
مكونات المنصة المقترحة:
• قاعدة بيانات محدثة للفرص حسب القطاعات والمواقع الجغرافية
• دراسات جدوى أولية ومالية وسوقية لكل فرصة
• ربط مباشر بالجهة المالكة أو الحكومية ذات العلاقة
• عرض الحوافز المالية وغير المالية المتاحة لكل فرصة
• مسارات واضحة للتسجيل والتفاوض والاستفسار
• أدوات ذكاء صناعي توصِي بالفرص حسب تفضيلات المستثمر
• مساحة تفاعلية لأصحاب الأفكار والمبادرات وربطهم ببيئة التنفيذ الأردنية
• دعم فني وتحليلي للمستثمر عبر أدوات الذكاء الاصطناعي
التحول الرقمي هنا ليس شكليًا، بل هو الأداة الوحيدة التي تجعل من الأردن بيئة جاهزة، موثوقة، ومرنة أمام المستثمر العالمي.
كيف نحوّل الفرص إلى مشاريع جاهزة؟
لكي تنجح المنصة وتحقق أهدافها، لا بد من تقديم مشاريع مدروسة وجاهزة فعلًا، وليس مجرد أفكار عامة.
وهنا يُطرح السؤال: من الجهة التي ستُعد هذه المشاريع؟ وما الإطار المؤسسي لذلك؟
الخيار الأول: وحدة حكومية متخصصة
إنشاء وحدة داخل وزارة الاستثمار أو صندوق وطني تحت اسم:
"وحدة تطوير المشاريع الاستثمارية الجاهزة"
تتولى:
• إعداد دراسات جدوى تفصيلية
• التنسيق لتخصيص الأراضي وربطها بالخدمات
• استخراج التراخيص المسبقة
• تصميم الهيكل القانوني والمالي لكل مشروع
• تسويق المشاريع عبر المنصة
الخيار الثاني: شركة تطوير استثماري بشراكة حكومية
تُسجَّل شركة تطوير استثماري وطنية، تملك الحكومة فيها حصة (30-40%)، بالشراكة مع القطاع الخاص أو صناديق تنموية.
وتقوم هذه الشركة بـ:
• تملّك أو إدارة الأراضي المخصصة للمشاريع
• إعداد دراسات الجدوى والتصاميم الأولية
• استخراج التراخيص نيابة عن الدولة
• تطوير المشاريع حتى مرحلة الجاهزية
• عرضها على المنصة كمشاريع مكتملة
• دخول الدولة كشريك رمزي (10%) لطمأنة المستثمر وخفض المخاطر
وبذلك، ننتقل من عرض الأفكار إلى تقديم حُزم استثمارية مغلّفة وجاهزة للتنفيذ.
لا نحتاج إلى إعادة اختراع العجلة… بل تفعيلها
لدينا عشرات المشاريع المتناثرة في المحافظات، ومئات الأراضي غير المستغلة، وقطاعات واعدة في الزراعة، والسياحة، والصناعة، والتكنولوجيا.
ما ينقصنا هو تنظيم كل ذلك ضمن منصة واحدة، بواجهة مهنية، وبنية تفاعلية، تربط كل فرصة بصاحبها وبالجهات الحكومية الداعمة لها.
وهنا يبرز دور التحول الرقمي ليس كترف، بل كأداة تمكين.
المنصة الرقمية التفاعلية هي المستقبل، وهي الواجهة الأولى التي تحكم الانطباع الاستثماري عن الأردن.
الختام: بوصلتنا الاستثمارية تبدأ من الداخل
الاستثمار ليس إعلانًا ولا أُمنية، بل سلسلة تبدأ من الفكرة وتنتهي بالإغلاق المالي والتشغيلي.
الأردن يملك الكثير مما يبحث عنه المستثمر، لكنه بحاجة إلى منصة تجمع ذلك كله في هيكل واضح، غني بالمعلومة، سريع بالاستجابة، وسهل التصفّح.
وهنا تكمن أهمية التحول الرقمي: أن نقدّم الأردن من خلال منصة ذكية، تفاعلية، مدعومة بفريق مؤهل، ونُظم حوكمة مرنة.
بهذا، ننتقل من مجرد الحديث عن "الفرص"... إلى صناعة قرار استثماري.
هكذا نُعيد التموضع.. هكذا نضع الأردن على خارطة المستثمر ألاجنبي.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مايا باسم البيرة .. مبارك المرتبة الأولى في الفرع الفندقي
مايا باسم البيرة .. مبارك المرتبة الأولى في الفرع الفندقي

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

مايا باسم البيرة .. مبارك المرتبة الأولى في الفرع الفندقي

عمون - يتقدم طارق محمود البطي وأخوانه وأقاربهم بالتهنئة لنسيبهم المحترم باسم البيرة بنجاح وتفوق ابنته مايا وحصولها على الأول على المملكة في الفرع الفندقي والسياحي بمعدل 98.65. ألف مبارك ومنها للأعلى.

الذهب يرتفع 40 قرشًا في التسعيرة الثانية مساء الخميس
الذهب يرتفع 40 قرشًا في التسعيرة الثانية مساء الخميس

عمون

timeمنذ ساعة واحدة

  • عمون

الذهب يرتفع 40 قرشًا في التسعيرة الثانية مساء الخميس

عمون - ارتفعت أسعار الذهب في الاسواق المحلية 40 قرشا في التسعيرة الثانية الصادرة عن النقابة العامة لأصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات، مساء اليوم الخميس. وبلغ سعر بيع غرام الذهب عيار 21 لغايات البيع من محال الصاغة 68.70 دينارا، مقابل 66.50 دينارا لجهة الشراء. وكما بلغ سعر الغرام الواحد من الذهب عيارات 24 و18 و14 لغايات البيع من محلات الصاغة عند 78.70 و 61.10 و 46.40 دينارا على التوالي.

وزير الزراعة الجديد أمام تحديات كبرى لإصلاح القطاع
وزير الزراعة الجديد أمام تحديات كبرى لإصلاح القطاع

الغد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الغد

وزير الزراعة الجديد أمام تحديات كبرى لإصلاح القطاع

عبد الله الربيحات اضافة اعلان عمان- يمر القطاع الزراعي في الأردن بمرحلة حرجة تتطلب تدخلًا عاجلًا وشاملًا يعيد لهذا القطاع الحيوي مكانته في المنظومة الاقتصادية والأمنية للدولة، فبعد سنوات من التراجع، وتزايد التحديات المناخية، وغياب السياسات الحازمة، لم يعد ممكناً تأجيل الإصلاح، خصوصًا في ظل ما أظهرته مؤشرات الأمن الغذائي من هشاشة واضحة في قدرة المملكة على تحقيق اكتفاء ذاتي مستدام.وبينما تُشكّل رؤية التحديث الاقتصادي خريطة طريق طموحة للنهوض بالقطاعات الحيوية، فإن الزراعة ما تزال بحاجة إلى قرارات نوعية تعالج عمق المشكلة، لا مظاهرها.ويترقب العاملون في القطاع أداء وزير الزراعة الجديد الدكتور صائب خريسات، القادم إلى منصبه بخلفية علمية ومهنية متخصصة في الشأن الزراعي على المستويين المحلي والدولي، في وقت تعيش فيه الزراعة الأردنية أحد أكثر مراحلها تحديًا من حيث التراجع والإهمال والتحديات المناخية والاقتصادية.وتُجمع الأوساط الزراعية على أن الوزير الجديد أمامه مسؤولية ثقيلة، لا سيما في ظل ما أكدته رؤية التحديث الاقتصادي وخطتها التنفيذية، من أهمية اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ القطاع وتعزيز منظومة الأمن الغذائي الوطني، التي باتت على المحك في السنوات الأخيرة، وسط أزمات متتالية أثّرت على سلاسل التوريد والموارد الطبيعية.تحديث البنية الزراعيةويُنتظر من الوزير خريسات أن يطلق خطة وطنية شاملة لتحديث البنية التحتية الزراعية، خصوصًا في المزارع الصغيرة والمتوسطة، مع التركيز على إدخال التقنيات الحديثة في الزراعة، واستخدام التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الزراعة المكشوفة والمحمية على حد سواء، في خطوة من شأنها تخفيض كلفة الإنتاج، وزيادة تنافسية المنتجات الأردنية محليًا وخارجيًا.كما أن تبني أساليب الزراعة الحديثة قد يسهم في فتح أبواب الاستثمار في الصناعات الغذائية، ويضع الأردن على خريطة الإنتاج الزراعي الذكي إقليميًا، شريطة إعادة هيكلة مؤسسات القطاع الخاص الزراعي، ومنحه دورًا رئيسا في تخطيط وتنظيم الإنتاج، لتفادي الاختناقات التسويقية التي تتكرر كل عام.ويرى العديد من الخبراء أن نجاح الوزير في مهمته لن يكتمل دون إعادة النظر في العبء الضريبي المفروض على المزارعين، والذي يحدّ من قدرتهم على التطوير والتوسع، ذلك أن تمكين القطاع من النمو يتطلب بيئة تشريعية عادلة، تدعم الاستثمار وتخفض من الكلف، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار المياه والطاقة ومدخلات الإنتاج.الحاجة لقواعد البياناتومن أبرز التحديات أمام الوزير الجديد، ما كشفه تقرير الأمن الغذائي العالمي للعام الثاني على التوالي، حيث استُثني الأردن من التصنيف بسبب غياب قواعد بيانات دقيقة تتعلق بالقطاعين النباتي والحيواني، وهي ثغرة خطرة تعرقل الجهود الوطنية في تحسين التصنيف الدولي وجذب الاستثمار الزراعي.لذلك، تبدو الحاجة ملحّة لإنشاء مركز وطني للبيانات الزراعية، يكون مرجعًا لصناع القرار والمستثمرين، ويدعم البحوث والدراسات الزراعية، خصوصًا تلك المتعلقة بإنتاج بذور مقاومة لتغير المناخ.ويبرز على أجندة العمل المقترحة للوزير إطلاق مشروع وطني للحصاد المائي في مناطق البادية، من خلال استغلال المساقط المائية، وتوزيع الأراضي المحاذية للحفائر والسدود الترابية على شكل قطع مختلفة الأحجام، وطرحها للاستثمار الزراعي عبر عقود إيجار بشروط واضحة.وتشمل الخطة المقترحة السماح بحفر آبار ارتوازية عميقة، مع اعتماد الطاقة البديلة لتوفير مياه الري في أوقات الشح.وتدعو المبادرة إلى إشراك الجمعيات التعاونية كمكوّن أساسي في هذه المشاريع إلى جانب المستثمرين، مع التركيز على الإنتاج المحلي للحبوب والأعلاف، بما يحقق الأمن العلفي، ويدعم قطاع الثروة الحيوانية المتراجع.تحديات فائض الإنتاجأما أحد الملفات المؤرقة التي تنتظر الوزير خريسات فهو تسويق الفائض من الإنتاج الزراعي، خصوصًا في مواسم الذروة التي تشهد انهيارًا في الأسعار وخسائر فادحة للمزارعين، ويتطلب ذلك فتح أسواق جديدة للتصدير، وتفعيل الرزنامة الزراعية بالتعاون مع المزارعين والمصدرين، مع مراعاة التغيرات المناخية السنوية التي تؤثر على مواعيد الإنتاج.والوزير الجديد أمام مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، فإصلاح القطاع الزراعي الأردني يتطلب إرادة وشراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتخطيطًا إستراتيجيًا طويل الأمد. وبين التحديات الكبرى والفرص الممكنة، سيكون الأداء القادم محكًا حقيقيًا لاختبار قدرة الوزارة على إعادة الحياة إلى الزراعة الأردنية وجعلها ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store