رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا تقترح الاستفتاء على الانفصال عن كندا
اوتاوا - أعلنت رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا الكندية الغنية بالنفط، أنها ستجري استفتاءً حول الانفصال عن كندا في العام المقبل؛ إذا بلغ عدد التوقيعات على عريضة يتبناها مواطنون الحد المطلوب قانوناً، حسبما أفادت وكالة «أسوشيتد برس»، فيما دعا رئيس الوزراء الكندي مارك كارني إلى وحدة البلاد.
وقالت رئيسة الوزراء، دانييل سميث، في خطاب لها إنها شخصياً لا تؤيد انفصال المقاطعة عن كندا، معربة عن أملها في إيجاد «مسار للمضي قدماً» نحو ألبرتا قوية وذات سيادة ضمن كندا موحدة.
وأضافت سميث: «إذا استمرت أوتاوا، لأي سبب كان، في مهاجمة مقاطعتنا كما فعلت خلال العقد الماضي، فإن القرار النهائي سيكون لأهل ألبرتا، وسأقبل بحكمهم».
وتأتي تصريحات سميث بعد أسبوع واحد فقط من قيادة رئيس الوزراء، مارك كارني، الحزب الليبرالي للفوز بتشكيل الحكومة الفيدرالية للمرة الرابعة على التوالي، كما تتزامن مع استمرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في تهديد كندا بفرض رسوم جمركية، وطرحه لفكرة أن تصبح كندا الولاية الأميركية الـ51.
ونفت سميث أن يكون توقيت الخطاب مرتبطاً بزيارة كارني للبيت الأبيض، وقالت في إشارة إلى مكالمة هاتفية أجرتها مع رئيس الوزراء كارني، ووصفتها بالإيجابية: «اتخذتُ قراراً بإلقاء الخطاب بعد أسبوع من الانتخابات، وبعد أيام قليلة من لقائي مع كتلتي السياسية، وبعد أيام قليلة من لقائي بمارك كارني والتحدث معه»، بحسب صحيفة «إدمونتون جورنال».
رئيس وزراء كندا يدعو إلى الوحدة
وقال كارني في تصريحات للصحافيين بواشنطن عقب لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب: «كندا أقوى عندما نعمل معاً.. وبصفتي من سكان ألبرتا، أؤمن إيماناً راسخاً بذلك».
وأضاف كارني، الذي نشأ في إدمونتون رداً على أسئلة بشأن سميث وإمكانية إجراء استفتاء على انفصال ألبرتا: «يمكنك دائماً طرح سؤال، لكنني أعرف كيف سأرد».
وفي الماضي، طعن حزب «الديمقراطيين الجدد» المعارض في خطاب سميث العلني بشأن هذه المسألة، وقال زعيم الحزب نهيد نينشي، إنه يُظهر «جبهة منقسمة وضعيفة» أمام الأميركيين.
واستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني في البيت الأبيض، حيث أكد احترامه لـ»كندا والكنديين»، ولكنه أشار مرة أخرى إلى رغبته في أن تصبح الولاية الأميركية رقم 51.
وفي سؤال لترمب بشأن تصريحاته السابقة بشأن أن «كندا يجب أن تصبح الولاية رقم 51»، قال ترمب: «ما زلتُ أؤمن بذلك. لكن رقصة التانجو تتطلب شخصين»، في إشارة إلى أن الأمر بحاجة إلى طرفين من أجل نجاحه.
وشكر كارني الرئيس الأميركي على «حفاوة الاستقبال»، ولكنه أكد في حديثه داخل القاعة البيضاوية أن «كندا لن تكون أبداً للبيع». وأضاف: كما تعلم من سوق العقارات، هناك أماكن لا تباع أبداً، مثل البيت الأبيض وقصر باكنجهام».
ورد ترمب: «لا تقل أبداً». ولكن كارني ابتسم وقال: «أبداً، أبداً».
مشروع قانون
وكانت حكومة سميث المحافظة، التي يشكلها حزب المحافظين المتحد، قد قدمت مؤخراً مشروع قانون من شأنه - في حال إقراره - أن يخفف الشروط اللازمة لتمكين المواطنين من إطلاق استفتاء على مستوى المقاطعة.
ويقترح مشروع القانون تعديل قواعد الاستفتاءات التي يبادر بها المواطنون، بحيث يُطلب توقيع 10% فقط من الناخبين المؤهلين في الانتخابات العامة السابقة، بدلًا من 20% من مجموع الناخبين المسجلين، كما يمنح مقدمو العرائض مهلة قدرها 120 يوماً لجمع 177 ألف توقيع، بدلاً من المهلة السابقة البالغة 90 يوماً.
واتهمت سميث الحكومات الليبرالية الفيدرالية السابقة بسن تشريعات مختلفة تعيق قدرة ألبرتا على إنتاج وتصدير النفط، مشيرة إلى أن ذلك كلف المقاطعة مليارات الدولارات، كما أكدت أنها لا تريد تدخل الحكومة الفيدرالية في الشؤون المحلية للمقاطعة.
وقالت: «نحن لا نطلب معاملة خاصة ولا معونات مالية.. كل ما نريده هو الحرية في تطوير وتصدير تلك الثروات الهائلة من الموارد التي نمتلكها.. نريد حرية اختيار كيفية تقديم الرعاية الصحية، والتعليم، وغيرها من الخدمات الاجتماعية التي يحتاجها شعبنا، حتى وإن كان ذلك بأسلوب مختلف عما تراه أوتاوا مناسباً».
وكشفت سميث أنها التقت بكارني، وقالت إنه «لديه آراء واعدة بشأن تغيير توجه حكومته المناهض للموارد».
وأضافت أن حكومتها ستعين فريقاً للتفاوض بهدف إنهاء السياسات الفيدرالية التي طالما أثارت استياء المقاطعة، كما ستترأس لجنة «ألبرتا نيكست» التي ستعقد سلسلة من الاجتماعات الشعبية لسماع أفكار وشكاوى سكان ألبرتا.
من جانبه، قال جون سوروسكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ماكيوان بمدينة إدمونتون، للوكالة إنه رغم وجود حالة من الغضب في المقاطعة، إلا أنه غير متأكد من أن ذلك سيقود إلى تصويت لصالح الانفصال.
وأضاف: «تلك الشكاوى جدية، لكني أعتقد أن احتمالية الانفصال ضئيلة للغاية».
وأوضحت «أسوشيتد برس» أن مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية سبق أن أجرت استفتاءين على الانفصال في عامي 1980 و1995، وكلاهما فشل.
وأشار سوروسكي إلى أن سميث ربما تحذو حذو الساسة في كيبيك، الذين استخدموا ورقة التهديد بالانفصال كورقة ضغط في تعاملهم مع الحكومة الفيدرالية.
وقال: «لا أعتقد أن سميث تريد الانفصال، لكني أعتقد أنه من المفيد للغاية للمقاطعة أن تحتفظ بفكرة وجود هذا العدد الكبير من سكان ألبرتا الساخطين».
وقالت سميث إنها ستعمل مع كارني «بنية حسنة»، لكنها تريد «أدلة ملموسة على تغيير حقيقي». وكالات
ة.
لا يجوز استخدام أي مادة من مواد هذا الموقع أو نسخها أو إعادة نشرها أو نقلها كليا أو جزئيا دون الحصول على إذن خطي من الناشر تحت طائلة المسائلة القانونية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ 22 دقائق
- وطنا نيوز
البيت الأبيض: ترامب محبط من حرب غزة ويريد من نتنياهو 'إنهاء الأمر'
وطنا اليوم_أكد مسؤولان في البيت الأبيض لموقع 'أكسيوس' أن الرئيس دونالد ترامب يشعر بالإحباط من الحرب الدائرة في غزة. وعبر عن انزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين، وطلب من مساعديه إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبته في إنهاء الأمر. ونقلت الموقع عن مصدر مسؤول: 'الرئيس (ترامب) محبط مما يحدث في غزة. يريد إنهاء الحرب، ويريد عودة الرهائن إلى ديارهم، ويريد دخول المساعدات، ويريد البدء في إعادة إعمار غزة '.


جفرا نيوز
منذ 2 ساعات
- جفرا نيوز
مجموعة أولى من المهاجرين غير النظاميين تغادر طوعا الولايات المتحدة
جفرا نيوز - أعلنت السلطات الأميركية أنّ مجموعة أولى من المهاجرين غير النظاميين الذين وافقوا على تلقّي ألف دولار "لترحيلهم طواعية" من الولايات المتّحدة غادروا الاثنين على متن رحلة نقلتهم إلى هندوراس وكولومبيا. وقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إنّ الطائرة أقلعت من مدينة هيوستن بولاية تكساس جنوبي الولايات المتحدة وعلى متنها 64 مهاجرا. وأضافت "لقد حصل كلّ منهم على مساعدة سفر هي عبارة عن مبلغ قدره ألف دولار مع احتفاظهم بخيار العودة بشكل قانوني إلى الولايات المتّحدة يوما ما". وبحسب البيان فإنّ الطائرة أعادت 38 مهاجرا إلى هندوراس و26 إلى كولومبيا. ونقل البيان عن وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم مطالبتها سائر المهاجرين غير النظاميين الذين ما زالوا في الولايات المتّحدة بالاستفادة من برنامج الترحيل المسمّى "مشروع العودة إلى الوطن". وقالت الوزيرة مخاطبة المهاجرين "تحكّم بكيفية مغادرتك وتلقّيك دعما ماليا للعودة إلى ديارك. إذا لم تفعل ذلك، فمن المرجّح أن يتمّ تغريمك، واعتقالك، وترحيلك، وعدم السماح لك بالعودة أبدا". وأضافت "إذا كنت موجودا في هذا البلد بشكل غير قانوني، فغادر البلد من تلقاء نفسك الآن واحتفظ بفرصة العودة بشكل قانوني". وتعهّد الرئيس دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية بترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين، وقد بادر منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير إلى اتّخاذ خطوات عديدة لتسريع عمليات الترحيل.


الانباط اليومية
منذ 7 ساعات
- الانباط اليومية
بكلفة 175 مليار دولار… مشروع 'ذهبي' لترامب: 'يمنع الهجوم ولو من الفضاء'!
الأنباط - كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم "القبة الذهبية' بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة بنهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض: "خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا' مضيفا: "يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة'. وأوضح أن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى "حوالى 175 مليار دولار' عند إنجازه، وأن القبة "ستكون مصنعة في أميركا بالكامل'. وذكر الرئيس الأميركي أن الهدف من بناء الدرع الصاروخية هو "مواجهة أي ضربات بعيدة المدى'، و'حماية سماءنا من الصواريخ الباليستية'. وشدد على أن "القبة الذهبية ستحبط أي هجوم صاروخي ولو كان من الفضاء'. واعتبر ترامب أن "القبة الذهبية استثمار تاريخي في أمن أميركا والأميركيين'. ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن "القبة الذهبية ستغير قواعد اللعبة لصالح أميركا'.