logo
أية أسرار احتواها "الصندوق الأبيض" الذي تسلمه البابا من سلفه؟

أية أسرار احتواها "الصندوق الأبيض" الذي تسلمه البابا من سلفه؟

يورو نيوز٢٣-٠٤-٢٠٢٥

اعلان
وأوضح البابا
فرنسيس
أن سلفه البابا بنديكتوس سلّمه الصندوق شخصيًا في كاستل غاندولفو، المقر الصيفي للباباوات جنوب روما، وذلك بعد وقت قصير من انتخابه بابا للكنيسة الكاثوليكية. وأشار إلى أن أحدًا من الطرفين لم يكن يعرف على وجه التحديد كل ما يتضمنه الصندوق في تلك اللحظة.
وكتب فرنسيس في مذكراته: "أعطاني صندوقًا أبيض كبيرًا، وقال لي: كل شيء هنا (...) وثائق تتعلق بأصعب القضايا وأكثرها إيلامًا. قضايا تتعلق بسوء المعاملة، والفساد، والمصالح الخفية، والمخالفات".
الكاردينال أنجيلو بيتشو يُظهر وثيقة أثناء حديثه مع الصحفيين خلال مؤتمر صحفي في روما، يوم الجمعة، 25 أيلول/سبتمبر 2020.
Copyright 2020 The Associated Press. All rights reserved.
وفي كتابه "الأمل"، كتب البابا فرنسيس أنه شعر بأنه "مدعو لتحمّل مسؤولية كل الشرور التي ارتكبها بعض الكهنة". وروى أن البابا بنديكتوس السادس عشر قال له حينها: "لقد وصلت إلى هذا الحد، اتخذت ما يلزم من إجراءات، وأقصيت الأشخاص المعنيين. والآن، جاء دورك".
وأكد
البابا فرنسيس
في الكتاب أنه اختار مواصلة المسار نفسه الذي بدأه سلفه، في مواجهة ملفات شائكة داخل الكنيسة.
ويُعدّ العام الأخير للبابا بنديكتوس السادس عشر في الكرسي الرسولي من أكثر السنوات صعوبةً في حبريته، خاصة مع تدهور حالته الصحية التي دفعته إلى اتخاذ القرار التاريخي بالتنحي في عام 2013. غير أن التحدي الأبرز خلال فترة ولايته كان التصدي لأزمة الاستغلال الجنسي للأطفال داخل الكنيسة.
وتعرّض بنديكتوس السادس عشر، على مدار سنوات حبريته، لانتقادات حادة واتهامات بعدم اتخاذ خطوات حاسمة لمكافحة الانتهاكات الجنسية. إلا أن البابا فرنسيس دافع عن سلفه، مشيرًا في مقابلة مع صحيفة "لا ناسيون" الأرجنتينية في عام 2023، إلى أن بنديكتوس "كان أول من واجه هذه المشكلة بشجاعة".
البابا فرنسيس (إلى اليسار) يتحدث مع البابا المتقاعد بنديكتوس السادس عشر في دير "ماتر إكليزيي" السابق في الفاتيكان، يوم السبت، 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
L'Osservatore Romano/AP
وقد تفجّرت هذه الأزمة بفعل تقرير صادم صدر في عام 2022 بشأن الاعتداء الجنسي على الأطفال داخل الكنيسة، أدان فيه المحققون البابا بنديكتوس السادس عشر على خلفية أدائه عندما كان رئيسًا لأساقفة ميونيخ.
وبحسب ما ورد في التقرير، فقد أهمل الكاردينال جوزيف راتزينغر، الذي أصبح لاحقًا البابا بنديكتوس، أربع قضايا تتعلق برجال دين اتُّهموا بارتكاب انتهاكات جنسية ضد الأطفال، خلال فترة خدمته في أبرشية ميونيخ. وهو ما نفاه البابا السابق بشكلٍ قاطع.
أعدّت التقرير شركة محاماة ألمانية مستقلة، وكشف عن نحو 500 ضحية للاعتداء الجنسي، على مدار نحو 75 عامًا من الانتهاكات داخل الأبرشية ذاتها.
وفي ردّه على هذا التقرير، كتب بنديكتوس السادس عشر رسالة مؤثرة جاء فيها: "في كل لقاءاتي مع ضحايا الاعتداءات الجنسية من قبل الكهنة، نظرتُ في أعينهم ورأيتُ عواقب ذنب عظيم. وتعلّمت أن أفهم أننا نحن أنفسنا ننجرف إلى هذا الذنب عندما نتجاهله".
وبينما تبدو أبراج كاتدرائية ميونيخ في الخلفية، يودّع الكاردينال جوزيف راتسينغر – الذي أصبح لاحقاً البابا بندكتوس السادس عشر – المؤمنين البافاريين، في ألمانيا، يوم الأحد، 28 شب
Copyright 2022 The Associated Press. All rights reserved.
وفي سياق تعليقه على التقرير، كتب بنديكتوس السادس عشر: "إنني أتحمل مسؤولية كبيرة في الكنيسة الكاثوليكية. وأشعر بألم عميق بسبب التجاوزات والأخطاء التي وقعت خلال خدمتي في أماكن محددة".
وفي بيان نُشر في ذلك الوقت، أعرب بنديكتوس عن امتنانه للدعم الذي تلقّاه من البابا فرنسيس، قائلاً: "أنا ممتن بشكلٍ خاص للثقة والدعم والصلوات التي عبّر عنها لي البابا فرنسيس شخصيًا".
ثم أضاف في ما بدا أنه تأمّل روحاني عميق مع اقتراب نهاية حياته: "سأواجه قريبًا الحكم النهائي على حياتي. وعلى الرغم من أنني، بالنظر إلى حياتي الطويلة، قد أملك أسبابًا كثيرة للشعور بالخوف أو القلق، إلا أنني أشعر بفرح في روحي، لأنني أؤمن إيمانًا راسخًا بأن الرب ليس فقط قاضيًا عادلًا، بل صديقًا وأخًا أيضًا".
وفي موازاة هذه الرسالة، أصدر الفاتيكان تحليلًا قانونيًا مستقلًا أعدّه أربعة محامين، شككوا فيه في بعض المزاعم الواردة في التقرير الألماني، مؤكدين أن المحققين أساؤوا توصيف الأحداث وتجاهلوا بعض الوقائع الأساسية.
وفي هذا السياق، أشار عدد من
الشخصيات الكنسية
، من بينهم الأب تاديوش إيزاكوفيتش-زاليسكي، إلى أن البابا بنديكتوس كان قد اتخذ خطوات جادة لمكافحة الاعتداء الجنسي على الأطفال، وذلك خلال السنوات الأخيرة من حبرية البابا يوحنا بولس الثاني، ولاحقًا بعد توليه منصبه البابوي.
اعلان
وفي سياق الإجراءات المؤسسية التي اتُّخذت خلال حبريته، أشارت وكالة الأنباء الكاثوليكية إلى أن الكرسي الرسولي غيّر في 15 يوليو/تموز 2010 معايير التعامل مع أخطر الجرائم، وفي مقدمتها الاعتداء الجنسي على القاصرين من قبل رجال الدين، إضافة إلى جرائم تتعلّق بالإيمان وسر القربان المقدس، والتكفير عن الذنوب، والرسامات الكهنوتية.
وجاءت هذه التعديلات ضمن رسالة نشرها مجمع عقيدة الإيمان، ووجّهها إلى أساقفة الكنيسة الكاثوليكية والرؤساء الكهنة، لتوضيح التغييرات التي طالت الرسالة الرسولية Motu Proprio الصادرة عام 2001 بعنوان "سرّ القداسة المقدس".
وفي مقدمة الوثيقة، أوضح الكاردينال ويليام ليفادا، محافظ المجمع آنذاك، أن التعديلات جاءت لتحديث بعض البنود وجعل النص أكثر فاعلية في مواجهة الجرائم الأكثر خطورة. وقد وافق عليها البابا بنديكتوس السادس عشر رسميًا في 21 مايو/أيار 2010.
وشملت التعديلات أحكامًا تسرّع الإجراءات القانونية الكنسية في القضايا العاجلة، وتتيح مشاركة العلمانيين في المحاكم الكنسية، كما مدّدت فترة التقادم الزمني للقضايا من 10 إلى 20 عامًا بعد بلوغ الضحية سن الثامنة عشرة.
اعلان
ولأول مرة، نصّت التعديلات على معاملة الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية بالطريقة نفسها التي تُعامل بها الجرائم ضد القاصرين، كما أُدرِجت جريمة استغلال الأطفال في المواد الإباحية ضمن الجرائم التي يشملها هذا النظام التأديبي المشدد.
البابا فرنسيس يصغي إلى الكاردينال شون أومالي، رئيس أساقفة بوسطن ورئيس اللجنة البابوية لحماية القاصرين، خلال اجتماع في الفاتيكان عام 2017.
AP
في خطاب ألقاه أمام الأساقفة في أيرلندا في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2006، أدان البابا بنديكتوس السادس عشر بشدة الانتهاكات التي ارتكبها بعض رجال الدين بحق القاصرين، واصفًا الجراح التي خلّفها الكهنة المعتدون بأنها "عميقة"، وأضاف: "المهمة العاجلة هي إعادة بناء الثقة حيثما تضررت". وقد اعتُبر الخطاب حينها انتقادًا صارمًا للاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة، ورسالة واضحة إلى ضرورة تحمل المسؤولية ومعالجة هذه الآفة.
ويشير محللون إيطاليون في الفاتيكان إلى أن بنديكتوس، خلال فترة بابويته، اتخذ خطوات عملية لمكافحة هذه الظاهرة، كان أبرزها إجبار الأب المكسيكي مارسيال ماسيال ديغولادو، مؤسس جماعة "فيلق المسيح" المتهم بارتكاب انتهاكات جنسية ضد القاصرين منذ ستينيات القرن الماضي، على الانسحاب من الحياة العامة والتكفير عن ذنوبه.
من جهته، واصل البابا فرنسيس السير في النهج نفسه، إذ التقى خلال سنوات حبريته عددًا من ضحايا الاعتداءات الجنسية، من بينهم مجموعة استقبلها في بروكسل عام 2024. وأفاد بيان صادر عن الفاتيكان حينها أن البابا عبّر عن "شكره لشجاعتهم وخجله العميق مما عانوه وهم أطفال على أيدي الكهنة الذين أُوكلت إليهم رعايتهم".
اعلان
وفي خطاب ألقاه خلال زيارته إلى قلعة لايكن، قال البابا فرنسيس: "هذه آفة تحاربها الكنيسة بعزم وحزم، مرافقةً ومستمعَةً إلى من تأذّوا، ومُنفّذةً برنامجًا وقائيًّا واسع النطاق في جميع أنحاء العالم".
منذ توليه منصب الحبر الأعظم، انخرط البابا فرنسيس بجدية في محاربة الفساد داخل أروقة الفاتيكان، حيث أصدر في عام 2021 تشريعًا تاريخيًا يتيح محاكمة الكرادلة والأساقفة المشتبه بارتكابهم جرائم أمام محاكم الفاتيكان المدنية، في خطوة وُصفت حينها بأنها سابقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
ولم يكن هو وسلفه، البابا بنديكتوس السادس عشر، بمنأى عن مواجهة الفضائح التي عصفت ببنك الفاتيكان، المعروف رسميًا بـ"معهد الأعمال الدينية". فبعد انتخابه مباشرة، درس البابا فرنسيس خيار إغلاق البنك بالكامل، في ظل ما تردد عن تورطه في عمليات غسل أموال وتهرب ضريبي، لكنه اختار المضي في استكمال الإصلاحات الهيكلية التي كان بنديكتوس قد بدأها.
وقد شرع
البابا فرنسيس
في عملية إصلاح شاملة لبنك الفاتيكان، سعيًا لفرض الشفافية والمساءلة، ومواءمته مع المعايير الدولية بعد سنوات من الفضائح المالية، التي طالت كبار رجال الدين، بمن فيهم بعض الكرادلة، وأثارت تساؤلات حول الصورة الأخلاقية للكنيسة الكاثوليكية ومؤسساتها المالية.
اعلان
رئيس بنك الفاتيكان إيتّوري غوتّي تيديسكي يغادر مكتب النيابة العامة في روما، يوم الخميس، 30 أيلول/سبتمبر 2010.
Copyright 2010 AP. All rights reserved.
ومنذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، أطلق البابا يوحنا بولس الثاني دعوات لإجراء عمليات تدقيق داخلية في مؤسسات الفاتيكان المالية، في محاولة مبكرة لتقويم ما بدا لاحقًا أنه تركة معقدة من الفساد.
فعلى مدى عقود سبقت الإصلاحات الحديثة، تورّط بنك الفاتيكان، في عدد من الفضائح المالية، تمثلت في فتح حسابات لأشخاص غير مصرح لهم، واستخدامها في عمليات مشبوهة، وسط تواطؤ من موظفين ومسؤولين فاسدين.
وفي قلب هذه العاصفة، برز اسم الخبير المصرفي الإيطالي إيتوري جوتي تيديشي، الذي تولى رئاسة البنك بين عامي 2009 و2012، وهي فترة شهدت إجراء تحقيقات واسعة في شبهات غسيل الأموال طالت مالية الكرسي الرسولي برمتها، والتي كانت حينها تعمل وسط قدر كبير من الغموض وعدم الشفافية.
Related
بينهم إيطاليان وآسيوي وأفريقي وأمريكي... من هم أبرز المرشحين لمنصب البابا بعد رحيل فرنسيس؟
"كان بابا الإنسانية"... الأرجنتين تودع البابا فرنسيس
ست محطات رسمت بصمة البابا فرنسيس
وقد أُقيل تيديشي لاحقًا بتهمة "الإهمال في أداء الواجب"، رغم ادعائه بأنه كان يسعى إلى تعزيز الشفافية وإجراء إصلاحات داخل المؤسسة. وقال في تصريح سابق لشبكة "يورونيوز" عام 2016: "لقد تبيّنت الحقائق لاحقًا بصورة مختلفة، لكن القضية أحيلت إلى المدعي العام، وفضّلت عدم الإدلاء بأي تفاصيل إضافية."
اعلان
حتى اليوم، لا تزال طبيعة الوثائق والملفات الموجودة داخل "الصندوق الأبيض" الذي سلّمه البابا بنديكتوس السادس عشر لخلفه البابا فرنسيس مجهولة، ولا يُعرف ما إذا كان سيتم تسليمه إلى البابا القادم في المستقبل، أم سيبقى طيّ الكتمان داخل أرشيف الفاتيكان.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

البابا ليون الرابع عشر يحث على وقف الحرب في غزة ويدعو إلى "سلام عادل ودائم" بأوكرانيا
البابا ليون الرابع عشر يحث على وقف الحرب في غزة ويدعو إلى "سلام عادل ودائم" بأوكرانيا

فرانس 24

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • فرانس 24

البابا ليون الرابع عشر يحث على وقف الحرب في غزة ويدعو إلى "سلام عادل ودائم" بأوكرانيا

ناشد البابا ليون الرابع عشر الأحد قوى العالم وقف الحروب مضيفا أنه يدعو الله أن يمنح العالم "معجزة السلام". في هذا السياق، حض بابا الفاتيكان الجديد على وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، وإلى سلام"عادل ودائم" في أوكرانيا. وحث في عظة ألقاها من على الشرفة المطلة على ساحة القديس بطرس حيث احتشد عشرات الآلاف لمتابعة بعد تلاوته أول صلاة منذ انتخابه حبرا أعظم "كبار المسؤولين في العالم" على وقف الحروب. وقال البابا "لا لمزيد من الحرب!"، مكررا دعوة أطلقها سلفه البابا الراحل فرنسيس مرارا، ومشيرا إلى الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة نحو 60 مليون شخص. وأشار البابا ليون الرابع عشر إلى أن عالم اليوم يعيش "سيناريو مأساويا لحرب عالمية ثالثة تدور رحاها على مراحل"، مكررا مرة أخرى عبارة صاغها فرنسيس. وقال إنه يحمل في قلبه "معاناة شعب أوكرانيا الحبيب". ودعا إلى إجراء مفاوضات للتوصل إلى "سلام حقيقي وعادل ودائم". كما عبر عن "حزنه العميق" إزاء الحرب في غزة، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية وإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى حماس. وعبر البابا عن سعادته لسماع نبأ وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، وعن أمله في أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق دائم بين الجارتين المسلحتين نوويا. وقال "لكن هناك الكثير من الصراعات الأخرى في العالم!".

البابا ليون الرابع عشر: اعتدال في الآراء وخبرة في مؤسسات الفاتيكان
البابا ليون الرابع عشر: اعتدال في الآراء وخبرة في مؤسسات الفاتيكان

فرانس 24

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • فرانس 24

البابا ليون الرابع عشر: اعتدال في الآراء وخبرة في مؤسسات الفاتيكان

بات الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست، الذي اختار اسم ليون الرابع عشر، أول أمريكي يرأس الكنيسة الكاثوليكية في تاريخ الكرسي الرسولي ، وهو معروف بالاعتدال في آرائه ويتمتع بخبرة في الخدمة الميدانية والمؤسسات الفاتيكانية. وكان المونسنيور بريفوست (69 عاما) قبل انتخابه حبرا أعظم الخميس، مسؤولا في سبع وزارات في الكوريا الرومانية (حكومة الفاتيكان) في العام 2023، يرأس خصوصا وزارة الأساقفة واسعة النفوذ، وبالتالي مستشارا مقربا من البابا فرنسيس (الذي ساهم في تسلمه مسؤوليات مختلفة في الفاتيكان) في تسمية رجال الدين هؤلاء. يُعرف عنه خصوصا في الكوريا الرومانية على أنه رجل معتدل قادر على التوفيق بين آراء متباينة. وكان الخبراء في شؤون الفاتيكان يعتبرونه بين الأوفر حظا لتولي الكرسي الرسولي بالاستناد إلى خبرته الميدانية ورؤيته العامة وإلمامه بالشؤون البيروقراطية في الفاتيكان. مواليد 14 أيلول/سبتمبر 1955 في شيكاغو ولد روبرت فرنسيس بريفوست في 14 أيلول/سبتمبر 1955 في شيكاغو وأمضى عقدين من عمره في بيرو حيث أدار بعثة رسولية وعين رئيسا فخريا لأساقفة تشيكلايو في شمال البلاد. وهو يحمل الجنسية البيروفية. لماذا اسم ليون الرابع عشر؟ 01:21 درس في المدرسة الإكليريكية لرهبنة القديس أغسطينوس التي التحق بها سنة 1977. وهو حائز إجازة في علم اللاهوت وأخرى في علم الرياضيات. سيم كاهنا سنة 1982 وأرسل بعد سنتين إلى بيرو. عاد إلى شيكاغو سنة 1999 لتولي مهام إدارية في فرع رهبنة القديس أغسطينوس للوسط الغربي للولايات المتحدة. وفي العام 2014، عينه البابا فرنسيس مدبرا رسوليا لأبرشية تشيكلايو في شمال البيرو. في العام 2023، عين مسؤولا في وزارة الأساقفة واسعة النفوذ في الفاتيكان في منصب يعد من أرفع المناصب في الكوريا الرومانية. وقد خلف الكاردينال مارك أويي المتهم باعتداءات جنسية والذي تنحى بسبب تقدمه في السن. الأسقف "ينبغي ألا يكون مثل أمير صغير متربع في مملكته" تولى المونسنيور بريفوست أيضا رئاسة اللجنة البابوية لأمريكا اللاتينية. وشكل إلمامه العميق بالقانون الكنسي عاملا مطمئنا للكرادلة المحافظين الذين ينادون بتركيز أكبر على المبادئ اللاهوتية. فقد اعتبر في نيسان/أبريل أنه "لا يمكننا أن نتوقف ولا يمكننا أن نعود أدراجنا. ولا بد من معرفة ما يريده الروح القدس لكنيسة اليوم والغد لأن عالم اليوم الذي تعيش فيه الكنيسة لم يعد ما كان عليه قبل 10 أو 20 عاما". وشدد على أن "الرسالة لا تزال عينها... لكن السبيل لبلوغ الناس اليوم، من شباب وفقراء وسياسيين، مختلف". في العام 2024 خلال مقابلة مع الموقع الإخباري لإذاعة الفاتيكان أن الأسقف "ينبغي ألا يكون مثل أمير صغير متربع في مملكته بل عليه أن يكون قريبا من الشعب ويخدمه ويسير معه ويقاسي معه".

وسط سرية تامة... الكرادلة يبدأون انتخاب بابا جديد في مجمع مغلق بالفاتيكان
وسط سرية تامة... الكرادلة يبدأون انتخاب بابا جديد في مجمع مغلق بالفاتيكان

فرانس 24

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • فرانس 24

وسط سرية تامة... الكرادلة يبدأون انتخاب بابا جديد في مجمع مغلق بالفاتيكان

تنطلق بعد ظهر الأربعاء في كنيسة سيستينا بالفاتيكان أعمال المجمع المغلق للكرادلة الكاثوليك (كونكلاف)، لاختيار بابا جديد خلفا للراحل فرنسيس، في أجواء من السرية التامة. وسبق الاجتماع قداس أُقيم صباحا في بازيليك القديس بطرس، ترأسه عميد مجمع الكرادلة الإيطالي جوفاني باتيتسا ري، عند الساعة العاشرة صباحًا (8:00 ت غ). وصرح الكاردينال في عظته إن البابا المقبل أمام "منعطف معقد في التاريخ"، داعيا إلى "المحافظة على وحدة الكنيسة" و"التخلي عن الاعتبارات الشخصية" في "هذا الخيار الذي يكتسي أهمّية قصوى". وبعد أكثر من أسبوعين على وفاة البابا فرنسيس، يلتئم الكرادلة الناخبون البالغ عددهم 133 الذين يأتون من 70 بلدا، وهو عدد قياسي للبلدان الممثلة في الكونكلاف، في هذا المجمع الانتخابي المضبوط الإيقاع بدقة والذي تتابعه وسائل إعلام العالم أجمع لنقله إلى الكاثوليك المقدّر عددهم بنحو 1,4 مليارا. وتقام بعد الظهر صلاة في كنيسة باولينا المحاذية لكنيسة سيستينا عند الساعة 16,30 (14,30 ت غ) قبل أن تنطلق أعمال المجمع البابوي عند الساعة 17,00 (15,00 ت غ). ويدخل عندها الكرادلة في موكب إلى كنيسة سيستينا حيث سينقطعون تماما عن العالم الخارجي ويتخلون عن هواتفهم الخلوية وستقطع شبكة الاتصالات في داخل الفاتيكان. وسينعزلون بالكامل في الكنيسة المهيبة التي تزينها لوحات ميكيلانجيلو الجدارية وأشهرها "يوم الدينونة"، بعدما حلفوا اليمين على عدم الإفصاح عما يحدث في الكونكلاف تحت طائلة الحرمان الكنسي. وقد نشر الفاتيكان الثلاثاء مقطعا مصوّرا للترتيبات المتخذة داخل الكنيسة بغرض إقامة الكونكلاف. تغطية واسعة وتقام مساء الأربعاء جولة تصويت أولى لن تعرف نتيجتها على الأرجح قبل السابعة مساء بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ). ومن شأن هذه الدورة أن تسمح بجس النبض ومن غير المرجح أن يتم خلالها بلوغ غالبية الثلثين (أي 89 صوتا). ومن المفترض أن يتواصل التصويت الخميس مع جولتين صباحا وجولتين بعد الظهر. وستكون أنظار العالم موجهة إلى المدخنة المعدنية على سطح الكنيسة التي سيخرج منها بعد كل جولة تصويت، دخان يؤشر إلى النتيجة، إما أبيض في حال انتخاب بابا أو أسود في حال لم يتم ذلك. وهذا المجمع الانتخابي الذي يتابعه أكثر من خمسة آلاف صحافي ووصفته "لا ستامبا" الإيطالية بـ"يوم الدينونة" و"لا كروا" الفرنسية بـ"ساعة الحسم" يثير اهتماما يتخطى بحدوده الأوساط الدينية، كما يظهر من المراهنات الواسعة على اسم البابا الجديد التي بلغت ملايين اليوروهات والإقبال الكثيف على الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة فيلم عن الكونكلاف صدر في العام 2024. ووفق المتابعين فإن بين الكرادلة الأوفر حظا لتولي رئاسة الكنيسة الكاثوليكية، الإيطالي بييترو بارولين ومواطنه بييرباتيستا بيتسابالا والمالطي ماريو غريش والفلبيني لويس أنطونيو تاغلي ورئيس أساقفة مرسيليا الفرنسي جان-مارك أفلين. التطورات الجيوسياسية وعين البابا الأرجنتيني اليسوعي الذي أطلق ورشة إصلاحية كبيرة في المؤسسة الكنسية 81 % من الكرادلة المخوّلين التصويت، خصوصا من البلدان المهمّشة من الكنيسة أو البعيدة عن أوروبا. ونتيجة لذلك، يعد هذا المجمع البابوي الأكثر تمثيلا لدول العالم في تاريخ الفاتيكان مع 70 دولة تمثل القارات الخمس ومن أكثرها انفتاحا. وللمرّة الأولى تحظى 15 دولة بتمثيل فيه، بينها هايتي والرأس الأخضر وجنوب السودان. ولا شك في أن "بعض كنائس الجنوب تكنّ إزاء الغرب، ولا سيما الأوروبيين ما يشبه الضغينة السياسية أو معارضة ثقافية"، على ما قال فرانسوا مابيل مدير المرصد الجيوسياسي للشؤون الدينية في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية. وأشار إلى "شرخ شهدناه جليا طوال حبرية البابا فرنسيس" بين "من يعتبرون أنه لا بد من التذكير دوما بمبادئ العقيدة وهؤلاء الذين يدعون إلى احتضان الرعية ومواكبة" أبنائها. وخلال الأيّام الماضية، عقد الكرادلة 12 "جلسة عامة" بغرض التعارف وتشارك وجهات النظر بشأن التحديات التي تواجهها الكنيسة كي يرسموا الملامح العامة للبابا المقبل. غير أن التطوّرات الجيوسياسية قد تلقي بظلالها أيضا على هذه الانتخابات، في ظلّ تنامي النزعة الشعبوية وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتوسع الحرب في غزة. الكنيسة الكاثوليكية تكون على دراية تامة بالعلاقات الدولية"، على حدّ قول فرانسوا مابيل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store