
شاهد.. مقابر جماعية تتكشف بضاحية صالحة في أم درمان
الخرطوم- تركت الحرب التي دارت في العاصمة السودانية الخرطوم ونواحيها، آثارا كارثية في ضاحية الصالحة جنوبي أم درمان ، التي كانت تعتبر آخر معاقل قوات الدعم السريع.
وكشفت تقارير إعلامية وجود مقابر جماعية لقتلى مدنيين دفنوا بعد شهور من الاعتقال، ويقول الجيش السوداني إن مقبرة منها عثر عليها في ضاحية الصالحة.
وذكر الجيش في تعميم صحفي على صفحته الرسمية بالفيسبوك، أن المقابر الجماعية في صالحة كانت لمواطنين خطفتهم "مليشيا" الدعم السريع، التي احتجزت 648 مواطنا، توفي منهم 465 بالجوع والعطش وانعدام العلاج أثناء أسرهم، وأن بعض القتلى دفنوا في مقابر جماعية يحتوي الواحد منها على 27 جثة.
المدارس مقابر
ورصدت كاميرا الجزيرة نت اثنتين من تلك المقابر بضاحية صالحة، وتضم عشرات القبور، وتجاور إحداها "مركز شرطة الـ50″، وبها عشرات القبور، بعضهم دفن قبل أيام قليلة، حسب مصادر ميدانية.
وقالت مصادر للجزيرة نت إن المقابر قرب مركز الشرطة في صالحة تعود لمواطنين ماتوا جوعا وتعذيبا وعطشا، وإن "الدعم السريع دفنهم جماعيا، وحوى القبر الواحد أكثر من 3 أشخاص".
وبالقرب من المقابر ذاتها بضاحية صالحة، تقع مدرسة حولها الدعم السريع إلى سجن لآلاف المواطنين، عثر في داخلها على مقابر جماعية بها عشرات القبور.
إعلان
وذكر مصدر أمني للجزيرة نت، أن الدعم السريع تخلَّص -عبر القتل- من عدد من الأسرى، وخصص لهم مقابر جماعية داخل حرم المدرسة، وحوت أكثر من 200 قبر، وتحوَّلت المدرسة من مكان للتعلم إلى معتقل ثم مقبرة دفنت بها مئات المواطنين الأبرياء.
ورصدت الجزيرة نت أوضاع المعتقل الذي كان التعذيب عنوانه البارز، ولا تزال بقايا ملابس من دفنوا موجودة فيه، وبعض الأدوية والرسائل التي تعود للقتلى ملقاة على الأرض.
ويقول المصدر الأمني إن فصول الدراسة تحولت لزنازين، وضم الفصل الواحد أكثر من 100 أسير، عدد كبير منهم قضوا تحت التعذيب، وآخرون بوباء الكوليرا الذي انتشر داخل السجن، حيث قتل من قتل، ومن نجى من الموت يعاني اضطرابات جسدية ونفسية. وذكر المصدر أن الناجين نقلوا إلى مستشفى أم درمان الكبير لتلقي العلاج.
آثار ودمار
وتعد ضاحية الصالحة آخر معاقل الدعم السريع، وتوصف بأنها الأكثر معاناة حاليا، فالطريق إليها مفروش بمخلفات البارود والرصاص، بينما تمتد عشرات المركبات العسكرية المحترقة على طول الطريق، ومثلها الكثير من المحلات التجارية تحوَّلت إلى أكوام من الرماد بعد احتراقها بفعل الحرب.
كما توقفت أسواق صالحة عن العمل، ولا يسمع إلا صوت رصاص عناصر الجيش التي لا تزال تواصل الاحتفاء بالانتصار في معركة الأمتار الأخيرة.
ويعاني بعض المواطنين الذي فضلوا البقاء في صالحة في الحصول على الماء والدواء والغذاء، وتبحث عشرات الأسر عن قطرات ماء في مدينة تعاني من آثار الحرب وخرجت للتو من أزيز المدافع.
ولا تزال آثار الكوليرا -التي قتلت المئات في الشهرين الماضيين- ظاهرة على وجوه الناس، ويعود السبب لتلوث مياه الشرب، حسب إفادات نقلها ناجون من الموت بهذا الوباء، وقالوا للجزيرة نت إن تلوث المياه أدى لمقتل عدد من السكان خلال الفترة الماضية، وسط انعدام للدواء.
إعلان
وحسب مشاهد الجزيرة نت، تعاني ضاحية صالحة في العودة للحياة الطبيعية، بسبب طول فترة القتال والدمار الذي تعرضت له.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 17 دقائق
- الجزيرة
بينها الميناء وساحة الجندي.. مرافق حيوية بغزة تكتظ بخيام النازحين
تحوّل ميناء غزة البحري إلى مركز لإيواء آلاف العائلات النازحة، وسط انعدام مقومات الحياة الأساسية، من مأوى وغذاء وماء للشرب ورعاية صحية. وافترش النازحون ميناء غزة وساحة الجندي المجهول وعددا من المراكز الحيوية، ولوحظ وجود خيام لهم فوق أسطح مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا). وأظهرت صور أقمار صناعية اكتظاظ المواقع والمرافق الحيوية في مدينة غزة بخيام النازحين، الذين توافدوا بعشرات الآلاف من مختلف مناطق شمال قطاع غزة ، نتيجة توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك أوامر الإخلاء التي شملت مساحات واسعة من القطاع. وتُظهر الصور العالية الجودة، الملتقطة منذ استئناف الحرب على غزة في 18 مارس/آذار الماضي وحتى 22 مايو/أيار الجاري، اكتظاظ حي الرمال الشمالي والجنوبي بالنازحين، حيث غطّت الخيام معظم الشوارع والأراضي الفارغة والمدارس والمراكز المدنية. كما بينت الصور اضطرار عشرات آلاف النازحين إلى إقامة خيامهم في ميناء غزة وفي محيطه على شارع الرشيد الساحلي، بالإضافة إلى امتلاء منطقة الجندي المجهول ومبنى "مركز رشاد الشوا" المدمّر بالنازحين. ولاحظ تحليل أجرته وكالة سند للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، لصور الأقمار الصناعية أن عددا من العائلات في غزة اتخذت من أسطح مدارس الأونروا مأوى لها، حيث نصبت خيامها نتيجة الاكتظاظ غير المسبوق في المنطقة، وهو نمط لم يكن شائعا خلال أشهر الحرب الماضية. وشهدت منطقة حي اليرموك كثافة عالية من خيام النازحين، حيث لم تعد هناك أي مساحة متاحة، خاصة بعد امتلاء ملعب اليرموك ومحيطه بالخيام. ولم يقتصر توافد النازحين على مناطق شمال قطاع غزة التي تشهد عمليات عسكرية مثل بيت حانون وتل الزعتر وبيت لاهيا، بل شمل أيضا أحياء في مدينة غزة، لا سيما الأحياء الشرقية على غرار حيي التفاح والشجاعية. وأظهر تحليل أجرته "سند" أن 72% من مساحة قطاع غزة أصبحت مناطق خطرة، نتيجة الإنذارات المكثفة التي وجّهها الجيش الإسرائيلي للسكان في معظم مناطق القطاع منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي هجّر أكثر من 300 ألف فلسطيني من شمال غزة منذ بداية العملية العسكرية الحالية. ويعاني النازحون أوضاعا مأساوية تتمثل في نقص المساعدات والغذاء، مما زاد من حدة المجاعة في غزة ، إلى جانب معاناة يومية مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وافتقادهم للمقومات الأساسية للحياة، بالتزامن مع استمرار الحرب على غزة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
خطط عسكرية إسرائيلية لاحتلال 75% من قطاع غزة خلال شهرين
كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وجود خطط عسكرية إسرائيلية تهدف لاحتلال جزء كبير من قطاع غزة. ونقلت الإذاعة عن مصدر عسكري أن عملية " عربات جدعون" التي أطلقتها إسرائيل مطلع الشهر الجاري تستهدف احتلال حوالي 75% من قطاع غزة خلال شهرين، فيما يسيطر الجيش الإسرائيلي فعليا الآن على نحو 40% منه. وذكرت أنه تم إخلاء منطقة خان يونس بالكامل من السكان المدنيين حيث تم إجلاء نحو مئتي ألف شخص من المنطقة، فيما يتركز حوالي 750 ألف فلسطيني في منطقة المواصي. وذكر مراسل الجزيرة بأنه صدرت أوامر إخلاء في وسط القطاع لكل الأجزاء الشمالية والشرقية من مخيمي النصيرات والبريج، بينما تشهد جميع الأحياء الشرقية والجنوبية بمدينة غزة عمليات توغل، ويشهد شمال القطاع تهجيرا ممنهجا وتوغلا وسعيا إسرائيليا للإخلاء. المسعى الإسرائيلي الحثيث لإتمام السيطرة على القطاع رصده بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة الذي تحدث عن أن 77% من المساحة الجغرافية الكلية لقطاع غزة باتت تحت سيطرة الاحتلال. وبحسب المكتب، يسيطر جيش الاحتلال على مزيد من المناطق من خلال الاجتياح البري المباشر والتمركز داخل المناطق السكنية والمدنية، أو من خلال سيطرة نارية كثيفة تمنع المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى منازلهم ومناطقهم، أو عبر "سياسات الإخلاء القسري الجائر". وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
ما وراء الخبر.. ما الذي يقوله الهجوم الروسي الواسع على أوكرانيا؟
ناقشت حلقة برنامج 'ما وراء الخبر' بتاريخ (25 مايو/أيار 2025) هجمات موسكو الأخيرة على العاصمة الأوكرانية كييف ومقاطعات أخرى -والتي وصفت بالأعنف منذ بداية الحرب- وسياقها ودلالاتها.