logo
أخبار العالم : الجزائر تمنع الرحلات الجوية من مالي بعد إسقاط طائرة مسيرة

أخبار العالم : الجزائر تمنع الرحلات الجوية من مالي بعد إسقاط طائرة مسيرة

الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:55 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، AFP
التعليق على الصورة،
وصف وزير الأمن المالي، الجنرال داود علي محمدين، إطلاق النار على الطائرة المسيرة بأنه "نتيجة عمل عدائي مُدبَّر"
Article information Author, كريس إيوكور
Role, بي بي سي نيوز
قبل 2 ساعة
أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية من وإلى دولة مالي، مع تصاعد الخلاف بشأن طائرة مسيرة أُسقطت بالقرب من حدودهما المشتركة.
واتهمت مالي جارتها الشمالية، يوم الأحد الماضي، برعاية وتصدير الإرهاب بعد أن هاجمت الجزائر إحدى طائراتها المسيرة الأسبوع الماضي.
ورفض بيان شديد اللهجة، صادر عن وزارة الخارجية المالية، التفسير السابق للجزائر بأن طائرة المراقبة المسيرة انتهكت مجالها الجوي.
ووصف البيان إسقاط الطائرة المسيرة بأنه "عمل عدائي مُدبَّر". ووصفت الجزائر هذه المزاعم بأنها "تفتقر إلى الجدية (ولا تستحق) أي اهتمام أو ردّ".
وتقاتل القوات المسلحة المالية انفصاليين من الطوارق في الشمال. ويتمركز الانفصاليون في بلدة تينزاوتين، الواقعة على الحدود المالية الجزائرية.
وأثار إسقاط الطائرة المسيرة توترات دبلوماسية، حيث استدعت مالي، إلى جانب حليفتيها النيجر وبوركينا فاسو، سفراءها من الجزائر.
في العام الماضي، شكلت الدول الثلاث، التي تقودها أنظمة حكم عسكرية، تكتلاً إقليمياً، هو تحالف دول الساحل، المعروف اختصاراً باسم "إيه إي إس".
وفي بيانها المشترك الذي أدان الجزائر، قالت الدول الثلاث إن إسقاط الطائرة المسيرة "منع تحييد جماعة إرهابية كانت تخطط لأعمال إرهابية ضد التحالف".
كما استدعت مالي السفير الجزائري في باماكو على خلفية الحادث، معلنةً أنها ستقدم شكوى إلى "الهيئات الدولية". كما انسحبت من تجمّع أمني إقليمي يضم الجزائر.
وفي ردها يوم الاثنين، أعربت الجزائر عن "استيائها الشديد" من بيانَيْ مالي وتحالف دول الساحل. ووصفت مزاعم مالي بأنها محاولة لصرف الانتباه عن إخفاقاتها.
وأضافت أن هذا هو الانتهاك الثالث لمجالها الجوي في الأشهر الأخيرة.
وقالت وزارة الدفاع الجزائرية يوم الاثنين: "نظراً لانتهاكات مالي المتكررة لمجالنا الجوي، قررت الحكومة الجزائرية إغلاقه أمام حركة الملاحة الجوية القادمة من مالي أو المتجهة إليها، اعتباراً من اليوم".
ويوم الأربعاء الماضي، أقرّت الجزائر بإسقاطها "طائرة استطلاع مسلحة مسيرة" قرب بلدة تينزاوتين، قائلةً إنها "اخترقت مجالنا الجوي لمسافة كيلومترين".
لكن المجلس العسكري الحاكم في باماكو نفى أن تكون الطائرة المسيرة قد انتهكت المجال الجوي الجزائري. وقال إنه عُثر على حطام الطائرة على بُعد 9.5 كيلومترات داخل حدود مالي.
وفي مزيد من التفاصيل يوم الاثنين، قالت الجزائر إن الطائرة دخلت مجالها الجوي "ثم خرجت منه قبل أن تعود في مسار هجومي".
وتتهم مالي الجزائر مراراً بإيواء جماعات الطوارق المسلحة.
لعبت الجزائر، الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، دور الوسيط الرئيسي خلال أكثر من عقد من الصراع بين مالي والانفصاليين. وقد توترت العلاقة بينهما منذ عام ٢٠٢٠ بعد تولي الجيش السلطة في باماكو.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يقول روبيو إنه 'قد يكون هناك المزيد قريبًا' وسط جدل لإعادة توطين اللاجئين
يقول روبيو إنه 'قد يكون هناك المزيد قريبًا' وسط جدل لإعادة توطين اللاجئين

وكالة نيوز

timeمنذ 6 أيام

  • وكالة نيوز

يقول روبيو إنه 'قد يكون هناك المزيد قريبًا' وسط جدل لإعادة توطين اللاجئين

وزير الخارجية ماركو روبيو دافع عن سياسة جديدة مثيرة للجدل في إدارة ترامب تمنح وضع اللاجئين للبيضاء في جنوب إفريقيا بعد أيام من المجموعة الأولى الوصول إلى الولايات المتحدة ، يجب أن يقول الناس 'يحتفلون' بهذه الخطوة ، وليس انتقادها. 'لقد تم محاضرنا في كثير من الأحيان من قبل الناس في كل مكان حول كيفية حاجة الولايات المتحدة إلى الاستمرار في أن تكون منارة لأولئك الذين يتعرضون للاضطهاد في الخارج. حسنًا ، إليك مثال حيث نفعل ذلك ،' قال روبيو على 'مواجهة الأمة مع مارغريت برينان ' في الأسبوع الماضي ، وصل 59 شخصًا من مجتمع أفريكانر في جنوب إفريقيا – من جنوب إفريقيا البيض إلى حد كبير من المستوطنين الهولنديين – إلى الولايات المتحدة ، بعد الرئيس ترامب في وقت سابق من هذا العام موجه حكومته للسماح لجنوب إفريقيا من أصل أوروبي ، وأفريكانيين على وجه الخصوص ، بإعادة توطين من خلال برنامج اللاجئين الأمريكي. ادعى البيت الأبيض ، إلى جانب مواطن جنوب إفريقيا ، إيلون موسك ، أن جنوب إفريقيا البيض كان هدفًا للقمع من قبل حكومة البلاد ، مشيرًا إلى قانون يجادلون بأنه متحمس عنصري ويسمح للحكومة بالاستيلاء على الأراضي المملوكة ملكية خاصة في ظل ظروف معينة. حتى عام 1994 ، كانت جنوب إفريقيا تحت الحكم الأبيض الأقلية ، حيث تنفذ النظام الوحشي للفصل العنصري على الأغلبية السوداء في البلاد. وقع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا في فبراير / شباط يوجه حكومته لوقف المساعدات إلى جنوب إفريقيا ، وادعى أن الإبادة الجماعية جارية في البلاد ، قائلاً إن بعض المزارعين البيض قد قتلوا. وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك دليل على وجود إبادة جماعية ، قال روبيو 'أعتقد أن هناك أدلة ، بالتأكيد ، على أن الناس قد قُتلوا ، وأن الناس قد تمت إزالتهم بالقوة من ممتلكاتهم'. جنوب إفريقيا لا تطلق أرقام الجريمة حسب العرق. وفق بي بي سي نيوز ، تم قتل 12 شخصًا في هجمات زراعية من 6953 شخصًا قُتلوا في البلاد بين أكتوبر و 2024. من بين هؤلاء الـ 12 ، كان أحدهم مزارعًا ، بينما كان الآخرون من سكان المزرعة أو الموظفين. وأضاف روبيو أن 'هؤلاء هم أشخاص ، على أساس عرقهم ، يتمتعون بخصائصهم بعيدًا عنهم ، وحياتهم مهددة ، وفي بعض الحالات ، قتلوا' ، ' وحث على أن 'الانتقال إلى هنا من نصف عالم بعيدًا وترك وراءه الوطن الوحيد الذي عرفته على الإطلاق ، هذا ليس شيئًا يفعله الناس باستخفاف ،' بحجة أن 'هؤلاء الناس يفعلون ذلك لسبب ما'. وقال 'لذلك نحن نرحب بهم في الولايات المتحدة ، وأعتقد أنه قد يكون هناك المزيد قريبًا'. تأتي التعليقات كما تم تعيين رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا قم بزيارة البيت الأبيض هذا الأسبوع وسط التوترات مع إدارة ترامب ، حيث أنكرت حكومة جنوب إفريقيا بشدة مطالبات مصادرة الأراضي والتمييز العنصري.

تمثال ميلانيا ترامب في مسقط رأسها تختفي سلوفينيا ، بعد أن اشتعلت فيه النيران السابقة
تمثال ميلانيا ترامب في مسقط رأسها تختفي سلوفينيا ، بعد أن اشتعلت فيه النيران السابقة

وكالة نيوز

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة نيوز

تمثال ميلانيا ترامب في مسقط رأسها تختفي سلوفينيا ، بعد أن اشتعلت فيه النيران السابقة

تحقق الشرطة في سلوفينيا في اختفاء تمثال برونزي للسيدة الأولى لنا ميلانيا ترامب تم نشرها وحملت بعيدا عن مسقط رأسها. تم الكشف عن التمثال بحجم الحياة في عام 2020 خلال فترة ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى بالقرب من سيفنيكا في وسط سلوفينيا ، حيث ولد ميلانيجا كنافز في عام 1970. حل محل تمثال خشبي كان أشعل النار في وقت سابق من ذلك العام. قالت المتحدثة باسم الشرطة ألينكا درنيك رانجوس يوم الجمعة إن الشرطة أُبلغت بسرقة التمثال يوم الثلاثاء. وقالت إن الشرطة تعمل على تعقب المسؤولين. وفقًا لتقارير وسائل الإعلام السلوفينية ، تم نشر النسخة المتماثلة البرونزية في الكاحلين وإزالتها. تم إحراق التمثال الخشبي الأصلي في يوليو 2020. تم قطع الرقم الريفي من جذع شجرة ليندن ، ويظهر لها في ثوب أزرق شاحب مثل تلك التي ارتدتها في افتتاح السيد ترامب الرئاسي في عام 2017. التقى التمثال الأصلي بآراء مختلطة من قبل السكان المحليين ، حيث أخبر أحد المقيمين رويترز في عام 2019 أن ميلانيا التي تم تصويرها في النحت 'لا تبدو جميلة كما هي عادة ،' بينما أخبرت محلية أخرى بي بي سي نيوز أنها تشبه 'Smurfette'. تم نحته من جذع الأشجار من قبل فنان المناشير المحلي ales Zupevc ، ذكرت بي بي سي نيوز. التمثال البرونزي المتماثل الذي حل محله ليس له تشابه واضح مع السيدة الأولى.

الاتفاقيات الإبراهيمية: ماذا نعرف عنها، وما تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط؟
الاتفاقيات الإبراهيمية: ماذا نعرف عنها، وما تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط؟

أخبارك

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبارك

الاتفاقيات الإبراهيمية: ماذا نعرف عنها، وما تأثيرها في منطقة الشرق الأوسط؟

شهدت منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة تحولات سياسية ودبلوماسية بالغة الأهمية، كان أبرزها توقيع ما عُرف بـ "الاتفاقيات الإبراهيمية"، وهي اتفاقيات أُبرمت بين عدد من الدول العربية وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. لكن هذه الاتفاقيات أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والثقافية والدينية، ففي حين يراها البعض فرصة لتعزيز الاستقرار والتعاون الاقتصادي في المنطقة، يعتبرها آخرون تناقضاً للمواقف التاريخية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وتطبيعاً غير مشروط مع إسرائيل. ظل الصراع العربي الإسرائيلي، منذ عام 1948، أحد أبرز التحديات في منطقة الشرق الأوسط، متخذاً أشكالاً متعددة، كان من بينها حروب دامية ومفاوضات معقّدة ومبادرات دبلوماسية متعثّرة، لكن عام 2020 شكّل منعطفاً حاسماً في مسار هذه العلاقة، بعد أن أُعلن عن توقيع "الاتفاقيات الإبراهيمية" بين إسرائيل ودول عربية، في خطوة وُصفت بأنها تغيير جذري في خريطة التحالفات والمصالح الإقليمية. وعلى الرغم من أن بعض الدول العربية، مثل مصر (عام 1978) والأردن (عام 1994)، سبقت تلك الخطوة بتوقيع معاهدات سلام مع إسرائيل في سبعينيات وتسعينيات القرن الماضي، جاءت "الاتفاقيات الإبراهيمية" مختلفة من حيث أنها لم تُبرم نتيجة حرب مع إسرائيل، بل جاءت في إطار "تفاهمات سياسية" اتسمت بطابع استراتيجي. وسميت "الاتفاقيات الإبراهيمية"، التي تعرف أيضاً باتفاقيات إبراهيم (أو أبراهام)، بهذا الاسم نسبة إلى النبي إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، وهي تسمية اختيرت لتضفي طابعاً من الشراكة، على أساس ديني، بين إسرائيل والعرب، أو بمعنى آخر بين اليهود والمسلمين. نص إعلان "الاتفاقيات الإبراهيمية"، بحسب النص الوراد على موقع وزارة الخارجية الأمريكية ، على التزام الأطراف بالبنود التالية: يصف معهد الاتفاق ي ات الإبراهيمية للسلام ، ومقره واشنطن، التوقيع على الاتفاقيات بأنه "شكّل نقطة تحوّل جوهرية في طبيعة العلاقات بين إسرائيل ودول عربية"، مضيفاً أنه بفضل دعم ثابت من الحزبين في الولايات المتحدة، "شرعت أربع دول، خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أربعة أشهر بين أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول عام 2020، في بدء مسار دبلوماسي لتطبيع العلاقات الثنائية مع إسرائيل، اقتداء بمصر والأردن في اتخاذ تلك الخطوة البارزة". تابعوا التغطية الشاملة من بي بي سي نيوز عربي على واتساب. ويلفت المعهد إلى أن هذه الاتفاقيات "تمهّد الطريق لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وتفتح آفاقاً لمستقبل قائم على السلام والتسامح وتكافؤ الفرص في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره". كما يرى أنها تمثل "بداية فصل إقليمي جديد يتأسس على رؤية جماعية للرفاهية الاقتصادية، وأنه كلما توطدت العلاقات التجارية، تعززت متانة الروابط بين الشعوب والدول". وتُعد الاتفاقيات الإبراهيمية، بحسب تعريف المعهد، ركيزة لـ "عملية سلام حقيقية في الشرق الأوسط، لما تُبرزه من فوائد ملموسة للعلاقات الإنسانية، والتبادل التجاري، والتعاون المشترك. إنها مبادرة تغتنم فرصة تاريخية لإطلاق طاقات المنطقة الكامنة، وتعزيز أمن الولايات المتحدة، ومساعدة الشرق الأوسط على تجاوز عقودٍ من النزاعات نحو مرحلة جديدة من التعاون المتعدد الأطراف". ويرى المعهد أن الاتفاقيات الإبراهيمية تحمل فرصاً غير محدودة، قد تسهم في توفير ما يصل إلى أربعة ملايين فرصة عمل جديدة، وتحفيز نشاط اقتصادي يُقدّر بتريليون دولار خلال العقد المقبل. ومما لاشك فيه أن إبرام الاتفاقيات الإبراهيمية أخرج العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية إلى العلن، وأعاد رسم معالم الصراع العربي الإسرائيلي، وكان التوقيع على أولى تلك الاتفاقيات في 15 سبتمبر/أيلول عام 2020، بين الإمارات والبحرين من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، برعاية الولايات المتحدة مباشرة ودعم من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتلحق بهما السودان والمغرب بعد ذلك. وبحُجة وقف مخطط إسرائيل لضم مناطق من الضفة الغربية في يوليو/تموز 2020، خاضت الإمارات مفاوضات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وجاء الإعلان عن الاتفاق في أغسطس/آب، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز "إف-35" للإمارات. في ذات الوقت سارعت دولة خليجية أخرى إلى اللحاق بركب التطبيع، لا سيما الإعلان عن اتفاق آخر بين إسرائيل والبحرين، ولم تمض أيام حتى انضمّت البحرين إلى ممثلي الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة في حفل توقيع أُقيم في البيت الأبيض برعاية ترامب. واستطاعت الولايات المتحدة، خلال الأشهر التالية، التوصل إلى إبرام اتفاقيات أخرى مع المغرب والسودان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2020، جرى الإعلان المشترك بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، وأصبحت الولايات المتحدة أول دولة تعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وفي نفس الشهر رفعت الولايات المتحدة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وفي يناير/كانون الثاني عام 2021، وقّع السودان على إعلان "الاتفاقيات الإبراهيمية"، واستمرت المفاوضات بشأن اتفاق ثنائي بين إسرائيل والسودان سنوات بعدها. كما شهدت السنوات التي تلت الاتفاقيات، إبرام الأطراف الموقعة سلسلة من الاتفاقات التجارية، كان أبرزها اتفاقيات أُبرمت بين إسرائيل والإمارات، أثمرت عن حجم تجاري بينهما تجاوز نصف مليار دولار في السنة الأولى من تطبيع العلاقات. وعلى الرغم من تراجع نسبة التأييد العام للاتفاقيات الإبراهيمية في السنوات التالية، لاسيما في أعقاب الدمار الذي شهدته غزة بعد اندلاع حرب إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، الأمر الذي أدى إلى تراجع إقناع دول أخرى بالتوقيع عليها، ظلت الاتفاقيات الإبراهيمية قائمة في حد ذاتها. توجد أسباب استراتيجية أخرى وراء إبرام "الاتفاقيات الإبراهيمية" بين دول عربية وإسرائيل في هذا التوقيت، أبرزها أن هذه الاتفاقيات تسهم في دعم طموحات الإمارات، على سبيل المثال، وتساعدها في بناء نفسها كقوة عسكرية، إضافةً إلى كونها مركزاً للأعمال التجارية ووجهة سياحية مرموقة، بحسب جيرمي بوين، محرر بي بي سي لشؤون الشرق الأوسط. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد ساعدت من جانبها في إبرام الاتفاقيات من خلال تعهدها بتزويد الإمارات بأسلحة متقدمة كانت في السابق بعيدة عن متناولها، من بينها طائرات "إف-35" الشبحية، وطائرة الحرب الإلكترونية "إي إيه-18جي غراولر". في ذات الوقت تدعم إسرائيل والولايات المتحدة الجانبين الإمارتي والبحريني في شكوكهما تجاه إيران، إذ كانت طهران تدّعي حتى عام 1969 أن البحرين، على سبيل المثال، جزء لا يتجزأ من أراضيها، ويرى حكّام البحرين السنّة أن بعض الفئات من الأغلبية الشيعية القلقة في البلاد تمثل احتمالاً قائماً لوجود طابور خامس موالٍ لإيران. كما تسهم الاتفاقيات أيضاً في تخفيف عزلة إسرائيل الإقليمية، إذ يُعد تطبيع العلاقات مع دول عربية بمثابة إنجاز حقيقي، لاسيما وأن رئيس الوزراء اسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتبنى استراتيجية عُرفت منذ عشرينيات القرن الماضي باسم "الجدار الحديدي" بين إسرائيل والعرب، وهي استراتيجية تقوم على فكرة أن تفوّق إسرائيل العسكري "سيُجبر العرب في نهاية المطاف على الاعتراف بوجودها كأمر واقع لا مفر منه". وأيضاً تساعد الاتفاقيات في تعزيز التحالف في المنطقة ضد إيران، وهو ما يعد مكسباً آخر لإسرائيل، كما يُعلّق الإسرائيليون آمالاً كبيرة على "الاتفاقيات الإبراهيمية" في توطيد علاقاتهم المستقبلية مع دول الخليج البعيدة جغرافياً عن بؤرة الصراع في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة. ومما لاشك فيه أن "الاتفاقيات الإبراهيمية" تعد تحولاً بارزاً في تاريخ العلاقات العربية-الإسرائيلية، فتحت باباً أمام تحالفات غير تقليدية في المنطقة، تنطلق من اعتبارات المصالح الاقتصادية والأمنية، وتتجاوز إلى حدٍّ كبير الاعتبارات الأيديولوجية والتاريخية. وبينما يرى البعض "الاتفاقيات الإبراهيمية" فرصة للسلام والتنمية، كما هو معلن رسمياً، يظل مصيرها مرهوناً بمدى قدرتها على التأثير الحقيقي في حل القضايا العالقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تظل جوهر الصراع في الشرق الأوسط. 2025 بي بي سي. بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store