logo
تدمير «النووي» أم النظام؟

تدمير «النووي» أم النظام؟

الجمهوريةمنذ 7 ساعات

في مقابل هذه الإنتقادات اللاذعة للفشل الذي لاحق الوعود الخارجية لترامب، يضغط اللوبي اليهودي الأميركي في اتجاه دخول القوة الأميركية العسكرية على خط الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، لا بل والذهاب أبعد من ذلك وصولاً الى تقويض النظام الديني القائم واستبداله بآخر أكثر اعتدالاً. وحجة هؤلاء أنّ النظام القائم الآن هو خطر على المصالح الأميركية في المنطقة، وبمقدار الخطر نفسه على إسرائيل واستقرار المنطقة. إلّا أن ترامب وفريقه ما زالا على تمسكهما بعدم السعي لاستهداف التركيبة الدينية التي تمسك بمفاصل السلطة.
وكان واضحاً التنسيق بين ترامب ونتنياهو، والذي سبق بدء عملية «الأسد الصاعد» المستوحى من نص توراتي. لكن الرئيس الأميركي وبخلاف الإنطباع الغالب، فهو لم يمنح نتنياهو الدعم الكامل والمطلق. إذ إنّه ليس فقط لم يُشرك قواته في أي دعم أو إسناد، لكنه أيضاً لم يزود إسرائيل القنبلة الوحيدة القادرة على اختراق الأعماق ومعها القاذفة الجوية المتخصصة بحملها، على رغم من أنّه يعلم جيداً أنّ القنابل التي هي في حوزة الجيش الإسرائيلي والخارقة للتحصينات غير قادرة على بلوغ المستويات العميقة، وهذا ما يفسّر بوضوح حديث إسرائيل عن إلحاق أضرار بمنشأة نطنز والمنشآت الأخرى، وليس عن تدميرها، وهو ما يعني أنّ القصف طاول كل ما هو فوق الأرض أو الذي تحت الأرض مباشرة، لكنه لم يصل إلى العمق المطلوب. وقد يكون ترامب هدف لجعل الهجوم الإسرائيلي وفق المستوى المحدّد حافزاً لجعل إيران تعود إلى طاولة المفاوضات بسقف أكثر واقعية. ويأتي كلام وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا ليؤكّد هذا الإعتقاد، إذ إنّه يعتبر أنّ تدمير المنشآت النووية مسألة صعبة في ظل غياب القدرات العسكرية المطلوبة كالقنبلة الخارقة للأرض. أما القائد السابق للقيادة الوسطى «سنتكوم» الجنرال جوزف فوتل، فقال إنّه لا يعتقد أنّ العملية ستكون سريعة، بل إنّها ستمتد لبعض الوقت.
ووفق ما سبق، باتت الخشية أكبر بأن يضطر البيت الأبيض للإنزلاق في اتجاه الإنخراط المباشر في الحرب القائمة، أو تدحرج الأمور وفق الرغبة الإسرائيلية، والمقصود هنا «نسف» ركائز النظام القائم وفتح الطريق أمام تركيبة جديدة.
ووفق مجرى العمليات والتي نُسبت لـ«الموساد»، فلقد تبين بوضوح أنّ بعض معارضي النظام القائم، ولا سيما منهم ما يُعرفون بـ«مجاهدي خلق» شاركوا في عمليات سّرية داخل إيران وأمّنوا نجاح الضربة الأولى المباغتة. وعملت القاعدة التي يديرها «الموساد» في أذربيجان على التخطيط وتنسيق الخطوات مع مجموعات لـ«مجاهدي خلق» في العمق الإيراني، ولو أنّ بعض هذه العمليات حقق نجاحاً وبعضه الآخر فشل في تحقيق غايته. وكلما تقدّم الوقت كلما ارتفع مستوى الضربات لدى الجانبين، وهو ما يرفع من مستوى الضغوط على ترامب لدخول واشنطن عسكرياً على الخط.
وفي الواقع، لا يريد البيت الأبيض الذهاب في اتجاه تغيير النظام لأسباب عدة، أهمها أنّه يريد توظيف هذا النظام الديني بعد تطويعه، لمصلحة نزاعه مع الصين، ولو من خلال أطر متعددة. كذلك فهو يخشى حصول مواجهات داخلية قد تتسبب بفوضى واسعة، وستؤثر بكل الدول المحيطة بها بدءاً من الخليج ووصولاً الى آسيا الوسطى. فصحيح أنّ النظام هرم وأصبح يعاني من ابتعاد الشارع عنه، لكنه لا يزال يحظى بمساندة قوية وشرسة من شريحة لا تقل عن 20% كما أظهرت الإنتخابات الرئاسية الأخيرة. أضف إلى ذلك، أنّ المجتمع الإيراني لا يزال ينتمي إلى الثقافة الغربية، وهو متجذّر فيها على رغم من العقود الأربعة من حكم الثورة الدينية.
وثمة جانب آخر لا يجب إغفاله، وهو المتعلق بالعامل الروسي. ذلك أنّ موسكو تعتبر أنّ أي تبدّل في المشهد الإيراني سيصيب مصالحها الأمنية في المنطقة. ففي مطلع السنة الجارية وقّعت كل من موسكو وطهران إتفاقية الشراكة الإستراتيجية بعد مفاوضات طال أمدها، وقيل إنّ مردّ ذلك إلى تمهل الكرملين. ذلك أنّ من المعروف أنّ لكل من البلدين إيديولوجية حكم مختلفة، لا بل متناقضة، على رغم من وجود تقاطع في مصالح البلدين. لكن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد انتصار انتخابي كبير جعل الطرفين الحذرين يذهبان في خطى كبيرة لتوقيع الإتفاقية، وهو ما عكس عدم ثقتهما بسلوك ترامب. إلّا أنّ المعاهدة لم تلحظ بنداً صريحاً يتناول مبدأ الدفاع المشترك بين البلدين، وهو ما تحتاج اليه طهران بشدة. وتمّ استبداله ببند ملتبس يحظّر على الطرفين دعم أو مساعدة المعتدين ضدّ بعضهما البعض، وبالتالي عدم السماح باستخدام أراضيهما قواعد أو منطلقات لمثل هذه الأعمال.
صحيح أنّه توجد نقاط تقاطع عدة بين البلدين، لكن وفي الوقت نفسه هنالك شكوك كبيرة بينهما بسبب تضارب المصالح. تكفي الإشارة إلى ما كان أعلنه وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف عام 2015 عند توقيع الإتفاق النووي، من أنّ روسيا كانت عازمة على عرقلة الإتفاق، لكنها عدلت سلوكها في الأسابيع الأخيرة بعدما أصبح الإتفاق أمراً واقعاً.
ولكن وبعد انفجار النزاع مع الغرب بسبب حرب أوكرانيا، استعانت موسكو بالخبرة الإيرانية للتحايل على العقوبات والإنخراط في كواليس السوق السوداء لتصريف إنتاجها النفطي وإنقاذ اقتصادها. كما أنّها استعانت بالمسيّرات الإيرانية والصواريخ البالستية المنخفضة الكلفة للتعويض عن خسائرها في أوكرانيا. وبادلت موسكو طهران بنقل التكنولوجيا العسكرية المتطورة إليها، ومساعدتها في تطوير برنامجها النووي. لكن سقوط نظام الأسد في سوريا أدّى إلى شطب إحدى أهم نقاط التقاطع في المصالح الروسية والإيرانية. ويومها سادت البرودة وارتفع منسوب الشكوك بين العاصمتين، بعد همس إيراني عن تواطؤ روسيا في صفقة مشبوهة لها علاقة ببقاء روسيا في قاعدتي طرطوس وحميميم، في مقابل تململ روسي من تلكؤ إيراني من القتال إلى جانب النظام عبر المجموعات الموالية لها، بسبب انشغالها في تغيير الواقع الديمغرافي الداخلي للتركيبة السورية. وهو ما يؤشر إلى حال الشك الدائمة القائمة بين البلدين.
ومن هذه الزوايا المتناقضة يجب مقاربة الإهتمام الروسي الفائق بالتطورات الإيرانية. ذلك أنّ الكرملين الذي يعرف جيداً الهدف الفعلي الذي تسعى إليه إسرائيل من خلال ضرب النظام الإيراني، والذي يتمثل في أخذ المنطقة إلى فوضى تؤدي إلى تفتيتها، يُخشى من هذا المشروع، والذي سيعني نشر الفوضى في منطقة آسيا الوسطى أيضاً، ما سيؤدي إلى ضرب التوازنات القائمة. لكن موسكو لا تريد في الوقت عينه حصول تفاهم وتقارب من خلال نجاح المفاوضات بين طهران وواشنطن، لأنّ ذلك سيضعها خارجاً، وسيسمح بتدفق النفط الإيراني إلى الأسواق ما سيؤذي موسكو، كما أنّها لا تريد لإيران أن تمتلك أسلحة نووية، كون ذلك يسبب تهديداً أمنياً مباشراً لأراضيها. وقد يكون الوضع الأفضل لبوتين هو قيامه بوساطة لوقف النار بين إيران وإسرائيل، ما يسمح بدخوله شريكاً في المفاوضات الدائرة بين طهران وواشنطن.
لكن الحماوة ترتفع بسرعة في الحرب الجوية والصاروخية الدائرة، وهي تجاوزت عدداً من الخطوط الحمر، وسط اعتقاد البعض بأنّ نتنياهو يدفع بإيران إلى الأمام رغماً عنها، بهدف حشر ترامب وأخذه إلى خيار تغيير النظام القائم. إلّا أنّ ذلك لا يبدو سهلاً، ولو تحت ضغط اللوبي اليهودي القوي والفاعل لا بل والماكر. وتفضّل الإدارة الأميركية إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات ولكن بشروط مختلفة هذه المرّة وبسقف أكثر انخفاضاً لطهران. أما في حال تدحرج الأمور في اتجاهات دراماتيكية لتصبح خارجة عن السيطرة، فإنّ واشنطن قد تذهب إلى دعم خطوة «تصحيح» النظام من الداخل وليس نسف النظام القائم، وذلك عبر إيصال رموز دينية وحتى سياسية من داخل النظام الديني، ولكن من ذوي السلوك الواقعي والمعتدل. ويبقى هذا الإحتمال أضمن للجميع، كونه يجنّب انفجار الوضع داخل إيران وبالتالي نشر الفوضى في المنطقة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حتى بوتين راضٍ.. خيار واحد امام ايران: التراجع مقابل بقاء نظامها
حتى بوتين راضٍ.. خيار واحد امام ايران: التراجع مقابل بقاء نظامها

المركزية

timeمنذ ساعة واحدة

  • المركزية

حتى بوتين راضٍ.. خيار واحد امام ايران: التراجع مقابل بقاء نظامها

المركزية- كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، امس الأحد، في منشور على حسابه على منصة "تروث سوشيال" "ينبغي لإيران وإسرائيل أن تتوصلا إلى اتفاق، وسوف تتوصلا إلى اتفاق، تماماً كما تمكنت من إقناع الهند وباكستان بالتوصل إلى اتفاق، في هذه الحالة من خلال استخدام التجارة مع الولايات المتحدة لإضفاء العقلانية والتماسك والعقلانية على المحادثات مع زعيمين ممتازين تمكنا من اتخاذ قرار سريع والتوقف"! أضاف "بالإضافة إلى ذلك، خلال فترة ولايتي الأولى، كانت صربيا وكوسوفو تتصارعان بشدة، كما حدث لعقود عديدة، وكان هذا الصراع الطويل الأمد على وشك أن يتحول إلى حرب. لقد أوقفته (لقد أضر بايدن بالاتفاق على المدى الطويل ببعض القرارات الغبية للغاية، لكنني سأصلح الأمر مرة أخرى!)". وأشار إلى أن "هناك حالة أخرى تتعلق بمصر وإثيوبيا، وصراعهما على سد ضخم يؤثر على نهر النيل الرائع. هناك سلام، على الأقل في الوقت الراهن، بفضل تدخلي، وسيبقى كذلك! وبالمثل، سيكون لدينا السلام قريباً بين إسرائيل وإيران! تجري الآن العديد من المكالمات والاجتماعات. أفعل الكثير، ولا أحصل أبدًا على الفضل في أي شيء، لكن لا بأس، فالناس يفهمون ذلك. اجعل الشرق الأوسط عظيماً مرة أخرى"! ايضا، قال ترامب، امس إنه "منفتح" على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل. وصرح ترامب في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية بأن بوتين "مستعد، لقد اتصل وناقشنا الأمر مطولا". وأضاف "من الممكن أن ننخرط" في النزاع بين البلدين، لكن الولايات المتحدة "ليست منخرطة في الوقت الراهن". في السياق، قالت صحيفة "إسرائيل هيوم"، إن الرئيس بوتين نقل بعد محادثته الهاتفية مع ترامب تحذيرا إلى المرشد الإيراني علي خامنئي. وقال المصدر إن بوتين بادر إلى الاتصال بترامب، "بناء على طلب إيران". وأضاف أن "روسيا تشارك بكثافة في التحركات السياسية التي تخص الحرب بين إيران وإسرائيل". وأوضحت الصحيفة: "عُلم أنه عقب المحادثة بين بوتين وترامب، وجّه بوتين تحذيرا إلى خامنئي بأن نظامه في خطر". واضح اذا ان القوى الكبرى متفقة على ضرورة التوصل في نهاية المطاف الى تسوية للحرب في الشرق الاوسط، والواضح ايضا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان القوى الكبرى، على تبايناتها الدولية، اتفقت كلها على ان على ايران، لا إسرائيل، التراجع نوويا والتخلي عن التخصيب والذهاب نحو اتفاق سيكون المكسب الوحيد فيه لطهران، بقاء النظام، لا اكثر، اما اذا، لم ترتدع فان نظامها سيطير. التحذير الذي نقله بوتين الى المرشد خير دليل على ان ليس فقط واشنطن ستقبل بسقوط النظام، بل موسكو ايضا ستتخلى عنه. فهل سيبقى النظام يكابر ويهرب الى الامام على قاعدة علي وعلى اعدائي، ام سيقبل الخامنئي بتجرع سم اتفاق مذل له، يحرّم على ايران التخصيب والسلاحَ النووي، مقابل بقاء نظام الملالي؟

حتى بوتين راضٍ.. خيار واحد امام ايران: التراجع مقابل بقاء نظامها
حتى بوتين راضٍ.. خيار واحد امام ايران: التراجع مقابل بقاء نظامها

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

حتى بوتين راضٍ.. خيار واحد امام ايران: التراجع مقابل بقاء نظامها

كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، امس الأحد، في منشور على حسابه على منصة "تروث سوشيال" "ينبغي لإيران وإسرائيل أن تتوصلا إلى اتفاق، وسوف تتوصلا إلى اتفاق، تماماً كما تمكنت من إقناع الهند وباكستان بالتوصل إلى اتفاق، في هذه الحالة من خلال استخدام التجارة مع الولايات المتحدة لإضفاء العقلانية والتماسك والعقلانية على المحادثات مع زعيمين ممتازين تمكنا من اتخاذ قرار سريع والتوقف"! أضاف "بالإضافة إلى ذلك، خلال فترة ولايتي الأولى، كانت صربيا وكوسوفو تتصارعان بشدة، كما حدث لعقود عديدة، وكان هذا الصراع الطويل الأمد على وشك أن يتحول إلى حرب. لقد أوقفته (لقد أضر بايدن بالاتفاق على المدى الطويل ببعض القرارات الغبية للغاية، لكنني سأصلح الأمر مرة أخرى!)". وأشار إلى أن "هناك حالة أخرى تتعلق بمصر وإثيوبيا، وصراعهما على سد ضخم يؤثر على نهر النيل الرائع. هناك سلام، على الأقل في الوقت الراهن، بفضل تدخلي، وسيبقى كذلك! وبالمثل، سيكون لدينا السلام قريباً بين إسرائيل وإيران! تجري الآن العديد من المكالمات والاجتماعات. أفعل الكثير، ولا أحصل أبدًا على الفضل في أي شيء، لكن لا بأس، فالناس يفهمون ذلك. اجعل الشرق الأوسط عظيماً مرة أخرى"! ايضا، قال ترامب، امس إنه "منفتح" على أن يؤدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور وساطة في النزاع بين إيران وإسرائيل. وصرح ترامب في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية بأن بوتين "مستعد، لقد اتصل وناقشنا الأمر مطولا". وأضاف "من الممكن أن ننخرط" في النزاع بين البلدين، لكن الولايات المتحدة "ليست منخرطة في الوقت الراهن". في السياق، قالت صحيفة "إسرائيل هيوم"، إن الرئيس بوتين نقل بعد محادثته الهاتفية مع ترامب تحذيرا إلى المرشد الإيراني علي خامنئي. وقال المصدر إن بوتين بادر إلى الاتصال بترامب، "بناء على طلب إيران". وأضاف أن "روسيا تشارك بكثافة في التحركات السياسية التي تخص الحرب بين إيران وإسرائيل". وأوضحت الصحيفة: "عُلم أنه عقب المحادثة بين بوتين وترامب، وجّه بوتين تحذيرا إلى خامنئي بأن نظامه في خطر". واضح اذا ان القوى الكبرى متفقة على ضرورة التوصل في نهاية المطاف الى تسوية للحرب في الشرق الاوسط، والواضح ايضا، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، ان القوى الكبرى، على تبايناتها الدولية، اتفقت كلها على ان على ايران، لا إسرائيل، التراجع نوويا والتخلي عن التخصيب والذهاب نحو اتفاق سيكون المكسب الوحيد فيه لطهران، بقاء النظام، لا اكثر، اما اذا، لم ترتدع فان نظامها سيطير. التحذير الذي نقله بوتين الى المرشد خير دليل على ان ليس فقط واشنطن ستقبل بسقوط النظام، بل موسكو ايضا ستتخلى عنه. فهل سيبقى النظام يكابر ويهرب الى الامام على قاعدة علي وعلى اعدائي، ام سيقبل الخامنئي بتجرع سم اتفاق مذل له، يحرّم على ايران التخصيب والسلاحَ النووي، مقابل بقاء نظام الملالي؟ لورا يمين - المركزية انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

إستجواب أميركي لضابط سوري ببيروت:الأسد أَمَرَ بقتل أوستن تايس
إستجواب أميركي لضابط سوري ببيروت:الأسد أَمَرَ بقتل أوستن تايس

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

إستجواب أميركي لضابط سوري ببيروت:الأسد أَمَرَ بقتل أوستن تايس

كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) أجريا تحقيقاً سرياً في بيروت مع المستشار السابق لبشار الأسد اللواء بسام الحسن، قال فيه إن الصحافي أوستن تايس قُتل في العام 2013 بأمر من الأسد. الحسن، وهو أحد أبرز المقربين من بشار الأسد، والمستشار السابق له في الشؤون الاستراتيجية، خضع لتحقيق أمني أميركي على مدار عدة أيام في بيروت، بحضور مسؤولين أمنيين لبنانيين، في مطلع نيسان/أبريل الماضي، حسبما أفادت الصحيفة الأميركية، وأدلى برواية لم تؤكدها الولايات المتحدة بعد، لكنها تمثل المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول رفيع في نظام الأسد إلى مسؤولين أميركيين بشأن مصير تايس. وكانت الحكومة الأميركية فرضت على بسام الحسن، العام 2014، عقوبات بسبب صلته ببرنامج الأسلحة الكيماوية السوري، وفرّ إلى إيران قبيل سقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر، حسبما أفاد مسؤولون أميركيون. وأضافوا أنه سافر في ربيع العام الجاري إلى بيروت، حيث يقيم بعض أقاربه. تحقق من الإدعاءات وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحكومة الأميركية تتحقق من الادعاءات التي قدمها بسام الحسن، وفقاً لمسؤولين أميركيين وأشخاص آخرين مطلعين على الأمر، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظراً لحساسية القضية. ورفض مكتب التحقيقات الفيدرالي التعليق على الموضوع، مشيراً إلى أن التحقيق ما زال جارياً، لكنه أكد أنه "مصمم بشدة على تحديد مكان الرهائن أو رفاتهم وإعادتهم إلى عائلاتهم". كما امتنعت وكالة الاستخبارات المركزية عن التعليق. الأسد أمر بقتله وأبلغ الحسن مكتب التحقيقات الفيدرالي، أن الأسد أمره بقتل أوستن تايس، وأنه حاول من دون جدوى إقناع الأسد بالعدول عن الأمر، بحسب مسؤولين أميركيين وشخص آخر مطلع على القضية. وذكر الحسن أنه أمر أحد مرؤوسيه بتنفيذ عملية القتل، وأن ذلك وقع في العام 2013، وفقاً لما أفاد به المسؤولون والمطلعون على القضية. وأضافوا أن الأمر جاء بعد ما تمكن تايس لفترة وجيزة من الهروب من زنزانته. ولفتت الصحيفة إلى أنّه في السنوات الأخيرة، استعاد مسؤولون أميركيون مذكرة تم تعميمها على الأجهزة الأمنية السورية تطلب منهم البحث عن أوستن تايس، مشيرة إلى أنها صدرت في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2012، وهو تاريخ لم يُكشف عنه علنًا من قبل، مما يشير إلى أنه كان قد فرّ من الأسر في تلك الفترة، حسب ما أفاد به المسؤولون. واعتُبرت هذه المذكرة دليلاً على أن نظام الأسد كان يحتجزه، رغم نفيه الرسمي لذلك. وتابع الحسن أنه نصح الأسد بأن تايس، الذي كانت قضيته محل اهتمام من البيت الأبيض، يمكن استخدامه كورقة ضغط مع الولايات المتحدة، وأنه أكثر فائدة حياً من ميت. لكن شخصاً آخر مطّلعاً على القضية، شكّك في أن يكون الحسن حاول فعلاً معارضة القرار. وأضاف هذا الشخص أنه من الأرجح أن الحسن كان يحاول "التنصل من مسؤوليته"، لكنه أشار إلى أن الجزء المتعلق بأن الأسد أصدر أمرًا بقتل تايس يبدو "ذا مصداقية". تعاون رسمي سوري وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة السورية الجديدة تعاونت مع الجهود الأميركية وجهود عائلة تايس للعثور عليه، بعد سقوط النظام المخلوع. وقدم الحسن لمحققي مكتب التحقيقات الفيدرالي أوصافًا للموقع الذي يمكن العثور فيه على رفات أوستن تايس. وعلى الرغم من أن تلك الأوصاف تغيّرت بعض الشيء، إلا أنها تظل دائمًا ضمن منطقة دمشق، بحسب أحد المسؤولين. ويحاول مكتب التحقيقات الفيدرالي الوصول إلى تلك المواقع من أجل البحث عن الرفات. وقال مصدر مطلع على القضية: "لا يوجد، على الأقل في الوقت الحالي، ما يؤكد صحة ما يقوله الحسن"، لكنه أضاف: "ومن ناحية أخرى، وبالنظر إلى موقعه في النظام، من الصعب فهم سبب رغبته في الكذب بشأن أمر كهذا". وتأتي هذه التطورات بعد سنوات من الغموض الذي أحاط بقضية اختفاء الصحافي أوستن تايس، الذي تم اختطافه في آب/أغسطس 2012 أثناء تغطيته الإعلامية في ريف دمشق، ولم يُكشف عن مصيره رسمياً منذ ذلك الحين. وتُعد شهادة الحسن أول مؤشر موثق على تورط مباشر من رأس النظام السابق في تصفية الصحافي الأميركي، ما قد يفتح الباب أمام تحركات قضائية دولية جديدة، ويُحرج الدول التي ما زالت تسعى لإعادة تطبيع علاقاتها مع طهران أو بقايا النظام السابق. شبهات حول تورط الحسن وأكد مسؤول سوري سابق آخر في مقابلة مع "واشنطن بوست"، أن الحسن كان يحتجز أوستن تايس. وبعد اختطاف تايس في آب/أغسطس 2012، احتُجز في البداية في سجن مؤقت داخل كراج سيارات يقع على بعد شارع واحد من مكتب الحسن في جنوبي دمشق، حسبما قال صفوان بهلول، الذي وصف نفسه بأنه جنرال برتبة ثلاث نجوم في جهاز الاستخبارات الخارجية السورية. ولم يكن المسؤولون الأميركيون على علم بوجود بهلول حتى ظهوره في مقابلة نُشرت أخيراً في مجلة "الإيكونوميست"، ولم يتمكنوا من التحقق من روايته، حسب مسؤول أميركي. وقال بهلول، الذي يتحدث الإنكليزية بطلاقة ويعيش في بريطانيا، إن الحسن كلّفه باستجواب تايس وسلّمه هاتفه الآيفون. وأوضح أن مهمته كانت التحقق مما إذا كان تايس "مجرد صحافي" أم "جاسوس أميركي". وأضاف أن تايس أصر على أنه جندي سابق في مشاة البحرية الأميركية يعمل كصحافي مستقل. وأشار بهلول إلى أن تايس كان يُعامل بشكل جيد لكنه كان مقيّد اليدين، وهو ما طلب بهلول إزالته خلال جلسات الاستجواب التي استمرت ثلاثة أيام. وأضاف أن جلسات التحقيق لم تخلُ من لحظات خفيفة، حيث دارت بينهما أحاديث عفوية عن نجم موسيقى الكانتري جوني كاش. وقال بهلول أيضًا إن الحسن هو من رتّب تصوير الفيديو الذي نُشر في "يوتيوب" في كانون الأول/سبتمبر 2012. وخلص مسؤولو الاستخبارات الأميركية منذ البداية إلى أن المقطع كان مُفبركًا من قبل عناصر النظام، لإيهام العالم بأن تايس محتجز لدى جماعات متشددة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store