
إعادة تشغيل مطار صنعاء الدولي بمعايير "حوثية"
عقب 10 أيام من تعرضه للدمار الكلي على يد الآلة الحربية للجيش الإسرائيلي، أعلنت جماعة الحوثي أمس السبت تشغيل مطار صنعاء الدولي مما أثار موجة اتهامات واسعة بتعريضها المسافرين للخطر، كونها لم تراع معايير السلامة في ترميم المطار ومدرجه الذي انتشلت من باطنه صواريخ ضخمة لم ينفجر بعضها.
وتتلخص جملة الاتهامات في مسارعة الجماعة التي تتخذ من العاصمة صنعاء مقراً لها، إلى تشغيل المطار المدمر في أيام قليلة من دون إتمام عمليات الإنشاء والبناء والتزام توفير جميع شروط ومعايير السلامة والحماية المتبعة دولياً في الطيران المدني، في مسعى حوثي إلى إظهار نوع من التحدي أمام اليمنيين والمجتمع الدولي.
واستدل المنتقدون بما أثاره مقطع فيديو وصف بـ"المرعب" أظهر عملية هبوط طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية على مدرج المطار بعدما أثارت وراءها موجة كثيفة من الغبار حتى بدا وكأنها عملية "هبوط اضطراري" على مدرج ترابي، قوبل بتحذيرات واسعة من أن إعادة تشغيل المطار بهذه الطريقة السريعة "مغامرة بأرواح المسافرين".
وللمرة الأولى منذ القصف الإسرائيلي الذي طاول المطار وألحق به تدميراً كاملاً حطت أولى رحلات الخطوط الجوية اليمنية بطائرة من طراز "إيرباص" قادمة من مطار الملكة علياء الدولي في الأردن، وعلى متنها 138 مسافراً وغادرت وعلى متنها نحو 144 مسافراً باتجاه المطار ذاته.
هبوط الطائرة اليمنية في مطار صنعاء كان أقرب لهبوط اضطراري في صحراء !
مدرج شبه ميت، غبار كثيف، وترميم استغرق أسبوعين لحفرة صغيرة ويحسبوه انجاز !
هل هذا مطار دولي أم فخ جوي ؟!
وفي أي لحظة قد يُستهدف من جديد ، والمليشيات الحوثيرانية تتاجر بأرواح المدنيين كالعادة ليحسب لهم انجاز !… pic.twitter.com/mWKwNVJgxq — محمد عبدالله الكميم (@alkumaim_m) May 17, 2025
وقال مصدر رسمي في الخطوط الجوية اليمنية إن مطار صنعاء غير صالح للعمل، مؤكداً أن الحوثيين لم يجهزوه على نحو كافٍ، وكل ما فعلوه هو تغطية للدمار وردم الحفر التي خلفها القصف فقط وهذا ليس كل شيء، وفق معايير السلامة الجوية.
استعراض دعائي
وأوضح المصدر، الذي طلب إخفاء هويته، أن مشهد الغبار الذي أثاره هبوط الطائرة التابعة للشركة يثبت عدم اكتمال نظافة المدرج وما حوله بالشكل الفني الكافي، كذلك فإن نوعية الأسفلت التي استخدمتها الجماعة في ردم المدرج من مواد غير موافقة للمعايير الدولية المتبعة وهو ما قد يؤثر في سلامة عجلات الطائرات وعمرها الافتراضي.
ومثلما أثير غبار المدرج، أثيرت في المقابل موجة من التساؤلات حول مدى صلاحية المطار الفنية والتقنية وجاهزيته التشغيلية بشكل آمن يثبت حديث السلطات الحوثية التي ما انفكت تشيد "بسرعة التشغيل" و"جاهزيته الكاملة لاستقبال جميع الرحلات"، معتبرة ذلك "نصراً" جديداً يحسب لسلطاتها.
إلا أن الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً حذرت من خطورة توالي الرحلات عبر مطار صنعاء، وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني إن "ما أعلنته الجماعة الإرهابية التابعة لإيران عن مطار صنعاء لا يتجاوز كونه استعراضاً دعائياً يعكس حال الإنكار التي تعيشها الميليشيات أمام حجم الخراب الذي تسببت فيه جراء سياساتها ومغامراتها ومحاولاتها تضليل الرأي العام وتحويل مأساة تدمير المطار إلى (نصر)".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السادس من مايو (أيار) الجاري تعرض المطار لسلسلة غارات جوية شنها الجيش الإسرائيلي أخرجته من الخدمة بشكل تام، إضافة إلى مواقع واسعة في العاصمة اليمنية التي تسيطر عليها الجماعة المدعومة من النظام الإيراني.
ولمعرفة المزيد عن مسؤوليات التشغيل للناقل اليمني الوحيد في ظل المخاطر والشكوك في عدم جاهزية المطار حاولنا التواصل بوكيل وزارة النقل اليمنية لشؤون النقل الجوي في الحكومة الشرعية علي محمد متعافي إلا أنه اعتذر عن التعليق.
طريق ريفي
وتعليقاً على سرعة تجهيز المطار المدمر كلياً خلال أيام، قال الإرياني إن ما جرى لا يتجاوز "رصف طبقة أسفلت بدائية تفتقر إلى أبسط المعايير"، لافتاً إلى أن الغبار الكثيف الذي تطاير لحظة هبوط الطائرة يعكس رداءة العمل ويجعل المدرج أشبه بـ"طريق ريفي"، معتبراً ما جرى لم يكن إلا "محاولة لتجميل الكارثة وتضليل المواطنين بإنجازات وهمية".
وحذر من أن "الأخطر من ذلك أن الميليشيات تدفع نحو تشغيل المطار في ظل غياب أبسط مقومات السلامة، معرضة أرواح المدنيين والطائرة المدنية الوحيدة المتبقية في المطار لأضرار جسيمة، نتيجة الهبوط والإقلاع على مدرج متهالك لا تتوفر فيه المعايير الدولية وهو ما يكشف مدى استخفاف الميليشيات بالأرواح والممتلكات".
في المقابل، سعت جماعة الحوثي إلى تسويق الحدث باعتباره "نجاحاً فنياً"، إذ قال خالد الشايف المعيَّن من قبل الحوثيين مديراً للمطار، إن "الإجراءات تسير وفق المعايير والاشتراطات الدولية".
نافذة للتهريب
وصرح نائب وزير النقل، رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في الحكومة الحوثية التي تسيطر على صنعاء يحيى السياني، لقناة "المسيرة" الحوثية قائلاً "نستأنف اليوم الرحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي بعد إعادة جاهزيته وتشغيله، وقد تمت اليوم رحلتا وصول ومغادرة، ولدينا في الأيام المقبلة جدول رحلات بمعدل أربع رحلات يومياً".
يرجع الوزير الإرياني حرص الحوثيين على إعادة تشغيل المطار بهذه السرعة "لاستخدامه نافذة لتهريب الأموال والقيادات والمتخصصين الإيرانيين و'حزب الله' عبر جوازات يمنية مزورة".
وقال إن الجماعة "لو كانت جادة في خدمة الناس لوجهت إمكاناتها لإعادة تأهيل المستشفيات وصيانة الطرق ودفع الرواتب، لكنها تفضل إنفاق المال على الدعاية والبروباغندا".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ 2 ساعات
- الأمناء
«ديفانس لاين»: الحوثيون يتحولون إلى تقنيات اتصالات صينية وروسية خشية الاختراق
كشفت منصة «ديفانس لاين» المتخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية عن اتجاه مليشيا الحوثي في اليمن إلى استيراد أنظمة اتصالات ومعدات تجسس من الصين وروسيا، بدلاً من الاعتماد الحصري على التكنولوجيا الإيرانية، في مسعى لتعزيز حصانة بنيتها التحتية ضد الاختراقات والعمليات التجسسية. وقالت المنصة إن هذا التحول جاء بعد تصاعد مخاوف الجماعة من عمليات اختراق شبيهة بتلك التي طالت «حزب الله» في لبنان، لافتةً إلى أن الحوثيين يعملون على «توطين» الأنظمة الجديدة وتقليص الارتباط المباشر بالحرس الثوري وفيلق القدس، خصوصاً مع تزايد هجماتهم البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، واستهدافهم إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وبحسب وثيقة حصلت عليها «ديفانس لاين»، استوردت الجماعة أجهزة تجسس صينية لصالح أجهزتها الأمنية بإشراف قيادات مالية وأمنية مرتبطة مباشرة بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي. وتشمل الشحنات هوائيات اتصالات مشفرة ومحطات رادار صغيرة ومعدات اعتراض إلكتروني. ويأتي هذا التوجه في ظل تراجع قدرة طهران على إسناد أذرعها الإقليمية، ما دفع الحوثيين إلى تنويع مصادر الدعم التقني عبر مطار صنعاء وموانئ الحديدة، إضافة إلى عمليات تهريب بحرية وبرية. وخلال العامين الماضيين، نفّذت الجماعة تحديثات واسعة لشبكاتها العسكرية والأمنية التي تشكّل العمود الفقري لقيادتها الميدانية. وتعاني هذه البنية من أضرار كبيرة نتيجة الضربات الجوية الأميركية الأخيرة، وهو ما انعكس على قدرة الجماعة على التنسيق والقيادة. وتخضع جهود إعادة البناء حالياً لمراقبة استخباراتية مشددة من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وسط تقارير ترجّح تصعيد العمليات التي تستهدف قيادات الحوثي خلال الفترة المقبلة.


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
«ديفانس لاين»: الحوثيون يتحولون إلى تقنيات اتصالات صينية وروسية خشية الاختراق
كشفت منصة «ديفانس لاين» المتخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية عن اتجاه مليشيا الحوثي في اليمن إلى استيراد أنظمة اتصالات ومعدات تجسس من الصين وروسيا، بدلاً من الاعتماد الحصري على التكنولوجيا الإيرانية، في مسعى لتعزيز حصانة بنيتها التحتية ضد الاختراقات والعمليات التجسسية. وقالت المنصة إن هذا التحول جاء بعد تصاعد مخاوف الجماعة من عمليات اختراق شبيهة بتلك التي طالت «حزب الله» في لبنان، لافتةً إلى أن الحوثيين يعملون على «توطين» الأنظمة الجديدة وتقليص الارتباط المباشر بالحرس الثوري وفيلق القدس، خصوصاً مع تزايد هجماتهم البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، واستهدافهم إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة. وبحسب وثيقة حصلت عليها «ديفانس لاين»، استوردت الجماعة أجهزة تجسس صينية لصالح أجهزتها الأمنية بإشراف قيادات مالية وأمنية مرتبطة مباشرة بزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي. وتشمل الشحنات هوائيات اتصالات مشفرة ومحطات رادار صغيرة ومعدات اعتراض إلكتروني. ويأتي هذا التوجه في ظل تراجع قدرة طهران على إسناد أذرعها الإقليمية، ما دفع الحوثيين إلى تنويع مصادر الدعم التقني عبر مطار صنعاء وموانئ الحديدة، إضافة إلى عمليات تهريب بحرية وبرية. وخلال العامين الماضيين، نفّذت الجماعة تحديثات واسعة لشبكاتها العسكرية والأمنية التي تشكّل العمود الفقري لقيادتها الميدانية. وتعاني هذه البنية من أضرار كبيرة نتيجة الضربات الجوية الأميركية الأخيرة، وهو ما انعكس على قدرة الجماعة على التنسيق والقيادة. وتخضع جهود إعادة البناء حالياً لمراقبة استخباراتية مشددة من الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، وسط تقارير ترجّح تصعيد العمليات التي تستهدف قيادات الحوثي خلال الفترة المقبلة.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
الهند توقف 11 شخصا يشتبه في تجسسهم لصالح باكستان
أوقفت السلطات الهندية 11 شخصاً يشتبه في تجسسهم لصالح باكستان، عقب مواجهة عسكرية كانت الأخطر بين البلدين منذ عقود، بحسب تقارير صحافية. وقتل 60 شخصاً في الأقل من الجانبين عقب المواجهات التي وقعت بينهما في مايو (أيار) الجاري، وأثارت مخاوف من حرب واسعة بين الجارتين النوويتين، وأتت المواجهات على خلفية هجوم استهدف سياحاً في الشطر الهندي من كشمير في الـ22 من أبريل (نيسان) الماضي، اتهمت نيودلهي باكستان بدعم المجموعة التي حملتها مسؤوليته، وهو ما نفته إسلام آباد. وأوردت صحيفة "إنديا تايمز" أن إجمالي الموقوفين بلغ 11، مشيرة إلى أنهم "استدرجوا إلى شبكة التجسس عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحوافز المالية والوعود الكاذبة وتطبيقات المراسلة والزيارات الشخصية إلى باكستان". وأفادت قناة "أن دي تي في" الهندية أمس الإثنين بتوقيف تسعة أشخاص، يشتبه في أنهم "جواسيس" في ولايات هريانا والبنجاب وأوتر براديش بشمال البلاد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأفاد المدير العام لشرطة البنجاب غوراف ياداف أمس بتوقيف شخصين يشتبه "في ضلوعهما بتسريب معلومات عسكرية حساسة"، مشيراً إلى تلقي "معطيات استخبارية موثوقة" بأنهما متورطان في نقل "تفاصيل مصنفة سرية" مرتبطة بالضربات التي شنتها الهند ضد باكستان ليل السادس والسابع من مايو. وأوضح أن التحقيق الأولي كشف عن أن هذين الموقوفين كانا "على تواصل مباشر" مع عناصر في وكالة الاستخبارات الباكستانية، ونقلا "معلومات حساسة متعلقة بالقوات المسلحة الهندية". وكانت الشرطة الهندية اعتقلت الأسبوع الماضي امرأة على خلفية شبه مماثلة، وتقول الشرطة إن الموقوفة، وهي مدونة تعنى بالسياحة والسفر، زارت باكستان مرتين في الأقل، وكانت على تواصل مع مسؤول في سفارة إسلام آباد، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية. وشملت قائمة الموقوفين طالباً وحارساً أمنياً ورجل أعمال. وبعد أربعة أيام من مواجهات هي الأسوأ منذ عام 1999 استخدمت خلالها الصواريخ والطائرات المسيرة والمدفعية، وافقت الهند وباكستان على اتفاق لوقف إطلاق النار.