
كيف أسقطت أوكرانيا روسيا في 'شبكة العنكبوت'؟
العملية التي حملت الاسم الرمزي 'شبكة العنكبوت'، استهدفت طائرات استراتيجية قادرة على حمل رؤوس نووية، وألحقت أضرارًا مباشرة بأسطول الطيران الروسي طويل المدى.
هجوم متعدد الجبهات
وقد أكدت وزارة الدفاع الروسية وقوع الهجمات في مناطق: مورمانسك، وإيركوتسك، وإيفانوفو، وريازان، وأمور، مشيرةً إلى تضرر طائرات فقط في مورمانسك وإيركوتسك، بينما تم التصدي للهجمات في المناطق الأخرى. إلا أن صورًا نشرتها لاحقًا أجهزة الأمن الأوكرانية (SBU) أظهرت رئيس الجهاز، فاسيل ماليوك، وهو يراجع خرائط أقمار صناعية لمدرجات المطارات العسكرية الروسية، ما عزّز التأكيد على دقة العملية واتساع نطاقها.
ونقلت 'بي بي سي' عن تقارير أفادت بانفجارات سُمعت في مناطق متباعدة، من أقصى شمال روسيا فوق الدائرة القطبية إلى أقصى الشرق في إقليم آمور، ما دلّ على تنسيق دقيق وزمني محكم.
شحنات مموّهة
وأوضح ماليوك أن الطائرات المسيّرة نُقلت إلى داخل الأراضي الروسية داخل أكواخ خشبية وُضعت على متن شاحنات، تم تعديل أسطحها لتكون قابلة للفتح عن بُعد. وعند وصولها إلى مناطق قريبة من المطارات المستهدفة، تم تشغيل هذه الطائرات من داخل الشاحنات دون معرفة السائقين بطبيعة الحمولة.
ونُشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت لحظة انطلاق الطائرات من داخل إحدى الشاحنات، فيما نقلت وسائل إعلام روسية عن أحد السائقين قوله إنه حاول رشق الطائرات بالحجارة لمنعها من الإقلاع، بعد أن فوجئ بخروجها من مؤخرة الشاحنة.
قناة 'بازا' الروسية ذات الصلة بالأجهزة الأمنية ذكرت أن السائقين تلقوا تعليماتهم من رجال أعمال طلبوا نقل 'أكواخ خشبية' إلى مناطق متعددة، ثم اتصلوا لاحقًا لتحديد مواقع التوقف.
أكثر من 100 طائرة مسيّرة
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في منشور احتفالي، إن العملية استغرقت عامًا ونصف من التحضير، وإن 117 طائرة مسيّرة شاركت في الهجوم، مشيرًا إلى أن كل طائرة كان لها 'طيار خاص بها' – ما يرجح أن التحكم تم عبر الإنترنت أو الأقمار الاصطناعية لتجاوز التشويش الروسي.
ووصف خبير الطائرات المسيّرة البريطاني، الدكتور ستيف رايت، العملية بأنها 'استثنائية'، موضحًا أن الطائرات المستخدمة كانت نماذج رباعية المراوح (quadcopter) تحمل ذخائر ثقيلة نسبيًا، واستُخدمت بمرونة للتحليق لمسافات قصيرة بعد إدخالها إلى روسيا سرًا.
أهداف نوعية وخسائر استراتيجية
العملية استهدفت قاذفات بعيدة المدى من طرازات 'توبوليف 95″، و'توبوليف 160″، و'توبوليف 22″، وهي طائرات قادرة على حمل صواريخ كروز من طراز 'Kh-101' ذات رؤوس حربية تزن 400 كغ، والتي استُخدمت مؤخرًا في هجمات على مدن أوكرانية.
وأكدت زيلينسكي أن 'روسيا تكبّدت خسائر ملموسة'، موضحًا أن 41 طائرة استراتيجية استُهدفت و'ما لا يقل عن 13 منها دُمّرت'.
وأظهرت صور أقمار صناعية نشرتها شركة Capella Space الأميركية دمارًا جزئيًا وكليًا لأربع طائرات على الأقل في قاعدة 'بيلايا' الجوية بإيركوتسك، فيما أكدت مقاطع فيديو متداولة تضرر طائرات في قاعدة 'أولينيجورسك' بمورمانسك.
الطائرات التجسسية من طراز A-50 كانت أيضًا ضمن الأهداف، وهي طائرات بالغة الأهمية في جمع الإشارات والرصد الجوي. وتُعد خسارتها كبيرة نظرًا لأن أوكرانيا تعتقد أن روسيا لا تملك سوى 8 وحدات منها.
وشدد رئيس جهاز الأمن الأوكراني على أن 'الأهداف كانت شرعية'، كونها تُستخدم في تنفيذ غارات على المدن الأوكرانية.
صمت روسي واحتفاء أوكراني
ورغم ضخامة العملية، التزمت وسائل الإعلام الروسية الرسمية الصمت تقريبًا. واقتصرت التغطية على تصريحات إدارية محلية، ولم تُبث تفاصيل في نشرات الأحد المسائية أو صباح الاثنين.
وفي المقابل، شهدت وسائل التواصل الأوكرانية موجة احتفاء بالعملية، واصفين إياها بـ'العمل الجبّار'، بينما قال زيلينسكي إن تفاصيل العملية 'ستُدرّس لاحقًا في كتب التاريخ'.
ووفق تقديرات أوكرانية، بلغت الخسائر الروسية من عملية 'شبكة العنكبوت' حوالي 7 مليارات دولار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 16 ساعات
- الشرق الأوسط
ترمب واصفاً القادة الأوروبيين: إنهم «أشخاصٌ رائعون»
أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم (الأربعاء)، بقادة الدول الأوروبية واصفا إياهم بأنهم «أشخاص رائعون» قبيل محادثات برلين بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. ومن المقرر أن يشارك ترمب في مؤتمر عبر الفيديو مع قادة أوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبيل قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا الجمعة. وكتب ترمب على منصته «تروث سوشال»: «سأتحدث إلى قادة أوروبيين بعد فترة وجيزة. إنهم أشخاص رائعون ويرغبون في التوصل إلى اتفاق». المستشار الألماني فريدريش ميرتس يرحّب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى وصوله إلى حديقة المستشارية في برلين للانضمام إلى مؤتمر عبر الفيديو للقادة الأوروبيين مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الحرب في أوكرانيا قبل القمة بين القادة الأميركيين والروس... 13 أغسطس 2025 (أ.ف.ب) وأظهرت لقطات تلفزيونية وصول زيلينسكي إلى مكتب المستشارية في برلين اليوم للانضمام إلى المستشار الألماني فريدريش ميرتس والزعماء الأوروبيين في مكالمة فيديو مع ترمب.


الناس نيوز
منذ يوم واحد
- الناس نيوز
لماذا اختيرت ألاسكا لاستضافة قمة ترامب وبوتين المرتقبة؟
واشنطن – موسكو ميديا ووكالات – الناس نيوز :: الشرق الأوسط – اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على عقد اجتماع بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة المقبل، لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. أعلن ترمب عن الاجتماع يوم الجمعة الماضي، وكان قد حدد لروسيا موعداً للموافقة على وقف إطلاق النار وإلا فستواجه عقوبات أميركية إضافية. لم تُقرّب جولات المحادثات الثلاث بين روسيا وأوكرانيا، التي عُقدت بناءً على طلب ترمب هذا الصيف، الطرفين من السلام. فيما يلي ما نعرفه عن الاجتماع بين الزعيمين، الذي سيُعقد في ألاسكا، وهي منطقة روسية سابقة لم تُصبح ولاية أميركية إلا عام 1959، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): ما سبب لقاء ترمب وبوتين؟ يسعى الرئيس الأميركي جاهداً – دون جدوى – لإنهاء الحرب في أوكرانيا. كمرشح، تعهد ترمب بأنه قادر على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة من توليه منصبه. كما زعم مراراً وتكراراً أن الحرب «ما كانت لتحدث أبداً» لو كان رئيساً وقت الغزو الروسي. في الشهر الماضي، صرّح ترمب لـ«بي بي سي» بأنه «يشعر بخيبة أمل» من بوتين. تزايدت حدة الإحباط، وحدد ترمب 8 أغسطس (آب) موعداً نهائياً لبوتين للموافقة على وقف فوري لإطلاق النار وإلا فسيواجه عقوبات أميركية أشد. مع اقتراب الموعد النهائي، أعلن ترمب أنه وبوتين سيلتقيان شخصياً في 15 أغسطس. يأتي هذا الاجتماع بعد أن أجرى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف محادثات «مثمرة للغاية» مع بوتين في موسكو يوم الأربعاء، وفقاً لترمب. هل ستحضر أوكرانيا الاجتماع؟ صرح مسؤول في البيت الأبيض بأن ترمب مستعد لعقد اجتماع ثلاثي يضم أيضاً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. لكن في الوقت الحالي، تبقى القمة أميركية – روسية فقط، نزولاً عند رغبة الزعيم الروسي، بحسب التقرير. رداً على خبر قمة ألاسكا، صرّح زيلينسكي بأن أي اتفاقات دون مساهمة كييف ستكون بمثابة «قرارات ميتة». ويوم الجمعة، بعد أن صرّح ترمب بضرورة «تبادل بعض الأراضي» للتوصل إلى اتفاق بين موسكو وكييف، عبّر زيلينسكي عن رأيه عبر منصة «تلغرام». وكتب الرئيس الأوكراني: «لن نكافئ روسيا على ما ارتكبته. أي قرارات ضدنا، أي قرارات دون مشاركة أوكرانيا، هي أيضاً قرارات ضد السلام». وفي حديثه مع قناة «فوكس نيوز» يوم الأحد، أشار نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إلى أن زيلينسكي قد ينضم إلى بوتين وترمب في محادثات بوقت لاحق. لكنه قال إنه في الوقت الحالي، لن يكون من «المثمر» أن يلتقي زيلينسكي ببوتين قبل اجتماع ترمب مع الزعيم الروسي في ألاسكا. أين سيلتقي ترمب وبوتين؟ مساء الجمعة، نشر ترمب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» أن «لقاءً طال انتظاره» بينه وبين بوتين سيُعقد في 15 أغسطس في «ولاية ألاسكا العظيمة». وقال: «سنوافيكم بمزيد من التفاصيل لاحقاً». ولم يُكشف عن المكان الدقيق للقائهما في ألاسكا. ما سبب اختيار موقع أميركي؟ اشترت الولايات المتحدة ألاسكا من روسيا عام 1868، مما أضفى على الاجتماع أهمية تاريخية. صرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، بأن الموقع «منطقي تماماً»، وأن البلدين جاران، يفصل بينهما مضيق بيرينغ. وأفاد «يبدو منطقياً تماماً أن يحلّق وفدنا فوق مضيق بيرينغ، وأن تُعقد قمة مهمة ومرتقبة كهذه بين زعيمي البلدين في ألاسكا». كانت آخر مرة برزت فيها ألاسكا في حدث دبلوماسي أميركي في مارس (آذار) عام 2021، عندما التقى الفريق الدبلوماسي والأمني لجو بايدن بنظرائهم الصينيين في أنكوريج. اتسم الاجتماع بالتوتر، حيث اتهم الصينيون الأميركيين بـ«التعالي». ما الذي يأمل الطرفان في تحقيقه؟ أعلن الرئيس الأميركي يوم الجمعة أن التوصل إلى اتفاق «لوقف القتال» بات وشيكاً للغاية. كما أفادت التقارير بأنه طرح بعض الأفكار حول ما قد يلزم الطرفين للموافقة على وقف القتال. في حين أن كلاً من روسيا وأوكرانيا تُصرّان على رغبتهما في إنهاء الحرب، يبدو أن كلتيهما تريد أموراً تُعارضها الأخرى بشدة. أصرّت أوكرانيا على رفضها سيطرة روسيا على المناطق التي استولت عليها، وأبرزها شبه جزيرة القرم. رفض زيلينسكي الفكرة رفضاً قاطعاً. وقال: «لا مجال للحديث هنا. هذا مُخالف لدستورنا». حتى الآن، لم يتراجع بوتين عن مطالبه الإقليمية وتلك المرتبطة بضرورة حياد أوكرانيا، وحجم جيشها المُستقبلي. غزت روسيا البلاد جزئياً واتهمت حلف شمال الأطلسي (الناتو)، باستخدام كييف لكسب موطئ قدم لتقريب قواته من حدود روسيا. أفادت «سي بي إس نيوز» بأن إدارة ترمب تحاول إقناع القادة الأوروبيين بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يُسلم بموجبه روسيا مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية. ووفقاً لمصادر مطلعة على المحادثات، سيسمح الاتفاق لروسيا بالاحتفاظ بالسيطرة على شبه جزيرة القرم، والاستيلاء على منطقة دونباس شرق أوكرانيا، التي تضم دونيتسك ولوغانسك. احتلّت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني عام 2014، وتسيطر قواتها على معظم منطقة دونباس. وبموجب الاتفاق، سيتعين على روسيا التخلي عن منطقتي خيرسون وزابوريجيا الأوكرانيتين، حيث تسيطر حالياً على بعض المناطق العسكرية.


صحيفة مكة
منذ يوم واحد
- صحيفة مكة
ولي العهد يتلقى اتصالين هاتفيين من الرئيسين الأوكراني والفلسطيني
تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالا هاتفيا، من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وجرى خلال الاتصال، بحث تطورات الأزمة الأوكرانية، حيث أكد ولي العهد - حفظه الله - حرص المملكة ودعمها لكل المساعي والجهود الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام وبذل المساعي الحميدة لتسهيل الحوار. فيما عبر الرئيس الأوكراني عن تقديره للجهود التي تبذلها المملكة من أجل السلام. كما تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالا هاتفيا، من الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين.