logo
إطفاء الحروب لإشعالها

إطفاء الحروب لإشعالها

رؤيا نيوز٠٤-٠٢-٢٠٢٥

أكثر ما يثير الاعصاب في التحليل للشؤون السياسية ما تسمعه من البعض حين يصر اننا مركز الكرة الأرضية، لأن العاطفة هنا، يجب ألا تعميك عن رؤية كل المشهد الدولي، وهو مشهد تحت التفكيك، والخطر، وربما يقف العالم كله امام لحظات فاصلة بشكل متدرج.
لسنا وحدنا تحت ضغط ما يجري من ملفات الحرب، والتهجير، والضغط الاقتصادي، والصراعات الدينية والطائفية والمذهبية والعسف والفساد وظلم السلطة ومؤسساتها، وغير ذلك، والكل يرى مثلا ما يجري في واشنطن التي يزورها نتنياهو والذاهب لأخذ الضوء الاخضر لحرب مفاجئة ضد ايران، او استكمالا لخططه في غزة والضفة الغربية، أو إدخالا للأردن ومصر عنوة في خططه، وغير ذلك من خطط تحتاج شريكا اميركيا.
إذا أردنا وصف ما يجري في الاقليم بكونه اعادة رسم للجغرافيا السياسية، والفك واعادة التركيب، وطمس حقوق الشعوب، فإننا نعد جزءا من نظام دولي تتداعى اركانه، في كل مكانه، وخذوا مثلا ما يريده الرئيس الاميركي، فهو فرض ضرائب ورسوما جديدة ضد كندا والمكسيك والصين، ويتوعد اوروبا، برسوم وضرائب وجمارك ويقول علنا عن الأوروبيين.. (إنهم يستفيدون من الاميركيين حقا كما تعلمون، لدينا عجز بقيمة 300 مليار دولار، إنهم لا يأخذون سياراتنا ولا منتجاتنا الزراعية، لا شيء تقريبا، ونحن نأخذ كل شيء، ملايين السيارات ومنتجات زراعية بمعدلات هائلة، وان المنتجات الأوروبية ستكون قريبا جدا مستهدفة بدورها برسوم جمركية).
الرئيس الاميركي ايضا يعلن خلال فترة قصيرة أن على الدنمارك أن تتنازل عن غرينلاند للولايات المتحدة، وان على كندا أن تصبح الولاية الحادية والخمسين الاميركية، وان على جمهورية بنما أن تتنازل عن قناة بنما لأميركا، وان على دول عربية ان تستثمر مئات المليارات في الولايات المتخدة، وان على الأردن ومصر استقبال اهل الضفة الغربية وغزة، وان اسرائيل بحاجة للتمدد، وان كولومبيا يتوجب ان تتم معاقبتها لرفضها عودة مواطنيها المهاجرين اليها بشكل مخالف، وانه لا بد من تغيير اسم خليج المكسيك، وان على دول الناتو زيادة الانفاق العسكري 2 % من ناتجها القومي، وان على الدول المنتجة للنفط زيادة الانتاج لخفض سعره الدولي، وإضعاف روسيا، وأن على المانيا واليابان دفع المليارات مقابل القوات الاميركية في اراضيها، وان على الصين زيادة مستورداتها من الولايات المتحدة، وتهديد دول البريكس اذا تخلت عن عملة الدولار في معاملاتها الاقتصادية، وهو تهديد حاد جدا، والتهديدات تشمل ايران، وتشيلي، ودول اميركا الجنوبية، ولم يبق احد سالما.
هذه بعض المؤشرات وهو يدخل في حرب اقتصادية مع اغلب دول العالم، ومواجهة سياسة مع دول ثانية، ولا يمكن ان تسكت كل هذه الدول على تضرر مصالحها، لأننا مثلا امام تضرر صادرات كندا، وارتفاع اسعارها، سنكون من جهة ثانية امام ارتفاع اسعار السلع والمنتجات والمستوردات المرسلة الى الولايات المتحدة، بما يعنيه ذلك من ضرر ايضا على طبيعة الحياة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وهكذا توجهات تضرب بالاتجاهين، الاميركي، والمستهدف، وامام كثرة الاطراف المتضررة في العالم، فإن الدفع للتكتل ضد الموقف الاميركي سيكون قريبا بشكل او آخر، بما يعنيه ذلك على مستوى المنطقة العربية.
العرب جزء من العالم، ونقع في منطقة ثرية جدا، وحساسة امنيا وعسكريا، وهشة اجتماعية، وتخضع لصراع قوى، وعلى الارجح ذاهبة الى توقيت صعب جدا، لخمسة اعتبارات اولها حسابات المنطقة ذاتها، وثانيها الآثار الجانبية للصراع الاميركي الدولي الذي وصل حتى الى حلفاء تقليديين لواشنطن مثل الكنديين والأوروبيين والعرب، وثالثها الملف الاقتصادي حيث يريد الرئيس الحصول على ثروات الشعوب والامم والدول لحل مشاكل بلاده الاقتصادية، وهو امر لن تقبله دول كثيرة، بالشكل الذي يظنه البعض، ورابعها ارتداد هذه السياسات على الحسابات السياسية داخل الولايات المتحدة، وخامسها ان مبدأ ترامب بإطفاء الحروب العسكرية يوازيه مبدأ اشعال الحروب الاقتصادية، والحصول على ما يريد دون حرب بالدم.
نحن في المنطقة لسنا مركز الكرة الارضية كما اشرت بداية، ونتأثر بأزماتنا، والواضح ان تأثرنا هذه المرة سيأتي مركبا بسبب ما نراه من استدراج الدول لمواجهة دولية مفتوحة.
إطفاء الحروب لإشعالها وليس لوقفها كليا، هذا ما يريده الرئيس حاليا.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير: نتنياهو يهدد بضرب منشآت نووية إيرانية بينما تسعى إدارة ترمب للتفاوض
تقرير: نتنياهو يهدد بضرب منشآت نووية إيرانية بينما تسعى إدارة ترمب للتفاوض

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

تقرير: نتنياهو يهدد بضرب منشآت نووية إيرانية بينما تسعى إدارة ترمب للتفاوض

قالت صحيفة «نيويورك تايمز»، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مسؤولين مطّلعين، إنه بينما تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتفاوض على اتفاق نووي مع طهران، يهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتقويض المحادثات، بضرب منشآت التخصيب الرئيسية الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو وترمب أجريا مكالمة هاتفية «متوترة»، واحدة على الأقل، بسبب الخلاف على أفضل سبيل لمنع إيران من إنتاج سلاح نووي. كما أدى هذا الخلاف إلى عقد سلسلة من الاجتماعات، في الأيام الأخيرة، بين عدد من كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين. اضافة اعلان ووفق «نيويورك تايمز»، قالت مصادر مطّلعة أخرى، لم تُسمِّها الصحيفة، إن المفاوضات بين واشنطن وطهران قد تُسفر، في أفضل الأحوال، عن إعلان بعض المبادئ المشتركة.-(وكالات)

حمادة فراعنة يكتب : المعركة على كامل فلسطين
حمادة فراعنة يكتب : المعركة على كامل فلسطين

أخبارنا

timeمنذ 3 ساعات

  • أخبارنا

حمادة فراعنة يكتب : المعركة على كامل فلسطين

أخبارنا : رئيس حكومة المستعمرة يتبجح بإظهار نفسه في نفق الاستفزاز، والتطاول على أحد مقدسات المسلمين: المسجد الأقصى. النفق تم حفره للاستدلال على وجود آثار مهدورة خلال مئات السنين، ولكن علماء آثار المستعمرة أحبطوا تطلعات المستعمرين الصهاينة العاملين أن تكون القدس لهم اعتماداً على تاريخ وتراث وآثار، فخاب رهانهم أنهم لم يجدوا اي أثر لهم أسفل المسجد الأقصى، وبقي الحفر والنفق، كي يتبجح به نتنياهو سياسياً، ليقول: القدس لنا، تم استعادتها في حرب الأيام الستة عام 1967. وبمشاركة الوزير المتطرف المستوطن، سموترتش محمولاً على الأكتاف، وهتافات رددها أتباعه من المستوطنين المستعمرين: «لنسوي غزة بالأرض» أي إبادة غزة وأهلها كما يفعلون، بالقتل والتدمير والإبادة الجماعية والتطهير العرقي بالمعنى السياسي والإنساني والأخلاقي، فهم يفعلون الإجرام، بكل وضوح وتبجح علناً. وهتفواً أيضاً: «فلنحرق شعفاط»، دالين على ما يفعلوه حاليا في الضفة الفلسطينية من حرق ممتلكات الفلسطينيين، وإفقارهم، وتبديد حياتهم، وجعلها غير مستقرة، أنهم يعملون على «تدمير» و»تحرير» و»تطهير» الضفة الفلسطينية من أصحابها، من أهلها، من شعبها، لتحقيق غرضين واضحين في الهدف والعمل والإجراء: أولاً: أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة. ثانياً: أن الضفة الفلسطينية ليست فلسطينية، ليست عربية، ليست محتلة، بل تم تحريرها عام 1967، بعد أن كانت جزءاً من أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، بفعل «الوحدة» بين الضفتين بعد عام 1948. يعمل الصهاينة على : 1- بقاء المستعمرة واستمراريتها، وتوسعها، لتشمل كامل أرض فلسطين. 2- تضييق فرص الحياة على الفلسطينيين، وجعل أرضهم وبلدهم ووطنهم لا يصلح للعيش الطبيعي، بعد فشل المستعمرة من طرد وتشريد وتهجير كامل الشعب الفلسطيني، وبقاء نصفه على أرضه سواء في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، ومناطق الاحتلال الثانية عام 1967. القتل المتعمد في قطاع غزة، والتضييق والترحيل في مخيمات وريف الضفة الفلسطينية، والنقب الفلسطيني من مناطق 48، لم يسلم ولن يسلم من توسعهم، والاحتجاجات على عمليات الهدم والاقتلاع والتضييق والتهجير، من وفي قرى النقب متواصلة بقيادة: 1- لجنة المتابعة المركزية لفلسطينيي الداخل، 2- لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، 3- منتدى السلطات المحلية العربية، 4- المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها. المواجهات والاشتباكات والفعل الفلسطيني، لا يقتصر على منطقة دون أخرى، بل يشمل مناطق 48 ومناطق 67، فالفعل الإسرائيلي على قسوته وفاشيته وتطرفه، ولكنه يفعل على وحدة المصير والعمل والواقع والمستقبل الفلسطيني ليكون موحداً: في الضفة والقدس والقطاع، كما هو في النقب والكرمل والجليل والمثلث والمدن المختلطة، وإن اختلفت الوسائل والأدوات، وإن اختلفت المواعيد والأوقات والأيام، كل حسب ظرفه ووقته واستعداداته.

جرش : خطة للتعامل مع العجز المائي بـتــزويـــد الـمـحـافـظــة مــن خـارجــهــا
جرش : خطة للتعامل مع العجز المائي بـتــزويـــد الـمـحـافـظــة مــن خـارجــهــا

الدستور

timeمنذ 4 ساعات

  • الدستور

جرش : خطة للتعامل مع العجز المائي بـتــزويـــد الـمـحـافـظــة مــن خـارجــهــا

جرش - هداية حافظ يشكو سكان عدد من مناطق محافظة جرش سوء التوزيع المائي، وعدم وصول المياه لمنازلهم لفترات تصل لشهر او اكثر حسب المنطقة. ويطالب الاهالي الجهات المعنية وخصوصا سلطة المياه بمراعاة الفروقات الجغرافية للمناطق، وذلك لإيصال المياه لمنازل المشتركين بكميات كافية، حيث إن بعض المناطق تصل فيها المياه لمدة ايام حسب عدد منهم، بينما في مناطق اخرى لساعات قليلة فقط ومناطق اخرى لا تصلها المياه لمدد طويلة، ومن هذه المناطق التي تابعت «الدستور» ملاحظات من قاطنيها ساكب والمعراض ومخيم جرش والمنشية ومدينة جرش. يذكر ان محافظة جرش من المحافظات الافقر مائيا في الاردن وتأثر التزويد المائي فيها بفعل قلة كميات الأمطار؛ اذ تأثرت كميات المياة الجوفية والينابيع وعيون الماء التي تتزود منها المحافظة داخليا اضافة الى تزويد مائي من المحافظات القريبة مثل المفرق والزرقاء. ويأمل الاهالي من كوادر سلطة المياه سرعة التجاوب عند التبليغ عن الاعطال او التسريب المائي ومعالجتها جذريا وايضا معاقبة كل من يلجأ الى الهدر المائي، كما يتوقع أن يؤدي استبدال شبكات المياه خصوصا في منطقتي النسيم والمصطبة لتحسين الواقع المائي في المنطقتين. ويأمل الاهالي ان يتم تقليل الفاقد المائي وبالتالي وصول المياه بكميات اكبر للمنازل، خصوصا اننا على ابواب الصيف وتزداد الحاجة إلى المياه، ويعبر عدد منهم أن شراء صهاريج المياه يعتبر عبئا ماديا عليهم خصوصا مع ارتفاع الأثمان للمتر الواحد من المياه وعدم التأكد من صلاحيتها. وفي هذا السياق، كان عقد محافظ جرش الدكتور فراس الفاعور اجتماعًا مطلع الشهر الحالي مع رؤساء البلديات ومدراء المؤسسات والدوائر الحكومية في المحافظة، لبحث واقع المصادر المائية وسبل تنظيم استخدامها، بما يعزز حماية الصحة العامة ويضمن سلامة وصول المياه للمواطنين. وأكد الفاعور ضرورة الالتزام باستخدام الآبار والينابيع الخاضعة لإشراف وزارة الصحة ومديرية المياه، باعتبارها المصادر الآمنة والمعتمدة للاستهلاك البشري. وكشف مدير مياه جرش، مروان العياصرة، عن وجود عجز مائي في المحافظة بنسبة 40 % مقارنة بالعام الماضي، وذلك نتيجة ضعف الموسم المطري. وقال العياصرة خلال الاجتماع ، إن المديرية وضعت خطة للتعامل مع هذا العجز المائي، تتضمن تزويد المحافظة بمياه الشرب من خارجها. وأضاف أن المديرية تعمل حاليا على إعادة تأهيل عدد من الآبار داخل المحافظة، ومن المتوقع أن تكون جاهزة لضخ مياه الشرب للمواطنين. وأشار العياصرة إلى أن 60 % من مياه الشرب التي تستخدم في المحافظة تأتي من خارجها، موضحا أن المديرية تعمل على عدم إطالة دور المياه، ومنع تأخر أدوار التوزيع، إضافة إلى تقليل نسبة الفاقد من خلال صيانة وتبديل شبكات المياه. وكان وزير المياه والري المهندس رائد ابو السعود، رعى بداية الشهر الحالي، إطلاق أعمال تنفيذ مشروع إعادة تأهيل شبكات توزيع المياه في منطقة المصطبة بمحافظة جرش، بحضور السفير الكوري في عمّان، كيم بيل أوه، ومديرة مكتب الوكالة الكورية للتنمية الدولية «كويكا»، كيم سويونغ. وقال أبو السعود إن تنفيذ هذا المشروع، الممول من وكالة كويكا بقيمة 10.34 مليون دولار، سيرفع من مستوى الخدمة المقدّمة للمواطنين، من خلال التحول إلى الضخ الانسيابي الطبيعي، ما يُطيل عمر الشبكات ويرفع كفاءة وعدالة التزويد المائي. ويهدف المشروع إلى تحسين التزويد المائي في مناطق المصطبة، وأم رمانة، ومرصع، وجُبّة، والراية، وتلعة الرز، تنفيذًا لاستراتيجية قطاع المياه 2023–2040، وخطة التحديث الاقتصادي الحكومية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store