
مصر التي في خاطري…..!ميخائيل عوض
مصر التي في خاطري…..
البهيَّة؛ في مشرحة التفكيك إن لم تنهض!
ميخائيل عوض
١
أَن يتجاهل ترامب في زيارته الخليجية، وشفطه الأموال، ذكر السيسي، وإدارة الظهر كلياً لمصر البهية، ليس بأمرٍ عادي.
ليس أمراً عابراً أن يعلن ترامب، بعد أن قبض على قناة بنما سعيه للقبض على قناة السويس، وطالب مصر برفع أية رسوم عن السفن التجارية والعسكرية الأمريكية العابرة للقناة.
ولا هو شأن بلا استهداف إشارات ترامب إلى ترحيل فلسطينيي غزة لمصر، ومطالبتها بتنفيذ أوامره.
أما الجاري من مذبحة، وتدمير، وتصفية للقضية الفلسطينية، ابتداءً من غزة، فأول ما يستهدف مصر بوحدتها واستقرارها. وكانت عند غزو بغداد الجائزة الكبرى، بحسب الوثائق والإعلانات عن الشرق الأوسط الجديد.
٢
وما أعدَّ وأعلن من مشاريع، كقناة بن غوريون والطريق الهندي وغزة ريفيرا الشرق، أول ما تستهدف مصر. فبعد تعطيشها من سد النهضة بحماية إسرائيلية، ودعم أمريكي وتمويل إماراتي، تُستهدَف قناة السويس لتجويعها، وزيادة أعبائها الاقتصادية والاجتماعية، وهي أصلاً تنوء تحت أحمالٍ ثقيلة من الديون والغلاء، والأزمات الاجتماعية والسياسية.
٣
زيارة ترامب الخليجية، وشفطه الأموال يصيب مصر، ورهاناتها على العطايا والاستثمارات الخليجية، ويعزز حالة الجفاء بينها وأسر الخليج، وتؤشر إلى تخليهم عنها. فقد لاذوا بترامب لتأمينهم وحمايتهم، ولم يعد لهم أموال لمصر أو غيرها.
وبمصالحة ترامب للجولاني، بطلب ووساطة وكرمال تريليونات الخليج، وعقد اجتماع ثلاثي مع إردوغان، ترتسم ملامح سياسة أمريكية، مفادها إدارة الظهر لمصر وللسيسي، والاستغناء عن الخدمات. وبدائل ترامب تفويض السعودية وإردوغان، وانتزاع الإقليم الشمالي لمصر.
٤
فسورية منذ الفراعنة ومعركة قادش مع الحثيين ١٢٦٨ ق م وعقد الصلح، وإلى محمد علي وعبد الناصر، كانت عمق الأمن القومي لمصر، وجيشها هو الأول، ولهذا مصر تملك الجيش الثاني والثالث.
٥
قد يكون تجاهل ترامب للسيسي ومصر، بنتيجة رفض السيسي الاستدعاء إلى المكتب البيضاوي، وبسبب ممانعتها خطة غزة ريفييرا الشرق، ومحاولاتها عرض وتقديم خطط بديلة، وأيضاً بسبب رفض تهجير غزة. وقد قالها السيسي من اليوم الأول؛ إن كان لابد من التهجير، فليكن إلى النقب وليس إلى سيناء، وأكدَّ أنَّ ذلك يفجر مصر، ويزيد من الأزمات والجبهات.
٥
أياً كانت أسباب ودوافع ترامب وأمراء الخليج، فالمعطيات الواقعية والمُعاشة تقدم إشارات غير مريحة عما يُعَد لمصر ومستقبلها، ومن بينها؛ فبعد تدمير ليبيا وجيشها، والسودان واليمن والعراق، وسورية وجيشها ودولتها، لم يبقى دولة ولا جيش إلا في مصر. ومصر بحكم الجغرافية دولة مواجهة، وموقع حاكم جيوبوليتكياً، ومكانتها تقرر مسارات الشرق وتوازناته، بل أبعد بما يقرر التوازنات العالمية، ودول عدم الانحياز، ودور ناصر ومكانة مصر في زمنه شواهد ناطقات.
٦
قد يقبل البعض حجة أنَّ السيسي تسلَّم مصر دولةً كهلة، مُكلفة، وأزمتها وأعباؤها ثقيلة.
قد يقبل البعض مقولة أنَّ السيسي والجيش يستفيدان من خطأ محمد علي وعبد الناصر، حيث أنهما ذهبا إلى دور عربي وإقليمي وعالمي، قبل تأمين مصر فخسرا وخسرت مصر.
وقد يقبل البعض ذريعة أنها عارضت تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وعارضت خطة ترمب لغزة ريفييرا، وتعاون حماس في المفاوضات، وربما تؤمن غزة ببعض الاحتياجات، وأنها لم تقبل سفيراً جديداً لإسرائيل. وقد يكون لافتاً الحملات الإسرائيلية عليها، بسبب إقامة قواعد وتحشيدات، وبنى تحتية عسكرية في سيناء، متجاوزةً اتفاقات كامب ديفيد. إلا أنَّ كل ذلك لم يعد مقنعاً ولا مجدياً، ولم يلجم إسرائيل، ولا أسقط مخططات استهداف مصر في استقرارها وسلمِها الأهلي، ومياهها، وخبزها، بل وبوحدتها وسلمها الأهلي.
٧
تَعتدُّ مصر أنها أسقطت مبارك، وانتزع الجيش السلطة من يد الإخوان، وبذلك أفشلوا خطة 'الإخوان-إسرائيل-لوبي العولمة' لتمكين الإخوان من مصر والعرب والمسلمين، ولتأمين إسرائيل، وقرن أمريكي.
ويَعتدَّ المصريون بما أُنفِق على الجيش، وتحديثه وبناء القواعد، وامتلاك حاملات طائرات، وبتنويعها مصادر السلاح، والتحول إلى الروسي والصيني، وقد أثبت أنه أفضل من الغربي والأمريكي بيد الحوثيين وباكستان وقد تكون المناورات المصرية الصينية على مقربة من زيارة ترمب الخليجية تحمل رسائل ذات مغزى
٨
يصبح السؤال؛ وما الفائدة إن لم يُستخدم السلاح والجيوش في الزمان والمكان المناسبين، وبإزاء أقدس القضايا، ولردع استهداف مصر ولتأمينها وحمايتها، والحرب جارية في عمق أَمنها الوطني، وقد خسرت أمنها القومي في الشام والسودان والبحر الأحمر وليبيا فمتى يُستخدم؟ أم مصيره كترسانة الاتحاد السوفيتي، التي كانت متفوقة لثلاثة عقود عن الغرب؟ وكذا مصير سلاح والجيش العربي السوري؟
السلاح في غزة واليمن، والرجال يصنعون المستحيل، وكلاهما يبعدان عن مصر بوصة وأقل.
فما يوشوش به الغزاوي واليمني، تسمعه الأذن المصرية وتراه العين. فكيف تستوي الأمور أَنَّ غزة تصمد، وتنهك إسرائيل وحلفها العالمي، واليمن يهزم أمريكا وعالمها، ومصر تعجز عن قول كلمة الحق، وإلغاء التطبيع، وإسقاط كامب ديفيد؟!.
بل اعلان الحدود مع غزة سيادة مصرية وان تبادر لإطعام غزة وارواء اطفالها؟ وقد تكون خطوة كافية لوقف حرب غزة، وعودة مصر إلى الصدارة، وبعودتها وإمساكها الملف القومي وقضيته، تُخضِع ابن سلمان وقطر وابن زايد، وتضطرهم لتحويل المليارات عن إنقاذ أمريكا وتسليح ترامب وتستعجل رحيل الجولاني ومعه اردوغان والاخوان.
٩
وتتساند، بل تحتضن يمن العزة والكرامة، واشتقاق الانتصارات وسيد البحار، ومعاً يُخضعان الخليج والسودان وليبيا وأمريكا، فتروي مصر عطشها وتشبع شعبها، وتعود سيدة الإقليم.
هل سيفعلها السيسي؟
الرهان على الجيش، فقد كان ومازال ويستطيع أن يجسد روح مصر وكرامتها، منذ الفراعنة ومحمد علي وعبد الناصر، وفي انتزاع السلطة من الإخوان، وتأمين مصر، وحمايتها من مشروعهم لتفكيكها، وإهداء سيناء دولة فلسطينية كان التزمها علناً الرئيس الإخونجي' مرسي' قبل إسقاطه، وأسقطه الجيش لأنه أعلن الجهاد في سورية، بخطابه في استاد القاهرة.
١٠
غنَّاها الشيخ إمام وصَدَق؛
'مصر يما يا بهيه يم طرحة وغلابية الزمن راح وانتي جايه'
إننا في زمن أن تروح مصر أو أن تأتي.
الأمل والتحول الفرط استراتيجي أن تأتي لا أن تروح، وتعود شابة ولو شاب الزمن.
١٧/٥/٢٠٢٥
The post مصر التي في خاطري…..!ميخائيل عوض first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 10 ساعات
- شفق نيوز
تقرير عبري .. اقليم كوردستان يتحرك لتوثيق التعاون مع أمريكا وتحقيق التوازن مع تركيا وإيران
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية في تقرير لها نشرته، يوم الاربعاء، ان إقليم كوردستان العراق يسعى الى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتحقيق التوازن في علاقاته الخارجية مع إيران وتركيا. وذكر التقرير الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إن "اقليم كوردستان يأمل في تمهيد الطريق لتعاون أوثق مع الولايات المتحدة وإدارة ترامب"، مشيرا الى ان "الاقليم يتمتع بعلاقات تاريخية ودافئة مع الولايات المتحدة". واوضح التقرير ان "اقليم كوردستان حظي بدعم من الولايات المتحدة منذ تسعينيات القرن الماضي وبعد غزو العراق في العام 2003، كما نال الدعم الأمريكي خلال الحرب ضد تنظيم داعش"، مضيفا ان "الاقليم عانى من نكسات مثل سيطرة الحكومة الاتحادية في بغداد على كركوك في العام 2017 بعد استفتاء الاستقلال". واشار الى ان "حكومة الاقليم تواجه تحديات اضافية، حيث انها مضطرة الى تحقيق التوازن ما بين علاقاتها مع ايران وتركيا"، مشيرا الى ان "طهران تعارض وجود جماعات معارضة على اراضي شمال العراق، خصوصا الجماعات الكوردية الايرانية التي فرت الى العراق وهي معارضة للنظام الإيراني". ونوه التقرير إلى ان، "تركيا تقيم قواعد عسكرية لها، تستخدمها في محاربة حزب العمال الكوردستاني الذي اعلن مؤخرا سيحل نفسه، غير ان انقرة لا تزال متشككة في هذه الخطوة، لذلك فإن الكورد يجدون انفسهم بين المطرقة والسندان، اذ انهم يعيشون عند مفترق طرق الحضارات، وكل وجهة منها تشكل تحديات على استقلاليتهم"، موضحا ان "الحكومة العراقية تحاول تقويض صفقات الطاقة وتعزيز سلطتها الاتحادية على حساب إقليم كوردستان". وبين ان "مسرور بارزاني يزور واشنطن حاليا، بينما قام رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني بزيارة طهران لاجراء محادثات، بينما اجرى نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني محادثات حول العلاقات التركية - الكوردية خلال منتدى السليمانية". ونقل التقرير تدوينة مسرور بارزاني على منصة "اكس" والتي قال فيها: "نحن نبني على العلاقة القوية القائمة بالفعل بين كوردستان والولايات المتحدة، والقائمة على الازدهار الاقتصادي والقيم المشتركة"، معربا في الوقت نفسه عن شكره لـ"الرئيس ترامب، والحكومة الامريكية، وهذه الادارة، وللشعب الامريكي، على دعمهم المتواصل لشعبنا، وللبيشمركة الذين حاربوا الى جانب الأمريكيين ضد الإرهاب". وأضاف "إنني مؤمن بقوة بسياسة الرئيس ترامب في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية"، منوها الى ان "هدفنا من هذه الزيارة هو طلب الدعم الأمريكي لتحقيق هذه الأهداف في منطقتنا". وبعد الإشارة إلى لقاء مسرور بارزاني مع عضو الكونجرس الأمريكي ابراهام حمادة وهو من اصول كوردية، ذكر التقرير ان "الاقليم وقع اتفاقات طاقة مع شركات امريكية خلال زيارته، حيث بينت صحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة بالإنجليزية في (أبوظبي)، أن الإقليم وقع من طرف واحد اتفاقين مع شركات أمريكية لتطوير موارد الغاز الطبيعي، وهو ما أثار غضب بغداد التي تحاول فرض سيطرتها على قطاع النفط والغاز في الإقليم، واصفة هذه الاتفاقات بأنها "باطلة". واعتبر أن "الرهانات في اقليم كوردستان كبيرة، في وقت لم تتضح سياسة الحكومة العراقية اقليميا، وتعاني من تأثير الميليشيات المدعومة من إيران التي تتمتع بنفوذ واسع في العراق"، مرجحا أن "تراقب حكومة اقليم كوردستان التطورات في سوريا بشكل دقيق، حيث انه في حال انسحاب القوات الامريكية من سوريا، فان جزءا منها قد يتمركز مؤقتا في اقليم كوردستان"، مضيفا انه "في حال انسحاب واشنطن من سوريا، فقد يتغير دور الإقليم". ورأى التقرير ان "اقليم كوردستان سيبقى بمثابة جزيرة مؤيدة للولايات المتحدة في منطقة تواجه فيها واشنطن تحديات في التعامل مع إيران والحكومة العراقية أحيانا"، مضيفا ان "القيادة البارزانية، سواء من خلال رئاسة الوزراء او رئاسة الإقليم، تحاول ان تضع الاقليم في موقع استراتيجي مستقبلي".


ساحة التحرير
منذ 13 ساعات
- ساحة التحرير
الحرب الأوكرانيّة:ترامب متشائل بعد مكالمة مع بوتين، وروسيا تتمهل!سعيد محمّد
الحرب الأوكرانيّة: ترامب متشائل بعد مكالمة مع بوتين، وروسيا تتمهل! سعيد محمّد* امتنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تقديم جدول زمني لمحادثات سلام مباشرة بين روسيا وأوكرانيا قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها 'ستبدأ على الفور'. وأعلن بوتين بعد مكالمة هاتفيّة استمرت ساعتين مع نظيره الأمريكي (بعد ظهر الإثنين) ' اتفقنا مع الرئيس الأمريكي على أن روسيا ستقترح ومستعدة للعمل مع الجانب الأوكراني على مذكرة إطار بشأن تسوية ممكنة تتضمن المبادئ التي سيقوم عليها سلام دائم والتوقيت المحتمل لذلك، ويمكن أن تشمل وقفاً لإطلاق النار لفترة من الوقت إذا تم التوصل إلى اتفاقات معينة'، لكنّه أشار إلى أن الهدف الرئيسي لروسيا من الانخراط في هكذا عمليّة يظل دائماً 'إزالة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة'. وتحدث الزعيمان عبر خط مشفر، الرئيس الروسي من منتجع سوتشي على البحر الأسود، والأمريكي في واشنطن، وتخاطبا بالأسماء الأولى، حيث هنأ بوتين ترامب على ولادة حفيده الأخير. ووصف بوتين للصحافيين المكالمة ب'الصريحة جداً، والمفيدة للغاية'، فيما قال ترامب إنها سارت 'بشكل جيد للغاية'، وقد سألت بوتين 'متى سننهي هذا يا فلاديمير؟'. وتحدث الرئيس الأمريكي بعد المكالمة إلى العديد من القادة بمن فيهم الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريك ميرتس، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ووضعهم في صورة مضمون حديثه إلى الرئيس الروسي. وقال ترامب لاحقاً: ' لقد صرح الفاتيكان، ممثلاً بالبابا (ليو الرابع عشر)، أنه سيكون مهتماً جداً باستضافة المفاوضات (الروسية الأوكرانية المباشرة)، فلتبدأ العملية، وسيكون ذلك رائعاً'، مشيراً إلى أن ذلك 'سيضيف هيبة إضافية إلى الإجراءات'. ولم تعلق مصادر الفاتيكان على تصريحات ترامب حتى الآن. لكن على الرغم من التفاؤل الذي أظهره الرئيس ترامب حول إطلاق اتصالات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، إلا أنّه حذّر من احتمال إنهاء جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة لأن هناك 'بعض الغرور الكبير المتضمن في المسألة'، وأضاف: 'بدون تقدم، سأنسحب، فهذه ليست حربي، ولدي خط أحمر في رأسي بعده سأتوقف عن الضغط على الجانبين'. من جهته، قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين (صباح أمس الثلاثاء) تعليقاً على مكالمة بوتين-ترامب: 'لا توجد مواعيد نهائية، ولا يمكن أن تكون هناك أي مواعيد نهائية. من الواضح أن الجميع يريد القيام بذلك في أسرع وقت ممكن، لكن، بالطبع، الشيطان يكمن في التفاصيل'، مؤكداً أنه 'ستتم صياغة مسودات (لمذكرة الإطار بشأن تسوية ممكنة) من قبل كل من الجانبين الروسي والأوكراني، ومن ثم تبادل تلك المسودات، وبدء اتصالات قد تكون معقدة للتوصل إلى نص مشترك'. وبحسب مصادر صحفيّة، وتصريحات ليوري أوشاكوف مساعد الرئيس بوتين للسياسة الخارجية، فإن المكالمة تضمنت كذلك مناقشة صفقة تجارية محتملة بين الولايات المتحدة وروسيا بمجرد انتهاء الحرب، وتبادلاً جديداً محتملاً للسجناء بين البلدين قد يشمل تسعة أشخاص. وقال أوشاكوف إن الزعيمين الروسي والأمريكي يريدان الاجتماع شخصياً وكلفا فرقهما للعمل على التحضير لذلك وإن لم يتم التوافق بعد على مكان لعقده، مؤكداً أن ترامب قال لبوتين: ': فلاديمير، عزيزي، يمكنك أن تتصل بي في أي وقت، وسأكون سعيداً بالرد، والتحدث إليك'. في كييف، شدد زيلينسكي على ضرورة استمرار دور ترامب في التوسط لإنهاء الحرب. وكتب على موقع إكس بعد تلقيه مكالمة الرئيس الأمريكي: 'إن هذه لحظة حاسمة، لكن من الأهمية بمكان بالنسبة لنا جميعا ألا تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن المحادثات والسعي لتحقيق السلام، لأن الشخص الوحيد الذي يستفيد من ذلك هو بوتين. وأنا أشكر كل من يدعم هذا النهج'. وأضاف: 'إذا رفضت روسيا وقف عمليات القتل، ورفضت إطلاق سراح أسرى الحرب والرهائن، وإذا طرح بوتين مطالب غير واقعية، فهذا يعني أن روسيا تواصل إطالة أمد الحرب، وتستحق أن تتصرف أوروبا وأمريكا والعالم حينها وفقاً لذلك، بما في ذلك فرض مزيد من العقوبات'. ورحب زيلينسكي باقتراح ترامب للفاتيكان كمكان محتمل للمفاوضات المباشرة مع روسيا، وقال: 'أوكرانيا مستعدة لإجراء مفاوضات بأي شكل يحقق نتائج'، وإن تركيا، أو الفاتيكان، أو سويسرا يمكن أن تستضيفها، مشيراً إلى إن كييف وشركائها يسعون إلى أن تكون المفاوضات على صيغة اجتماع رفيع المستوى تحضره إلى جانب أوكرانيا وروسيا كلاً من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا. الحلفاء الأوروبيّون من ناحيتهم لم يكونوا راضين فيما يبدو عن مضمون مكالمة بوتين-ترامب، إذ ثمة خشية بينهم من أن يبرم ترامب في عجلته من أمره لإنهاء القتال اتفاقاً مع بوتين يحصل فيه الأخير على معظم مطالبه على حساب أوكرانيا. ونقلت فايننشال تايمز اللندنية عن رئيس الوزراء السويدي السابق كارل بيلت قوله إن المكالمة مع ترامب كانت 'بلا شك انتصارا لبوتين'، وإن الزعيم الروسي 'صرف النظر عن الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وبدلاً من ذلك يمكنه الآن مواصلة العمليات العسكرية في نفس الوقت الذي يمارس فيه الضغط على طاولة المفاوضات'. وفي وقت متأخر من مساء الاثنين قال المستشار الألماني فريدريك ميرز إن القادة الأوروبيين قرروا زيادة الضغط على روسيا من خلال العقوبات بعد أن أطلعهم ترامب على مضمون مكالمته. ويبدو – بحسب رويترز – أن الرئيس الأمريكي قد أبلغ حلفاءه الأوكراني والأوروبيين بأنّ بلاده لا تدعم مبدأ فرض مزيد من العقوبات على روسيا لأن ذلك 'قد يزيد الأمر سوءاً'. ووجه الأوروبيّون قبل عشرة أيّام إنذاراً لروسيا بضرورة قبول وقف غير مشروط لإطلاق النار أو مواجهة مزيد من العقوبات، لكن موسكو تجاهلته ودعت إلى عقد مفاوضات ثنائيّة مباشرة مع الطرف الاوكراني عقدت في اسطنبول يوم الجمعة، وهي الأولى منذ بدء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. لكن تقدماً لم يتحقق. وتعهد الرئيس ترامب قبل انتخابه بإنهاء الحرب في اليوم الأول من ولايته الثانية، لكن السلام أثبت أنه بعيد المنال مع استمرار التباعد بين مطالب الجانبين. وتريد روسيا أن يتضمن أي اتفاق سلام تقييداً على قدرات وحجم الجيش الأوكراني، ووقف تلقيه إمدادات عسكريّة من الغرب، وأن يقرّ نظام كييف بسلطة موسكو على خمسة أقاليم ضمتها روسيا بما فيها أربعة يسيطر الجيش الروسي بالفعل على معظمها بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. وبينما لا يمانع الروس من التحاق أوكرانيا بالاتحاد الأوروبيّ، إلا أنهم يرفضون قطعياً مسألة انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وفيما يتقبل الجانب الأمريكيّ السيادة الروسية على الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الروسيّ بالفعل في أوكرانيا، فإن نظام كييف يجد أن تقديم تنازلات بشأن أراضي الجمهوريّة أمر صعب للغاية، كما أن زيلينسكي متردد أيضا في الموافقة على أي شيء قد يقيد حق نظامه في الدفاع عن نفسه في الحروب المستقبلية أو يمنعها من بناء علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية عميقة مع الغرب، ويطالب بتمركز قوات أوروبيّة عبر البلاد كضمانة أمنية. – لندن 2025-05-21


ساحة التحرير
منذ 13 ساعات
- ساحة التحرير
قمة بغداد العربية…والتحولات الاقليمية!ميلاد عمر المزوغي
قمة بغداد العربية…والتحولات الاقليمية! ميلاد عمر المزوغي ينظر بعض حكام العرب وشعوبهم الى ان العراق منذ العام 2003 يدور في فلك ايران,فهي من وجهة نظر هؤلاء تحكم القبضة على العراق من خلال بعض الزعماء الشيعة الذين آلت اليهم رئاسة الحكومة على مدى ربع قرن تقريبا. حاول بعض رؤساء الحكومات العراقية لعب دور المصالحة بين السعودية وايران ,ربما تم تقريب وجهات النظر بين القوتين اللتين تمثلان طرفي النزاع الفكري ومحاولة نزع فتيل ازمة سياسية قبل ان تتحول الى ازمة عسكرية يحاول زعماء الغرب تاجيجها,لاضعاف الطرفين ليحلوا له بعد ذلك التصرف بهدوء, ودون خسائر تذكر لمصلحة الصهاينة الآخذون في التمدد بسبب الوهن الذي اصاب العرب خلال العقدين الماضيين, حيث اصبح كل نظام يسعى الى تثبيت اركان حكمه وان على حساب القضايا الجوهرية ,وطلب حماية امريكا واغداق الاموال لها, خاصة في عهدي ترامب الذي لا يبالي بابتزاز الحكام العرب, وتحصيل الجزية نظير حماية عروشهم من السقوط, وتعود بنا الذاكرة الى مقولة عبد المطلب بن هاشم الكعبة في محاولة منه بتغيير مكان الحج الى بلده, بان للبيت رب يحميه,حكامنا الميامين يقولون: لــــــ'بيوتنا/عروشنا.. بيت ابيض يحميها. تحولات اقليمية تشهدها المنطقة ,القمة جاءت في وقت حرج تمر به الامة العربية من تشرذم, واملاءات خارجية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني, الأمة العربية مستهدفه في كيانها ويعمل الغرب الاستعماري على استحداث سايكس بيكو جديد,يشمل اذكاء الفتنة بين مكونات الامة العربية وبالأخص الاقليات وتشجيعها على الانفصال وجعلها دول مستقلة,ولهذا آثر بعض الزعماء العرب على عدم الحضور لأنها لن تكون ذات جدوى, ولن تتعدى المعهود منها الشجب والادانة والاستنكار, في حين تباد غزة على مرأى ومسمع العالم, ونجد بعض قادة العالم يرفعون الصوت بوجه الصهاينة ويصفونها بالإجرامية, وهددوا صراحة بانهم سيعترفون بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 . في جانب اخر أثارت المحكمة الاتحادية العراقية الجدل بإلغاء اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله مع الكويت، ما اعتبرته الأخيرة تنصلاً من التزامات دولية. هذا الخلاف قد يفسر، غياب بعض قادة دول الخليج عن القمة. وعلى الجانب الداخلي ارتأى بعض الساسة العراقيين ان لقاء السوداني مع الشرع بالخارج (الدوحة) وتوجيه الدعوة اليه لحضور القمة يعتبر استخفافا بعقول العراقيين لان الشرع الذي كان يعرف بالجولاني احد قادة تنظيم الدولة (داعش) عاث في العراق فسادا وقتّلا, وشرد العديد من العراقيين…وتساءل البعض كيف لمجرم مطارد ان يدخل البلد بصفة رئيس دولة؟ وتفرش له البسط الحمراء…لكن القمة عقدت بحضور خمس رؤساء فقط ,ولم يحضر الشرع لأنه آثر مبدأ السلامة على حياته. القمة لم تأتي بجديد, فكل شيء على حاله بل اسوأ مما كان, المهم ان المسؤولين العرب اجتمعوا ولو لبرهة من الوقت اطمأنوا على انفسهم, وفي قرارة انفسهم بانهم ربما لن يلتقوا مستقبلا ,لان قرارهم ليس بأيديهم, بل هم وللأسف مجرد دمى يحركها الغرب كيف يشاء , في احسن الاحوال آثر بعض الحكام العرب عدم الحضور لآنه يدركون انهم ليس بمقدورهم فعل شيء. 2025-05-21