
آل فرعون: الكيانيّة اللبناية ومسؤولية استئناف الحضارة!
الدكتور جورج كلاس
تشكل عملية تظهير العلاقة المحورية لدور العائلات اللبنانية بين الجذور والحضور، مركزية التأريخات العميقة في عملية تقويم دور العائلات على مقاسات حضورها الوطني والقومي.
على هذه النمطية من التعاطي مع الموروثات الاجتماعية والسياسية، يؤرخ الدكتور كمال ديب لمأثورات وتاريخ وتفاعل عائلة فرعون وحضورهم التاريخي، كواحدة مِن العائلات الكيانية ذات الحضور الوازن في وجدان العلاقات المجتمعية العربية، التي جمعت بين المعرفة وفنّ إدارة السياسة وإعلاء الشأن القيمي في تقويم العلاقات وبناء التسويات العادلة على أسس وفاقية تسودها علاقات الرضى وقناعة الفرقاء بأن بناء التوافقات يتطلب تضَلُّعاً من خصائص وماضي كل جماعة ونظرتها المستقبلية إلى ما يمكن أن يكون لصالح الجميع ويتصف برضى ومقبولية من الأكثرية.
كتاب "الفرعون والقسّيس" الذي يحكي مأثورات إحدى أبرز العائلات اللبنانية وأكثرها فعلاً في وجودية الكيان اللبناني، وتفاعلاً وانفتاحاً مع البيئات العربية، يؤرخ برصدية فنية وحرفية توثيقية وتدقيقيةٍ علمية، للحضور الفكري والنضال والوجودي لآل فرعون في مسيرتهم الحضارية ومسارهم التاريخي والفكري، ويؤسس لنمط جديد من البحثيات التاريخية المعمقة والمرتكزة على آثار ومتروكات وإنجازات التراث السياسي للعائلات العريقة، مع تركيز على ما قدمته عائلة فرعون للبلاد التي عاشت فيها وتعاملت معها وانتمت إليها والتزمت مبادئها ودافعت عن قيمها، فصادقت ملوكها وأمراءها ورؤساءها وزعماءها، وأسهمت بإنشاء كيانات مجتمعية تستند إلى ثوابت فكرية ذات خصوصيات حضارية مائزة، تنضوي فيها قيم الانتماء والالتزام ومسؤولية الحفاظ على أصالة النسب ولزومية الارتقاء بالموقع ومتابعة حماية كرامة الإرث العائلي من حيث إنه أمانة تاريخية يجب تنميتها بالحضور والفعل والجهد الوطني ومتابعة تطورية الأجيال، بما يؤكد الوفاء للماضي والإيمان بالمستقبل ومتابعة عملية النهوض والحفاظ على الرصيد الشعبي والموقع الوطني والسمعة السياسية ذات الجودة الموصوفة.
تشكل القراءة النقدية لكتاب "الفرعون والقسيس؛ آل فرعون، استقلال لبنان ومسار الشرق 1500-2024" للدكتور كمال الديب الباحث المرجعي والعميق الثقافات، مدخلاً علمياً للتركيز على مفاصل هذا الأثر القيِّم الذي تنتظم مضامينه الثرَّة خمسة أبواب موزعة منهجياً على سبعة عشر فصلاً، هي من الأسفار التأريخية التي توثق لنشأة ودور عائلة فرعون وموقعها في الحضور المشرقي، وتظهير أثرها في تركيز كيانية لبنان الحديث على أسس صلبة وتوجهات انفتاحية تتلاقى فيها المبادرات الاندفاعية، الهادفة إلى بناء المجتمعات السياسية، حيث تتضافر الجهود العملية والتضحيات الميدانية والسعي لإثبات الفكر الاستقلالي وتأكيد التفكير السيادي للعائلة ذات المقام النبيل في لبنان وسوريا ومصر، وذلك انطلاقاً من زخم التراكمات التاريخية التي تحكي المرويات وتبرز الخصوصيات التي انمازتْ بها هذه السلالة العريقة على مدى أكثر من خمسمئة وأربع وعشرين سنة من الحضور التفاعلي في البيئة المشرقية واللبنانية خصوصاً، التي تتصف بأن سرَّ نوعيتها الوجودية هو بتنوّعها الحضاري وتكاملياتها الروحية الكنزية الغنى، وبالثراء المعرفي الغارف من وقائع الحوادث والمتعظ من الزمن والمتفهم الواعي للتحديات، والمدرك دقة التعامل مع المتغيرات والمتوقي من فجائية الأحداث، والدائم الحذر من تقلبات الزمن، والتي غالباً ما يتم إلباسها عباءة الثورات والانقلابات، بطابعها السياسي المبرّر، وثوب الخيانات والخيبات بشكلها المرفوض البغيض.
الفرعون… من فرعون الماضي إلى فرعون الحاضر، من فرعونٍ مضى إلى فرعونٍ حضر وفرعونٍ دائم الحضور، يعلن ميشال بيار فرعون بيانه الوطني والسياسي، مركزاً على القيم التي تنتظم فكره السياسي وتوازن بين انتمائه الوطني والتزامه الخلقي والقيمي، مستخلصاً من إيجابات الاسئلة التي طرحها عليه المؤلف عناوين واضحة لخطه، في أي موقع كان، مقدماً إجابات صلبة ومعلناً مواقف واضحة، تُرسِّمُ حدود بيانه ومجالات تحركه، مُقدِّراً ظروف كل مرحلة ودقتها، من تنازل ولاتهاونٍ، مُقدِّماً نفسه حامياً للصيغة ومبشراً بديمومة ورسولية الكيان
ولعل ما تنماز به عائلة فرعون، في حضورها اللبناني وعمقها العربي وانتشارها الدولي، أنها من العائلات الأرستقراطية غير الطبقية، نهجاً وفكراً وسلوكاً، ما أحلَّها مكانة مرموقة وكرَّسها مقامات وطنية توفيقية تتحمل مسؤلية "مشيخة الصلح" وهندسة التوافقات وإيجاد المخارج اللائقة ومشاريع الحلول لكل ما قد يطرأ من أزمات ويحدث من خلافات ويظهر من نزاعات في الميدان المحلي، فتحضر عندها فطرة "الدهاء الكاثوليكي" كنمط حضورٍ مائز لمرجعيات كاثوليكية شعبية، شاع معها المصطلح اللبناني "الكوتلة"، بمعنى إيجاد نقاط التلاقي بين المتخاصمين وبناء الجسور بين المتعادين، فإذا بعبارة "عم بيكَوْتلوها" تحتل حيّزاً واسعاً من مفهموم التسويات وإزالة التشنجات وقتل الفتن ومنع الصدامات. وقد نجحت سلوكات "الكوتلة" في تحقيق تسويات أهلية وتوافقات وطنية على مستويين:
{مستوى علاجي}، يعمل على حلّ الخلافات الطارئة والقائمة بين فرقاء وجماعات وأفراد؛
و{مستوى وقائي}، يستبق ما قد ينشأ من نزاعات ويسعى إلى وضع تفاهمات، تمنع حصول مشاكل مستقبلية وتحدُّ من فعاليتها.
في ناموس العراقة العيلية وعلم أصالة النَسَب، يحضر ميزان الشرف. إبرتهُ الكرامة، وكَفَّتاه، الوفاء والشهامة، وقاعدته الأخلاق وخدمة الحق.
وعلى صورة الميزان التاريخي ودقة إبرة الزمن، تستوي كفَّتا ميزان البحث العلمي الذي يحمله كمال ديب بيسراه شعاراً للعدالة التاريخية، ويكتبه ياليمنى سفراً من ألواح التاريخ المنقوش على صخور الأيام.
هذه الأدبيات النقدية تحصّلت لديّ من خلال قراءتي التقويمية للعناوين الغنيّة واللافتة التي رسمت هذه اللوحة التاريخية وزيّنتها بنمنماتٍ متقنة التفنن والتزيين، استحال معها الكتاب أيقونة معرفية مكتوبة بجهد تأليفي، ومقارنات نقدية انتهى إليها الكاتب بصياغات صلبة وتوثيقات مثبتة ومرويّات مؤكدة، ما جعل هذا الكتاب مرجعية منهجية في علم الأنساب وتأريخ العائلات والبناء عليها في عملية التقويم والاستنتاج، بالارتكاز التتابعي على فنون الرصد والتقميش والعرض والمقارنة والموازنة والتحليل.
المبذولات الجهدية التي أنتجها كمال ديب كتاباً يؤرِّخ لخمسة قرون من زمنيات آل فرعون، شكلت طرائق نموذجية لتحديث منهجية التعاطي مع علم الأنساب وأصول كتابة تاريخ العائلة العريقة والتركيز على أدوارها التاريخية وإنجازاتها الحضارية، في الفكر والسياسة والوطنيات وحقول الإيمان، وصولاً إلى تشكيل بعضها الدرع الواقي للمقامات الدينية ودعم كيانيتها نظراً إلى موقعها المجتمعي وتحصين واقعها الوجودي في بيئات إيمانية متعددة. على هذه الخطى انتهج آل فرعون، كتابة تاريخهم بإنجازاتهم وبحضورهم السياسي والدبلوماسي، على وسع انتشاريتهم ومدى توزعاتهم ومحورية الأدوار التي قاموا بها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية بالتوازي مع نسج علاقات رفيعة مع أقطاب المجتمعات التي عاشوا فيها، فانعكست إيجابياتها على كل مَنْ عرفهم من شعوب، وتعامل معهم من جماعات، واستشارهم فكرياً، وشاركهم اقتصادياً وتفاعل معهم اجتماعياً وتعاونوا معه في حقول الخير وميادين الوطنيات والدفاع عن القومية العربية والحضارة المشرقية، التي للمسيحيين علاقة عضوية وتاريخية لصيقة بتاريخهم، وتسكن وجدانهم وترسم مستقبلهم الحضاري الذي تقع عليه مسؤولية استئنافه ومتابعة المهمة من جديد.
حصيلة ما انتهى إليه الباحث في عملية الرصد والتجميع والتحقق من كل مسموعة ومكتوبة، أنه نجح في تحويل المجهولات إلى معلومات، من خلال اتباعه تقنية تحميض المرويّات الخام وتظهيرها لوحات إشراقية زاهية التلاوين ودلالية الرموز.
على هذه الركائز المعرفية استوت عملية التأريخ العيليّ التي طالت أنشطة آل فرعون وما قاموا به من أدوار وبرعوا فيه من مواقع وارتقوه من مناصب وأكّدوه من حضور في ميادين مختلفة التقت فيها خصال الأرستقراطية والتزاماتها المعتقدية الصلبة وسلوكاتها الراقية.
تنماز المنهجية التأليفية المعتمدة في وضع هذا الأثر وإصداره كنتاجٍ معرفي، بأنها تجمع بين علوم التوثيق وتحقيق المخطوطات والتدقيق في الوثائق والنقليات المروية، وتعمد لتقديم كل جديد من الأنبوشات واللُقى بالاستناد إلى بحوث معمقة في المصادر، ودراسات مقارنة بين المراجع، ما جعل من ترتيب المعلومات وتأكيد التواريخ المرافقة للأحداث والضابطة للمواقف، فنّاً علمياً إثباتياً، قاعدته (المعلومة الموثقة، والتاريخ المؤكَّد، والقراءة التاريخية المبنية على فنِّيات التفكيك والتركيب، وتنتهي بالتحليل والتركيز وتقديم المعلومات المعرفية ذات الفائدة التنويرية الكاشفة للجديد والمضيئة على مفاصل تاريخية، لها نكهتها ودلالتها وقيمتها).
وعلى هذا النهج، رتّب المؤرِّخ كمال ديب، معلوماته الثرّة التي خلص إليها وأدارها بفنية حرفية جاذبة، تمازجت فيها المعارف بالحشريات التفصيلية، الممتعة للقراءة والجاذبة للانتباه والمفيدة في إعادة تشكيل الذاكرة التاريخية للعائلات المؤثرة في ماضيها، والفاعلة في حاضرها، والواعدة في مستقبلها، في تأكيدية لاستمرارية العلاقة بين الجذور في الفروع، ومسؤولية احترام السمعة السياسية والحضارية للعائلة التي قعَّد أقطابها المتنوّعو القدرات ركائز التفاعل العمقي بين أركان البلدان التي انتموا إليها وعاشوا فيها وأسهموا ببنائية علاقاتها ونجحوا في تظهير صورها.
والناظر في مفاصل الكتاب الذي تناولت إضاءاته مراحل الحضور الفرعوني في التاريخ العربي المعاصر، يتبدّى له أن عمق تاريخ العائلة في بلاد الشام يعود إلى جذور الأجداد في بصرى الشام ودمشق، ودورهم الفاعل في نشأة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، مع متابعة دقيقة لهجرة العائلة إلى مصر ونجاحهم في تطوير التجارة وإسهامهم في تحديث الإدارة العامة ورفد النهضة الثقافية بالكثير من العطاءات.
وتركيز المؤلف على موقع آل فرعون في أوروبا وعلاقتهم مع إيطاليا والنمسا وفرنسا، شكلت مدخلاً لاكتشاف "سرّ المهنة" عند العيلة وتنوّع ثقافتها وعمق علاقاتها الدولية، هذا السرّ الذي طبع حركة وجودها وفاعلية دورها النموذجي، ومنحها دفعاً في صناعة التوافقات وهندسة العلاقات بين مكونات المجتمع، خصوصاً في لبنان، كمجتمع تفاعلي ورسالي تحكمه القيم والتوازنات. ويتظهر الحضور الفرعوني في فلسطين من خلال النهضة التجارية والنشاط المصرفي الذي شكلت العائلة أحد أبرز أركانه ومحاور فروعه المالية والاستثمارية.
كل هذه التمهيدات توصل إلى تقديم مقاربة واضحة للدور الكبير الذي قام به الزعيم الكاثوليكي هنري فرعون في تأسيس دولة الاستقلال وما رافق تلك المرحلة من نضالات واتصالات مع الدول المؤثرة التي ساعدت على حماية الكيان اللبناني وتحصينه من أي استهداف. وبرز الدور الوطني والنضالي لهنري فرعون كبطل استقلالي في إطلاقه لفكرة الحيادية الإيجابية من ضمن طرحه للموقع الثالث وتعامله مع الواقعية التاريخية والحرص على السمعة الوطنية والعربية الطيبة للعائلة. وهذا ما طبع الاتجاهات السياسية لهنري فرعون بإيجابية وازنة رسّخته رجل دولةٍ ذا ثقلٍ تاريخي، تلتقي حوله تطلعات اللبنانيين.
وتتوّج إجابات المقابلة التي أجراها المؤلف مع ميشال بيار فرعون، السياسي والنائب والوزير مرحلة تأريخية امتدت لأكثر من خمسمئة سنة من الوجود السياسي والاقتصادي والحضاري، لترسم إطاراً لرؤية وريث العائلة المؤتمن على تراثها الوطني ودورها التوفيقي والذي نجح في بناء جسور التواصل مع الأقطاب والجماعات اللبنانية بكل مستوياتها وتنوعاتها. وهذا ما ساعد على وضع مفهوم حديث لتعاطي السياسة المجتمعية الانفتاحية القائمة على التواصل والتشاور والاحتكام الدائم للدستور المكتوب والميثاق المعيش.
كتاب "الفرعون والقسّيس"*، هو كتابة للتاريخ وليس كتابة تاريخية فقط.
*
سلسلة العائلات اللبنانية. دار النهار. 2024، في 450 صفحة مع ملاحق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المركزية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- المركزية
العبسي راعيا توقيع "الفرعون والقسيس": ليس فقط توثيقًا لمسار عائلة بل مرآةٌ لذاكرة جماعيّة
رعى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، الندوة والاحتفال بتوقيع كتاب " الفرعون والقسيس" آل فرعون: استقلال لبنان ومسار المشرق 1500- 2024، لمؤلفه الدكتور كمال ديب، بمناسبة المئوية الثالثة لإعادة الشركة مع كنيسة روما 1724- 2025 ، والذي نظمته دار النهار للنشر والوزير السابق ميشال فرعون قبل ظهر اليوم في قاعة بيار أبو خاطر في جامعة القديس يوسف في بيروت. بحضور الشيخ خلدون عريمط ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان، الشيخ محمد عبد الخالق ممثلا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، الوزيرين السابقين جورج كلاس وغادة شريم، السيدة سينتيا غرّيب ممثلة الرئيس سعد الحريري، عضو الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية الاستاذ دانيال سبيرو ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع والنائب ستريدا جعجع، اللواء الركن يوسف حداد ممثلا وزير الدفاع اللواء ميشال منسى وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، العميد ايلي عبود ممثلا وزير الداخلية والبلديات العميد أحمد الحجار، العميد أحمد غزالة ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله، المقدم مروان منصور ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء إدغار لاوندس، ومطارنة الروم الكاثوليك مطران بيروت وجبيل وتوابعهما جورج بقعوني، مطران زحلة والفرزل للروم الكاثوليك ابراهيم ابراهيم، مطران صيدا ودير القمر ايلي حداد، مطران طرابلس والشمال والمدبر البطريركي على أبرشية بعلبك المطران ادوار جاوجيوس ضاهر، مطران صور جورج اسكندر، النائب البطريركي لأبرشية بيروت السريانية شارل مراد وعدد من رؤساء الرهبانيات ومن كهنة الرعايا وحشد الشخصيات السياسية والدبلوماسية والقضائية والاقتصادية والاكاديمية والاجتماعية. ديب: بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية لعريف الاحتفال الاعلامي داني حداد القى رئيس الرهبانية المخلصية الاب انطوان ديب كلمة أشار فيها: الى أن الشراكة بين عائلة فرعون والرهبانية المخلصية بلغت ذروتها في منتصف القرن التاسع عشر، حين لعب أنطون فرعون من "ترييستي" في النمسا دور الوسيط بين الكنيسة والدبلوماسية النمساوية، التي ساهمت بشكل أساسي في صدور الفرمان الذي اعترف بكنيسة الروم الكاثوليك من قبل السلطنة العثمانية سنة 1837، مانحًا هذه الكنيسة استقلالها القانوني في السلطنة العثمانية. لافتاً الى أن هذه المسيرة لم تكن مجرد تعاون مالي أو إداري، بل شراكة روحية وثقافية جمعت بين البيت والدير، بين التجارة والطباعة، بين الإيمان والعمل، وأسست لنموذج حيّ من التكامل بين العلمانيين والرهبان في خدمة الكنيسة والمجتمع. مراد: وتكلم الدكتور عماد مراد عن دور آل فرعون بالحياة السياسية في لبنان واعطى امتلة جسدت تجذر العائلة بلبنان المستقل، في مرحلة الاستقلال عندما فازت لائحة هنري فرعون بالانتخابات النيابية في البقاع وساهمت بوصول بشارة الخوري لرئاسة الجمهورية، وانطلاق معركة الاستقلال ضد الفرنسيين. كما تحدث عن دور هنري فرعون في إعلان ميثاق جامعة الدول العربية سنة ١٩٤٥ رافضا التصويت على قراراتها بالاكترية بل بالاجماع. لافتا الى المسيرة السيادية للعائلة المستمرة حتى ايامنا هذه، حيث كان احد ابناء العائلة الوزير ميشال فرعون من القياديين بثورة الارز التي اوصلتنا الى الاستقلال الثاني سنة ٢٠٠٥. كلاس: ثم تحدث الوزير السابق جورج كلاس متناولاً من الفصل السابع عشر المقابلة لميشال فرعون ، عناوين لإنشغالاتٍ الطائفة و كيانيتها الوجودية ، لأطرح تساؤلات ذات دلالة تأكيدية لحضور الطائفة و دور آل فرعون في تقعيد ركائز الكيانية اللبنانية و نسج علاقات توفيقية بين لبنان و الدول العربية، حيث للروم الكاثوليك حضور . وأهم ما ركَّزتُ عليه هو ، انه من وجوه اعتزازنا ، اننا طائفة تصالحية سلامية ، حيث لا خصوم و لا عداوات ..! ذلك بالإرتكاز إلى أن حضور الروم الملكيين الكاثوليك ، ليس هو نتيجة إحتسابية ، و لا هو عملية تفاضلية بين أكثريات و اقليات ؛ متفاخرين بتواضع ايماني اننا نوعيةٌ روحية و حضارية حوارية ، أنتجتها قلةٌ عددية تعكس وجوديتها الأكثرية ، خارج أَسْرِيَّةِ العدد ، مقدمين اوراق إعتمادنا للتاريخ اننا مرتكزُ الدائرة في مفهوم ( التكاملية الدينية ) التي تنمازُ بها لبنان و تَحْضرُ في المشرق العربي بإندفاعية سلامية تقاربية مايزة لهويتها ، كعلامة فارقة في تقعيد أسس التعارف و التفاهم و التسالم ، بين مسيحيي هذه المنطقة و مسلمي هذه المنطقة ، كأهلِ منطقة ورعايا إيمانيْن ، نحتكم إلى مسؤوليتنا في تحصين حضارة العيش التشاركي. ديب: ثم كانت كلمة الكاتب الدكتور كمال ديب فقال فيها: دأبت منذ سنوات على البحث عن جذورالأسر في لبنان، و خاصة تلك التي ارتبطت بصعود بيروت وازدهار لبنان الحديث. وآل فرعون هم اسرة بيروتية عريقة يعد حضورها في عاصمة لبنان ٢٢٥ سنة ولها دور بارز في تاريخ لبنان والمشرق وحضور واسع في تأسيس وسيرة كنيسة الروم الكاثوليك الملكيين وكذلك في عالم المال والاعمال حيث اسسوا بنك شيحا وفرعون في القرن التاسع عشر وظهر منهم وزراء وزعماء سواء في ولاية بيروت ام في دولة لبنان الكبير ومنهم الوزير المرحوم هنري فرعون والوزير السابق ميشال فرعون . فرعون: ولفت الوزير السابق ميشال فرعون في كلمته فقال: كيف يمكن أن نتصوّر اليوم 113 سنة من الاضطهاد والهجرة لأبناء الطائفة الكاثوليكية، حتى الاعتراف بهم من السلطات، ومن أين أتتهم هذه القدرة على الصمود، ورفض الهيمنة على الكنيسة الانطاكية دفاعا عن تاريخها وهويتها العربية المشرقية، حتى لقبت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك بكنيسة العرب. مشيرا الى أن جوهر القضية كما الكثير من القضايا يبقى في الدفاع عن الهوية وسيادة القرار. وأكد أن الخيط يمر عبر بيروت الهاجس التي نعمل من أجلها، بيروت الرسالة، العيش الواحد، الحضارة، الاقتصاد الحر، الواجهة المرفئية، وأي محاولة من أي طرف للتخلّي عن تراث وروحية وميثاق بيروت يعني القضاء على أسس صيغة لبنان، وهنا تكمن رمزية الانتخابات البلدية في بيروت. وتابع فرعون أن الخيط نفسه، يمرعبر العودة الى حياد لبنان الايجابي الذي نادى بتفاصيله هنري فرعون الذي جسّد هوية عائلتنا المسيحية والعربية المنفتحة على الاسلام، مشدداً على استمرار النضال من أجل السلام ودولة القانون والعدل والامن، ووقف هذا الفساد وعودة قرار الحرب والسلم كاملا الى الدولة، والسير الرسمي الممنهج نحو العودة الى الحياد الايجابي. العبسي: وختاما كانت كلمة راعي الاحتفال غبطة البطريرك العبسي وقال فيها: أشكر معالي الوزير والصديق ميشال فرعون على دعوته لي للمشاركة في فرح توقيع الكتاب الجديد الذي ألّفه الدكتور كمال ديب عن تاريخ أسرة آل فرعون قسّيس والذي يروي فصولًا وأيّامًا من حياة هذه الأسرة الروميّة الملكيّة الكاثوليكيّة وخصوصًا علاقتها بكنيستنا ودورَها فيها. من يقرأِ الكتاب يتبيّن له بوضوح أنّ تاريخ هذه العائلة هو جزء من تاريخ كنيستنا ونموذج. كذلك تاريخ عائلات أخرى يذكرها المؤلّف. في الواقع فإنّ كنيستنا هي كنيسة عائلات، هي شبكة مؤلّفة من عائلات تمتدّ في الجذور وفي الأفرع، عموديًّا وأفقيًّا في الوقت عينه. لذلك هي من ناحية متجذّرة حيث توجد ومتّصلة ومتواصلة بعضها ببعض من جهة أخرى، ممّا أعطاها ميزتها التي تعرف بها في الانفتاح والوطنيّة معّا، في الانتماء من دون تعصّب وتقوقع وفي تقبّل الآخر من دون فقدان الهوّيّة في آن واحد. هذا هو غناها وهذه هي قوّتها. الخطر الداهم هو أن ننجرّ إلى إيديولوجيّات قاتلة غير قابلة للاستمرار من كثرة وبقدر ما هي نقف بإزاء، بمواجهة الغير وتصنّف هذا الغير. هذا ما عبّر عنه السيّد ميشال فرعون بقوله في الكتاب: "الكنيسة الكاثوليكيّة كانت في صلب انتمائنا واهتمامنا، ونداء الواجب عندنا حاضر تجاهها". وقد اختصر الكاتب تاريخ آل فرعون بقوله: "أل فرعون هي أسرة مسيحيّة عريقة نشأت في بلاد الشام قبل خمسمئة عام على الأقلّ، اشتهرت بنشاطها الملحوظ في التجارة والصناعة والمصارف، وانتشرت في سورية ولبنان ومصر وإيطاليا وفرنسا والنمسا وبلدان أخرى. وساهمت في ولادة كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك وازدهارها، وحظيت بتقدير هذه الكنيسة بسبب نشاط العائلة الاجتماعيّ وأعمالها الخيريّة ومساهماتها الوطنيّة في البلدان التي استوطنت فيها" (ص. 49). ثمّ ما لبث المؤلّف أن وسّع هذه المقدّمة في الفصول السبعة عشر اللاحقة. نجتمع إذن اليوم في مناسبة علميّة ثقافيّة دينيّة ووطنيّة بامتياز، لنشهد معًا حفل توقيع كتاب "الفرعون والقسيس. آل فرعون: استقلال لبنان ومسار المشرق 1500-2024"، من تأليف الباحث الدكتور كمال ديب. هذا الكتاب ليس فقط شهادة موثّقة عن سيرة عائلة ملكيّة كاثوليكيّة عريقة، بل هو إضاءة معرفيّة وتاريخيّة على أحد أوجه التراث الوطنيّ والدينيّ والاجتماعيّ في لبنان وسورية والمنطقة. يتجاوز الكتاب الإطار العائليّ ليأخذنا في رحلة مدعومة بالمصادر والوثائق، توثّق لإسهامات آل فرعون، لا سيّما في شخصيّاتهم السياسيّة والروحيّة والاجتماعيّة، في خدمة الكنيسة الملكيّة الكاثوليكيّة، وفي دورِ هذه الشخصيّات في الحفاظ على هويّة كنيستنا وعلى التوازن الوطنيّ والدينيّ في المشرق العربيّ، في وجه التحدّيات التي تعاقبت على مرّ العقود. لعب أفراد هذه العائلة أدوارًا مفصليّة في التاريخ الحديث للبنان، من خلال التزامهم العميق بقيم العيش المشترك، والانفتاح، والديمقراطيّة، وحقوقِ الإنسان، إلى جانب التزامهم المتجذّر في العمل الخيريّ والاجتماعي، سواء عبر مؤسّسات رعائيّة أو مبادرات إنسانيّة شملت جميع الطوائف والانتماءات، على حدّ قول السيّد ميشيل فرعون في الكتاب: "لقد تربّينا تربية علمانيّة مدنيّة تقضي بأن نكون على مسافة واحدة من كلّ الطوائف". أمّا في أوروبا، فقد حافظت العائلة، حيثما حطّت رحالها، على صلتها بالأرض والوطن والكنيسة، وكان أبناؤها خير سفراء للهويّة المشرقيّة، من خلال إسهاماتهم الفكريّة والاقتصاديّة والدبلوماسيّة، فشكّلوا جسور تواصل حضاريّ وثقافيّ بين الشرق والغرب. كتاب "الفرعون والقسيس" ليس فقط توثيقًا لمسار عائلة، بل مرآةٌ لذاكرة جماعيّة، وشاهدٌ على تفاعل الكنيسة الملكيّة الكاثوليكيّة مع محيطها، وعلى قدرة العائلات الوطنيّة على تجسيد القيم الروحيّة والمدنيّة في آن واحد، وبيانٌ للسبب الذي من أجله لم يلجأِ الروم الملكيّون الكاثوليك إلى تأسيس أحزاب لأنّها تناقض حقيقتهم وتاريخهم، وتأكيد على أنّ الروابط العائليّة هي أقوى من كلّ الروابط وهي الروابط التي يتألّف منها المجتمع ومن ثمّ الوطن. شكرًا للمؤلّف الشهير الأستاذ كمال ديب الذي أدرك هذه الحقيقة وشرع في كتابة "سلسلة العائلات اللبنانيّة، وشكرًا لدار النهار على نشر هذا العمل، وشكرًا وتهنئة لمعالي الوزير ميشال فرعون الذي سُررنا بأن أهدى الكتاب إلينا، آملين أن يشكّل هذا الكتاب تحفيزًا للقارئ المعاصر للبحث في تاريخ كنيستنا ومجتمعنا والسعي إلى تطوير أوطاننا بالعمل الجادّ والنزيه. شكرًا لكم جميعًا على حضوركم ومشاركتكم في إحياء هذا اللقاء. وفي الختام الصورالتذكارية وتوقيع الكتاب


ليبانون 24
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- ليبانون 24
لماذا يخافون شكر حكومة "معاً للإنقاذ"؟
كتب الوزير السابق جورج كلاس في"النهار": تعلمت من مدرسة الدنيا وشاهدتُ على مدرجِ الزمن، أن قيمتين أخلاقيتين، على المرء أن يعرف معنيهما، ويحرصَ على التقيِّد بآدابهما، فيتأكّد للمُتبَخْتِر والمُستَكبِرِ أنّ كلّ ما كان عليه إليه عائد، وكل ما هو فيه بائد، إذ لا شدة إلّا وتزول، وما من مَجْدٍ إلّا وهو إلى أفول. قيمةٌ "القَفا"، هي فنُّ حماية ظهر الصحبِ من طعنات الغدر. فيتقن الإنسان نبالة الدفاع عن صديقه وتحصينه ما استطاع إلى ذلك صبراً، إذا ما أدار الدهرُ ظهرَه لرفقةٍ وأصحابِ فضل، أو برمَتْ عقاربُ القَدَرِ عليهم بالمقلوب، استجابةً لمتغيراتٍ وتلبيةً لتعليمات وإنزالاتٍ وشراء ولاءات. فناموسُ حفظِ "القفا"، يؤبِّدُ الشخصَ أصيلاً حريصاً على الكرامات، غير آبهٍ بالتبدُّلات، فيبقى ابنَ أخلاقه وحاملاً لقيم أهله ومتعلِّقاً بالإيمانات وأميناً لكنوز الصداقات. فحمايةُ الظَهْرِ هي من أخلاقِ أهل الشرف وأصحاب النبالة. وقيمةُ "الوفا"، قانونها، ألّا ينسى الإنسان مَنْ له عليه فضلٌ، وأحلَّه في مجلسه، وكَسْرَ له على مائدته رغيفَ خبزٍ، ومنَحه ثقته من عُمْقِ القلب. عندها عليه أن يجهد لأنّ يحفظ للوفاءِ له في قلبه مقدارَ صلاةٍ من الدعاءات المستجابةِ، بأن يمنَّ الله عليه بواسع خيراته وعميق بركاته ووافر الصحة. وهذا أغنى الغنى. والوصيةُ الأرسخُ أن يكون الإنسان ابن وفاء، احتراماً لكرامته لذاته، وألّا يترك أحداً، مهما كان وأيّاً كان هذا الأحدُ أن يقتربَ من ظلّ صديقه للنيل من طيفه بالظلمة، ولَوْ غابتِ الشمسُ وأدمسَ الليل. فبعد ثلاث سنوات ونصف من خدمة لبنان في حكومة "معاً للإنقاذ" وفي ظروف ظالمة ومظلمة وقاسية ومجحفة، لا نتطلع إلى أن يشكرَ حكومتنا أحدٌ على ما تحملناه من ظلمٍ وصبرنا عليه من استهدافات وما أنجزناه من تقديمات باللحم الحيّ، فذلك من صلب الالتزام الوطني والواجب الدستوري الذي تعاهدنا عليه ووفينا له النذور، إذْ لا جلسة قَسَمٍ ولا رفع يدٍ، لا على كتاب مقدّس ولا على دستور ولا أمام رئيس أو هيئة دستورية، بخلاف مقام رئيس الدولة والقضاة والمحلَّفين والعسكريين. هي ظاهرة غير مفهومة، أنّ الوزير كجزء من السلطة التنفيذية لا يؤدي القسم، خصوصاً عندما تبيّن دستورياً أنه في حالة الشغور الرئاسي، تؤول بعض الصلاحيات غير اللصيقة برئيس الجمهورية إلى مجلس الوزراء مجتمعاً. فهل هذه سهوةٌ أم نسوَةٌ أم سقطة دستورية وماذا عن مراسيم أصدرتها حكومتنا في وضعها الدستوري الاستثنائي وأصبحت نافذة؟ نحن ليس علينا أن نقدِّمَ جردةَ حسابٍ لأحد، و لا أن نطلب براءة ذمَّةٍ من أيِّ أحد، ولا أن نستعطفَ أحداً ولا أن نطلب رضى أحد. فما أنجزته حكومتنا في مسيرتها الدستورية ومسارها الوطني، يستحق التقدير ويستوجبُ التنويه والشكر والاحترام والاعتراف بأنّها تجاوزت قطوعاتِ متشظية وحمت البلد، وأنجزت في المال والصحة والعدل والديبلوماسية والدفاع والخدمات والصناعة والشؤون والأمن والتربية، وعلى مدى مهام الوزراء الأربعة والعشرين، والذين تحملوا في مرحلة الشغور الرئاسي الذي امتد إلى أكثر من سنتين وأربعة أشهر، أوزار وهموم ومسؤولية صلاحيات الرئيس المنتقلة دستورياً إلى مجلس الوزراء، من دون المسّ بالصلاحيات اللصيقة بفخامة الرئيس. أفليس من حقنا تذكير الناس، كل الناس أننا عملنا من أجلهم لا لأجَلِهم، وأننا تسلمنا أنقاضَ مجتمع مهزوم مألومٍ مصدوم وخزينة بلا مال وشعباً بلا أمال، فجهدنا وأنقذنا وتوكلنا وسلَّمنا الأمانة، راضين ضميرنا، تكفينا نِعمتان: غفْوةُ الوسادة مَسوةً، وجرأةُ الوقفة أمامَ المرآةِ صُبحَةً. وإنّا بذلك لمجاهرون في قلب الشمس، ومحتمون بعين الله! لكن في النفس حَزَّةٌ، ألّا يشكرَ حكومةَ "معاً للإنقاذ" على عملها أحدٌ، ولو من شباك رفع العتب. وكأننا مخلوقات من كوكبٍ آخر… وكأننا حكومة من مجرَّةٍ ما بعد فلكية! فهل نسونا أو تناسونا، أو أنّهم خافوا أن يتذكرونا؟ من حقنا أن نسأل: ماذا لَو كتبَ نجيب ميقاتي يومياته؟ ماذا لو أنّ دولته ذكَرَ أحداثاً وتذكَّر مواقفَ وذكَّرَ بانبطاحاتٍ وألمحَ إلى زحفاتٍ؟ هو لنْ يفعلها بالطبع. لكن ماذا لو أرادَ أيُّ وزير أن يتذكر ويُذكِّرَ ويكتب ويقول بعضَ ما يعرف وما عانى؟ لكَ علينا وعلى لبنانَ الكثير يا دولة الرئيس! لكن ما لنا نحنُ عليك، هو أن تُحقِّقَ لنا حقّاً وطنياً، بأن تسعى مع فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لمنح الوزراء الأوسمة التي نستحقها بعد خدمةٍ بين عهدين وما بينهما من شغور، إذّاكَ نستغني عن كلّ شكر وظواهر لفظية، لأنّ تقليد الأوسمة هو إقرارٌ بأننا مُستحقون تقدير دولتكَ وثقةَ فخامة الرئيس ومحبة لبنان. نعم يا دولةَ الرئيس، فإمّا أن يُوشِّحونا، وإما أن يُوسِّمونا، وليس من منزلةٍ بين المنزلتين ولا خلفهما. محبتكم أرفعُ المقاماتِ يا دولة الرئيس ، بأوسمةٍ أو من دونها. نرجسياً. نتباهى زهواً أنّ الوسام الفرنسي الرفيع لدولة الرئيس ميقاتي ، هو وسامٌ تكريمي على صدرِ كلِّ مَنْ خدمَ الوطن وأنقذه من الضياع في زمن الاختلالات والشرذمات، ومن حقّنا أن نعتبر أنّ وسام فرنسا ، هو وسام لنا جميعاً، لكنّنا نطمحُ إلى أوسمة لبنانية من رئيس لبنان.


الوطنية للإعلام
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- الوطنية للإعلام
كلاس في ذكرى الابادة الارمنية: تحية لشعب إستطاع ان يستأنف الحضارة من جديد ويكون مواطناً حيثما وجد
وطنية - كتب الوزير السابق الدكتور جورج كلاس عبر حسابه على منصة "اكس "بمناسبة 24 نيسان، ذكرى الابادة الأرمنية: "الذكرى العاشرة بعد المئة للإبادة الأرمنية ، هي وقفة مجد للشهداء والضحايا الذين ارتفعوا فداء لإيمانهم، ومحطة تقدير للجهود العظيمة التي أثبت الأرمن من خلال عزيمتهم وحبهم للحياة انهم قادرون على تجاوز التحديات والاندماج الفاعل في المجتمعات والبلدان التي أصبحوا جزءاً من نسيجها الاجتماعي والكياني. حيث يوجد ارمني توجد فرص للنجاح. تحية لهذا الشعب الذي إستطاع ان يستأنف الحضارة من جديد ، ويكون مواطناً حيثما وجد".