logo
بيان ناري لـ'هيئة علماء المسلمين في العراق' بشأن جريمة اغتيال معلم القرآن صالح حنتوس في اليمن

بيان ناري لـ'هيئة علماء المسلمين في العراق' بشأن جريمة اغتيال معلم القرآن صالح حنتوس في اليمن

اليمن الآنمنذ 2 أيام
أكدت هيئة علماء المسلمين في العراق أن جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس على يد مليشيا الحوثي، تمثل حلقة جديدة من سلسلة الجرائم الطائفية التي يتعرض لها اليمنيون، لا سيما العلماء والدعاة، في ظل تصعيد ممنهج لسياسة الترهيب والإقصاء.
وفي بيانها رقم (1599) الصادر يوم 2 يوليو 2025، دانت الهيئة بشدة جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز معلمي القرآن الكريم ودعاة مديرية السلفية بمحافظة ريمة، والذي قُتل بعد محاصرة منزله ومسجده في قرية المعذب منذ صباح الثلاثاء 1 يوليو، واقتحامهما في اليوم التالي من قبل عشرات المسلحين، واستخدام قذائف صاروخية وأسلحة نارية أسفرت عن إصابة زوجته وعدد من أفراد أسرته بجروح خطيرة.
وأضاف البيان الذي وصل "المشهد اليمني" نسخة منه، أن المليشيا الحوثية اختطفت جثمان الشيخ عقب اغتياله، ثم نفذت حملات مداهمة واعتقالات طالت منازل القرية بالكامل، واعتقلت الرجال واقتادتهم إلى جهة مجهولة، في حين أضحت القرية خاوية من سكانها سوى النساء، في ظروف إنسانية وأمنية بالغة الصعوبة.
وأشارت الهيئة إلى أن الجريمة المركبة المتمثلة في الحصار والقتل والتهجير تمثل نمطًا واضحًا لجرائم الكراهية والتمييز الطائفي، الذي يهدد السلم المجتمعي، ويكشف عن تصعيد متعمد لسياسة الإرهاب الفكري والعقائدي الذي تمارسه المليشيا بحق معارضيها، لاسيما من أهل القرآن والدعاة الرافضين لأفكار الجماعة وممارساتها.
ووصف البيان الشيخ حنتوس بأنه شخصية دينية واجتماعية بارزة، أشرف على دار لتحفيظ القرآن وكرّس حياته للتعليم والإصلاح المجتمعي، وظل عرضة للتهديدات والمضايقات منذ سنوات بسبب موقفه الرافض للفكر الحوثي.
وانتقدت الهيئة ما وصفته بتغييب متعمد لحقيقة القضية اليمنية عن الرأي العام، لافتة إلى أن دوائر سياسية وإعلامية تسعى لتلميع صورة جماعة الحوثي تحت مظلة القضية الفلسطينية، متجاهلة سجلها الحافل بالجرائم الطائفية والإقصائية، ما يفضي إلى تضليل واسع واستغلال سياسي خطير.
من أنصار غزة إلى قتلة حملة القرآن.. صالح حنتوس يُسقط قناع الحوثيين ويفقدهم 'التعاطف العربي'
وأكدت الهيئة في ختام بيانها أن هذه الجرائم يجب أن تكون محل وعي شامل من الأمة ومكوناتها المختلفة، داعية إلى موقف جماعي سياسي وإعلامي وشرعي موحد، يُدرك طبيعة العدو وأدواته، ويمنع التماهي مع دعايته ومخططاته، مشددة على أهمية استعادة البوصلة في فهم التحديات ومواجهتها بشكل متكامل.
نص البيان:
بيان رقم (1599): المتعلق بجريمة اغتيال الشيخ الداعية صالح الحنتوس على أيدي ميليشيا الحوثي في اليمن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد ارتكبت الميليشيات الحوثية المتطرفة جريمة أخرى في سلاسل جرائمها الطائفية، التي يعاني منها أهلنا في اليمن؛ حينما أقدمت على اغتيال الشيخ (صالح حنتوس)، معلم القرآن الكريم وأحد أبرز دعاة مديرية (السلفية) بمحافظة (ريمة) غربي البلاد، والبالغ من العمر قرابة سبعين عامًا، بعد محاصرة منزله ومسجده في قرية (المعذب)، منذ صباح الثلاثاء (1 /7 /2025م)، ثم اقتحامهما، والسيطرة عليهما في اليوم التالي، وإجبار ذوي الشيخ الفقيد على المغادرة على الرغم من إصابة زوجته وعدد آخر من أفراد عائلته بجروح خطيرة نتيجة إطلاق النار المباشر الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، ومنها القذائف الصاروخية، والاستعانة بقوات دعم ضمت عشرات المسلحين.
ولم تقف جريمة الحوثيين عند هذا الحد؛ بل عمدت هذه الميليشيات عقب اغتيال الشيخ (حنتوس) إلى خطف جثمانه، ثم القيام بحملات مداهمات واعتقالات طالت جميع منازل القرية، وأسفرت عن اعتقال الرجال واقتيادهم إلى جهة مجهولة؛ حتى أمست القرية لا يقطنها أحد سوى النساء في ظل وضع إنساني صعب وحالة أمنية بالغة الخطورة.
إن الجريمة المركبة التي ارتكبها الحوثيون بحصار الشيخ (صالح حنتوس) -رحمه الله- وقتله وتهجير عائلته؛ أنموذج صريح لجرائم الكراهية والتمييز ذات الأبعاد الطائفية المهددة للسلم المجتمعي في اليمن، التي تعمل ميليشيات الحوثي على تصعيدها؛ لفرض حالة الترهيب تجاه اليمنيين، ولا سيّما أن الشيخ الفقيد يُعدُّ في طليعة الشخصيات البارزة دينيًا واجتماعيًا في محافظته؛ حيث أشرف على دار تحفيظ القرآن الكريم، وكرّس حياته للتعليم والإصلاح المجتمعي، على الرغم مما تعرض له من مضايقات وتهديدات مستمرة تمارسها هذه الميليشيات منذ سنوات؛ بسبب رفضه لأفكارها المتطرفة وسلوكها العدواني الإقصائي.
ومما يؤسف له في واقعنا المعاصر المليء بالأحداث الأليمة؛ أن حقائق القضية اليمنية مغيّبة عن الرأي العام وبعيدة عن مدارك كثير من الناس: عامتهم ونخبهم على السواء؛ حيث تعمل دوائر السياسة والإعلام على نقل صورة أحادية النظر ذات مغزى مقصود هدفه تلميع الميليشيات الحوثية على الرغم من إجرامها، باستغلال مظلة القضية الفلسطينية، وتغييب وعي الجماهير أو صرفه عن معرفة حقيقة هذه الجماعة التي نشأت مثلما نشأت شقيقاتها من الميليشيات الآثمة في العراق وغيره؛ لتكون أداة تدمير، ومولد فوضى، وعامل ترسيخ للمشاريع الاحتلالية، من بوابة الطائفية التي تضرُّ ولا تنفع، وتفسد ولا تصلح، وتهدم ولا تبني.
ونحن في هيئة علماء المسلمين في العراق إذ نتابع بألم واحتساب وصبر مجريات الأحداث التي تعصف بأشقائنا في اليمن ومنها الجرائم المدانة والمستنكرة التي تستهدف عمدًا العلماء والمصلحين ولا سيّما أهل القرآن الكريم منهم؛ فإننا نشدد على وجوب أن تعي أمتنا الكريمة -بمكوناتها جميعًا من: أفراد، ومؤسسات، وجماعات، وحركات، وما يلزمها من عمل سياسي، وإعلامي، ومواقف شرعية وإنسانية وغيرها- المسؤوليةَ الجمعيةَ الملقاة على عاتقها، التي توجب النظر إلى قضايا المسلمين على نحو شمولي لا منفرد، وتكاملي لا مفرق، وموحد لا مجزأ، بما يسهم في إدراك طبيعة العدو ومعرفة جبهاته المتعددة، والاحتراز من مخادعة أتباعه وأدواته وأكاذيبها المغلفة؛ من أجل ضبط البوصلة في مواجهته والتعامل معه في الأقوال والأفعال والمقاصد.
الأمانة العامة
7/محرم/1447هـ
2 /7 /2025م.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ "فرط صوتي" أدى إلى توقف حركة المطار
الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ "فرط صوتي" أدى إلى توقف حركة المطار

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون بصاروخ "فرط صوتي" أدى إلى توقف حركة المطار

أعلنت جماعة الحوثي، الأحد، تنفيذها عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون وسط إسرائيل، مستخدمة صاروخًا باليستيًا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". جاء ذلك في بيان متلفز ألقاه المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، وقال فيه إن "القوة الصاروخية نفذت عملية نوعية استهدفت مطار اللد (بن غوريون) في منطقة يافا المحتلة، بصاروخ فرط صوتي من نوع فلسطين 2". وأوضح سريع أن "العملية أصابت هدفها بدقة، وتسببت في حالة من الذعر وهروب ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، إضافة إلى توقف حركة المطار". وأشار إلى أن هذه العملية تأتي "نصرة للشعب الفلسطيني ومقاوميه في قطاع غزة، وردًا على جرائم الإبادة التي يواصل الاحتلال ارتكابها بحق المدنيين هناك"، مؤكدًا استمرار ما وصفها بـ"العمليات الإسنادية" حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن القطاع. وأكد المتحدث العسكري جاهزية قوات الجماعة للتعامل مع "أي تطورات قد تطرأ خلال الأيام المقبلة". وفي وقت سابق من اليوم نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن، مشيرًا إلى تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق بأنحاء البلاد.

بتوجيه مباشر من عبدالملك الحوثي.. جريمة اغتيال الشيخ حنتوس تكشف وجه الجماعة الدموي
بتوجيه مباشر من عبدالملك الحوثي.. جريمة اغتيال الشيخ حنتوس تكشف وجه الجماعة الدموي

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

بتوجيه مباشر من عبدالملك الحوثي.. جريمة اغتيال الشيخ حنتوس تكشف وجه الجماعة الدموي

كشفت مصادر استخبارية متطابقة أن جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس، معلم القرآن الكريم وأحد أبرز الشخصيات الدينية والاجتماعية في محافظة ريمة، لم تكن نتيجة قرار ميداني أو تصرف فردي، بل جاءت بأوامر مباشرة من زعيم ميليشيا الحوثي الإرهابية عبدالملك الحوثي، الذي أصدر تعليمات صريحة بتصفية الشيخ ومنع أي وساطات قبلية للتدخل، في جريمة تعكس مدى التوحش الذي تمارسه الجماعة بحق معارضيها. وبحسب ما أوردته صحيفة الثورة الرسمية، فإن المسلحين الذين نفذوا الهجوم على منزل الشيخ حنتوس تلقوا تعليماتهم من مكتب ما يُعرف بـ"السيد" التابع لعبدالملك الحوثي، وهو ما ينسف أي ادعاءات حول استقلال القرار الميداني، ويضع المسؤولية الكاملة على القيادة العليا للميليشيا. تنسيق مباشر مع الحرس الثوري الإيراني وذكرت المصادر أن القيادي الحوثي المدعو أبو الكرار المداني، وهو المسؤول عن ملف التصفيات الجسدية في الجماعة، قام بالتنسيق المباشر مع مكتب عبدالملك الحوثي، وأرسل رسالة سرية يطلب فيها التأكيد النهائي على تنفيذ الاغتيال، ليأتيه الرد القاطع بالتنفيذ الفوري، دون اعتبار لأي أعراف قبلية. وتؤكد المصادر أن محاولة بعض الأجنحة الحوثية تحميل المسؤولية لمدير ميليشيا الجماعة في مديرية السلفية ما هي إلا محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام وتبييض وجه القيادة، التي كانت خلف القرار وخطته المسبقة. اعتراف رسمي وتعهد بالقتل في تطور لافت، أقر القيادي الحوثي وعضو المكتب السياسي للجماعة عبدالله النعمي خلال مقابلة مع قناة المستقلة التي تبث من لندن، أن عملية اغتيال الشيخ حنتوس تمت بأوامر من أعلى مستويات قيادة الجماعة، في اعتراف علني يعزز من حجم الانكشاف الأخلاقي والسياسي للميليشيا، ويُحمّل عبدالملك الحوثي شخصيًا المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة. وفي سياق متصل، تم تداول تسجيل صوتي مؤثر نُشر عقب الجريمة، يُعتقد أنه من آخر كلمات الشيخ الشهيد حنتوس، قال فيه: "من معه عليّ دعوى يتحرك النيابة ويعمل لي دعوة، وأنا أعين لي محامي.. خصمي أنا وأنتم أمام الله.. تعتدوا عليّ وأنا داخل بيتي وفي الشهر الحرام.. أنا اليوم شهيد إن شاء الله." ويُظهر التسجيل أن الشيخ كان يوجّه حديثه لمجموعة من مشايخ القبائل الموالين للحوثيين، الذين أُرسلوا لتهديده وإرغامه على تسليم نفسه. وقد وجه إليهم تحذيرًا صارخًا: "اليوم عندي، وبكرة عندكم"، في مشهد يجسد ثباته وشجاعته أمام آلة القمع الحوثية. وفي لفتة إنسانية، أجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي اتصالًا هاتفيًا مع الشيخ سعد حنتوس، شقيق الشهيد، قدّم خلاله تعازيه الحارة، وأشاد بموقف الأسرة وصمودها. وأوضح شقيق الشهيد أن عشرة من أفراد الأسرة ما زالوا في قبضة الحوثيين، بينهم عدد من أبناء الشيخ المغدور، مضيفًا أن الأسرة تعاني آثارًا جسيمة من هذه الجريمة الوحشية. وتأتي هذه الجريمة ضمن سياق تصعيدي تنفذه ميليشيا الحوثي بحق الشخصيات الدينية والاجتماعية، خاصة أولئك الرافضين للانخراط في مشاريعها الطائفية أو التجنيد القسري. وتشير تقارير حقوقية إلى تصاعد وتيرة الانتهاكات بحق شيوخ القبائل، الدعاة، والمعلمين، ضمن سياسة تهدف إلى تفكيك المجتمع وإقصاء الرموز المستقلة. وتُعد محافظة ريمة، التي اشتهرت بموقف شعبي رافض للحوثيين، هدفًا متكررًا لهذه الانتهاكات، في إطار محاولات الجماعة فرض سيطرتها بالقوة بعد فشلها في كسب الحاضنة الاجتماعية هناك. ويعيد اغتيال الشيخ صالح حنتوس إلى الواجهة ملف التصفيات الجسدية الحوثية بحق من يرفضون الانصياع لمشروعها الطائفي المدعوم من إيران. ورغم بشاعة الجريمة، تظل المأساة الأكبر في صمت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية، إزاء ما وصفه حقوقيون بـ"القتل الممنهج لشخصيات مدنية ودينية تمثل صوت الاعتدال والقرآن". المصدر: يمن باب

ميليشيا الحوثي تختطف عشرة من أقارب الشيخ حنتوس في ريمة
ميليشيا الحوثي تختطف عشرة من أقارب الشيخ حنتوس في ريمة

اليمن الآن

timeمنذ 3 ساعات

  • اليمن الآن

ميليشيا الحوثي تختطف عشرة من أقارب الشيخ حنتوس في ريمة

كشف الشيخ سعد حنتوس، أحد أبرز رموز تعليم القرآن الكريم في اليمن ومؤسس أول دار لتحفيظ في البلاد، عن قيام ميليشيا الحوثي باختطاف عشرة من أفراد أسرته، بينهم أبناؤه، عقب اغتيال شقيقه الشيخ صالح حنتوس، في جريمة أثارت استنكاراً واسعاً في الأوساط الحقوقية والشعبية. وفي اتصال هاتفي تداولته منصات التواصل، تلقّاه الشيخ سعد من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، قدم خلاله العليمي تعازيه في مقتل الشيخ صالح، أوضح حنتوس أن الجماعة شنت حملة مداهمات طالت عدداً من أقاربه في محافظة ريمة، بالتزامن مع الهجوم الذي نفذته على منزل شقيقه وأدى إلى مقتله. ويُعد الشيخ سعد من أبرز الشخصيات التي كرّست حياتها للعمل القرآني والتربوي في اليمن، حيث أسس دار الفرقان لتحفيظ القرآن الكريم في صنعاء خلال القرن الماضي، وكان إلى جانب شقيقه الراحل من أوائل من حملوا مشعل التعليم القرآني في البلاد. يُذكر أن دار الفرقان كانت من أوائل المؤسسات المستهدفة من قبل الحوثيين عقب اجتياحهم للعاصمة صنعاء في عام 2014، حيث اقتحموا المبنى ومنعوا التعليم فيه، وحولوه إلى معتقل للخصوم، ولا يزال تحت سيطرتهم حتى اليوم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store