في باكستان- من فيض الذاكرة إصدار جديد للدكتور زيد أحمد المحيسن
عمان
عن دار الخليج للنشر والتوزيع، عمّان، صدر حديثًا كتاب جديد للدكتور زيد أحمد المحيسن بعنوان «في باكستان.. من فيض الذاكرة»، وهو عمل سردي يتجاوز حدود التوثيق، ليشكل في جوهره رحلةً فلسفية في عمق التجربة الإنسانية في زمن الغربة، حيث تتقاطع المعاناة بالشغف، والاغتراب بالاكتشاف، والحنين بالمعرفة.
يأتي هذا الكتاب بمثابة دفتر ذاكرة مفتوح، يكشف فيه المؤلف عن ملامح مرحلة مفصلية من حياته، عاشها على أرضٍ غريبة الشكل والمذاق واللغة، لكنها لم تلبث أن أصبحت وطناً آخر في القلب والعقل. فالذاكرة، كما يرى الدكتور زيد، ليست مجرد خزّان للأحداث، بل هي مرآةٌ تعكس كيف تشكّلت الذات في لحظات التحول، وكيف صاغت البيئة الجديدة نسغ الشخصية، وزادت من تفرّعها وامتدادها.
يمزج المؤلف في سرده بين نبض الحياة اليومية وهموم طالب العلم، بين واقع المدينة وسحر اللغة، وبين صرامة التحديات ورقّة الذكريات. ومن خلال أسلوبه السلس والعميق، يستعرض تجاربه الحيّة في مدن باكستان المختلفة، بدءًا من العاصمة إسلام آباد الهادئة، إلى لاهور المتدفقة بالتاريخ والثقافة، إلى كراتشي الصاخبة، وملتان ذات العبق الروحاني، وبيشاور التي تشبه متحفًا حيًّا، وصولاً إلى حيدر آباد، المدينة التي يتكلم فيها النهر بلغة الذاكرة القديمة.
في كل محطة من هذه المدن، لا يكتفي الكاتب بوصف المكان كحيّز جغرافي، بل يُحوّله إلى مساحة للتأمل في فلسفة المكان والهوية. فكل سوق شعبي، وكل طبق تقليدي، وكل زقاق عتيق، يصبح مدخلاً لفهم أعمق للحياة كما تُعاش لا كما تُروى. ينقل لنا المؤلف تفاصيل دقيقة عن المجتمعات المحلية، عن الناس الذين التقاهم، عن الأحاديث العفوية، والأطعمة التي تذوّقها، وحتى عن المواقف الطريفة التي أضفت على تجربة الغربة لونًا إنسانيًّا خالصًا.
لكن الكتاب لا يكتفي بالمشاهد الخارجية، بل يغوص في البنية الداخلية للذات المغتربة، متأملًا في تحولات النفس أمام تحديات اللغة، وصراع التكيّف، ومخاضات الإدراك، حيث تتحول قاعات الجامعة إلى ساحاتٍ للصراع من أجل البقاء والتميّز، وتتحول الصحبة والحوارات الفكرية إلى نوافذ تنفتح على الذات والآخر، على الثقافة والانتماء، وعلى حرية التفكير في بيئةٍ مشبعةٍ بالاختلافات والتماثلات.
وإن كان لكل رحلة بُعدٌ مكاني، فإن لهذه الرحلة أبعادًا روحية وثقافية واجتماعية تتجاوز جغرافيا باكستان لتلامس الوجدان الإنساني في كل مكان. ففي الغربة، يكتشف الإنسان كم هو مملوء بالوطن، وكم هي الأشياء الصغيرة التي يظنها عادية، تتحول إلى أيقونات شوق ومعنى عندما يغيب السياق ويظل الشعور حاضرًا. ومن هنا، يشكّل هذا الكتاب شهادةً أدبيةً وفكرية عن تجربة الاغتراب من الداخل، دون تزييف أو بطولات زائفة، بل بلغةٍ صادقةٍ تنبع من القلب وتستقر في القلب. «في باكستان.. من فيض الذاكرة» ليس مجرد سرد لرحلةٍ مضت، بل هو تذكيرٌ بأن الذاكرة قادرة على أن تمنح المعنى لأقسى اللحظات، وأن الكتابة عن الغربة قد تكون أحيانًا عودةً ثانية، ولكن أكثر وعيًا، إلى الذات، وإلى الوطن، وإلى الإنسان الذي كنّاه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

الدستور
منذ 2 أيام
- الدستور
في باكستان- من فيض الذاكرة إصدار جديد للدكتور زيد أحمد المحيسن
عمان عن دار الخليج للنشر والتوزيع، عمّان، صدر حديثًا كتاب جديد للدكتور زيد أحمد المحيسن بعنوان «في باكستان.. من فيض الذاكرة»، وهو عمل سردي يتجاوز حدود التوثيق، ليشكل في جوهره رحلةً فلسفية في عمق التجربة الإنسانية في زمن الغربة، حيث تتقاطع المعاناة بالشغف، والاغتراب بالاكتشاف، والحنين بالمعرفة. يأتي هذا الكتاب بمثابة دفتر ذاكرة مفتوح، يكشف فيه المؤلف عن ملامح مرحلة مفصلية من حياته، عاشها على أرضٍ غريبة الشكل والمذاق واللغة، لكنها لم تلبث أن أصبحت وطناً آخر في القلب والعقل. فالذاكرة، كما يرى الدكتور زيد، ليست مجرد خزّان للأحداث، بل هي مرآةٌ تعكس كيف تشكّلت الذات في لحظات التحول، وكيف صاغت البيئة الجديدة نسغ الشخصية، وزادت من تفرّعها وامتدادها. يمزج المؤلف في سرده بين نبض الحياة اليومية وهموم طالب العلم، بين واقع المدينة وسحر اللغة، وبين صرامة التحديات ورقّة الذكريات. ومن خلال أسلوبه السلس والعميق، يستعرض تجاربه الحيّة في مدن باكستان المختلفة، بدءًا من العاصمة إسلام آباد الهادئة، إلى لاهور المتدفقة بالتاريخ والثقافة، إلى كراتشي الصاخبة، وملتان ذات العبق الروحاني، وبيشاور التي تشبه متحفًا حيًّا، وصولاً إلى حيدر آباد، المدينة التي يتكلم فيها النهر بلغة الذاكرة القديمة. في كل محطة من هذه المدن، لا يكتفي الكاتب بوصف المكان كحيّز جغرافي، بل يُحوّله إلى مساحة للتأمل في فلسفة المكان والهوية. فكل سوق شعبي، وكل طبق تقليدي، وكل زقاق عتيق، يصبح مدخلاً لفهم أعمق للحياة كما تُعاش لا كما تُروى. ينقل لنا المؤلف تفاصيل دقيقة عن المجتمعات المحلية، عن الناس الذين التقاهم، عن الأحاديث العفوية، والأطعمة التي تذوّقها، وحتى عن المواقف الطريفة التي أضفت على تجربة الغربة لونًا إنسانيًّا خالصًا. لكن الكتاب لا يكتفي بالمشاهد الخارجية، بل يغوص في البنية الداخلية للذات المغتربة، متأملًا في تحولات النفس أمام تحديات اللغة، وصراع التكيّف، ومخاضات الإدراك، حيث تتحول قاعات الجامعة إلى ساحاتٍ للصراع من أجل البقاء والتميّز، وتتحول الصحبة والحوارات الفكرية إلى نوافذ تنفتح على الذات والآخر، على الثقافة والانتماء، وعلى حرية التفكير في بيئةٍ مشبعةٍ بالاختلافات والتماثلات. وإن كان لكل رحلة بُعدٌ مكاني، فإن لهذه الرحلة أبعادًا روحية وثقافية واجتماعية تتجاوز جغرافيا باكستان لتلامس الوجدان الإنساني في كل مكان. ففي الغربة، يكتشف الإنسان كم هو مملوء بالوطن، وكم هي الأشياء الصغيرة التي يظنها عادية، تتحول إلى أيقونات شوق ومعنى عندما يغيب السياق ويظل الشعور حاضرًا. ومن هنا، يشكّل هذا الكتاب شهادةً أدبيةً وفكرية عن تجربة الاغتراب من الداخل، دون تزييف أو بطولات زائفة، بل بلغةٍ صادقةٍ تنبع من القلب وتستقر في القلب. «في باكستان.. من فيض الذاكرة» ليس مجرد سرد لرحلةٍ مضت، بل هو تذكيرٌ بأن الذاكرة قادرة على أن تمنح المعنى لأقسى اللحظات، وأن الكتابة عن الغربة قد تكون أحيانًا عودةً ثانية، ولكن أكثر وعيًا، إلى الذات، وإلى الوطن، وإلى الإنسان الذي كنّاه.


الانباط اليومية
٢٠-٠٥-٢٠٢٥
- الانباط اليومية
"مبادرة نون للكتاب" على موعد مع "تدريب على الغياب" للقاص طارق عودة
الأنباط - تعقد مبادرة نون للكتاب جلستها التاسعة والعشرين في مكتبة عبد الحميد شومان بجبل عمّان، وذلك يوم السبت الموافق 31 أيار 2025، في تمام الساعة السادسة مساءً. وتستضيف الجلسة القاص طارق عودة لمناقشة مجموعته القصصية "تدريب على الغياب". تقدّم القاصة سمر السيد المشاركين الرئيسيين، ونبذة عن المجموعة القصصية، كما يقدّم الناقد والروائي مراد سارة قراءة نقدية للمجموعة، ويدير النقاش الناقد أسيد الحوتري. يشارك في الفواصل الشعرية الشاعر العراقي سعد يوسف بمجموعة من القصائد. كما يُنقل النقاش ببث حي ومباشر عبر صفحة مبادرة نون للكتاب على فيسبوك. نبذة عن المجموعة القصصية: في مجموعته "تدريب على الغياب"، يقدّم القاص طارق عودة نصوصًا قصيرة جدًا، لكنها مفعمة بكثافة المعنى وعمق الدلالة. يختصر الكاتب الواقع بلغة شفافة تُلامس جوهر التجربة دون أن تستغرق في التفاصيل. السرد لا يخضع دائمًا للتسلسل المنطقي، بل يتعمّد أحيانًا كسره لإحداث صدمة فكرية غالبا ما تتخفى خلف قناع السخرية. لا تُعنى القصص ببناء شخصيات متكاملة أو رسم مشاهد مطوّلة، بل توجّه بوصلة القارئ مباشرة نحو الفكرة. ولعل أبرز سماتها هذا التركيز المكثّف، كما في قصة "أحزان شوكة"، حيث يُختزل الألم الاجتماعي في صورة رمزية خاطفة، أو في قصة "مسالك"، التي تعرّي فقر الإنسان بلغة عارية من الزخرفة. أما العنوان الرئيس للمجموعة، "تدريب على الغياب"، فيحمل في طياته ثيمة مركزية: غيابٌ واعٍ، ربما للعقل، أو للروح، أو للقيم. لكنه ليس غيابًا عابرًا، بل حالة وجودية تدعو القارئ إلى التأمل واتخاذ موقف. تُقدّم هذه المجموعة تجربة سردية لا تراهن على الامتداد، بل على اللمعة التي تضيء ما وراء الكلام، وتعيد تشكيل الواقع بأدوات فنية تراهن على الإدراك والدهشة معًا. نبذة عن المؤلف: طارق محمود يوسف عودة، قاص وكاتب أردني، وُلِدَ في مدينة السلط في 9 نوفمبر عام 1975، ونشأ وترعرع في الأغوار الوسطى (الشونة الجنوبية والكرامة). تلقى تعليمه المدرسي في مدارسها، وأنهى دراسته الثانوية منها. درس التحاليل الطبية، وعمل بها لفترة طويلة، ثم عمل أخصائي "تطبيقات مخبرية" في مبحث الدم والتخثر في شركة طبية، مما جعله يتنقل في معظم محافظات الأردن وقراها. شارك في العديد من الأعمال التطوعية، كما نشط في العديد من نوادي القراءة مثل: 13 تحت الشمس، انكتاب، بيت الحكمة، وآوت أند أبوت (Out and About). صدر له كتابان عن دار الخليج للنشر والتوزيع: - في انتظار الضوء (نصوص وأشياء أخرى) 2025 - تدريب على الغياب (قصص قصيرة جدًا) 2025 وله كتاب قيد الطباعة بعنوان "بديل دائم"، إضافة إلى أعمال (مخطوطات) أخرى لم تُنشر بعد. وهو عضو في رابطة الكُتّاب الأردنيين، وعضو في لجنة القصة والرواية، وناشط في مبادرة نون للكتاب. يشارك في إعداد مراجعات أدبية للإصدارات المحلية والعالمية من خلال مقالات تُنشر أو مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، كما يشارك في المعارض السنوية للكتب، ويُعد ناشطا فاعلًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي. 1. المحور الأول: عتبات النص. 2. المحور الثاني: خصائص القصة القصيرة جدًا في "تدريب على الغياب". 3. المحور الثالث: أشكال الغياب في "تدريب على الغياب". إضافة إلى محور مفتوح يتيح للمشاركين طرح ما يشاؤون حول القاص ومجموعته القصصية.

الدستور
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
طبعة ثالثة من ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر
عمان عن دار الخليج للدراسات والنشر صدرت الطبعة الثالثة من كتاب ظلال وأصداء أندلسية في الأدب المعاصر في 194 ص تتقاسمها سبعة فصول في بابين اثنين. ففي الباب الأول يتناول الكتاب بالدراسة استدعاء النموذج الأندلسي في الشّعر مشيراً إلى بعض الشعراء والنصوص التي اتكأت على الرمز التاريخي الأندلسي والإسباني مفصلاً القول فيما يتراءى للباحث والدارس من رموز في شعر محمود درويش، بدءاً بمجموعته الشعرية الأولى «أوراق الزيتون» وانتهاءً بقصيدته المطولة: «أحد عشر كوكباً على المشهد الأندلسي» وبما أن لوركا يَعُدّ نفسه أندلسياً، وبما أن في شِعْره الكثير من الملامح والعادات والتقاليد العربية الإسلامية التي تتجلى في مسرحياته بوجه خاص، فقد تناول المؤلّف في الفصل الثاني تأثير مقتله في قصائد من الشعر العربي لشعراء عدّة منهم إبراهيم نصر الله، وعبد الوهاب البياتي، وسميح القاسم، وسعدي يوسف وأدونيس ومحمد عفيفي مطر وأحمد عبد المعطي حجازي. وعلى نحو أكثر تفصيلاً وعمقاً تناول المؤلف في الفصل الثالث تأثير لوركا الأندلسي في شعر محمد القيسي. وانتفع في هذا التناول من منهج الدراسات التقابلية، والمقارِنَة، معتمداً على المجموعة المختارة من أشعار لوركا Selected Poems إلى جانب ما تُرْجم من أشعاره إلى العربيّة في أزمنة متباعدة، وعواصم عربية متعددة. وعلى الرغم من أنّ «قصيدة النثر»، أو ما يوصف عادة بذلك، لا تسهم في كثير من نماذجها باستدعاء النموذج الأندلسي، فقد لفت في الفصل الرابع الانتباه إلى نصٌّ شعري لأمجد ناصر صدر عن دار النهار في بيروت (1996) بعنوان «مرتقي الأنفاس» لا لكونه قصيدة نثر بل لما فيه من توظيف تطبيقي لفكرة القناع القائمة على الإفادة من شخصية أبي عبد الله الصغير – آخر سلاطين الأندلس- وقد ظهر بعض التطابق، وبعض الاختلاف، في قصيدتي درويش «أحد عشر كوكباً» وقصيدة أمجد ناصر «مرتقى الأنفاس» مما شجّع المؤلف الباحث على تناول الظلال الأندلسية في هذا النص من غير أن يغفل عن الطبيعة الرجراجة، والإشكالية، لقصيدة النثر، سواء من حيث مغالطات التعريف، أو إشكالية البنية. أما الباب الثاني فقد أفرده المؤلف لثلاثة فصول تناولت ما في الأدب الشعبي من أصداء أندلسية وإسبانية امتزجت امتزاجاً عجيباً ومدهشاً ولظل الأندلسية في ثلاث من الروايات المتردمة لكل من أنطونيو غلالا طارق علي وأمين معلوف وهو لبناني يكتب بالفرنسية وقد ترجمت روايته ليون الأفريقي للعربية وصدرت في بيروت. ومما يلفت الأنظار ما كتبه، ودونه، الأمريكي واشنطن ارفنغ (1783- 1859) في كتابه « قصص الحمراء» Al-Hambra Tales من حكايات تلقي الضوء على العلائق الوجدانية، والثقافية، والروحية،بين مسلمي الأندلس، والإسبان، سواءٌ في زمن الحكم العربي أو بعده. لاسيما تصويره العلاقات الغرامية التي تصل بين عربيّة وإسباني، أو إسبانيّةٍ وعربيّ، أو العكس. والتنبيه على روح التسامح التي سادت العلاقات بين الفريقين حقباً طوالاً من الدهر. ويضم الباب أيضاً بحثاً عن الرواية التي تتّخذ من الأندلس – زمن السقوط وبعده - محوراً لها. وفي هذا الشأن لا بأْس من الإشارة للفصل السادس الموسوم أصداء الأندلس وظلالها في ثلاث روايات ، إذ هو دراسة نصّية لروايات تتناول شريحة تاريخية واحدة، تجري وقائعها في السنوات التي تلت سقوط غرناطة عام 1492. ومن هذا المنظور التقابلي يتّضح لنا أن وجهة النظر Point of view التي تسيطر على الكاتب تحدد المصير النهائي للأحداث، والأبطال، وتجعل المحتوى الذي ينسجم مع وجهة النظر تلك مؤثراً تأثيراً كبيراً في بِنْية العمل الأدبي، وعلاماته الدلاليّة من شخوصٍ سردية، وأزْمنة، وأماكن، وعلاقاتٍ وسرود متقاطِعة تَمْزِجُ التّاريخ –بمفهومه المجرّد- بالمتخيّل الأدبي.وأوضح الفروق بين رؤى الروائيين الثلاثة تتجلى في أن الإسباني غالا حاول تصحيح الرؤية التاريخية لسقوط الأندلس وإعادة النظر في مسؤولية أبي عبد الله الصغير عن هذا السقوط وفي هذا يلتقي مع أمجد ناصر في نمرتقى الأتنفاس وأما طارق علي فقد أبرز ما قام به الأندليون من ثورات ضد الإسبان ولا سيما ما يعرف بانتفاضة البشرات. واختلف أمين معلوف عن الاثنين باختيار حبكة سردية فتحت للنموذج الأندلس أبي الحسن الوزان أفقا كونيا ترك بصماته في التاريخ الثقافي في العالم المتمدد على شواطئ المتوسط. وغير بعيد عن هذا السياق ما يجده القارئ في الفصل السابع والأخير عن ثلاثية رضوى عاشور الموسومة «بثلاثية غرناطة» وإذا كان لابدّ من ملاحظات يذكرها المؤلف - ها هنا - عن هذه الرواية فإن فيها الكثير مما هو مستوحى من رواية طارق علي في ظلال الرمان . يذكر أن الطبعة الأولى من هذا الكتاب صدرت عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق سنة 2000 وفي سنة 2010 صدرت منه طبعة ثانية عن دار مجدلاوي بعمان، التي أضافت للعنوان الأصلي عنوانا فرعيا وهو مساهمة في الأدب المقارن. وهذه هي الطبعة الثالثة التي تختلف عن الطبعتين بمزيد من التنقيخ والتدقيق في الهوامش، إذ اتضح أن الطبعتين السابقتين لم تخلوا من بعض الأخطاء الطباعية، وبعض النقص.