
خبير سياسي مصري لـ«الوسط»: ترامب لا يمتلك خطة متكاملة بشأن ليبيا
يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د.مصطفى كامل السيد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يمتلك خطة متكاملة بشأن ليبيا، مؤكداً أن مشكلة الليبيين داخلية، ولن يحلها إلا أبناء هذا البلد.
ولفت الخبير المصري في حوار مع «الوسط» إلى أن الخلافات في ليبيا على عوائد النفط. وقال السيد إن ترامب يملك طموحاً شخصياً نحو الفوز بجائزة نوبل من بوابة «السلام»، مضيفاً إن واشنطن تريد إنهاء الحرب في غزة، لكنه ربط تغيير الوضع في غزة ومنطقة الشرق الأوسط بزوال حكومة بنيامين نتنياهو من المشهد.. إلى نص الحوار.
* وسط زخم الزيارة الأخيرة لترامب للشرق الأوسط، زاد الحديث عن خطة أميركية في جعبة ترامب بشأن ليبيا، عززتها أخيراً تصريحات مستشاره مسعد بولس؟
- لا أظن أن ترامب يمتلك خطة متكاملة بشأن ليبيا، هو فقط يطرح أفكاراً للحل على غرار ملفات إقليمية متعددة؛ لكن واقع الأمر يؤكد أن الحل في يد الليبيين أنفسهم، أخذاً في الاعتبار استمرار الانقسام بين شرق وغرب البلاد، وتصارع القوى السياسية والعسكرية المهيمنة على المشهد في العاصمة طرابلس، وهنا يبدو واضحاً أن الخلافات على عوائد النفط.
اللافت للانتباه أن الخلافات الداخلية بين أبناء البلد الواحد هي القاسم المشترك بين الدول العربية التي تعاني من أزمات سياسية وحروب أهلية، وهو ما ينطبق على سورية التي تعاني شقاقاً بين الأكراد والدروز والعلويين، وكذلك ينطبق الوضع على السودان.
* كيف تقيِّم رؤية ترامب للمنطقة في ضوء زيارته التي سبقتها دعاية إعلامية حاشدة؟
الرئيس الأميركي ترامب يملك طموحاً بالحصول على جائرة نوبل، خصوصاً بعدما أوحى له بعض كتاب الرأي في الجرائد الأميركية أنه يمكن أن يدخل التاريخ لو تمكن من تحقيق السلام في الشرق الأوسط، كما صرح هو بأن مشاكل الشرق الأوسط معقدة، ولكن فيها بعض الفرص، كما أعرب عن تطلعه أن يدخل البيت الأبيض وقد جرى وضع نهاية للحروب الدائرة في الشرق الأوسط وكذلك حرب أوكرانيا
ومن منظور مصلحة الولايات المتحدة، فإن واشنطن تريد إنهاء الحرب في غزة للوصول إلى أهداف استثمارية وهي استراتيجية ترامب التي تحركه في ملفات عدة.
* كيف تقيِّم زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب؟
من المبكر الحديث عن تصور لترامب بشأن «الدولة الفلسطينية»، لكن هذه الزيارة المهمة واكبتها إشارة ذات دلالات، وهي أن ترامب لن يزور إسرائيل خلال جولته الشرق أوسطية المقبلة، وهي ما تعد سابقة لم تحدث سوى مع الرئيسين دوايت أيزنهاور وجورج بوش الأب.
كما أنه استبقتها وواكبتها إشارات مهمة من بينها عدم إبلاغ ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل مسبق وقف الحرب ضد الحوثيين، أو تفاصيل المفاوضات النووية مع إيران.
* هل ما يزال الحديث عن مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قائماً؟
ترامب تنازل منذ فترة عن فكرة تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة؛ بل إن إدارته أجرت اتصالات نادرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال الأيام الماضية، وعلى إثر ذلك جرى الإعلان عن إطلاق سراح مزدوج الجنسية الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، وهذا أيضا تطور مهم.
* على ذكر غزة؛ كيف ترى الموقف العربي وسط هذه المتغيرات؟
كما قلت سابقاً وأكرر، لا توجد مواجهة عربية جادة للمشروع الصهيوني، ولم تتضامن حكومة عربية واحدة مع النضال المسلح للشعب الفلسطيني في غزة أو الضفة الغربية، واكتفت كلها بالعمل الدبلوماسي من خلال المنظمات الإقليمية والدولية.
تحليل الواقع القائم يكشف ببساطة أن ست دول عربية لها علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، وتتعدد الاتصالات ويتبادل بعضها مع إسرائيل علاقات اقتصادية أو يقدم لها تسهيلات مرور عبر أجوائها وأراضيها.
وأفضل ما تقوم به حكومات عربية مساندة للشعب الفلسطيني هو جهود الوساطة التي تقوم بها حكومتا مصر وقطر أملا في الوصول إلى وقف الحرب، وهي جهود تصطدم برفض الحكومة الإسرائيلية.
* وكيف ستمضي ما تعرف بـ«الاتفاقات الإبراهيمية» أو استكمال مخطط التطبيع العربي مع إسرائيل؟
من المستبعد أن يمارس ترامب ضغوطاً على الدول العربية للمضي في الاتفاقيات الإبراهيمية، خصوصاً في ظل استمرار الحرب على غزة، التي تعوق التوصل إلى سلام شامل.
* ماذا عن المفاوضات الأميركية وإيران في ضوء هذه الزيارة؟
المفاوضات الأميركية - الإيرانية عقدت أحدث جولاتها في العاصمة العمانية مسقط الأسبوع الماضي، ومن المبكر الحديث عن مفاجأة بشأن التوصل لاتفاق في قضية قد تستغرق وقتاً، خصوصاً وأن الجانب الإيراني يتمسك بتخصيب اليورانيوم، وهو ما يعتبره الأميركيون «خطاً أحمر».
* هل ربما مارس ترامب ضغوطاً على الإمارات لوقف دعمها لقوات الدعم السريع؟
أستبعد ممارسة أي ضغوط أميركية من أي نوع على أبوظبي خلال هذه الزيارة، رغم الضلوع الإماراتي المعروف في دعم أحد أطراف الحرب الأهلية في السودان، والمشكلة هنا عند السودانيين أنفسهم الذين يواجهون خلافات داخلية تؤجج نيران الحرب.
* ما تقييمك للتغيرات التي شهدتها خارطة الشرق الأوسط بعد حرب غزة الأخيرة؟
بالطبع خارطة الشرق الأوسط تغيرت بعد مكاسب حققها الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان وسورية، جعلت الوضع أكثر تعقيداً، وهو ما لم يتغير في ظل استمرار حكومة بنيامين نتنياهو في سدة السلطة داخل إسرائيل، وأن تغيير هذا الوضع يرتبط بزوال هذه الحكومة من المشهد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 39 دقائق
- الوسط
ترامب يعلن بناء الولايات المتحدة درعا صاروخية باسم «القبة الذهبية»
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطط بناء درع صاروخية باسم «القبة الذهبية» بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكدا أنها ستوضع في الخدمة في نهاية ولايته الثانية. وقال ترامب في البيت الأبيض «خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعا صاروخية متطورة جدا» مضيفا: «يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة». وقال إن الكلفة الإجمالية للمشروع تصل إلى «حوالى 175 مليار دولار» عند إنجازه، بحسب وكالة «فرانس برس».


الوسط
منذ 3 ساعات
- الوسط
«وسط الخبر» يناقش: بلاد تنتظر الميادين.. عطالة سياسية فمن يحتل الشارع؟
يجري برنامج «وسط الخبر» على قناة «الوسط» (Wtv) نقاشًا في العاشرة مساء اليوم الثلاثاء بتوقيت ليبيا حول التفاعلات الأخيرة في العاصمة طرابلس، في ضوء الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت ضد حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» برئاسة عبدالحميد الدبيبة. وشهدت طرابلس تظاهرات في أعقاب توترات أمنية عقب مقتل قائد ما كان يسمى «جهاز دعم الاستقرار» عبدالغني الككلي المعروف باسم «غنيوة»، ثم قرارات الدبيبة ذات البعد الأمني والعسكري. وبعد موجة الاحتجاجات تبادلت الأطراف السياسية تصريحات مضادة، في إطار تحميل المسوؤلية للحالة الأمنية والجمود السياسي الذي أصاب البلاد، وسط تساؤلات عن مصير حكومة الدبيبة ومستقبل الاستقرار السياسي، وهو ما تناقشه قناة «الوسط» مع خبراء ومتابعين للشأن العام. تردد قناتي «الوسط» (Wtv) على النايل سات ■ تردد الوسط (Wtv 1): HD 11096 | أفقي | 27500 | 5/6 ■ تردد الوسط (Wtv 2): SD 10815 | أفقي | 27500 | 8/7


عين ليبيا
منذ 5 ساعات
- عين ليبيا
تشارلز كوشنر.. من رجل أعمال مثير للجدل إلى سفير أمريكا الجديد في فرنسا
وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ضئيلة على تعيين تشارلز كوشنر، رجل الأعمال العقاري ووالد جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب، سفيرًا لدى فرنسا. وجاء هذا التعيين وسط جدل واسع بسبب سجل كوشنر في التهرب الضريبي، حيث سبق أن حصل على عفو رئاسي من ترامب في ديسمبر 2020 بعد إقراره بالذنب في قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي وتقديم تبرعات غير قانونية للحملات الانتخابية. ويعد كوشنر مؤسس شركة 'كوشنر كومبانيز' العقارية، بينما شغل ابنه جاريد منصب كبير مستشاري البيت الأبيض في فترة ولاية ترامب الأولى، وهو متزوج من إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس. وخلال جلسة التأكيد، وصف ترامب كوشنر بأنه 'قائد أعمال بارز، ومحسن، وصانع صفقات مميز'. من جهته، أكد كوشنر عزمه العمل على تعزيز العلاقات الأمريكية-الفرنسية، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق توازن أكبر في التعاون الاقتصادي والدفاعي بين البلدين، ودعم جهود فرنسا لقيادة الاتحاد الأوروبي نحو توافق مع الرؤية الأمريكية في مجال الأمن. ويأتي تعيين كوشنر في ظل توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا، على خلفية سياسات ترامب التجارية والدور الأمريكي في حرب أوكرانيا، وسط تأكيدات من كوشنر على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين والتزامه بتعزيزها، كما أشار إلى خلفيته العائلية، كابن لأسرتين من الناجين من المحرقة النازية، ما يشكل جزءًا من مسيرته الشخصية والمهنية. يذكر أن تشالز كوشنر هو رجل أعمال أمريكي بارز في قطاع العقارات، وهو والد جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره السابق، ويُعرف كوشنر بأنه مؤسس شركة 'كوشنر كومبانيز'، التي تُعد من أبرز الشركات العقارية في الولايات المتحدة. في ديسمبر 2020، حصل كوشنر على عفو رئاسي من ترامب بعد إقراره بالذنب في قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي وتقديم تبرعات غير قانونية للحملات الانتخابية، مما أثار جدلاً واسعاً حول تعيينه في منصب دبلوماسي. ويمثل تعيين كوشنر في منصب سفير الولايات المتحدة لدى فرنسا خطوة مهمة في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين، التي شهدت توترات بسبب السياسات التجارية الأمريكية السابقة والدور الأمريكي في الأزمات الدولية مثل حرب أوكرانيا. يسعى كوشنر إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي بين واشنطن وباريس، كما يهدف إلى دعم فرنسا في قيادة الاتحاد الأوروبي نحو تنسيق أمني يتماشى مع الرؤية الأمريكية. هذا وتتمتع العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا بتاريخ طويل من التعاون والتحالف، لكنها شهدت في السنوات الأخيرة بعض التوترات التي أثرت على الديناميكية بين البلدين، وكانت فرنسا من أوائل الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة في العديد من القضايا الدولية، خصوصًا في الحروب العالمية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مع ذلك، سياسات الإدارة الأمريكية السابقة، بقيادة دونالد ترامب، أدت إلى توترات ملحوظة، خاصة بسبب قرارات ترامب المتعلقة بالتجارة، فرض تعريفات جمركية على المنتجات الأوروبية، وسحب بعض القوات الأمريكية من مناطق استراتيجية، مما أثار انتقادات فرنسية وأوروبية. إضافة لذلك، اختلف البلدان في وجهات نظرهما حول كيفية التعامل مع الأزمات الدولية مثل النزاع في أوكرانيا، وقضايا الأمن في الشرق الأوسط، مما زاد من صعوبة التنسيق المشترك، ومع تعيين تشارلز كوشنر سفيراً جديداً للولايات المتحدة في باريس، تتطلع واشنطن إلى إعادة بناء جسور التعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية، خصوصًا مع رغبة كوشنر في دعم فرنسا لتقود الاتحاد الأوروبي باتجاه توافق أمني متين يعزز التحالف عبر الأطلسي.