
العمل الإنساني العالمي.. مفاهيم راسخة تمثل الضمير الحي للبشرية
16
الدوحة - قنا
يعد اليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2008 ويُصادف 19 أغسطس من كل عام، مناسبة لتذكير البشرية بقيم العمل الإنساني وأهمية استحضارها دائما.
ويهدف هذا اليوم إلى تقدير جهود العاملين في المجال الإنساني الذين ينقذون الأرواح في أكثر الأماكن خطورة، ورفع الوعي العالمي حول القضايا الإنسانية ومعاناة المتضررين، إلى جانب الدعوة لدعم العمل الإنساني ماليا وسياسيا في ظل التحديات المتزايدة.
واختارت الأمم المتحدة شعارا لليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2025 بعنوان "تعزيز التضامن العالمي وتمكين المجتمعات المحلية"؛ بهدف توحيد الشركاء الإنسانيين في الدعوة إلى حماية وكرامة ورفاهية الأشخاص المتضررين من الأزمات، وضمان سلامة عمال الإغاثة.
وفي السياق، وفي ظل المعاناة الإنسانية المستمرة والمتنوعة التي تعيشها البشرية جراء ويلات الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والفقر في عدد من مناطق العالم، يبقى العمل الإنساني شعلة الأمل التي لا تموت، تقدم العون لكل الضحايا. ويبقى عمال الإغاثة والمساعدات الإنسانية يخاطرون بحياتهم في سبيل إنقاذ المحاصرين من دوائر الخطر أو تخفيف المعاناة عن الكثير ممن يحتاجها.
وحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن أعداد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية حول العالم يزداد في كل عام، وتواجه العمليات الإنسانية جملة من التحديات مثل: انعدام الأمن، ونقص التمويل، والقيود السياسية والبيروقراطية، كما أنه يتم في بعض الأحيان استهداف العاملين الإنسانيين في مناطق النزاع المختلفة في ميدان العمل الإنساني حول العالم.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت منذ حلول العام الحالي نداء عاجلا لجمع ما يزيد عن 47 مليار دولار لمساعدة ما يقرب من 190 مليون شخص عبر 72 دولة حول العالم.
وحسب الأمم المتحدة، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحتاج إلى 15.9 مليار دولار؛ وذلك لتلبية الاستجابة العاجلة والزيادات الكبيرة للتمويل المطلوب في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، وهو ما يمثل 34 في المائة من الحاجة العامة للعمل الإنساني العالمي.
وقد أدى تصاعد الأزمة في السودان إلى زيادة متطلبات التمويل في شرق وجنوب إفريقيا إلى 12 مليار دولار بعد وصول أعداد كبيرة من اللاجئين السودانيين إلى تشاد ودول أخرى، في حين تمثل الحاجة للتمويل في غرب ووسط إفريقيا 7.6 مليار دولار، فيما تظهر الحاجة في منطقة آسيا والمحيط الهادي في الوقت الراهن إلى 5.1 مليار دولار وبشكل خاص في ميانمار، في حين تحتاج أوروبا إلى 3.3 مليار دولار، لا سيما في أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، تحدث توم فلاتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، عن العقبات التي تعترض العمل الإنساني على مستوى العالم، قائلا إن 400 مليون طفل يعيشون في مناطق النزاعات حول العالم، وأن طفلا من بين كل خمسة أطفال يفرون من هذه المناطق طلبا للنجاة، وغالبا ما تكون الفئات الضعيفة من النساء والفتيات هن الأكثر تضررا، وسط عدم كفاية الرعاية وتفشي العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وأضاف أن العقل الإنساني لا يتصور إن تكون كل المعاناة الإنسانية التي نعايشها هي من صنع الإنسان، فالحروب في كل من غزة والسودان وأوكرانيا تتسم بضراوة القتال وشدته.
وفي الاتجاه ذاته، ومع استمرار وقوع الحروب والصراعات المسلحة، يصبح الملايين في حاجة ماسة للمساعدات الغذائية والطبية، بينما يواجه عمال الإغاثة صعوبات بالغة في الوصول إلى المتضررين، مع أخطار عالية على سلامتهم.
وقد انتهجت الأمم المتحدة الدبلوماسية الإنسانية كأداة رئيسية لتعزيز السلام والأمن والتنمية عبر الحوار والوساطة والتعاون الدولي، مع التركيز على حماية حقوق الإنسان وتطبيق المبادئ الإنسانية، التي تهدف إلى منع الصراعات وحل النزاعات سلميا، وتقديم المساعدة الإنسانية للمحتاجين، وتعزيز التنمية المستدامة.
وتتجلى أهمية الدبلوماسية الإنسانية في العالم المعاصر من خلال دورها الحيوي في تعزيز العمل الإنساني، والاستجابة للاحتياجات الملحة للمجتمعات المتضررة، فهي تسهم في تيسير الوصول إلى المناطق المتأثرة، بما يفتح القنوات اللازمة لتقديم المساعدات الإنسانية، لا سيما في مناطق النزاعات والصراعات، وتعزز الاحترام للقانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين وضمان سلامة المساعدات أثناء النزاعات.
كما تعمل الدبلوماسية الإنسانية على بناء الثقة مع الفاعلين المحليين والدوليين لتسهيل التنسيق والتعاون في تقديم المساعدات بكفاءة، وتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني من الأخطار والاعتداءات عبر التفاوض والعمل مع الجهات المختلفة.
إضافة إلى ذلك، تعزز الدبلوماسية الإنسانية الاستجابة السريعة للأزمات من خلال وضع آليات فعالة للتدخل الطارئ، وتعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات، ما يسهم في تحقيق استجابة أكثر تنظيما وفاعلية للأزمات العالمية وحماية حقوق المتضررين والعاملين في مجال الإغاثة.
وفي الإطار ذاته، قدمت دولة قطر جهودا متعاظمة في الدبلوماسية الإنسانية، مثل المساعدات الإنسانية الكبيرة في العديد من الأزمات حول العالم، مثل الأزمة في غزة والسودان وسوريا، وغيرها، كما لعبت قطر دورا مهما في الوساطة في العديد من النزاعات.
وكانت دولة قطر، قد وقعت اتفاقية مع الأمم المتحدة لإنشاء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الدوحة، لتعزيز التعاون في مجال المساعدات الإنسانية.
ومن أنصع جهود الدبلوماسية الإنسانية الراقية ما يقدمه منتدى الدوحة، والذي يعد منبرا عالميا رائدا في تناول القضايا الدولية المعاصرة، وواحدة من أكبر المنصات الدولية للدبلوماسية والحوار والتنوع، حيث يجمع المنتدى سنويا نخبة من رؤساء الدول والحكومات، وصناع السياسات، وقادة الرأي، إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم.
ويعقد المنتدى سنويا في الدوحة، بمشاركة محلية ودولية كبيرة، وتحدد اللجنة المنظمة للمنتدى شعارا سنويا لكل دورة من دوراته تندرج تحته العديد من موائد الحوار والنقاش والجلسات التي تخدم أهدافه، والتي تتركز في إطلاق حوار حول التحديات الحرجة التي تواجه العالم، وتعزيز تبادل الأفكار وصناعة السياسات وتقديم التوصيات القابلة للتطبيق.
وقد أسهمت مخرجات منتدى الدوحة بنسخه كافة، في رسم الخطوط والمؤشرات وإعداد برامج العمل للتحركات الدبلوماسية الكفيلة بمعالجة المشاكل والتحديات المعاصرة، وتمهيد الأرضية والطريق لإيجاد أفضل الحلول للقضايا والأزمات التي تؤرق العالم وتهدد حياة الملايين؛ من أجل العبور بالبشرية إلى بر الأمان انطلاقا من الإيمان بأن مستقبل الإنسانية المشترك رهين بالاستقرار والأمن وحق الجميع في الوجود.
وفي الاتجاه ذاته، يبذل الهلال الأحمر القطري جهودا مكثفة في مجال الدبلوماسية الإنسانية لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول والمنظمات الإنسانية العالمية، حيث يعتبر الهلال الأحمر القطري عضوا ناشطا في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مما يساهم في تعزيز دوره الدبلوماسي من خلال الشراكات والاتفاقيات مع المنظمات الإنسانية الأخرى؛ بهدف تحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في المجتمعات المتضررة.
وذلك من خلال جملة من الأهداف؛ أهمها بناء قدرات الهلال في مجالات المناصرة والمفاوضات والدبلوماسية الإنسانية، وزيادة فرص الوصول إلى صانعي القرارات والتأثير والتعاون معهم لما هو في مصلحة المستضعفين باحترام المبادئ الإنسانية الأساسية، وتحديد القضايا الإنسانية المهمة وترتيبها حسب الأولوية، ووضع وتنفيذ خطط الدبلوماسية الإنسانية للقضايا الإنسانية المهمة، بحيث تتضمن الأهداف، والجمهور المستهدف، والشركاء، والرسائل الرئيسية والمواد الداعمة، إلى جانب إقامة تواصل فعال مع الجهات الفاعلة والمؤثرة للمناصرة، وحشد التأييد والدعم للقضايا الإنسانية.
وحسب الخبراء والمهتمين بمجالات العمل الإنساني، وفي ضوء التحديات العالمية المتزايدة، تظل الدبلوماسية الإنسانية أداة حيوية لا غنى عنها لدعم الاستقرار وتخفيف معاناة الناس، ويظهر الدور الشامل والمتعدد الأبعاد لها في تعزيز التعاون والتضامن لمواجهة الأزمات الإنسانية المتباينة، ويتطلب تحقيق هذا الهدف التزاما جماعيا من قبل الدول والمجتمعات والمنظمات الدولية والمحلية، فالتحديات الإنسانية لا تعترف بالحدود الجغرافية، ولا تعتبر ذكرى اليوم العالمي للعمل الإنساني مجرد احتفال، بل هو دعوة مفتوحة لتقدير الجهود الإنسانية حول العالم، ودعم من يهتمون ويقفون في الصفوف الأولى لمساعدة البشر في أشد لحظات ضعفهم وحاجتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الشرق
منذ 6 ساعات
- صحيفة الشرق
من يشتري الوهم مني؟!
225 «مسافر زاده الوهم». سيكون هذا شعار المستقبل! الخيال لم يعد متاحا بعد الآن.. فبضاعة أعداء الإنسانية الوحيدة المطروحة في الأسواق، وعلى الإنترنت، وفي كل مكان، أوهام في أوهام!. أصبحت الأمور الآن واضحة لكل ذي عين ترى، لقد أكمل أعداء الإنسانية، أو يكادون، البنية التحتية لنظامهم العالمي الجديد، عملية طويلة من الاستبدال المنهجي لأنظمة الحياة الطبيعية بأنظمة «صناعية» لاستغلال الشعوب في كل تفاصيل الحياة- المال، والماء، والغذاء، والصحة، والتعليم، والمعلومات، وحتى الإيمان، والإنسان، الذي يصنعون بديلا عنه، (السايبورج)، والأقنعة التي يضعونها على الوجوه ويرتكبون بها كل الموبقات، فينتحلون بها الشخصيات، ويُحيون من مات، أو هو ميت حي، مثل الرئيس السابق بايدن.. مرحبا بكم في عالم المسيخ الدجال!. ما بدأ صغيرا وقليلا كتغييرات متفرقة، من أجل، و»بفضل» التقدم العلمي، تحوّل إلى عملية متكاملة على كل المستويات لجعلنا نعيش بالكامل في عصر اللا واقع، أو «هايبر رياليتي، Hyper-Reality»، أو عصر المسيخ الدجال، استبدال كامل للواقع الحقيقي بواقع صناعي تصنعه الفرامانات والقوانين اللا ديمقراطية، وليس التطور الطبيعي للحياة، واستبدال الملكية الخاصة بإمكانية الاستخدام فقط، واستبدال الكفاءة بالولاء والطاعة. لقد نفذت الحكومات التابعة للنخب عملية إفقار منظمة بطريقة مهندسة ومحسوبة لجعل الملكية الفردية أمرا بعيد المنال. مثلا: في أمريكا الشمالية، في عام 1950 كانت نسبة ملاك المنازل من الشباب، في الثلاثينيات من العمر، 52%، بينما انخفضت إلى 13 % هذا العام 2025، وستظل تنخفض. على أن نزع الملكية التدريجي لا يتوقف هنا. قبل أيام أصدرت السلطات الكندية قانونا جديدا بفرض غرامة قاسية، 30 ألف دولار، على أي فرد يضع قدمه في الغابات الخاضعة للتاج البريطاني، بحجة منع الحرائق. وبحسب الموسوعة الكندية فإن 90 % من أراضي كندا خاضعة للتاج البريطاني! أي أنهم يصادرون حرية الشعب معظم أنحاء بلده بحجة تجنب إشعال الحرائق. والسبب الحقيقي، بحسب مراقبين، هو مصادرة ملكية الشعب الفعلية لتلك الأراضي وإكمال تجارب خطة السيطرة والتحكم التي بدأت مع مسرحية كورونا، وطبقت بقسوة في كندا واستراليا وأمريكا بالذات. لقد زيفوا كل شيء وطمسوا كل الحقائق وجعلوها وهمًا. وكل هذا نتاج نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي تم تعديله بنظام النقود الورقية الوهمية غير المدعومة بغطاء الذهب الذي دُشن بإعلان نيكسون الشهير في 15 أغسطس 1971، والذي مهد لانفجار ظاهرة الخصخصة التي خلقت بدورها ندرة وغلاء وصعوبات مصطنعة في كل مجالات الحياة، وساهمت في تعزيز السيطرة على الحكومات. لقد سحبوا من الحكومات كل الحقوق التي أقرتها اتفاقية «ويستفاليا» إلا حق احتكار العنف. ومن الآن فصاعداً سيستهلك النظام العالمي طاقات البشر وفق «قوانين السخرة»، التي تفرضها خطة كلاوس شواب لإعادة ضبط العالم: لن تملك شيئا وستكون سعيدا!. وأي مستقبل ذاك الذي لا يكون فيه للإنسان أمل في امتلاك شيء، ويكون سعيدا!. في عالم «شواب»، ذاك، ستكون المعادلة هي الامتثال والطاعة مقابل الحياة، (الأكل والشرب والنوم)، وإما الموت. وهذه العملية أبعد كثيرا من صناعة الفقر التي ناقشتها سابقًا. فهم لا يكتفون بالتحكم المالي والسياسي، بل يغيرون قواعد اللعبة كلها للتحكم الكامل في الشعوب، وفق برنامج «إم كيه ألترا»، الذي أظهرت قضية، منظورة أمام القضاء الكندي في مونتريال حاليا، لضحايا البرنامج أنه لم يكن تجارب معزولة، بل عملية تكييف نفسي شاملة للمجتمع بأسره. هذا ما تؤكده كاثرين أوستن فيتس المسؤولة السابقة بالإدارة الأمريكية، في كتاب جديد بعنوان «النهب: تمويل البانوبتيكون». والبانوبتيكون كما شرحته من قبل هو سجن دائري يمكّن السجان أو «الأخ الأكبر» من رؤية ومراقبة المسجونين طول الوقت. تتحدث الكاتبة عما تسميه «المؤامرة الكاملة»، وتكشف عن تبخر أكثر من 36 تريليون دولار من الميزانية الأمريكية قائلة: «إن من يحكموننا يشنون حربا علينا.. إنه «انقلاب مالي». تضيف: أنظمة التحكم والمراقبة لا تراقبنا فحسب، بل تُهيئنا باستمرار لضمان الامتثال»، وهذا يجعل الحرية وهما آخر. وتشرح: «فكرة «بانوبتيكون» تُنشئ الركيزة النفسية التي تجعل الاستغلال والخضوع ممكنًا... نحن لا نُسرق فحسب، بل نُبَرمج للرضوخ لسرقتنا.» خير مثال على ذلك هو قانون حظر الاقتراب من الغابات في كندا. إنهم يصادرون 90 % دفعة واحدة من الأراضي!. لعقود وعقود كان الناس يخرجون في الصيف وحتى في الشتاء للتخييم في الغابات والجبال، بلا قيود في بلاد الحريات. الآن بات محظورا عليهم ذلك. المشكلة الحقيقية ليست هنا، بل فيما سيلي. فتنفيذ هذا القانون يتطلب فرقا وأجهزة رقابة شبه شاملة. وهم بذلك يحولون الهواء الطلق إلى بانوبتيكون. وبمجرد ترسيخهم هذه السلطة وخضوع الناس لها، ما الذي يمنعهم من استخدامها بحجج أخرى؟!. عندها تصبح حالات الطوارئ ذرائع متكررة لتقييد حرية البشر. وتصبح القواعد المؤقتة أدوات دائمة للتحكم وتصبح حرية التجول امتيازًا يُمنح بشروط. وهنا سيكون عليك أن تشتري ما كان مجانيا سابقا. وتصبح حريتك وحقوقك شعاراتٍ وأوهامًا. تقول كاثرين فيتس وغيرها إن هذه تجربة أخرى، بعد تجربة كورونا، لمدى السيطرة والتحكم اللذين يمكن أن تصل إليهما النخب في مصائر البشر قبل أن يبدأوا بالاحتجاج. وتضيف: «وهذه هي قمة الشر: نظام معقد لدرجة أنه لا يحصد ثرواتنا فحسب، بل قدرتنا على الإدراك والمقاومة»، ويغرقنا في الوهم. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ 21 ساعات
- صحيفة الشرق
أبرز المحطات التي حققتها قطر في مجال المساعدات الإنسانية خلال هذا العام
محليات 50 الدوحة - موقع الشرق مع حلول اليوم العالمي للعمل الإنساني، سلط مكتب الإعلام الدولي الضوء على أبرز المحطات التي حققتها قطر في مجال المساعدات الإنسانية خلال هذا العام. كما أكد مكتب الإعلام الدولي أن دولة قطر باهتمام عالمي لدورها الفاعل في الوساطة لحل النزاعات، وتقديم الإغاثة الإنسانية، وتعزيز السلام والاستقرار. يناير أعلن معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية عن وقف إطلاق النار على قطاع غزة، وإطلاق جسراً برياً للإمدادات. أرسلت دولة قطر 150 طناً من المساعدات الإنسانية إلى سوريا. فبراير أطلقت دولة قطر جسراً جوياً من الأردن إلى قطاع غزة لتوصيل المساعدات الإنسانية العاجلة. استمرت جهود الوساطة القطرية بين روسيا وأوكرانيا، حيث تم لم شمل مجموعة أخرى من الأطفال بعائلاتهم. مارس صندوق قطر للتنمية يقدم دعماً للأسر المتضررة من الفيضانات في باكستان من خلال اتفاقية بقيمة 11.9 مليون دولار. أبريل تتعهد دولة قطر بتقديم 10 ملايين دولار لدعم المرأة في مناطق النزاع في السودان، إلى جانب مبادرات إنسانية وتنموية في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة الطارئة. مايو وقع صندوق قطر للتنمية اتفاقيات تمويل أساسية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمفوضية السامية لحقوق الإنسان لتعزيز الاستجابة. يونيو شاركت دولة قطر في مراسم توقيع اتفاق السلام بين جمهورية رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. يوليو تم إرسال 49 شاحنة مساعدات قطرية إلى قطاع غزة مروراً بمصر والأردن. كما تم توقيع 16 اتفاقية استراتيجية بقيمة 500 مليون دولار لدعم المبادرات الإنسانية والتنموية، مما يعود بالنفع على أكثر من 17 مليون شخص حول العالم. أغسطس استأنف مستشفى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لإعادة التأهيل والأطراف الصناعية في قطاع غزة، الممول من صندوق قطر للتنمية، عمله لخدمة المرضى وضحايا الحرب. كما أطلق صندوق قطر للتنمية المرحلة الثانية من دعم الكهرباء في سوريا، بما يمثل تحسناً يومياً بنسبة 40% لأكثر من 5 ملايين مشترك. مساحة إعلانية


صحيفة الشرق
منذ يوم واحد
- صحيفة الشرق
قطر.. منارة العطاء الإنساني والدبلوماسية الإنسانية
في عالم يموج بالأزمات والنزاعات والكوارث، تبقى دولة قطر شامخةً بنهجها الإنساني الراسخ، الذي يستند إلى قيم ديننا الإسلامي الحنيف وإرثنا العربي الأصيل في نصرة الملهوف وإغاثة المحتاج. هذا النهج لم يكن وليد اللحظة، بل هو مسيرة ممتدة، تعاقبت على دعمها ورعايتها القيادة القطرية جيلاً بعد جيل. لقد أرسى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، قواعد هذا النهج الإنساني المتأصل، وجعل من العطاء رسالةً وطنية. وجاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ليعزز هذه المسيرة ويجعلها إحدى ركائز سياسة قطر الخارجية، فحملت قطر رسالتها إلى العالم بروحٍ من المسؤولية والإنسانية. ولا يمكن أن نغفل الدور البارز لمعالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الذي يولي القضايا الإنسانية اهتمامًا بالغًا، ويحرص على أن تكون استجابة قطر للأزمات سريعة، فعالة، ومؤثرة، سواء في الإغاثة العاجلة أو في المشاريع التنموية المستدامة. لقد تميزت قطر بريادة ما يمكن تسميته «الدبلوماسية الإنسانية»، حيث جمعت بين تقديم المساعدات الميدانية وقيادة جهود الوساطة وحل النزاعات، لتكون حاضرة في مناطق الأزمات طرفًا فاعلًا في إحلال الأمن والسلام. فمن فلسطين إلى السودان، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن وسوريا، كانت قطر دائمًا حاضرة، تُغيث، وتبني، وتعيد الأمل. كما أصبحت الدوحة مركزًا مهمًا لاستضافة المنظمات الدولية والأممية، مما عزز من قدرتها على تنسيق الاستجابة الإنسانية العالمية، وإطلاق مبادرات مشتركة مع الأمم المتحدة، والهلال الأحمر، ومؤسسات الإغاثة الكبرى، في صورة تعكس ثقة المجتمع الدولي بدولة قطر. اليوم، لا تكاد توجد منطقة منكوبة أو مجتمع في حاجة ماسة إلا وتجد فيه بصمة قطرية، جنبًا إلى جنب مع أشقائنا من الدول العربية والإسلامية، وأصدقائنا من مختلف دول العالم، في رسالة تؤكد أن قطر لا تنظر إلى العمل الإنساني من زاوية السياسة أو المصالح الضيقة، بل من منطلق الأخوة الإنسانية والمسؤولية المشتركة. إننا في قطر نؤمن أن العطاء ليس فعلًا موسميًا، بل هو التزام أخلاقي ونهج حياة. وسيبقى وطننا، بعون الله، منارةً للخير، وجسرًا يوصل الرحمة والأمل لكل من ضاقت به السبل في هذا العالم.