logo
بحجم كارثة إنسانية...الهند تُعاقب عائلة يمنية على خطأ إداري

بحجم كارثة إنسانية...الهند تُعاقب عائلة يمنية على خطأ إداري

اليمن الآنمنذ 12 ساعات
تُعيش عائلة يمنية في الهند مأساة إنسانية وقانونية مركبة، تحولت من مخالفة تأشيرة بسيطة إلى قضية أمنية وسياسية معقدة، تهدد مستقبلها وحقوقها الأساسية. المواطن اليمني خالد إبراهيم صالح الخضمي ، وزوجته وأطفاله السبعة، يواجهون منذ أكثر من عشر سنوات معاناة متفاقمة في ولاية مهاراشترا بالهند، جراء إجراءات قانونية تعسفية، ومضايقات أمنية متصاعدة، وحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية، في ظل غياب تام للحماية القنصلية والتدخل الرسمي.
بداية المعاناة: مخالفة تأشيرة تتحول إلى سجن واعتقالات متكررة
تبدأ تفاصيل هذه المأساة في عام 2016 ، عندما انتهت تأشيرة الإقامة الخاصة بالسيد خالد الخضمي بفارق عشرة أيام فقط، أثناء تواجده في ولاية ماديا براديش . بدلاً من التعامل مع الحالة كمخالفة إدارية قابلة للتسوية، أصدرت محكمة محلية حكمًا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ، في قرار وصفه مراقبون بالقاسي وغير المتناسب مع طبيعة المخالفة.
ومنذ ذلك الحين، دخلت القضية في دوامة قضائية طويلة، حيث قدم الخضمي طعونًا متعددة، وواصل حضوره الجلسات القضائية بانتظام، مُظهرًا تعاونًا تامًا مع السلطات الهندية. ومع ذلك، ظلت القضية معلقة لأكثر من عشر سنوات دون حكم نهائي، في إجراء يُعد انتهاكًا لمبدأ "المحاكمة العادلة" وحقوق الإنسان الأساسية.
تصعيد أمني مفاجئ: اقتحام منزلي، مصادرة وثائق، واعتقالات تعسفية
في فبراير 2025 ، شهدت حياة العائلة انقلابًا دراماتيكيًا. بعد تغيير قيادات الشرطة في منطقتي أكل كوا ونندوربار بولاية مهاراشترا، اقتحمت قوة أمنية مكونة من أكثر من عشرين عنصرًا منزل العائلة دون إذن قانوني أو إنذار مسبق. تم تفتيش المنزل بشكل عنيف، ومصادرة جميع الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك الهواتف، وأجهزة الكمبيوتر، والوثائق الشخصية والقانونية، بما في ذلك جوازات السفر ومستندات الدراسة.
العملية الأمنية تسببت في صدمة نفسية حادة للأطفال، بينما أُصيبت الزوجة باضطرابات عصبية حادة، لا تزال تعاني منها حتى اليوم، وتحتاج إلى علاج نفسي متخصص لا تستطيع العائلة تحمل تكاليفه.
وتم احتجاز السيد خالد الخضمي لمدة أسبوع كامل في مركز شرطة أكل كوا، حيث خضع لاستجوابات مكثفة حول قضايا لا علاقة لها بمخالفة التأشيرة ، في إجراء يُشكك في نواياه الأمنية والسياسية. وبعد ذلك، نُقل إلى السجن المركزي في نندوربار ، حيث أمضى 100 يومًا خلف القضبان، في ظروف غير إنسانية.
لاحقًا، تم اعتقال زوجته لمدة 21 يومًا في نفس السجن، بالرغم من كونها أمًا لطفلة رضيعة، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية والنفسية بشكل حاد.
الأطفال ضحايا الصمت: حرمان من التعليم وانهيار نفسي
خلال فترة اعتقال الوالدين، عاش الأطفال السبعة في حالة من الرعب النفسي والعزلة التامة ، تحت ما يشبه الإقامة الجبرية ، دون رقابة أو رعاية كافية. تأثرت نفسيتهم بشكل كبير، وظهرت عليهم علامات اضطرابات سلوكية حادة، وفقًا لشهادات من مراكز دعم الأسرة.
ومن أبرز الانتهاكات المستمرة، حرمان الأطفال من حقهم في التعليم . فمنذ عام 2016 وحتى 2022، لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس. وفي السنوات الأخيرة، نجحت العائلة في تسجيلهم، لكن الشرطة المحلية منعتهم من دخول الامتحانات النهائية للعام الدراسي 2024/2025 ، ما أدى إلى ضياع عام دراسي كامل .
وخلال يوليو 2025 ، تم رفض تسجيل الأطفال في العام الدراسي الجديد، في تصرف يُعد انتهاكًا صارخًا للحق الدستوري والدولي في التعليم، ويُظهر تعمدًا في العقاب الجماعي للأبرياء.
ظروف معيشية مزرية وحرمان من الرعاية الصحية
تعيش العائلة في ظروف معيشية بالغة الصعوبة في مومباي ، حيث تُرفض طلباتهم للإيجار من قبل معظم الملاك بسبب عدم امتلاكهم تصريح إقامة رسمي . كما أنهم يفتقرون إلى التغطية الصحية، وتحتاج الزوجة إلى علاج نفسي مستمر لا تُقدِر العائلة على تحمل تكاليفه، بينما تُمنع من الاستفادة من برامج الرعاية الحكومية بسبب وضعها القانوني غير المستقر.
تسييس القضية: من مخالفة تأشيرة إلى ملف أمني وسياسي
وصلت الأزمة إلى منعطف خطير في 16 يوليو 2025 ، عندما تم طرح قضية العائلة في برلمان ولاية مهاراشترا ، حيث طالب أحد النواب باتخاذ "إجراءات صارمة" ضد العائلة والجامعة التي قدمت لهم دعمًا إنسانيًا، في إشارة إلى تحول الملف من قضية قانونية إلى قضية سياسية وأمنية .
وقد تناولت وسائل إعلام هندية القضية بأسلوب مغرض ومنحاز ، وربطتها بسياقات أمنية وسياسية لا أساس لها، مما زاد من الخوف والقلق لدى العائلة من احتمالات إعادة الاعتقال أو الترحيل القسري.
يؤكد السيد خالد الخضمي أن "قضيتنا لم تعد مجرد مخالفة تأشيرة، بل أصبحت أداة في صراعات داخلية، وتُستخدم لتصفية حسابات سياسية وأمنية. لم نعد نثق في القضاء، ولا في العدالة".
مناشدة إنسانية عاجلة: نداء من أجل الكرامة والعودة الآمنة
في ظل هذه الظروف المأساوية، يرفع خالد الخضمي مناشدة إنسانية مُلحة إلى:
رئاسة مجلس القيادة الرئاسي في اليمن ، برئاسة فخامة الدكتور رشاد محمد العليمي .
وزارة الخارجية اليمنية .
مجلس النواب اليمني .
جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية ، مثل الأمم المتحدة، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، ومنظمة العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش.
الإعلام اليمني الحر والرأي العام الوطني .
ويطالب الخضمي بـ:
تدخل رسمي وعاجل من رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية اليمنية، لمخاطبة الحكومة الهندية لحل قضيتهم فورًا، وضمان خروجهم الآمن من البلاد.
السماح بالمغادرة الطوعية إلى اليمن دون شروط أو عراقيل قانونية.
توفير الحماية القنصلية والقانونية الفورية للعائلة، مع دعم نفسي وطبي عاجل.
تمكين الأطفال من مواصلة تعليمهم حتى موعد مغادرتهم، وضمان عدم حرمانهم من الامتحانات أو التسجيل.
وقف استخدام قضيتهم في الإعلام أو الصراعات السياسية ، ورفض أي محاولة لتشويه سمعتهم أو تلفيق اتهامات أمنية ضدهم.
خاتمة: نحن لا نطلب سوى الكرامة والعودة
تختتم العائلة مناشدتها بقولها: "نحن لا نطلب اللجوء، ولا مساعدات مالية، ولا مزايا استثنائية. نحن فقط نطلب الكرامة، والحماية، والحق في التعليم والعلاج، والعودة الآمنة إلى وطننا . نريد أن نعيش كأي عائلة عادية، لا كمجرمين نُحاكم على خطأ إداري صغير تحول إلى كارثة إنسانية".
العائلة تعيش اليوم في حالة ترقب دائم، تُهدد فيها كل لحظة باحتمال الاعتقال أو الترحيل، في حين تنتظر صوتًا إنسانيًا، وخطوة حاسمة من الدولة والمجتمع الدولي، لينهي معاناة دامت أكثر من عقد.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يمن ديلي نيوز: أهم وأبرز عناوين الصحف العربية واليمنية عن الشأن اليمني الأربعاء 23 يوليو/ تموز 2025
يمن ديلي نيوز: أهم وأبرز عناوين الصحف العربية واليمنية عن الشأن اليمني الأربعاء 23 يوليو/ تموز 2025

اليمن الآن

timeمنذ 24 دقائق

  • اليمن الآن

يمن ديلي نيوز: أهم وأبرز عناوين الصحف العربية واليمنية عن الشأن اليمني الأربعاء 23 يوليو/ تموز 2025

🌐 صحافة عربية: • شبكة العين الإخبارية: سلاح الحوثي و«كذبة التصنيع».. «شحنات الموت» تعرّي النوايا والخسائر • إرم نيوز: الحوثيون يهددون بتصعيد واسع في البحر الأحمر رفضا لتفتيش السفن • بي بي سي عربية: الحرب في اليمن تُجبر نساء على التسول • الجزيرة نت: قصص معاناة يمنيين عمّقت الأوبئة والحمى أوجاعهم • فرانس 24: هيومن رايتس ووتش: هجمات الحوثيين على سفن الشحن 'ترقى إلى جرائم حرب' وعليهم إنهاؤها • صحيفة القدس العربي: عقوبات واشنطن تلاحق شبكات تمويل الحوثيين • صحيفة عكاظ: في إطار جهوده لمحاربة «غسيل الأموال».. «المركزي اليمني» يوقف 13 مصرفاً • صحيفة الرياض: القبض على (3) يمنيين في القنفذة لترويجهم 'الإمفيتامين' • العربي الجديد: اليمن: مصرع شخصين اختناقاً وطفل دهساً بسبب أزمة المياه 🌐 صحافة محلية: • وكالة سبأ: اللجنة البرلمانية تطلع على اداء البنك المركزي والمالية والضرائب بمحافظة مأرب • الثورة نت: موافقة رسمية: مصر تفتح أبواب مدارسها الحكومية والخاصة للطلبة اليمنيين • سبتمبر نت: دعم الحكومة وقواتها المسلحة.. الخيار الوحيد للقضاء على التهديدات الحوثية للملاحة الدولية • الصحوة نت: أحزاب حضرموت تدين منع اللجنة البرلمانية من مهامها وتحمل السلطة المحلية التبعات • وكالة 2 ديسمبر: خلال زيارة ميدانية.. الملحق العسكري الفرنسي يشيد بمستوى خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر • المصدر أونلاين: مصدر في مطار عدن يؤكد الإفراج عن هشام شرف ومغادرته إلى الأردن بعد اسبوعين من توقفيه • قناة سهيل: معطيات مقلقة لاستمرار تدفق السلاح الإيراني للمليشيات الحوثية • بلقيس نت: لماذا يرفض المجلس الانتقالي نزول اللجان البرلمانية الرقابية إلى حضرموت وعدن وشبوة؟ • يمن شباب نت: مجلة أميركية: الاتفاق مع الحوثيين وهم خطير.. والتهدئة تعزز الإرهاب وتُضعف الردع • قناة الجمهورية: دعوات دولية لدعم البحرية اليمنية بعد ضبطها أكبر شحنة أسلحة إيرانية • قناة عدن المستقلة: هيئة رئاسة الانتقالي تستعرض حزمة الإجراءات المتخذة من برنامج استكمال الهيكلة والإصلاحات التنظيمية في المجلس • يمن فيوتشر: اليمن: إنقاذ فتاة من الغرق في ساحل قصيعر بحضرموت • الموقع بوست: وفاة قيادي حوثي بذبحة صدرية أثناء تنفيذه حملة ابتزاز ضد الباعة المتجولين في إب • يمن مونيتور: إيران والصين وروسيا وانهيار الردع في البحر الأحمر • تعز تايم: المليشيا تعتدي بوحشية على الصحفي 'فارس أبو بارعة' أحد الصحفيين التابعين لها وزوجته توجه استغاثة • المشاهد نت: شراكة الحكومة والقطاع الخاص .. الإرادة السياسية الغائبة ! • صحيفة عدن الغد: اللجنة الوطنية للتحقيق تلتقي فريق العقوبات التابع لمجلس الأمن الدولي • بران برس: تحليل: تمديد ولاية 'أونمها' مؤشر على ترتيبات دولية لتجميد معركة الحديدة مؤقتًا • شبكة النقار: 'الغذاء العالمي' يستأنف نشاطه في مناطق سلطة صنعاء نهاية الشهر • وكالة خبر: الحوثيون يوسّعون حصارهم على حي الحُفرة برداع ويهددون باقتحام المنازل ____ لمتابعة قناة 'يمن ديلي نيوز' على واتس أب 👇: #يمن_ديلي_نيوز مرتبط

محاولة اغتيال قيادي حوثي سابق في صنعاء بعد انتقاده مسؤولًا نافذًا
محاولة اغتيال قيادي حوثي سابق في صنعاء بعد انتقاده مسؤولًا نافذًا

اليمن الآن

timeمنذ 24 دقائق

  • اليمن الآن

محاولة اغتيال قيادي حوثي سابق في صنعاء بعد انتقاده مسؤولًا نافذًا

يصارع القيادي الحوثي السابق فارس أبوبارعة الموت في أحد مستشفيات العاصمة صنعاء، عقب تعرضه لهجوم مسلح مساء اليوم الأربعاء، يُعتقد أن دوافعه تعود إلى منشورات علنية انتقد فيها رئيس الهيئة العامة للأوقاف التابعة للحوثيين، عبدالمجيد الحوثي. وقالت زوجته، في منشور مقتضب على حسابها في فيسبوك، إن أبوبارعة، عضو "اللجنة الثورية العليا" سابقًا، "يرقد بين الحياة والموت"، بعد أن اعترضه مسلحون مجهولون قرب منزله واعتدوا عليه بالضرب المبرح قبل أن يلوذوا بالفرار. وأوضحت أن الجهة التي أسعفته لم تُفصح عن تفاصيل حالته الصحية الدقيقة حتى الآن، وسط تكتم شديد من السلطات الحوثية. ويأتي هذا الاعتداء بعد أيام فقط من نشر أبوبارعة منشورات اتهم فيها عبدالمجيد الحوثي بإقالة مدير أوقاف محافظة إب وسجنه دون أي مسوغ قانوني، وتعيين صهره (زوج ابنته) خلفًا له، وكتب قائلًا: "القضاء أصبح بلا قيمة في ظل هيمنة السلاح والمحاباة"، معتبرًا ما جرى "تصفية معنوية" للمسؤول المقال، وتجسيدًا لاستبداد السلطة بغطاء عائلي. الهجوم أعاد للواجهة المخاوف من تنامي حملات الترهيب والتصفية داخل صفوف قيادات الجماعة السابقة أو حتى الحالية، ممن يوجهون انتقادات داخلية علنية، وسط اتهامات بتكريس الحكم العائلي والمحسوبية على حساب المؤسسات.

وصول 200 مهاجر إثيوبي غير شرعي إلى سواحل شبوة في موجة جديدة للهجرة
وصول 200 مهاجر إثيوبي غير شرعي إلى سواحل شبوة في موجة جديدة للهجرة

اليمن الآن

timeمنذ 24 دقائق

  • اليمن الآن

وصول 200 مهاجر إثيوبي غير شرعي إلى سواحل شبوة في موجة جديدة للهجرة

انضم إلى قناتنا على واتساب شمسان بوست / خاص: في سواحل محافظة شبوة بجنوب شرق اليمن، وصلت دفعة جديدة من المهاجرين غير النظاميين، بلغ عددهم 200 مهاجر إثيوبي، بينهم 120 امرأة، في موجة متجددة من الهجرة غير الشرعية التي تستهدف السواحل اليمنية. وأفاد مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية أن قارب تهريب وصل إلى ساحل كيدة في مديرية رضوم، قادماً من منطقة القرن الإفريقي، وأنزل المهاجرين هناك. وأضاف المركز أن الأجهزة الأمنية في شبوة تحركت بسرعة للتعامل مع الموقف واتخاذ الإجراءات القانونية المتاحة، رغم التحديات المتعلقة بنقص الإمكانيات والموارد. وتشهد السواحل اليمنية، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية، تصاعداً ملحوظاً في أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون عبر قوارب التهريب، مما يثير مخاوف من تفاقم الضغوط الإنسانية والأمنية الناجمة عن هذه الظاهرة المتنامية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store