logo
لا كلام قبل الانسحاب وإيقاف الاعتداءات وإعادة الإعمار

لا كلام قبل الانسحاب وإيقاف الاعتداءات وإعادة الإعمار

بيروت نيوزمنذ 2 أيام

اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في 'حزب الله' الوكيل الشرعي العام للسيد الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، أن 'الانتخابات البلدية أكدت الوفاء للذين بذلوا أنفسهم في مواجهة العدو الإسرائيلي ومن وراءه، الوفاء للذين لم يسمحوا للعدو خلال 64 يوما ان يتقدم كما كان يحلو له، هؤلاء الشهداء جسدوا رؤيتكم ودفعوا دماءهم من أجل الحفاظ على كرامتكم، هؤلاء يحبون الحياة ولكنهم رأوا أن باستشهادهم حياة لأهلهم ولمجتمعهم، وهذا الوفاء والموقف ليس ببعيد عن بقاع الشموخ، من الحدود إلى الحدود، والذي كان المنطلق لمواجهة العدو الإسرائيلي، ومن هذا البقاع تخرج مَن قاد هذه المسيرة إلى ما أراد، من أجل حماية لبنان ومن أجل الحفاظ على سيادته وحماية الجميع'.
جاء ذلك خلال احتفال تكريم لرؤساء وأعضاء مجالس البلديات السابقين، أقامته قيادة منطقة البقاع في 'حزب الله' في قاعة مقام السيدة خولة في بعلبك، في حضور مسؤول المنطقة الدكتور حسين النمر، والنواب: الدكتور علي المقداد، الدكتور إيهاب حمادة، ورامي أبو حمدان، الوزير السابق الدكتور حمد حسن، المسؤول التنظيمي لإقليم البقاع في حركة 'أمل' أسعد جعفر، مسؤول العمل البلدي في البقاع الشيخ مهدي مصطفى، مسؤول قطاع بعلبك يوسف اليحفوفي، رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحادة، رئيس بلدية بعلبك المحامي أحمد الطفيلي، ورؤساء بلديات واتحادات بلدية حاليين وسابقين.
أضاف: 'نلتقي بكم اليوم من اجل ان نلقي عليكم الشكر باسم سماحه شهيد الامه لانكم قد ادخلتم الى قلبه حيث هو في عليائه السرور وايضا هو تاكد ان المشروع الذي ان الزرع الذي زرع هذه نتائجه فنسال الله ان يعيننا واياكم لاكمال هذا الطريق ونرى لبنان عزيزا قويا ومستقلا، بحيث لا يمكن للأميركي والإسرائيلي وكل طامع إذلالنا، وخصوصا في بقاعنا الشامخ الذي خاض الحروب مع كل الطامعين والغزاة الذين حاولوا ان يغيبوا هذا البقاع، وعندما تصدت المقاومة للعدو الاسرائيلي، كان يقال آنذاك بأن العين لا تقاوم المخرز، ولكنها قاومت بإذن الله، فشكرا لكم باسم شهيد الأمة، وأيضا اليوم نحن على أبواب ذكرى رحيل الإمام الخميني الذي بعث الحياة في هذه الأمة وتوكل على ربه في مواجهة اعتى القوى وانتصر بعون الله، ورحل فجاء من هو امتداد له الإمام الخامنئي لتبقى الجمهورية الإسلامية سندا للمستضعفين والمعذبين في الأرض'.
تابع: 'نجتمع لتكريم أهلنا أشرف وأكرم الناس موقفاً وعطاءً ووفاءً لمقاومتكم التي كبرت بهم وبكم، وقيادتها نطقت باسمكم من غارس شجرتها التي صارت تؤتي أكلها كل حين بيد الإمام موسى الصدر، إلى سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي الذي سقاها بدمائه ودماء عائلته، وبدماء الشهداء الذين سبقوا إلى الشهداء القادة والاستشهاديين، إلى استشهاد الأمينين العامين السيدين السيد حسن والسيد هاشم، والشهداء الكربلائيين في المواجهة التاريخية مع العدو الإسرائيلي وداعميه، وعلى رأسهم أميركا'.
وقال: 'نحن في الذكرى السنوية لعيد المقاومة والتحرير نرفع أسمى آيات التبريك والدعاء بعلو الدرجات للشهداء، والتبريك للجرحى الشهداء الأحياء، والانحناء أمام جراحاتهم والدعاء بالشفاء، والتبريك للأسرى، ونقول: إننا على وعد الصادق الأمين: 'نحن قوم لا نترك أسرانا'. وونوجه أسمى آيات التبريك والشكر والامتنان لمفجر الثورة الإسلامية الإمام الخميني، وإلى سماحة القائد المفدى الإمام الخامنئي، ونبارك لكم أهلنا الحاضرون والغائبون، وفي أي مكان، وإلى جميع الشعوب التواقة إلى الحرية والتحرر في العالم'.
أضاف: 'سيدنا الغالي: جئناك وشعبك الذي أحببتهم وأحبوك نقول بصوت واحد: إنا على العهد يا نصر الله. دماؤنا وأصواتنا ووجودنا، عرفتنا وعرفناك في سهلنا والجرود من قرية إلى قرية، كنت في قلوبنا، وكنا في قلبك الكبير الذي وسعنا وأهلنا في الجنوب والضاحية والجبل وبيروت والشمال، بل اتسع بالحب والعشق والنداء لفلسطين والقدس، بل تحول محوراً وجبهة إسناد والأمنية الصلاة في القدس. نعم يا سيدنا سنصلي معك شهداء وأحياء بإمامة منقذ البشرية الحجة ابن الحسن، والمسيح عليه السلام في جانبه، وإننا نرى ذلك اليوم لقريب بإذن الله تعالى'.
تابع: 'يا سيدنا، في الانتخابات البلدية والاختيارية حرصنا على ما كنت تحرص عليه من حبك وأمنيتك في كل استحقاق أن تسير عملية الانتخاب بقلوب صافية ومحبة، وأن يكون الكل معاً، كتفاً إلى كتف، ويداً بيد للتعاون الاجتماعي، وأن يكون التنافس في التفاهم الذي تسوده المحبة، ورؤية واحدة هي العزة والكرامة لشعب الكرامة وحماية السيادة الوطنية لعيش واحد كريم تحكمه المواطنة، ويحرص على التعاون الاجتماعي في كل مناحي الحياة وبعد الانتخابات لا بد من العمل، ولا نترك ثغرة ينفذ منها شيطان الأنا، حتى يلقى اللوم من هنا وهناك، وحينئذ يكون الجميع خاسراً كما هو معلوم لا يحك جلدك إلا ظفرك'.
وخاطب رؤساء وأعضاء المجالس الجدد، 'الذين تفضل الناس بمنحكم الثقة، وإيداعكم أمانة مسؤولية إدارة شؤون البلدة ببرامج إنمائية تتابع وتطرق أبواب المسؤولين من دون ملل ولا كلل، وتوفير ما أمكن توفيره. بعد التبريك والدعاء بالتوفيق، ومعكم نوجه الشكر مجدداً للأهل مانحيكم ومانحي المقاومة أصواتهم، ولكم منا الشكر لمبادرتكم لتحمل المسؤولية'.
تابع: 'سيدنا المعظم يا شهيد الأمة، لقد أصبحنا أيتاماً في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدباراً، والشر فيه إلا إقبالاً، والشيطان في هلاك الناس إلا طمعاً. زمان نشهد فيه الأشرار، وتُستذل فيه الأخيار، ولكن علمتنا مدرستكم أننا قد نُغلب ولكن لا نستسلم، نحن لن نستسلم رغم عظم المصاب، لأننا من عشاق إمام صنع من الموت حياة، وأن الدم ينتصر على السيف بشعار: هيهات منا الذلة، ولو خيرنا بين السيف والذُّل لن نختار إلا السيف، فالموت خير من الذل في هذه الدنيا لغير الحق'.
أضاف: 'نحن اليوم في ظل من أحببت أميننا العام سماحة الشيخ نعيم قاسم، ومن أحببتهم وأحبوك على عهدنا لك ولمن سبق من قادة وشهداء، نحفظ وصيتكم الأساس: حفظ المقاومة، مهما بلغت التضحيات، ونصبر ما اقتضت الحكمة للصبر، وحفظ شعبنا الصابر المحتسب، ولن نقبل بالذل وانتهاك السيادة، والسيد موسى الصدر كان ينادي: 'السلاح زينة الرجال'، لأن السيادة والعزة لا تحمى إلا بالقوة وإلا نهشتكم الذئاب، لن نفرط ولن نكون من المتلومين، بل نختار الاقتحام إذا جد الجد'.
وختم مطالبا الدولة 'بالحماية والسيادة، ولن يتحقق ذلك إلا ببذل كل جهد لتنفيذ التعهدات التي قطعتها. وعليها أن لا تضعف مهما بلغت الضغوطات، فأميركا ليست قدراً لبنان أقوى بشعبه الأبي. وليعلم أنه لا كلام قبل الانسحاب وإيقاف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية وقبل إعادة الإعمار، إننا على عهدنا الذي قطعه شهيدنا الأسمى في دعم شعبنا الفلسطيني وحقوقه المغتصبة وإقامة دولته، قلوبنا تحترق على مذابح الأطفال والنساء وحرب التجويع والإبادة، ونتوجه بالشكر إلى الأبطال اليمنيين قيادة وجيشاً وشعباً، ولن تسقط لهم راية بإذن الله والعزيمة أقوى وأشد، وإلى الجمهورية الإسلامية والقائد المفدى الإمام الخامنئي، وإلى الدولة بكل أجهزتها وإلى شعبها على دعمها وتبنيها القضية الفلسطينية. إليك سيدنا سلامنا ، وكما وعدت بالنصر دائماً حتماً سننتصر بإذن الله تعالى'.
أمهز
ورأى عريف الحفل طالب أمهز، أن 'ثقة الناس ما كانت لتمنح في الانتخابات البلدية، ولم يكن يتحقق هذا الفوز الذي نراه تكليفا لا تشريفا لولا ثقتهم بكم وحاجتهم إلى أيد أمينة'.
وتم عرض تقرير مصوّر عن نتائج الانتخابات البلدية التي أدت إلى فوز الثنائي وحلفائه بـ 79 مجلسا في أقضية بعلبك والهرمل وزحلة، 28 بلدية نجحت بالتزكية، و30 فازت بالانتخابات، و21 بلدية تركت المنافسة فيها لخيار العائلات يرعاها 'حزب الله' وحركة 'أمل'، وبلغت نسبة الاقتراع 52 %، وكان عديد الماكينة الانتخابية 12 ألفا على درجة عالية من الكفاءة والقدرات، أما عدد أعضاء المجالس البلدية الفائزة حوالي 1000'.
مصطفى
وتوجه الشيخ مهدي مصطفى بالتهنئة الى المكرمين، وقال: 'نشكر كل جهودكم وعطائكم وتضحياتكم، والحق يقال إن الظرف الذي مرت به البلديات السابقة كان من أصعب الظروف، فكان عملكم وصبركم جهادا وخدمة للناس، وهي من أشرف الاعمال. ونرحب أيضآ برؤساء وأعضاء المجالس البلدية الجديدة، ونقول لكم دخلتم معتركا آخر وتحدٍ آخر لخدمة الناس، وخدمتكم هذه من أشرف الأعمال، وعليكم أن تنظروا إلى الناس بعين التقدير للمستوى الذي سجلوه في مواقفهم ووفائهم'.
ورأى ان 'هناك تحديات كبرى أمام المجالس الجديدة، أهمها تأمين الموارد المالية لكي تستطيع البلديات تقديم الخدمات للأهالي والبلدات'.
وأشاد 'بإنجاز الاستحقاق الانتخابي بالشكل اللائق'، وقال: 'ان هذا العرس الديموقراطي لا يكتمل إلا بدفع الحكومة ووزارتي المال والداخلية والبلديات عائدات الصندوق البلدي المستقل للبلديات والاتحادات البلدية'.
ودعا المجالس المنتخبة الى ان 'تبادر لرأب الصدع وجمع الشمل والتواصل مع كل الناس، بغض النظر عن مواقفهم خلال الانتخابات، فلا بد من اشراك المجتمع عبر المشاركه والتواصل والاستفادة من كل الكوادر في اللجان المختصة، ومكاشفة الناس بالإمكانات المتاحة، واعتماد الشفافية في الإنفاق، وعدم اهمال البرامج التي من شأنها ان تعود بالفائدة العامة، وإنجاز الدراسات الأولية للمشاريع والاحتياجات البلدية بما يخدم الانماء، ووضع خطة عمل جدية'.
وعاهد بأن 'العمل البلدي سيبقى داعما للبلديات من النواحي التقنية والفنية والإدارية وضمن الإمكانيات المادية المتاحة'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير خارجية ايران في بيروت اليوم: زيارة أبعد من مناسبة توقيع كتاب
وزير خارجية ايران في بيروت اليوم: زيارة أبعد من مناسبة توقيع كتاب

ليبانون 24

timeمنذ 20 دقائق

  • ليبانون 24

وزير خارجية ايران في بيروت اليوم: زيارة أبعد من مناسبة توقيع كتاب

يصل إلى لبنان اليوم وزير خارجية إيران عباس عراقجي الذي يجول على بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي ويلتقي وزير الخارجية اللبناني، كما يلتقي مسؤولين في حزب الله ، واعتبر مصدر رسمي لبناني، أن زيارة عراقجي «أبعد بكثير من مناسبة توقيع كتابه في بيروت ، بل تنطوي على أهداف سياسية». وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن الوزير الإيراني «هو من طلب الزيارة ولم تكن منسّقة مسبقاً مع الدولة اللبنانية ، ويعتزم عقد لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين للبحث في جميع الملفات التي تهمّ بلاده، ولبنان معني بها بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بما يخص قرار الدولة بحصرية السلاح بيدها، بما فيه سلاح (حزب الله)، أو بالقرار الذي اتخذه لبنان بالعودة النهائية والثابتة إلى الأسرة العربية وأخذ دوره مجدداً ضمن الأسرة الدولية». قال مصدر حكومي لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا معلومات عن فحوى زيارة عراقجي إلى بيروت، والقيادات اللبنانية لم تطلع مسبقاً على ما ينوي بحثه». وعمّا إذا كان ذلك مرتبطاً بقرار الدولة اللبنانية بحصر السلاح بيدها، أفاد المصدر بأن «هذه المسألة تعدّ شأناً سيادياً لبنانياً، خصوصاً أن لبنان اتفق مع الرئيس محمود عباس خلال زيارته للبنان على تسليم السلاح الفلسطيني ووضع أمن المخيمات بعهدة الدولة اللبنانية»، مشيراً إلى أن «موضوع سلاح (حزب الله) أمر يخص الدولة اللبنانية والحزب جزء من الحكومة التي اتخذت هذا القرار وعبّرت عنه بوضوح في بيانها الوزاري». وأكد المصدر الحكومي أن المسؤولين اللبنانيين «لن يفاتحوا عراقجي بهذا الموضوع إلّا إذا أراد الأخير بحثه مع الجانب اللبناني». وأضاف: «لبنان يتمنّى أن تنجح المفاوضات وأن تؤسس لمرحلة طويلة جداً من الاستقرار في المنطقة، وفي حال فشلها، لا سمح الله، نأمل ألّا تكون لها انعكاسات سلبية على لبنان، الذي خرج حديثاً من حرب مدمرة ويسعى لمعالجة أسبابها ونتائجها». ووفق معلومات «البناء» سيطلع الوزير الإيراني المسؤولين على التطوّرات الإقليمية لا سيما التقدّم في موضوع المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول النووي ، وتداعياته في تهدئة التوتر في المنطقة وتسهيل الحلول والتسويات، وإذ يجدّد عراقجي دعم بلاده لأمن واستقرار لبنان وتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي ووقف الاعتداءات واستعداد إيران للمساعدة في شتى المجالات متى طلبت الحكومة اللبنانيّة ذلك، سيؤكد الدبلوماسيّ الإيراني بأن حركات المقاومة في المنطقة مستقلة ولا تتلقى توجيهات من طهران، وبالتالي حزب الله كحركة مقاومة في لبنان جزء من الشعب اللبناني والحكومة وإيران تشجع الحوار بين الحزب والدولة اللبنانيّة وباقي المكوّنات وتدعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون. وكتبت" الديار":في وقت يفترض ان ينقل وزير خارجية ايران رسالة الى المسؤولين اللبنانيين حول تطورات المنطقة، تزامنا مع المفاوضات النووية مع واشنطن ، لفتت مصادر ديبلوماسية الى ان مسألة سلاح المقاومة ليست على جدول اعمال وزير الخارجية الايرانية، ولن يتدخل في شأن لبناني داخلي هو جزء من حوار بين المقاومة ورئيس الجمهورية جوزاف عون. علما ان عراقجي معني بتأكيد حرص بلاده على استقرار لبنان، الذي يواجه الاعتداءات «الاسرائيلية»، وهو سيؤكد على دعم الجمهورية الاسلامية لاي خطوة تؤدي الى تحرير ما تبقى من اراض محتلة، وسيشدد على ان بلاده لا تفاوض واشنطن عن احد في المنطقة، لكن لا ضير في استفادة الحلفاء من وهج اي اتفاق نووي محتمل. وفي هذا السياق، سيطلع المسؤولين اللبنانيين على موقف طهران من المفاوضات وعدم تراجعها عن «خط احمر» يتعلق بتخصيب اليوارنيوم على اراضيها.

مطار القليعات: " بيقلع.. ما بيقلع".. حزيران شهر الحسم
مطار القليعات: " بيقلع.. ما بيقلع".. حزيران شهر الحسم

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

مطار القليعات: " بيقلع.. ما بيقلع".. حزيران شهر الحسم

مع مطلع حزيران، تدخل زيارة رئيس الحكومة نواف سلام، التي رافقه فيها وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني وعدد من الوزراء، إلى مطار الشهيد رينيه معوض في "القليعات" – عكار، شهرها الثالث، من دون أن تظهر بعد أي بوادر تنفيذية لتشغيل المطار، الذي وضعته الحكومة الحالية ضمن أولوياتها لعكار، كنوعٍ من التعويض عن حرمان المنطقة من التوزير. لكن، حتى الآن، لا يزال المطار قاعدةً عسكرية للجيش اللبناني، ولم تُسمع فيه ضربة مسمار واحدة تشير إلى وجود توجّه فعلي لدى الدولة اللبنانية لتحويله إلى مطار مدني، كما تطالب فاعليات المنطقة. وما زاد من المخاوف حيال استمرار حالة المراوحة في ملف المطار، أن الحراك السياسي الذي تجدد مع مطلع عام 2025 بدأ يخفت تدريجياً، وتراجع الحديث عن تشغيله، في حين تحوّل الاهتمام الرسمي إلى ملفات جديدة، لا يندرج تشغيل مطار القليعات ضمنها بطبيعة الحال. حتى إنّ الأحاديث التي راجت في الأوساط العكارية عن زيارة استطلاعية مزعومة لوفد سعودي إلى المطار، بهدف بحث إمكانية مساهمة المملكة في المشروع، لم تثبت صحتها. في السياق ذاته، حملت الأيام الأخيرة أنباء غير سارّة بشأن مطار القليعات، تداولتها عدة وسائل إعلام، تفيد بأنّ "تراجع الحديث الرسمي حول تشغيل المطار يعود إلى أحد سببين". السبب الأول، وفق هذه المصادر، هو قناعة لدى الحكومة بعدم وجود إمكانية جدية لافتتاح المطار، خصوصاً أن أياً من الشركات لم تتقدّم حتى الآن بعرض لتشغيله، كما لم تُبدِ أي جهة عربية أو أجنبية اهتماماً ملموساً بالمشروع. ويُعزى ذلك إلى انشغال هذه الجهات بالتطورات الجارية في سوريا والانفتاح الدولي والإقليمي عليها، ما أدى إلى تحويل بوصلة الاستثمارات من لبنان نحو سوريا ومنشآتها. أما السبب الثاني، فيتمثل في أن "الفيتو" الذي يفرضه حزب الله على المشروع لا يزال قائماً. وقد تعزّزت هذه الفرضية استناداً إلى ما نقلته مصادر متابعة للحراك حول مطار القليعات، عن النائب حسين جشي (عضو كتلة الوفاء للمقاومة)، الذي أعاد خلال إحدى جلسات اللجان النيابية، التأكيد على الخطوط الحمراء التي يضعها الحزب تجاه هذا المشروع وغيره. وقال جشي حينها: "لا أحد يتوقّع أن يتم تمرير مطار القليعات أو غيره من دون رأينا... نحن لا نزال هنا. أمام هذه المعطيات، خيّم الإحباط من جديد على المنطقة، بعدما دخل ملف تشغيل المطار، المنتظَر منذ سنوات، في دائرة الشك والتعثر مجددًا، وذلك بعد موجة تفاؤل سادت منذ تشكيل حكومة "الإصلاح والإنقاذ" برئاسة نواف سلام، وما تبعها من زيارة لرئيس الحكومة ووزير الأشغال العامة فايز رسامني إلى المطار، لمعاينة أوضاعه تمهيدًا لتشغيله. " بيقلّع..ما بيقلّع": أحجية القليعات تحوّلت قضية مطار القليعات إلى ما يشبه الأحجية. "بيقلّع.. ما بيقلّع؟" — لا أحد يملك الجواب الحاسم، حتى أعضاء كتلة "الاعتدال الوطني" النيابية الذين منحوا حكومة نواف سلام الثقة في مجلس النواب، استنادًا إلى ما سموه "النية الصادقة" لدى الحكومة لتشغيل المطار وتعزيز التنمية في عكار. وكان رئيس الحكومة نواف سلام، خلال زيارته إلى المطار، قد أعلن أن المهلة المطلوبة لاستكمال المخططات الفنية اللازمة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، ما يعني أن الوقت لم يُستنفد بعد لإنهاء الدراسات، التي تتولاها دار الهندسة، تمهيدًا لإطلاق العمل بالمطار. في المقابل، فإن الأجواء الضبابية والتشاؤمية التي طُرحت مؤخراً دفعت عضو كتلة "الاعتدال الوطني"، النائب وليد البعريني، إلى زيارة وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، للإطلاع على حقيقة ما يجري في ملف المطار. وبعد اللقاء، صرّح البعريني لموقع "المدن" قائلاً: "حتى الآن، يمكن القول إن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. الدراسات، الجدوى الاقتصادية، وطرح المشروع على أساس BOT أمام مجلس النواب كلها تسير كما يجب". وأضاف:"لمست اهتماماً حقيقياً من الوزير رسامني بالملف. هناك بعض العقبات القانونية التي يتم العمل على تذليلها، لكن ذلك لا يعني أننا سنركن إلى الراحة. سنبقى في حالة متابعة مستمرة، وإذا ما لاحظنا أي عرقلة، من أي جهة كانت، فلن نتردّد في اتخاذ الموقف الذي يحمي هذا الحق المشروع، الذي يشكّل حلماً إنمائيًا لعكار والشمال ولبنان ككل". وفي الانتظار، أفادت مصادر متابعة للحراك المرتبط بالمطار لـ"المدن"، بأنّ شهر حزيران الجاري سيكون حاسمًا في تحديد مصير المشروع: "إما أن يسلك طريقه الإداري والمؤسساتي ويُدرج على سكّة التلزيم، أو يبقى مجرّد ورقة بيد الحكومات، تُستخدم كلما دعت الحاجة لتحقيق مكاسب سياسية من أبناء المنطقة وفاعلياتها". وفي تصريح لموقع "المدن"، قال النائب وليد البعريني: "حتى الآن، يمكن القول إن الأمور المتعلقة بتشغيل مطار القليعات تسير في الاتجاه الصحيح. الدراسات، الجدوى الاقتصادية، وطرح المشروع على أساس BOT في مجلس النواب، كلها تسير كما هو مطلوب". وأضاف:"لا شك أن الملف يواجه بعض العقبات القانونية التي يجري العمل على تذليلها. حصلنا على بعض التطمينات، لكن ذلك لن يجعلنا ننام على حرير. سنبقى في حالة متابعة دائمة، وإذا ما لاحظنا أي عرقلة، في أي مكان أو من أي جهة، فلن نتردد في اتخاذ الموقف الذي يحمي هذا الحق، المرتبط بمشروع يشكّل حلمًا إنمائيًا لعكار، وللشمال، ولبنان بأسره". وفي الانتظار، قالت مصادر متابعة للحراك حول المطار لـ"المدن"، إنّ شهر حزيران الجاري سيكون حاسمًا: "إما أن يسلك المشروع مساره الإداري والمؤسساتي، ويُدرج على سكّة التلزيم، أو سيبقى مجرد ملف تستخدمه الحكومات عند الحاجة، للحصول على مواقف ومكاسب من سياسيي المنطقة وفاعلياتها. ومن الآن إلى ذلك الحين... لا تقول فول، إلا لما يصير بالمكيول"

سلسلة لقاءات لسلام... هل يُبصر مطار القليعات النور قريباً؟
سلسلة لقاءات لسلام... هل يُبصر مطار القليعات النور قريباً؟

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

سلسلة لقاءات لسلام... هل يُبصر مطار القليعات النور قريباً؟

استقبل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، اليوم الثلاثاء، وفداً من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي، ضم: الوزيرة السابقة والنائبة بريجيت كلينكيرت، رئيس مجموعة "الصداقة الفرنسية- اللبنانية" النائب ارنو لو غال، إضافة إلى النائبين بيار بريفيتش وألكسندرا ماسون، والسفير الفرنسي هيرفي ماغرو. بعد اللقاء، قالت كلينكيرت: "نحن وفد من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الفرنسي أتينا مع رئيس لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية لنعبر عن دعمنا لسلام وللحكومة في العمل الذي يقومان به، وخصوصاً الإصلاحات المقترحة من قبلهما، ولنعلن أهمية التعاون والصداقة مع لبنان، ولنعبر له أيضاً عن دعمنا لما يقوم به رئيس الحكومة خدمة للبنان من أجل سيادة وازدهار هذا البلد الذي نحب بشكل كبير". وأشارت إلى أن "اللقاء تضمن أيضاً بحثا في الأوضاع في الجنوب وجهود الجيش اللبناني لتعزيز انتشاره وضرورة استكمال الانسحاب الاسرائيلي من النقاط المتبقية، إضافة إلى تحديات إعادة الإعمار". واستقبل سلام النائبين محمد سليمان وسجيع عطية. وخلال اللقاء، تم البحث في شؤون محافظة عكار. وعلى الأثر، قال سليمان: "التقينا سلام وتناقشنا في أمور عدة تتعلق بمحافظة عكار، وكانت الأولوية لموضوع مطار القليعات، وهو هاجس كل العكاريين، نظراً إلى الاهتمام الذي يحظى به، ولكونه مصلحة وطنية". أضاف: "لمسنا اهتمام سلام وحرصه ومتابعته لهذا الموضوع، وإن شاء الله يبصر المطار النور في فترة قريبة، وتبدأ أموره التنفيذية، فهو حلم لكل محافظة عكار والشمال". وتابع سليمان: "ناقشنا أيضاً موضوع المستشفى الحكومي في منطقة وادي خالد وجبل أكروم، وطريقه سالكة. كما تطرقنا إلى موضوع المزارعين الذين يعانون من عدم التصدير، فسلام ووزير الزراعة يتابعان هذا الأمر من أجل خلق أسواق جديدة وفتح التصدير، وإن شاء الله تسير الأمور في الشكل الصحيح". وختم: "تطرقنا أيضاً إلى مسألة الجامعة، ووعدنا بإنشاء جامعة وطنية في عكار، كون هذا الأمر حاجة أساسية لهذه المحافظة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store