
اكتشاف فلكي جديد.. هطول أمطار على كوكب خارج المجموعة الشمسية
رصد علماء الفلك سُحبًا عالية الكثافة في كوكب بعيد قد تكون مكوّنة من غبار معدني وجزيئات من الحديد، يُحتمل أن تهطل على سطحه كمطر معدني، هذا الاكتشاف جرى في نظام
YSES-
1 النجمي، الواقع ضمن كوكبة «الذبابة» في السماء الجنوبية، على بُعد 307 سنوات ضوئية من الأرض
.
ويُعد هذا النظام من الأنظمة النجمية الفتيّة جدًا بمقاييس الكون، إذ لا يتجاوز عمر النجم
YSES-
1 مليون عام فقط، مقارنة بعمر الشمس الذي يبلغ نحو 4.6 مليار سنة، وفقا لدراسة منشورة في دورية «نيتشر».
يدور حول النجم كوكبان غازيان عملاقان، كلاهما لا يزال في طور التكوّن ويزيد حجمهما عن كوكب المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية
.
عند توجيه تلسكوب جيمس ويب الفضائي
(JWST)
إلى هذا النظام، رصد الباحثون سُحبًا مرتفعة في الغلاف الجوي للكوكب الخارجي
YSES-
1
c
، والذي تبلغ كتلته نحو ستة أضعاف المشتري. لكن هذه السحب لم تكن مكوّنة من بخار الماء كما هو الحال في الأرض، بل من حبيبات دقيقة من سيليكات المغنيسيوم، وربما من الحديد أيضًا.
-
-
ويُعتقد أن الحديد، عند تكسّر هذه السحب، يهطل على سطح الكوكب على شكل مطر معدني
.
فرصة نادرة لدراسة تشكّل الكواكب
تقول عالمة الفيزياء الفلكية في معهد علوم التلسكوب الفضائي في بالتيمور بولاية ماريلاند، الدكتورة كيلان هوخ، إن رصد هذا النظام الشاب يوفر فرصة نادرة لدراسة مراحل تشكّل الكواكب حول النجوم.
وتضيف: «هذه الأنظمة القليلة التي صُوّرت مباشرة تُعد مختبرًا فريدًا لاختبار نظريات تكوّن الكواكب، لأن كواكبها نشأت في نفس البيئة النجمية».
اللافت في هذا الرصد أن كلا الكوكبين ظهرا معًا في مجال رؤية التلسكوب، ما أتاح للعلماء جمع بيانات حول كوكبين في آنٍ واحد، وأشارت هوخ إلى أن الكوكبين لا يزالان في طور التكوّن، وهو ما يفسّر سطوعهما اللافت، فالضوء المرصود ناتج عن عمليات الانكماش والتكثف التي ترافق تشكّلهما
.
ورغم أهمية اكتشاف السحب الغنية بالمعادن، إلا أن المفاجأة الأكبر كانت عند رصد قرص ضخم من الغبار والمادة يحيط بالكوكب الداخلي
YSES-
1
b
، والذي تبلغ كتلته نحو 14 ضعف المشتري.
ويشكّل هذا القرص تحديًا لنظريات تكوّن الكواكب، إذ يُفترض أن الغبار المحيط بالكواكب يختفي عادة في غضون خمسة ملايين عام من بداية التشكل. ومع ذلك، لا يزال هذا الكوكب، البالغ عمره نحو 16 مليون سنة، يحتفظ بقرصه المادي
.
وتطرح هوخ تساؤلًا علميًا جوهريًا: «لماذا لا يزال الكوكب الداخلي يحتفظ بهذا القرص الضخم من المواد، في حين أن الكوكب الخارجي لا يفعل؟ وإذا كانا قد نشآ في نفس البيئة، فلماذا يبدو كل منهما مختلفًا عن الآخر بهذا الشكل الجذري؟».
تُعد هذه النتائج أول رصد مباشر لسحب تحتوي على المعادن في كوكب يدور حول نجم يشبه الشمس.
ويستمر تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي أُطلق في ديسمبر 2021 بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار، في إحداث ثورة في علم الفلك، من خلال قدرته على استكشاف المجرات الأولى التي أضاءت الكون، واكتشاف عوالم جديدة، ورصد تصادمات الثقوب السوداء، بل وحتى التقاط إشارات قد تكون مرتبطة بوجود حياة خارج الأرض، رغم الجدل المستمر حولها
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 7 أيام
- الوسط
ذوبان جليد غرينلاند يتسارع 17 مرة بسبب موجة حر قياسية في أيسلندا
شهد الغطاء الجليدي في غرينلاند بين 15 و21 مايو 2025 ذوبانًا أسرع بـ17 مرة من المتوسط التاريخي للفترة الممتدة بين عامي 1980 و2010، وفق ما أعلنت شبكة «وورلد ويذر أتريبيوشن» المعنية برصد آثار تغير المناخ. تزامن التسارع الكبير في الذوبان مع موجة حر قياسية ضربت أيسلندا، حيث تجاوزت درجات الحرارة 26 درجة مئوية في 15 مايو، وهو رقم قياسي تاريخي في هذه الجزيرة الواقعة على حافة الدائرة القطبية الشمالية، وفقا لوكالة «فرانس برس». وقالت أستاذة علوم المناخ في «إمبريال كولدج لندن» وأحد معدّي التقرير، فريدريكه أوتو: «مساهمة ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند في ارتفاع مستوى البحار كانت أكبر بكثير مما كانت ستكون عليه لولا هذه الموجة الحارة». بحسب الشبكة، فإن درجات الحرارة التي شهدتها أيسلندا خلال مايو 2025 تجاوزت بأكثر من 13 درجة مئوية المتوسط الأعلى للفترة الممتدة بين 1991 و2020، وهو ما جعل 94% من محطات الرصد تسجّل درجات حرارة قياسية جديدة. - - وأكدت أوتو أن هذه الظاهرة كانت «مستحيلة من دون التغير المناخي»، مشيرة إلى أن أكثر الأيام حرارة في شرق غرينلاند شهدت ارتفاعًا بمقدار 3.9 درجات مئوية عن متوسط درجات حرارة عصر ما قبل الثورة الصناعية. تداعيات عالمية وبُعد استراتيجي وأوضحت أوتو أن موجة حر بدرجة 20 مئوية «قد لا تبدو متطرفة» بالنسبة لكثير من سكان العالم، لكنها «تمثل تهديدًا كبيرًا للقطب الشمالي وتؤثر بشكل عميق على العالم بأسره»، في ظل تسارع الاحترار في القطب الشمالي بمعدل يفوق أربع مرات باقي مناطق الكوكب، وفقًا لدورية «نيتشر» العلمية. لا يقتصر التأثير على ذوبان الجليد وارتفاع البحار، بل يشمل أيضًا السكان الأصليين في غرينلاند الذين يعتمدون على بيئة مستقرة لممارسة الصيد التقليدي، إضافة إلى تهديد البنية التحتية المصممة لتحمّل درجات حرارة منخفضة. وأكد تقرير «وورلد ويذر أتريبيوشن» أن الحرارة غير المعتادة قد تتسبب في فيضانات، وتشقق الطرق، وتلف المباني في كل من غرينلاند وأيسلندا، وهو ما يُنذر بأزمات متنامية في ظل الاحترار العالمي المتسارع.


الوسط
منذ 7 أيام
- الوسط
اكتشاف فلكي جديد.. هطول أمطار على كوكب خارج المجموعة الشمسية
رصد علماء الفلك سُحبًا عالية الكثافة في كوكب بعيد قد تكون مكوّنة من غبار معدني وجزيئات من الحديد، يُحتمل أن تهطل على سطحه كمطر معدني، هذا الاكتشاف جرى في نظام YSES- 1 النجمي، الواقع ضمن كوكبة «الذبابة» في السماء الجنوبية، على بُعد 307 سنوات ضوئية من الأرض . ويُعد هذا النظام من الأنظمة النجمية الفتيّة جدًا بمقاييس الكون، إذ لا يتجاوز عمر النجم YSES- 1 مليون عام فقط، مقارنة بعمر الشمس الذي يبلغ نحو 4.6 مليار سنة، وفقا لدراسة منشورة في دورية «نيتشر». يدور حول النجم كوكبان غازيان عملاقان، كلاهما لا يزال في طور التكوّن ويزيد حجمهما عن كوكب المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية . عند توجيه تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) إلى هذا النظام، رصد الباحثون سُحبًا مرتفعة في الغلاف الجوي للكوكب الخارجي YSES- 1 c ، والذي تبلغ كتلته نحو ستة أضعاف المشتري. لكن هذه السحب لم تكن مكوّنة من بخار الماء كما هو الحال في الأرض، بل من حبيبات دقيقة من سيليكات المغنيسيوم، وربما من الحديد أيضًا. - - ويُعتقد أن الحديد، عند تكسّر هذه السحب، يهطل على سطح الكوكب على شكل مطر معدني . فرصة نادرة لدراسة تشكّل الكواكب تقول عالمة الفيزياء الفلكية في معهد علوم التلسكوب الفضائي في بالتيمور بولاية ماريلاند، الدكتورة كيلان هوخ، إن رصد هذا النظام الشاب يوفر فرصة نادرة لدراسة مراحل تشكّل الكواكب حول النجوم. وتضيف: «هذه الأنظمة القليلة التي صُوّرت مباشرة تُعد مختبرًا فريدًا لاختبار نظريات تكوّن الكواكب، لأن كواكبها نشأت في نفس البيئة النجمية». اللافت في هذا الرصد أن كلا الكوكبين ظهرا معًا في مجال رؤية التلسكوب، ما أتاح للعلماء جمع بيانات حول كوكبين في آنٍ واحد، وأشارت هوخ إلى أن الكوكبين لا يزالان في طور التكوّن، وهو ما يفسّر سطوعهما اللافت، فالضوء المرصود ناتج عن عمليات الانكماش والتكثف التي ترافق تشكّلهما . ورغم أهمية اكتشاف السحب الغنية بالمعادن، إلا أن المفاجأة الأكبر كانت عند رصد قرص ضخم من الغبار والمادة يحيط بالكوكب الداخلي YSES- 1 b ، والذي تبلغ كتلته نحو 14 ضعف المشتري. ويشكّل هذا القرص تحديًا لنظريات تكوّن الكواكب، إذ يُفترض أن الغبار المحيط بالكواكب يختفي عادة في غضون خمسة ملايين عام من بداية التشكل. ومع ذلك، لا يزال هذا الكوكب، البالغ عمره نحو 16 مليون سنة، يحتفظ بقرصه المادي . وتطرح هوخ تساؤلًا علميًا جوهريًا: «لماذا لا يزال الكوكب الداخلي يحتفظ بهذا القرص الضخم من المواد، في حين أن الكوكب الخارجي لا يفعل؟ وإذا كانا قد نشآ في نفس البيئة، فلماذا يبدو كل منهما مختلفًا عن الآخر بهذا الشكل الجذري؟». تُعد هذه النتائج أول رصد مباشر لسحب تحتوي على المعادن في كوكب يدور حول نجم يشبه الشمس. ويستمر تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي أُطلق في ديسمبر 2021 بتكلفة بلغت 10 مليارات دولار، في إحداث ثورة في علم الفلك، من خلال قدرته على استكشاف المجرات الأولى التي أضاءت الكون، واكتشاف عوالم جديدة، ورصد تصادمات الثقوب السوداء، بل وحتى التقاط إشارات قد تكون مرتبطة بوجود حياة خارج الأرض، رغم الجدل المستمر حولها .


الوسط
٠٣-٠٦-٢٠٢٥
- الوسط
تلسكوب ويب يثبت نظرية قديمة: اكتشاف جليد الماء في نظام نجمي شاب
اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) دليلاً قاطعاً على وجود جليد الماء في نظام نجمي شاب، مما يدعم النظرية القائلة بأن الماء وصل إلى كوكب الأرض والكواكب الداخلية عبر المذنبات والكويكبات في مرحلة قديمة من تاريخ النظام الشمسي. لطالما كان يُعتقد أن المذنبات والكويكبات الجليدية قد جلبت الماء إلى الأرض والكواكب الداخلية خلال فترة تعرف بـ«القصف الثقيل المتأخر» قبل حوالي أربعة مليارات سنة. وكان يدعم هذه الفكرة وجود الجليد في مناطق مثل حزام كايبر، وهو حزام من الحطام الجليدي في أقاصي النظام الشمسي. لكن لم تكن هناك أدلة مباشرة على ذلك حتى الآن. وتكشف دراسة حديثة نشرتها مجلة « - - - وقال تشن شي، المؤلف الرئيسي للدراسة والعالم المساعد في جامعة جونز هوبكنز: «لقد اكتشف تلسكوب ويب بشكل قاطع جليد الماء، وليس فقط جليد الماء العادي بل جليد الماء البلوري، الذي يوجد أيضًا في أماكن مثل حلقات كوكب زحل والأجرام الجليدية في حزام كايبر في نظامنا الشمسي. وجود جليد الماء يساعد في تسهيل تشكيل الكواكب. قد يجري أيضًا نقل المواد الجليدية إلى الكواكب الأرضية التي قد تتشكل في أنظمة مثل هذا النظام خلال مئات الملايين من السنين». استخدم الباحثون أداة (NIRSpec) الخاصة بتلسكوب ويب لمراقبة النجم (HD 181327)، وكشفت النتائج عن آثار كيميائية تدل على وجود الماء في أطراف حزام الحطام في النظام. «كرات ثلجية قذرة» كما كان متوقعًا، وجد العلماء أن معظم جليد الماء في النظام يوجد في الحافة الخارجية لحزام الحطام، حيث يشكل أكثر من 20% من الكتلة هناك. مثل حزام كايبر في نظامنا الشمسي، يتواجد الماء في شكل «كرات ثلجية قذرة»، أي جليد ممزوج مع جزيئات غبار دقيقة. كلما اقترب العلماء من النجم، انخفضت كمية الجليد المكتشف. ففي نصف المسافة من حافة الحزام، كانت 8% فقط من المادة تتكون من الجليد، ولم يُكتشف أي جليد بالقرب من مركز النظام. وهذا يرجع على الأرجح إلى تبخر الجليد نتيجة للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من النجم، على الرغم من أنه من الممكن أن يكون جزء كبير من الماء محاصرًا في الصخور والكويكبات. نظرًا لأن جليد الماء يلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الكواكب حول النجوم الشابة، توفر هذه النتائج فرصًا جديدة للباحثين لدراسة العمليات التي تحكم تطور الأنظمة الشمسية. قالت كريستين تشين، الفلكية المشاركة في الدراسة من معهد علوم تلسكوبات الفضاء: «عندما كنت طالبة دراسات عُليا قبل 25 عامًا، قال لي مشرفي إنه يجب أن يكون هناك جليد في حزام الحطام، لكن قبل تلسكوب ويب، لم نكن نملك الأدوات الحساسة بما يكفي لإجراء هذه الملاحظات. ما يثير الدهشة هو أن هذه البيانات تبدو مشابهة جدًا للملاحظات الحديثة التي أجريناها لأجرام حزام كايبر في نظامنا الشمسي». كما كشفت ملاحظات ويب عن فجوة خالية من الغبار بين النجم وحزام الحطام، وهو اكتشاف مهم. ومن المعروف أن حزام كايبر في نظامنا الشمسي يحتوي على العديد من الأجرام الجليدية والكواكب الصغيرة. كما جرى ملاحظة أن الاصطدامات تحدث في حزام كايبر، وهو ما لاحظه الفريق أيضًا في HD 181327. قالت كريستين تشين: «إن نظام HD 181327 نظام نشط للغاية. هناك اصطدامات مستمرة في حزام الحطام الخاص به. عندما تصطدم هذه الأجرام الجليدية، فإنها تطلق جزيئات دقيقة من جليد الماء، وهي جزيئات بحجم مثالي للكشف عنها بواسطة ويب». وأكدت الدراسة أن الفلكيين سواصلون البحث عن جليد الماء في أنظمة شمسية شابة باستخدام تلسكوب ويب وأدوات رصد أخرى من الجيل التالي التي سيجري إطلاقها قريبًا.