
جولة حول العالم.. كيف تحتفل الدول بعيد الفطر؟
عيد الفطر هو أحد أعظم الأعياد التي يحتفل بها المسلمون في جميع أنحاء العالم، ويأتي بعد شهر رمضان المبارك.
يعتبر العيد فرصة للتجمع العائلي، والتواصل الاجتماعي، وإظهار الفرح، وتقديم الزكاة للمحتاجين.
ومع ذلك، يختلف شكل الاحتفال بالعيد من بلد إلى آخر بسبب التنوع الثقافي والاقتصادي، وكذلك التقاليد المحلية التي تعكس هوية كل مجتمع.
في هذا التقرير، سنستعرض كيف يختلف الاحتفال بعيد الفطر حول العالم، من الأطعمة المميزة إلى العروض الثقافية والفعاليات العامة.
1. احتفالات عيد الفطر في الشرق الأوسط
مصر
في مصر، يُعد عيد الفطر فرصة للاحتفال مع العائلة والأصدقاء. يبدأ المصريون يوم العيد بصلاة العيد في المساجد والساحات المفتوحة. بعد الصلاة، يتبادل الأفراد التهاني والتبريكات، وتنتشر في الشوارع مظاهر الفرح من خلال الألعاب النارية والرقصات الشعبية.
الأطعمة التقليدية:
كعك العيد: هو الطبق الأشهر في مصر، حيث يتم تحضيره من الدقيق والسكر والمكسرات، يعدّ من الحلويات الأساسية التي لا غنى عنها في هذه المناسبة.
التمر والمكسرات: تُعتبر من الأطعمة الأساسية التي يتم تناولها في العيد.
السعودية
في المملكة العربية السعودية، يكون عيد الفطر بداية لتجمعات عائلية كبيرة، إذ تكثر الزيارات بين العائلات والأصدقاء بعد صلاة العيد، تحظى صلاة العيد في الساحات والمساجد بخصوصية كبيرة.
الأطعمة التقليدية:
الكبسة: طبق أرز بالدجاج أو اللحم يعد من الأطباق الرئيسية في العيد.
الحلويات: مثل البقلاوة والكنافة، والتي تُعد من الحلويات الأكثر شهرة في العيد.
الإمارات
تعتبر الإمارات من الدول التي تحرص على تنظيم فعاليات ثقافية وفنية في عيد الفطر، تقوم العديد من المدن بتنظيم مهرجانات وفعاليات للجمهور.
الأطعمة التقليدية:
اللقيمات: من الحلويات المميزة التي يتم تحضيرها في العيد.
المفروكة: حلوى تقليدية يتم تحضيرها من المكسّرات والتمر.
2. احتفالات عيد الفطر في آسيا
إندونيسيا
إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، تتميز باحتفالات عيد الفطر التي تمتزج بالتقاليد الإسلامية والاحتفالات المحلية، يبدأ الإندونيسيون يوم العيد بصلاة العيد، ثم يتم زيارة المقابر لتكريم الأموات. بعد ذلك، يتجمع الأفراد في المنازل للاحتفال.
الأطعمة التقليدية:
ketupat: هو طبق مكون من الأرز الملفوف في أوراق النخيل، ويُقدم مع لحم الدجاج أو اللحم البقري.
كعك عيد الفطر: يشتهر أيضًا بتحضير الحلويات مثل الكعك المحلى والبسكويت.
ماليزيا
في ماليزيا، يتبع المسلمون تقاليد مماثلة لإندونيسيا، حيث تبدأ الاحتفالات بصلاة العيد واحتفالات مبهجة مع العائلة، تُعتبر العائلة والمجتمع المحلي جزءاً مهماً من الاحتفالات.
الأطعمة التقليدية:
رامبوتان والمنجا: فواكه استوائية تُعتبر جزءاً من تقديم الضيافة.
ميني كعك: يتم تحضير كعك العيد بشكل مميز وبمذاق محلي.
3. احتفالات عيد الفطر في أوروبا وأمريكا
تركيا
تعتبر تركيا واحدة من الوجهات السياحية المميزة في عيد الفطر، حيث يعم الأجواء روح من الاحتفالات والفعاليات الثقافية، يبدأ الأتراك يومهم بالصلاة في الساحات العامة، ثم يتناولون وجبات كبيرة في منازلهم مع العائلة والأصدقاء.
الأطعمة التقليدية:
البقلاوة التركية: تعد من أشهر الحلويات في عيد الفطر.
كباب: يُعد من الأطباق الرئيسية التي يتم تناولها في الوجبات.
ألمانيا
في الدول الغربية مثل ألمانيا، حيث توجد جاليات إسلامية متنوعة، تتسم احتفالات عيد الفطر بمشاركة كبيرة من الجاليات المسلمة في المدينة، يتم تنظيم فعاليات مثل الأسواق العيدية، والمسابقات الرياضية، والعروض الثقافية.
الأطعمة التقليدية:
المعجنات: مثل الكعك والمعجنات المصنوعة من التمر والمكسرات.
المأكولات الشرق أوسطية: مثل الحمص والفلافل.
الولايات المتحدة الأمريكية
تتميز الولايات المتحدة بمزيج من الثقافات المختلفة، ولذلك تختلف احتفالات عيد الفطر حسب الجاليات المختلفة، في المدن الكبرى مثل نيويورك وشيكاغو، تنظم تجمعات كبيرة لعيد الفطر مع فعاليات ثقافية ومهرجانات.
الأطعمة التقليدية:
الكعك والمعجنات التي تُعدّ في المنازل وتُقدم للعائلة والأصدقاء.
البرغر والدجاج المشوي: تعتبر من الأطعمة الشائعة في العيد لدى بعض العائلات.
4. احتفالات عيد الفطر في أفريقيا
المغرب
يعتبر عيد الفطر في المغرب حدثاً اجتماعياً مميزاً، حيث يتم استقبال العيد بالصلاة واتباع تقاليد خاصة تشمل الزيارات العائلية، يتم تحضير العديد من الأطباق المغربية التقليدية مثل الكسكس.
الأطعمة التقليدية:
الكسكس: من الأطعمة التقليدية التي يتم تناولها في يوم العيد.
حلويات العيد: مثل الغريبة والشباكية التي تُعدّ خصيصاً في هذه المناسبة.
الجزائر
في الجزائر، تكثر العادات الاجتماعية والعائلية في عيد الفطر، ويبدأ الناس يومهم بصلاة العيد ثم زيارة المقابر، وبعد ذلك يتم تناول وجبات جماعية مع العائلة.
الأطعمة التقليدية:
الكسكس والطاجين: هي من الأطباق الرئيسة في العيد.
الحرشة والمقروط: هما من الحلويات المميزة في الجزائر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- المدن
جنس وكحول وفنون وأمور أخرى
قبل نحو 40 عاماً، باشرت طلائع الثورة الخمينية في لبنان العمل: رمت الأسيد على فتيات يكشفن عن مفاتنهن. بشّرت النساء بالتشادور. فجّرت متاجر بيع الكحول. حرّمت الاستماع إلى الموسيقى والرقص. ورذلت الأفلام (عدا فيلم "الرسالة" وما يشبهه). في مناخ الأسلمة، المسلحة وغير المسلحة، قفرت مدن وضواح من دور السينما والمسارح ومطاعم مازات العرق والحانات والفنادق وأماكن السهر، وانحسر اختلاط الذكور بالإناث، وتعممت تعاسة الليل والنهار وتكاثرت صور "الشهداء" طبقات فوق طبقات على الجدران، وقُتلت نساء وفتيات كثيرات باسم الشرف. وراح المجتمع الفاضل المتخيل هذا، يفور بالعنف والذكورية الموتورة والكبت الجنسي الذي سرعان ما يُصرف بالمزيد من الهوس بضبط أجساد الإناث، عدا عن منع أسباب الضحك والمسرات واللهو، والتمتع بالفنون. بطبيعة الحال والنفاق، ازدهرت خارج أسوار تلك المدن والضواحي محلات بيع الكحول وأماكن السهر، المخصصة لـ"المتسربين" من مجتمع الفضيلة، الذين يعودون فجراً مترعين بمشاعر الذنب إلى سرير الطهارة وحضن تقوى الأهل. فيما يُحرم المراهقون والشباب والشابات من أي علاقات صحية وعلنية، ويصير الحب سراً غامضاً وصعباً وأقرب إلى الخطيئة والرذيلة. وسرعان ما تنقلب "العفة" إلى عنّة متفشية يكون تمويهها بالمزيد من الذكورية الاستعراضية العنيفة. وبعد عقود من حملات الأسلمة، استتب عمران العشوائيات الباطونية، والسكن الأهلي المتراص والقائم على صلات القرابة والعلاقات الريفية، وانتشرت الأمية الثقافية، وقلّت مظاهر التمدن، وتعاظم الفقر والبطالة المعممة، وانتعشت العصابات وحبوب الهلوسة، و"تمليشت" حياة الشبان الذكور المزهوين بالسلاح والموت، وحوريات الجنة. هكذا، نجحت الخمينية في إنجاز ما حلم به المؤسس: إقامة سور يمتد إلى السماء ما بين أبناء الثورة والعالم "الفاسد" بأسره. في مصر، وبعد نضال استمر لأكثر من 80 عاماً، وصل "الأخوان المسلمون" إلى السلطة، بعد ثورة شعبية واستفتاءات وانتخابات ديموقراطية، انتصروا فيها تتويجاً لجهودهم الجبارة في "الأسلمة" المؤدلجة والممولة بسخاء منذ مطلع السبعينات. ومع وصولهم إلى السلطة، تبدى أن لا سياسة لهم سوى استكمال "توبة" الفنانات، وتغطية النساء بالأثواب المهلهلة والتفنن بأغطية وحجابات الرأس والحيرة وما يحمله هذا التفنن من حيرة بين الإغواء والستر والانحراف الإيروتيكي "الفيتشوي"، وتعفيف الفتيات وكبت غرائزهن المخيفة والخطرة، والتشدد في بيع الكحول وتحقير شاربيها، والسعي لإغلاق ملاهي شارع الهرم والكازينوهات، ومطاردة الراقصات، وتشديد الرقابة على الأفلام والكتب والرسوم.. إلخ. أما ما تطلبه مصر من تعليم وصحة وتنمية وبنى تحتية وإدارة رشيدة وازدهار اقتصادي.. فكان الأمر متروكاً للعناية الإلهية والغيب. وصاحب كل هذا تفشي التحرش الجماعي والاغتصاب والاعتداء على النساء، وحملات التبشير بتعدد الزوجات، واضطهاد غير المتدينين، وتحقير "السافرات"، ومنافسة السلفيين في الإسراع رجوعاً إلى القرن الهجري الأول. وهكذا، بقيت مصر المزدحمة بأكثر من 120 مليون نسمة، بعيدة كل البعد عن تلك المنافسة مع اليابان ذات مرة في أواخر القرن التاسع عشر. أما في إيران نفسها، فتنتصب فيها مسألتان متساويتان في الأهمية: السيطرة على أجساد النساء وأغطية رؤوسهن.. والبرنامج النووي والصاروخي. وكانت خلاصة الخمينية بعد 45 عاماً، وعدا الاستبداد الديني، تصدير أكبر عدد من الحروب وتصنيع أكبر عدد من الميليشيات، ونشر نسخة من الأسلمة العنيفة والمعادية للحداثة والغرب، من ناحية، وتحريم الكحول والفنون والسيطرة على الأجساد واللباس، للذكور والإناث معاً. وعدا عن النسخة الطالبانية في أفغانستان، وهي الأسوأ أو الأفظع في مسائل الجنس والكحول والفنون، وحجب النساء وتحويلهن فعلاً إلى "قوارير" مخبأة، أو إلى مؤودات في بيتوهن، أو إلى "أشباح".. أفضت الأسلمة المؤدلجة في البلاد العربية، إلى مجتمعات بطالة وأمية وعنف وذكورية فظة وكراهية للتمدن وتعصب ديني وحروب أهلية واستبدادات قاتلة. والباعث اليوم على هذا السرد، تباشير الجماعة الحاكمة في سوريا، وبرنامجها السياسي الفعلي، الذي بدأته على ما يبدو في اضطهاد غير المسلمين أو الذين يخالفون المذهب والمعتقد. وهو اضطهاد يعيد إنتاج المذابح على صورتيها، التاريخية الغائرة في ذاكرة "الأقليات"، والأسدية الموغلة بأجساد مئات آلاف السوريين. وبالتزامن مع هذا، كانت البداية في حملات الفصل بين الجنسين في الإدارات العامة وفي وسائل النقل. تبعها مطاردة العشاق والتنكيل بهم في الشوارع والحدائق العامة، وسوق المراهقين إلى السجون. وتعاظمت في الآونة الأخيرة إلى حد اقتحام الملاهي الليلية والاعتداء على الساهرين، والانتشاء "الفيتشوي" في ضرب النساء، ثم إطلاق الرصاص على ساهرين وقتل راقصة عمداً. مرة أخرى، لا يقدم هذا الإسلام السياسي، سوى مشاهد تفجير ناطحات السحاب وأنفاق المترو، وارتكاب المجازر في الملاعب والملاهي والمسارح، وإشعال حروب أهلية شديدة الدموية بالسيارات المتفجرة والإنتحاريين وقطع رؤوس الرهائن، ورمي المثليين من سطوح المباني، وكره النساء واحتقار الثقافة والسينما والرسم والرقص والموسيقى وكل الفنون. ذات مرة، نجح الخمير الحمر، في فرض "المجتمع الفاضل" على كمبوديا، فكانت الحصيلة الوحيدة، موت نحو مليوني إنسان، إعداماً وجوعاً ومرضاً. كانت الفضيلة مرادفة للإبادة. على نحو مماثل من أفغانستان إلى ديارنا المنكوبة، لا يقدم الإسلام السياسي، الذي يخاف من الحب والمتعة والكحول والثقافة، أي سياسة. فقط الموت والتصحر.


الشرق الجزائرية
٢٢-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق الجزائرية
تاريخٌ لم يعد يتطوّر
بقلم الفضل شلق أدت الفتوحات العربية في القرنين السابع والثامن الميلاديين إلى نشوء ثقافة عربية في المجال العربي الإسلامي الممتد من شواطئ المحيط الأطلسي إلى حدود الصين. انتشر الإسلام بعدها في مناطق أخرى من الهند وآسيا الشرقية، بما فيها أندونيسيا الأكثر تعدادا سكانياً من أي بلد آخر سواء كان عربياً أو إسلامياً. يُشكّل العرب الآن في جميع أقطارهم، المسلمون منهم، حوالي ثلث مسلمي العالم. وهم أصحاب جغرافيا تُشكّل 10% من مساحة العالم، و5% من سكانه. لم يكن انتشار العروبة أو الإسلام بالفتح والغلبة دوماً بل بالثقافة، التي اعتمد توسعها في كثير من الأحيان على اللغة العربية، وعلى انتشار اللغة العربية كلغة القرآن والدين. الذين صارت العربية لديهم لغة محكية إضافة إلى كونها لغة الدين هم الذين يسمون عرباً، وإن كان الانتماء بالوعي أو بفعل ظروف مادية عسكرية أو سياسية فرضت نفسها. المهم أن اللغة العربية صارت هي 'اللينغوا' (اللغة العليا) في المجال الحضاري الإسلامي كله. وقد امتدت أثارها الثقافية عند الازدهار الثقافي إلى أنحاء من العالم غير إسلامية، مما يؤكد أن النهضة الأوروبية في القرون الوسطى ما كانت ممكنة لولا الترجمة عن اللغة العربية. ازدهرت الثقافة العربية الإسلامية من قبل عن طريق الترجمات من حضارات أخرى كالأغريق، والهند، والصين، وغيرها، والعالم كان وما يزال موحداً أكثر مما يظن الباحثون الذين قال أحدهم (جون كامبل في مطلع كتابه 'أقنعة الله') أن العالم سيمفونية واحدة تتألف من أنغام متعددة؛ فانتشار الثقافة العربية ثم العربية-الإسلامية لم يكن عسكرياً، وما الغلبة العسكرية إلا في فترات محدودة، بل كان في معظم الأحيان عن طريق التجارة وتماس الشعوب ببعضها البعض، والأخذ من الآخرين. التجارة والثقافة ما من أحد يستطيع القول إن الثقافة العربية الإسلامية وليدة نفسها أو كانت مجتمعاً أو مجتمعات مغلقة، إلا وكان مخطئاً. وما يسمى الآن إدعاءات أوروبية عن مركزية ثقافتها ما كان موجوداً من قبل إلا في حالات نادرة، ليس هنا مجال البحث فيها. فالمركزية الثقافية الأوروبية التي انضمت إليها الولايات المتحدة الأميركية ما كانت إلا أداة استعمارية. إذ سادت في وقت سادت أوروبا على العالم، وحملت لواء الثقافة العالمية بالتقدم العلمي، واعتبرت أن مهمتها تنمية العالم، أو نقله من حال البربرية إلى المدنية بالقوة؛ ففي معظم مراحل التاريخ، بهذه المقاييس، كانت أوروبا هي البربرية، وانقلبت الحال مع الاستعمار الذي حدث معظمه بعد الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر. قبل ذلك كانت الفتوحات الأوروبية منذ القرن السادس عشر، و'اكتشافهم' العبور إلى آسيا بالمرور حول رأس الرجاء الصالح في آخر القرن السادس عشر، وبداية عنف ندر إن كان مسبوقاً. فقد اضطرت أوروبا إلى استخدام العنف في التبادل التجاري لأنه لم يكن لديها، بسبب تأخرها الاقتصادي، شيئاً تبيعه من أجل التبادل التجاري. قبل ذلك كانت تجارة المحيط الهندي سلمية في معظم الأحيان. لكن ما سهّل تجارة أوروبا مع آسيا كان تدفق الذهب والفضة من أميركا الوسطى والجنوبية، وبخاصة البيرو، وكانت هذه القارة قد اكتشفها الأوروبيون في نفس الوقت الذي اكتشفوا فيه آسيا. وتأسست شركات الهند الشرقية وشركة الهند الغربية للتجارة. وفي نفس الوقت تأسست شركة 'اللافنت' (أي شرق المتوسط)، والأرجح أن الأرباح من هذه كانت إلى وقت ما أكثر من أرباح شركات الهند الشرقية. في المحصلة كانت سفن أوروبا تأتي إلى آسيا محملة بالسلاح والحجارة لتثقيلها، وبالرهبان كي يجمع هؤلاء ما أمكن من التراث الثقافي عند الشرق، وللهداية طبعاً للدين القديم في نظرهم. المهم أن التجارة، وما يحدث خلالها من تبادل ثقافي، كانت تمهيداً لعلاقة استعمارية لم تتحقق فعلاً إلا في القرن الثامن عشر بعد الثورة الصناعية. وقبل ذلك وبعده القضاء على صناعات آسيا. على كل حال، كان استهلاك الصين من الفحم الحجري للصناعة يفوق استهلاك أوروبا منه حتى بعد الثورة الصناعية. والقضاء على اقتصاد آسيا لم يحصل بالتبادل التجاري الصرف، بل بالقسر والإكراه واستخدام وسائل العنف التي صارت هي جوهر الاستعمار في القرن التاسع عشر. لم يكن إرهاق الدولة العثمانية ومصر بالديون إلا احدى وسائل العنف. إذ تطلب سداد الدين العام لجاناً مكونة من ممثلي دول أوروبا للإشراف على الاقتصاد المحلي، وإفراغه من مقوماته الصناعية والزراعية. وما صارت التجارة الحرة مبدأً عالمياً إلا مع تفوّق أوروبا في القرن التاسع عشر لاستكمال فتح أسواق آسيا لها. نظرية الانحطاط التاريخي إن كتابة تاريخ التجارة الدولية والمحلية أهون بكثير من كتابة تاريخ التبادل الثقافي. وعلى كل حال، إن من حاول تحديد بداية عصر الانحطاط بثورة الزنج في أواخر القرن التاسع الميلادي، أو مع الحملات الصليبية، أو حملات المغول التي أدت إلى خراب بغداد والمنطقة، يُخطئ. إذ لا يأخذ بالاعتبار الازدهار، أو على الأقل التقدم الثقافي في العلوم المادية والرياضيات وغيرهما. ما يعني أن نظرية الانحطاط ليست فقط مُجحفة بحق تاريخنا، بل هي ذات آثار مخربة وتدميرية في وعينا، إذ تؤدي إلى حذف ألف عام من تاريخنا، مما يقود إلى خلل في الوعي التاريخي الذي يتهاوى عندما لا يكون سلسلة متصلة أو عندما تُحذف منه حلقة مهما كانت صغيرة أو كبيرة. في هذه الفترة صار الانتقال إلى العربية كلفة محكية، وذلك على الأقل في بدايتها. وهذا معناه صيروة أكثرية الناس إلى تبني العروبة التي هي تتعلّق باللغة أكثر من الأصول الإثنية. فالعروبة صيرورة وجود وليست اجتماع الجماعة في أصل إثني. نظرية العروبة تنفي الصيرورة أو تحيلها إلى عكس ما يجب أن تكون، وتشلّع التاريخ، مما يؤدي إلى تشليع الوعي والشخصية لحاملي هذا الوعي.


صدى البلد
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- صدى البلد
موعد وقفة عرفات 2025 وعيد الأضحى المبارك.. التفاصيل والتواريخ
بدأت مشاعر الشوق والفرح تسري في قلوب المسلمين حول العالم مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، أحد أعظم المناسبات الدينية التي ينتظرها المسلمون بشغف كل عام. ومع العد التنازلي الذي بدأ فعلياً، لم يتبقَ سوى نحو 60 يوماً تفصلنا عن هذا العيد، وفقاً للحسابات الفلكية التي أصدرها معمل أبحاث الشمس التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر. الحسابات الفلكية تحدد الموعد بحسب ما أعلنه المعهد، فإن هلال شهر ذو الحجة لعام 1446 هـ سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران، في تمام الساعة الخامسة وثلاث دقائق فجرًا بتوقيت القاهرة، يوم الثلاثاء الموافق 27 مايو 2025، وهو يوم الرؤية الشرعية. ومن المتوقع أن يبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 38 دقيقة بعد غروب الشمس، بينما سيظهر في سماء القاهرة لمدة 47 دقيقة. أما باقي المحافظات، فتتراوح مدة بقائه بين 40 إلى 49 دقيقة. وفي العواصم والمدن العربية والإسلامية الأخرى، يظهر الهلال في السماء لفترات تتراوح بين 9 و59 دقيقة، ما يدعم التقديرات الفلكية بأن غرة شهر ذو الحجة ستكون يوم الأربعاء 28 مايو 2025. وقفة عرفات والعيد وفقاً للتقويم الفلكي، ستكون وقفة عرفات لهذا العام يوم الخميس 5 يونيو 2025، أما عيد الأضحى المبارك فسيحلّ يوم الجمعة 6 يونيو 2025، بإذن الله. ويعني هذا أننا نعيش الآن آخر أيام شهر شعبان، ومع نهاية رمضان القادم، ستكون الأجواء مهيأة لاستقبال موسم الحج وعيد الأضحى. التقويم الهجري.. ارتباط بالقمر وحدث تاريخي خالد يعتمد المسلمون في تحديد الأعياد والمناسبات الدينية على التقويم الهجري، الذي يستند إلى حركة القمر ودورته حول الأرض. ويتكون هذا التقويم من 12 شهراً قمرياً، تبدأ بالمحرّم وتنتهي بذي الحجة، حيث يحتل عيد الأضحى مكانته في ختام العام الهجري. وتم إنشاء هذا التقويم على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجعل من هجرة الرسول محمد ﷺ من مكة إلى المدينة في عام 622م نقطة الانطلاق لأول سنة هجرية، ما أكسب التقويم اسمه "الهجري". أيام مباركة تقترب... والقلوب عامرة بالدعاء مع كل يوم يمر، تزداد القلوب تعلقاً بأجواء عيد الأضحى، حيث الروحانية، الأضحية، والتقرب إلى الله. ستشهد الأيام المقبلة استعدادات مكثفة في العالم الإسلامي، سواء من الحجاج في طريقهم إلى المشاعر المقدسة، أو من العائلات التي تستعد للاحتفال والمشاركة في طقوس العيد. ستون يوماً فقط تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك 2025، فلتكن فرصة لنا جميعاً للتقرب من الله، واستحضار قيم التضحية، الرحمة، والوحدة التي يجسدها هذا العيد العظيم.