
في ذكرى رحيله.. كيف صعد وليام شكسبير من الظل إلى القمة؟
في مثل هذا اليوم، وتحديدًا 23 أبريل 1616، توفي الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير، بعد أن ترك إرثًا أدبيًا هائلاً، وترجمت أعماله إلى أكثر من 100 لغة، وعُرضت على المسارح في جميع أنحاء العالم، كما أُعيد تقديمها في شكل أفلام ومسلسلات وأوبرا، واستلهم منها كتّاب وفلاسفة وموسيقيون على مدى القرون.
من الهامش إلى الخلود: أربع مراحل لصعود العبقرية
لم يكن شكسبير منذ بداياته نجمًا لامعًا، فقد بدأ مسيرته ككاتب متواضع، غير ناضج فنيًا مقارنة بأسماء معاصرة مثل توماس كيد وكريستوفر مارلو، وتأثّر في بداياته بمسرح العصور الوسطى وبالدراما الرومانية، وكتب مسرحيات دموية وصاخبة مثل "الملك هنري السادس" و"ريتشارد الثالث"، التي جسدت صراعات "حرب الوردتين" في إنجلترا، وظهرت فيها اللغة الخطابية والمبالغة في التراكيب الشعرية، كما في مأساة "تايتُس أندرونيكوس".
في مرحلته الثانية، بدأ النضج يظهر على نصوصه، وكتب خلالها أشهر مسرحياته التاريخية مثل "الملك ريتشارد الثاني" و"هنري الرابع" و"هنري الخامس"، إلى جانب كوميديات بارعة مثل "حلم ليلة منتصف الصيف" و"الليلة الثانية عشرة" و"جعجعة بلا طحن"، أما أشهر مأساة رومانسية كتبها في هذه المرحلة فكانت "روميو وجولييت"، التي جسدت قوة الحب وصراع الأقدار بلغة عذبة ومشاعر مشبوبة.
ثم جاء زمن النضج الأدبي الكامل، فكتب في مرحلته الثالثة أعظم مآسيه مثل "هاملت"، كما كتب "عطيل" و"الملك لير" و"مكبث"، حيث دمج فيها ببراعة بين الشعر والتراجيديا، وكشف عن أعماق النفس البشرية وصراعاتها المعقدة.
وفي مرحلته الأخيرة، اتجه شكسبير نحو نوع جديد يمزج بين الدراما والشعر الغنائي، كما في "العاصفة" و"حكاية الشتاء" و"سيمبلين"، حيث سادت روح الصفح والمغفرة والتسامح، وبدت وكأنها خلاصة رؤيته للحياة بعد أن عاشها بتجاربها كافة.
شكسبير الذي علّم العالم
ما يميز شكسبير ليس فقط تعدد مراحل تطوره، بل قدرته النادرة على اختراق الزمن والثقافات، فقد قُرئت أعماله بعيون ماركسية، ورومانسية، ونفسية، وتحولت إلى أفلام ومسرحيات وأوبرا ولوحات فنية، كتب عنه النقّاد، واستلهم منه الفلاسفة، واعتُمدت أعماله كمناهج في كبرى الجامعات حول العالم.
بل تجاوز تأثيره حدود الأدب، فسيجموند فرويد صاغ أفكاره عن النفس البشرية مستلهمًا من "هاملت"، وجوزيبي فيردي حوّل "عطيل" و"مكبث" إلى أوبرا خالدة، وويليام فوكنر وتشارلز ديكنز وهيرمان ميلفيل تأثروا بأساليبه التراجيدية ومونولوجاته العميقة.
حتى اللغة الإنجليزية نفسها تأثرت بشكسبير، فقد ساهم في تشكيلها وتطويرها، وأدخل إليها آلاف الكلمات والتعابير، مثل: "حبس أنفاسه"، و"نتيجة مفروغ منها".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصباح العربي
منذ 3 ساعات
- الصباح العربي
وفاة مايكل ألايمو.. أيقونة سبيس جام والفن الأمريكي عن عمر 86 عامًا
ودَّع العالم الفناني الأمريكي "مايكل ألايمو" عن عمر 86 عامًا، بعد مسيرة طويلة ومليئة بالعطاء في السينما والتلفزيون. ويّذكر أنه قدّم أدوارًا مميزة في أعمال شهيرة مثل فيلم "سبيس جام" حيث جسّد دور الطبيب إلى جانب نجوم كبار كـمايكل جوردان وبيل موراي، إضافةً إلى مشاركاته في أفلام مثل "متلازمة الصين" وبرامج تلفزيونية ناجحة كـ"تشيرز"، و"ذا وندر ييرز"، و"هيل ستريت بلوز"، و"سكرابس". تلقى العالم نبأ وفاته ابنته غابرييلا ألايمو توماس، التي أكدت لصحيفة "فارايتي" أن والدها رحل بسلام، دون الكشف عن أسباب الوفاة. وبدأ مايكل مسيرته الفنية بدراسة المسرح في كلية بروكلين، وشارك في الستينيات في مسرحيات بارزة منها "شكسبير في سنترال بارك"، كما انضم لفرق مسرحية سياسية مثل "جوت ثياتر" و"إف تي إيه" المناهضة للحرب، قبل أن ينتقل إلى لوس أنجلوس عام 1973، حيث نال أدواره الأولى في التلفزيون في مسلسلات مثل "رجل الستة ملايين دولار" و"كانون".


مستقبل وطن
منذ 15 ساعات
- مستقبل وطن
ثقافة الاسكندرية يقدم العرضين المسرحيين «هاملت.. فات الميعاد» و«تك تك بوم»
قدم فرع ثقافة الاسكندرية ، التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة ، برئاسة اللواء خالد اللبان، مساء الاربعاء عرضين مسرحيين بقصر ثقافة الأنفوشي، ضمن عروض الموسم الحالى ، و ذلك فى اطار برنامج وزارة الثقافة . العرض المسرحى " هاملت.. فات الميعاد"، تجربة نوعية لقصر ثقافة الأنفوشي، عن نص الأديب الإنجليزي ويليام شكسبير، و اخراج فكري سليم ، و يتناول البعد النفسي لشخصية "هاملت" كمحاولة لإظهار التردد بداخله والذي جعله طوال الوقت لا يتحدث سوى عن فكرة الثأر . و العرض المسرحى " تك تك بوم" تجربة نوعية لبيت ثقافة القبارى، عن نص مسرحية موسيقية تحمل نفس الاسم ، للكاتب و الملحن الأمريكى جوناثان لارسون، كتابة ستيفن ليفينسون، ترجمة سحر خميس، وإخراج محمد أشرف ، و يستعرض قصة حياة المؤلف، للتأكيد على فكرة أن الإنسان إذا أدى عمله بجد، سيصل إلى مراده ولو بعد حين، ويأتي ذلك في إطار غنائي استعراضى . نفذت العروض بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وإنتاج الإدارة العامة للمسرح، برئاسة سمر الوزير .


النهار المصرية
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- النهار المصرية
مهرجان نوادي المسرح 32 يطرح خارطة تطوير العروض والفعاليات في توصياته الختامية
اختتمت فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من المهرجان الختامي لنوادي المسرح على مسرح السامر بالعجوزة ، الذي أقيم على مدار أسبوعين بقصر ثقافة القناطر الخيرية، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، وقدم بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية والإدارة العامة للمسرح. شهد الحفل الختامي وإعلان جوائز المهرجان الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، والفنان أحمد الشافعي رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، و سمر الوزير مدير عام المسرح، ولفيف من المسرحيين والنقاد والفنانين وأعضاء لجنة التحكيم وقيادت قصور الثقافة والإعلاميين. نقل ناصف تحيات وزير الثقافة ورئيس الهيئة للحضور موجها الشكر والتقدير لهما لدعمهما للمهرجان، وأكد أن هذه الدورة تمثل محطة فارقة في مسيرة المهرجان، مشيرا إلى أنها أقيمت وفق فلسفة جديدة تمثلت في توسيع نطاق العروض لتقام داخل القاهرة وخارجها، مما أتاح الفرصة لجمهور أوسع للتفاعل مع التجربة المسرحية. وأكد على أهمية قصر ثقافة القناطر الخيرية كموقع مسرحي بارز تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة خارج العاصمة، مثمنا دور إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وفرع ثقافة القليوبية، في استضافة العروض المسرحية داخل القصر. وأعلن موافقة وزير الثقافة ورئيس الهيئة على مضاعفة ميزانية عروض النوادي من 5 آلاف إلى 10 آلاف جنيه، بدءا من العام المقبل، دعما لاستمرارية وتطوير المهرجان إلى جانب اعتماد المخرجين الفائزين العروض الفائز بالمركز الثالث وأيضا عرض لجنة التحكيم. جوائز المهرجان وأعلنت لجنة التحكيم نتيجة العروض الفائزة بالمهرجان، الذي شارك به 27 عرضا مسرحيا من مختلف أقاليم مصر، وجاءت كالتالي: أولا: جائزة أفضل عرض: المركز الأول: عرض "لعنة زيكار" لنادي مسرح كفر الشيخ المركز الثاني: عرض " الروث " لنادي مسرح الشاطبي المركز الثالث مناصفة: عرض "عائلة شكسبير" لنادي مسرح الجيزة، و"ساليم" لنادي مسرح بورسعيد. ثانيا: جائزة أفضل نص: المركز الأول: العرض المسرحي "مأأ" لنادي مسرح دمنهور. المركز الثاني: العرض المسرحي "لعنة زيكار" لنادي مسرح كفر الشيخ. المركز الثالث: العرض المسرحي "انتحار معلق" لنادي مسرح الزقازيق. ثالثا: جائزة أفضل سينوغرافيا: المركز الأول ديكور مناصفة: إبراهيم الفقى عن "لعنة زيكار" لنادي مسرح كفر الشيخ، وعلياء بشارة عن "موت معلق" لنادي مسرح دمنهور. المركز الثاني ملابس مناصفة: إبراهيم الفقى عن "لعنة زيكار" لنادي مسرح كفر الشيخ، علا عبد اللطيف عن "ساليم" لنادي مسرح بورسعيد. المركز الثالث إضاءة مناصفة: محمود علاء عن "قضية أنوف" لنادي مسرح 23 يوليو، وجاسر الفرن عن "الموتى السائرون"، "في الظل"، "ليلة القتلة". رابعا: جائزة أفضل ألحان: المركز الأول: على سالم عن "لعنة زيكار" لنادي مسرح كفر الشيخ. المركز الثاني: عاصم علاء عن "موت معلق" لنادي مسرح دمنهور. المركز الثالث: محمد إبراهيم عن "ليلة القتلة" لنادي مسرح الأنفوشي. خامسا: جائزة أفضل ممثل المركز الأول مناصفة: مصطفى كرم عن"الروث" لنادي مسرح الشاطبي، وعبد الرحمن معتز عن "لعنة زيكار" لنادي مسرح كفر الشيخ . المركز الثاني مناصفة: محمد الحداد عن "مأأ" لنادي مسرح دمنهور، ومحمد كامل عن "ساليم" لنادي مسرح بورسعيد. المركز الثالث: عبد الرحمن شلبي عن "انتحار معلق" لنادي مسرح الزقازيق . سادسا: جائزة أفضل ممثلة المركز الأول مناصفة: رضوى شريف، عن "نساء شكسبير" لنادي مسرح الجيزة، هانيا حجازي، عن "ليلة القتلة" لنادي مسرح الأنفوشي. المركز الثاني مناصفة: حنين نعيم عن "موت معلق"، لنادي مسرح دمنهور وأمنية هلال عن "علماء الطبيعة " لنادي مسرح كفر الشيخ. المركز الثالث: رانسي مؤمن عن "قضية أنوف" لنادي مسرح 23 يوليو. سابعا: جائزة أفضل مخرج -درع وشهادات التقدير: المركز الأول: إبراهيم الفقي عن "لعنة زيكار" لنادي مسرح كفر الشيخ. المركز الثاني: محمد بسيونى، عن "الروث" لنادي مسرح الشاطبي. المركز الثالث مناصفة: سامي سلامة، عن "عائلة شكسبير" لنادي مسرح الجيزة، وأحمد آدم، عن "ساليم" لنادي مسرح بورسعيد. ثامنا: جائزة لجنة التحكيم الخاصة لعرض "مأأ" لنادى مسرح دمنهور. تاسعا: شهادات التقدير والتميز: - ياسمين عسكر تمثيل عن عرض " الدخاخنجي" لنادي مسرح الجيزة. - أميرة راشد تمثيل عن عرض "عائلة شكسبير " لنادي مسرح الجيزة. - بهاء أشرف تمثيل عن دوره في عرض "علماء الطبيعة" لنادي مسرح كفر الشيخ. - أحمد محمد عبد الفضيل تمثيل عن عرض "لعنة زيكار" لنادي مسرح كفر الشيخ. - حسام الدين حسن محمد تمثيل عن عرض "قابل للحذف" لنادي مسرح كوم أمبو. - ندا عبد العظيم عن ديكور عرض "ليلة القتلة لنادي مسرح الأنفوشي. - أحمد حلمي عن استخدام الخامات المهدرة فى تصميم وتنفيذ ديكور عرض "صندوق يعقوب" لنادي مسرح 23 يوليو. - تقى حكيم عن ملابس عرض "عائلة شكسبير" لنادي مسرح الجيزة. - مي هاني عن ملابس عرض "انتحار معلق" لنادي مسرح الزقازيق. - جون فؤاد عن ملابس عرض "ولي" لنادي مسرح كفر الشيخ. - آلاء مجدي عن مكياج عرض "الموتى السائرون" لنادي مسرح الأنفوشي. - أحمد عبد المنتصر فؤاد عن استخدام الإكسسوار في عرض "أنا كوندا" لنادي مسرح قنا. - محمد السيد عن الإعداد الموسيقى عن عرض "الظل" لنادي مسرح الأنفوشى. - إسلام أسامة عن العزف على الكمان في عرض "أنا كوندا" لنادي مسرح قنا. - كريم مصطفى كيروجراف عن عرض "ساليم" لنادي مسرح بورسعيد. تكريمات المهرجان وشهد الحفل الختامي تكريم أعضاء لجنة التحكيم المكونة من د. محمد زعيمة، د. مصطفى حامد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، الكاتب سعيد حجاج، والمخرج سامح مجاهد. كما كرم المهرجان الشاعر والكاتب الصحفي يسري حسان رئيس تحرير نشرة المهرجان. حضر الحفل قيادات هيئة قصور الثقافة، محمد يوسف رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب رئيس الهيئة، لميس الشرنوبي رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، والفنان الكبير حمدي الوزير، إيمان حمدي مدير عام المهرجانات، المخرج محمد صابر مدير عام المواهب، شاهيناز عطية مدير عام العلاقات العامة، المهندس محمد جابر مدير مسرح السامر، الفنان محمد حجاج مدير عام للفنون الشعبية سابقا. توصيات المهرجان وجاءت توصيات لجنة التحكيم التي أعلنها د. محمد زعيمة، كالتالي: 1 - الاهتمام بتدقيق اللغة العربية وسلامة النطق ومخارج الحروف 2- ضبط المصطلحات العلمية المسرحية (الدراماتورج – الكتابة – الإعداد – السينوغرافيا –الدراما الحركية والاستعراضات) 3 - ضرورة عدم الإفراط فى استخدام المؤثرات البصرية دون ضرورة حتمية داخل العرض مثل (الدخان – أجهزة الاضاءة المتحركة). 4 - ضرورة الاهتمام بالورش التدريبية فى جميع عناصر العرض المسرحي وعودة الندوات المصاحبة للمهرجان. 5 - ضرورة إقامة المهرجان على أكثر من مسرح لإعطاء الفرصة الكافية لكل فريق عمل لإتمام تجهيزاته الفنية. 6- الاهتمام بعمل الدعاية الكافية للمهرجان قبل بدايته بوقت كاف لضمان الحضور الجماهيري. 7 - ضرورة وضع صور الممثلين مع ذكر أسمائهم والشخصية التى يقوم بأدائها بوسائل الدعاية المصاحبة للعرض 8 - ضرورة العودة للفلسفة التى قامت عليها تجربة نوادى المسرح حتى لا تتشابه العروض مع عروض الشرائح. 9 - الاهتمام بالمؤلف المحلي وكذلك الاهتمام بالقضايا ذات الصلة بمجتمع التجربة المسرحية. 10- عدم الإفراط في استخدام الموسيقى دون مبرر درامي.