logo
"المحيبس".. لعبة رمضان التي يجتمع عليها العراقيون (صور)

"المحيبس".. لعبة رمضان التي يجتمع عليها العراقيون (صور)

شفق نيوز٠٤-٠٣-٢٠٢٥

شفق نيوز/ تنتعش لعبة المحيبس (إخفاء الخاتم)، وهي لعبة شعبية عراقية تراثية، خلال شهر رمضان خصوصاً في كل عام، وتثير اللعبة الحماسة والتشويق لدى الحاضرين بسبب ما تشهده من طقوس خاصة، كما أنها تجمع شرائح المجتمع المختلفة، وتقوي أواصر النسيج الاجتماعي بين المحافظات على اختلاف مذاهبها وأديانها.
وعادة ما تبدأ طقوس تلك اللعبة بعد وقت الإفطار، أو صلاة التراويح، حيث يتوجه الرجال قاصدين المقاهي الشعبية، للسمر، أو ما يسمونه محلياً "تعلولة"، حيث تبدأ هناك المباراة التي يترقبها الجميع.
وأصل كلمة محيبس هي تصغير لكلمة "محبس"، التي تعني الخاتم الذي يتم البحث عنه من خلال اللعبة، ولهذه اللعبة اسم آخر وهو "بات" ويعني "مبيت المحبس في أيدي اللاعبين"، ويقال: "يلعبون بات".
وتتلخص فكرة اللعبة في تنافس فريقين على الاحتفاظ بالمحبس أو "الخاتم" وغالباً يكون من فضة أو ذهب، والفائز هو الفريق الذي يسجل أعلى عدد من النقاط.
ويحصل الفريق الفائز دائماً على أطباق كبيرة من الحلويات الشعبية مثل "الزلابية" و"البقلاوة" وسط هتافات وتشجيع الحاضرين.
منافسة محتدمة
تواصلت منافسات بطولة المحيبس التراثية في محافظة بابل، التي تقام في كوفي الريان بتنظيم من ليث فليح، حيث شهدت البطولة التي تمتد منذ 6 سنوات، مشاركة واسعة من فرق محلية ومن مختلف المحافظات العراقية، مثل الديوانية ومدن القاسم والهاشمية والسياحي والحلة والحمزة.
اللعبة، التي يعود تاريخها إلى أجيال سابقة وتُمارس خلال ليالي رمضان، تعتمد على الذكاء والحدس، حيث يسعى 'النزّال' إلى كشف حامل المحبس وسط فريق مكون من 30 لاعبًا. وتُلعب البطولة وفق نظام التسقيط الزوجي، إذ تبدأ الفرق الـ16 بالتنافس حتى يتأهل 8 منها إلى الأدوار المتقدمة.
في واحدة من أقوى المباريات، استمرت المواجهة حتى الثالثة فجرًا بين فريق السياحي وفريق حسين گرعاوي، حيث انتهت المباراة بالتعادل 10-10 قبل أن يحسمها فريق حسين گرعاوي في اللحظات الأخيرة.
ويتم احتساب الفوز بعد تحقيق 11 نقطة، وتستمر كل جولة لمدة 7 دقائق، مع إضافة دقيقتين إضافيتين في حال بقاء ثلاثة لاعبين دون كشف المحبس.
دور الحكام
لضمان سير المباريات بشكل عادل، يتفق الفريقان المتنافسان على الحكام قبل بدء اللعب. ويقوم الحكم الرئيسي، مثل عباس، بالإشراف على 'النزّال' وتصحيح أخطائه، مثل عدم رفع رأسه أو عدم إبراز اللاعب بشكل صحيح.
إقبال واسع
وتشهد البطولة حضورًا جماهيريًا كبيرًا، حيث يتابع عشاق اللعبة النزالات بحماس، وسط مشاركة نخبة من أمهر لاعبي المحيبس في بابل. ويتطلب النجاح في اللعبة مزيجًا من الخبرة، الذكاء، وقوة الشخصية، إذ يعتمد بعض اللاعبين على مهاراتهم في التمويه، بينما يكشف آخرون أنفسهم بالارتباك.
ومع استمرار البطولة، يترقب الجمهور مواجهات أكثر إثارة، حيث يطمح كل فريق إلى تحقيق اللقب وإثبات مهاراته في واحدة من أقدم الألعاب التراثية العراقية.
وكان مدير عام التربية البدنية والرياضية في وزارة الشباب والرياضة، موفق عبد الوهاب، قد أعلن يوم الأحد الماضي، انطلاق بطولة العراق المركزية للعبة "المحيبس"، بمشاركة 16 فريقا، في مجمع الشعب الرياضي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ايلام الفيلية تستعين بكتاب و"أمير صغير" لمحاربة الموت
ايلام الفيلية تستعين بكتاب و"أمير صغير" لمحاربة الموت

شفق نيوز

timeمنذ 20 ساعات

  • شفق نيوز

ايلام الفيلية تستعين بكتاب و"أمير صغير" لمحاربة الموت

شفق نيوز/ في محافظة عُرفت لسنوات بمعدلات الانتحار المرتفعة والعنف الأسري المروّع، بدأت قصة جديدة تتشكل بهدوء، في زوايا مكتبة صغيرة يديرها بائع كتب يُدعى علي يعقوبي. إنها قصة جيل يبحث عن الخلاص، لا من خلال العقاقير أو الهروب، بل عبر الكتب. قبل أسابيع فقط، أعلنت شرطة إيلام الفيلية عن جريمة مروعة: أب يقتل زوجته وطفليه، ثم يضع حداً لحياته. حادثة ليست فريدة في هذه المحافظة الواقعة غرب إيران والمحاذية للعراق، والتي يسجّل فيها أكثر من ألفي محاولة انتحار سنوياً، 85% منها بين شباب تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عاماً. لكن في قلب هذه التربة المليئة بالجراح، بدأت تظهر بذور مقاومة ثقافية. فإن الإقبال على الكتب في إيلام يشهد نمواً غير متوقع، لدرجة أن بعض المكتبات هناك أصبحت من بين الأكثر مبيعاً على مستوى إيران خلال المعارض الموسمية، وحتى عبر المنصات الرقمية. أحد أبرز هؤلاء الفاعلين هو يعقوبي، صاحب مكتبة "الأمير الصغير"، الذي لم يكتفِ ببيع الكتب بل بدأ مهمة غير معلنة: مداواة المجتمع. "كنت أبحث عن كتب في إدارة الغضب، وتواصلت مع مجلات ومؤلفين ومترجمين. وعندما وجدت بعضها، قمت بعرضها... والنتيجة؟ إقبال غير مسبوق"، يقول يعقوبي. إيلام، التي كانت ذات يوم مرادفاً للانطواء والانفجار الصامت، تحوّلت تدريجياً إلى سوق للكتب النفسية، والمجتمعية، والفكرية، بمبادرات فردية تعكس عطش الناس لفهم أنفسهم وعالمهم. ووفقاً ليعقوبي، فإن المحافظة كانت الأولى من حيث حجم المشتريات في معرض الكتاب، مقارنة بعدد سكانها. رغم التضخم وارتفاع أسعار الكتب، بذلت المكتبات المحلية جهداً في تقديم خصومات، بدعم من وزارة الثقافة أو حتى من ميزانياتها الخاصة. "كتاب بسعر 3 ملايين تومان قدمناه بأقل من مليوني تومان"، يقول يعقوبي، مضيفاً أن هذا الإجراء شجّع الناس على الشراء، وفتح الباب أمام نقاش جديد حول مسؤولية الدولة في دعم المبادرات الثقافية. لكن الواقع لا يزال هشاً. "نحن نروّج للكتب بكلماتنا، لا بالإعلانات"، يقول يعقوبي بأسف، مشيراً إلى أن المكتبات في المحافظات الصغيرة لا تملك القدرة على الاستثمار الإعلامي أو الحملات واسعة النطاق. في موازاة الترويج للكتب المتعلقة بالغضب والعنف، تواجه المكتبات أيضاً ما يسميه يعقوبي "التصوف الفارغ" و"الفلسفة الضبابية" التي تغزو عقول الشباب. يضيف: "نحاول تقديم بدائل فكرية تعيد للناس توازنهم، وتمنحهم أدوات للتماسك". القصة الناشئة في إيلام ليست فقط عن الكتب، بل عن استعادة صوت داخلي ضاع وسط الصمت والدم. وكأن المحافظة بأكملها، بجرحها المفتوح، بدأت تقرأ نفسها من جديد.

"ثورة ناعمة" على سفين في اربيل.. نساء يتسلقن الجدران الجيرية كسرا للتقاليد (صور)
"ثورة ناعمة" على سفين في اربيل.. نساء يتسلقن الجدران الجيرية كسرا للتقاليد (صور)

شفق نيوز

timeمنذ 4 أيام

  • شفق نيوز

"ثورة ناعمة" على سفين في اربيل.. نساء يتسلقن الجدران الجيرية كسرا للتقاليد (صور)

شفق نيوز/ في ظل جبل سفين في اربيل، تنكشف ثورة هادئة ولكن حازمة ليس من خلال الاحتجاجات أو السياسة، ولكن من خلال النساء اللواتي يربطن الحبال، ويتشبثن بالجدران الجيرية، ويتسلقن إلى ارتفاعات غير مستكشفة. لا تزال رياضة تسلق الصخور في أربيل في بداياتها مقارنةً بمناطق أخرى في إقليم كوردستان، مثل السليمانية، حيث ثقافة تسلق الجبال أكثر تطورًا وتنظيمًا، لكن مجموعة صغيرة من المتسلّقات لا يقتصر دورهن على تسلق الصخور، بل يتجاوزنه لكسر الحواجز أيضًا. من بينهن مينا أياد، المتسلقة الشابة المتدربة احترافيا، وأصبحت من أوائل الشخصيات النسائية المعترف بها في مجتمع تسلق الجبال الناشئ في أربيل. تقول مينا لوكالة شفق نيوز: "انضممتُ لأول مرة إلى تدريب التسلق والإنقاذ الذي يقدمه اتحاد تسلق الجبال الكوردستاني عام 2022، من بين جميع المشاركات، كانت هناك ثلاث نساء فقط وكنتُ واحدةً منهن، حطمتُ الرقم القياسي في وقت الإنقاذ". منذ ذلك الحين، شاركت مينا في تدريبات متقدمة على التسلق، بل وحتى في تسلق الجليد والإنقاذ، لكن الرحلة لم تكن دائمًا سلسة، تقول: "توقفت عن التسلق لفترة لأنني كنت الأنثى الوحيدة في المجموعة، شعرتُ بالعزلة". لم يمنعها ذلك من العودة بعزيمة أكبر، تتدرب مينا الآن أسبوعيًا مع فريق تسلق اتحاد متسلقي الجبال في أربيل، إلى جانب متسلقات أخريات مثل هداية آزاد، 25 عامًا، التي انضمت إلى الفريق عام 2024 بعد تجربة تسلق غيّرت حياتها في وادي الموسيقى. تتذكر هداية بالقول: "التقيت بمينا على جبل سفين، وعلمتني كيفية التسلق، شعرت بتدفق هائل من الأدرينالين، فسألتها على الفور متى سنعود لنتسلق؟ ومنذ ذلك الحين، أتسلق أربع مرات أسبوعيًا". تتدرب هداية ومينا لتصبحا متسلقتين رئيسيتين، مع التركيز على تقنيات التثبيت وتثبيت المرساة والإنقاذ، كما تسعيان للحصول على شهادة كمرشدتين في التسلق، ليس فقط لرياضة التسلق، بل لبناء جيل جديد من المتسلقات. ويوجد في أربيل حاليًا موقعان رسميان للتسلق، وهما "ربن بويا"، الذي تم تطويره في عام 2010، و"مسارات وادي الموسيقى" بالقرب من جبل سفين، التي تم إنشاؤها في عام 2019. ووفقًا لسيامند جعفر، المتسلق المخضرم ورئيس قسم التعليم في مركز أربيل لاتحاد تسلق الجبال الكوردستاني، فإن هذه المواقع آمنة ولكنها لا ترقى إلى المعايير الدولية بعد. يؤكد سيامند لوكالة شفق نيوز: "بدأت رياضة التسلق في أربيل رسميًا بأول تدريب لنا عام 2022، ومنذ ذلك الحين، قمنا بتكوين فرق إنقاذ وتقديم دورات تسلق الصخور والجليد، لكن التحديات لا تزال قائمة، ولا سيما في توفير التمويل اللازم لتطوير هذا القطاع". وبالنسبة للعديد من النساء، لا تزال الضغوط المجتمعية تُشكّل عائقًا كبيرًا، حيث تشير مينا الى ان "بعض العائلات تتردد في السماح لبناتها بالتسلق، يعتقدن أنه أمرٌ خطيرٌ للغاية أو غير مناسب، لكن بمجرد أن تختبريه الأدرينالين، والثقة بالنفس، والتقنية تُدركين كم يُمكّنكِ ويرفع معنوياتكِ." يوافق سيامند هذا الرأي قائلاً: "لا يزال مجتمعنا يتمسك بآراء تقليدية حول مشاركة المرأة في الأنشطة الخارجية والجبلية، لكننا نعمل جاهدين لتغيير ذلك، نحتاج إلى المزيد من المتسلقات، ونشجعهن دائمًا على الانضمام لأن المرأة نصف المجتمع". تتدرب مينا وزميلاتها بانتظام في جدار التسلق في حديقة البيشمركة في أربيل وفي وادي الموسيقى، خلف جبل سفين. توضح هداية: "إنه أمر مخيف عندما تنظر للأعلى وأنت تتسلق، لكن عليك أن تدرب عقلك على الثقة بجسدك ومعدّاتك، تكتشف في جسدك أشياء لم تتوقعها أبدًا، يجعلك ذلك تشعر وكأنه لا حدود لك، وكأنك تطير." واحدى العوائق الرئيسية هي التكلفة، فمعدات التسلق باهظة الثمن، وتطوير المسارات يتطلب استثمارًا كبيرًا مثل البراغي، والمراسي، وأدوات السلامة، والتدريب. ويتدرّب اتحاد تسلّق الجبال الآن ثلاث مرات في الأسبوع، وتُجرى حاليًا خطط لزيادة التعليم في مجال التسلّق، وتهيئة المزيد من المسارات بشكل رسمي، واستضافة مسابقات وفعاليات دولية في المستقبل. قال سيامند: "جبال كوردستان تتمتع بإمكانيات هائلة، جبل سفين وحده قادر على استضافة العشرات من مسارات التسلق عالمية المستوى، لكننا نحتاج إلى الدعم والأدوات والتمويل والتوعية المجتمعية" وأضافت هداية: "لطالما عاش الكورد في الجبال، وهذا يمنحنا أفضلية. يمكن أن تصبح كوردستان من أفضل الأماكن في العالم لتسلّق الجبال. نحن فقط بحاجة إلى الاستثمار فيها." بالنسبة لمينا، لا يقتصر حلمها على تحقيق إنجاز شخصي فحسب حيث تقول: "أريد الوصول إلى المستوى الذي يُمكّنني من تمثيل وطني في مسابقات التسلق الدولية، بل أكثر من ذلك، أريد بناء ثقافة تسلق آمنة وشاملة وقوية، حيث تشعر النساء بالانتماء."

"التكفير".. فيلم جديد يتناول حرب العراق وآثارها الإنسانية
"التكفير".. فيلم جديد يتناول حرب العراق وآثارها الإنسانية

شفق نيوز

timeمنذ 7 أيام

  • شفق نيوز

"التكفير".. فيلم جديد يتناول حرب العراق وآثارها الإنسانية

شفق نيوز/ ذكر موقع "ديدلاين" الأمريكي المتخصص بأخبار هوليوود والسينما، أن ثلاثة من نجوم السينما، سيتشاركون في بطولة فيلم عنوانه "التكفير"، مرتبط بحرب العراق، والمستند على رواية مقتبسة من مقال شهير نشر في مجلة "نيويوركر" الأمريكية في العام 2012 تحت نفس الاسم. وأوضح التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن الفيلم سيكون من بطولة الممثل البريطاني كينيث براناه، والممثلة الفلسطينية هيام عباس، والممثل الأمريكي بويد هولبروك، وسيبدأ تصويره في الأردن وتكساس، وهو يتناول قصة جندي من "المارينز" يعاني من الاضطراب، ويحاول أن يتصالح مع الناجين من عائلة عراقية أطلق عليها النار هو وعناصر وحدته العسكرية في العام 2003. ولفت التقرير إلى أن فيلم "التكفير" يمثل أول تجربة إخراجية لصانع الأفلام الأمريكي ريد فان دايك، الذي سبق له أن رُشح لجائزة الأوسكار عن فيلمه القصير "ابتدائية ديكالب" في العام 2017. وأشار التقرير إلى أن الثلاثي براناه، وعباس، وهولبروك، سيتصدرون البطولة في الفيلم الذي يأتي بعد 13 عاماً من مقال ديكستر فيلكينز المهم في مجلة "نيويوركر" والذي حمل أيضاً عنوان "التكفير" ويتناول الآثار النفسية والعاطفية لحرب العراق على المدنيين العراقيين وأيضاً على جنود مشاة المارينز، ويركز على شخصية لو لوبيلو، الذي تلاحقه ذكريات حادثة مميتة في بغداد، ثم تقوده رحلة الشعور بالذنب والندم إلى التواصل مع نورا التي كانت الناجية الوحيدة من عائلتها التي يعتقد أنه ربما الحق الأذى بها. وتابع التقرير أن فيلم "التكفير" سيبدأ تصويره خلال الشهر الجاري، وهو أول إنتاج ضخم يتم تصويره في استوديوهات "ساوث سايد" التابعة لشركة "تالون انترتينمانت".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store