logo
الأفضل لسورية... التطبيع أم التقطيع؟

الأفضل لسورية... التطبيع أم التقطيع؟

الديارمنذ 4 ساعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
بامتياز، نحن أمة الضلال والتضليل (الأمة الضالة بدل الفئة الضالة). عبثًا نبحث عن شاشة لا تقدس أولياء أمرها، وأولياء أولياء أمرها، ولو كانوا بمواصفات الذباب أو بمواصفات الذئاب، وتلعن خصومهم ولو كانوا في قبورهم من ألف عام...
على مدى سنوات طويلة، كنا مع النظام في سورية (لمن يعرف ما معنى دمشق، وما روح دمشق). لم نلاحظ العفن الذي كان يأكل الوجوه، بعد تلك السنوات الطويلة من عبادة الفرد، وهي ظاهرة تنتقل من جيل الى جيل، ومن رجل الى رجل، كما كنا نتغاضى عن الأداء الوحشي لأجهزة الاستخبارات، التي كانت تمثل ذروة الأمية وذروة الغباء.
ذات مرة قلت لوزير الاعلام "كل الصور التي تنشر للرئيس بشار الأسد ولضيوفه، يبدو وهو يتكلم ويلوّح بيديه (يدي الأستاذ أو يدي المايسترو) فيما جليسه، ولو كان فلاديمير بوتين أو آية الله خميني، يصغي كما التلميذ المنبهر بعبقرية استاذه". الوزير استجاب وأمر بتنويع الصور. ردة فعل أجهزة الاستخبارات كانت مروعة (مؤامرة على سيادة الرئيس).
هذه ظاهرة كلاسيكية في الأنظمة الثورية. خلال القمة العربية في مدينة فاس المغربية، كان المركز الاعلامي عبارة عن قاعة دائرية زجاجية. رجال الاستخبارات العراقية لم يتركوا سنتيميتراً من الجدران الزجاجية، الا وغطوه بصور الرئيس صدام حسين. في سورية، كل سيارة، ولو كانت سيارة الاسعاف، ينبغي أن تحمل صورة الرئيس بشارالأسد، أو الصورة الثلاثية للرئيسين حافظ وبشار وبينهما باسل، دون أن نعرف ما مزايا الأخير، لكي يطلق اسمه على الملاعب الرياضية وعلى الساحات. العدوى انتقلت الى لبنان، تمثال له في مدينة شتورة، وهو يمتطي حصانه بقبعة الفيلدمارشال فيليب مونتغمري.
لكننا وبالصوت العالي كنا مع النظام وهو يتداعى من الداخل، لأنه كان ضد "اسرائيل"، وكان يمد يد العون الى المقاومة في لبنان، ودون أن يكون صحيحاً ما يشاع حول علاقة مع "اسرائيل"، لو كان الأمر كذلك لما كان الحصار القاتل. وزير للنقل في عهد الأب أخبرني "بقينا 8 أشهر نبحث عن عجلة لطائرة بوينغ دون جدوى، الى أن حصلنا عليها ولكن بطريقة ملتوية".
منذ ايام أعلن مكتب رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو استعادة 2500 وثيقة وصورة، وأغراض شخصية لايلي كوهين، الجاسوس "الاسرائيلي" الذي أعدم في ساحة المرجة عام 1967، بعدما تنكر بشخصية مغترب سوري في الأرجنتين، وتمكن من اختراق المنظومة القيادية في سورية. "الموساد" أصدر بياناً أوضح فيه أن ما حدث كان نتيجة عملية سرية، نفذها جهاز العمليات الخاصة في "الموساد" مع جهاز شريك استراتيجي، دون أن يوضح هوية ذلك الشريك (أميركي أم تركي؟).
القاصي والداني يدرك مدى الهلهلة في أجهزة الاستخبارات السورية، مال ونساء، كل ذلك السلاح الذي دخل الى البلاد وفجّر الحرب فيها، جرى تهريبه بالمال. الآن، يحكى الكثير عن الأجهزة التي تنتشر في المواقع السورية الحساسة. وفي هذا الاطار شراء قادة الفصائل، أبعد من ذلك بكثير...
ضلال وتضليل. نعلم أن قناة "الجزيرة" معادية لنظام الاسد، هذه مسألة طبيعية، ولكن أن تتبنى تلك التغريدات التافهة في مقاربة الحدث الاستخباراتي؟ احدى التغريدات قالت "ربما حصلت "اسرائيل" على أغراض ايلي كوهين منذ سنوات، سواء في عهد حافظ الأسد أو في عهد وريثه بشار الأسد، لكن "اسرائيل" حافظت على سرية عمليتها"، مع أن الكل يعلم مدى مبدئية الرئيس الراحل في التعامل مع "اسرائيل"، ولقد تابعنا تفاصيل مفاوضاته مع اسحق رابين، واصراره على سورية ضفاف بحيرة طبريا. المفاوضات التي كانت السبب في اغتيال هذا الأخير برصاصة ييغال عمير عام 1995.
من التغريدات أيضاً التي تكشف مدى ضلالنا وتضليلنا، أن العملية تمت في عهد "الرئيس المخلوع"، لكن الاعلان عنها الان هو لـ "توجيه ضربة سياسية الى النظام الجديد"، مع أن كل المعلومات تؤكد أن رئيس هذا النظام أحمد الشرع أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب، أثناء لقائه في قصر اليمامة، استعداده للتطبيع حتى دون قيد أو شرط. لو كان هذا موقف بشار الأسد لورث ابنه السلطة من بعده...
خطوة أخرى في الصراحة وفي الواقعية. كنا نبرر للنظام السابق تلك البيانات العسكرية الصادمة، لدى تنفيذ أي غارة "اسرائيلية" على أهداف سورية، وحتى داخل دمشق، وكنا نقول إن الدولة ما زالت تلملم جراح الحرب والتداعيات الرهيبة للحرب، ناهيك بالاختلال في موازين القوى، مقابل أحدث القاذفات الأميركية وكذلك المنظومات الدفاعية الحديثة، الطنابر الطائرة من سورية، والمنظومات الدفاعية التي لا تستطيع اسقاط حتى الطائرات الورقية.
كثيرة الأيدي الغليظة التي تمسك بالخيوط السورية الآن، كوكتيل عجيب وعجائبي من اصحاب المصالح. من سنوات سقط الدور السوري، وسقط ذلك الشيء الذي يدعى الصراع العربي – "الاسرائيلي". قناة "فوكس نيوز" تقول ان دونالد ترامب اخرج الشرق الأوسط من التيه الايديولوجي والتيه الاستراتيجي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مشيخة العقل تحذّر من انتشار منشورات وتسجيلات مضللة!
مشيخة العقل تحذّر من انتشار منشورات وتسجيلات مضللة!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

مشيخة العقل تحذّر من انتشار منشورات وتسجيلات مضللة!

أصدرت مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز بيانًا حذرت فيه من خطورة الكتب والمنشورات والتسجيلات التي تصدر بين الحين والآخر، وتروّج لمضامين تُضلّل الناس تحت عناوين توهم بنشر الوعي والثقافة، في حين تنطوي على تشويه مقصود وإثارة للفتنة. وجاء في البيان: "قال الله تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)"، وقال الرسول الكريم: (من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من يتبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا)". وأضافت المشيخة أن بعض هذه الكتب، التي تُسوَّق إلكترونيًا أو في بلاد الانتشار، تتناول قضايا دينية وتاريخية واجتماعية تمس جوهر الدين والمجتمع والتراث، مشيرة إلى أنها مليئة بالمغالطات والافتراءات، إما بسبب الجهل ونقص المعرفة، أو نتيجة سوء النية. وأكد البيان أن هذه الأعمال "باتت تستوجب موقفًا حاسمًا وصارمًا"، مشددًا على أن مشيخة العقل لا تتبنى أي منشور أو تسجيل ديني أو ثقافي ما لم يكن مقترنًا بموافقة خطية مسبقة منها، وفق ما ينص عليه القانون. وختمت بتحذير المخالفين من عواقب عدم الالتزام بالأنظمة، داعية إلى التوقف عن هذا "النهج المسيء"، تحت طائلة الملاحقة القانونية. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

الخامنئي: لا نعتقد أن المفاوضات غير المباشرة مع أميركا ستؤدي إلى نتيجة ولا نعلم ماذا سيحدث
الخامنئي: لا نعتقد أن المفاوضات غير المباشرة مع أميركا ستؤدي إلى نتيجة ولا نعلم ماذا سيحدث

النشرة

timeمنذ 2 ساعات

  • النشرة

الخامنئي: لا نعتقد أن المفاوضات غير المباشرة مع أميركا ستؤدي إلى نتيجة ولا نعلم ماذا سيحدث

أشار المرشد الأعلى في إيران السيد علي الخامنئي، إلى أنّه "كانت هناك مفاوضات غير مباشرة مع أميركا في عهد (الرئيس الإيراني الراحل) إبراهيم رئيسي، ولكن دون نتائج. ولم يٌسمح للعدو أن يقول إنه جلب إيران إلى طاولة المفاوضات بالتهديدات. وما زلنا لا نعتقد أن الأمر سيصل إلى أي نتيجة ولا نعرف ماذا سيحدث"، في المفاوضات النووية. كلام الخامنئي جاء في مراسم إحياء ذكرى رحيل الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي ورفاقه، وذلك في حسينية "الإمام الخميني" في العاصمة الإيرانية طهران. وشدد على أنّه "ينبغي على الجانب الأميركي الذي يشارك في هذه المفاوضات غير المباشرة أن يتحدث ويتفاوض وأن يكف عن إطلاق تصريحات عبثية وفارغة". وأكّد الخامنئي أنّ " تصريحات أميركا بشأن تخصيب اليورانيوم وقاحة"، مضيفًا "القول بأننا لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم هو خطأ كبير ولا ننتظر إذن أي جانب للتخصيب. الجمهورية الإسلامية لها سياسة ولها منهج وهي تنتهج سياسة خاصة بها". وأضاف "في مناسبة أخرى، سأشرح للشعب الإيراني لماذا يتم التحدث عن مسألة تخصيب اليورانيوم، ولماذا تصر الجهات الغربية والأميركية وغيرها بشدة على أنه لا ينبغي أن يكون هناك تخصيب لليورانيوم في إيران. وسأفتح هذه النقاط إن شاء الله في مناسبة أخرى حتى يعرف الشعب الإيراني ما هي نوايا الجانب الآخر". وقال الخامنئي في المناسبة "رئيسي لم يعتبر نفسه متفوقاً على الشعب بل كان يعتبر نفسه على نفس مستوى الشعب مثل الشعب، وحتى أصغر من الشعب، وكان يتمتع بقلب متواضع واعي، ولسان صادق وصريح، وعمل دؤوب ومتواصل".

أميركا 'تبشّر' بـ'حرب أهلية' في سوريا.. و'التقسيم'!
أميركا 'تبشّر' بـ'حرب أهلية' في سوريا.. و'التقسيم'!

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

أميركا 'تبشّر' بـ'حرب أهلية' في سوريا.. و'التقسيم'!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب توقّع وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو وقوع 'حرب أهلية شاملة' في سوريا تنتهي بالتقسيم. وفي مراجعة أمام لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، قال ربيو: 'في الواقع، نعتقد، بصراحة، أن السلطة الانتقالية – بالنظر إلى التحديات التي تواجهها – على بُعد أسابيع، وليس شهورًا كثيرة، من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد ملحمية، أي تقسيم البلاد'. ورأى أن 'شخصيات السلطة الانتقالية في سوريا لديهم تاريخ صعب ندركه، ولكن إذا انخرطنا معهم فربما ينجح الأمر أو لا ينجح، ولكن لو لم نتواصل معهم، لكان من المؤكد أن الأمور لن تنجح. واعتبر روبيو أن 'الحكومة المؤقتة' في سوريا تواجه عددًا من التحديات، بما في ذلك 'انعدام الثقة الداخلي العميق' والنزوح الجماعي. واشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحرك بسرعة لرفع العقوبات الأميركية للسماح للدول المجاورة بتلقي المساعدات من أجل الحكومة المؤقتة 'لمساعدة السلطة الانتقالية على بناء آليات حوكمة تسمح لها بتشكيل حكومة، وتوحيد القوات المسلحة تحت راية واحدة، وما إلى ذلك'. وأكد روبيو أهمية استقرار سوريا بالنسبة للمنطقة. وردًا على سؤال بشأن التحديات التي لم تسمح بفتح السفارة الأميركية في سوريا حتى الآن، أرجع روبيو الأمر إلى 'أسباب أمنية بالكامل'، وقال إن التحديات 'ليست في الحكومة الانتقالية ولا نعتقد أنهم سيؤذوننا، ولكن هناك عناصر أخرى على الأرض في سوريا يجب أن نحمي أنفسنا منها، ويجب أن ندرك أيضًا أنه لإدخال الناس إلى هناك يجب أن نكون قادرين أيضًا على إخراجهم، لدينا متطلبات يجب أن تكون موجودة مثل خطة الإخلاء الطبي وتأمين المنشأة من هجوم جماعة مسلحة، والكثير منهم ما زالوا منفلتين في سوريا للأسف، وهي إحدى التحديات الأساسية التي تواجهها الحكومة الانتقالية'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store