
مراقب عام لدى الـ"DGSN": الذكاء الاصطناعي أصبح أداة لا غنى عنها في تعزيز فعالية الأجهزة الأمنية ( صور)
الخط : A- A+
إستمع للمقال
في إطار فعاليات الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، نُظمت اليوم السبت 17 ماي الجاري ندوة بعنوان 'الذكاء الاصطناعي في المجال الأمني'، تم تسليط فيها الضوء على دور التكنولوجيا الحديثة في دعم العمل الأمني، ضمن توجه المؤسسة نحو الانفتاح الرقمي وتعزيز السلامة العامة.
وقد شكلت الندوة مناسبة لعرض الابتكارات الرقمية المعتمدة في المجال الأمني، واستشراف آفاق استخدام الذكاء الاصطناعي في التصدي للتحديات الأمنية المتزايدة، كما عرفت مشاركة مسؤولين وخبراء، استعرضوا تجارب وتطبيقات عملية تعكس التوجه التكنولوجي المتقدم للمؤسسة الأمنية.
وفي هذا السياق، أبرز سليم العلمي، مراقب عام لدى المديرية العامة للأمن الوطني، في كلمته بالمناسبة أهمية إدماج الذكاء الاصطناعي في المنظومة الأمنية، مشيرا إلى أن هذه التقنية أصبحت أداة لا غنى عنها في تعزيز فعالية الأجهزة الأمنية وقدرتها على الاستجابة السريعة
وأوضح العلمي أن الذكاء الاصطناعي أحدث ثورة في القدرات التشغيلية للأجهزة الأمنية، مستعرضا تطور التقنيات الأمنية من استخدام الراديو والسيارات، إلى الاعتماد على أدوات متقدمة في علم الأدلة الجنائية، مثل البصمة الرقمية والخرائط الإجرامية وأنظمة تحديد المواقع، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي مكّن من تحسين قدرة الشرطة على التنبؤ بالجريمة، وتوظيف دوريات ذكية، إضافة إلى تعزيز دقة التحليل واتخاذ القرار في مواقف معقدة وغير متوقعة.
وفي سياق متصل، سلّط المراقب العام الضوء على استخدامات ملموسة للذكاء الاصطناعي، مثل 'البصمة السلوكية' وتحديد الهوية عبر طريقة المشي، وهي تقنية ترتكز على الذكاء الاصطناعي والتعلم العميق لتحليل خصائص الحركة البشرية، كما أشار إلى أهمية أنظمة التعرف على الوجه، الصوت، قزحية العين وحتى استخدام الرؤية الحاسوبية وإعادة بناء المشاهد الجنائية، مشددا على أن هذه الأدوات أصبحت جزءا من البنية التحتية الرقمية للمديرية العامة للأمن الوطني.
وفي ختام مداخلته، تناول العلمي التطور المتسارع للذكاء الاصطناعي التوليدي، مشيرا إلى قدرته على إنتاج بيانات جديدة شبيهة بتلك التي يُنتجها الإنسان، مثل تحويل النص إلى صور أو مقاطع فيديو، بما في ذلك أدوات حديثة مثل 'Sora' التابعة لشركة 'OpenAI'، مشددا على أن هذه القدرات تحمل فرصا هائلة لتعزيز الأمن والاستباقية، داعيا إلى توظيف هذه الابتكارات في إطار من الحوكمة الأخلاقية والابتكار المسؤول، بما ينسجم مع توجهات الدولة في التحول الرقمي وتعزيز الأمن العمومي.
من جانبها، وفي نفس السياق، أكدت إكرام شهيري، أستادة باحثة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات، على أهمية تناول الذكاء الاصطناعي من منظور أكاديمي، كما أوضحت أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مستقبلية، بل أصبح واقعا حاضرا يؤثر في مختلف مناحي الحياة، لا سيما في قطاع التعليم. مشيرة إلى أن هذه التكنولوجيا، التي كانت تُعرف سابقا كمجرد أدوات أو نماذج، أصبحت اليوم أكثر شمولا وتمثل منظومة قادرة على أداء مهام كانت حكرا على الإنسان.
وخصصت شهيري جزءا كبيرا من عرضها للحديث عن التحول البيداغوجي الذي يشهده قطاع التعليم بفعل الذكاء الاصطناعي، مستشهدة بنموذج 'مشكلة بلوم ذات السِغما الثانية'، التي تبيّن أن التعليم المخصص أو الفردي قادر على تحسين نتائج المتعلمين بشكل كبير مقارنة بالتعليم الجماعي التقليدي. من هنا، أبرزت كيف أن أدوات الذكاء الاصطناعي – مثل التعلّم التكيفي، والتدريب عبر محاكاة الواقع، والتوجيه الفردي من خلال روبوتات تعليمية – تمكّن الطلبة من الاستفادة من تعليم مخصص، ما يسهم في رفع جودة التعلم والتمكن من المحتوى.
كما تطرقت الأستاذة الباحثة إلى مساهمة الذكاء الاصطناعي في أتمتة بعض المهام التعليمية التي كانت تتطلب جهدا بشريا كبيرا، وعلى رأسها توفير 'التغذية الراجعة' الفورية للطلبة، فعوضا عن انتظار تصحيح الأستاذ، يمكن للطالب اليوم التفاعل مع أنظمة ذكية تقدم له تصويبات دقيقة حول أخطائه، مما يعزز من سرعة التعلم ويمنحه استقلالية في التكوين الذاتي، كما أشارت أيضا إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تعميم فرص التعلم عبر أدوات تضمن النفاذية للمحتوى، وهو ما يُعد عاملا أساسيا في تحقيق عدالة تعليمية رقمية.
في ختام مداخلتها، شددت شهيري على ضرورة مواكبة المؤسسات الجامعية لهذا التحول، مستشهدة بتجربة جامعتها التي أتاحت للطلبة والباحثين إمكانية استخدام منصات متقدمة مثل 'ChatGPT' بشكل رسمي ضمن مسارهم الدراسي والبحثي، موضحة أن هذا التفاعل الجديد أفرز دينامية معرفية غير مسبوقة، حيث أصبح الطلبة يطرحون أسئلة أعمق وأكثر دقة، ما يعكس نموا في حسهم النقدي والبحثي، فيما خلصت إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي دور الأستاذ، بل يعيد تعريفه، ليصبح موجها ومحفزا، في بيئة تعلم أكثر تفاعلا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


برلمان
منذ يوم واحد
- برلمان
المديرية العامة للأمن الوطني تنهج مقاربة متطورة للتدخل عن بعد بالاعتماد على وسائل متقدمة (فيديو)
الخط : A- A+ إستمع للمقال في إطار فعاليات الأبواب المفتوحة التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني، شهد رواق المتفجرات اهتماما واسعا من قبل الزوار، لما يقدمه من عرض شامل للتجهيزات والتقنيات الحديثة التي تعتمدها المصلحة المركزية لمكافحة المتفجرات في مهامها اليومية. وفي تصريح خص به موقع 'برلمان كوم'، أوضح كمال الوديي، ضابط أمن ممتاز، أن هذا الرواق يهدف إلى تقريب المواطن من طبيعة العمل الذي تقوم به الفرق المختصة، وتقديم صورة واضحة حول المهام الموكلة إليها، إضافة إلى المعدات المتطورة التي تستعين بها أثناء تدخلاتها. وسلّط المتحدث الضوء على اعتماد المديرية العامة للأمن الوطني على مقاربة حديثة تستثمر في التكنولوجيات المتطورة، من بينها استعمال الروبوتات المتخصصة. وأشار الوديي إلى أن هذه الروبوتات تُستخدم في مهام استطلاعية دقيقة، كأخذ الصور والفيديوهات في أماكن يُشتبه في وجود متفجرات بها، ما يسمح بالتعرف على طبيعة الأجسام المشبوهة دون تعريض حياة المواطنين أو عناصر الشرطة للخطر. وأضاف ذات المصدر أن هذه الوسائل المتطورة لا تقتصر فقط على الاستطلاع، بل تُستخدم أيضا في عمليات تدخل دقيقة كحمل الأسلحة أو الأدوات المخصصة لتفكيك المتفجرات، وذلك في إطار حرص المديرية على ضمان أمن وسلامة الجميع. لمشاهدة الفيديو:


هبة بريس
منذ يوم واحد
- هبة بريس
العيون الذكية في سماء المغرب.. الأمن يواكب التكنولوجيا
في إطار فعاليات الدورة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، التي تحتضنها مدينة الجديدة إلى غاية 21 ماي الجاري، كشفت أطر المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني عن آخر الابتكارات العلمية والتقنية المستخدمة في تعزيز الأمن وحماية المواطنين. وشكل الحدث مناسبة استثنائية لعرض تكنولوجيا طائرات الدرون الأمنية، التي باتت تلعب دورًا محوريًا في تأمين الفضاء العام والتظاهرات الكبرى، على غرار كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2030، المزمع تنظيمهما مستقبلاً. وقدّم دكاترة ومهندسون متخصصون تابعون للمديريتين عرضاً تقنياً دقيقاً أمام المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف الحموشي، بحضور عدد من الشخصيات السامية وممثلي وسائل الإعلام الوطنية. وتم خلال العرض تسليط الضوء على القدرات المتطورة لطائرات الدرون، التي تعتمد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما يمكّنها من تنفيذ مهام متعددة، تشمل: رصد وتحليل تحركات الأفراد والجماعات بدقة عالية. إحصاء المتجمهرين خلال حالات الشغب أو الكوارث. التواصل الذكي والمباشر مع المخالفين وإصدار التحذيرات في الوقت الحقيقي. تعزيز الاستجابة الأمنية الميدانية عبر المراقبة المستمرة والتدخل الاستباقي. وتجسد هذه المبادرة التكنولوجية المتقدمة، التي تحمل إشرافًا مباشرًا من السيد الحموشي، رؤية أمنية مغربية حديثة تقوم على توظيف الابتكار العلمي لحماية المجتمع، وضمان أمن واستقرار المواطنين في مختلف الظروف.


بالواضح
منذ 2 أيام
- بالواضح
الأمن المغربي يعرض درونات ذكية لحماية المواطنين
عرضت أطر المديرية العامة للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني آخر الابتكارات العلمية والتقنية في مجال تأمين حياة المواطنين، وذلك على هامش الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، المنظمة إلى غاية 21 ماي الجاري بمدينة الجديدة. وقد قدمت أطر عليا، تضم دكاترة ومهندسين أكفاء تابعين للمديريتين، عرضاً شاملاً لمختلف المستجدات التقنية الحديثة، لاسيما في الشق المتعلق باستعمال طائرات الدرون في المهام الأمنية. وشكلت ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني بمدينة الجديدة فرصة لهذه الأطر لعرض الابتكارات الوطنية المتطورة التي توظفها بلادنا في مراقبة الفضاء العام وتأمين المجتمع من مختلف التهديدات الأمنية. وقد تم تقديم هذه التقنيات ومميزاتها المرتبطة باستخدام الطائرات بدون طيار أمام المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، وبحضور عدد من الشخصيات السامية. وتجدر الإشارة إلى أن المعرض لهذه السنة شهد عرض طائرات درون مخصصة للاستعمالات الأمنية، خاصة في تأمين التظاهرات الكبرى مثل كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم 2030. وتتميز هذه الطائرات بقدرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث تُمكن من إحصاء أعداد المتجمهرين في حالات الشغب، ورصد تحركات الأفراد والجماعات عبر تقنيات المراقبة عن بُعد، كما يمكنها تتبع الأشخاص والتواصل معهم بشكل ذكي وفوري، فضلاً عن إصدار تحذيرات موجهة للمخالفين أثناء التجمهرات، مما يعزز من فعالية الاستجابة الأمنية.