القدس تحت حصار الاحتلال.. و"سبت النور" بلا مصلّين
حوّلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مدينة القدس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، تزامناً مع إحياء الكنائس المسيحية لطقوس "سبت النور" في كنيسة القيامة، في ظل تصعيد غير مسبوق للاقتحامات الاستيطانية للمسجد الأقصى، وتحريض ممنهج ضد المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية.
وكثّفت قوات الاحتلال من حواجزها في محيط البلدة القديمة، لاسيما في منطقة باب العامود والطرقات المؤدية إلى كنيسة القيامة، حيث منعت المئات من الفلسطينيين من الوصول، وقيّدت حركة الزوار والمصلين عبر التدقيق في هوياتهم وفرض قيود مشددة على المرور.
وحرمت سلطات الاحتلال آلاف المسيحيين من أبناء الضفة الغربية من المشاركة في احتفالات "سبت النور"، بعد أن أصدرت فقط 6 آلاف تصريح من أصل ما يقارب 50 ألف فلسطيني مسيحي، يشترط عليهم الحصول على تصاريح خاصة للوصول إلى أماكن العبادة في القدس، أسوة بالمصلين المسلمين.
وفي ظل هذه الإجراءات، ألغت الكنائس المسيحية للعام الثاني على التوالي جميع مظاهر الاحتفال بعيد الفصح، بما فيها المسيرات الكشفية، واكتفت بإقامة الصلوات والطقوس الدينية داخل الكنائس، وسط استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتداعياته الأمنية والإنسانية في كافة الأراضي الفلسطينية.
وترأس بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، بعد ظهر اليوم، صلاة استقبال "النور المقدس" في كنيسة القيامة، حيث من المفترض نقله لاحقاً إلى كنائس الضفة الغربية، وداخل أراضي الـ48، وكذلك إلى الكنائس الأرثوذكسية في دول عدة حول العالم.
تحريض استيطاني بـ"الذكاء الاصطناعي"… والكنائس تحذر
وفي تطور خطير، حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من تداول مقطع فيديو أنتجته منصات استيطانية إسرائيلية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يظهر تفجير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه تحت عنوان "العام القادم في القدس المبنية".
واعتبرت الوزارة أن نشر هذا المقطع يعد تحريضاً ممنهجاً على تصعيد الاعتداءات ضد المقدسات، في ظل استمرار صمت المجتمع الدولي على جرائم الإبادة المرتكبة في غزة وتواطؤه مع الانتهاكات اليومية في الضفة الغربية والقدس.
وطالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي ومؤسساته المختصة باتخاذ إجراءات حقيقية وفعّالة لردع هذه الانتهاكات، والضغط على حكومة الاحتلال لاحترام قرارات الشرعية الدولية، ووقف مخططاتها التهويدية التي تستهدف بنية المدينة الدينية والتاريخية.
اقتحامات الأقصى
في موازاة ذلك، شهد المسجد الأقصى موجة اقتحامات غير مسبوقة، تجاوزت حدود الاستفزاز لتكرّس محاولة فرض أمر واقع جديد. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن أكثر من 7 آلاف مستوطن اقتحموا باحات المسجد خلال الأيام الخمسة الأخيرة، في سياق مخطط منظم لكسر "الوضع القائم".
وأكدت الأوقاف أن ما يجري هو "انتهاك غير مسبوق للوضع التاريخي والديني والقانوني للمسجد الأقصى كمسجد إسلامي خالص للمسلمين وحدهم"، في حين تدّعي الحكومة الإسرائيلية الحفاظ على هذا الوضع، وهو ما تنفيه الوقائع اليومية في الحرم القدسي.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد ميداني متواصل، إذ اقتحم مستوطنون مسلحون، اليوم السبت، إحدى القرى الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، تحت حماية جيش الاحتلال.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 2 أيام
- الميادين
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى.. وسلسلة اعتداءات للاحتلال في الضفة الغربية
اقتحم مستوطنون، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأُفيد بأنّ عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية قوات الاحتلال. بحماية من قوات الاحتلال .. قطعان المستوطنين يؤدون طقوساً تلمودية خلال اقتحامهم المسجد الأقصى المبارك 19 أيار 19 أيار وفي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال 10 فلسطينيين من محافظة بيت لحم. واقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر القديم شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية. قوات الاحتلال تعيق عمل الصحفيين والطواقم الطبية خلال الاقتحام المستمر لمخيم عسكر القديم شرق نابلس. أصيب فلسطيني وزوجته في إثر الاعتداء عليهما من قبل المستوطنين في مسافر يطا جنوب الخليل، جنوبي الضفة. وأمس، عمد الاحتلال إلى اعتقال عددٍ من الفلسطينيين في مناطق مختلفة في الضفة وإلى هدم منازل سكنية، في استمرار لتصعيد عدوانه واعتداءته بالتزامن مع استمراره في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.


IM Lebanon
منذ 3 أيام
- IM Lebanon
مستعمرون اقتحموا المسجد الأقصى
اقتحم مستعمرون صباحا باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي. ونقلت 'وفا' عن مصادر محلية أن 'عشرات المستعمرين اقتحموا المسجد الأقصى، وأدوا طقوسا تلمودية في باحاته، فيما ضيقت قوات الجيش الاسرائيلي على المصلين عبر حواجزها الحديدية المنتشرة على بوابات المسجد الأقصى'. May 19, 2025 11:06 AM


الديار
منذ 4 أيام
- الديار
اقتحامات واعتقالات في الضفة وحرق قمح في رام الله
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات واعتقالات في العديد من بلدات الضفة الغربية المحتلة ومدنها، ترافق ذلك مع قيام مستوطنين بحرق محاصيل قمح في أحد سهول بلدة ترمسعيا شمال شرقي رام الله وسط الضفة. وذكرت مصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مدينة دورا جنوبي الخليل وقامت بحملة اعتقالات، وأظهرت صور بثتها منصات محلية فلسطينية احتجاز شبان واقتيادهم إلى عربات عسكرية داخل الأحياء السكنية في المدينة. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت 4 فلسطينيين على الأقل من بلدة بْرُوقين، وتواصل فرض حصار مشدد لليوم الثالث على التوالي على بلدتي بروقين وكفر الديك في محافظة سلفيت بذريعة البحث عن منفذ عملية إطلاق النار التي وقعت وأدت إلى مقتل مستوطنة. ونفذت قوات الاحتلال في البلدتين عمليات دهم وتفتيش للمنازل، وحققت ميدانيا مع عشرات الفلسطينيين وسط حالة حظر التجوال التي فرضتها وإغلاق كل المداخل المؤدية إليهما. كذلك اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم العين في نابلس شمالي الضفة الغربية، وقالت مصادر محلية إن 5 آليات عسكرية اقتحمت المدينة من حاجز دير شرف غربا، حيث وصلت الآليات إلى مدخل مخيم العين، ثم باشرت قوات الاحتلال الانتشار داخل أزقة المخيم قبل أن تنسحب باتجاه حاجز الـ17 شمالي المدينة. واقتحمت القوات الإسرائيلية أيضا مخيم بلاطة شرقي نابلس. وفي القدس المحتلة، قالت مصادر إن قوات الاحتلال اعتقلت جميع أفراد عائلة منفذ عملية الطعن قرب المسجد الأقصى التي خلّفت إصابة شرطي إسرائيلي بجروح متوسطة. هجمات المستوطنين على صعيد عنف المستوطنين الإسرائيليين، ذكر رئيس بلدية ترمسعيا شمال شرقي رام الله، لافي أديب، أن مجموعة مستوطنين من إحدى البؤر الاستيطانية التي أقيمت مؤخرا في محيط البلدة أشعلوا النيران في محاصيل قمح تم حصدها وتجميعها تمهيدا لطحنها مما أدى إلى احتراق جزء كبير منها. وبيّن أن المواطنين تمكنوا من إخماد الحرائق والحيلولة دون انتشارها لأماكن أخرى، مشيرا إلى أن المستوطنين في تلك البؤر صعّدوا مؤخرا من هجماتهم ضد القرية والقرى المجاورة، بحماية من جيش الاحتلال. وفي أريحا شرقي الضفة، هاجم مستوطنون تجمع العوجا البدوي شمال المدينة، وقاموا برعي أغنامهم داخل التجمع، وتجولوا بين المساكن، وسط حالة من الذعر والقلق في صفوف الفلسطينيين. وقال حسن مليحات، المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة إسرائيليا، في بيان، إن "تحركات المستوطنين تمت بشكل استفزازي وتحت أنظار قوات الاحتلال، حيث رصد الأهالي وجودهم على مسافات قريبة من الخيام ومناطق السكن، مما أثار حالة من الذعر والخوف بين الموطنين". تهجير السكان ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية)، فإن المستوطنين نفذوا 341 اعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة خلال نيسان الماضي، وحاولوا إقامة 10 بؤر استيطانية. وأدت الانتهاكات الاستيطانية الإسرائيلية بالضفة إلى تهجير 29 تجمعا فلسطينيا مكونا من 311 عائلة يصل تعداد أفرادها إلى نحو ألفين، بين 7 تشرين الأول 2023 ونهاية عام 2024، بحسب الهيئة ذاتها. وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد 967 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية. وترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق منذ 7 تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.