
التدبر في معاني القرآن بين الفهم والتطبيق
سلّط برنامج "البرهان"، الذي يقدّمه الإعلامي سيف الدين الكوكي على إذاعة الديوان، الضوء على مفهوم التدبر والفهم في سياقات متعددة، وذلك من خلال حوار معمّق مع الدكتور حافظ قحا، الباحث في الاتصالات والإعلامية. تطرّق اللقاء إلى العلاقة بين المعرفة العلمية والمفاهيم الدينية، متناولًا الفرق بين القراءة، التلاوة والترتيل، وأثر المنطق والتحليل في بناء المعلومة الصحيحة.
الفرق بين القراءة والتلاوة والترتيل
أوضح الدكتور قحا أن القراءة هي المستوى الأولي للتعامل مع النصوص، بينما التلاوة تعني اتباع المحتوى وتطبيقه. أما الترتيل، فهو ليس مجرد تحسين الصوت أثناء التلاوة، بل يتعلق بترتيب الأفكار والمعلومات بشكل متناسق يسمح بالفهم العميق. واستدلّ بقول الإمام الطاهر بن عاشور الذي أشار إلى أن "حق التلاوة" يعني الالتزام بما ورد في النص والعمل به.
المعلومة بين المعطى والتحليل
تناول الدكتور قحا مفهوم المعلومة، موضحًا أنها لا تتشكل إلا بوجود معطيات مرتبة ومترابطة، مشيرًا إلى أن ترتيب المعطيات يُشبه "ترصيف الأسنان" في تناسق تام. وبيّن أن الإنسان لا يدرك معنى المعلومة إلا إذا كانت هذه المعطيات منظمة بشكل منطقي يسمح باستنتاج نتائج دقيقة.
أهمية المنطق في الفهم
تعمّق النقاش في دور المنطق في تشكيل الفهم الصحيح، حيث أشار الدكتور قحا إلى أن المنطق ليس واحدًا، بل هناك عدة أنواع، من بينها:
- المنطق الثنائي (1/0): يعتمد على الفصل التام بين الصواب والخطأ.
- المنطق الضبابي: الذي يسمح بدرجات من الاحتمالات بين الأبيض والأسود، مما يساعد على التعامل مع التعقيدات الواقعية.
- المنطق الزمني: الذي يراعي أن الفهم يتغير بمرور الوقت، فالفكرة التي تبدو صحيحة اليوم قد تتغير غدًا مع اكتساب معطيات جديدة.
الجدال والحوار في القرآن الكريم
أكّد الدكتور قحا على أهمية الحوار في تحقيق الفهم المشترك، مستدلًا بسورة المجادلة، التي تشير إلى ضرورة تجنّب المجادلة العقيمة والتركيز على تحديد الأهداف المشتركة قبل الدخول في أي نقاش. وأوضح أن عدم الفهم المتبادل هو السبب الرئيسي وراء العديد من الصراعات بين الأفراد والمجتمعات.
التدبر في القرآن: بين الكم والكيف
في سياق متصل، استعرض الدكتور قحا أهمية التدبر في فهم القرآن، مستنكرًا التركيز على عدد الختمات في رمضان دون وعي حقيقي بالمعاني. وأشار إلى أن الصحابة، ومنهم عمر بن الخطاب، كانوا يتوقفون عند كل آية حتى يتمكنوا من تطبيقها قبل الانتقال إلى غيرها.
رسالة البرنامج: العودة إلى التدبر العميق
اختُتم اللقاء برسالة موجهة إلى المستمعين تدعوهم إلى التدبر في النصوص، سواء العلمية أو الدينية، والحرص على ترتيب المعلومات بطريقة منطقية تتيح الفهم العميق بدلًا من الاستهلاك السطحي للمعرفة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

تورس
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- تورس
دعاء يوم الجمعة للأبناء وزيادة الرزق
يُعدّ يوم الجمعة سيد الأيام، وفيه ساعة لا يُرد فيها الدعاء كما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة. ولذا، يُقبل المسلمون على الدعاء وقراءة القرآن الكريم، خاصة سورة الكهف، طلبًا للبركة والمغفرة وتحقيقًا لأمانيهم الدنيوية والأخروية. فضل يوم الجمعة والدعاء فيه جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه" – رواه البخاري ومسلم. واختلف العلماء في تحديد هذه الساعة، لكن الراجح عند كثير منهم أنها آخر ساعة من يوم الجمعة قبل المغرب، مما يدفع الكثيرين إلى استغلال هذا الوقت في الإكثار من الدعاء والاستغفار. أعمال مستحبة في صباح الجمعة في صباح يوم الجمعة، يُستحب للمسلم أن يبدأ يومه ب: الاغتسال والتطيب استعدادًا لصلاة الجمعة. قراءة سورة الكهف، لما فيها من نور بين الجمعتين. الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه". الدعاء لنفسه ولوالديه وللمسلمين جميعًا، فهو من أعظم أبواب الخير. أدعية مأثورة يمكن ترديدها يوم الجمعة فيما يلي بعض الأدعية المستحبة التي يُمكن ترديدها في هذا اليوم الفضيل: "اللهم اغفر لي ولوالدي، وارزقني برّهم أحياءً وأمواتًا، واجعلني من عبادك الصالحين". "اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني". "اللهم ارزقني الخير كلّه عاجله وآجله، واصرف عني الشر كلّه ما علمت منه وما لم أعلم". "اللهم اجعل لي من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب".


الصحفيين بصفاقس
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- الصحفيين بصفاقس
حديث الجمعة:ما المقصود بـالأشهر الحرم؟
حديث الجمعة:ما المقصود بـالأشهر الحرم؟ 9 ماي، 11:00 هل تساءلت يومًا عن سر تخصيص الإسلام لأربعة أشهر من العام بمكانة استثنائية حيث تتعاظم الحسنات وتزداد حرمة المعاصي؟ إنها الأشهر الحرم التي تميزت بجوها الروحاني وأجوائها الداعية للسلام. وتشمل هذه الأشهر المباركة ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب، وقد جعلها الله تعالى زمناً للتفرغ للطاعات، وحرّم فيها القتال لتعزيز الأمن والسلم بين الناس. ولقد عرفت حتى في الجاهلية كأوقات يُحرّم فيها الظلم والعدوان. اغتنام هذه الأشهر ليس فقط بتجنب الذنوب، بل بمضاعفة الأجر من خلال الصلاة، الصيام، الذكر، والدعاء. إنها دعوة لكل مسلم لإصلاح النفس، وتعزيز العلاقات، وطلب المغفرة من الله في زمان عظيم. ابدأ الآن باستغلال بركة هذه الأشهر الحرم. خطط لأعمال الخير، ابتعد عن المعاصي، وأطلق صفحة جديدة مع الله ومع الآخرين. فهذه فرصة لا تُعوض للتقرب من الله ونيل فضله العظيم. الأشهر الحرم: فرصة للتقرب إلى الله الأشهر الحرم هي إحدى المحطات العظيمة التي شرعها الله عز وجل للمسلمين، حيث خصّها بمكانة مميزة ومنحها قدسية فريدة. تشير كلمة 'الأشهر الحرم' إلى أربعة أشهر من السنة الهجرية، ذُكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب. وقد سُميت بهذا الاسم لأن الله حرّم فيها القتال وأمر بتجنب المعاصي والذنوب فيها، ما يعكس اهتمام الشريعة الإسلامية بترسيخ قيم الأمن والسلام. من الأشهر الحرم .. ذو القعدة تمثل هذه الأشهر فرصة ثمينة لكل مسلم يريد التقرب من الله بالطاعات والابتعاد عن المحرمات، لما لها من فضل كبير وتأثير على حياة الأفراد والمجتمعات. في هذا المقال، نستعرض الأشهر الحرم بتفصيل موسع يشمل جذورها التاريخية وأحكامها ومكانتها في الإسلام. {إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} الأشهر الحرم هي شهور مباركة محددة في التقويم الهجري اختصها الله ووردت في كتابه العزيز : { إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } .. الآية (36) سورة التوبة. جاء في تفسير السعدي : قوله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ} أي: في قضائه وقدره. {اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا} وهي هذه الشهور المعروفة {فِي كِتَابِ اللَّهِ} أي في حكمه القدري، {يَوْمَ خَلَقَ السموات وَالْأَرْضَ} وأجرى ليلها ونهارها، وقدر أوقاتها فقسمها على هذه الشهور الاثني عشر [شهرًا]. {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} وهي: رجب الفرد، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وسميت حرما لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها. . أما في تفسير الجلالين : ( إن عدة الشهور ) المعتد بها للسنة (عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله) اللوح المحفوظ (يوم خلق السماوات والأرض منها) أي الشهور (أربعة حرم) محرَّمة ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب (ذلك) أي تحريمها (الدين القيم) المستقيم (فلا تظلموا فيهن) أي الأشهر الحرم (أنفسكم) بالمعاصي فإنها فيها أعظم وزرا وقيل في الأشهر كلها (وقاتلوا المشركين كافة) جميعا في كل الشهور (كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) بالعون والنصر. . ما المقصود بـ :الأشهر الحرم'؟ هي أربعة أشهر بحسب التقويم الهجري : ذو العقدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجب . ورد في السنة النبوية عن أَبي بكرَة رضي اللَّه عَنْه عن النبِي صَلَّى اللَّهُ علَيه وسلم : ' السنَة اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ .' رواه البخاري 2958

تورس
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- تورس
الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة
والأشهر الحرم هم : ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب. قال تعالى: ("إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ")(التوبة: 36) وهذه الأشهر ليست وليدة الإسلام، بل كانت معروفةً قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الإسلام أقرها وأعطاها بعدها الشرعي تعظيمًا لله لا للعادات. ما معنى "حُرُم"؟ ولماذا التخصيص؟ الظلم محرّم في كل الأزمنة، لكن التخصيص في قوله تعالى "فلا تظلموا فيهن أنفسكم" جاء للتشديد والتغليظ، تمامًا كما يُفضّل الله أماكن على أخرى (كالحرم المكي)، ويُفضل عبادات على أخرى، ويُفضل أزمنة على أزمنة، فهذه من خصائص الألوهية: "وربك يخلق ما يشاء ويختار" في هذه الأشهر يتضاعف ثواب الطاعة، وتشتد المؤاخذة على المعصية. فمن همّ بطاعة نال أجرًا مضاعفًا، ومن همّ بمعصية استحق وزرًا أعظم، لذا حثّ العلماء على الإكثار من الصيام، والذكر، والاستغفار في هذه الأشهر. القتال في الأشهر الحرم... قصة وعبرة ورد في القرآن الكريم قوله: ("يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۚ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ..." )(البقرة: 217) نزلت هذه الآية بسبب حادثة في السنة الثانية للهجرة، عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم سرية لاعتراض قافلةٍ لقريش، فوقع الاشتباك في نهاية جمادى الآخرة، وبداية رجب (وهو من الأشهر الحرم)، فقتل أحد المشركين. فثار المشركون ولاموا المسلمين على انتهاك حرمة الشهر، رغم أنهم أنفسهم كفروا، وصدّوا عن سبيل الله، وأخرجوا المسلمين من مكة ، فكان رد القرآن واضحًا: "وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ" والمقصود بالفتنة هنا: الشرك بالله، لا النزاعات الاجتماعية كما يظن البعض خطأً عند إسقاط الآية على مشكلات شخصية أو قبلية، فيُستشهد بها في غير موضعها. حرمة المكان... وتعظيم الحرم كما أن الزمان يُفضل، فإن المكان كذلك. مكة المكرمة والمدينة المنورة هما الحَرمان الوحيدان في الإسلام، والقدس الشريف – رغم فضله – ليس حرمًا بالمفهوم الفقهي، بل يُضاعف أجر الصلاة في المسجد الأقصى فحسب. قال الله تعالى عن الحرم المكي: ("وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)" (الحج: 25) فمن ارتكب كبيرة في الحرم، ضوعف عليه العقاب، ومن أطاع الله فيه، عظّم له الأجر. ولذا، فإن اجتماع الزمان والمكان والعبادة في الحج يجعل منه قمة في الطاعة: شهر حرام (ذو الحجة)مكان حرام (مكة)زمن فاضل (أيام العشر)يوم عظيم (عرفة) كل هذا يجعل ثواب الحج مضاعفًا وعظيمًا. خاتمة ودعاء إن تعظيم الشعائر والأزمنة والأمكنة هو من تقوى القلوب، ومن فقه المسلم أن يعرف كيف ومتى يُضاعف الثواب أو العقاب. فلنغتنم هذه الأشهر الحرم في ذكرٍ واستغفار، ولنحرص على تجنب الظلم والمعصية. اللهم زكِّ نفوسنا، وزدنا إيمانًا وهدًى، واجعلنا من المتقين. اللهم يسر لنا الطاعات، ووفقنا للصالحات، وبارك لنا في أوقاتنا، وارضَ عنا يا أرحم الراحمين. وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.